29 - 01 - 2015, 04:05 PM | رقم المشاركة : ( 7281 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أسرار المرض_لابونا داود المقارى
أسرار المرض... المرض هو قبلات حارة من الحب الإلهى تركت آثارها على جسم العروس. الأمراض هى مسامير غير معدنية مغروسة فى اجسادنا. لتثبت أجسادنا وأرواحنا فى المسيح يسوع الكائن فى اعماقنا. الأمراض هى اوتاد خيمة الاجتماع. مغروسة فى الجسد لتظل خيمة الإجتماع منصوبة فى الروح للقاء الانسان والله. الله يسمح أن تسكن الأمراض أجسادنا كحجة. ليسكن هو بجوار الروح ليحضنها ويحاكيها.ويستمتع بعشرتها ليقبلها ويعزيها .وفى عشق عجيب أحيانا لا يرضى أن يشفيها. إذ يرى فى بقاء الأمراض بالجسد ضمان قوى لبقاء إقامته قريبا من الروح التى تنشد حضوره ومعاونته كل حين لحمل المرض معا. وبهذا يستمتع بعشرة الروح الدائمة ولو على حساب مرض الجسد المزمن المرض يذيب الحدود الفاصلة بين العريس والعروس ويوهج المحبة بينهما فتتحد دموع الالم بدموع العشق.ويصهر العروس فى العريس ليصيرا واحدا. |
||||
31 - 01 - 2015, 04:40 PM | رقم المشاركة : ( 7282 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
بركة بيت حسدا
بجانب البركة التي تسمى بيت حسدا كان جمهور كثير من مرضى وعمي وعرج وعسم، وفي ذهن هؤلاء جميعا شيئا واحدا أن يشفوا من مرضهم الذي أعاق حركتهم وجعلهم أسرى للواقع الأليم، ينتظرون حضور الملاك لكي يحرك الماء فيتسابقوا للنزول إلى البركة لعلهم ينالوا الشفاء "لأن ملاكا كان ينزل أحيانا في البركة ويحرك الماء. فمن نزل أولا بعد تحريك الماء كان يبرأ من أي مرض اعتراه" (يوحنا 4:5). في تلك الأثناء ووسط هذه الجمهرة الكبيرة وفي خضم الأنين والعذاب والقهر واليأس الذي كان يعتري قلوب المرضى، جاء المسيح بكل هيبته، وقف أمام أحدهم الذي كان به مرض منذ ثمان وثلاثين سنة "فقال له أتريد أن تبرأ؟ أجابه المريض يا سيد ليس لي انسان يلقيني في البركة متى تحرك الماء بل بينما أنا آت ينزل قدّامي آخر " (يوحنا 6:5). بعد هذا عم صمت رهيب إذ كان الجميع يراقبوا المسيح، وأما العمي فكانوا ينصتون بدقة كبيرة، والشخص المريض كان يحدق في عيني يسوع والدموع تنهمر بشدة، اندهش بهذا الإهتمام من المسيح الذي شده بقوة فجعله يسترخي بصمت "فقال له يسوع قم احمل سريرك وامش، فحالا برىء الإنسان وحمل سريره ومشى. وكان في ذلك اليوم سبت" (يوحنا 8:5). هذا هو رب المجد هذا هو يسوع الناصري الذي إن قال فعل، ففي الوقت الذي فتح يسوع فاه دخلت قوّة غير عادية في ذلك الشخص المريض خرقت جسده كسهم منطلق من رام قدير وكنسر يهبط مسرعا نحو فريسته، فوقف على رجليه فرحا غير مدرك بالذي حصل معه، هو يعرف أمر واحد أنه كان مشلولا لا يستطيع الحراك، أما بعد أن تكلم المسيح وأمره بالوقوف تغيّر كل شيء، وحده المسيح يصنع الفرق عندما تشتد الأزمات وتعصف الرياح، ففي وسط الضعف يعطي قوة ووسط الحزن يعطي فرح ووسط الألم والمرض يعطي شفاء وفي وسط التوبة يعطي غفران لهذا قال له "...ها أنت قد برئت فلا تخطىء أيضا لئلا يكون لك أشر" (يوحنا 14:5). عزيزي القارىء: إذا كنت تمر في ظروف صعبة وتشعر بأنك متروك ومهمل من العالم، وحيد تائه بلا رجاء، اعلم أن المسيح مستعد أن يأخذك بين ذراعيه ليمنحك الغفران ومن ثم ليهتم بك فيرفعك ويجعلك تقف من جديد جالسا وصاحيا وعاقلا فلا تنبطىء بالمجيء إليه هو بانتظارك. |
||||
31 - 01 - 2015, 04:45 PM | رقم المشاركة : ( 7283 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لماذا لم يقبل اليهود المسيح؟
كثيرين من الناس قد يتسألوا قائلين إذا كان كتاب التوراة اليهودية قد تنبأ عن مجيء شخص المسيح, فماذا لم يؤمن اليهود بالمسيح يسوع, بل بالعكس من هذا نجدهم قد رفضوه وطالبوا بصلبه وقتله.. ؟!! إن النبوات في العهد القديم عن المسيح هي من أهم ما يقرر إلهوية رسالته. وعبثا يحاول المعطلون انكار قوتها لأن اليهود أنفسهم فسروها بأنها تعني اتيان المسيح, أما كونهم رفضوا المسيح فذلك ليس لأن النبوات لا تنطبق عليه بل لأنه لم يأت كما كانوا يشهدون بعدما فسدت آراؤهم وانحطت روحانيتهم. فقد فسروا آيات الأنبياء عن المسيح حسب أغراضهم حتي صاروا ينتظرون شخصاً أخلاقه تخالف بل تنافي أخلاق المسيح حسب ما قيل عنه في النبوات وكان اليهود حينئذ في حالة جعلتهم ينتظرون مجيء المسيح بتلك الصورة وذلك لأنهم كانوا مُحطمين تحت النير الروماني ومحتقرين من الشعوب فلم يكن لهم من سلوي إلا بذلك مجدهم القديم, ولما وُعدوا بالمسيح انتظروه مخلصاً لشعوبهم خلاصاً جسدياً لا روحياً, لأن الروحانية كانت قد تلاشت منهم واشتدت بهم محبة العالم. (1) إن أهم سبب دعا اليهود إلي عدم قبول المسيح قد أوضحه العلامة «مماني» في قوله: « إن اليهود الملتصقة أرواحهم بقذارات المادة بعد أن سُحقت نفوسهم باضطهادات الغرباء وهم ممتلئون من الضغينة والأفكار الشريرة لم يكونوا ليقبلوا مسيحاً كما جاء يسوع فقيراً وضعيفاً محتقراً ذليلاً. بل كانوا ما خلا نفراً منهم من ذوي البصيرة النيرة والأنبياء يحلمون بمسيا أرضي يكون ملكاً مدرعاً مسلحاً وداوداً ثانياً ومحارباً جباراً وسفاكاً للدماء لكي يرق دماء أعدائه ». فهم يحلمون بمسيا ذي ثروة يستطيع بها بناء قصر سليمان وهيكل سليمان. كانوا يحلمون بأن يشاهدوا ملكاً جباراً تخر عند أقدامه جميع ملوك الأرض مقدمين له الجزية وهم صاغرون, الجزية المؤلفة من الذهب الخالص والفضة النقية وليس من المحبة والاحترام. وكان يخيل إليهم أن هذا الملك الأرضي سينتقم لإسرائيل من أعدائهم الذين خربوا بلادهم وأتعسوا حياتهم واستعبدوهم في أرض آبائهم وأجدادهم وأن العبيد سيصيرون أسياداً في مملكته, والأسياد سيصيرون عبيداً, وأن أورشليم ستكون كعبة العالم كله وأن ملوك الأرض سيخلعون تيجانهم ساجدين أمام ملك إسرائيل, وأن حقول إسرائيل ستصير أوفر خصباً من سائر حقول المعمورة. ومراعيهم ستكون أنضر وأكثر من كل مراعي العالم. وقطعانهم ومواشيهم تنمو إلي ما لا نهاية له!, والحنطة والشعير وسائر الحبوب تنبت وتُحصد مرتين في العام, وسنابل القمح تثقل أكثر من ذي قبل بضعفين وتعطي الكرمة عنباً لم تنظر العين مثله فيما مضي من الأزمنة حتي أن رجلين قويين يقدران بالجهد علي حمل عنقود واحد منه! ويكثر الخمر حتي لا يبقي للناس أين يضعون نتاج كرمتهم ولا أين يضعون الزيت والزيتون. ويكثر العسل حتي يجده الإنسان في شقوق الأشجار وزوايا الشوارع والجدران. وتنكسر أغصان الأشجار من ثقل الأثمار اللذيذة الطعم الجميلة المنظر التي لم ير الإنسان ثمرة مثلها منذ أضاع فردوسه الأول. إن خطأ اليهود قام من أنهم نظروا إلي المسيح كرسول أمتهم فقط ودفعتهم الأنانية إلي تصوره مخلصاً عالمياً وملكاً دنياوياً. وهذا جعلهم يلتفتون إلي ما قيل بشأن مجده ولا يلتفتون إلي ما قيل في آلامه حتي أن بعضهم توهم مجي مسيحَييّن: واحد متألم والآخر متمجد. وجُذبت قلوبهم إلي المسيح المتمجد فتغاضوا كل التغاضي عن المسيح المتألم حتي ارتسمت أمامهم بحروف بارزة نبوات المجد واحتجبت أمامهم كلية نبوات الآلام. ولكنهم بذلك يكونوا قد أخطأوا إذ إنه لا يمكن الفصل بين النبوات التي تشير إلي مجد المسيح وتلك التي تشير إلي آلامه. فمثلاً النبوة في سفر أشعياء النبي (إصحاح 53) تتكلم عن شخص واحد, تقول عنه مرة "محتقر ومرذول من الناس" وتقول عنه أخري "وأن مسرة الرب بيده تنجح". وهذا يفسره تاريخ المسيح تفسيراً صحيحاً لأنه هو الذي اُحتقر, وهو الذي نجح. نعم لو كنا عائشين في عصر اليهود ووقفنا علي النبوة بآلام المسيح والنبوة أيضاً بمجده لتحيرنا مثلهم ولكن الآن وقد ظهر المسيح ورأيناه متألماً وممجداً فإنه لا يوجد مكان للحيرة, قال أحدهم "إننا بمعرفة آلام يسوع ونجاح ديانته نتمكن من تفسير النبوات عن كلا الأمرين وإيضاح ما كان مبهماً وبيان كل ما كان غامضاً وإقامة الدليل الراهن علي أن يسوع هو المسيح". وهذا هو العجب أن مجده يتلألأ في آلامه لأنه لما كانت تلك الآلام كفارة عن خطايا العالم آلت إلي الارتفاع شأن ذلك المجد, وصار الصليب أداة الآلام واسطة الغلبة, وتحول إكليل العار إلي إكليل الكرامة وعلي ذلك نقدر أن نجاوب الخصي الحبشي علي سؤاله عن من يقول أشعياء النبي هذا. عن نفسه أم عن واحد آخر, علي تعيين أن أشعياء النبي يقول عن يسوع ربنا الذي مات من أجل خطايانا وقام لأجل تبريرنا. المسيح المتألم والمتمجد معاً الذي مع العظماء يقسم غنيمة من أجل أنه سكب الموت نفسه. (2) علي أن لو ظهر المسيح بين اليهود حسب ما فسروا وحسبما كانوا منتظرين لكان شخصاً خادعاً مضللا لا يقوي علي تطهير البشرية من الخطيئة العظمي لأنهم كانوا يريدونه طامعاً متسلطاً متجبراً مخضعاً كل قوي الحياة لإرادته الدنيا ولشهواته الكثيرة المطامع مشبعاً نفسه بها ومفضلاً إياها. ولم يزل هذا اعتقادهم بل لا يزال هذا انتظارهم حتي اليوم. فإذا جاء شخص من قبل الله ليهييء للناس شريعة كاملة فإنه في هذة الحالة لا يمكن أن يكون حسب أهوائهم ووفق إرادتهم, ولا يمكن أن يتمم قصد الله طالما كان يسايرهم. وإذا جاء منافقاً فإنه فقط هنا يسير علي رأيهم ولكن لا تكون له رسالة سماوية, وعلي ذلك فهم ينتظرون ذلك المخادع الذي يدعي لنفسه ما ليس لها. فرفض اليهود ليسوع المسيح من هذا الوجه هو في الحقيقة أقوي برهان علي صدق رسالته لأنه لو كان شخصاً غير إلهي يريد فقط التسلط أو نشر مبدأ علي سبيل الشهرة لوافق اليهود علي رأيهم في المسيح فجاء كما ينتظرونه ليسود بهم ولكن انتهاج يسوع المسيح لخطة تخالف خطتهم وقبوله للتضحية في سبيل نشر مبادئه يدل علي أنه لم يكن مشعوذاً لأنه لو كان كذلك فما كان أسهل عليه من أن يساير اليهود فينال مآربه. (3) إن يسوع وصف ملكوته بأنه ضد ملكوت الشيطان. وأنه أتي ليؤسس مُلكاً جديداً عماده الفضيلة والمحبة مقابل الملكوت الأرضي الذي تسود فيه المادة الرذيلة وكان لائقاً برب السماء الذي خلق الإنسان أن يحوله عن الارتطام بأرحال المادة لينقله من الحيوية إلي الإنسانية. فيسوع أخبر اليهود أنه هو المسيح لكن مملكته ليست من هذا العالم وهو لا يصدق علي العظمة والفخفخة اللتين كانوا غارقين فيها, بل إنه يملك علي قلوب البشر ويُسر بالقلب المتخشع المتواضع. فخالف بأفكاره كل أفكارهم ومنتظراتهم بل إن قيامه ضد الفكرة اليهودية المؤسسة علي مجيء مسيح يسود بهم العالم, ومقاومته مثل هذة العقيدة الراسخة, وإحباط تلك الآمال المقدسة ونزع المميزات بين اليهود والأمم, وحسبانهم جميعاً متساوين بغير فارق, كل هذا يبدي شجاعة فائقة لو لم يكن المسيح إلها ما استطاعها. أثناء محاكمة المسيح .. المسيح قائلاً لبيلاطس الوالي الروماني: « مملكتي ليست من هذا العالم .. » (4) توبيخ يسوع لليهود علي ريائهم. فلم يكن زعيماً دنياوياً همه الوحيد أن يكثر أنصاره ويزدحم حوله المتشيعون له. بل كان كالواقف بنفسه لا يريد أن يستند في تأييده إلي قوة عالمية .. ينظر إلي أولئك المدعين المرائين ويلهبهم بسياط التوبيخ وكشف خفياتهم أما الملأ وشبههم بالقبور المبيضة التي تتبين من الظاهر إنها حسنة ولكن من الداخل مملوءة عظام أموات وكلها نتانة! وهذا طبعاً لم يلائم أغراض اليهود ولا سيما أغنياؤهم وكهنتهم الذين رأوا في المسيح قوة عظيمة لتحطيم سلطتهم وكسر شوكتهم. ورأوا أنه طالما كان ساعياً في سبيله هذا فلا بد وأن ينتهي به الأمر إلي إزالة هيبتهم في أعين الجمهور. فلهذا استعدوا جهدهم في مقاومة وإنكار رسالته واتهامه بكل التهم حتي لكي يضعفوا شأن عجائبه التي كان يتأثر بها الشعب قالوا إنه صنعها في يوم السبت, ولم يتركوا فرصة ليضعفوا شأن إرسال المسيح من أبيه السماوي إلا وانتهزوها, وهذا كله كان بدافع خوفهم علي سلطتهم لأنه كان شديد الوطأة علي مدعاآتهم ولم تلن له قناة في التأنيب والتبكيت. (5) إنه لو أتي يسوع جهاراً إلي أورشليم وأقنعهم بأنه المسيا المنتظر وصنع من العجائب ما لا يترك مجالا للشك فيه. إذن لقام اليهود ثائرين علي الدولة الرومانية ثم نصبوه ملكاً عليهم, علي أنه (أي يسوع) لم يأت للملك والمجد والثورة بل لم تكن عجائبه الكثيرة التي صنعها أمام اليهود علي أهواء العظماء منهم. وخلاصة الأمر أنه لو وافق يسوع المسيح أهواء هؤلاء اليهود وسار علي ما ينتظرونه لكانت عليه ثلاثة أدلة تثبت إنه ليس من الله: الأول لأن انتظارهم كان موافقاً لأغراضهم النفسية وتعصبهم الأعمى. الثاني لو وافق انتظارهم لكان ذلك علي غير إرادة الله ومشيئته. والثالث لم يكن ممكناً له أن يكون حسب انتظارهم وفي ذات الوقت يكمل نبوءات الكتاب. لأنه إذا تمم ما كتبه عنه الأنبياء وسار في الطريق اللائق به فلابد وأن يرفضه اليهود في هذة الحالة. النتيجة إذن أن يسوع المسيح هو المسيا المُرسل من الله لأنه سار سيرة تغاير أفكارهم الدنيا وتجعلهم يمقتونه ويرفضونه بل ويغالون في هذا المقت وهذة البغضاء. ولكن بالطبع نجد أن الشخص المخادع والمُضلل لا يمكن أن ينتهج ذلك النهج الذي سار عليه يسوع المسيح. وقد وصف "أوريجانوس" حال اليهود أوفي وصف في قوله: «الواقع أن كثيرين من اليهود كان يقودهم العناد إلي الإضرار بأنفسهم وحرمان ذواتهم من أشياء ثمينة لا لسبب إلا أنهم ليسوا من رأي جالبيها وأنهم في كبرياء نفوسهم يفضلون الموت جوعا عن تناول فضلات الغير ممن يعتبرونهم أقل منهم علماً أو أدني مقاماً أو غير ذلك. وهذا بالضبط ما حدث لليهود فإنهم مع علمهم التام بأن المسيح يأتي من بيت لحم كما أنبأ أنبياؤهم أغمضوا أعينهم عن تلك النبوة ولم يقيموا لها وزناً ولا اعتدوا بأعمال المسيح العظيمة الفائقة ..». هذا ومن يراجع أقوال "يوسيفوس" المؤرخ اليهودي عن يهود عصر المسيح يجد أنهم كانوا أشراراً للغاية وقد انحط كهنتهم انحطاطاً عظيماً يحتم معه أن لا تقبل مفاسدهم تعاليم المسيح المقدسة الطاهرة. والسؤال الآن لماذا مازال يهود العصر الحالي يصرون علي عدم إيمانهم بيسوع المسيح بالرغم من قيام أدلة المسيحيين القوية علي صدق دينهم..؟ والجواب هو أن الأسباب التي دعتهم إلي عدم الإيمان قديماً بيسوع المسيح هي نفسها الأسباب التي تجعلهم يرفضون الإيمان به الآن. وذلك لأنهم ما زالوا أنانيين يعتقدون أن الله لهم وحدهم, وأن النبي الآتي سيكون خاصاً بهم وسيعيد إليهم مجدهم العالمي. وطالما كانت هذة الآمال الباطلة راسخة في نفوسهم فإنهم لا يستطيعون أن يؤمنوا بمسيح الملكوت السماوي وتوحيد الجنس البشري إلي أمة واحدة. ونقول أيضاً إن عدم إيمان اليهود هو بالحقيقة دليل علي صدق الديانة المسيحية لا علي بطلانها. وقد قال باسكال « إن عدم إيمان اليهود بيسوع المسيح هو من أسس إيماننا الصحيحة. ومن الغريب جداً أن نفس الشعب الذي هو أشد تمسكاً بالنبوات وأكثر اعتباراً ومحبة لها يكون أشد إنكاراً لتمامها وألد الأعداء وأعنف المقاومين لمعتقدي ذلك وإن إنكارهم وعداوتهم ومقاومتهم تكون هي نفسها من أعظم النبوات ». وهو يشير إلي أن مضادتهم لذلك لم تحدث بدون أن تُعلم قبلا بل أن أنبياءهم أنبأوا عن عدم إيمانهم, وكذلك الرب يسوع ورسله. وبالحقيقة إن اليهود هم عجيبة ثابتة علي صدق الديانة المسيحية ونبوة منظورة يقدر الجميع أن يروها ويتعزوا بها!! من كتاب .. «شمس البر» للأب المُتنيح منسي يوحنا - يونيه 1960م |
||||
31 - 01 - 2015, 04:47 PM | رقم المشاركة : ( 7284 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المجوس و النجم العجيب
أولا: المجوس إن المرادف لكلمة مجوسى فى العهد القديم كلمة عراف أو ساحر، و هى كلمة فارسية و تعنى الرجل الحكيم، الذكى، ذو المهارات الخاصة. و لقد ورد ذكرهم أيضاً فى سفر دانيال. و أول ذكر للمجوس فى العهد الجديد كان فى قصة ميلاد رب المجد يسوع المسيح بالجسد، إذ ذكر أنهم أتوا من المشرق لينظروا الملك المولود. و المجوس هم أناس عاشوا فى منطقة بابل و آشور و بابليون الشرقية (و هى غير بابليون مصر). و لكن لا يوجد أى دليل أو ذكر عن بلدهم سواء فى الكتاب المقدس أو فى التقليد الكنسى. و كلمة مجوس باللغة الانجليزية هى Magi و هى جمع كلمة Magus أو Magos حسب الترجمة اليونانية، و نلاحظ أن كلمة magi تشبه إلى حد كبير كلمة magic - أى سحر. و لكن هؤلاء المجوس لم يذكر أنهم مارسوا أى نوع من السحر أو القوى الخارقة للطبيعة، بل لقد ذكر عنهم أنهم أتوا ليسجدوا بتعبد و خشوع للملك المولود. و يبدو أنهم بحثوا فى العهد القديم و ربطوا النبوءات الخاصة بميلاد السيد المسيح بنبوءات المجوس الذى سبقوهم عن ظهور نجم فى السماء كعلامة لميلاد المخلص. و هؤلاء المجوس لم يتربحوا من زيارتهم لرب المجد يسوع المسيح و لم يجنوا سوى البركة - و هى لا تقدر بثمن - بعد تعب مشقة السفر آلاف الأميال، ناهيك عن المصاريف و المتاعب التى تكبدوها بالاضافة إلى الهدايا التى أحضروها. و فى الحقيقة لا يوجد أى ذكر عن عدد المجوس سواء كانوا ثلاثة أو أكثر أو أقل. لقد إفترضنا إنهم ثلاثة مجوس من عدد الهدايا التى قدموها (ذهب و لبان و مر)، و لكن ربما كانوا أكثر من ثلاثة سافروا معاً. ثم أن كلمة ذهب و لبان و مر تعنى نوعية الهدايا، و لكن قد يكون أكثر من واحد قدموا ذهباً، و كذلك بالنسبة للبان و المر. و هؤلاء المجوس لم يصلوا قبل مرور ما يقرب من سنتين من ميلاد رب المجد يسوع المسيح، بدليل أن الكتاب المقدس يذكر أنهم رؤوا يسوع الصبى، و ليس الطفل المولود. أيضاً لم يذكر الكتاب المقدس وسيلة مواصلات هؤلاء المجوس سواء كانت الجمال أو غيرها. حتى الرسومات التى تصورهم يركبون الجمال هى صور إفتراضية فقط لأن نوعية الجمال التى يركبونها أفريقية و المفترض أنهم من آسيا (حيث يوجد الجمل ذو السنمين و ليس السنم الواحد). أيضاً لم يذكر إنهم كانوا ملوكاً أو كهنة أو مجرد مجوس عاديين، و هذه أيضاً إفتراضات الفنان الذى رسم الصور التى إستشفها من طبيعة الهدايا التى قدموها. كما يذكر التقليد أسماءهم: الملك غاسبار, و هو من الشعوب السوداء, الملك بالتازار, و هو من الشعوب الصفراء, والملك ملكيور( ملكون بالسريانية الآرامية) و هو من الشعوب البيضاء, الجدير بالذكر أن الهند و فارس هي منطقة تحوي أناساً من الأجناس الثلاثة الكبرى المذكورة, البيضاء في الغرب , الصفراء في الشرق والسوداء في الجنوب. أما فى الغرب فلهم عليهم أسماء أخرى. هذه هي قصة المجوس باختصار, يميل التقليد- منذ القرن الميلادي الثاني- إلى اعتبار هؤلاء المجوس ملوكاً, ربما ليربطوها بقول المزمور "ملوك ترشيش و الجزائر يحملون له الهدايا. ملوك العرب و سبأ يقربون له العطايا. له يسجد جميع الملوك و له تتعبد كل الأمم" (مز 72 : 10) _________________ إصحوا و إسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. (1 بط 5 : 8 ) |
||||
31 - 01 - 2015, 04:50 PM | رقم المشاركة : ( 7285 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
خذوا ألعِبرة من قصة شعب نينوى
أراد الله أن يرسل يونان لأهل نينوى لينقل إليهم رسالة تحذير منه , لكن يونان لم يرد القيام بهذه المهمة فقرر أن يغيّر وجهته إلى ترشيش وهي مدينة تقع باسبانيا الحالية , لماذا لم يكن يريد النبي يونان القيام بالمهمة التي أمَرهُ الله بها؟ لأنه كان ينتمي لشعبِ إسرائيل الذي هو على عداءٍ دائم مع شعبِ نينوى الآشورية , ولأنه كان كباقي رجال الدين لبني إسرائيل المتقوقعين على فكرة إنهم وشعبهم أفضل الشعوب ورحمة الله تشملهم وحدهم دون غيرهم . لكن الله غيّر اتجاه يونان من ترشيش إلى نينوى من خلال القصة المعروفة عندما ابتلعه الحوت . قصة يونان مع أهل نينوى هي أكبر من مجرد حكاية رجل وحوت بل هي تحكي عن خطية اجتاحت شعباً بأكملهِ , شعبٌ لم تصله رسالة الله , فيتحنّن الله عليهم (يونان 11:4) ويُغدق عليهم برحمَتِهِ ونِعَمِهِ . لم يكن شعب نينوى يستحقُ كل هذا العطف والرأفة والحنان من الله , لكن يبقى الله مستعِّد أن يسامح ويعفو ويبارك الشعب لو تاب ورجع عن خطاياه , وهذا ما حدث فعلاً , فاستجاب شعب نينوى الوثني لرسالة الله من نبي ليس من قومهم وشخص غريب ينقل لهم رسالة تحذير من اله غير معروف لهم , لكنهم آمنوا بالله وتعاملوا مع الرسالة بكل حرص وخوف وجدّية , فاستجابتهم للنداء التحذيري يدل على إنهم أعطوا أذانا صاغية وصدّقوا ووثقوا ثم استجابوا ونفّذوا وتابوا وعبدوا الله بكل خشوع , فاستجابة وتوبة أهل نينوى غيّرت فكر الله اتجاههم ورحمهم ورفع القصاص عنهم وسحب العقوبة التي كان مُزمِعاً أن يحاسبهم بها على فجورهم وخطاياهم . وعلينا أن نأخذ العبرة من قصة أهل نينوى , بأننا مهما سلكنا درب الضلالة والإثم والخطيئة فأن الله يبقى يحبنا ويبحث عنّا ولا يتركنا لنهلك بل يرسل لنا رسائله وبطرقٍ مختلفة حتى نتوب ونرجع عن خطايانا واِن سمعنا وتُبنا واستجبنا للنداء فسيسامحنا ويعفو عنّا ويغفر لنا ويفتح ذراعيه فرِحاً بعودتِنا وخلاصِنا . |
||||
31 - 01 - 2015, 04:52 PM | رقم المشاركة : ( 7286 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القدّيس أفرام السريانيّ (نحو 306 - 373)، "حتّى تُبصِرَ جيِّدًا" بواسطة نهارك المنير بدرايتك، أبعِدْ يا ربّ الليل المظلم حتّى يقوم ذكاؤنا المستنير بخدمتك بنقاوةٍ متجدّدة... إنّ بداية مسار الشمس يحدّد لنا، نحن الفانين، بداية العمل: فحضّرْ في أنفسنا، يا ربّ، مقامًا لهذا اليوم الذي لا يعرف النهاية. أعطِنا أن نرى في ذاتنا حياة القيامة واملأ قلوبنا بملذّاتك الأبديّة. إطبعْ فينا، يا ربّ، من خلال أمانتنا في خدمتك، علامة هذا اليوم الذي لا يعتمد على شروق الشمس أو على مسارها. ومن خلال القربان المقدّس، نُعانقك ونستقبلك في جسدنا: أعطِنا أن نختبر في داخل ذاتنا القيامة التي نصبو إليها. يا ربّ، كُن لأفكارنا الأجنحة التي تحملنا، خفيفين، إلى الأعالي وتنقلنا إلى منزلنا الحقيقي. إننا نُخفي كنزك في جسدنا بنعمة المعموديّة... عسانا نفهم جيّدًا أيُ جمالٍ نحن مدعوّون إليه من خلال هذا الجمال الروحي الذي توقظه فينا إرادتك الأزليّة... ولتقوّي قيامتك، يا يسوع، الإنسان الباطن فينا (راجع أف3: 16)، وليكن التأمّل في أسرارك المرآة التي فيها يمكننا أن نتعرّف إليك (راجع 1قور13: 12). أعطِنا يا ربّ، أن نسرع نحو موطننا المقدّس، وأن نمتلكه منذ الآن من خلال التأمّل كما رأى موسى أرض الميعاد من على قمّة الجبل (تث34: 1). |
||||
31 - 01 - 2015, 04:54 PM | رقم المشاركة : ( 7287 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لماذا توجب ولادة المسيح المخلص من عذراء؟
المسيح هو الله الظاهر في الجسد وهو ابن الله الوحيد وهو ابن الانسان ولد من العذراء مريم بصورة انساننا البشري يشبههنا في كل شئ ما عدا الخطيئة فهو اله قدوس بار وهو احتفظ بناسوته اي بانسانيته وبلاهوته اي بكونه اله بلا اختلاط وبلا امتزاج وجب ان يولد من عذراء حتى لا يكون معصوما وبريئا من الخطيئة البشرية الاصلية لان كل طفل يولد يرث الخطيئة الاصلية البشرية ويكون نتيجة زرع بين رجل وامراة ما عدا الرب يسوع المسيح ولد من العذرءا مريم وتجسد منها بقوة روح الله القدوس التي ظللتها وصانها الله الاب بنعمة خاصة منه وارسل الله الاب المسيح الى عالمنا البشري من فرط محبته لنا نحن جنس بني البشر اذ لم يشفق على ابنه الوحيد بل بذله من اجل احبائه ومن اجل الذين يؤمنون باسمه اذ يحبنا الله الاب حبا عذريا نحن جميعا جنس بني البشر من دون استثناء مسيحيين اكنا ام غير مسيحيين فالمسيح المخلص ليس اله المسيحيين فقط بل اله ومخلص وفادي جنس بني البشر بلا تمييز ولا تفريق اذ وهبه الله الاب عطية وهبة ونعمة مجانية ليخلص نحن جنس بني البشر الذين استحققنا الموت والهلاك الابدي وليقيمنا معه بعد موته وقيامته من هلاكنا الابدي الى ملكوته الابدي ان امنا نحن باسمه وبخلاصه وبفدائه لنا وبقبوله مخلصا وفاديا لحياتنا وتمليكه عليها |
||||
31 - 01 - 2015, 04:55 PM | رقم المشاركة : ( 7288 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هل اختار الله اناسا للحياة الابدية واخرين للحياة غير الابدية ؟
الله فاحص القلوب والكلى ومختبر الاحشاء وهو يعرف ما بداخلك من مشاعر واحاسيس والله لم يخلق جهنم للانسان بل لابليس وملائكته ولكنه خلق الملكوت الابدي للانسان ولولا معصية ابوينا ادم وحواء لوصية الله لهما لعاش الانسان خالدا ولما دخل الموت والشر عالمنا الارضي اذ اورثا الموت لنا نحن جنس بني البشر والله لا يميز بين البشر اذ ما يفعله الانسان في حياته على الارض هو يحدد مصير ابديته وائلا اين عدل الله ان كان يفرق ويميز بين البشر اذ لم يختر اشخاصا للملكوت واخرين لجهنم ابدا لان الله اله عادل وكثير المحبة والرحمة واللطف وطويل الاناة اذ يتركنا بشرنا ولا يتعامل معنا بحسب شرورنا وينتظر توبتنا وندامتنا على خطايانا وعودتنا اليه الى احضانه الدافئة لانه هو ابونا السماوي ونحن جميعا اولادة وبناته بل احبائه وحبيباته وهو يدعونا اليه بمختلف الوسائل الالهية لكي نخلص جميعا من دون استثناء وهو لا يريد اهلاك احدا ابدا بل اعمال الانسان الشريرة هي التي تقوده الى اهلاكه وهو يكلمنا باستمرار اذ لا يكل ولا يمل الانتظار علينا ابدا فهو حافظنا لا ينعس ولا ينام وعنده الف سنة كلحظة واحدة فكل ما نسمعه وكل ما نشاهده ونقراه ليس بالصدفة بل هو بتدبير الهي مقصود وهو يظل يدق باب قلبنا ويقرعه بهذه الوسائل الى ان نقتنع به ونفتح له قلوبنا ونؤمن به ونفوز بالملكوت والحياة الابدية معه |
||||
31 - 01 - 2015, 04:56 PM | رقم المشاركة : ( 7289 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
اعمالنا كلها صالحة
خلقنا الرب يسوع المسيح نحن المؤمنون باسمه لكي نعمل اعمالا صالحة اذ طبيعتنا الخلقية هكذا ولا نعرف نعمل اعمالا شريرة ابدا ذلك ليس من طبعنا وليس ذلك من توجهاتنا واعمالنا كلها لمسرة ومحبة وتتمة مشيئة الله في حياتنا كما تخبرنا كلمة الله في الرسالة الى اهل افسس والاصحاح الثاني (2 :10 لاننا نحن عمله مخلوقين في المسيح يسوع لاعمال صالحة قد سبق الله فاعدها لكي نسلك فيها) اذ نحن نعكس نور المسيح يسوع الذي فينا وسلامه ومحبته بروحه القدوس الذي يملئنا بذلك نحن ملح ونور للعالم ننير الاخرين وننير حيث حللنا |
||||
31 - 01 - 2015, 04:58 PM | رقم المشاركة : ( 7290 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
«لَيْسَ بِٱلْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا ٱلإِنْسَانُ» «لَيْسَ بِٱلْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا ٱلإِنْسَانُ» .2 (متى 4: 4) ثلاثة أشياء تستوقف المتجول في منطقة أريحا: تلال جرداء .. برية قاحلة .. وبحر ميت. هذه الأشياء الثلاثة الميتة تؤلف معاً برية الأردن التي أصعد يسوع اليها ليجرب من إبليس. وفي هذه البرية القفراء النفراء الموحشة نشبت معركة هائلة بين رئيس النور ورئيس الظلمة. وقد حدث هذا الصدام بعد أن اعتمد يسوع في نهر الأردن، وظهرت أمجاده بانفتاح السموات ونزول الروح القدس عليه، وَصَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ قَائِلاً: « هذَا هُوَ ابْني الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ». (متى 3: 17 ) كان يسوع صائما منذ أربعين يوماً. ويخبرنا لوقا الإنجيلي وَلَمَّا تَمَّتْ جَاعَ أَخِيرًا. فظن المجرب ان حاجة يسوع الى الطعام تعطيه فرصة لاصطياده في تجربة. كأن يدفع به وهو الجائع الى استعمال قدرته لتحويل الحجارة الى خبز وبذلك يخرجه على المشورة الالهية باتضاعه، والتي لأجل الفداء قضت بأن يخلي نفسه ويأخذ جسد إنسان. وفي تعبير آخر كان قصد المجرب أن يتخلص بيسوع من قيود التواضع التي قبلها باختياره، والتي ستوصله الى مذبح الصليب. ليقدم نفسه ذبيحة كفارية عن خطايانا. فيتعطل الفداء. كانت التجربة ماكرة جدا، وقد سبق الشيطان ان حطم بها تواضع آدم وحواء، حين وسوس لهما فكر الصيرورة مثل الله في المعرفة. فسقطت حواء وسقط رجلها معها. لقد قيل انك ابن الله، فبرهن عن ذلك الآن، وقل لهذه الحجارة ان تصير خبزاً، قال الشيطان الماكر. يا له من داهية ! فأي منطق يعلو على هذا ؟ يسوع جائع وحوله حجارة مستديرة يذكره شكلها ولونها بالخبز. وهو قد شهدت السماء له بأنه ابن الله الكلي المقدرة. فأي شيء أكثر معقولية من استخدام قدرته الخالقة لتحويل الحجارة الى أرغفة يسد بها جوعه الشديد!؟ نعم انها لتجربة محكمة، وهي تجربة نقع فيها جميعا، فتقبض علينا بكل سهولة، لأنها تخبئنا في ثوب المعيشة. انها تقف بنا حاجة شرعية وعوزا لاجل الاستمرار في الحياة. والشيطان الماكر يستغل هذا العوز الشرعي الحياتي لتقويض أركان نزاهتنا، اذ يدس مع شهوة العوز شهوة دنسة اسمه الطمع، الذي يحول الوسيلة عند من يؤخذ به الى غاية، وبالغاية يجذبه الى محبة المال الذي هو أصل لكل الشرور. ولكن شكرا وحمدا لربنا يسوع لانه قاوم التجربة، وانتصر عليها، تاركاً مثالاً لكي نتبع خطواته. فمن اختباره كإنسان حارب التجربة بسيف الروح الذي هو كلمة الله. وأعطانا كلمة الحية التي بها نقاوم مغريات الطمع، اذ علمنا ان نصلي دوما قائلين: «أَبَانَا ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَاوَاتِ... خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا ٱلْيَوْم» (متّى 6: 9- 11). وما أروعها من طلبة! تخفف غلوائنا في التهافت على الماديات لكي لا يطغو فينا طلب الماديات على طلب الروحيات. ان رسالته اليوم تقول لنا: إلى متى تجعلون حاجات الجسد هماً يومياً !؟ والرب يقول لنا: «اُنْظُرُوا إِلَى طُيُورِ ٱلسَّمَاءِ: إِنَّهَا لاَ تَزْرَعُ وَلاَ تَحْصُدُ وَلاَ تَجْمَعُ إِلَى مَخَازِنَ، وَأَبُوكُمُ ٱلسَّمَاوِيُّ يَقُوتُهَا. أَلَسْتُمْ أَنْتُمْ بِٱلْحَرِيِّ أَفْضَلَ مِنْهَا؟ تَأَمَّلُوا زَنَابِقَ ٱلْحَقْلِ كَيْفَ تَنْمُو! لاَ تَتْعَبُ وَلاَ تَغْزِلُ. وَلٰكِنْ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ وَلاَ سُلَيْمَانُ فِي كُلِّ مَجْدِهِ كَانَ يَلْبَسُ كَوَاحِدَةٍ مِنْهَا. فَإِنْ كَانَ عُشْبُ ٱلْحَقْلِ ٱلَّذِي يُوجَدُ ٱلْيَوْمَ وَيُطْرَحُ غَداً فِي ٱلتَّنُّورِ، يُلْبِسُهُ ٱللّٰهُ هٰكَذَا، أَفَلَيْسَ بِٱلْحَرِيِّ جِدّاً يُلْبِسُكُمْ أَنْتُمْ يَا قَلِيلِي ٱلإِيمَانِ؟» (متّى 6: 26-30) في القديم أخذ يسوع سمكتين وخمسة أرغفة شعير وبارك ووزع فأشبع الآلاف. ويسوع ما زال يبارك ويمد يده فيشبع كل حي رضا. انه يعطي رحمة ومجداً. انه لا يمنع عن السالكين في الكمال. انه ينادي كل يوم: «اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ» (متّى 6: 33). داود بن يسى اختبر جود المنعم وأوصانا من صميم اختباره: «ٱتَّقُوا ٱلرَّبَّ يَا قِدِّيسِيهِ لأَنَّهُ لَيْسَ عَوَزٌ لِمُتَّقِيهِ. ٱلأَشْبَالُ ٱحْتَاجَتْ وَجَاعَتْ، وَأَمَّا طَالِبُو ٱلرَّبِّ فَلاَ يُعْوِزُهُمْ شَيْءٌ مِنَ ٱلْخَيْرِ» (مزمور 34: 9-10 ). «لَيْسَ بِٱلْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا ٱلإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ ٱللّٰهِ» (متّى 4: 4)، قال يسوع وبهذا القول أبان لنا حقيقتين في غاية الاهمية: الحقيقة الاولى: ان المادة مهما بلغت كمياتها أو حسن نوعها لا تستطيع ان تشبع أو تحيي الانسان لان الانسان مخلوق بحسب الله. فهو كائن روحي وليس مجرد آلة مركبة من لحم ودم وعظام. لو كان كذلك لكان الخبز المادي الذي يتحول الى لحم ودم وعظام غذاء كافيا له. كذلك ليس الإنسان مجرد عقل يفكر ويبتكر ويتحسس الطيبات والجمالات. لو كان كذلك لوجد غذاءه في العلوم والآداب والفنون. في الحق من منا يرضى ان يكون جهاز أكل وشرب أو مخزنا للعلوم والاداب والفنون؟ لا أظن ان عاقلاً يرضى بذلك. ولكن للأسف ليس كثيرون عقلاء ليس كثيرون حكماء. ولهذا نرى سواد الناس ينكبون على المادة ويعيشون للمادة وبميزان المادة يقيس أحدهم قيمة الاخر. سمعت مرة أحدهم يقول لصاحبه معك قرش بتسوى قرش. فيا للتقدير البخس للانسان الذي خلقه الله على صورته كشبهه واشتراه قنية لنفسه بدم المسيح ! أجل ان الإنسان كائن روحي بدليل قول الكتاب: «وَنَفَخَ فِي أَنْفِهِ نَسَمَةَ حَيَاةٍ. فَصَارَ آدَمُ نَفْسًا حَيَّة» (تكوين 2: 7). فهو اذن ينتسب الى الله الذي هو روح وابو الارواح. وقال الرسول بولس: «اَلرُّوحُ نَفْسُهُ أَيْضًا يَشْهَدُ لأَرْوَاحِنَا أَنَّنَا أَوْلاَدُ الله» (رومية 8: 16). فشكرا لله لأجل روحه الساكن فينا، والذي يوجدنا في شركة الروح مع الآب ومع ابنه يسوع المسيح. حقا ان الانسان لا تشبعه المادة، خبزا كانت أم مالاً أم علماً. فالاختبار يثبت لنا ان كثيرين تجمعت لهم الأموال الطائلة ولكن نفوسهم لم تشبع. وان كثيرين اختزنوا في أدمغتهم المزيد من العلوم والفلسفات ولكنهم لم يرتووا. صدق من قال: اثنان لا يشبعان طالب علم وطالب مال. الحقيقة الثانية: ان كلام الله وحده يستطيع ان يشبع الإنسان ويحيي الإنسان. وتعلمنا الكتابة المقدسة ان لله كلمتين، الكلمة المتجسد الذي هو الرب يسوع، والكلمة المكتوبة التي هي كتابه العزيز الذي أوحى به لرسله القديسين. وكل من الكلمتين تشبع الإنسان وتحييه فقد قال الكلمة المتجسد: «أَنَا هُوَ الْخُبْزُ الْحَيُّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ. إِنْ أَكَلَ أَحَدٌ مِنْ هذَا الْخُبْزِ يَحْيَا إِلَى الأَبَد» (يوحنا 6: 51). ولسعادتنا فان الكلمة المتجسد يدعونا للتغذي به، اذ يقول: «كَمَا أَرْسَلَنِي الآبُ الْحَيُّ، وَأَنَا حَيٌّ بِالآبِ، فَمَنْ يَأْكُلْنِي فَهُوَ يَحْيَا بِي. » (يوحنا 6 :57 ) داود الملك عرف هذا السر، فكانت وصيته القائلة للأجيال: «ذُوقُوا وَانْظُرُوا مَا أَطْيَبَ الرَّبَّ!» (مزمور 34: 8) والكلمة المكتوبة بما انها غير منفصلة عن الكلمة المتجسد تشبع وتحيي، بدليل قول المسيح. الكلام الذي أكلمكم به هو روح وحياة. من يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني فله حياة أبدية ولا يأتي الى دينونة بل قد انتقل من الموت الحياة. ولكن لكي نحيا بكلمة الله المتجسد يجب أن نتعبد له كل يوم. ولكي نحيا بكلمته المكتوبة يجب ان تقرأها كل يوم. فنكون «كَشَجَرَةٍ مَغْرُوسَةٍ عِنْدَ جَدَاوِلِ ٱلْمِيَاهِ، ٱلَّتِي تُعْطِي ثَمَرَهَا فِي أَوَانِهِ، وَوَرَقُهَا لاَ يَذْبُلُ» (مزمور 1: 3). ونتمتع بالنقاوة التي بها نعاين الله، وقد قال رب المجد لخاصته «أَنْتُمُ الآنَ أَنْقِيَاءُ لِسَبَبِ الْكَلاَمِ الَّذِي كَلَّمْتُكُمْ بِهِ» (يوحنا 15: 3). ويصير لنا امتياز الصلاة فقد قال السيد الرب «إِنْ ثَبَتُّمْ فِيَّ وَثَبَتَ كَلاَمِي فِيكُمْ تَطْلُبُونَ مَا تُرِيدُونَ فَيَكُونُ لَكُمْ» (يوحنا 15: 7). ولا يقتصر فعل كلمة الله على احيائنا بل هي سلاح لنا في حربنا ضد مكايد ابليس وقد سماها بولس سيف الروح. وهذا السلام الذي وصف بأنه أمضى من كل سيف ذي حدين، هو بعينه الذي قارع به يسوع عدو الصلاح وهزمه. اذ قال له: مكتوب ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله. ولا ننس ان الكلمة المكتوبة هي الصعيد الذي نلتقي عليه بالرب يسوع، فنتحدث اليه بصلواتنا ويتحدث الينا بكلامه، ونتعشى معه وهو معنا. ويا لها من فكرة صالحة ان يخصص أحدنا شطرا من وقته كل يوم لانتظار الرب على صعيد الكتاب. «أَمَّا مُنْتَظِرُو الرَّبِّ فَيُجَدِّدُونَ قُوَّةً. يَرْفَعُونَ أَجْنِحَةً كَالنُّسُورِ. يَرْكُضُونَ وَلاَ يَتْعَبُونَ. يَمْشُونَ وَلاَ يُعْيُونَ» (إشعياء 40: 31). قال المرنم «اِنْتِظَارًا انْتَظَرْتُ الرَّبَّ، فَمَالَ إِلَيَّ وَسَمِعَ صُرَاخِي، وَأَصْعَدَنِي مِنْ جُبِّ الْهَلاَكِ، مِنْ طِينِ الْحَمْأَةِ، وَأَقَامَ عَلَى صَخْرَةٍ رِجْلَيَّ. ثَبَّتَ خُطُوَاتِي وَجَعَلَ فِي فَمِي تَرْنِيمَةً جَدِيدَةً، تَسْبِيحَةً لإِلهِنَا» (مزمور 40: 1-3). أشكرك أحبك كثيراً الرب يسوع المسيح يحبكم جميعاً فتعال...هو ينتظرك * * * * والمجد لربنا القدوس يسوع المسيح دائماً.. وأبداً.. آمين |
||||