![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 72601 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() وجاءَت أُمُّه وإِخوتُه فوقَفوا في خارِجِ الدَّار، وأرسَلوا إِليهِ مَن يَدْعوه. وكانَ الجَمعُ جالِساً حَولَه فقالوا له: ((إِنَّ أُمَّكَ وإِخوَتَكَ في خارجِ الدَّار يَطلُبونَكَ)). تشير عبارة "أُمَّكَ" الى مريم ام يسوع المسيح. نلاحظ هنا غياب الآب في اللائحة، ولم ترد اية إشارة ليوسف؛ فلعلَّ ذلك يفيد أنه قد مات. أمَّا عبارة " إِخوَتَكَ في خارجِ الدَّار" فتشير الى إخوته الذين وقفوا خارجًا لأنهم كانوا لا يؤمنون به. حيث أن الوقوف خارجًا يدلّ على فقدان علاقتهم بالمسيح. أما من يدخل للداخل فهم هؤلاء الذين قبلوا المسيح وحفظوا وصاياه. وفي هذا الصدد يقول لوقا الإنجيلي " فتَنَبَّهوا كَيفَ تَسمَعون! "(لوقا 8: 18)، فالكل يسمع ولكن من يسمع وينفذ ويطيع الوصايا هو المقبول أمام الله. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 72602 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() وكانَ الجَمعُ جالِساً حَولَه فقالوا له: ((إِنَّ أُمَّكَ وإِخوَتَكَ في خارجِ الدَّار يَطلُبونَكَ)). "يَطلُبونَكَ " فتشير الى أقرباء يسوع الذين جاؤوا ليأخذوه، خلافا لما ورد في انجيل لوقا حيث جاء اقرباؤه ليروه " إِنَّ أُمَّكَ وإخوتَكَ واقِفونَ في خارِجِ الدَّارِ يُريدونَ أَن يَروكَ" (لوقا 8: 20). وهنا تجاهله اهله كما رفضه أبناء بلده الناصرة، حيث نشأ وترعرع فيه (مرقس 6: 1-6). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 72603 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() فأَجابَهم: ((مَن أُمِّي وإِخَوتي؟)) تشير عبارة "مَن أُمِّي وإِخَوتي؟"الى مفهوم جديد للارتباط به وعلاقة روحية جديدة، ويُعلق القديس يوحنا الذهبي الفم "إنه لم يقل: "أنتِ لست أمي"، بل قال: "من هي أمي"، وكأنه يقدِّم مفهومًا جديدًا للارتباط به ليس خلال علاقة الدم واللحم والنسب، وإنما خلال العلاقة الروحية من خلال الطاعة لإرادة أبيه. ألا ترى أنه في كل مناسبة لم ينكر القرابة حسب الطبيعة، لكنه أضاف إليها ما هو بواسطة الفضيلة؟". وفي هذا الامر تعزية لمن يتركهم اصدقاؤهم لأجل حبهم للمسيح، لان يسوع نفسه يحبهم ويعتني بهم ويحسبهم من عائلته فيستطيعون ان يترنَّموا مع صاحب المزامير "إِذا ترَكَني أَبي وأُمِّي فالرَّبُّ يَقبَلني " (مزمور 27: 1). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 72604 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() ثُمَّ أجالَ طَرفَه في الجالِسينَ حَولَه وقال: ((هؤُلاءِ هُم أُمِّي وإِخوَتي، تشير عبارة "هؤُلاءِ هُم أُمِّي وإِخوَتي" الى عائلة يسوع الجديدة وبيته الجديد، غير العائلة المرتبطة بقرابة اللحم والدم بل بالقرابة الروحية. ويتم الانتماء الى هذه العائلة من خلال العمل بمشيئة الله وهبة الذات من اجل يسوع وإنجيله الطاهر: "فقالَ يسوع: ((الحَقَّ أَقولُ لَكم: ما مِن أَحَدٍ تَرَكَ بَيتاً أَو إِخوَةً أَو أَخَواتٍ أَو أُمَّا أَو أَباً أَو بَنينَ أَو حُقولاً مِن أَجْلي وأَجْلِ البِشارَة إِلاَّ نالَ الآنَ في هذهِ الدُّنْيا مِائةَ ضِعْفٍ مِنَ البُيوتِ والإِخوَةِ والأَخَواتِ والأُمَّهاتِ والبَنينَ" (مرقس 10: 30). ومن يعمل بمشيئة الله يكون اخا للمسيح وأما، وأمَّا الاخوة فبالإيمان. يعلق القدّيس العلامة أوغسطينوس "لقد أشار بهذه الكلمات إلى القرابة الروحيّة الّتي تربطه بذاك الشعب الّذي افتداه. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 72605 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() ثُمَّ أجالَ طَرفَه في الجالِسينَ حَولَه وقال: ((هؤُلاءِ هُم أُمِّي وإِخوَتي، فإنّ إخوته وأخواته هم الرجال والنساء القدّيسون الشركاء معه في الميراث السماويّ (رومة 8: 17)" والجدير بالذكر ان يسوع لم يرفض هنا القرابة الجسدية بل شدَّد على القرابة الروحية بينه وبين الذين يؤمنون به. وأوضح أنَّ صلتنا بعائلتنا الروحية هي أوثق وأهم من صلتنا بعائلاتنا حسب الجسد. ومن هذا المنطلق، فإن جواب يسوع ليس فيه استبعاد لامه، او انتقاد لها، بل هي أوّل العاملين بمشيئة الله وهي التي قالت للملاك جبرائيل: "أَنا أَمَةُ الرَّبّ فَليَكُنْ لي بِحَسَبِ قَوْلِكَ" (لوقا 1: 38). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 72606 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() لأَنَّ مَن يَعمَلُ بِمَشيئَةِ الله هو أخي وأُخْتي وأُمِّي تشير عبارة "مَن يَعمَلُ بِمَشيئَةِ الله هو أخي وأُخْتي وأُمِّي" الى عائلة يسوع الروحية لان أصلها الوحيد هو الآب السماوي " لَيسَ مَن يَقولُ لي ((يا ربّ، يا ربّ)) يَدخُلُ مَلكوتَ السَّمَوات، بل مَن يَعمَلُ بِمَشيئَةِ أَبي الَّذي في السَّمَوات" (متى 7: 21). ويوضِّح لوقا الإنجيلي أنه يجب سماع الكلمة في ايمان للعمل بها "إِنَّ أُمِّي وإخوَتي هُمُ الَّذينَ يَسمَعونَ كَلِمَةَ اللهِ ويَعملونَ بِها" (لوقا 8: 21). ويُعلق القديس اوغسطينوس: "أمّه هي أيضًا كلّ نفس مقدّسة تنفّذ مشيئة أبيها، والتي تظهر محبّتها الخصبة من خلال أولئك الذين تلدهم له "حتَّى يُصوَّرَ فيهمِ المسيح" (غلاطية 4: 19)" (في البتوليّة، الفصل الخامس). ومن هذا المنطلق، فإن جواب يسوع لا يقلل بأية حال قدسية العلاقة العائلية، ولكنه يؤكد ان العلاقات الروحية أعمق وأقوى لأنها قائمة على الطاعة لإرادة الله، وهذا هو مبدأ نشأة الكنيسة الاولى. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 72607 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() لأَنَّ مَن يَعمَلُ بِمَشيئَةِ الله هو أخي وأُخْتي وأُمِّي "هو أخي وأُخْتي وأُمِّي " فتشير الى إعلان يسوع انه أخ لكل إنسان يعمل بمشيئة الله. ويُعلق القديس يوحنا الذهبي الفم " الإنسان يصير كأم ليسوع بالكرازة به، إذ يكون كمن يلد الرب في قلوب سامعيه". ويضيف القديس أمبروسيوس "احرص أن تتمم مشيئة الآب لكي تكون أمًا للمسيح". ويُعلق القدّيس العلامة أوغسطينوس "أمّه هي الكنيسة جمعاء، لأنّها بنعمة الله تلد أعضاء المسيح، أي هؤلاء الّذين هم أمناء له" |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 72608 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() المقاومة من اسرته (مرقس 20-21؛ 31-35) المقاومة التي أبداها أقرباء يسوع هي بمثابة احتجاج منبعث من حسن النيّة، ولكن في غير محله. لِأَنَّهم كانوا يَقولون "إِنَّه ضائِعُ الرُّشْد" (مرقس 3: 21) وأرادوا ان يمسكوه ليأخذوه ويرجعوه الى الناصرة معهم ويوقفوا عمله الرسولي، لأنهم لم يفهموا عمق الحكمة التي كان يعلّمها للجمع، بل اعتقدوا أنّ كلامه خالٍ من أيّ منطق، تلك هي خطة أقاربه. لكن يسوع كشف عن هويته. فهو ليس ضائع الرشد بل هو ذلك الشخص الأقوى (مرقس 1: 21-26) الذي أعلن عنه المعمدان، الشخص الذي سيأتي ليُقيم ملكوت الله. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 72609 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() انطلق يسوع من مقاومة ذويه له لكي يعلمهم قرابة جديدة روحية، فأجابهم "مَن أُمِّي وإِخَوتي؟" (مرقس 3: 33). وأجالَ يسوع طَرفَه في الجالِسينَ حَولَه وقال ((هؤُلاءِ هُم أُمِّي وإِخوَتي، لأَنَّ مَن يَعمَلُ بِمَشيئَةِ الله هو أخي وأُخْتي وأُمِّي"(مرقس 3: 35) مشيرا الى تلاميذه والجموع التي التف حوله في البيت مصرِّحا "مَن يَعمَلُ بِمَشيئَةِ الله هو أخي وأُخْتي وأُمِّي " (مرقس 3: 35)، أنه دخل معهم في قرابة روحية على مستوى يفوق القرابة الدم واللحم والنسب. إنه لم يحطِّم القرابة حسب الجسد ولا قاومها، لكنه أعلن الالتزام بقرابة أسمى وأعلى وهي القرابة الروحية. ويعلق البابا فرنسيس " أن يسوع قد أسس عائلة جديدة لا تقوم على الروابط الطبيعية بل على الإيمان به، بمحبته التي تقبلنا وتوحِّدنا في الروح القدس، فجميع منَ يقبلون كلمة يسوع هم أبناء الله وأخوة فيما بينهم" |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 72610 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() الجدير بالذكر أن انجيل مرقس لم يقل أنَّ يسوع أجال طرفه في تلاميذه، بل "أجالَ طَرفَه في الجالِسينَ حَولَه" (مرقس 3: 34)، وهو لم يميّز بعد بين التلاميذ والناس، بل بين التلاميذ والاقارب حيث ان عائلته الحقيقة هم الناس بقدر ما يقفون موقف السامع المُصغي. لأَنَّ "مَن يَعمَلُ بِمَشيئَةِ الله هو أخي وأُخْتي وأُمِّي" (مرقس 3: 35)؛ ولذلك أكد يسوع لهم ان القرابة الحقيقية هي القرابة الروحية، وشدَّد على تضامنه مع الذين قبلوا ان يسمعوا الكلمة والتزموا بها وبإتباعه من أجل الملكوت. مع ان يسوع أهتم بكل من أحبوه، لكن لم تكن عنده محاباة، بل كان يقدِّم لكل إنسان فرصة ان يطيع الله، وبالتالي الانضمام لعائلته الروحية. |
||||