![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 73001 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() فَعَلِمَ يسوعُ عِندَئِذٍ في سِرِّهِ أَنَّهم يقولونَ ذلك في أَنفُسِهم، فسأَلَهم: ((لماذا تقولونَ هذا في قُلوبِكم؟ "لماذا تقولونَ هذا في قُلوبِكم؟" فتشير الى السؤال الذي يُبيّن رّفض الكتبة المُسبق يطرحه يسوع علانية كجواب على سؤال الكتبة الذين طرحه الكتبة في قلوبهم " ما بالُ هذا الرَّجُلِ يَتَكَلَّمُ بِذلك؟" علّ الكتبة يدركون من يفحص القلوب ويعرف الأفكار (مزمور 33: 15). فلا بدَّ من ان الكتبة تعجبوا من معرفة يسوع اسرار قلوبهم بسبب حسدهم وبغضهم إياه. إنّ هذا الرّفض الذي بدأ في الرواية، وفي الجدالات الخمس (مرقس 2: 1 -3: 6)، سوف يجد ذروته في رفض يسوع حتّى إهلاكه، بالموت على الصّليب. وبالرغم ذلك يسوع يريد خلاصهم، ويعلق القديس يوحنا الذهبي الفم" يريد الله أن يتوب وبخلص حتى أولئك الذين لا يؤمنون به. هو نفسه يقول: "ما جِئتُ لأَدعُوَ الأَبْرارَ، بَلِ الخاطِئين" (متى 9: 13)، وحتى عندما لا يريدون إصلاح حالهم ومعرفة الحقيقة، فإنه لا يتركهم، مع أنهم بإرادتهم يُحرمون أنفسهم من الحياة السماوية، يمنحهم الله كل الأشياء الضرورية للحياة الأرضية، مشرقا شمسه على الأشرار والأبرار، مرسلا المطر للأبرار والظالمين وواهبا الجميع كل ما يحتاجون إليه للعيش" |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 73002 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() فأَيُّما أَيسَر؟ أَن يُقالَ لِلمُقعَد: غُفِرَت لكَ خَطاياك، أَم أَن يُقال: قُم فَاحمِلْ فِراشَكَ وَآمشِ؟ تشير عبارة "فأَيُّما أَيسَر؟ أَن يُقالَ لِلمُقعَد" الى جواب يسوع لخصومه من الكتبة. في نظر الناس أن الأيسر هو أن يُقال مغفورة لك خطاياك من أن يقال قُم فَاحمِلْ فِراشَكَ وامش. فإنه إذا قال "غُفِرَت لكَ خَطاياك " فلن يرى أحد الخطايا وهي تغفر، ولكن لو قال "قُمفَاحمِلْ فِراشَكَ" فهنا سيُظهر صِدقَه إن قام الرجل وحمل فراشه. وبهذا يكون قوله "غُفِرَت لكَ خَطاياك"،هو الأصعب لأنه يشتمل على غفران الخطايا والشفاء الجسدي. ووضَّح لوقا الإنجيلي عمل يسوع المزدوج بقوله “فأَيُّمَا أَيْسَر؟ أَن يُقال: غُفِرَت لَكَ خَطاياك أَم أَن يُقال: قُم فَامشِ. فلِكَي تَعلَموا أَنَّ ابنَ الإِنسانِ لَه في الأَرضِ سُلطانٌ يَغفِرُ بِه الـخَطايا" (لوقا 5: 24-25). ان الكلام أسهل من العمل. وان الكلام يفقد معناه إن لن تكن الأفعال تؤيده. وهكذا سال يسوع سؤالا سديداً فتُرك السؤال بدون جواب والجواب ليس سهلا. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 73003 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() فأَيُّما أَيسَر؟ أَن يُقالَ لِلمُقعَد: غُفِرَت لكَ خَطاياك، أَم أَن يُقال: قُم فَاحمِلْ فِراشَكَ وَآمشِ؟ "غُفِرَت لكَ خَطاياك، أَم أَن يُقال: قُم فَاحمِلْ فِراشَكَ وامش" فتشير الى عملين قام بهما يسوع ليُفهم الكتبة مساواته لله. إذا كان يستطيع ان يغفر الخطايا، فإذن هو مساوٍ لله. ويُعلق القديس يوحنا الذهبي الفم" لقد أربكهم بنفس كلماتهم بقوله: لقد اعترفتم أن غفران الخطايا خاص بالله وحده، إذن لم تعد شخصيتي موضع تساؤل"، وأمَّا العمل الثاني فبكلمته شفى المُقعَد. يقوم يسوع بأعجوبة شفاء محسوسة يسهل مراقبتها، حتى يُثبت الشفاء الآخر الروحي، شفاء النفس الخاطئة. قام المسيح بتصحيح مفاهيم الكتبة، إذ حسبوا أن شفاء الجسد أصعب من شفاء النفس، لهذا أوضح لهم أنه يشفي الجسد المنظور لكي يتأكدوا من شفائه للنفس غير المنظور بغفرانه للخطايا وهو الأمر الأصعب. سبق أن شفى رجال الله في العهد القديم بعض المرضى (مثلاً إيليّا وأليشاع)، ولكن لم يسبق لأحد منهم انه غفر الخطايا، فالله وحده يغفر. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 73004 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() فأَيُّما أَيسَر؟ أَن يُقالَ لِلمُقعَد: غُفِرَت لكَ خَطاياك، أَم أَن يُقال: قُم فَاحمِلْ فِراشَكَ وَآمشِ؟ "قُم فَاحمِلْ فِراشَكَ وَآمشِ" فتشير الى ثلاثة أفعال تبيّن الشفاء: قُم فَاحمِلْ فِراشَكَ وامش، وهذا الشفاء هو العلامة الخارجية لشفاء النفس من الخطيئة. وبدون الشفاء الجسد، كيف كان بإمكان المُقعَد التحقق من غفران خطاياه؟ الناس عادة يركزون عادة على قوة الله لشفاء الامراض الجسدية، أكثر مما على قوته لغفران المرض الروحي، اي الخطيئة، أمَّا يسوع فانه يهتم في المقام الأول بحالة المُقعَد الروحية. ويُعلق القديس برنادس " كنّا مُقعدين ومضجعين على فراشنا، عاجزين عن إدراك مسكن الله العالي. لذلك، نزل من علياه المخلّص يسوع، الكثير الصلاح، وشافي النفوس الوديع" (العظة الأولى عن المجيء). ربما يسال المرء نفسه: أيّهما أسهل: أن أتغيّر من الخارج اي أشفى من مرضي الجسدي أم أن أومن أنّني كما أنا، محبوب والرب يغفر خطاياي ويمكنني أن أكون سعيدًا؟ |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 73005 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() فلِكَي تَعلَموا أَنَّ ابنَ الإِنسانِ له سُلطانٌ يَغفِرُ بِه الخَطايا في الأَرض، ثُمَّ قالَ لِلمُقعَد تشير عبارة "فلِكَي تَعلَموا" الى شفاء المُقعَد الذي كان بمثابة برهان على أنّ يسوع يملك سلطان غفران الخطايا، بمعنى أنّه لو لم يعترض الكتبة على كلامه، من المحتمل ألاّ يشفي يسوع المُقعَد جسديّاً. أمَّا عبارة "ابنَ الإِنسانِ" فتشير الى أحد ألقاب يسوع والتي لا يَرد الاّ في الانجيل وعلى لسان يسوع. وهذه اول مرة يُطلق يسوع على نفسه "ابن الانسان" في انجيل مرقس. وجدت فيها الجماعة المسيحية الأولى إحدى العبارات الممّيزة ليسوع الناصري، ففضَّلتها على سائر الألقاب التي أطلقتها علي يسوع المسيح. وقد وردت هذه العبارة سابقا في سفر حزقيال (2: 1 -3) كما وردت في سفر دانيال (1: 13؛ 7) مبينا ان ابن الانسان سيحكم على جميع الشعوب ولم يزول سلطانه ومملكته لم تموت وهذه اشاره بديهية الي سلطان يسوع علي الارض. وهذا اللقب، بارتباطه بالوصف النبوي لعبد الله المتألم، يتَّخذ معنى جديداً، وهو توحيداً فريداً بين الصليب والمجد (مرقس 8: 31). امَّا آباء الكنيسة فقد فهموا لقب "ابن الانسان" على الطريقة الحرفية فقالوا" انه الانسان الحق مُمثل البشرية، أمَّا المسيحيون الاوَّلون فكان يهمهم الأصل السماوي لابن الانسان والعمل الإلهي الذي يُتمَّه. وعندما مُجدَّ لقب "ابن الانسان" فإنه دلَّ على تقليد يعول الى أصول الايمان المسيحي، بل الى كلمات يسوع بالذات. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 73006 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() فلِكَي تَعلَموا أَنَّ ابنَ الإِنسانِ له سُلطانٌ يَغفِرُ بِه الخَطايا في الأَرض، ثُمَّ قالَ لِلمُقعَد "سُلطانٌ يَغفِرُ بِه الخَطايا في الأَرض" فتشير الى يسوع كابن الله الذي له السلطان ان يغفر الخطايا، فالسلطان المُعطى للكنيسة لمغفرة الخطايا مرتبط بسلطة يسوع نفسها كما جاء في انجيل متى في رواية شفاء المُقعَد " فلَمَّا رأَتِ الجُموعُ ذلِكَ، خافوا ومَجَّدوا اللهَ الَّذي أَولى النَّاسَ مِثلَ هذا السُّلطان " (متى 9: 8). وهكذا ارتبط سلطان غفران الخطايا في الكنيسة بيسوع المسيح " مَن غَفَرتُم لَهم خَطاياهم تُغفَرُ لَهم، ومَن أَمسَكتُم عليهمِ الغُفْران يُمسَكُ علَيهم " (يوحنا 20: 23). فقد وهب الرّب يسوع المسيح -القائم من الموت – سلطته الإلهيّة بغفران الخطايا من خلال إعطاء الرُّوح القدس للرسل: "نَفَخَ فيهم وقالَ لَهم: خُذوا الرُّوحَ القُدُس، مَن غَفَرتُم لَهم خَطاياهم تُغفَرُ لَهم، ومَن أَمسَكتُم عليهمِ الغُفْران يُمسَكُ علَيهم" (يوحنا 20: 22-23). كما ان يسوع هو العلامة المحسوسة لغفران الآب كذلك الكنيسة هي علامة المنظورة لغفران يسوع للبشر. أن الربيَّين كانوا يعلمون أن الإنسان لا يمكن شفاؤه من مرض إلاّ إذا غفرت خطاياه كلها. وبهذا يكون السيد المسيح حين قام بشفاء المُقعَد قد أثبت أنه غفر خطاياه كما قال. ولا شكّ أنّ مرقس الإنجيليّ يعلم أنّه في أزمنة الخلاص الأخيرة التي تكلّم عنها الأنبياء، سوف تُغفر الخطايا (إرميا 31: 31-34؛ حزقيال 36: 25-28). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 73007 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() أَقولُ لكَ: قُمْ فَاحمِلْ فِراشَكَ وَاذهَبْ إِلى بيتِكَ. تشير عبارة "قُمْ فَاحمِلْ فِراشَكَ وَاذهَبْ إِلى بيتِكَ" الى علامة منظورة تكمن في أمرٍ وإعلانٍ. الامر الذي يشفي، والإعلان الذي يُخبر ان الشفاء قد تمَّ. صار هذا المريض المُقعَد انسانا سويا بعد ان شُفيت عاهته. وقدرة يسوع المنظورة في الشفاء تدل على قدرته غير المنظورة في غفران الخطايا. فقدرة يسوع على المعجزة الظاهرة في الجسد برهان قدرته على المعجزة الباطنية في النفس. فمن له السلطان على مغفرة الآثام يجب عليه ان يبرهن صحة دعواه بإزالة نتيجة الاثم الوقتية المنظورة في الجسد. ان شفاء المريض رمز الى خلاص الخاطئ من الخطيئة. وما شفاء المقعد إلا دليل قاطع على سلطان الآب الذي أعطاه لابنه يسوع، كما يقول دانيال النبي: "وأُوتِيَ سُلْطاناً ومَجداً ومُلكاً... وسُلْطانُه سُلْطانٌ أَبَدِيّ لا يَزول ومُلكُه لا يَنقَرِ " (دانيال 7: 14). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 73008 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() أَقولُ لكَ: قُمْ فَاحمِلْ فِراشَكَ وَاذهَبْ إِلى بيتِكَ. "اذهَبْ إِلى بيتِكَ" فتشير الى بيته الأول وهو أحضان الآب، ويُعلق القديس أمبروسيوس "لم يأمره فقط بحمل الفراش، وإنما أمره أن يذهب إلى بيته، أي يرجع إلى الفردوس، الوطن الحقيقي". وأنّه يستطيع مغادرة المكان الذي أتى إليه ليطلب الشفاء. ففي ذلك المكان، يستطيع أن يترك حالته الواهية السّابقة وينطلق إلى بيته، إلى خاصّته، ليعيش معهم حالته الجديدة. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 73009 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() فقامَ فحَمَلَ فِراشَه لِوَقتِه، وخَرَجَ بِمَرْأًى مِن جَميعِ النَّاس، حتَّى دَهِشوا جَميعاً ومَجَّدوا اللهَ وقالوا: ما رَأَينا مِثلَ هذا قَطّ. يشير الفعل "فقامَ" في الأصل اليوناني ل¼œخ³خµخ¹دپخµ (معناها قام) إلى قيامة المريض كما يقوم الانسان من الموت، وذلك بفضل كلمة الله. فكان شفاء جسده برهانا على شفاء نفسه. لقد قام هذا المُقعَد بصحة وعافية وكأننا أمام معجزة خلق من جديد. وهكذا يحدث مع كل تائب عندما ينال من الله نعمة أن يصير في المسيح خليقة ًجديدةً. وفي الواقع، فهذا الفعل هو نفس الفعل الذي استخدمه يسوع في إحياء ابنة يائيرس (مرقس 5: 41)، وهو الفعل ذاته الذي يصف قيامة الربّ من بين الأموات (مرقس 16: 4). إنّها "قيامة" بالنسبة إلى هذا المُقعَد، قيامة من حالة المرض وحالة الخطيئة. إنّها قصّة قيامة، ينتصر فيها الربّ على المرض والموت وعلى كلّ أشكاله. بإرادة من يسوع، شُفِيَ المُعَقد فورا. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 73010 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() فقامَ فحَمَلَ فِراشَه لِوَقتِه، وخَرَجَ بِمَرْأًى مِن جَميعِ النَّاس، حتَّى دَهِشوا جَميعاً ومَجَّدوا اللهَ وقالوا: ما رَأَينا مِثلَ هذا قَطّ. "فحَمَلَ فِراشَه لِوَقتِه" فتشير الى علامة واضحة أنّه أصبح المُقعَد مستقلاًّ، يتّكل على ذاته وقوته، حاملاً هو فراشه بعد أن حمله فراشه سنين مديدة. ويعلق البابا فرنسيس "لم يَشفِ يسوع شلل المُقعد فحسب، بل شفاه بالكامل، وغفر خطاياه وجدّد حياته وحياة أصدقائه. يسوع يجعل الإنسان يولد من جديد. الشفاء الجسدي والروحي معًا هو ثمرة لقاء شخصي واجتماعي" |
||||