11 - 02 - 2015, 04:59 PM | رقم المشاركة : ( 7361 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الكمال، والممكن لقداسة البابا شنودة الثالث كلنا مطالبون بالكمال. غير أن الكمال المطلق هو لله وحده. أما نحن، فأقصى من نصل إليه هو الكمال النسبي، نسبةً لمقدراتنا، وما يمنحه لنا الله من نعمة... وهذا الكمال المطلوب منا هو الممكن، أي ما يمكننا عمله... أو ما يمكننا الوصول إليه دون أي تقصير من جانبنا... طفل صغير في بداية التعليم، يدرّسونه الجمع والطرح في علم الحساب. فينجح في الامتحان ويحصل على الدرجة النهائية. نقول إنه وصل إلى درجة الكمال في الرياضة (الحساب) طبقًا لمستواه. على الرغم من أن مستواه يُعتبر لا شيء، إذا ما قورن بالمستويات العليا في الرياضيات. ولكنه حصل على الكمال النسبي، نسبة إلى سنه، وإلى مستوى تعليمه. وليس هو مطالبًا بأكثر من هذا... المفروض طبعًا أن نعيش في سلام مع جميع الناس. ولكن يحدث أحيانًا أن زوجة لا تستطيع إطلاقًا أن تعيش في سلام مع حماتها في بيت واحد، لاختلاف الطباع أو اصطدام الآراء. فبدلًا من أن يتكرر الشجار كل يوم، من الأفضل أن تنفصلا، كل منهما في بيت. ولا يكون هذا خصامًا، إنما إبعادًا للقش عن النار... وتستمر العلاقة في سلام. ولكنه السلام النسبي أو الممكن. ينبغي اذن أن ننظر إلى إمكانيات كل شخص. ولا نطالبه بما هو فوق طاقته. والناس يتنوعون في مستوياتهم حتى الروحية منها.. فهناك مثلًا الشخص المبتدئ، وهو غير المختبر الناضج. وكلاهما غير الإنسان الروحي صاحب المواهب التي منحه الله إياها. والناس يختلفون أيضًا من جهة السن: فما يستطيعه الشاب غير ما يقدر عليه الشيخ، غير ما يستطيعه الطفل... ونرى من جهة الصحة والمرض أن ما يقدر عليه المريض غير ما يقدر عليه القوى في صحته. والكمال الممكن لكل هذه النوعيات من الناس، يختلف طبعًا من شخص إلى آخر... كل واحد منهم على قدر طاقته... لذلك يجب على المرشدين والمعلمين والوعاظ، ألا يطلبوا من الناس ما هو فوق طاقتهم من جهة الوصايا والتعليم... ونفس الكلام نقوله للآباء والأمهات، وكل الذين يعملون في مجال التربية وفي مراكز الشباب. بل وفي مجالات التنمية أيضًا... أعطوهم إذن الممكن الذي يقدرون عليه. وليس النافع هو كثرة الوصايا، بل ما يقدر السامع أن ينفذه منها. لهذا، كان السيد المسيح يوبخ المعلمين من الكتبة والفريسيين قائلًا "إنهم يحزمون أحمالًا ثقيلة، ويضعونها على أكتاف الناس وهم لا يقدرون أن يحركوها بأصابعهم"... والمستويات العليا يصل إليها الناس خطوة خطوة، ربما بتدريج طويل أو قصير، حسب إمكانياتهم... والله -تبارك اسمه- سوف يحاسب الناس، حسب إمكانياتهم وطاقاتهم. حسب الممكن، وليس حسب المطلق... كل منهم حسب مستوى عقله وفهمه، وما ورثه من طباع، وما يتعرض له من ضغوط خارجية لا تقوى عليها إرادته. نقول هذا من معرفته بعدل الله وأيضًا رحمته. وكلاهما يقرنان الوصية بالمقدرة. والله لا يطالب إنسانًا بوصية هي فوق قدرته أو فوق معرفته... ومن هنا أيضًا تدرجت وصايا الله للناس. فما أمرهم به في عصر الوثنية وعبادة الأصنام وتعدد الآلهة، كان من الطبيعي أن يرتفع في عصور المعرفة والنعمة وعبادة الإله الواحد... على أنه يجب أن نذكر ملاحظة هامة عن الممكن وهى: لا يصح إطلاقًا أن يتحول الممكن إلى لون من التسيب! فلا تقصّر في تنفيذ الوصية، وتغطى تقصيرك بالأعذار، وبأنه لم يكن في إمكانك غير ذلك!! كلا، بل ليكن لك ضمير صالح أمام الله وأمام نفسك، في صدق وتدقيق. لئلا تصل إلى تدليل النفس في هروبها من الوصية أو في استهتارها! مثال ذلك: إن كانت هناك إعفاءات من الصوم في حالات معينة للمرضى والعجائز والحبالى والمرضعات. فلا تتخذ مثل هذا التصريح سببًا للتسيب، إن كانت الصحة تحتمل... ملاحظة أخرى: وهى إن كانت إمكانيات شخص لا تستطيع الآن: فمن واجبات الإنسان الصالح أن يقوّى إمكانياتها ويزيده. وهناك تدريبات عملية كثيرة يستطيع أن يسلك فيها الشخص لكي يقوى قدرته، ويكتسب إمكانيات جديدة. وما كان غير مستطاع له بالأمس، يصبح اليوم ممكنًا. وهكذا فالأعذار التي كانت تغطى عجزه من قبل، لم يعد لها وجود الآن. وفى حدود الإمكان، يسلك الإنسان بأسلوب التدرج. فإن كنت لا تحب الخير (اقرأ مقالًا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات) الآن، اغصب نفسك عليه. وبالتوالي سيأتي وقت تتعود على عمل الخير، بل تشتاق إلى عمله. ولا يكون بعد عن طريق التغصب، إنما بكل رغبة واقتناع... درّب نفسك على الاحتمال. وما لا تستطيع احتماله اليوم، فإنك بالتدريب سوف تستطيعه فيما بعد. درّب نفسك على العطاء، ولو بالقليل! المهم أن تعطى بأي قدر. ثم تدرج في العطاء: زِدهُ شيئًا فشيئًا. وكلما وجدت ثماره الخيرة، فإنك ستنمو في عطائك، وتزداد في كمالك النسبي. ليكن هدفك باستمرار هو الكمال. ولا تقف عند حد. وهذا الهدف سوف يدفعك إلى النمو في عمل الخير. ولاحظ نفسك. إن كان نموك الروحي قد توقف. فادفعه مرة أخرى بأساليب وطرق شتى. لأنه على قدر ما تصل إلى كمال نسبى هنا على الأرض، سوف تكون مجازاتك في السماء... واطلب معونة من الله القادر على كل شيء، حتى تستطيع بمعونته وعمل نعمته، أن تنتقل من كمال إلى كمال أعلى في كلٍ من المستوى النسبي والممكن... |
||||
11 - 02 - 2015, 05:01 PM | رقم المشاركة : ( 7362 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
خــَـلـَقَ فأبْدَع
خــَـلـَقَ فأبْدَع كيف جئتُ إلى هنا؟ ولماذا أنا هنا؟ ما هذه الأرض التي أعيش عليها؟ كيف خُلقِتُ ووجـِدْت؟ هنالك أسئلة عديدة نطرحها جميعنا في أوقات مختلفة من حياتنا على هذه الأرض. ولو فـَتـَحت الكتاب المقدس وفتـَّشت في العهد القديم، ستقرأ الكلمات التالية في الآيتين الأولـَـتين من سفر التكوين (السفر الأول في الكتاب المقدس) "فِي ٱلْبَدْءِ خَلَقَ ٱللهُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ.وَكَانَتِ ٱلأَرْضُ خَرِبَةً وَخَالِيَةً، وَعَلَى وَجْهِ ٱلْغَمْرِ ظُلْمَةٌ، وَرُوحُ ٱللهِ يَرِفُّ عَلَى وَجْهِ ٱلْمِيَاهِ." (تكوين 1: 1 و2) هذه هي الحقيقة المتعلقة بخليقة عالمنا والإنسان. إن قصة الخلق هي قصة واقعية رائعة، فهي تخبرنا بأن الله تعالى قد خلق السموات والأرض في ستة أيام. وهذا ما تؤكده الآيات المذكورة في سفر التكوين، إذ تخبرنا بأن الله سبحانه قال : في اليوم الأول " .. لِيَكُنْ نُورٌ فَكَانَ نُورٌ" (تكوين 1: 3) وهكذا أضاء النور أرضنا المظلمة. ثم في اليوم الثاني، تـُخبرنا آيات سفر التكوين أيضاً بأن خالقنا خلق الجَلـَد وفصل بين المياه التي فوق الجلد والمياه التي تحت الجَلـَدْ. ودعا الله الجلد سماءً. وهكذا خلق الله السماء في اليوم الثاني. في اليوم الثالث، أمر الله أن تجتمع المياه التي تحت السماء وأن تظهر اليابسة التي دعاها أرضاً. ثم أمر الأرض أن تنبت عشباً وبقلاً وشجراً ذا ثمر. فكان كذلك. في اليوم الرابع خلق الله أنواراً في السماء، النور الأكبر (الشمس) لحُكم النهار، والنور الأصغر (القمر) لحكم الليل، والنجوم لتنير على الأرض ولتكون علامات لتحديد الأزمنة والأيام والسنين. في اليوم الخامس أمر الله أن تمتلئ المياه بالأسماك والسماء بالطيور، ثم باركها وقال لها أثمري وأكثري واملأي المياه في البحار، وليكثر الطير على الأرض. وهكذا كان بكلمة الله. في اليوم السادس خلق الله الحيوانات على وجه الأرض، ثم عمل تحفة الخلق – الرجل والمرأة. يا للإبداع والتنظيم والروعة ! لم يخلق سبحانه النباتات أولاً إلا بعد أن خلق النور ليوفــِّر للنباتات الغذاء. ولم يخلق الطيور قبل أن يجهَّز لها السماء لتطير فيها، ولم يخلق الحيوانات بأنواعها إلا بعد أن أنبت لها العشب والنبات لإعالتها وإطعامها. كل ما خلقه كان بتدبير ومقياس دقيق. إن الخليقة، كما نؤمن بها وحسب كلام الله، لم تستغرق آلاف أو ملايين السنين لتتم (حسبما يريدنا علماء التطور أن نعتقد!) فالخليقة اُنجزت خلال ستة أيام حرفية وبأمر الله الكلي القدرة وبكلمته. وبعد الستة أيام تلك، توَّج الله أسبوع الخلق هذا بيوم خاص جداً إذ تقول الآيات المقدسة موضحة هذه الحقيقة: " وَبَارَكَ اللهُ الْيَوْمَ السَّابعَ وَقَدَّسَهُ، لأَنَّهُ فِيهِ اسْتَرَاحَ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ اللهُ خَالِقًا. " (التكوين 2: 3 ) لقد بارك الله اليوم السابع وقدَّسه ليكون يوماً للعبادة ورفع الحمد والتسبيح له ولتذكـُّر عظمته وجلاله من خلال كل ما خلقه لنا وسوَّاه. إن السعادة والاكتفاء والكمال الذي أبدعه الله في خلقه كان سيستمر لأسابيع غير محدودة وإلى الأبد لولا المنحى المأساوي الذي تحوَّلت إليه مجريات الأمور في الجنة. إذ زحف الإثم (الكبرياء) وانسلَّ إلى عالمنا الكامل الذي خلقه الله لنا في البدء، وهكذا ابتدأ جمال الأرض يذبل وتسرَّب إليها الفساد والخراب والانحلال والموت. إن هذه النتائج المؤلمة جاءت نتيجة عصيان وتعدّي إبليس الذي شـَطـَن وابتعد عن اتــِّباع شريعة الله. فقد اختار أن ينشق عن عبادة الله ويسير في طريق الضلال الذي يقود إلى البؤس والموت، إذ لا حياة ولا رخاء بدون الله، فهو الحياة وهو أصل الوجود. ومع أننا مازلنا ننعم بالكثير من جمال الطبيعة الذي يذكرنا بخليقة الله الكاملة، إلا أننا نفتقد إلى الكمال الذي أرادنا الله من البدء أن يكون في عالمنا وفي أجسادنا وعقولنا ونفوسنا. طبعاً لا يمكن مقارنة كمالنا بكمال الله، حاشا لنا أن نفعل ذلك، لكن، لأن الله كامل فهو يخلق كل ما هو كامل، وقد أعطانا شريعته الكاملة لنعيش بالكمال أمامه كل أيام حياتنا. لكن الواقع الذي نعيشه يُظهر لنا جلياً أننا لا يمكن أن نحيا حياة الكمال أو أن نكون كاملين من تلقاء أنفسنا لأننا أصبحنا بالإثم مملوئين. لكن هناك سبيل للوصول إلى الكمال وهو قبول الضحية الكاملة التي قـُدِّمت بلا عيب ولا إثم أمام الله. لقد أعدَّ لنا الله جسراً للعبور إلى جنــَّته الكاملة، إنه جسر نعمة الله. فهذا الجسر يربط ما بين الجنة الكاملة، النقية والطاهرة، وأرضنا المشوَّهة، الملوثة بالدماء وأعمال الشر والظلم. إذا قبلت العبور على ذلك الجسر، سيتسنى لك ولي أن نتمتع بعالم أفضل، عالم كامل، عالم طاهر. لماذا نهدر الوقت والجهود في مجادلات عقيمة مع عقول بشر محدودين وخيال علماء غير مؤمنين ولا نخصصه لنشر التعليم الصحيح عن قصة الخلق العجيب! أعط ولاءك لخالق السموات والأرض، القادر أن يحفظك وينجيك ويعطيك حياة أبدية في جنة الخلد حيث لا يوجد فيها فساد ولا إثم ولا عصيان ولا حتى موت. هناك، ستكون لك حياة أبدية في عالم أسسه الله على النقاء والطهارة والكمال. * * * * * * * إِذَا أَرَى سَمَاوَاتِكَ عَمَلَ أَصَابِعِكَ الْقَمَرَ وَالنُّجُومَ الَّتِي كَوَّنْتَهَا فَمَنْ هُوَ الإِنْسَانُ حَتَّى تَذْكُرَهُ وَابْنُ آدَمَ حَتَّى تَفْتَقِدَهُ! وَتَنْقُصَهُ قَلِيلاً عَنِ الْمَلاَئِكَةِ وَبِمَجْدٍ وَبَهَاءٍ تُكَلِّلُهُ. تُسَلِّطُهُ عَلَى أَعْمَالِ يَدَيْكَ. جَعَلْتَ كُلَّ شَيْءٍ تَحْتَ قَدَمَيْهِ. الْغَنَمَ وَالْبَقَرَ جَمِيعاً وَبَهَائِمَ الْبَرِّ أَيْضاً وَطُيُورَ السَّمَاءِ وَسَمَكَ الْبَحْرِ السَّالِكَ فِي سُبُلِ الْمِيَاهِ. أَيُّهَا الرَّبُّ سَيِّدُنَا مَا أَمْجَدَ اسْمَكَ فِي كُلِّ الأَرْض! من سفر المزامير 8: 3-9 أشكرك أحبك كثيراً الرب يسوع المسيح يحبكم جميعاً فتعال...هو ينتظرك * * * * والمجد لربنا القدوس يسوع المسيح دائماً.. وأبداً.. آمين |
||||
13 - 02 - 2015, 05:52 PM | رقم المشاركة : ( 7363 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
السعادة السعادة ليس شيء أحب للإنسان من أن يكون سعيدًا! يختلف الناس بعضهم عن بعض في كثير من الأشياء، لكنهم يشتركون جميعًا في أمنية واحدة وهي السعادة .... يختلف الناس في أعمارهم، وطبائعهم، وجنسياتهم، ولغاتهم، وطرق حياتهم، لكنهم جميعهم يطلبون السعادة. ليس كل من يسعى إلى السعادة يبلغها، وكثيرون يجاهدون في سبيلها ويفشلون، لكن قليلون هم الذين يصلون. من يفتش عن السعادة في تحقيق رغبات الجسد وشهواته لن يصل إلى مبتغاه... ومن يرجو السعادة بالمال أو الجاه سيضلّ الطريق... فكم من أناس أكملوا شهوات أجسادهم فساروا وراء آبار مشققة لا تضبط ماء... فكانوا تعساء أشقياء لأنهم لم يعرفوا الطريق إلى كلام الله، وخوف اسمه، وإطاعة وصاياه، كما قال الرب يسوع، "تَضِلُّونَ إِذْ لاَ تَعْرِفُونَ الْكُتُبَ وَلاَ قُوَّةَ اللهِ" (متى 29:22)، فضلّوا الطريق ولم يصلوا إلى شيء مما ابتغوه وأرادوا أن يحققوه. الحقيقة أنه ليس شيء يملأ القلب بالسعادة إلا قداسة الحياة، وطهارة القلب، ونقاء الضمير، والنصرة على الخطية. فلا سعادة بغير السلام لقلب خاطئ أثيم. "لاَ سَلاَمَ، قَالَ الرَّبُّ لِلأَشْرَارِ" (إشعياء 22:48). فالخاطئ الذي يفعل الخطية هو ضعيف، وبائس، وذليل أمام شهواته، ومغلوب على أمره. إنه عبد مذعن لشهواته كما قال الرب يسوع: "مَنْ يَعْمَلُ الْخَطِيَّةَ هُوَ عَبْدٌ لِلْخَطِيَّةِ" (يوحنا 34:8). إنه قلق، ومتعب، ولا مكان راحة واستقرار له. يسير وراء قيادة إبليس الشريرة التي تفسد تفكيره وتدفعه إلى الهاوية. إنها تقتل إرادته، وتميت ضميره، وتعكر صفو حياته، وتنزع السلام من قلبه. ليس شيء يمنح النفس راحة، وهدوءا، وسعادة، وسلامًا، مثل النجاح الداخلي، والنصرة على الشيطان وكل قوته، والتسامي بحياته إلى ما هو طاهر، وجليل، ومسر، وصيته حسن. فالسعادة لن تشع إلا في قلب من عرف طريق الحياة النقية، إذ امتلك الله زمام حياته، وقاده في طريق الشركة الحقيقية معه بواسطة ابنه الرب يسوع المسيح، وأصبح الروح القدس يرشده ويساعده. فإن أردت حقًا أن تعرف طريق السعادة ( فإلى الشَرِيعَةِ ، و عَرْشِ النِّعْمَةِ والشهادة ...) أي إلى كلمة الله التي تعلن لك هذا الطريق، فتنير لك السبيل، وترشدك، وتقويك، وتقودك إلى عشرة مقدسة مع الله، وإلى خدمة متفانية ومنتصرة. أشكرك أحبك كثيراً الرب يسوع المسيح يحبكم جميعاً فتعال...هو ينتظرك * * * * والمجد لربنا القدوس يسوع المسيح دائماً.. وأبداً.. آمين |
||||
13 - 02 - 2015, 06:29 PM | رقم المشاركة : ( 7364 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
سؤال: لفظ "الله" Allah هي كلمة إسلامية، لماذا تستخدمونها؟! وهل لديكم إثبات على وجودها بالكتاب المقدس؟ الإجابة: كلمة الله God أصلًا كلمة مذكورة في الكتاب المقدس، وهو قبل الإسلام. وعدد مرات ذكرها حوالي 2246 مرة، وللتأكد من أن أصلها من الكتاب المقدس، لك أن تقرأ الآية الأولى من الإصحاح الأول من السفر الأول في الكتاب المقدس، فستجدها به، وستجده أيضًا في الأصحاح الأخير من العهد الجديد من كتاب الله! ومن أسماء الله في الكتاب المقدس "ألوهيم"، وهو أصل الكلمة المشتقة منها.. ونقول باللغة العربية "تأليه"، أي يجعل الشيء إلهًا، وليس معناها أننا نقصد الخالق! ونتحدث عن معبودات المصريين القدماء مثلا فنقول عنها أنها آلهة وأوثان.. والإله هو ما يتخذه أصحاب دين ما معبودًا، ولا يعني أن باستخدامي كلمة "الله" فأنا أقصد الخالق عامة الذي أعبده، ولا يعني ذلك أنه نفس وجهة نظرك من جهة الإله الذي تعبده.. ويقول المعجم الوجيز (إصدار مجمع اللغة العربية - طبعة وزارة التربية والتعليم 1994 م.) في ص23، تحت باب (إله) حرف أ: "الإله: كل ما إتُخِذَ معبودًا". وفي نفس الباب (باب كلمة إله)، يتناول مشتقاتها، ومنها كلمة "الله"، فهي كلمة مشتقة وليست كمجرد اسم. إن ترجمات الكتاب المقدس العربية سبقت الإسلام أيضًا.. فقد بدأت محاولات الترجمة للكتاب المقدس إلى اللغة العربية بعد بداية انتشار المسيحية.. فاللغة العربية ليست من ابتداع القرآن، بل هي مجرد لغة كُتِبَ بها. ومن غير المعقول أن يكون المُبَشِّرون الأوائل الذين نشروا الإيمان المسيحي في البلاد العربية قبل ظهور الإسلام بعدة قرون قد أهملوا تزويد رعاياهم بترجمة للأسفار المقدسة إلى لسانهم العربي. ففي يوم حلول الروح القدس على التلاميذ المذكور في سفر أعمال الرسل، كان هناك في ذلك اليوم عرب موجودين، ضمن جنسيات أخرى، سمعوا التلاميذ يتكلَّمون بألسنتهم بعظائم الله (الأعمال 2: 11). وربما يكون أولئك العرب إما كانوا يهودًا أو مُتَّهدين جددًا من جنس عربي. كما أن بولس توجَّه بعد اهتدائه إلى البلاد العربية (غلاطية 1: 17). ويُقصَد بها الصحارى في شرق دمشق، أو ربما في جبل سيناء. وفي القرن الثالث كانت هناك أبارشيات أسقفية كثيرة في البلاد العربية، وانتشرت البدع فيها أيضًا، حتى أن أوريجانوس ذهب موفدًا إليها نحو سنة 215 م. لتثبيت الإيمان. وذهب مرة أخرى في ما بين 240 و249 ليدحض بدعة متصلة بخلود الروح.. وانعقد في تلك الفترة مجمع في بلاد العرب مكوَّن من 14 أسقفًا أدانوا تلك البدعة، وقد اكتُشِفَت أعمال ذلك المجمع في طرة بمصرسنة 1941 م. كما عقد البابا ديوناسيوس مجمعًا بالإسكندرية (نحو سنة 248 م.) وكتب رسالة إلى بلاد العرب يدحض فيها تلك البدعة (راجع cuna[arion سنكسار 13 برمهات أمر آخر، إن كنت تقول أن الله هو اسم، فإن كان اسمًا، كان سَيُتَرجَم في ترجمات الكتاب المقدس إلى Allah أو Alah.. ولكنه يُترجَم بالإنجليزية God, وبالفرنسية Dieu وبالقبطية ;Vnou.. وهكذا.. فهو مجرد لفظ؛ أي الرب الإله الخالق، وليس اسمًا من أسماء الله.. ومن الأمور الملحوظة التي سقطت من السائل العزيز هو أن رسول الإسلام اسمه "محمد بن عبد الله بن عبد المطلب.."، فاسم أبيه به كلمة "الله"! فهل كان والده مسلمًا؟! أم تغير اسمه بعد الإسلام؟ أم أن هذا يوضح أن الكلمة كانت مُستخدمة من قبل؟ الله واحد.. أقصد أنه لا يوجد إله للمسيحيين، وإله للمسلمين، إلى غير ذلك.. ولكنه هو إله واحد للجميع. الفرق هو في مفهوم كل دين عن الله تبارك اسمه.. أي أن خالق الكل واحد، ولكن ليس الكل لديهم نفس الفكرة عن ذلك الإله.. وعندما أستخدم كلمة "الله" فأنا أستخدمها بمعناها المعتاد بأنه هو الرب الخالق، ولكن بالطبع هذا لا علاقة له بالله في المفهوم القرآني.. فلا إشكالية في استخدام الاسم مادام واضح أنني لا أتحدث عن إله الإسلام أو الله بحسب المفهوم القرآني.. وعلى أي الأحوال الله عز وجل لا يُحَد ولا يُوصَف، ولا توجد لغة على الأرض تستطيع أن تتحدث عنه تبارك اسمه.. فالله ليس كلمة، أو وصف لمعبود أي من الأديان.. إنه الخالِق.. الذي "بِهِ نَحْيَا وَنَتَحَرَّكُ وَنُوجَدُ" (سفر أعمال الرسل 17: 28).. |
||||
15 - 02 - 2015, 12:08 PM | رقم المشاركة : ( 7365 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الجحيم الابدي فَٱسْتَعِدَّ لِلِقَاءِ إِلَهِكَ (عاموس 4: 12 ) مدة الإقامة في جهنّم (1) إن ما قيل آنفاً مخيف حقاً ! ولكن الأشدّ رهبة هو انعدام الرجاء بالخلاص منه. لأن الكتاب المقدس يجزم تماماً بأن عذاب جهنّم لا يتوقف إلى الأبد. والنصوص الكتابية، التي تؤيد ذلك عديدة منها: * قول إشعياء عن وقائد أبدية «مَنْ مِنَّا يَسْكُنُ فِي نَارٍ آكِلَةٍ؟ مَنْ مِنَّا يَسْكُنُ فِي وَقَائِدَ أَبَدِيَّةٍ؟» (إشعياء 33: 14)، وعن نار لا تطفأ «.. لأَنَّ دُودَهُمْ لاَ يَمُوتُ وَنَارَهُمْ لاَ تُطْفَأُ،.. » (إشعياء 66: 24). * قول دانيال عن العار في الازدراء الأبدي (دانيال 12: 2) * قول يوحنا والمسيح عن النار التي لا تطفأ أبداً (متّى 3: 12، مرقس 9: 43). * قول المسيح: «يَمْضِي هٰؤُلاَءِ إِلَى عَذَابٍ أَبَدِيٍّ وَٱلأَبْرَارُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ» (متّى 25: 46). * «وَلٰكِنْ مَنْ جَدَّفَ عَلَى ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ فَلَيْسَ لَهُ مَغْفِرَةٌ إِلَى ٱلأَبَدِ، بَلْ هُوَ مُسْتَوْجِبٌ دَيْنُونَةً أَبَدِيَّةً» .(مرقس 3: 29) «مَنْ قَالَ عَلَى ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ فَلَنْ يُغْفَرَ لَهُ، لاَ فِي هٰذَا ٱلْعَالَمِ وَلاَ فِي ٱلآتِي» (متّى 12: 32). تدلنا القرائن على أن الخطية ضد الروح القدس، هي التصدي المصمم، على عمله بالتبكيت على الخطية والحض على تجديد الحياة بقبول يسوع المسيح مخلصاً. ويقيناً أننا حين نتأمّل بعمق في ما كتب في الأسفار المقدّسة عن الروح القدس، ندرك أن عمله يتناول الإنسان بأنه خاطئ، وبأن المسيح هو المخلّص. فإذا رفض الإنسان هذه الحقيقة، يكون قد ارتكب الخطية التي لا تغفر. فالذاهبون إلى العذاب إذن، هم الذين رفضوا المخلّص على وفق قوله: «اَلَّذِي يُؤْمِنُ بِهِ لاَ يُدَانُ، وَٱلَّذِي لاَ يُؤْمِنُ قَدْ دِينَ، لأَنَّهُ لَمْ يُؤْمِنْ بِٱسْمِ ٱبْنِ ٱللّٰهِ ٱلْوَحِيدِ» (يوحنا 3: 18). * أن الدينونة الأبدية، هي من الأشياء الأكثر بداهة وحقاً. فقد قال الرسول: «لِذٰلِكَ وَنَحْنُ تَارِكُونَ كَلاَمَ بَدَاءَةِ ٱلْمَسِيحِ لِنَتَقَدَّمْ إِلَى ٱلْكَمَالِ، غَيْرَ وَاضِعِينَ أَيْضاً أَسَاسَ ٱلتَّوْبَةِ مِنَ ٱلأَعْمَالِ ٱلْمَيِّتَةِ، وَٱلإِيمَانِ بِٱللّٰهِ، تَعْلِيمَ ٱلْمَعْمُودِيَّاتِ، وَوَضْعَ ٱلأَيَادِي، قِيَامَةَ ٱلأَمْوَاتِ، وَٱلدَّيْنُونَةَ ٱلأَبَدِيَّةَ» (عبرانيين 6: 1 -2). * نقرأ في رسالة يهوذا: «.. إِنَّ ٱلرَّبَّ بَعْدَمَا خَلَّصَ ٱلشَّعْبَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، أَهْلَكَ أَيْضاً ٱلَّذِينَ لَمْ يُؤْمِنُوا. وَٱلْمَلاَئِكَةُ ٱلَّذِينَ لَمْ يَحْفَظُوا رِيَاسَتَهُمْ، بَلْ تَرَكُوا مَسْكَنَهُمْ حَفِظَهُمْ إِلَى دَيْنُونَةِ ٱلْيَوْمِ ٱلْعَظِيمِ بِقُيُودٍ أَبَدِيَّةٍ تَحْتَ ٱلظَّلاَمِ. كَمَا أَنَّ سَدُومَ وَعَمُورَةَ وَٱلْمُدُنَ ٱلَّتِي حَوْلَهُمَا، إِذْ زَنَتْ عَلَى طَرِيقٍ مِثْلِهِمَا وَمَضَتْ وَرَاءَ جَسَدٍ آخَرَ، جُعِلَتْ عِبْرَةً مُكَابِدَةً عِقَابَ نَارٍ أَبَدِيَّةٍ... هٰؤُلاَءِ... نُجُومٌ تَائِهَةٌ مَحْفُوظٌ لَهَا قَتَامُ ٱلظَّلاَمِ إِلَى ٱلأَبَدِ» (يهوذا 5 - 13). * ونقرأ في سفر الرؤيا: «وَيَصْعَدُ دُخَانُ عَذَابِهِمْ إِلَى أَبَدِ ٱلآبِدِينَ... . وَسَيُعَذَّبُونَ نَهَاراً وَلَيْلاً إِلَى أَبَدِ ٱلآبِدِينَ» (رؤيا 14: 11، 19: 3، 20: 10). إن من يقرأ هذه الفقرات، لا بد أن يستخرج المؤثرات الفاجعة، التي تؤكد أن عذاب جهنّم ليس له نهاية. بيد أن هذه الفكرة مهما كانت مرعبة بالنسبة للنفس البشرية، فقد لاقت معارضات كثيرة، كان هدفها زعزعة هذا اليقين. (2) الاعتراضات على عقيدة العذاب الأبدي : -A- يقول النقاد إن الاصطلاحات اللغوية في العهد القديم يمكن أن تفيد أن الكلمات: موت، أبد، أبدي، أبدية، لا تحمل بالضرورة معنى الأبد المطلق. مثلاً على ذلك القول: «لأَنَّكُمْ قَدْ أَضْرَمْتُمْ نَاراً بِغَضَبِي تَتَّقِدُ إِلَى ٱلأَبَدِ» . (إرميا 17: 4) «لأَنَّ شَعْبِي قَدْ نَسِيَنِي ... وَقَدْ أَعْثَرُوهُمْ فِي طُرُقِهِمْ فِي ٱلسُّبُلِ ٱلْقَدِيمَةِ لِيَسْلُكُوا فِي شُعَبٍ، فِي طَرِيقٍ غَيْرِ مُسَهَّلٍ لِتُجْعَلْ أَرْضُهُمْ خَرَاباً وَصَفِيراً أَبَدِيّاً» . (إرميا 18: 15 -16) «وَيَكُونُ عِنْدَ تَمَامِ ٱلسَّبْعِينَ سَنَةً أَنِّي أُعَاقِبُ مَلِكَ بَابِلَ وَتِلْكَ ٱلأُمَّةَ يَقُولُ ٱلرَّبُّ عَلَى إِثْمِهِمْ وَأَرْضَ ٱلْكَلْدَانِيِّينَ، وَأَجْعَلُهَا خِرَباً أَبَدِيَّةً» (إرميا 25: 12). إن الاستشهاد بهذه العبارات لا يمكنه غمط الحقيقة المعلنة من الله عن أبديته، وعن الحياة الأبدية، وعن العذاب الأبدي. فهذه الإعلانات لها معنى الإطلاق. مثلاً على ذلك قول الكتاب: «كُرْسِيُّكَ يَا اَللّٰهُ إِلَى دَهْرِ ٱلدُّهُورِ» . (مزمور 45: 6) «مُنْذُ ٱلأَزَلِ إِلَى ٱلأَبَدِ أَنْتَ ٱللّٰهُ» . (مزمور 90: 2) «أَنَا هُوَ ٱلْخُبْزُ ٱلْحَيُّ ٱلَّذِي نَزَلَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ. إِنْ أَكَلَ أَحَدٌ مِنْ هٰذَا ٱلْخُبْزِ يَحْيَا إِلَى ٱلأَبَدِ» . (يوحنا 6: 51) «أَمَّا قِدِّيسُو ٱلْعَلِيِّ فَيَأْخُذُونَ ٱلْمَمْلَكَةَ وَيَمْتَلِكُونَ ٱلْمَمْلَكَةَ إِلَى ٱلأَبَدِ وَإِلَى أَبَدِ ٱلآبِدِينَ» . (دانيال 7: 18) «وَسَيُعَذَّبُونَ نَهَاراً وَلَيْلاً إِلَى أَبَدِ ٱلآبِدِينَ» (رؤيا 20: 10). فتعاقب الكلمات دهر الدهور، وأبد الآبدين، وإلى الأبد، له دلالته على أن المعنى به هو الأبد المطلق. -B- يزعم البعض أن الكلمة «أبدي» الواردة في العهد الجديد في اليونانية تعني فقط مدة طويلة بالمقارنة مع الدهر الآتي . ويقولون إنه يمكن ترجمتها بكلمة عصر. فليكن التشابه بين الكلمتين «أبدي» والدهر الآتي. فليس من أحد يشك في ذلك. ولكن العهد الجديد كان له اهتمام خاص، لكي لا يتركنا في الجهل من جهة استعمال هذه التعبير الذي ورد 71 مرة في أسفار العهد الجديد. منها 64 تقرر الحقائق الإلهية والسعيدة في العالم الآتي: الإله الأبدي، قدرته السرمدية، الروح الأبدي، المجد الأبدي، التعزية الأبدية، الخيمة الأبدية، الأزمنة الأزلية، الأشياء غير المنظورة الأبدية. فهذه الحالات جميعها، بلا شك تعني مدة غير محدودة. وبالمقابل توجد سبع حالات تتناول فيها الهلاك الأبدي (متّى 18: 8، 25: 41 ، يهوذا 7). والنار الأبدية (متّى 25: 46). والعذاب الأبدي (مرقس 3: 29). بِهَلاَكٍ أَبَدِيٍّ (2 تسالونيكي 1: 9). والدينونة الأبدية (عبرانيين 6: 2). -C- أيضاً زعم المعترضون أن التعبير القائل: إلى أبد الآبدين يعني عدداً من الأزمنة وليس الأبدية المطلقة. ورداً على هذا الادعاء لننظر المعنى الذي أُعطي لهذا التعبير في سفر الرؤيا، الذي يستعمله غالباً. قال يسوع: «أَنَا هُوَ ٱلأَوَّلُ وَٱلآخِرُ، وَٱلْحَيُّ. وَكُنْتُ مَيْتاً وَهَا أَنَا حَيٌّ إِلَى أَبَدِ ٱلآبِدِينَ. آمِينَ» (رؤيا 1: 17 -18). ويقدم لنا سفر الرؤيا مشهداً لعبادة أهل السماء إذ يقول: «وَيَسْجُدُونَ لِلْحَيِّ إِلَى أَبَدِ ٱلآبِدِينَ» (رؤيا 4: 10). ونقرأ في السفر المجيد تسبيحة أهل السماء في المحضر الإلهي القائلة: «لِلْجَالِسِ عَلَى ٱلْعَرْشِ وَلِلْحَمَلِ ٱلْبَرَكَةُ وَٱلْكَرَامَةُ وَٱلْمَجْدُ وَٱلسُّلْطَانُ إِلَى أَبَدِ ٱلآبِدِينَ» (رؤيا 5: 13). ونقرأ أيضاً تسبيحة المفديين وملائكة السماء القائلة: «آمِينَ! ٱلْبَرَكَةُ وَٱلْمَجْدُ وَٱلْحِكْمَةُ وَٱلشُّكْرُ وَٱلْكَرَامَةُ وَٱلْقُدْرَةُ وَٱلْقُوَّةُ لإِلٰهِنَا إِلَى أَبَدِ ٱلآبِدِينَ» . (رؤيا 7: 12) ويذكر هذا السفر المجيد أن المختارين سيملكون مع المسيح إلى أبد الآبدين (رؤيا 22: 5). إلى هنا أرى أن التعبير إلى أبد الآبدين يعني زماناً لا نهاية له. واستطراداً لا يسعني إلا أن أتساءل: لماذا يحاول البعض تحميله معنى المحدودية بالنسبة لجهنّم؟ ولكن ألم يقل صاحب الإعلان «وَيَصْعَدُ دُخَانُ عَذَابِهِمْ إِلَى أَبَدِ ٱلآبِدِينَ»؟ (رؤيا 14: 11). أخيراً يقول المتضلّعون في اللغة اليونانية أن العبارة «إلى أبد الآبدين» وردت 12 مرة في سفر الرؤيا بمعنى الأبدية المطلقة. -D- يمكننا أن نقول الشيء نفسه بالنسبة لكلمتي الأبدية وإلى الأبد، لأن العهد الجديد يستعملها بمعنى الأبدية المطلقة. مثلاً على ذلك القول الرسولي: «وأَمَّا هٰذَا فَلأَنَّهُ يَبْقَى إِلَى ٱلأَبَدِ، لَهُ كَهَنُوتٌ لاَ يَزُولُ... يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ هُوَ هُوَ أَمْساً وَٱلْيَوْمَ وَإِلَى ٱلأَبَدِ» (عبرانيين 7: 24، 13: 8). «... لأَجْلِ هٰذَا ٱفْتَرَقَ عَنْكَ إِلَى سَاعَةٍ، لِكَيْ يَكُونَ لَكَ إِلَى ٱلأَبَدِ» (فيلمون 15). هنا لا بد للمتأمل في هذا الموضوع أن يتساءل: لماذا هذه الكلمات نفسها يجب أن تتغير فجأة، حين يكون الكلام عن جهنّم؟ انظر ما قاله الرسول في أبدية جهنّم: «أَمْوَاجُ بَحْرٍ هَائِجَةٌ مُزْبِدَةٌ بِخِزْيِهِمْ. نُجُومٌ تَائِهَةٌ مَحْفُوظٌ لَهَا قَتَامُ ٱلظَّلاَمِ إِلَى ٱلأَبَدِ» (يهوذا 13). -E- يقول المعترضون: إن الدود الذي لا يموت والنار التي لا تطفأ، ليست سوى كلمات مجازية، لأن الدود حين يقضم كل شيء يموت، وحين تحرق النار كل شيء تنطفئ. ففي وادي هنوم (جهنّم) كانت النفايات تذهب طعماً للنيران. والنار كانت تبقى مشتعلة، طالما تلقى فيها النفايات. هذا التحليل يبدو صحيحاً من جهة النار والوقود الأرضي. ولكن هذا لا ينطبق إطلاقاً على ما يقوله الكتاب عن العالم الآتي. والواقع، إن كانت الأنفس تبقى في العذاب، فلماذا تكون جهنّم وقتية؟ وإلا ما معنى قول صاحب الإعلان: «وَسَيُعَذَّبُونَ نَهَاراً وَلَيْلاً إِلَى أَبَدِ ٱلآبِدِينَ» (رؤيا 20: 10) فالبحيرة المتقدة إذن تبقى إلى ما لا نهاية له. في معرض التكلّم عن أبدية جهنّم، أرى لزاماً عليّ أن أعود للتكلّم في مسألة الفناء. صحيح أن قبول حقيقة جهنّم الأبدية يواجه صعوبة لدى كثيرين: ولكن بما أن النصوص الكتابية الخاصة بهذا الموضوع في متناول أيدي الجميع فلا مندوحة لنا من إحناء الرأس والتسليم بكل ما جاء في الكلمة الإلهية. وكم هو جدير بنا أن نتصرّف كما تصرّف الواعظ الكبير أدولف مونود حين استنار ذهنه وعرف الحقيقة، فقال: «لقد بذلت كل ما في طاقتي من جهود، لكي أجد في كلمة الله ما ينفي وجود العذابات الأبدية، ولكنني لم أنجح في محاولاتي. فحين قرأت ما أعلنه يسوع: «يمضي هؤلاء إلى عذاب أبدي ويمضي الأبرار إلى حياة أبدية» تبيّن لي أن عذاب الأشرار أبدي، كما أن سعادة الأبرار أبدية. وعندئذ لم يكن في وسعي إلا التسليم وإحناء الرأس، ثم وضعت يدي على فمي، وآمنت بالعذابات الأبدية» أشكرك أحبك كثيراً الرب يسوع المسيح يحبكم جميعاً فتعال...هو ينتظرك * * * * والمجد لربنا القدوس يسوع المسيح دائماً.. وأبداً.. آمين |
||||
15 - 02 - 2015, 12:09 PM | رقم المشاركة : ( 7366 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الجحيم الابدي فَٱسْتَعِدَّ لِلِقَاءِ إِلَهِكَ (عاموس 4: 12 ) مدة الإقامة في جهنّم (1) إن ما قيل آنفاً مخيف حقاً ! ولكن الأشدّ رهبة هو انعدام الرجاء بالخلاص منه. لأن الكتاب المقدس يجزم تماماً بأن عذاب جهنّم لا يتوقف إلى الأبد. والنصوص الكتابية، التي تؤيد ذلك عديدة منها: * قول إشعياء عن وقائد أبدية «مَنْ مِنَّا يَسْكُنُ فِي نَارٍ آكِلَةٍ؟ مَنْ مِنَّا يَسْكُنُ فِي وَقَائِدَ أَبَدِيَّةٍ؟» (إشعياء 33: 14)، وعن نار لا تطفأ «.. لأَنَّ دُودَهُمْ لاَ يَمُوتُ وَنَارَهُمْ لاَ تُطْفَأُ،.. » (إشعياء 66: 24). * قول دانيال عن العار في الازدراء الأبدي (دانيال 12: 2) * قول يوحنا والمسيح عن النار التي لا تطفأ أبداً (متّى 3: 12، مرقس 9: 43). * قول المسيح: «يَمْضِي هٰؤُلاَءِ إِلَى عَذَابٍ أَبَدِيٍّ وَٱلأَبْرَارُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ» (متّى 25: 46). * «وَلٰكِنْ مَنْ جَدَّفَ عَلَى ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ فَلَيْسَ لَهُ مَغْفِرَةٌ إِلَى ٱلأَبَدِ، بَلْ هُوَ مُسْتَوْجِبٌ دَيْنُونَةً أَبَدِيَّةً» .(مرقس 3: 29) «مَنْ قَالَ عَلَى ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ فَلَنْ يُغْفَرَ لَهُ، لاَ فِي هٰذَا ٱلْعَالَمِ وَلاَ فِي ٱلآتِي» (متّى 12: 32). تدلنا القرائن على أن الخطية ضد الروح القدس، هي التصدي المصمم، على عمله بالتبكيت على الخطية والحض على تجديد الحياة بقبول يسوع المسيح مخلصاً. ويقيناً أننا حين نتأمّل بعمق في ما كتب في الأسفار المقدّسة عن الروح القدس، ندرك أن عمله يتناول الإنسان بأنه خاطئ، وبأن المسيح هو المخلّص. فإذا رفض الإنسان هذه الحقيقة، يكون قد ارتكب الخطية التي لا تغفر. فالذاهبون إلى العذاب إذن، هم الذين رفضوا المخلّص على وفق قوله: «اَلَّذِي يُؤْمِنُ بِهِ لاَ يُدَانُ، وَٱلَّذِي لاَ يُؤْمِنُ قَدْ دِينَ، لأَنَّهُ لَمْ يُؤْمِنْ بِٱسْمِ ٱبْنِ ٱللّٰهِ ٱلْوَحِيدِ» (يوحنا 3: 18). * أن الدينونة الأبدية، هي من الأشياء الأكثر بداهة وحقاً. فقد قال الرسول: «لِذٰلِكَ وَنَحْنُ تَارِكُونَ كَلاَمَ بَدَاءَةِ ٱلْمَسِيحِ لِنَتَقَدَّمْ إِلَى ٱلْكَمَالِ، غَيْرَ وَاضِعِينَ أَيْضاً أَسَاسَ ٱلتَّوْبَةِ مِنَ ٱلأَعْمَالِ ٱلْمَيِّتَةِ، وَٱلإِيمَانِ بِٱللّٰهِ، تَعْلِيمَ ٱلْمَعْمُودِيَّاتِ، وَوَضْعَ ٱلأَيَادِي، قِيَامَةَ ٱلأَمْوَاتِ، وَٱلدَّيْنُونَةَ ٱلأَبَدِيَّةَ» (عبرانيين 6: 1 -2). * نقرأ في رسالة يهوذا: «.. إِنَّ ٱلرَّبَّ بَعْدَمَا خَلَّصَ ٱلشَّعْبَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، أَهْلَكَ أَيْضاً ٱلَّذِينَ لَمْ يُؤْمِنُوا. وَٱلْمَلاَئِكَةُ ٱلَّذِينَ لَمْ يَحْفَظُوا رِيَاسَتَهُمْ، بَلْ تَرَكُوا مَسْكَنَهُمْ حَفِظَهُمْ إِلَى دَيْنُونَةِ ٱلْيَوْمِ ٱلْعَظِيمِ بِقُيُودٍ أَبَدِيَّةٍ تَحْتَ ٱلظَّلاَمِ. كَمَا أَنَّ سَدُومَ وَعَمُورَةَ وَٱلْمُدُنَ ٱلَّتِي حَوْلَهُمَا، إِذْ زَنَتْ عَلَى طَرِيقٍ مِثْلِهِمَا وَمَضَتْ وَرَاءَ جَسَدٍ آخَرَ، جُعِلَتْ عِبْرَةً مُكَابِدَةً عِقَابَ نَارٍ أَبَدِيَّةٍ... هٰؤُلاَءِ... نُجُومٌ تَائِهَةٌ مَحْفُوظٌ لَهَا قَتَامُ ٱلظَّلاَمِ إِلَى ٱلأَبَدِ» (يهوذا 5 - 13). * ونقرأ في سفر الرؤيا: «وَيَصْعَدُ دُخَانُ عَذَابِهِمْ إِلَى أَبَدِ ٱلآبِدِينَ... . وَسَيُعَذَّبُونَ نَهَاراً وَلَيْلاً إِلَى أَبَدِ ٱلآبِدِينَ» (رؤيا 14: 11، 19: 3، 20: 10). إن من يقرأ هذه الفقرات، لا بد أن يستخرج المؤثرات الفاجعة، التي تؤكد أن عذاب جهنّم ليس له نهاية. بيد أن هذه الفكرة مهما كانت مرعبة بالنسبة للنفس البشرية، فقد لاقت معارضات كثيرة، كان هدفها زعزعة هذا اليقين. (2) الاعتراضات على عقيدة العذاب الأبدي : -A- يقول النقاد إن الاصطلاحات اللغوية في العهد القديم يمكن أن تفيد أن الكلمات: موت، أبد، أبدي، أبدية، لا تحمل بالضرورة معنى الأبد المطلق. مثلاً على ذلك القول: «لأَنَّكُمْ قَدْ أَضْرَمْتُمْ نَاراً بِغَضَبِي تَتَّقِدُ إِلَى ٱلأَبَدِ» . (إرميا 17: 4) «لأَنَّ شَعْبِي قَدْ نَسِيَنِي ... وَقَدْ أَعْثَرُوهُمْ فِي طُرُقِهِمْ فِي ٱلسُّبُلِ ٱلْقَدِيمَةِ لِيَسْلُكُوا فِي شُعَبٍ، فِي طَرِيقٍ غَيْرِ مُسَهَّلٍ لِتُجْعَلْ أَرْضُهُمْ خَرَاباً وَصَفِيراً أَبَدِيّاً» . (إرميا 18: 15 -16) «وَيَكُونُ عِنْدَ تَمَامِ ٱلسَّبْعِينَ سَنَةً أَنِّي أُعَاقِبُ مَلِكَ بَابِلَ وَتِلْكَ ٱلأُمَّةَ يَقُولُ ٱلرَّبُّ عَلَى إِثْمِهِمْ وَأَرْضَ ٱلْكَلْدَانِيِّينَ، وَأَجْعَلُهَا خِرَباً أَبَدِيَّةً» (إرميا 25: 12). إن الاستشهاد بهذه العبارات لا يمكنه غمط الحقيقة المعلنة من الله عن أبديته، وعن الحياة الأبدية، وعن العذاب الأبدي. فهذه الإعلانات لها معنى الإطلاق. مثلاً على ذلك قول الكتاب: «كُرْسِيُّكَ يَا اَللّٰهُ إِلَى دَهْرِ ٱلدُّهُورِ» . (مزمور 45: 6) «مُنْذُ ٱلأَزَلِ إِلَى ٱلأَبَدِ أَنْتَ ٱللّٰهُ» . (مزمور 90: 2) «أَنَا هُوَ ٱلْخُبْزُ ٱلْحَيُّ ٱلَّذِي نَزَلَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ. إِنْ أَكَلَ أَحَدٌ مِنْ هٰذَا ٱلْخُبْزِ يَحْيَا إِلَى ٱلأَبَدِ» . (يوحنا 6: 51) «أَمَّا قِدِّيسُو ٱلْعَلِيِّ فَيَأْخُذُونَ ٱلْمَمْلَكَةَ وَيَمْتَلِكُونَ ٱلْمَمْلَكَةَ إِلَى ٱلأَبَدِ وَإِلَى أَبَدِ ٱلآبِدِينَ» . (دانيال 7: 18) «وَسَيُعَذَّبُونَ نَهَاراً وَلَيْلاً إِلَى أَبَدِ ٱلآبِدِينَ» (رؤيا 20: 10). فتعاقب الكلمات دهر الدهور، وأبد الآبدين، وإلى الأبد، له دلالته على أن المعنى به هو الأبد المطلق. -B- يزعم البعض أن الكلمة «أبدي» الواردة في العهد الجديد في اليونانية تعني فقط مدة طويلة بالمقارنة مع الدهر الآتي . ويقولون إنه يمكن ترجمتها بكلمة عصر. فليكن التشابه بين الكلمتين «أبدي» والدهر الآتي. فليس من أحد يشك في ذلك. ولكن العهد الجديد كان له اهتمام خاص، لكي لا يتركنا في الجهل من جهة استعمال هذه التعبير الذي ورد 71 مرة في أسفار العهد الجديد. منها 64 تقرر الحقائق الإلهية والسعيدة في العالم الآتي: الإله الأبدي، قدرته السرمدية، الروح الأبدي، المجد الأبدي، التعزية الأبدية، الخيمة الأبدية، الأزمنة الأزلية، الأشياء غير المنظورة الأبدية. فهذه الحالات جميعها، بلا شك تعني مدة غير محدودة. وبالمقابل توجد سبع حالات تتناول فيها الهلاك الأبدي (متّى 18: 8، 25: 41 ، يهوذا 7). والنار الأبدية (متّى 25: 46). والعذاب الأبدي (مرقس 3: 29). بِهَلاَكٍ أَبَدِيٍّ (2 تسالونيكي 1: 9). والدينونة الأبدية (عبرانيين 6: 2). -C- أيضاً زعم المعترضون أن التعبير القائل: إلى أبد الآبدين يعني عدداً من الأزمنة وليس الأبدية المطلقة. ورداً على هذا الادعاء لننظر المعنى الذي أُعطي لهذا التعبير في سفر الرؤيا، الذي يستعمله غالباً. قال يسوع: «أَنَا هُوَ ٱلأَوَّلُ وَٱلآخِرُ، وَٱلْحَيُّ. وَكُنْتُ مَيْتاً وَهَا أَنَا حَيٌّ إِلَى أَبَدِ ٱلآبِدِينَ. آمِينَ» (رؤيا 1: 17 -18). ويقدم لنا سفر الرؤيا مشهداً لعبادة أهل السماء إذ يقول: «وَيَسْجُدُونَ لِلْحَيِّ إِلَى أَبَدِ ٱلآبِدِينَ» (رؤيا 4: 10). ونقرأ في السفر المجيد تسبيحة أهل السماء في المحضر الإلهي القائلة: «لِلْجَالِسِ عَلَى ٱلْعَرْشِ وَلِلْحَمَلِ ٱلْبَرَكَةُ وَٱلْكَرَامَةُ وَٱلْمَجْدُ وَٱلسُّلْطَانُ إِلَى أَبَدِ ٱلآبِدِينَ» (رؤيا 5: 13). ونقرأ أيضاً تسبيحة المفديين وملائكة السماء القائلة: «آمِينَ! ٱلْبَرَكَةُ وَٱلْمَجْدُ وَٱلْحِكْمَةُ وَٱلشُّكْرُ وَٱلْكَرَامَةُ وَٱلْقُدْرَةُ وَٱلْقُوَّةُ لإِلٰهِنَا إِلَى أَبَدِ ٱلآبِدِينَ» . (رؤيا 7: 12) ويذكر هذا السفر المجيد أن المختارين سيملكون مع المسيح إلى أبد الآبدين (رؤيا 22: 5). إلى هنا أرى أن التعبير إلى أبد الآبدين يعني زماناً لا نهاية له. واستطراداً لا يسعني إلا أن أتساءل: لماذا يحاول البعض تحميله معنى المحدودية بالنسبة لجهنّم؟ ولكن ألم يقل صاحب الإعلان «وَيَصْعَدُ دُخَانُ عَذَابِهِمْ إِلَى أَبَدِ ٱلآبِدِينَ»؟ (رؤيا 14: 11). أخيراً يقول المتضلّعون في اللغة اليونانية أن العبارة «إلى أبد الآبدين» وردت 12 مرة في سفر الرؤيا بمعنى الأبدية المطلقة. -D- يمكننا أن نقول الشيء نفسه بالنسبة لكلمتي الأبدية وإلى الأبد، لأن العهد الجديد يستعملها بمعنى الأبدية المطلقة. مثلاً على ذلك القول الرسولي: «وأَمَّا هٰذَا فَلأَنَّهُ يَبْقَى إِلَى ٱلأَبَدِ، لَهُ كَهَنُوتٌ لاَ يَزُولُ... يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ هُوَ هُوَ أَمْساً وَٱلْيَوْمَ وَإِلَى ٱلأَبَدِ» (عبرانيين 7: 24، 13: 8). «... لأَجْلِ هٰذَا ٱفْتَرَقَ عَنْكَ إِلَى سَاعَةٍ، لِكَيْ يَكُونَ لَكَ إِلَى ٱلأَبَدِ» (فيلمون 15). هنا لا بد للمتأمل في هذا الموضوع أن يتساءل: لماذا هذه الكلمات نفسها يجب أن تتغير فجأة، حين يكون الكلام عن جهنّم؟ انظر ما قاله الرسول في أبدية جهنّم: «أَمْوَاجُ بَحْرٍ هَائِجَةٌ مُزْبِدَةٌ بِخِزْيِهِمْ. نُجُومٌ تَائِهَةٌ مَحْفُوظٌ لَهَا قَتَامُ ٱلظَّلاَمِ إِلَى ٱلأَبَدِ» (يهوذا 13). -E- يقول المعترضون: إن الدود الذي لا يموت والنار التي لا تطفأ، ليست سوى كلمات مجازية، لأن الدود حين يقضم كل شيء يموت، وحين تحرق النار كل شيء تنطفئ. ففي وادي هنوم (جهنّم) كانت النفايات تذهب طعماً للنيران. والنار كانت تبقى مشتعلة، طالما تلقى فيها النفايات. هذا التحليل يبدو صحيحاً من جهة النار والوقود الأرضي. ولكن هذا لا ينطبق إطلاقاً على ما يقوله الكتاب عن العالم الآتي. والواقع، إن كانت الأنفس تبقى في العذاب، فلماذا تكون جهنّم وقتية؟ وإلا ما معنى قول صاحب الإعلان: «وَسَيُعَذَّبُونَ نَهَاراً وَلَيْلاً إِلَى أَبَدِ ٱلآبِدِينَ» (رؤيا 20: 10) فالبحيرة المتقدة إذن تبقى إلى ما لا نهاية له. في معرض التكلّم عن أبدية جهنّم، أرى لزاماً عليّ أن أعود للتكلّم في مسألة الفناء. صحيح أن قبول حقيقة جهنّم الأبدية يواجه صعوبة لدى كثيرين: ولكن بما أن النصوص الكتابية الخاصة بهذا الموضوع في متناول أيدي الجميع فلا مندوحة لنا من إحناء الرأس والتسليم بكل ما جاء في الكلمة الإلهية. وكم هو جدير بنا أن نتصرّف كما تصرّف الواعظ الكبير أدولف مونود حين استنار ذهنه وعرف الحقيقة، فقال: «لقد بذلت كل ما في طاقتي من جهود، لكي أجد في كلمة الله ما ينفي وجود العذابات الأبدية، ولكنني لم أنجح في محاولاتي. فحين قرأت ما أعلنه يسوع: «يمضي هؤلاء إلى عذاب أبدي ويمضي الأبرار إلى حياة أبدية» تبيّن لي أن عذاب الأشرار أبدي، كما أن سعادة الأبرار أبدية. وعندئذ لم يكن في وسعي إلا التسليم وإحناء الرأس، ثم وضعت يدي على فمي، وآمنت بالعذابات الأبدية» أشكرك أحبك كثيراً الرب يسوع المسيح يحبكم جميعاً فتعال...هو ينتظرك * * * * والمجد لربنا القدوس يسوع المسيح دائماً.. وأبداً.. آمين |
||||
15 - 02 - 2015, 12:10 PM | رقم المشاركة : ( 7367 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
علامات الكنيسة الأربعة واحدة: إشارة إلى وحدة الإيمان والتعليم والمعتقد والتفكير والرجاء " رعية واحدة وراع واحد ". (يو 10: 16). " ليس يهودي ولا يوناني ليس عبد ولا حر ليس ذكر ولا أنثى لأنكم جميعا واحد في المسيح يسوع "(غل 3: 28) مقدسة: وأحب المسيح أيضا الكنيسة واسلم نفسه لأجلها لكي يقدسها مطهرا إياها بغسل الماء بالكلمة لكي يحضرها لنفسه كنيسة مجيدة لا دنس فيها ولا غصن أو شيء من مثل ذلك بل تكون مقدسة بلا عيب (اف 5: 25 – 27). مقدسة: لأن كل المؤمنين قد تقدسوا بدمه (1.كو 6: 11). لأنه يدعو أعضاءها إلى القداسة (1.تى 4: 7). جامعة: لأنها توصل رسالة الخلاص إلى الجميع وتضم إليها جميع الذين يؤمنون بدون استثناء، وفي هذا قال الكتاب المقدس "ويكرز باسمه للتوبة ومغفرة الخطايا لجميع الأمم " (لو 24: 47). " ويكونون لي شهودا في أورشليم وفي كل اليهودية والسامرة وإلى أقاصي الأرض ". (أع 1: 8) " تلمذوا جميع الأمم ". (مت 28: 19، راجع مر 16: 15). رسولية: كنيسة المسيح الحقيقية هي المبنية على أساس الرسل ويكون تعليم الإيمان كما هو مأخوذ من الرب ورسله (لو 1: 2) |
||||
15 - 02 - 2015, 12:13 PM | رقم المشاركة : ( 7368 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
خواطر أرثوذكسية في احتفالنا بتجسد الكلمة – 2
-1- سجَّل لنا لوقا البشير الجانب التاريخي لميلاد الكلمة المتجسد (لوقا ص 1)، ولكنه لم يكن يسجِّل لنا تاريخ عيد ميلاد، بل تجسد ابن الله. عيد الميلاد -كما درجنا على القول- هو بداية حياة أي إنسان، وهي بداية لها نهاية، ولكن ابن الله كان كائناً قبل أن يولد بالجسد “لا بداءة أيام ولا نهاية لحياته” (عب 7: 3)، فهو لم يبدأ في زمان مثل زمان بدء أي إنسان، ولم ينتهِ بالصلب، بل عاد بالقيامة ليفتح آفاق الحياة والتاريخ على نهاية هي القيامة، وليس على زمان ينقضي، بل زمان شهد -في مُلك أوغسطس قيصر- ميلاد ابن الله، ولم يسجل الزمان نهاية حياته، بل قيامته وصعوده وحلوله الإلهي في حياة كل مسيحي، وحلوله الإلهي الدائم في الكون؛ لأن الكلمة Logos الخالق لم ينتهِ بالتجسد؛ لأن تدبير الخلاص لم يحصر حضور الكلمة في الكون كله بتجسده، بل أعلن تجسده محبته الفائقة للإنسان، وهي محبة خاصة، وتبقى محبته للخليقة باقية كما كانت قبل التجسد. أظهر هذه المحبة بالتعامل الخاص مع الماء والرياح والطعام وغيرها، كمانح للبركة، ولكن محبته للإنسان جعلت لقب “محب البشر” يتصدر كل صلاة في الليتورجية؛ لأننا في الليتورجية ندخل هذه العلاقة الشخصية التي ننال فيها شركة محبته. -2-لا أذكر تاريخ نشر كتاب “صدى النبوات”، وهو كتابٌ أحدث بلبلةً كبيرة، فقد كنت شاباً أدرس في الاكليريكية القسم النهاري، وقد حاول المؤلف قراءة أحداث تاريخية في شرقنا العربي من خلال صفحات كُتب الأنبياء في العهد القديم، محور الكتاب كله هو أن دولة اسرائيل 1948 لا زال لها وجود في تدبير الله، وأن عودة اليهود هي إتمام للنبوات. وقد سبق نشر الكتاب -في أدبيات الشيع التي خرجت من رحم حركة الإصلاح- دعوات للبحث عن أدلة تاريخية تؤكد صدق الأسفار المقدسة، وتزامَن هذا مع دعوات أخرى عن عودة اليهود، بالإضافة إلى دراسة خاطئة لفصول 9-11 من رسالة رومية للقديس بولس اليهودي المتنصر. وفي أوساط هذه الشيع كانت عبارات مختارة من أسفار العهد القديم كلها كانت تاريخياً عن العودة من سبي بابل، ولكنها أُخذت على أنها على قيام دولة إسرائيل 1948. لا يوجد في العهدين معاً، ولا في العهد القديم ذاته أية إشارة إلى قيام دولة إسرائيل. هذا موضوع سياسي بحت لعدة أسباب خاصة بالإيمان المسيحي: أولاً: إن المسيح رب الحياة، أعطى لنفسه لقب ابن الانسان الذي سوف تخضع له كل الشعوب حسب نبوة دانيال (7: 13)، وهو خضوع الإيمان، لا خضوع لقوة عسكرية، بل لأنه جاء من أجل كل البشر “أبناء الله المتفرقين” (يوحنا 11: 51)، وهو سوف يجمع هؤلاء إلى “واحد”، لا إلى أرض أو مكان جغرافي. ثانياً: إن إصحاحات رومية 9 – 11 تحتاج إلى قراءة متأنية: ولاحظ قوة عبارات الرسول: “ليس جميع الذين من إسرائيل هم إسرائيليون”، “ولا لأنهم من نسل إبراهيم هم جميعاً أولاد (إبراهيم)” (9: 6) ويقول الرسول إن مولد اسحق المعجزي “ليس أولاد الجسد هم أولاد الله” (9: 8)، فقد انتهى الانتماء العرقي، “بل أولاد الموعد يحسبون نسلاً”. وبعد أن يناقش الرسول اختيار يعقوب، يؤكد أن الدعوة لكل الجنس البشري “دعانا نحن أيضاً ليس من اليهود فقط، بل من الأمم” (9: 24). ثم في الإصحاح العاشر يؤكد بعبارة لا يجب أن تفوت: ” .. غاية الشريعة هي المسيح” (10: 4)، وهي عبارة لها ما ينسجم معها في (غلا 3: 24) كانت الشريعة مؤدبنا إلى المسيح. في الاصحاح الحادي عشر، يؤكد عدم رفض إسرائيل (القديم)، ولكن لاحظ: “كذلك في الزمان الحاضر أيضاً (زمان كرازة بولس)، قد حصلت بقية (من الذين آمنوا) حسب اختيار النعمة” (11: 5)، لكن باقي الاصحاح هو عن عودة مَن يريد العودة إلى الإيمان بالإنجيل: “من جهة الإنجيل هم أعداء من أجلكم، وأما من جهة الاختيار، فهم أحباء من أجل الآباء” (11: 28)، ويجب أن نقرأ هذا مع غلاطية (4: 21-31). ولاحظ أن بولس اليهودي يعتبر اليهود هم أولاد هاجر، وهاجر هي رمز إلى “جبل سيناء الوالد للعبودية”، وهو يقابل “أورشليم الحاضرة” (4: 25)، وهنا يضع الرسول مفتاح تاريخ الأسباط، وهو أن الولادة حسب الجسد لا قيمة لها؛ لأن الولادة الجديدة في المعمودية لا تعطي ميزةً لأحد، بل كل الذين اعتمدوا هم واحد في المسيح “ليس يهودي ولا يوناني …”، أمَّا بقية العبارة، فقد تاهت من دعاة التشيع وقادة الشيع: “إن كنتم للمسيح، فأنتم نسل إبراهيم وحسب الموعد (وهو اسم الروح القدس) ورثة (المواعيد لا الأرض)” (غلا 3: 28)، وينتهي الرسول إلى أن مَن يؤمن هو ابنُ سارة، وهي رمز السماء. ثالثاً: من ينفرد برسالة بولس إلى رومية ويترك باقي الرسائل يقع في أخطاءٍ جسيمة، ولذلك في العبرانيين يضع الرسول اللمسات الأخيرة: 1- تغيُّر الكهنوت لأن الرب جاء من سبط يهوذا (7: 11). 2- وعندما تغيَّر الكهنوت، تغيَّرت الشريعة (7: 12) ولكن لا زال عندنا من لا يعرف ذلك!!! 3- صار يسوع ضامناً لعهد افضل (7: 22). 4- صار يسوع رئيس كهنة بخدمةٍ أفضل؛ لأنه وسيطٌ لعهدٍ أعظم، وقد تثبَّت على مواعيد أفضل (8: 6). 5- ولأن هذا العهد الجديد قد سبق ووعد به الرب في (ارميا 31: 31)، فقد صار العهد الأول قديماً. “أما ما قد صار قديماً، فقد شاخ وهو قريب من الزوال” (عب 8: 13). 6- كل ما جاء في العهد الأول هو فرائض جسدية (مؤقتة) موضوعة إلى وقت الاصلاح (9: 14). 7- الشريعة هي ظل النور وليس الحقيقة، ولذلك كل الذبائح مرفوضة، وكل تقدمات الشريعة لم يُسر بها الله (10: 8). والمحصِّلة: - ينزع الأول والعهد الأول وكل ما فيه، لكي يثبت الثاني. إذن، إسرائيل 1948 ليست هي اسرائيل في العهد القديم. هي هوية سياسية، وهي هوية 1948 أو التي لها جذور في يهودية الشتات. لا مكان لها في نبوات العهد القديم. وعيد تجسد الرب يجب أن يدعونا إلى مراجعة حقيقية لِمَا استقر في وعي البعض ونقله إلينا بعض قيادات الأخوة والشيع الإنجيلية الأخرى. فقد جاء التجسد بعهدٍ جديد، ليس هو كتابُ العهد الجديد، بل هو الرب يسوع نفسه، وهذا هو مجمل الرسالة إلى العبرانيين، وأيضاً الرسالة إلى غلاطية، وصرخات رسالة كولوسي. -3-إن عيد ميلاد الرب بالجسد، ليس دعوةً للانغلاق ورفض ما نظن أنه غير مسيحي. ليس للمتجسد دين، رغم أنه وُلِدَ في أحضان اليهودية. ولذلك كانت رسالة المسيح يسوع المولود في أحضان اليهودية، هي “للعالم”، وهي “ملكوت الله” الذي يعطي من الله، والذي يقبل العطية هم أولئك: المساكين بالروح – الرحماء – صانعي السلام – الأنقياء الذين لا يعرفون ولا يعطون للرفض وهو جذر الكراهية مكاناً في القلب – الذين يحبون الأعداء – يباركون الذين يلعنون. لقد جاء الرب ليملك من على عرشٍ بلا قوة، فقد ظهر أولاً في المزود، ثم في الصليب والقبر والقيامة. هذه هي دعائم الملكوت. وثانياً يعطي لمن يقبل، الميلاد الجديد الذي ينزع “الانتماء العرقي”، ويعطي الاتحاد بالثالوث، لمن يسلك حسب شريعة المصلوب، وهي شريعة المحبة الباذلة؛ لأنها طريق القيامة من موت حقيقي. والبشر، كلُّ البشر هم الذين نالوا هذه الدعوة، والذين سلكوا “الطريق” هم الذين لهم ذات رؤية يسوع، فالآخر مدعوٌّ، ويظل مدعوَّاً دائماً والرفض لا يلغي الدعوة. -4-من يؤمن بالتجسد لا يقرأ العهد القديم قراءة يهودية محورها الشريعة وموسى، بل عليه أن يرى في العهد الجديد، النور الذي يشرح سبب وجود الظل. وما أعظم الخطأ أن نظن أنَّ الظلَّ هو سبب وجود النور، وأن نضع يسوع رب الحياة تحت حكم الشريعة، ونشرح الخلاص والتبني وميراث الملكوت من خلال الشريعة، حتى لا تصبح النعمة مجرد كلمة، عندما يكون ربُّ النعمة نفسه خاضعاً للشريعة |
||||
15 - 02 - 2015, 12:13 PM | رقم المشاركة : ( 7369 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
خواطر أرثوذكسية في احتفالنا بتجسد الكلمة – 2
-1- سجَّل لنا لوقا البشير الجانب التاريخي لميلاد الكلمة المتجسد (لوقا ص 1)، ولكنه لم يكن يسجِّل لنا تاريخ عيد ميلاد، بل تجسد ابن الله. عيد الميلاد -كما درجنا على القول- هو بداية حياة أي إنسان، وهي بداية لها نهاية، ولكن ابن الله كان كائناً قبل أن يولد بالجسد “لا بداءة أيام ولا نهاية لحياته” (عب 7: 3)، فهو لم يبدأ في زمان مثل زمان بدء أي إنسان، ولم ينتهِ بالصلب، بل عاد بالقيامة ليفتح آفاق الحياة والتاريخ على نهاية هي القيامة، وليس على زمان ينقضي، بل زمان شهد -في مُلك أوغسطس قيصر- ميلاد ابن الله، ولم يسجل الزمان نهاية حياته، بل قيامته وصعوده وحلوله الإلهي في حياة كل مسيحي، وحلوله الإلهي الدائم في الكون؛ لأن الكلمة Logos الخالق لم ينتهِ بالتجسد؛ لأن تدبير الخلاص لم يحصر حضور الكلمة في الكون كله بتجسده، بل أعلن تجسده محبته الفائقة للإنسان، وهي محبة خاصة، وتبقى محبته للخليقة باقية كما كانت قبل التجسد. أظهر هذه المحبة بالتعامل الخاص مع الماء والرياح والطعام وغيرها، كمانح للبركة، ولكن محبته للإنسان جعلت لقب “محب البشر” يتصدر كل صلاة في الليتورجية؛ لأننا في الليتورجية ندخل هذه العلاقة الشخصية التي ننال فيها شركة محبته. -2-لا أذكر تاريخ نشر كتاب “صدى النبوات”، وهو كتابٌ أحدث بلبلةً كبيرة، فقد كنت شاباً أدرس في الاكليريكية القسم النهاري، وقد حاول المؤلف قراءة أحداث تاريخية في شرقنا العربي من خلال صفحات كُتب الأنبياء في العهد القديم، محور الكتاب كله هو أن دولة اسرائيل 1948 لا زال لها وجود في تدبير الله، وأن عودة اليهود هي إتمام للنبوات. وقد سبق نشر الكتاب -في أدبيات الشيع التي خرجت من رحم حركة الإصلاح- دعوات للبحث عن أدلة تاريخية تؤكد صدق الأسفار المقدسة، وتزامَن هذا مع دعوات أخرى عن عودة اليهود، بالإضافة إلى دراسة خاطئة لفصول 9-11 من رسالة رومية للقديس بولس اليهودي المتنصر. وفي أوساط هذه الشيع كانت عبارات مختارة من أسفار العهد القديم كلها كانت تاريخياً عن العودة من سبي بابل، ولكنها أُخذت على أنها على قيام دولة إسرائيل 1948. لا يوجد في العهدين معاً، ولا في العهد القديم ذاته أية إشارة إلى قيام دولة إسرائيل. هذا موضوع سياسي بحت لعدة أسباب خاصة بالإيمان المسيحي: أولاً: إن المسيح رب الحياة، أعطى لنفسه لقب ابن الانسان الذي سوف تخضع له كل الشعوب حسب نبوة دانيال (7: 13)، وهو خضوع الإيمان، لا خضوع لقوة عسكرية، بل لأنه جاء من أجل كل البشر “أبناء الله المتفرقين” (يوحنا 11: 51)، وهو سوف يجمع هؤلاء إلى “واحد”، لا إلى أرض أو مكان جغرافي. ثانياً: إن إصحاحات رومية 9 – 11 تحتاج إلى قراءة متأنية: ولاحظ قوة عبارات الرسول: “ليس جميع الذين من إسرائيل هم إسرائيليون”، “ولا لأنهم من نسل إبراهيم هم جميعاً أولاد (إبراهيم)” (9: 6) ويقول الرسول إن مولد اسحق المعجزي “ليس أولاد الجسد هم أولاد الله” (9: 8)، فقد انتهى الانتماء العرقي، “بل أولاد الموعد يحسبون نسلاً”. وبعد أن يناقش الرسول اختيار يعقوب، يؤكد أن الدعوة لكل الجنس البشري “دعانا نحن أيضاً ليس من اليهود فقط، بل من الأمم” (9: 24). ثم في الإصحاح العاشر يؤكد بعبارة لا يجب أن تفوت: ” .. غاية الشريعة هي المسيح” (10: 4)، وهي عبارة لها ما ينسجم معها في (غلا 3: 24) كانت الشريعة مؤدبنا إلى المسيح. في الاصحاح الحادي عشر، يؤكد عدم رفض إسرائيل (القديم)، ولكن لاحظ: “كذلك في الزمان الحاضر أيضاً (زمان كرازة بولس)، قد حصلت بقية (من الذين آمنوا) حسب اختيار النعمة” (11: 5)، لكن باقي الاصحاح هو عن عودة مَن يريد العودة إلى الإيمان بالإنجيل: “من جهة الإنجيل هم أعداء من أجلكم، وأما من جهة الاختيار، فهم أحباء من أجل الآباء” (11: 28)، ويجب أن نقرأ هذا مع غلاطية (4: 21-31). ولاحظ أن بولس اليهودي يعتبر اليهود هم أولاد هاجر، وهاجر هي رمز إلى “جبل سيناء الوالد للعبودية”، وهو يقابل “أورشليم الحاضرة” (4: 25)، وهنا يضع الرسول مفتاح تاريخ الأسباط، وهو أن الولادة حسب الجسد لا قيمة لها؛ لأن الولادة الجديدة في المعمودية لا تعطي ميزةً لأحد، بل كل الذين اعتمدوا هم واحد في المسيح “ليس يهودي ولا يوناني …”، أمَّا بقية العبارة، فقد تاهت من دعاة التشيع وقادة الشيع: “إن كنتم للمسيح، فأنتم نسل إبراهيم وحسب الموعد (وهو اسم الروح القدس) ورثة (المواعيد لا الأرض)” (غلا 3: 28)، وينتهي الرسول إلى أن مَن يؤمن هو ابنُ سارة، وهي رمز السماء. ثالثاً: من ينفرد برسالة بولس إلى رومية ويترك باقي الرسائل يقع في أخطاءٍ جسيمة، ولذلك في العبرانيين يضع الرسول اللمسات الأخيرة: 1- تغيُّر الكهنوت لأن الرب جاء من سبط يهوذا (7: 11). 2- وعندما تغيَّر الكهنوت، تغيَّرت الشريعة (7: 12) ولكن لا زال عندنا من لا يعرف ذلك!!! 3- صار يسوع ضامناً لعهد افضل (7: 22). 4- صار يسوع رئيس كهنة بخدمةٍ أفضل؛ لأنه وسيطٌ لعهدٍ أعظم، وقد تثبَّت على مواعيد أفضل (8: 6). 5- ولأن هذا العهد الجديد قد سبق ووعد به الرب في (ارميا 31: 31)، فقد صار العهد الأول قديماً. “أما ما قد صار قديماً، فقد شاخ وهو قريب من الزوال” (عب 8: 13). 6- كل ما جاء في العهد الأول هو فرائض جسدية (مؤقتة) موضوعة إلى وقت الاصلاح (9: 14). 7- الشريعة هي ظل النور وليس الحقيقة، ولذلك كل الذبائح مرفوضة، وكل تقدمات الشريعة لم يُسر بها الله (10: 8). والمحصِّلة: - ينزع الأول والعهد الأول وكل ما فيه، لكي يثبت الثاني. إذن، إسرائيل 1948 ليست هي اسرائيل في العهد القديم. هي هوية سياسية، وهي هوية 1948 أو التي لها جذور في يهودية الشتات. لا مكان لها في نبوات العهد القديم. وعيد تجسد الرب يجب أن يدعونا إلى مراجعة حقيقية لِمَا استقر في وعي البعض ونقله إلينا بعض قيادات الأخوة والشيع الإنجيلية الأخرى. فقد جاء التجسد بعهدٍ جديد، ليس هو كتابُ العهد الجديد، بل هو الرب يسوع نفسه، وهذا هو مجمل الرسالة إلى العبرانيين، وأيضاً الرسالة إلى غلاطية، وصرخات رسالة كولوسي. -3-إن عيد ميلاد الرب بالجسد، ليس دعوةً للانغلاق ورفض ما نظن أنه غير مسيحي. ليس للمتجسد دين، رغم أنه وُلِدَ في أحضان اليهودية. ولذلك كانت رسالة المسيح يسوع المولود في أحضان اليهودية، هي “للعالم”، وهي “ملكوت الله” الذي يعطي من الله، والذي يقبل العطية هم أولئك: المساكين بالروح – الرحماء – صانعي السلام – الأنقياء الذين لا يعرفون ولا يعطون للرفض وهو جذر الكراهية مكاناً في القلب – الذين يحبون الأعداء – يباركون الذين يلعنون. لقد جاء الرب ليملك من على عرشٍ بلا قوة، فقد ظهر أولاً في المزود، ثم في الصليب والقبر والقيامة. هذه هي دعائم الملكوت. وثانياً يعطي لمن يقبل، الميلاد الجديد الذي ينزع “الانتماء العرقي”، ويعطي الاتحاد بالثالوث، لمن يسلك حسب شريعة المصلوب، وهي شريعة المحبة الباذلة؛ لأنها طريق القيامة من موت حقيقي. والبشر، كلُّ البشر هم الذين نالوا هذه الدعوة، والذين سلكوا “الطريق” هم الذين لهم ذات رؤية يسوع، فالآخر مدعوٌّ، ويظل مدعوَّاً دائماً والرفض لا يلغي الدعوة. -4-من يؤمن بالتجسد لا يقرأ العهد القديم قراءة يهودية محورها الشريعة وموسى، بل عليه أن يرى في العهد الجديد، النور الذي يشرح سبب وجود الظل. وما أعظم الخطأ أن نظن أنَّ الظلَّ هو سبب وجود النور، وأن نضع يسوع رب الحياة تحت حكم الشريعة، ونشرح الخلاص والتبني وميراث الملكوت من خلال الشريعة، حتى لا تصبح النعمة مجرد كلمة، عندما يكون ربُّ النعمة نفسه خاضعاً للشريعة |
||||
15 - 02 - 2015, 12:15 PM | رقم المشاركة : ( 7370 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
منهج الصلاة حسب تسليم الإبصاليات
دينٌ في عنقي، التسليم الكنسي لحياة الصلاة. طبعاً، كنت ولا زلت مبتدئاً، ولذلك لم يلقِ بي أبي في نهر الأجبية السريع الجريان، بل طلب مني في حزمٍ، أن أحفظ أوقات الصلاة: الثالثة – السادسة – التاسعة – الغروب، كمناسبات ليتورجية، دون ترديد المزامير والاكتفاء بالقطع فقط. كان حفظ المزامير إجبارياً في الإكليريكية. ولكن أبي قال: لا يوجد ضرر بالمرة، بل توجد بركة خاصة للقلب الذي يحفظ صلوات المزامير، ولكن المبتدئ لا يبدأ بالمزامير، بل بالإبصاليات. وقال بكل وضوح: “حفظ وصلاة الإبصاليات تزرعُكَ في بحر محبة الابن الوحيد”. يجب أن تتحد بالرب يسوع له المجد، وبعد ذلك سوف ندرس كيف تصلي المزامير. الهدف الأول من الإبصاليات هو الالتصاق القلبي باسم الرب يسوع. وعندما ظهرت مذكرات سائح روسي لأبيه الروحي، تعريب الأستاذ يسى حنا، والناشر مكتبة مدارس أحد الجيزة. وكان القمص مكاري السرياني قدَّم هدية من الكتب لأبونا مينا، ولي أنا ايضاً.. وقرأتُ الكتابَ بلهفةٍ، ولكن أبونا مينا قال: إن هذه الممارسة جيدة، ولكن الشيوخ علَّمونا أن لا نردد كلمات ثابتة، وأن الثابت فقط هو اسم الرب يسوع، وأن نضيف نحن ما نحتاج إليه من كلمات؛ حتى لا يسقط المبتدئ في حفرة ترديد ميكانيكي بدون وعي. والهدف الثاني هو أن الابصاليات تضع أمام المصلي يسوع المسيح رب الكون، وفي تنسيق رائع متقَن يدخل تدبير الخلاص في هذا الإطار الكوني. يبقى أن نلقي نظرة شاملة على محتويات الإبصاليات، ولكن بدايةً، يجب أن ننتبه إلى: أولاً: يجب مراعاة الترتيب الكنسي نفسه؛ لأن يوم الأحد، أي يوم قيامة الرب هو بداية الأسبوع. ولعل المصلي يكون قد لاحظ أنه في يوم القيامة فقط توجد إبصالية آدام لوالدة الإله؛ لأنها إبصالية تمجِّد تجسُّد رب المجد. “الساكن في النور الذي لا يُدنى منه. أظهر آياته وأرضعته اللبن”. ثانياً: حسب الترتيب الكنسي، الآدام، ليس مجرد ذكرى طرد آدم من الفردوس، بل هو بداية التدبير. إبصالية يوم الأحد:لعلنا نلاحظ الصلة الشخصية في أول الإبصالية. “طلبتُكَ من عمق قلبي …… حِل عني رباطات الخطية”. وبعد ذلك: “ظَلِّل عليَّ بظلِّ جناحيك”، ثم التأكيد على أن الرب يسوع هو خالق الكون: “في ستة أيام صنعت كل الخليقة”. …….. “لك الربوبية والسلطان”. ليدخل التدبير في طلب الخلاص وفي السجود وطلب المغفرة، بل وقوف المصلي عارياً تماماً أمام الرب: “جميع آثامي يا الله أمحها أنت تعرف أفكاري وتفحص كُليتي”. وطبعاً صلاة يسوع هي: يا ربي يسوع أعني. وطلب البقاء في شركة الروح القدس: “روحك القدوس لا تنزعه مني”. ثم، طلب طريق الحق أي (العدل)، وهو طريق الملكوت الأبدي: “ملكوتك يا إلهي ملكوت أبدي”. وباقي الإبصالية هو السهل الممتنع “حلوٌّ هو نيرك، وحملك خفيف”. وقد وُصِفَ النير بأنه حلوٌّ، وليس “هيِّنٌ” فقط؛ لأن النير يحمله اثنان معاً في وقت واحد: المصلي والرب يسوع معه. أما خاتمة الإبصالية، فهي شركة الجماعة “إذا ما اجتمعنا للصلاة، فلنبارك اسم ربي يسوع لكي نسبحك مع أبيك الصالح والروح القدس؛ لأنك أتيت وخلصتنا”. إبصالية الاثنين:تسبيح كل الخليقة للرب يسوع “ألوف ألوف وربوات ربوات والتسبيح قوة: “كل مَن يقول يا ربي يسوع كمن بيده سيف يصرع العدو”. الرب يسوع هو ملك الكون والكائن في كل مكان: “لأنك بالحقيقة قد تعاليت جداً في السموات وعلى الأرض”. وحضور الله هو الذي يجعل اسم الرب في أفواه القديسين، فالحضور ضروري لأن الصلاة ليست حركة ميكانيكية: “الله الكائن أمامهم واسمه القدوس في أفواههم كل حين”. ويجب أن ننتبه بشدة إلى أن الصلاة ليست اغتراباً عن الإفخارستيا، بل إن ملك الكون، والكائن في كل مكان، هو الله عمانوئيل، الطعام الحقيقي، شجرة الحياة العديمة الموت، وهو ما يدعو إلى “الانتباه الروحي”: “تجمَّعي فيَّ يا كل حواسي؛ لأُسبِّح وأمجد ربي يسوع”. والحواس حسب اليوناني القبطي هي لأن اللوغوس وضع في كيان كل كائن حي القوة العاقلة التي تقود الكائن وتعطي له الإدراك لحياة الشركة، ولذلك، الانتباه يعني: “فليكن اسم الرب فينا ليضيء علينا في إنساننا الداخلي”. لا بُد من فهم هذه العبارة بالذات بعبارة الأوشية: “اسمك القدوس هو الذي نقوله، فلتحيا نفوسنا بروحك القدوس”. هكذا يأتي مع اسم الرب، الاستنارة التي تحوِّل الكيان الإنساني، ولذلك: “انت هو الإله الحقيقي الصانع العجائب”. و”إذا تحرَّك ألمٌّ وحزنٌ على الماضي” (عبارة أبونا مينا)، فإننا نصلي: “أيها الحمل الحقيقي الذي لله الآب اصنع معنا رحمة في ملكوتك”. لأن الآب شهد له، والقوات السماوية لا تقدر أن تنظر إليه في هذه الشركة السماوية: “نحن ننظرك كل يوم على المذبح ونتناول من جسدك ودمك الكريمين”. اسم الرب يسوع وتدبير الخلاص:لا يمكن مقارنة عطية الآب لنا، أي ربنا يسوع المسيح ذاته، بالشريعة: فكل “بركات الناموس (الشريعة) ليس فيها شيء يشبهك”. (يا ليت الذين يضعون الرب يسوع تحت الشريعة يخجلون). ثم لا تنفرد الصلاة بالتلاوة، بل تعود إلى مَثَل الحجر الكثير الثمن الذي باع الرجل التاجر كل ما له واشتراه. وفي انسحاق قلب يطلب المصلي: “اترك لنا (أعطنا ) أيضاً هذا الحجر ليضيء علينا إنساننا الداخلي”. وتدخل الإبصالية في أعماق التكوين الإنساني، وهو صورة الإنسان التي كوَّنها لنفسه بدون الرب يسوع إلى صورة الإنسان الجديدة التي تتكون في المسيح: “زينة نفوسنا (تكوين النفس وجمالها) وفرح قلوبنا هو اسمك القدوس يا ربي يسوع” (بدون إضافات حسب الأصل). ما هو المعنى الحقيقي، أو بالحري ما هو الهدف؟ لقد تزيَّن الكيان الإنساني بالمسحة، أي مسحة الميرون – مسحة الروح القدس، وصار اسم يسوع المسيح هو فرح القلب؛ لأننا مُسحنا في الرب، فصار كلُّ مَن مُسِحَ هو “مسيحي”، هو الصورة الجديدة غير الصورة الآدمية القديمة؛ لأنها “مأخوذة من الأزلي يسوع المسيح ونعمته الوافرة الغنية”، ولذلك لاحظ عزيزي القارئ دقة التعبير: “تغيب الشمس والقمر في زمانهما وأنت هو أنت وسنوك لن تفنى”. لكن ذلك الأزلي: “طأطأتَ السموات، ونزلتَ أيضاً”. فصار بذلك: “مثل طبيب حقيقي ومُشِفِ داويت جميع أمراضنا”. ويبقى أن نتطلع إلى الملكوت، وهو غنى ورحمة وعطية الله لنا: “أبتهل إليك يا ربي يسوع أن ترحمني في ملكوتك”. |
||||