![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 72611 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() لا يجوز ان نجد في جواب يسوع استبعاداً لامه، او انتقاداً لها، إذ وصفها الانجيل بصورة المؤمنة (لوقا: 1: 45) ولا فيه احتقار لإخوته. مريم هي والدة يسوع بصفتها أمّه، وهي والدته وأخته وقريبته بصفتها أوّل العاملين بمشيئة الله، وقد صرَّحت للملاك جبرائيل: "أَنا أَمَةُ الرَّبّ فَليَكُنْ لي بِحَسَبِ قَوْلِكَ" (لوقا 1: 38). وفي الواقع، كانت أمه مريم تسمع كلمة الله وتعمل بها كما ورد في انجل لوقا: "كانَت مَريمُ تَحفَظُ جَميعَ هذهِ الأُمور، وتَتَأَمَّلُها في قَلبِها" (لوقا 2: 19)، لذا طوّبها يسوع بقوله "طوبى لِمَن يَسمَعُ كَلِمَةَ اللهِ ويَحفَظُها" (لوقا 11: 28). ويُعلق البابا فرنسيس " لا يعني عدم الاحترام لأمه ولذويه، بل هو بالنسبة لمريم أكبر تقدير، لأنها التلميذة الكاملة التي أطاعت مشيئة الله في كل شيء" (عظة البابا فرنسيس 2018-06-10). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 72612 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() لم يلقَ يسوع مقاومة من اسرته فحسب، إنما من فئة الكتبة أيضا. وكانت هذه المقاومة التي جاءت من الكتبة أشد خطرا حيث نشأت نتيجة الكراهية والحسد بغرض إبعاد الناس عنه (متى 12: 22-37). إذ لم يستطع الكتبة إنكار معجزات يسوع وقوته الخارقة للطبيعة، وأبوا الايمان بأن قوته هي من الله وإلا لكان عليهم أن يقبلوه على انه المسيح الذي كانوا ينتظرونه، ولكن منعهم كبرياؤهم من ذلك. وفي محاولة منهم للقضاء على شعبيته اتهموه بأنه يستمدَّ قوته من الشيطان، فقالوا عنه "إِنَّ فيه بَعلَ زَبول، وإِنَّه بِسَيِّدِ الشَّياطينِ يَطرُدُ الشَّياطين" (مرقس 3: 22). وهذا هو التجديف. هو كل إهانة تُوجّه إلى الله نفسه! وهي نقيض السجود والتسبيح. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 72613 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() استمر الكتبة باتهام يسوع بالتجديف لدى شفائه المقعد في كفرناحوم قائلين إِنَّ هذا لَيُجَدِّف" (متى 9: 3)، فردّ يسوع عليهم في موضوعين رئيسيين: الموضوع الأول: المملكة المنقسمة على نفسها تُخرب "فلا تَستَطيعُ تِلكَ المَملَكَةُ أَن تَثبُت" وينتهي امرها (مرقس 3: 24). والموضوع الثاني، هو خياران لا ثالث لهما: إن كنت أطرد الشيطان برئيس الشياطين، فهذا يعني أن الشيطان يحارب نفسه. وهذا غير معقول، لأنه لا يمكن أن يكون يسوع مرسلاً من الشيطان لسبب وجيه وبسيط وهو أنه، لهذه اللحظة، لم يقم بأي أمر آخر سوى هزيمة الشيطان وتجريده من سلطته. انتصر عليه في وقت التجربة (متى 4: 1-11)، وطرده عن رجل فيه روح نجس (مرقس 5: 1-20)، وألغى تحــــــريم بعض الأطعمة الذي يبرز حلول ملكوت الله وانتصاره على الشيطان (مرقس 7: 7: 14-23)، وطرد الشياطين وأغرق الخنازير في بحيرة طبرية (متـى 8: 28-34). فطرد الشياطين والشفاء يَخضعان لسلطان واحد هو سلطان يسوع، فالمرض علامة لمُلك الشيطان والخطيئة، والشفاء علامة الانتصار على الشيطان (متى 17: 18)، لذلك فإنه من الغريب أن يقوم أحد مرسَلي الشيطان بمعارضة مرسِلِهِ بدلاً من طاعته. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 72614 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() أعطى يسوع مَثَلْ ثاني (مرقس 3: 27)، إذ دخل بيتاً كان يحكمه الشيطان وكان فيه قوياً، وقام بتقييده وإضعافه والانتصار عليه. وقد استطاع القيام بذلك لأنه أقوى منه. ومن هذا المنطلق يسوع هو "الأقوى" الذي أعلن عنه المعمدان، الشخص الذي سيأتي ليقيم ملكوت الله (مرقس 1: 21-26). وصرَّح يسوع أيضا " إذا كُنتُ بإِصبَعِ اللهِ أَطرُدُ الشَّياطين، فقَد وافاكُم ملَكوتُ الله" (لوقا 11: 20). وفي الواقع، طرد الشياطين بقدرة الله يدل على ان ملكوت الله حلّ في البشر. وبهذا الكلام، دحض يسوع ادعاء الكتبة اللامنطقي والسخيف ببرهان منطقي. وبالتالي، نحن امام عمل جديد، هو عمل يسوع الذي يُنهي سلطان الشيطان في العالم (لوقا 10: 18). ويبقى على المؤمن ان يكتشف هذا العمل بالإيمان. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 72615 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() أعاد عظماء الكهنة والشيوخ والكتبة كلهم اتهام يسوع بالتجديف مرة أخرى لدى شهادته عن نفسه امامهم قبل الحكم عليه بالموت مُبيِّنا مقام منزلته الإلهية: "سَوفَ تَرونَ ابنَ الإنسانِ جالِساً عن يَمينِ القَدير، وآتِياً في غَمامِ السَّماء"(مرقس 14: 63)، فكان رد فعل رئيس الكهنة أنه شَقَّ ثِيابَه قائلا " ما حاجَتُنا بَعدَ ذلكَ إِلى الشُّهود؟ لَقَد سَمِعتُمُ التَّجْديف" (مرقس 14: 163-64). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 72616 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() تجعل مقاومة كتبة اليهود وعماهم خطيئتهم تامة، لأنهم يواصلون توجيه الإهانات ليسوع " أَلَسْنا على صوابٍ في قَولِنا إِنَّكَ سامِريّ، وإِنَّ بِكَ مَسّاً مِنَ الشَّيطان؟ " (يوحنا 8: 49)، فيسوع الذي يُكرِّم الآب يتَّهمه اليهود بالتجديف، لأنه يقول عن نفسه إنه ابن الله كما جاء في قولهم له: "لا نَرجُمُكَ لِلعَمَلِ الحَسَن، بل لِلتَّجْديف، لأَنَّكَ، وأَنتَ إنْسان، تَجعَلُ نَفْسَكَ الله" (يوحنا 10: 33)، ولهذا السبب يحكمون عليه بالموت " لَنا شَريعَة، وبِحَسَبِ هذهِ الشَّريعة يَجِبُ علَيه أَن يَموت لأَنَّه جعَلَ نَفْسَه ابنَ الله " (يوحنا 19: 7). وعلى الصليب يوسعونه تجديفاً واستهزاءً: "أَيُّها الَّذي يَنقُضُ الهَيكلَ ويَبْنيهِ في ثَلاثةِ أَيَّام، خَلِّصْ نَفْسَكَ فَانزِلْ عَنِ الصَّليب (مرقس 15: 29-30). وقد استخدم الانجيل كلمة يشتمون (في الأصل اليوناني ل¼گخ²خ»خ±دƒد†ل½µخ¼خ؟د…خ½ معناها يجدِّفون) ويهزّون رؤوسهم تعبيرا عن احتقارهم (مزمور 109: 25). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 72617 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() لو لم يكن ثمّة إلا خطأ يتعلق بهويّة ابن الإنسان، لكانت الخطيئة قابلة للغفران (متى 12: 32)، على أساس أنها من قبيل الجهل (لوقا 23: 34). ولكن هناك تجاهل أعظم، لأن أعداء يسوع ينسبون إلى الشيطان العلامات التي يتمِّمها بروح الله "إِنَّ فيه بَعلَ زَبول، وإِنَّه بِسَيِّدِ الشَّياطينِ يَطرُدُ الشَّياطين" (مرقس 3: 22). انقلب حال الكتبة بعد كشف يسوع ملكوته لهم من الجهل الى القساوة بسبب رفضهم إياه. هذا هو تجديف على الروح، لا يمكن أن يُغفر، لا في هذا العالم، ولا في الآخر (متى 12: 31-32)، لأنه رفض إرادي للوحي الإلهي بعد ان لمسه الكتبة في يسوع، رفض يدل على ان الانسان يضع نفسه عمداً خارج الملكوت، ومن هنا يُطرح بعض الأسئلة: |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 72618 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() التجديف على الروح القدس التجديف على الروح هو ليس إحزان الروح كما يقول بولس الرسول "لا تُحزِنوا رُوحَ اللّه القُدُّوسَ الَّذي به خُتِمتُم لِيَومِ الفِداء" (أفسس 4: 30)، ولا إخماد الروح (1 تسالونيقي 5: 19)، ولا مقاومة الروح كما قال إسطفانس لليهود "يا صِلابَ الرِّقاب، ويا غُلْفَ القُلوبِ والآذان، إِنَّكُم تُقاوِمونَ الرُّوحَ القُدُسَ دائمًا أَبَدًا، وكما كانَ آباؤُكم فَكذلِكَ أَنتُم" (اعمال الرسل 7: 51)، إنما التجديف على الروح القدس هو الرفض الكامل والدائم كل عمل الروح القدس في القلب، رفض يستمر مدى الحياة ونتيجة هذا الرفض، لا يتوب الانسان، فلا يغفر الله له. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 72619 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() صدق القول "لا توجد خطيئة بلا مغفرة، إلاّ التي بلا توبة"، حسب قول يسوع "إِن لم تَتوبوا تَهِلكوا بِأَجمَعِكُم كذلِكَ" (لوقا 13: 5). ويُعلق البابا القديس يوحنّا بولس الثاني " لماذا التجديف على الروح القدس لن يُغفَر؟ " جوهر هذه الخطيئة يكمن في رفض الإنسان تلقّي الغفران الذي يقدّمه الله الآب للإنسان بواسطة الروح القدس باستحقاق ذبيحة الابن على الصليب. إنّ خطيئة التجديف على الروح القدس تكمن بالتحديد في الرفض المُطلق لهذا الغفران الذي يشكّل الروح القدس نبعًا له، ويشكّل الارتداد الحقيقيّ الذي يقوم به الروح في الضمير شرطًا أساسيًّا له. فذلك عدم الغفران هذا مرتبط بعدم التوبة أي الرفض المطلق للارتداد |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 72620 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() إن التجديف على الروح القدس هو الخطيئة التي يرتكبها الإنسان الذي يطلب "حقّ" البقاء في الشرّ –أي في حال الخطيئة مهما كانت– ويرفض الخلاص بذات الفعل. هكذا يبقى الإنسان محبوسًا في الخطيئة جاعلاً من المستحيل توبته، وبالتالي أيضًا غفران خطاياه. ان عدم التوبة حتى الموت، هي خطيئة الوحيدة التي بلا مغفرة. الانسان يقع في اليأس وبالتالي في كآبة التي لا تساعده على أي عمل روحي. يكون الانسان هو السبب في هلاك نفسه، وليس السبب الله الغفور الرحيم. |
||||