681 - احيانا ً نشعر بالراحة والحماية والله يحوطنا بكفيه ويحمينا من الشرور حولنا ونتعود على الراحة والحماية ، ونمدد اجسادنا ونرخي عضلاتنا وننام . ويسمح الرب احيانا ً ببعض العواصف تهاجمنا والكروب تحل بنا فنفزع . و نفزع والريح تهب بشدة وتزلزل سلامنا وتهز اماننا وتهددنا . ونصرخ في خوف ٍ ، نترجى الله ونستنجد به واحيانا ً نتذمر ونشكو ونعترض . ويبتسم الله لنا وسط العواصف ، ونهتز ونزلزل وابتسامته تظهر لنا . كيف يا رب تبتسم ونحن نكافح ؟ كيف تسكت ونحن نجاهد ؟ كيف لا تبالي ؟ هو يبالي ، بل هو يسمح للريح ان تهب والرعد ان يصخب والبرق ان يعصف . يريد ان يجعلنا قادرين على مواجهة العواصف ، يريد ان يدربنا ، يريد ان يقوينا . يقول الوحي الالهي : " كَمَا يُحَرِّكُ النَّسْرُ عُشَّهُ وَعَلَى فِرَاخِهِ يَرِفُّ، وَيَبْسُطُ جَنَاحَيْهِ وَيَأْخُذُهَا وَيَحْمِلُهَا عَلَى مَنَاكِبِهِ، هكَذَا الرَّبُّ وَحْدَهُ اقْتَادَهُ وَلَيْسَ مَعَهُ إِلهٌ أَجْنَبِيٌّ. " ( تثنية : 32 : 11 ، 12 ) يحرك النسر عشه ، يهتز العش وتسقط افراخ النسر منه الى اسفل . من العلاء تسقط النسور الصغيرة وتهبط في الهواء يتلقفها الفضاء المتسع . وترى الصغار انفسها تطير في الهواء باجنحتها الهزيلة الضعيفة الغضة . وفي صراع للحياة تحرك الاجنحة وتتوالى الضربات وتنتظم فتحملها . فإن لم تستطع الاجنحة ان تحمل الفراخ الصغيرة يسرع النسر نحوها ، و يرف بجناحيه ويبسطها ويأخذها ويحملها على منكبيه ويعود بها سالمة للعش . ومرة تلو المرة ومحاولة بعد محاولة . تتقوى الاجنحة وتتدرب الصغار على الطيران . .. يتركنا الله للعواصف لكنه لا يتركنا . يضع على اكتافنا اثقالا ً و لكنه يراقبنا ، ويسرع لنجدتنا حين نخور ، يحملنا على جناحيه حين نهوي ، يحوطنا بذراعه القوية .
لا تخف ، لا تبتئس ، لا تتصور ان الله قد تركك وانت وسط الشدائد . هو يدربك ، يعدّك لمهام اعظم ، يقوي جناحيك ويشدد ذراعيك . رحب بالعوائق التي تعترض طريقك فهي تعدك لاوقات الجهاد والكفاح . الله يريدك رجلا ً قويا ً ، جبار بأس عتيا ً ، جنديا ً باسلا ً عفيا ً . تهاجم وتنتصر ، تكافح وتغلب ، تقاوم وتتدرب وتنمو . يقول داود النبي : " خَيْرٌ لِي أَنِّي تَذَلَّلْتُ " ( مزمور 119 : 71 ) التذلل خير وبركة . رجل التجارب قوي ، التجارب تقوي بدنك . رجل الاختبارات سعيد ، سعيد ٌ بروحه ونفسه . الرب معك لا يتركك ،/ الرب معك لا يهملك