منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31 - 03 - 2022, 01:14 PM   رقم المشاركة : ( 73061 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,708

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




أَمَّا هو، فَانصَرَفَ وَأَخَذَ يُنادي بِأَعلى صَوتِه ويُذيعُ الخَبَر،
فصارَ يسوعُ لا يَستَطيعُ أَن يَدخُلَ مَدينةً عَلانِيَةً،

بل كانَ يُقيمُ في ظاهِرِها في أَماكِنَ مُقفِرَة، والنَّاسُ يَأتونَه مِن كُلِّ مَكان

"كانَ يُقيمُ في ظاهِرِها في أَماكِنَ مُقفِرَة" فتشير الى تهرب يسوع من حماسة الجماهير الصاخبة الذين سيحاولون ان يقيموه ملكا كما سيفعلون بعد تكثير الأرغفة (يوحنا 6: 14-15).

لكن إقامة يسوع في المكان "المُقفِر" الذي يجب أن يُقيم فيه البُرص، دلّ على أنّه طهّر المكان بحضوره، فلا مكان نجس.

وفيما كان هذا المكان علامة البُعد عن الآخرين وإقصائهم، صار الناس يأتون إليه من كلّ مكان. ممّا يعني أنّ البريّة، خارج المدينة، التي كانت مسكن البرص والمُبعدين، أصبحت مكانًا مأهولاً، مقصودًا من الجميع، لأنّ يسوع ذهب إلى هناك فتحققت نبوءة أشعيا "لِتَفرَحِ البَرِّيَّةُ والقَفْر ولْتَبتَهِجَ الباديَةُ وتُزهِرْ كالنَّرجِس" (أشعيا 35: 1).
إنّ زمن الخلاص، الذي يتكلّم عنه أشعيا، قد بدأ بمجيء يسوع.

فها هو يُفرِّح البريّة، بحضوره، فتصبح مأهولة.
أنّ وجود يسوع في البريّة وشفاء الأَبرَص، هما تحقيق لأزمنة الخلاص المسيحانيّة التي تنبأ عنها أشعيا النبي.
 
قديم 31 - 03 - 2022, 01:15 PM   رقم المشاركة : ( 73062 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,708

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




أَمَّا هو، فَانصَرَفَ وَأَخَذَ يُنادي بِأَعلى صَوتِه ويُذيعُ الخَبَر،
فصارَ يسوعُ لا يَستَطيعُ أَن يَدخُلَ مَدينةً عَلانِيَةً،

بل كانَ يُقيمُ في ظاهِرِها في أَماكِنَ مُقفِرَة، والنَّاسُ يَأتونَه مِن كُلِّ مَكان

"أَماكِنَ مُقفِرَة" فتشير الى أماكن لم تسكن ولم تُزرع، والارجح انه مراعي للمواشي. أمَّا عبارة "النَّاسُ يَأتونَه مِن كُلِّ مَكان" فتشير الى شفاء الأَبرَص الذي زاد اهتمام الشعب زيادة عظمى بيسوع نتيجة لإبرائه فأقبلت الجموع أفواجا طلبا للشفاء.

لكن الشهرة الكبيرة التي حصل عليها يسوع أثارت معارضة رؤساء اليهود علي يسوع من ناحية، واعتزاله الى أماكن مُقفرة من ناحية أخر؛ ويضيف لوقا الإنجيلي انَّ اعتزال يسوع للصلاة "كانَ خَبرَه يَتَّسِعُ انِتشاراً، فتَتوافدُ عليهِ جُموعٌ كَثيرةٌ لِتَسمَعَه وتَشْفى من أَمراضِها، ولكِنَّه كانَ يَعتَزِلُ في البَراري فيُصَلِّي" (لوقا 5: 16) فالصلاة امر عادي في حياة يسوع وهذا ما يشير اليه لوقا مراراً (لوقا 3: 21).
 
قديم 31 - 03 - 2022, 01:16 PM   رقم المشاركة : ( 73063 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,708

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




أَمَّا هو، فَانصَرَفَ وَأَخَذَ يُنادي بِأَعلى صَوتِه ويُذيعُ الخَبَر،
فصارَ يسوعُ لا يَستَطيعُ أَن يَدخُلَ مَدينةً عَلانِيَةً،

بل كانَ يُقيمُ في ظاهِرِها في أَماكِنَ مُقفِرَة، والنَّاسُ يَأتونَه مِن كُلِّ مَكان

"مِن كُلِّ مَكان" فتشير الى ذهاب الناس إليه

من الأماكن البعيدة دليل على رغبتهم في الأمور الروحية

وشعورهم بحاجتهم اليه خلافا الجموع الذين كانوا يزدحمون
عليه من المدن والقرى رغبة في مشاهدة اعماله المُعجزة.
 
قديم 31 - 03 - 2022, 01:17 PM   رقم المشاركة : ( 73064 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,708

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




ما هو مفهوم البرص في الكتاب المقدس وعلم الطب؟

يُعتبر البرص في الكتاب المقدس مرضاً ونجاسة وعقاب وأمَّا في علم الطب فهو مرض عضال. .

أ) البَرص مرض

ورد البرص 22 مرة في الكتاب القدس ويُشار إليه في الكتاب المقدس بلفظة ×*ض¶×’ض·×¢ צض¸×¨ض·×¢ض·×ھ تعني "جُرْح، ضربة"، وهو يدل على أمراضٍ جلدية كثيرة تنتشر عدواها بسرعة فائقة في الجسم؛ والبرص من الأمراض الأكثر عدوى (الاحبار 14: 33) وهو المرض الوحيد الوراثي، الذي ينتقل من الوالدين إلى الأولاد. وكثيرا ما يبدأ كنتوء (ورم) او بياض كالقوباء؛ فيشعر المصاب بألمٍ وتنميل في أعضاء جسمه ثمّ تصير اماكن تواجد هذه الأورام تدريجياً سميكة الملمس وذات قشور. وبزيادة هذه السماكة يبدأ الجسم بالتقرُّح والتهاب الاعصاب وانقطاع جريان الدم. وعندما يتقدَّم المرض يبدأ جسم المُصاب يتآكل فتتساقط الأطراف مثل أصابع اليد أو الانف والرموش وجفون العين وتخرج رائحة كريهة إلى درجة النتنة من المصاب، او يعقب حرقا بالنار او دمّلا (الأحبار 13: 2-3).

ويختلف البرص حدةً بعضه عن بعض اختلافا كبيراً، وكانت بعض الأمراض الجلدية تُسمَّى بَرَصا. ولم يُذُكر في كتب اليهود الطبية من أدوية ومعالجات للأمراض كافة، علاجٌ لمرض البِرَص، لأنهم تأكدُّوا أنه عديم الشفاء إلا بمعجزة إلهية. وظهر اعتقادهم هذا جلياً في جواب الملك يهورام زمن النبي أليشع في قصة نعمان السرياني (2 ملوك 5:7).

أمَّا المصطلح البرص في المفهوم الطبي يشير عادةً إلى (المَهَق) والجذام، ويُعلق عليه الدكتور حمدي صادق: " البَرَص او الجذام المعروف أيضاً باسم مرض هانسن Hansen هو عدوى مزمنة تنجم عن البكتيريا الفطرية الجذامية، وله جانبان: جانب الإصابة الجلدية، وهو الطور الأول وقد لا يتطور بعد ذلك، وجانب آخر هو الجانب العصبي أو تطوَّر الإصابة الجلدية بتشوهات في الجهاز العصبي. فتصاب جميع أطراف أعصاب الجسم أو بعض أجزائه بتشوهات". فهو يدمر النهايات العصبية ويُسبب أيضا تدمير بعض أنسجة الجسم مثل الأصابع والأنف.

والإصابة الجلدية تبدأ في المناطق الأكثر عرضة مثل الجبهة والذقن والأطراف؛ وتبدأ ببقع تتحوَّل إلى مناطق لا لون لها بيضاء، إذ تموت الخلايا الصبغية في هذه المنطقة، وكذلك لون الشعر الذي يسقط بعد ذلك؛ ثم يتعمق المرض فتتحوَّل البقعة إلى نقرة تنتشر إلى ما حولها، ويبدأ الجلد يتشوه ويتكتل في كتل بين نقر وحفر، ويصبح منظر الإنسان مسخ كريه الشكل شنيع المنظر مرعب الهيئة. لم يعُد مرض البَرَص موجودًا الآن، إلا في عددٍ قليلٍ من البلدان في إفريقيا. وتقول مُنظَّمةُ الصّحة العالمية إنه "لا يزال حوالي 10 ملايين مصابين به حتى اليوم". ومع ان مرض البَرَص لا يشبه بكثرة في هذه الأيام، الذي كان شفاؤه بالأمس عسيراً أصبح شفاؤه اليوم يسراً. إلا ان تأثيره على المجتمعات القديمة يشبه لحدٍ كبيرٍ تأثير مرض الايدز او كورونا على مجتمعاتا اليوم.

ب) البَرَص نجاسة

ليس البَرَص مرضا فحسب، انما هو ايضا نجاسة مُعدية بحسب الشريعة، وقد اعتُبر هذا المرض منذ القديم رمزاً للخطيئة ونجاستها، حتى سُمِّي الشفاء منه "تطهيراً". فالبَرَص قاتل، يملأ النفس نجاسة، ورجاسة، فساداً، لذلك كان هذا المرض هو الوحيد الذي يفرض على المُصاب به أن يعْتزل عن جميع الناس، حتى عن أهل بيته، وعن مدينته، ويذهب للعيش مع غيره من البُرُص الى ان يشفى او يموت. وإنْ دخل مدينة يُجازَى بأربعين جلدة. وكان اليهود يعتبرون الأَبرَص كأنه ميت، يتنجس من يلمسه. وكان الأَبرَص مجبوراً أن يمارس فروض الحداد من تمزيق ثيابه، والكشف عن رأسه، وتغطية فمه، وترك الاغتسال، وما أشبه، وأن يُحذِّر كل إنسان من الاقتراب منه بصراخه الدائم: "نجس! نجس!" (الاحبار 13: 34). ان البَرَص كالخطيئة تُعزلنا عن بعضنا، وعن الله بالذّات. هل يمكننا أن نتخيّل المعاناة العميقة لشخصٍ يتآكل جسديًّا وهو بالإضافة إلى ذلك، مُحتقَر ومنبوذ اجتماعيًّا؟

كان الأَبرَص يعتبر نجساً: كل شيء يلمسه يتنجَّس، ولا يستطيع ان يشارك في العبادة ولا في الحياة الاجتماعية. وكان معزولا أي ممنوع الاقتراب منه، ولا يحقُّ لأي إنسان ان يلمسه. وكانت الأوساط اليهودية تحرم الأَبرَص من حقوقه المدنية مع عزله عن المجتمع كما جاء في الشريعة "ما دامَت فيه الإِصابة، يَكونُ نَجِساً، إِنَّه نَجِس. فلْيُقِمْ مُنفَرِداً، وفي خارِجِ المُخَيَّمِ يَكونُ مُقامُه " (الاحبار 13: 46)، لذلك يُنبذ الأَبرَص من الجماعة لحين شفائه وتطهيره الطقسي وتقديم ضحيَّة عن الخطيئة (الاحبار 13-14). وجاءت كلمات الحاخامات عن المصابين بالبَرَص تُعلن نظرتهم إليهم كأنهم موتى، ليس لهم حق الحياة وسط الجماعة المقدَّسة. ويعلق العلامة أوريجانوس على إقامة الأَبرَص خارج المحلة بقوله "كل دنس يلقي الإنسان خارج مجمع الأبرار، أنه ينفيه بعيدًا عن الجماعة ويعزله عن موضع القديسين أمَّا مناداته: نجساً نجساً، فإشارة إلى دنسه الداخلي ودنسه الخارجي، أو دنس النفس والجسد معًا".

لا يحسب سيّدنا يسوع المسيح البَرَص "نجاسة" بل مَرضاَ. ولا يرى في المرض لعنة بل اختبارا. وينظر الى البَرَص كرمز للخطيئة التي تشوّه نفس الانسان، عقله وارادته وقلبه، حريته وضميره. الخطيئة التي إذا تملّكت في الجسد، استعبده لشهواته ولأهوائه. هذه العبودية بَرَص روحي واخلاقي يشوّه جمال النفس المخلوقة على صورة الربّ. ويعلق القمص تادرس يعقوب" إذ ينظر إلى البَرَص كرمز للخطية وثمر لها، حيث جاء الحكم على الأَبرَص أن تعلن نجاسته بقسوة إذ يفقده طعم الحياة ويعزله تمامًا عن الجماعة المقدَّسة". ويشفي يسوع بَرَص الخطيئة وشلل الأنانية ويفتح عين الإلحاد وأُذنَ اللامبالاة، وهو صاحب المعجزات الذي كان "يَشْفي الشَّعبَ مِن كُلِّ مَرَضٍ وعِلَّة" (متى 4: 23).

ج) البَرَص عقاب إلهي

البَرَص هو "التقرُّح" بالذات الذي يضرب (بالعبرية ×*ض¶×’ض·×¢) الله به الخاطئين. كما اعتبره اليهود إعلان غضب اللّه على الخطأة. كان البَرَص بحسب الشريعة اليهودية يعتبر أقسى داء، ويمثل عقاب قاسي، فكان الأَبرَص يُحرم من أهله وأصدقائه ومجتمعه ويُعزل حتى يتمَّ شفائه.

وكان إسرائيل مُهدَّدٌ به (تثنية 28: 27 و35). وقد ضُرِب به المصريون (خروج 9: 9-11)، وكذلك مريم اخت موسى قد أصيبت بالبَرَص، لأنّ الله غضب عليها، إذ تكلّمت ضدّ موسى (عدد 12: 10-15)، وأصيب الملك عُزِّيّا بالبَرَص إذ خالف الربّ إلهه ودخل هيكل الربّ ليحرق البخور على مذبح البخور (2 أخبار 26: 19-23). فالبَرَص هو مبدئيا علامة الخطيئة، ومع ذلك إذا ضرب الله "الخادم" المتألم أي يسوع المسيح بحيث يأخذ الناس في التحول عنه كما عن الأَبرَص، لأنه، رغم براءته يحمل خطايا البشر الذين سوف يشفون بجراحه (أشعيا 53: 3-12). ومن هنا نبحث في موقف يسوع.
 
قديم 31 - 03 - 2022, 01:20 PM   رقم المشاركة : ( 73065 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,708

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




البَرص مرض

ورد البرص 22 مرة في الكتاب القدس ويُشار إليه في الكتاب المقدس بلفظة ×*ض¶×’ض·×¢ צض¸×¨ض·×¢ض·×ھ تعني "جُرْح، ضربة"، وهو يدل على أمراضٍ جلدية كثيرة تنتشر عدواها بسرعة فائقة في الجسم؛ والبرص من الأمراض الأكثر عدوى (الاحبار 14: 33) وهو المرض الوحيد الوراثي، الذي ينتقل من الوالدين إلى الأولاد. وكثيرا ما يبدأ كنتوء (ورم) او بياض كالقوباء؛ فيشعر المصاب بألمٍ وتنميل في أعضاء جسمه ثمّ تصير اماكن تواجد هذه الأورام تدريجياً سميكة الملمس وذات قشور. وبزيادة هذه السماكة يبدأ الجسم بالتقرُّح والتهاب الاعصاب وانقطاع جريان الدم. وعندما يتقدَّم المرض يبدأ جسم المُصاب يتآكل فتتساقط الأطراف مثل أصابع اليد أو الانف والرموش وجفون العين وتخرج رائحة كريهة إلى درجة النتنة من المصاب، او يعقب حرقا بالنار او دمّلا (الأحبار 13: 2-3).

ويختلف البرص حدةً بعضه عن بعض اختلافا كبيراً، وكانت بعض الأمراض الجلدية تُسمَّى بَرَصا. ولم يُذُكر في كتب اليهود الطبية من أدوية ومعالجات للأمراض كافة، علاجٌ لمرض البِرَص، لأنهم تأكدُّوا أنه عديم الشفاء إلا بمعجزة إلهية. وظهر اعتقادهم هذا جلياً في جواب الملك يهورام زمن النبي أليشع في قصة نعمان السرياني (2 ملوك 5:7).

أمَّا المصطلح البرص في المفهوم الطبي يشير عادةً إلى (المَهَق) والجذام، ويُعلق عليه الدكتور حمدي صادق: " البَرَص او الجذام المعروف أيضاً باسم مرض هانسن Hansen هو عدوى مزمنة تنجم عن البكتيريا الفطرية الجذامية، وله جانبان: جانب الإصابة الجلدية، وهو الطور الأول وقد لا يتطور بعد ذلك، وجانب آخر هو الجانب العصبي أو تطوَّر الإصابة الجلدية بتشوهات في الجهاز العصبي. فتصاب جميع أطراف أعصاب الجسم أو بعض أجزائه بتشوهات". فهو يدمر النهايات العصبية ويُسبب أيضا تدمير بعض أنسجة الجسم مثل الأصابع والأنف.

والإصابة الجلدية تبدأ في المناطق الأكثر عرضة مثل الجبهة والذقن والأطراف؛ وتبدأ ببقع تتحوَّل إلى مناطق لا لون لها بيضاء، إذ تموت الخلايا الصبغية في هذه المنطقة، وكذلك لون الشعر الذي يسقط بعد ذلك؛ ثم يتعمق المرض فتتحوَّل البقعة إلى نقرة تنتشر إلى ما حولها، ويبدأ الجلد يتشوه ويتكتل في كتل بين نقر وحفر، ويصبح منظر الإنسان مسخ كريه الشكل شنيع المنظر مرعب الهيئة. لم يعُد مرض البَرَص موجودًا الآن، إلا في عددٍ قليلٍ من البلدان في إفريقيا. وتقول مُنظَّمةُ الصّحة العالمية إنه "لا يزال حوالي 10 ملايين مصابين به حتى اليوم". ومع ان مرض البَرَص لا يشبه بكثرة في هذه الأيام، الذي كان شفاؤه بالأمس عسيراً أصبح شفاؤه اليوم يسراً. إلا ان تأثيره على المجتمعات القديمة يشبه لحدٍ كبيرٍ تأثير مرض الايدز او كورونا على مجتمعاتا اليوم.
 
قديم 31 - 03 - 2022, 01:20 PM   رقم المشاركة : ( 73066 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,708

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




البَرَص نجاسة

ليس البَرَص مرضا فحسب، انما هو ايضا نجاسة مُعدية بحسب الشريعة، وقد اعتُبر هذا المرض منذ القديم رمزاً للخطيئة ونجاستها، حتى سُمِّي الشفاء منه "تطهيراً". فالبَرَص قاتل، يملأ النفس نجاسة، ورجاسة، فساداً، لذلك كان هذا المرض هو الوحيد الذي يفرض على المُصاب به أن يعْتزل عن جميع الناس، حتى عن أهل بيته، وعن مدينته، ويذهب للعيش مع غيره من البُرُص الى ان يشفى او يموت. وإنْ دخل مدينة يُجازَى بأربعين جلدة. وكان اليهود يعتبرون الأَبرَص كأنه ميت، يتنجس من يلمسه. وكان الأَبرَص مجبوراً أن يمارس فروض الحداد من تمزيق ثيابه، والكشف عن رأسه، وتغطية فمه، وترك الاغتسال، وما أشبه، وأن يُحذِّر كل إنسان من الاقتراب منه بصراخه الدائم: "نجس! نجس!" (الاحبار 13: 34). ان البَرَص كالخطيئة تُعزلنا عن بعضنا، وعن الله بالذّات. هل يمكننا أن نتخيّل المعاناة العميقة لشخصٍ يتآكل جسديًّا وهو بالإضافة إلى ذلك، مُحتقَر ومنبوذ اجتماعيًّا؟

كان الأَبرَص يعتبر نجساً: كل شيء يلمسه يتنجَّس، ولا يستطيع ان يشارك في العبادة ولا في الحياة الاجتماعية. وكان معزولا أي ممنوع الاقتراب منه، ولا يحقُّ لأي إنسان ان يلمسه. وكانت الأوساط اليهودية تحرم الأَبرَص من حقوقه المدنية مع عزله عن المجتمع كما جاء في الشريعة "ما دامَت فيه الإِصابة، يَكونُ نَجِساً، إِنَّه نَجِس. فلْيُقِمْ مُنفَرِداً، وفي خارِجِ المُخَيَّمِ يَكونُ مُقامُه " (الاحبار 13: 46)، لذلك يُنبذ الأَبرَص من الجماعة لحين شفائه وتطهيره الطقسي وتقديم ضحيَّة عن الخطيئة (الاحبار 13-14). وجاءت كلمات الحاخامات عن المصابين بالبَرَص تُعلن نظرتهم إليهم كأنهم موتى، ليس لهم حق الحياة وسط الجماعة المقدَّسة. ويعلق العلامة أوريجانوس على إقامة الأَبرَص خارج المحلة بقوله "كل دنس يلقي الإنسان خارج مجمع الأبرار، أنه ينفيه بعيدًا عن الجماعة ويعزله عن موضع القديسين أمَّا مناداته: نجساً نجساً، فإشارة إلى دنسه الداخلي ودنسه الخارجي، أو دنس النفس والجسد معًا".

لا يحسب سيّدنا يسوع المسيح البَرَص "نجاسة" بل مَرضاَ. ولا يرى في المرض لعنة بل اختبارا. وينظر الى البَرَص كرمز للخطيئة التي تشوّه نفس الانسان، عقله وارادته وقلبه، حريته وضميره. الخطيئة التي إذا تملّكت في الجسد، استعبده لشهواته ولأهوائه. هذه العبودية بَرَص روحي واخلاقي يشوّه جمال النفس المخلوقة على صورة الربّ. ويعلق القمص تادرس يعقوب" إذ ينظر إلى البَرَص كرمز للخطية وثمر لها، حيث جاء الحكم على الأَبرَص أن تعلن نجاسته بقسوة إذ يفقده طعم الحياة ويعزله تمامًا عن الجماعة المقدَّسة". ويشفي يسوع بَرَص الخطيئة وشلل الأنانية ويفتح عين الإلحاد وأُذنَ اللامبالاة، وهو صاحب المعجزات الذي كان "يَشْفي الشَّعبَ مِن كُلِّ مَرَضٍ وعِلَّة" (متى 4: 23).
 
قديم 31 - 03 - 2022, 01:21 PM   رقم المشاركة : ( 73067 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,708

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




البَرَص عقاب إلهي

البَرَص هو "التقرُّح" بالذات الذي يضرب (بالعبرية ×*ض¶×’ض·×¢) الله به الخاطئين. كما اعتبره اليهود إعلان غضب اللّه على الخطأة. كان البَرَص بحسب الشريعة اليهودية يعتبر أقسى داء، ويمثل عقاب قاسي، فكان الأَبرَص يُحرم من أهله وأصدقائه ومجتمعه ويُعزل حتى يتمَّ شفائه.

وكان إسرائيل مُهدَّدٌ به (تثنية 28: 27 و35). وقد ضُرِب به المصريون (خروج 9: 9-11)، وكذلك مريم اخت موسى قد أصيبت بالبَرَص، لأنّ الله غضب عليها، إذ تكلّمت ضدّ موسى (عدد 12: 10-15)، وأصيب الملك عُزِّيّا بالبَرَص إذ خالف الربّ إلهه ودخل هيكل الربّ ليحرق البخور على مذبح البخور (2 أخبار 26: 19-23). فالبَرَص هو مبدئيا علامة الخطيئة، ومع ذلك إذا ضرب الله "الخادم" المتألم أي يسوع المسيح بحيث يأخذ الناس في التحول عنه كما عن الأَبرَص، لأنه، رغم براءته يحمل خطايا البشر الذين سوف يشفون بجراحه (أشعيا 53: 3-12). ومن هنا نبحث في موقف يسوع.
 
قديم 31 - 03 - 2022, 01:24 PM   رقم المشاركة : ( 73068 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,708

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




كان البَرَص في عهد المسيح من الامراض العُضَال وأشدها فتكاَ بالإنسان. وكان رؤساء اليهود يعتبرون معظم الامراض المُعدية نوعا من العقاب الالهي، وكانوا يُعلنون ان المصابين بالبَرَص نجسون، وكان معنى هذا أنهم لا يستطيعون الاشتراك في الانشطة الدينية والاجتماعية، لان شريعتهم تنص على ان لمْس نجسٍ يُنجِّسهم هم ايضا، بل إن البعض كانوا يلقون بالحجارة على البُرَص ليُبعدوهم عنهم مسافة كافية، وينبذونهم كما ورد في الشريعة "الأَبرَص الَّذي بِه إِصابة تكونُ ثِيابُه مُمَزَّقةً وشَعَرُه مَهْدولاً ويَتَلَثَّمُ على شَفَتَيه ويُنادي: نَجِس، نَجِس.

ما دامَت فيه الإِصابة، يَكونُ نَجِساً، إِنَّه نَجِس. فلْيُقِمْ مُنفَرِداً، وفي خارِجِ المُخَيَّمِ يَكونُ مُقامُه" (الاحبار 13: 45-46). والسؤال هنا: لماذا تُشق ثياب الأَبرَص؟ كثيرون يخفون مرض جسدهم باهتمامهم بارتداء ملابس ثمينة وجميلة.

لذلك حذَّرنا القديس يوحنا الذهبي الفم "من الرياء كون الثوب المزركش الذي تلبسه النفس المريضة يلهيها عن معالجة المرض الحقيقي الداخلي. وبينما يطلب فضح الجسد المريض بشق الثياب وكشف الرأس، إذ به يطلب تغطية الشاربين، أي الفم، فالنفس المُصابة ببَرَص الخطيئة يُلزمها أن تنصت للوصية ولا تعلم الآخرين".
 
قديم 31 - 03 - 2022, 01:24 PM   رقم المشاركة : ( 73069 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,708

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




أتَّخذ يسوع موقفا مغايرا لرؤساء اليهود، إذ تعاطف مع الأَبرَص وتضامن معه وأشفق عليه. انه اخترق القانون ولمس الأَبرَص وتحدَّى الخطر المُحدِق به.

لان قيمة الشخص الحقيقية هي في داخله وليست في خارجه، فبالرغم ان جسد الشخص قد يكون مصابا بأمراض او تشوُّهات، فهو في الداخل ليس بأقل قيمة في نظر المسيح، ولذا لا يستنكف يسوع ان يلمس أي شخصٍ اشمئزازاً منه. وهنا ندرك ان يسوع يتضامن مع الجميع خاصة المرضى كما جاء في تعاليمه "لَيسَ الأصِحَّاءُ بِمُحتاجينَ إِلى طَبيب، بَلِ المَرْضى" (متى 9: 12).
إنه شفي الأَبرَص (مرقس 1: 42)، وبشفائه انتصر يسوع على البَرَص بالذات، وألغي الحد الفاصل بين الطاهر والنجس، وأعاد ضمَّ الأَبرَص إلى الجماعة، وقدم مرقس الإنجيلي مثلا نموذجيا واحداً، وهو عمل "تطهير" أشبه بالانتصارات على الارواح النجسة (مرقس 1: 23)، إذ كان البَرَص يُعد نجاسة تُقصي المريض عن المجتمع (متى 8: 2).
 
قديم 31 - 03 - 2022, 01:25 PM   رقم المشاركة : ( 73070 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,708

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




أمر يسوع بالتقدمات الشرعيَّة، فذلك من قبيل تقديم الشهادة: فيتحقق الكهنة من احترامه للشريعة، وفي الوقت نفسه، من قدرته على صنع الأعجوبة. إن شفاء البَرَص علامة على أن يسوع "هو المسيح الآتي" (متى 11: 5). ولأجل ذلك يعطي يسوع الاثنا عشر، الذين أوفدهم يسوع للرسالة، سلطة الشفاء، حتى يظهروا بهذه العلامة أن ملكوت السماوات قد اقترب كما جاء في توصياته "أَعلِنوا في الطَّريق أَنْ قَدِ اقتَرَبَ مَلَكوتُ السَّمَوات. اِشْفوا المَرْضى، وأَقيموا المَوتى، وأَبرِئوا البُرْص، واطرُدوا الشَّياطين. أَخَذتُم مَجَّاناً فَمَجَّاناً أَعطوا"(متى 10: 8).وهكذا جعل يسوع من شفاء المرضى والبُرص علامة هامة في رسالة الكنيسة. والجدير بالذكر ان من بين كل أنواع المرض التي شفَاها المسيح، كان عدد الذين شفاهم من البَرَص أكبر من أي عدد آخر.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 09:30 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025