![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 73211 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا شنودة الثالث كيف يمكن أن يتصف إنسان بالصلاح، بينما يقول الكتاب "ليس أحد صالحًا إلا واحد وهو الله" (مت 19: 17)؟! المقصود طبعًا هو صلاح النسبي، ليس الصلاح المُطْلَق الذي هو من صفات الله وحده. والمقصود بالصلاح النسبي، أية نسبة لمدى عمل الروح القدس في الإنسان، ومدى استجابة الإنسان لعمل الروح وشركته مع الروح القدس. تمامًا مثلما نفسر قول الرب "كونوا كاملين كما أن أباكم الذي في السموات هو كامل" (مت 5: 48) بأن المقصود هو الكمال المطلق هو من صفات الله وحده.. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 73212 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا شنودة الثالث حينما نتكلم عن الصلاح، نذكر أنه على نوعين: صلاح سلبي، وصلاح إيجابي. الصلاح السلبي هو البعد عن الخطايا، وتمثله غالبية الوصايا العشر، مثل: لا تكن لك آلهة أخرى أمامي. لا تصنع لك تمثالًا منحوتًا.. لا تنطق باسم الرب إلهك باطلًا.. لا تقتل. لا تزن. لا تسرق. لا تشته مال قريبك.. أما الصلاح الإيجابي، فتمثله التطويبات في العهد الجديد: طوبى للمساكين بالروح، للودعاء، لأنقياء القلب، لصانعي السلام، للرحماء. ويمثله في العهد القديم: "تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قوتك" (تث 6: 5). وتمثله أيضًا ثمار الروح التي نتحدث عنها. والمطلوب من الإنسان أن يسلك في الأمرين معًا: البعد عن كل أنواع الخطايا من الناحية السلبية والسلوك في كل الفضائل إيجابيًا. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 73213 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا شنودة الثالث الإنسان الذي يصل إلى كمال الصلاح، يشمئز من الخطية وينفر منها فإن قل صلاحه، يكون بينه وبين الخطية آخذ ورد. أما إن فقد صلاحه. فإنه يلتذ بالخطية ويستسلم لها، بل قد يسعى إليها. إذن لكي يحيا الإنسان في حياة الصلاح، ينبغي أن يصل إلى المرحلة التي ينفر فيها من الخطية، كما قال يوسف الصديق "كيف افعل هذا الشر العظيم، وأخطئ إلى الله؟!" (تك 39: 9). ويعبر عن هذا أيضًا قول القديس يوحنا الرسول في رسالته الأولى أن المولود من الله لا يستطيع أن يخطئ (1يو 3: 9). وفعلًا، هناك أشياء لا يستطيع الإنسان الروحي أن يفعلها.. لا يستطيع أن يلفظ كلمة نابية بذيئة، لا يستطيع أن يكذب بل إنه يحتقر نفسه إن فعل ذلك. لا يستطيع أن يقوم بأي عمل غير مهذب.. وبالتالي كلما نما في الصلاح يجد أنه عمومًا لا يستطيع أن يخطئ. هناك عيب من جهة السلوك في الصلاح أن يحكم الإنسان على بعض الخطايا بأنها خطايا بسيطة!! فيتساهل معها!! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 73214 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا شنودة الثالث الخطية هي الخطية سواء حكم عليها الشخص بأنها بسيطة أو كبيرة. وهكذا يقول الرب: من قال لأخيه يا أحمق يكون مستوجب نار جهنم (مت 5: 22). هكذا في باقي خطايا اللسان، يقول "بكلامك تتبرر، وبكلامك تدان" (مت 12: 37). حقا، إنه توجد خطية أبشع من الخطية. ولكن كلًا منها تتنافى مع الصلاح. الإنسان الصالح لا يرتكب هذه ولا تلك. فالرسول يأمرنا أن نسلك بتدقيق (أف 5: 15) |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 73215 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا شنودة الثالث ما معنى أن الصلاح من ثمر الروح؟ له بلا شك معنى مزدوج. فهو من ثمر عمل الروح القدس في قلب الإنسان. ومن ثمر روح الإنسان في استجابتها لعمل الروح القدس فيها. أو هو ثمر لشركة الروح القدس، أي لمشاركة روح الإنسان لروح الله القدوس، في الرغبة وفي العمل.. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 73216 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا شنودة الثالث ماذا إذن عن صراع الإنسان مع الخطية؟ هل نقول عن مثل هذا الإنسان إنه صالح؟ إن القديس بولس الرسول يدعو إلى هذا الصراع، ويسميه جهادًا. فيلوم العبرانيين قائلًا "لم تقاوموا بعد حتى الدم، مجاهدين ضد الخطية" (عب 12: 4). إذن فالصراع ضد الخطية أمر صالح يقود إلى الصلاح، حينما ينتصر الإنسان على الخطية، ويصل إلى محبة الخير التي لا تحتاج إلى صراع.. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 73217 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا شنودة الثالث أننا ينبغي أن نفرق بين نوعين من الصراع. صراع ضد خطية تحاربه من الخارج. وهذا يحدث للقديسين من حسد الشيطان وحروبه. وهو صراع لا يتنافى مع الصلاح، بل أنه يدل على صلاح الإنسان، وعدم قبوله الخطية التي تحاربه. المهم أنه لا يستسلم، بل يقاوم حتى الدم مجاهدًا ضد الخطية. النوع الثاني من الصراع أن يُصارع الإنسان ضد خطية تأتيه من داخله، من قلبه، من فكره، من مشاعره. وهذا يدل على أن الداخل لم يصل إلى النقاوة بعد. لم يصل إلى الصلاح بعد، بل يجاهد لكي يصل إليه. إنه صراع صالح، من قلب يريد أن يكون صالحًا. الخطية بشعة، الأبرار يشمئزون منها. لذلك يحترس الخاطئ من ارتكابها أمام الصالحين. بل يرتكبها في الظلام، في الخفاء. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 73218 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا شنودة الثالث فإن كان الصالحون يشمئزون من الخطية، فكم بالأكثر الملائكة! لذلك حينما ترتكب الخطية، كأنما تطرد الملائكة من حولك، أو على الأقل الملاك الحارس، الذي "في مجلس المستهزئين لا يجلس". إنه يحاول أن يصدك عن الخطية، فإن أصررت عليها، يبتعد عنك. وحينئذ ينفرد بك عدو الخير. فإن كانت الخطية بشعة هكذا أمام الأبرار وأما الملائكة، فكم بالأكثر تكون بشعة أمام الله الكلى القداسة!! لذلك من بشاعة الخطية، إننا نرتكبها أمام الله. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 73219 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا شنودة الثالث يقول داود النبي في المزمور الخمسين مزمور التوبة: يقول لله "إليك وحدك أخطأت، والشر قدامك صنعت"، إذن فهي ليست فقط خطية أما الله، إنما بالأكثر خطية إلى الله.. خطية نحزن بها روح الله القدوس (أف 4: 30). ولأنها خطية ضد الله، لذلك قال يوسف الصديق "كيف افعل هذا الشر العظيم وأخطئ إلى الله" (تك 39: 9). إذن فالإنسان الصالح ينفر من الخطية، لأنه يوقن أنه بها يخطئ إلى الله، ويخطئ قدام الله، ويحزن روح الله.. قطعًا إن الإنسان -أثناء ارتكابه للخطية- يكون قد نسى أنه أمام الله، الذي يراه وهو يرتكب الخطية. لذلك فإن داود النبي قال للرب عن أمثال هؤلاء الخطاة "لم يجعلوا الله أمامهم" (مز 54: 3). هؤلاء صنعوا الشر أمام الله ولم يبالوا، أو أنهم لم يسبقوا أن يجعلوا الله أمامهم. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 73220 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا شنودة الثالث الإنسان الصالح، فإن الله أمامه باستمرار، يخشى أن يخطئ قدامه. ما أعمق قول إيليا النبي "حي هو رب الجنود الذي أنا واقف قدامه" (1 مل 18: 15). لذلك فالذي يقول "اعترف بخطاياي أمام الله مباشرة"! قد نسى أنه ارتكب تلك الخطايا أمام الله ولم يخجل! فالأفضل له الاعتراف بها أمام الكاهن، لكي يخجل منه فلا يعود إلى ارتكابها.. هناك أناس يفقدون صلاحهم، لأنهم يستغلون طيبة الله بطريقة خاطئة. إن طيبة الله، ينبغي أن يوضع أمامها صلاح الله وقداسة الله، ودعوته لنا إلى حياة القداسة والبر. بل ينبغي أن يتذكر هؤلاء قول الرسول "أم تستهين بغنى لطفه وإمهاله وطول أناته، غير عالم أن لطف الله إنما يقتادك إلى التوبة! ولكنك من أجل قساوتك وقلبك غير التائب تذخر لنفسك غضبًا في يوم الغضب" (رو 2: 4، 5). |
||||