27 - 01 - 2015, 03:55 PM | رقم المشاركة : ( 7241 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تفسير "لكن متى جاء الكامل"
"8 اَلْمَحَبَّةُ لاَ تَسْقُطُ أَبَداً. وَأَمَّا النُّبُوَّاتُ فَسَتُبْطَلُ وَالأَلْسِنَةُ فَسَتَنْتَهِي وَالْعِلْمُ فَسَيُبْطَلُ. 9 لأَنَّنَا نَعْلَمُ بَعْضَ الْعِلْمِ وَنَتَنَبَّأُ بَعْضَ التَّنَبُّؤِ. 10 وَلَكِنْ مَتَى جَاءَ الْكَامِلُ فَحِينَئِذٍ يُبْطَلُ مَا هُوَ بَعْضٌ." لقد دخلت الكنيسة في اختلاف في تفسير معنى كلمة "الكامل" في الآية السابقة، وبشكل عام تنقسم التفاسير إلى رأيين من جهة معنى "الكامل"، وهما كما يلي: الرأي الأول: الكامل هو الحالة الأبديةإن كلمة "الكامل" في النص، لا تتكلم عن المسيح؛ لأن الكلمة باليونانية "تو تيلييون"، معناها الحرفي "الشيء المكتمل، المنتهي"؛ وهي لا تتكلم عن إنسان، بل عن جماد؛ لأن حرف الدلالة "تو" يستخدم للجماد وليس للبشر. لذلك مُعظم المفسرين من هذه المجموعة يفسرون الكامل بالحالة الكاملة الأبدية التي سيعيشها المؤمن مع الله في السماء. ويربطونها مع أفسس 4 "13 إِلَى أَنْ نَنْتَهِيَ جَمِيعُنَا إِلَى وَحْدَانِيَّةِ الإِيمَانِ وَمَعْرِفَةِ ابْنِ اللهِ. إِلَى إِنْسَانٍ كَامِلٍ. إِلَى قِيَاسِ قَامَةِ مِلْءِ الْمَسِيحِ." وكلمة "كامل" في هذه الآية هي "تيليون"، أي نفس الكلمة تمامًا؛ وهي تتكلم عن الحالة النهائية "إلى أن ننتهي". لذلك تفسر هذه الفئة من اللاهوتيين "الكامل" بملكوت الله الأبدي، يوم الرب، المجيء الثاني، الحالة الكاملة... إلخ. وهذا هو التفسير المعروف والمقبول الذي فسره جميع اللاهوتيين القدامى على مر العصور إلى هذا اليوم؛ وهو يتفق مع تفسير الكنائس الأرثوذكسية، الكاثوليكية، ولاهوتيي الإصلاح القدامى مثل جون كالفين، ماثيو هنري، جون وسلي، آدم كلارك وغيرهم. الرأي الثاني: الكامل هو كتاب العهد الجديد وهذا التفسير يقول أنه عندما يكتمل العهد الجديد، ستبطل النبوءة الخارجة عن الكتاب المقدس؛ والألسنة ستنتهي، كون الله استخدمها لكي يقود الكنيسة الأولى إلى أن يكتمل الوحي؛ فعندما اكتمل وحي العهد الجديد، لم يعد لها داعٍ. مع أن هذا التفسير حل مشكلة الضمير المشير للجماد، حيث يمكن استخدامه لكتاب العهد الجديد؛ إلى أن هذا التفسير يواجه تحديات لاهوتية كبيرة؛ فيما يلي بعضها: أولاً: لا يمكن أن يُبنى تفسير كهذا على آية واحدة فقط؛ خاصة إذا أدى الأمر إلى إبطال فعالية إصحاحين كاملين تكلما عن المواهب الروحية المذكورة في الأصحاح الذي قبله وبعده (12 و14). فكيف يمكن أن نحذف ضمنيًا أصحاحين، بناء على آية غير واضحة، أو إذا جاز التعبير على كلمة واحدة من آية؟ إن هذا غير مقبول في علم التفسير، الذي يؤكد على أن العقيدة يجب أن تُبنى على مجموعة من الآيات الواضحة. ثانيًا: ماذا يعني بولس بعبارة " النُّبُوَّاتُ فَسَتُبْطَلُ"؟ ولماذا يطوع إولئك المفسرون كلمة "النبوات" بأنها نص العهد الجديد؟ لماذا لا تكون ما يفسره بولس بعده ببضع آيات، بإصحاح 14 "3 وأمَّا من يتنبأ فيكلم الناس ببنيان ووعظ وتسلية"؟ فهل الوعظ الذي في الكنيسة سينتهي بعدما يكتمل العهد الجديد؟ فتفسير التنبؤ أيضًا يخرجوه عن سياق الرسالة، وهذا غير سليم!! ثالثًا: تقول الآية متى جاء الكامل، "العلم سيبطل"؛ والسؤال هو كيف؟ يفسرونها بأن العلم هنا، هو العلم المختلص بالوحي الإلهي. لكن هذا لا ينطبق على السياق، فيقول السياق "9 لأَنَّنَا نَعْلَمُ بَعْضَ الْعِلْمِ وَنَتَنَبَّأُ بَعْضَ التَّنَبُّؤِ. 10 وَلَكِنْ مَتَى جَاءَ الْكَامِلُ فَحِينَئِذٍ يُبْطَلُ مَا هُوَ بَعْضٌ." هل باكتمال العهد الجديد، انتهت المعرفة الجزئية للوحي؟ نعم لقد أصبحت النصوص النبوية كاملة وواضحة أمامنا، لكن معرفتنا وإدراكنا لها، لم يكتمل. وهل ما عَلِمَه بولس عندما كتب الرسالة كان جزئي، وأقل مما نعلمه اليوم بوجود العهد الجديد في أيدينا؟ حيث أنه قال " لأَنَّنَا (أي الرسل أيضًا) نَعْلَمُ بَعْضَ الْعِلْمِ". رابعًا: هل عندما اكتمل العهد الجديد، نرى المسيح وجهًا لوجه؟ وهل باكتمال العهد الجديد عرفنا المسيح معرفة كاملة كالمعرفة التي هو يعرفنا بها، بحسب العدد 12 " فَإِنَّنَا نَنْظُرُ الآنَ فِي مِرْآةٍ فِي لُغْزٍ لَكِنْ حِينَئِذٍ وَجْهاً لِوَجْهٍ. الآنَ أَعْرِفُ بَعْضَ الْمَعْرِفَةِ لَكِنْ حِينَئِذٍ سَأَعْرِفُ كَمَا عُرِفْتُ"؟ لست أعتقد ذلك. وهل نضوج الرسل قبل اكتمال العهد الجديد، كان كالأطفال؛ وأما اليوم، بوجود العهد الجديد كامل لدينا، نحن أنضج منهم وكالرجال؛ لذلك لسنا نحتاج للمواهب؟ وذلك بحسب العدد "11 لَمَّا كُنْتُ طِفْلاً كَطِفْلٍ كُنْتُ أَتَكَلَّمُ وَكَطِفْلٍ كُنْتُ أَفْطَنُ وَكَطِفْلٍ كُنْتُ أَفْتَكِرُ. وَلَكِنْ لَمَّا صِرْتُ رَجُلاً أَبْطَلْتُ مَا لِلطِّفْلِ." خامسًا: هذه الفئة من المفسرين، تقترح قفزة في النص في العدد 12، فينسبون الشطر الأول، للزمن الذي لم يكن فيه العهد الجديد غير مكتمل، وهو " 12 فَإِنَّنَا نَنْظُرُ الآنَ فِي مِرْآةٍ فِي لُغْزٍ لَكِنْ حِينَئِذٍ وَجْهاً لِوَجْهٍ." فيقولون أنه باكتمال الوحي، عرفنا الرب وجه لوجه. لكن ينسبون الشطر الثاني للحالة النهائية، وهو "الآنَ أَعْرِفُ بَعْضَ الْمَعْرِفَةِ لَكِنْ حِينَئِذٍ سَأَعْرِفُ كَمَا عُرِفْتُ"، أي سأعرف المسيح كما عرفني. فعلى أي أساس عملوا ذلك الفصل أو القفز؟ وأين نقع نحن في هذا الفصل؛ فنحن بين الحالتين؛ أي بين فترة عدم اكتمال العهد الجديد؛ وبين مجيء الرب. ولماذا لا تكون كل الآية تتكلم عن الحالة النهائية الكاملة كما فسرت الفئة الأولى من المفسرين؟ كما قلت سابقًا هذا التفسير يواجه تحديات كبيرة وينعزل عن سياق نص الرسالة، ويطوعه ليخرج منه ما ليس فيه، بحسب رأيي الخاص؛ فهذه الفئة الثانية ظهرت فقط منذ مطلع القرن العشرين كرد على الحركات الخمسونية. فنفس لاهوتييهم القدامى لم يفسروا الكامل بالعهد الجديد أبدًا؛ مثل المشيخي ماثيو هنري (1662 – 1714 م)؛ والمعمداني آدم كلارك (1762- 1832 م)؛ كلاهما مثلا فسرا الكامل بالحالة الأبدية للكون، وليس بكتاب العهد الجديد. وأنا شخصيًا أتفع معهم وأرجح الرأي الأول، في تفسير الكامل بالحالة النهائية. لكن مشكلة الرأي الأول هو أنه لم يعطِ أي تفسير واضح لمعنى كلمة "الكامل". لذلك في هذا المقال سأقدم تفسيرًا جديدًا لمعنى كلمة الكامل، يتفق نوعًا ما مع الرأي الأول أعلاه؛ لكن يوضح المعنى. وأنا أؤمن أن المعنى الذي سأقترحه يقدم أكثر التفاسير تطابقًا مع سياق النص وسياق الرسالة بشكل عام. الكامل هو الجسد السماويوذلك لأسباب كثيرة واضحة من سياق النص والرسالة: أولا: إن الجسد السماوي هو ركن هام جدًا في الرسالة الأولى لكورنثوس، حيث فصَّل بولس حقائق كثيرة عنه، بعدها بإصحاحين؛ وتكلم عن القيامة والجسد السماوي، وكيف نلبس الجسد السماوي؟ ولماذا رتب الله جسدًا ترابيًا أولاً ومن ثم سماوي؟ راجع 15: 35-50. ثانيًا: عندما تكلم بولس عن الجسد السماوي في نفس الرسالة، استخدم نفس الضمير الذي استخدمه في الأصحاح 13؛ فعندما قال في الأصحاح 15 " 53 لأَنَّ هَذَا الْفَاسِدَ (تو فثرتون) لاَ بُدَّ أَنْ يَلْبَسَ عَدَمَ فَسَادٍ وَهَذَا الْمَائِتَ (تو ثنايتوس) يَلْبَسُ عَدَمَ مَوْتٍ." استخدم بولس نفس الضمير "تو" الذي استخدمه في الأصحاح 13 (تو تيليون) لكلمة "الكامل". ثالثًا: إن استخدام مشتقات كلمة "الكامل، تيليون" في نفس الرسالة، كان بمعنى "نهاية" "اكتمال"؛ مثل 1 " 8 الَّذِي سَيُثْبِتُكُمْ أَيْضاً إِلَى النِّهَايَةِ (تيلُيوس)..." أيضًا 15 " 24 وَبَعْدَ ذَلِكَ النِّهَايَةُ (تيلوس)..." فكلمة "الكامل" في الأصحاح 13، تعني مكتمل أو في الحالة النهائية؛ وهذا ينفي الرأي الثاني من المفسرين، ويثبت أن الوحي هنا يتكلم عن الوضع النهائي للمؤمنين. رابعًا: إن تشبيه الطفل والرجل، يتكلم عن حالة المؤمن ولايتكلم عن الدهر الذي يعيش به المؤمن؛ فالطفل لم يكتمل نموُّه بعد، أما الرجل، فقد اكتمل نموُّه. وهذا يثبت معنى أن الكامل هنا هو الجسد السماوي؛ أي الصورة الموازية لنقص الطفل (الإنسان في الجسد الترابي)؛ وهي الصورة النهائية لما خططه الله لجميع المؤمنين الذين قبلوا يد الله الممتدة لهم من خلال خلاص المسيح، وانتقلوا من الجسد الترابي للجسد السماوي. فلو كان الكامل هو يوم الرب أو المجيء الثاني، فيكون لا يوازي حالة الطفل؛ لأن حالة الطفل تتكلم عني أنا، وليس عن الدهر الذي أعيش به؛ كذلك حالة الرجولة الموازية لكلمة "الكامل"، يجب أن تتكلم عن حالتي أنا، وليس حالة الدهر الذي أحيى به. فيما يلي إعادة صياغة نص 1 كورنثوس 13، بشكل تفسيري، وتطبيق كلمة "الكامل" على الجسد السماوي فيه: "8 اَلْمَحَبَّةُ لاَ تَسْقُطُ أَبَداً. وَأَمَّا النُّبُوَّاتُ فَسَتُبْطَلُ وَالأَلْسِنَةُ فَسَتَنْتَهِي وَالْعِلْمُ فَسَيُبْطَلُ. 9 لأَنَّنَا نَعْلَمُ بَعْضَ الْعِلْمِ وَنَتَنَبَّأُ بَعْضَ التَّنَبُّؤِ. 10 وَلَكِنْ مَتَى جَاءَ الجسد السماوي فَحِينَئِذٍ يُبْطَلُ مَا هُوَ بَعْضٌ؛ لأننا سنكون كاملين فيه. 11 لَمَّا كُنْتُ طِفْلاً كَطِفْلٍ كُنْتُ أَتَكَلَّمُ وَكَطِفْلٍ كُنْتُ أَفْطَنُ وَكَطِفْلٍ كُنْتُ أَفْتَكِرُ، في الجسد الترابي، المائت، الفاسد. وَلَكِنْ لَمَّا صِرْتُ رَجُلاً، في حالة الجسد السماوي، أَبْطَلْتُ مَا لِلطِّفْلِ؛ أي سيكون قد انتهى كل ما في حياتي في الجسد الترابي. 12 فَإِنَّنَا نَنْظُرُ للرب الآنَ فِي مِرْآةٍ فِي لُغْزٍ في هذا الجسد؛ لَكِنْ حينما نلبس الجسد السماوي سنرى الرب وَجْهاً لِوَجْهٍ، فسنكون مثل المسيح لأننا سنراه كما هو (1 يوحنا 3: 2). الآنَ أَعْرِفُ بَعْضَ الْمَعْرِفَةِ في الجسد الترابي؛ لَكِنْ حِينما نلبس الجسد السماوي، سَأَعْرِفُ الرب كَمَا عُرِفْتُ؛ لأنني سأراه كما يراني." 1 كورنثوس 13. فنرى تطابقًا كاملاً في هذا النص، مع تفسير الكامل بالجسد السماوي؛ لكن في نفس الوقت، يجب أن لا ننسى خلاصة ما قاله الوحي من خلال بولس عن المحبة، بأن كل شيء زائل من هذه الحياة الأرضية، ما عدا المحبة التي ستظل معنا إلى الأبد. وذلك لكي يقنع المؤمنين على أهمية أن يعيشوا المحبة مع بعضهم البعض، ويكونوا شهادة لمحبة الله في هذا العالم الفاسد والزائل. إن ما قدمته لتفسير كلمة "الكامل" في 1 كورنثوس 13، هو رأيي الخاص، ولست أدعي أن تفسيري هو الأفضل؛ لكن أتمنى أن يضاف هذا الرأي مع آراء اللاهوتيين الأخرين الأفاضل؛ لكي يساهم في بناء كنيسة الله الحي في هذا العالم. |
||||
27 - 01 - 2015, 03:58 PM | رقم المشاركة : ( 7242 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ردًّا على نقد الحملات المسيحية
لا يزال مسلمون وعلمانيون وملحدون يثيرون غبار إفلاساتهم المعرفية على المسيحية، نظرًا لما رافق تاريخها من عنف سواء في العهد القديم من الكتاب المقدّس وعلى أرض الواقع، في الشرق والغرب. لذا سأحاول الرد، باختصار شديد، على أبرز دقائق الغبار المثارة، بشيء من التفصيل. العنف في العهد القديمحصل العنف في العهد القديم (1) ضدّ سبعة شعوب مذكورة بالإسم، بعد تأنّي الله على الخطيئة بأنواعها وبشاعتها حوالي ستّمئة سنة. أراد الله بقسوته وعنفه تطهير البشريّة من الشّرّ، ما لم يحسّ به هذا الجيل وأجيال كثيرة سبقته، لأنّ هذا الجيل وسائر الأجيال قد فتحوا عيونهم على إنسان جديد وحديث! إنما إنسان العهد الجديد غير إنسان العهد القديم فكريًّا وسلوكيًّا، حتّى انتهى زمن العنف في وقته، بدون رجعة، إذ خلّص الله شعبه في النهاية بيسوع الفادي والمخلِّص الذي ابتدأ عهد النعمة بأفعاله وأقواله. فلماذا العودة بصبغة دينية دنيوية، اليوم ومنذ القرن السابع الميلادي، إلى العنف والظلم والهدم والحرق والتشويه والتحريف والتدليس! وإلى ثقافة منحرفة 180% عن ثقافة يسوع المسيح؟ الحملات الصليبيةلم تكن حملة واحدة بل حملات (2) كما دلّ عليها اسمها، في هذا الباب وفي عنوان المقالة، منها ما اصطبغ بطابع هجومي حتى ضد مسيحيّين من الطوائف الشرقية بحجة الدفاع عن عقيدة كاثوليكية ما أو مذهب، هي على الأرجح طريقة فهم الكاثوليك طبيعة السيد المسيح تحت منظار مزدوج إلهي وإنساني. لكن يبدو لي، من جهة أخرى، أن الموضوع متعلّق بالصراع على الكرسي الرسولي. ومنها ما كان دفاعيًّا صرفًا عن المقدسات المسيحية ضدّ مسلمين سواء أكانوا من العرب أم من السلالة التركية المسمّاة بالسلاجقة (3) حملات حيكت حولها شائعات مغرضة وأساطير، شُنّت بمباركة رجال دين محسوبين على الكنيسة الكاثوليكية، استنادًا على حقّ الدفاع عن المقدسات المسيحية التي نظر إليها مسلمو ذاك الزمان باحتقار فعاثوا فيها فسادًا، ربّما انطلاقًا من غيرة الرب على بيته (غيرة بيتك أكلتني- يوحنا 17:2 والمزمور 9:69 وحزقيال 7:43) وعلى كنيسته التي لن تقوى عليها أبواب الجحيم (متّى 18:16) فاندفع إليها شباب مسيحي متحمّسًا لدينه غيورًا عليه، متبرّعًا بماله ومتحملّـا تكاليف باهظة، آذت المسيحيّين ولا سيّما الشرقيّين أكثر من غيرهم، لذا اعتذر البابا يوحنا بولس الثاني عن غزو القسطنطينية سنة 1204 وعن خطايا عدد من الكاثوليك الذين شاركوا في الحملات الصليبية، لكنه لم يعتذر عن تلك الحملات! وإذا كان لأولئك المسلمين نصيب من الأذى فلأنّهم عاثوا فسادًا، كما تقدّم، ولا يزال أحفادهم يعيثون إلى هذا اليوم، لأنّ غزواتهم وسائر توسعاتهم باسم إله الدين الاسلامي قائمة، سواء في الأراضي المقدّسة؛ مهد السيد المسيح وسائر أنبياء الله، وفي آسيا وأفريقيا وأوروبا. ومن نماذج الفساد؛ تحقير جميع المقدّسات غير الإسلامية ومحاولة فرض الديانة الإسلامية بالقوة على المسيحيين وغيرهم ويا للصلف! يحتلّون الأرض ويفرضون شريعتهم الارهابية على أهلها وأصحابها الشرعيّين بما فيها الجزية والخِمار والنقاب، بالإضافة إلى التخريب والحرق! إنما الديانة المفروضة بالقوة مشكوك في صحّتها، أمّا المقبولة بالاقناع فلا أحد يلوم أصحابها حتى إذا كانت مغلوطة، لأنهم لم يضرّوا أحدًا. وفي مَثَل شائع: أنت حُرّ ما لم تضُرّ! لذا فليناقش المعترض أسباب الحدث قبل وقوعه وقبل إحصاء النتائج، لأن العامّة من المسلمين يبكون النتائج ولا يفكّرون في الأسباب. وللتاريخ أقول: إن على الأخ المسلم، في رأيي، أن يراجع صحّة ديانته! وأن يخجل كثيرًا من تاريخ الدين الاسلامي! فإنّ المسلم آخِرُ مَن يحقّ له الاعتراض ولن يحقّ له، إنّما عليه وعلى الجيل المليون من نسله، أن يدفع ديون السَّلَف، غير الصالح في نظري، السلف الذي باٌسم إله غريب؛ زنى وقتل وسرق واغتصب وسبى وخرّب وحَرَّق. عِلمًا أن القول بالإسلام الوسطي أو المعتدل عارٍ عن الصحّة ولا يفقه فيه "المعتدل" شيئًا، لأنّ الإسلام الصحيح بل أصحّ نماذجه هو أنموذج داعش! أمّا المعتدل فما فوق فهو بعيد عن الإسلام. محاكم التفتيشإنها محاكم، كما دلّ اسمها عليها، ليست محكمة واحدة! ولم تكن في دولة واحدة بل دول. وكانت عيونها ترصد كل من خالف تعاليم الكنيسة الكاثوليكية، أيًّا كان عِرقه وجنسه ومذهبه. والمحكمة جهة منظمة لها مبادئ وأهداف؛ لم يذكر التاريخ شيئًا عبثيًّا عن أحكامها ولا عُرفيًّا، بل كان لدى المتّهم حقّ الدفاع عن المبدأ والفكر والعقيدة، ما لم يصرّ على مخالفة تعاليم الكنيسة الكاثوليكية! لذا كان على المخالف أن يتصرّف بحكمة إذا ما أحسّ بحكم الموت مقتربًا من جسده وهو لا يتقبّل الحكم أو يخاف الموت، أي كان عليه التراجع، تحت هذين الضغطين، عن فكرته أو بدعته. وما أدراك ما أبدع المبدعون آنذاك وما هرطق المهرطقون! هوذا في وقتنا يتمّ عقد زواج مثليّين في كنائس مُعارضة "بروتستانتية" على رغم الآية الصريحة في الإنجيل التي حذَّرت بشدّة من مضاجعة المِثليِّين: { الذين استبدلوا حق الله بالكذب واتقوا وعبدوا المخلوق دون الخالق الذي هو مبارك الى الأبد آمين. لذلك أسلمهم الله الى أهواء الهوان. لأنّ إناثهم استبدلن الاستعمال الطبيعي بالذي على خلاف الطبيعة. وكذلك الذكور أيضًا تاركين استعمال الأنثى الطبيعي اشتعلوا بشهوتهم بعضهم لبعض فاعلين الفحشاء ذكورًا بذكور ونائلين في أنفسهم جزاء ضلالهم المحق- رومية 1: 25-27 وكورنثوس الأولى: 6 وتيموثاوس الأولى: 1} أفلا يحق للجهات المختصّة والمعنيّة أن تحاسب القائمين على تلك "الكنائس" قبل معالجة الزناة كما يجب؟ هذا إذا لم يكن القائمون أنفسهم من المِثليِّين، بغضّ النظر عن احتماليّة وجود قسّ مِثليّ في كنيسة أصليّة! إلّا أنّ هذا المذكور أخيرًا من الحالات النادرة وهو يعرف بأنه شاذّ فلم يصبّ نار شذوذه على أحد في رعيّته وإلّا لاٌستغنت الكنيسة عن خدمته حال انفضاح سرّه ليخلع تاليًا ثوب الكهنوت. لأنّ المنطق الإلهي يدعو إلى معالجة الزناة وسائر الخطأة. فقد قال الرَّبّ: {لا يحتاج الأصحاء الى طبيب بل المرضى. لمْ آتِ لأدعو أبرارًا بل خطاة الى التوبة- مرقس 17:2 وفي متّى 12:9 ولوقا 31:5} وكما سبق؛ لم تعتذر الكنيسة الكاثوليكية عن أحكامها آنذاك بشكل عام، إنما بشكل خاص، مثالًـا: غاليلو؛ فُرضت عليه إقامة جبرية ولم يُعدَم! (4) وقد استمرّت النهضات العلمية والصناعية والزراعية على رغم صرامة تلك المحاكم. ومن بين العلماء قسس ورهبان. فإذا ما أجرينا مقارنة منطقية بسيطة بين ما حصل أمس، الذي وُجِّهت ضدّه اليوم إدانة واستنكار، وبين ما جرى في الأمس القريب من أحكام عرفية ومِن قتل على الهوية، سواء ما دِينَ منه وما لم يُدَنْ، وبين ما يحدث اليوم من فظاعة وبشاعة، نجد تلك المحاكم أرحم بكثير. وفي النهاية؛ لن يجد المعترض نصًّا صريحًا في الكتاب المقدّس تحت عنوان: محاكم التفتيش. لكنّ القضاء موجود والمحاكم الكنسيّة لا تزال موجودة بهيئات مختلفة، شأنها شأن القضاء المدني، إلّا أنّ صلاحيّة كلّ منها اليوم لا تصل إلى درجة إصدار حكم بالحبس أو الإعدام، إنما الحرمان من دخول الكنيسة أو الخلع كأصعب عقوبة. فكيف يدخل إلى كنيسة من خالف تعاليمها؟ عِلمًا أنّ في العهد القديم من الكتاب المقدس سِفرًا تحت عنوان: القضاة. (5) الاستعمار الغربيإن الاستعمار كلمة بغيضة أيًّا كان المستعمر. وغالبًا ما يغض المسلم بالنظر عن الاستعمار الإسلامي، إذ يعتبره فتحًا مُبينًا لأنّه مؤيَّد بنصوص قرآنية، مشيرًا بأصابع الاتهام إلى الاستعمار الغربي (6) من البرتغال وإسبانيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا الذي احتلّ الأرض بدون وجود نصّ مسيحي واحد مُحفِّز ولا مؤيِّد، بعد الغزوات الإسلامية بزمن طويل وتحديدًا خلال القرن الخامس عشر. لكن أولئك المستعمرين بنوا الأرض وصنّفوا بلدانًا كثيرة، العربيّة منها وغير العربيّة؛ عَمَّروها ومَدَّنوها، إذ عبّدوا الطرقات ومدُّوا سكك الحديد وشادوا المستشفيات والمدارس والجسور... إلخ حتّى تمنّى عدد ما من العرب عودتهم. ومن المستعمرين مَن بشّر بالإنجيل ونشر ديانة المحبّة التي أتى بها السيد المسيح. وإلّا لما بزغت شمس المسيحية على أميركا، مثالًـا لا حصرًا، الشمالية منها والوسطى والجنوبية. وهذا دليل قوي على إنسانيّة المستعمرين القادمين من الدول المذكورة. فشتّان ما بين الإستعمار الغربي والإستعمار الإسلامي! وما آذى المستعمرون الأوروبيون إلّا مقاوميهم الثائرين عليهم. أمّا الحربان العالميتان الأولى والثانية فلا توجد آية واحدة في الكتاب المقدّس كلّه لدعم اصطلاحات بمعنى الفاشية والنازية وغيرها! إنما العكس تمامًا، إذ خيّم الاضطهاد على المسيحيّين منذ القرن الميلادي الأوّل إلى اليوم. لكنّ المستعمر الأوروبي لم يهدم مسجدًا إسلاميّا واحدًا لسبب ديني ولا حوّل جامعًا إلى كنيسة، مثلما فعل المسلمون عبر التاريخ! فليقارن المعترض بعدل ونزاهة. أفريقيا الوسطىوهنا من يتذرع بما حصل في جمهورية أفريقيا الوسطى (7) من اضطهاد ضد مسلمين وهو لا يدري كيف استعمر مسلمو الأمويّين والعبّاسيّين شماليّ أفريقيا حتّى الأندلس باٌسم إله الإسلام وسُنّة رسوله! ولا يدري بأن منظمة سيليكا الارهابية، نحو 25 ألف مقاتل، هي التي بدأت العدوان على غرار بوكو حرام النيجيرية، إذ أطاحت بالرئيس المسيحي فرانسوا بوزيزيه واستبدلته برئيس مسلم تولّى الحكم بعد سيطرة قواته على العاصمة وعلى القصر الرئاسي، ما أدّى إلى فرار الرئيس المسيحي في 24 مارس 2013 فناصرته ميليشيات مسيحية تدعى أنتي بالاكا (المناهضة للسيف) مدعومة فرنسيًّا حتّى استطاعت أن توقف سيليكا عند حدِّها، لكن دفع أبرياء من الجانبين ثمنا باهضًا. ومن أراد فليقرأ تقارير عبر الانترنت لأزْيَد من منظمّة حقوقية اتَّهَمت متمّردي سيليكا بانتهاك حقوق الإنسان في إفريقيا الوسطى. وغالبًا ما صوّر المسلمون أنفسهم للعالم كضحيّة في وقت هم الذين تسببوا بالبلوى، كأن العالم غبيّ لا يعرف أين علّة الداء وأين مصدر الوباء. ولهذا السبب وذاك حظرت أوغندا الديانة الإسلامية على أراضيها لما فيها من نصوص إرهابية، سواء أكانت نصوصًا قرآنية أم أحاديث صحيحة. وما عادت نصوص الإرهاب خافية على الداني والقاصي بعدما افتخر بها شيوخ الإرهاب الإسلامي وعلى رأسهم الظواهري خليفة ابن لادن. بل صارت الايديولوجيا الاسلامية مفهومة لكثيرين في الشرق والغرب ما يمكن تلخيصه بالتالي- في رأيي وبحسب فهمي؛ كلمة أخيرةتمَسْكَنْ أيّها المسلم واٌصبِرْ، لأنّ فئتك اليوم قليلة بالعدد والعتاد، مبشّرًا بـ "آيات" القرآن المَكّيّة المسالمة وممارسًا الكذب والتقية، إلى أن تتمكّن غدًا "بإذْنِ اللَّه" من فتح البلدان التي مَنّ بها "الله" عليك في الشرق والغرب، مُستعِينًا بـ "آيات" مدنيّة نسخت تلك المَكّيّة، مبشِّرًا بها ومُنذِرًا. فلا بدّ من أن تحرص على إلغاء العمل بالمَكّيّة حال تمكّنك مِن الذين اعتُبِروا كُفّارًا في الفقه الإسلامي: (فلَمّا جاوزهُ هُوَ والّذِينَ آمَنوا مَعَهُ قالوا لا طاقةَ لنا اليوم بجالُوتَ وجنودِهِ قالَ الَذينَ يَظُنُّونَ أنّهُم مُلاقُوا اللّهِ كم مِن فئةٍ قليلة غَلَبَتْ فئةً كثيرة بإذْنِ اللَّه واللّهُ مع الصّابرين) – البقرة: 249 وتنبّهوا جيّدًا يا مسلمون: (فلا تَهِنُوا وتدْعُوا إلى السَّلْمِ وأنتُمُ الأعلَون واللّهُ معكمْ ولن يَتِرَكُمْ أعمالَكُمْ) – محمد:35 واٌذهبوا إلى تفاسير الطبري والقرطبي وابن كثير... وارصدوا أفعال داعش وأقوالها لتفهموا دينكم أكثر بالصوت والصورة. أسأل الرب يسوع أن يُعين المُهجَّرين من ديارهم. وأسأله أن يثبّت المتنصِّرين في الإيمان ويقوّيهم ضدّ مضطهِديهم، ولا سيَّما مَن يطلب إليهم أن يُنكروا السيد المسيح له المجد، ويرشدهم إلى جهة الأمان. ولا بدّ من أن يردّوا بحكمة أو يصمتوا لأن الرب يدافع عنهم وله النقمة: {لا تنتقموا لأنفسكم أيها الأحبّاء، بل أعطوا مكانًا للغضب، لأنه مكتوب: لي النقمة أنا أجازي يقول الرب- رومية 19:12} كما ورد: { الرَّبُّ يُقاتِلُ عنكُمْ وأنتُمْ تَصْمُتُون} - سِفر الخروج 14:14 |
||||
27 - 01 - 2015, 03:59 PM | رقم المشاركة : ( 7243 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لماذا خان يهوذا المسيح
سار يهوذا الاسخريوطي مع السيد المسيح لثلاث سنوات، سار مع النور نفسه، ولكنه لم يقبل بالنور، وغرق في بحر الظلمات، غرق في الخطيئة مع الشيطان، بدلا من النجاة برفقة المسيح، فلماذا حدث ذلك، ولماذا حدثت " الخيانة "، هل اختار المسيح يهوذا تلميذا ليخونه؟ لقب الاسخريوطي في اللغة العبرية مشتق من كلمتين، الأولى " ايش" بمعنى رجل ، والثانية " قريوت " وهي قرية في جنوب مملكة يهوذا التي ذكرت في العهد القديم، وبهذا يكون يهوذا هو التلميذ الوحيد الذي ينحدر من نفس السبط الذي خرج منه يسوع المسيح، لان باقي التلاميذ كانوا في الجليل الأعلى، هذه الميزة كان من المفترض أن تقرب يهوذا من المسيح، وتكسبه المحبة والألفة، وهو الأمر الذي لم يحدث اطلاقا. كل الدلائل الكتابية في الانجيل تدل بأن يهوذا لم يؤمن بأن المسيح هو الله، ففي الوقت الذي كان جميع التلاميذ ينادون على المسيح " يا رب "، كان يهوذا يطلق عليه لقب المعلم! وهو اعتراض ضمني من يهوذا بأن المسيح ليس سوى معلم، لا يختلف عن غيره من المعلمين بشيء، بالاضافة الى ذلك، لا يذكر لنا الإنجيل أي حديث بين يهوذا والمسيح الا عندما خان الاسخريوطي سيدنا يسوع المسيح وأسلمه. وعندنا نتأمل بالانجايل الاربعة، نكتشف بان الإنجيليين يذكرون بالعادة أسماء التلاميذ بنفس الترتيب، مع اختلافات بسيطة احيانا، مع الاحتفاظ دائما باسم يهوذا في نهاية القائمة، ويُعتقد البعض، بأن هذا الترتيب يعكس درجة القرابة الشخصية بين التلاميذ والمسيح، وبذلك يكون يهوذا اقل التلاميذ تقربا من يسوع المسيح. وكما خان يهوذا سيدنا المسيح فانه خان ايضا تلاميذه، عندما كان يسرق من صندوق المال الذي وكله به المسيح (يو12: 4-6) ، ويشير ذلك لحبه الشديد للمال. وأخيرا، كان يهوذا كباقي الشعب، يؤمن بأن "المسيا" سوف يطرد الرومان، ويستلم حكم اسرائيل، ولربما تبعه لينال منصب حكومي بعد الثورة، ولكن ظنه قد خاب، عندما أعلن المسيح لتلاميذه عن موته وقيامته، تبددت احلامه وأماله بالمناصب الحكومية والمنافع المالية، فرأى بالثلاثين من الفضة كنزًا كبيرًا. لا يمكننا اذا أن نجزم تماما ما هو سبب خيانة يهوذا ولكن ما يمكننا الـتأكد منه، هو أن المسيح كان يعلم يخيانة يهوذا قبل اختياره تلميذا، ولكنه بالتأكيد لم يختاره ليخونه، بل لاعطائه فرصة للتوبة، مد المسيح يده ليهوذا ليخلصه من خطيئته ولكن يهوذا لم يستغل هذه الفرصة، تماما كما يفعل المسيح مع كل شخص منا، فالله يعطينا دائما فرصة للتوبة، والرجوع لمحبته، وان لم نستغلها فستكون نهايتنا مشابهه تمام لنهاية الخائن يهوذا. كان ليهوذا كامل القدرة على الاختيار، فمعرفة الله السابقة لا تحد من قدرة يهوذا على الاختيار، فالله يطرح أمامنا الخيارات ويعلم تماما أي منها سنختار، ولكننا نختارها بمحض إرادتنا، لذلك يهوذا هو من اختار الخيانة، هو من اختار الموت. وعلينا اذا ان نتعلم درسا من يهوذا، ولا نسلك بخطاه ونختار طريق الحياة الابدية، طريق النور مع ربنا يسوع المسيح. |
||||
27 - 01 - 2015, 04:01 PM | رقم المشاركة : ( 7244 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
صراع القادة الشباب والقادة الشيوخ
قد يرتكب القادة الشباب أخطاء فادحة في بعض الأحيان، في حين يتمنّى القادة الكبار أن يتعظ هؤلاء الشباب أو أن يكفوا عن ارتكاب هذه الأغلاط الغبية التي ليس لها مبرر. وفي بعض الأحيان يتحمل الشباب انتقادات كثيرة وغير ضرورية وغير منصفة جراء التّفاوت العمري والفروق بين الجيلين. وسأعرض هنا بعض الأمور التي يُساء فهمها من قبل القادة الكبار وطريقة استجابتهم للشباب للجيل الجديد. ولا أريد خلق صورة نمطية للقادة الكبار في الكنيسة أو للجيل الجديد، بل أحاول تقريب الأفكار للوصول إلى تفاهم مشترك بينهما. 1. القادة الكبار يمكن أن يخلطوا بين الثقة بالنفس والغرور عند الشباب.إن الثقة مكون رئيسي للقائد بغض النظر عن سنه. فلن يتبعك أحد ما لم تملك الثقة بنفسك وبقدرتك على تحمل مسؤولية القيادة. ولكن قد يُساء فهم الثقة بالنفس على أنها غرور، مع أن هنالك بعض التداخل بين المفهومين. فعلى القائد المتقدم في العمر أن يراعي هذا الجانب في القائد الشاب ولا يعد ثقته بنفسه على أنها غرور وكبرياء. صحيح أن الثقة تأتي مع الخبرة والتمرن، لكنها تأتي أيضًا من القناعة الشخصية. فامنح قادتك الشباب الثقة، فمن دونها لا يستطيعون المسير أو التقدم. 2. القادة الكبار يمكن أن يسيئوا فهم الإبداع على أنه تمرد.تتمثل إحدى ميزات القائد الناجح في قدرته على إيجاد حلول مبدعة لمشكلات معقدة. وتتغير الحلول طبقًا للحاجة والظروف. فحلول أيامنا المعاصرة تمتاز بطابعها الشبابي وتختلف عن تدابير العقد الفائت. وبطبيعة الحال، يبقى التغيير شيئًا صعبًا ومرفوضًا في أحيان كثيرة لكنه أمر محتوم. وقد يرى الكبار إلى التغيير على أنه تخل عن الهوية والثوابت الأساسية. لكن مفهوم التغيير عند الشباب يعني الإبداع والابتكار وإظهار التقدم والتفوق في جوانب الخدمة كلها. وليس هذا النوع من التغيير تمردًا، بل تجديد وابتكار. 3. قد يغيب عن ذهن القادة الكبار التفكير في أسلوب الخدمة الجديد الذي يخاطب جيل الشباب بصورة مباشرة.ليس الأسلوب الجديد في الخدمة الانخراط في الأمور الدنيوية. يعتقد بعضهم أن تبني أساليب خدمة شبابية أو مفعمة بالحركة والنشاط وسيلة يستخدمها العالم ليتسلل إلى الكنيسة. إذ نرى هذا بعضًا من قادة الجيل رفضًا لأي أسلوب جديد في الخدمة وتمسكًا بما نشأ عليه متجاهلين أن أساليبهم في الخدمة كانت جديدة ومثيرة للجدل آنذاك. ولنتذكر أن الظروف والأساليب قد تختلف، لكن كلمة الله ومبادئها ثابتة. فعلينا أن ندرك كقادة أن الخدمة تتطلب منا أن نخرج خارج إطار ما اعتدنا عليه لنجتذب الذين لا يترددون على كنيستنا بطرق تخاطب حياتهم مباشرة لكنها في الوقت نفسه لا تتعارض مع كلمة الله. 4. مساءلة الشباب للكبار ليست عصيانًا، إنما حب للمعرفة.لا تستغرب من القادة الجدد عندما يتساءلون عن شيء من هذا القبيل: "لماذا نفعل هذا الأمر أو ذاك؟ ما هدف هذه الخدمة؟ لماذا لا نجرب هذه الطريقة؟ لماذا فشلت معنا هذه الإستراتيجية؟" ربما عبر الشباب عن هذه التساؤلات بصورة غير سليمة، أو ربما حدث نوع من سوء الفهم أو ما شابه. وربما يظهر هؤلاء الشباب نوعًا من الكبرياء والعجرفة. وبغض النظر عن أسباب التساؤلات في الأمور التي نعدها ثوابت ورواسخ، يجب الاستماع إليهم ومراعاة مشاعرهم والانتباه إلى ملاحظاتهم وإلا ثبطت عزيمتهم، وربما يتركون الخدمة أو ينتقلون إلى مكان آخر. فمهما ازدادت تساؤلات الشباب، يجب علينا أن نوفر المناخ الذي يحفزهم على التقدم وإيجاد الأجوبة المناسبة. 5. إليك بعض النصائح للقادة الكبار والشبابكانت كل نقطة من النقاط السابقة موجهة بهدف تقريب المسافة بين الجيلين، إلا أنه ينبغي على الشباب تقديم الاحترام والوقار للقادة الكبار ومحاولة التعلم من حكمتهم وخبرتهم أيضًا. وإليك بعض النصائح التي من خلالها يستطيع الشباب الاستفادة من خبرة الكبار وحكمتهم: • اكتسب حكمة الكبار. كيف يستطيع القادة الكبار مساعدة القادة الشباب وإرشادهم:• اطلب النصيحة منهم حتى لو كنت تمتلك معلومات كافية عن أمر ما. • احترم مشورتهم رغم عدم موافقتك عليها. • اسأل واستمع أكثر لتتعلم. • حاول فهم وجهة نظر الآخر عوضاً عن الانتقاد وفرض التحدي. • اقض وقتًا مع القادة الكبار قدر المستطاع. • اسمح لهم بارتكاب الأخطاء، فالأخطاء جزء طبيعي من التعلم. • أدرك حاجتهم إلى تولي دور قيادي ودورك مستقبلاً. فليس منطقيًا أن يبقوا في مقاعد المتفرجين. • أدرك أنك لا تستطيع أن تقوم بالأدوار القيادية كلها وحدك، رغم اقتناعك بأنك قادر على القيام بها أفضل من أي شخص آخر. • قيم مواهبهم المعطاة من الله، وادرس معهم المجالات التي يمكن أن يخدموا فيها. وتذكر أن تلك المواهب وزنات ائتمنك الرب عليها من أجل خدمة الكنيسة والملكوت. فلا تفرط بموارد الرب. • اخلق مناخًا يهيئ جيلاً قياديًا جديدًا. • دربهم على القيادة، عالمًا أن القائد الذي لا ينتج قادة إنما هو قائد فاشل. اعقد دورات قيادية لهم، وأتح لهم فرصًا للقيادة تحت إرشادك، وقوموا معًا بتقييم أدائهم. • واكب البيئة الجديدة المتغيرة واقبل التغيير الذي لا يتعارض مع كلمة الله. ويبقى السؤال المطروح: كيف يتلاقى الجيلان لتكميل عمل الله. إن تسليم المشعل من الكبير إلى الصغير أمر كتابي يحثنا عليه الكتاب المقدس بكل وضوح. فالرسول العظيم بولس، لم يكتب آخر رسائله لكنيسة ما أو لشيخ أو أسقف. بل كرس آخر كلمات أوحي بها إليه إلى شاب حديث ممتلئ بالحيوية والنشاط يدعى تيموثاوس. ونحن نحد مثلاً لذلك في تيموثاوس الثانية 2: 2: "وما سمعته مني بشهود كثيرين أودعه أناساً أمناء يكونون أكفاء أن يعلموا آخرين أيضاً." ومن دون تطبيق هذا الإستراتيجية الكتابية، لن تستمر الكنيسة. فهل نستثمر طاقتنا وإمكانياتنا لنرى جيلاً صاعداً واعداً بأفق جديد للكنيسة؟ لا شك أنه ستكون احتكاكات وبعض الخلافات، فهذا أمر طبيعي. فمهما كان عمرنا، دعونا نتبن دورنا القيادي من منطلق خدمة السيد يسوع المسيح. ومن خلال محبتنا له وبعضنا لبعض، نستطيع أن نتجاوز كل تحد وصعوبة. |
||||
27 - 01 - 2015, 04:08 PM | رقم المشاركة : ( 7245 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المرأة التي أمسكت في ذات الفعل
الشاهد الكتابي: يوحنا 8: 1 – 11، تث 17: 5 و 6. لأنه جاء ليخلص ما قد هلك، لم يستنكف* يسوع من الاحتكاك المباشر مع الخطاة. فكان يأكل ويشرب معهم، لكي يكسبهم اليه. وفي رحلاته تحادث مع ثلاث نساء على الأقل قد ارتكبن جريمة الزنا – المرأة السامرية، والمرأة التي جاءته في بيت سمعان، والمرأة في القصة التي امامنا، وشفقته ورقّته ورحمته كانت تميز معاملاته مع كل واحدة منهن. ومن الطريف أن نلاحظ الظروف التي أدت لافتضاح أمر المرأة التي أمسكت في ذات الفعل. فبعد أن قضى ليلة على جبل الزيتون، قام يسوع في الصباح الباكر في اليوم التالي، وذهب الى الهيكل حيث كان هناك عدد كبير من الناس قد تجمعوا ليسمعوا عن عمله المسياني. ولكن بينما كان يشهد دون خوف، كان الخطر محدقًا به، لأن اعضاء السنهدريم كانوا يطلبون أن يقتلوه، وقد تعاطف الكتبة والفريسيون مع هذا المخطط الشرير. وبينما كان جالسًا في الهيكل يعلم الناس، وصل عدد من الكتبة والفريسيين ومعهم إمرأة قد أمسكت وهي ترتكب خطية مهينة وخطيرة. المشتكونان القادة الدينيين الذي جاءوا بالمرأة الى المسيح مقدمين تهمة ضدها، محاولين أن يصطادوه بأن يسألوه عما يجب أن يتخذ ضدها من إجراء، كانوا ينتمون إلى طبقة تميل للتعامل مع الزانيات. لقد اعتبروا انفسهم أوصياء على الأخلاق العامة، والويل لمن كان يقع تحت مراقبة أولئك الذين عينوا انفسهم وقباء على أي مخالفة أخلاقية، ولعلمهم بكل متطلبات وعقاب ناموس موسى وبتقاليدهم الخاصة حولها، كانوا يعاملون الخطاه باحتقار يتسم بالتظاهر بالتقوى والنفاق. فقد كان مجرد لمس إمرأة كهذه يعد خطية، ولكن كما سوف نرى فإن غيرتهم بشأن خطايا الآخرين كان مجرد ستارًا لإخفاء شرهم. كم كان هؤلاء المشتكين متحيزين! فقد أحضروا المرأة التي أمسكت في ذات الفعل، ولكن أين الرجل المرتكب الرئيسي للذنب؟ لماذا لم يمسكوا به؟ هل كان فريسيًا من أعداء ربنا؟ أو شخصًا تتطلب الحكمة السماح له بالهروب؟ إن القانون والعدالة كانتا تتطلبان أن يؤتى بالزاني والزانية معًا ويحكم عليهما بالموت (لا 20: 10)، ولكن هؤلاء الأعداء للمسيح، كانوا يسيرون وفق سلوك أهل العالم، وجعلوا المرأة تتحمل وحدها وزر ذنبها. ولكن العدل الإلهي «بلا محاباة» (يع 3: 17). الزانيةكانت المرأة التي قدمت للمسيح من قبل المشتكين عليها مدانة بلا شك بسبب السلوك الخاطئ الذي اتهمت بارتكابه، والمسيح لم يصفح عن ذنبها بأي حال من الأحوال. لا شك أنه تعاطف معها لضعفها، والتمس لها عذرًا بسبب قوة التجربة التي دفعتها لارتكاب الاثم، ولكنه اعتبر سلوكها تحديًا لأوامره بعدم فعل الخطية. فالزنا يحتل المرتبة الأولى في «أعمال الجسد» (غل 5: 19)، وهو ضد قانون الخالق العادل والمقدس فيما يختص بسعادة الجنس البشري (خر 20: 14). ولكن هل هناك أقسى وأشد من وضع هذه الإمرأة الخاطئ « في وسط » الهيكل، لتعريضها للنظرات القاسية من الجموع؟ إن سلوك هؤلاء الكتبة والفريسيين « قد أظهر من جانبهم سخرية قاسية جامدة، ووحشية بربرية بلا رحمة في القلب والضمير ». لقد كان شيئًا مسيئًا بما فيه الكفاية للمرأة أن تكون مدركة لذنبها، ولكن أن تستعرض ذلك أمام الاخرين، كان عملا قاسيًا خاليًا من الحب الذي يستر كثرة من الخطايا (1 بط 4: 8). وعلى الرغم من أن يسوع لم يكن يتسامح مع الخطية في أشخاص الذين تقابل معهم. الا انه كان رقيقًا وعطوفًا في تعامله معهم. المحامي كيهودي وكالمسيا، كان يسوع تحت التزام خطير باحترام ناموس موسى (تث 31: 9، متى 5: 17)، وفي حياته على الارض تمم الناموس (متى 5: 18). لذلك عندما استشهد الفريسيون بالناموس فيما يختص برجم الزانية حتى الموت، فقد لجأوا الى معيار كان يجله ويحترمه (مز 40: 8)، على الرغم أن انتشار الزنى قد جعل عقوبة الرجم حتى الموت عقوبه مهملة. وقد قال ربنا للفريسيين ان موسى يشكوهم (يو 5: 45)، أفليس غريبًا أنهم في اتهامهم للمرأة يلجأون لموسى؟ فسؤالهم « ماذا تقول أنت؟ » لم يكن يتضمن أنهم كانوا يحترمون تعليمه عن الناموس. كل ما كانوا يأملون أن يفعلوه أن يوقعوا يسوع في فخ الإدلاء بإجابة مضادة للناموس. فلو كان قد قال « لترجم » لبدت رقته وشفقته في التعامل مع الخطاة والمنحلين سرابًا خادعًا. ولو كان قد قال: « أخل سبيلها » لحدثت ثورة بين أولئك الذين على الرغم من انهم كانوا من أتباعه، الا انهم كانوا مع ذلك من المدافعين المخلصين لما علّم به موسى. ان مكر الحية القديمة، إبليس، كان وراء محاولة الفريسيين أن يجبروا ويتهموا المسيح، وكان بحاجة للحكمة للتعامل مع مثل هذا الموقف. ولكن الذي يستطيع ان يعرف ما في قلوب البشر، عرف كيف يجيب على سؤالهم، وقد فعل ذلك بنجاح – عن طرق الصمت، فانحنى على الارض وكتب في التراب حوله « كما لو لم يكن قد سمعهم »، ونتوقف هنا لنسأل سؤالين، وهما، لماذا انحنى؟ وماذا كتب باصبعه على الارض؟ لماذا انحنى؟ربما فعل ذلك مراعاة لمشاعر المرأة المذنبة، فثبت نظره على الأرض وليس عليها، يتحدث بطرس عن أناس لهم « عيون مملوءه فسقًا » (2 بط 2: 14)، ومثل هؤلاء قد ينظرون الى هذه المرأة التي تم افتضاح أمرها، ولكن كالقدوس صاحب القلب العطوف، فقد نظر بعيدًا عن المرأة الخائفة التي جاءوا بها الى حضرته. لقد شعرت بالإذلال بسبب العيون الكثيرة المثبتة عليها، ولكن ها هو صديق الخطاة الذي لم يكن مهتمًا بأي حب استطلاع مرضى، أحنى رأسه ونظر الى اسفل. سبب آخر لعمله هذا، ربما يدل على عدم استساغته لما عرض عليه من مهمة. إنه كان دائم التطلع الى السماء والحديث مع أبيه (متى 14: 19)، والنظر مباشرة الى بطرس والآخرين الذين أراد أن يمنحهم فضله (لو 22: 16)، ولكن عندما طلب منه أن يصدر حكمًا ضد نفس مذنبة أُسيء اليها بأكثر مما أساءت هي للآخرين، فإن كيانه كله يتنصل من مثل هذه المهمة (يو 3: 17، لو 9: 56، 12: 14) واذ جاء ليتمم الناموس، فإنه لا يستطيع أن يتجنبه الآن، وبذلك يتستر على خاطئة مقرة بما فعلته من ذنب أدانه الناموس بعدل. ما الذي كتبه على الأرض؟قيل ان هذه طريقة مضادة تدل على تجاهل متعمد. فقد تصرف يسوع بالتأكيد كما لو لم يكن قد سمع المشتكون على المرأة. فما الذي كتبه فعلاً باصبعه؟ نحن لا نعرف الاجابة على هذا السؤال. إنها أصبع الله التي كتبت الناموس (خر 31: 18). وربما كان يسوع يفكر في هذه الحقيقة وهو يكتب على الارض. وعندما انحنى في الهيكل ليكتب، فربما تذكر ربنا كيف أنه تنازل عن السماء حتى تعاد كتابة الناموس التي تم التعدي عليه، في هيكل كيان الإنسان. تعدت المرأة على الناموس ولكنه أكرمها. واذ حنق الفريسيون بسبب عدم المبالاة الظاهرة لدى المسيح، فإنهم ادركوا المعنى الرمزي لكتابته وطالبوا برد على سؤالهم. وكان ذلك الصمت الخطير أكثر مما يستطيعون احتماله، لأنه كان يتحدث بقوة تفوق كلماته. كان بطيئًا عند الغضب حتى مع المسترسلين في عنادهم وقسوة قلوبهم. وعندما نظر الى فوق وتكلم، فإنه لم يصدر حكمًا قضائيًا، ولكن ما سمعه الفريسيون أذهلهم « من كان منكم بلا خطية – أي نوع من الخطية التي ارتكبها الرجال مع مثل هذه المرأة، نفس الخطية التي أدانوها الفريسيون بها – فليرمها بحجر ». الشخص الوحيد الحاضر في ذلك اليوم بلا خطية من أي نوع، كان الرب نفسه، ولكنه لم يرميها بحجر أو يصدر حكما عما يجب ان يعمل مع المرأة كدور القاضي المدني او الكنسي. وإذ كان يؤجل إصدار أي حكم بشأن المرأة، فإنه انحنى الى اسفل مرة أخرى وكتب على الارض، وتكرار هذا العمل يدل على تصميمه على تجنب عمل القاضي. وما كتبه هذه المرة الثانية لا بد أنه تمت رؤيته من قبل المشتكين، فانسحبوا بعيدًا لئلا يكشف المزيد من خطاياهم. إحدى الترجمات القديمة تضيف الى العدد المتكرر (8: 8) الكلمات، « وكتب على الارض خطية كل واحد فيهم ». وبغض النظر عن نوعية الكتابة، فإن الفريسيين قد بكتتهم ضمائرهم، وابتدأوا من الشيوخ الى الآخرين يتركون يسوع والمرأة وحدها في الوسط. يقول متى هنري: « إن الذين تبكتهم ضمائرهم سوف يدانون من قبل قاضيهم اذا لم يكن فاديهم بديلاً عنهم ». إن رياء هؤلاء المشتكين، سواء على يسوع أو على المرأة قد افتضح! فقد أدينوا هنا كمرتكبين لنفيس الخطية التي ادانوا بها المراة. لم يكن أي واحد منهم بريئًا من خطية الزنى التي أدانوا بها المرأة، حتى الشيخ الذي كان وسطهم. تبرئتهاعندما رفع يسوع نظره عن الأرض للمرة الثانية، لم ير أحدًا سوى المرأة. كان يمكنها أن تهرب كما ترك الفريسيون الذين شعروا بالتبكيت الهيكل في خجل، ولكنها شعرت كما لو كانت مقيدة لتبقى مع الشخص الذي أصبح محاميًا ومنقذًا لها. والآن، بعد أن واجهها يسوع سألها: « أين المشتكون عليك؟ أما دانك أحد؟ » فأجابت المراة ببساطة: « لا أحد يا سيد ». لقد عرفت أنه الشخص الوحيد الذي له الحق في أن يصدر حكمًا عليها، ولكنها لم تحاول ان تبرئ أو تدافع عن نفسها، ولم تطلب الرحمة الالهية والغفران. لقد عرف كل شيء عنها، ولذلك فقد دعته بكل احترام بالقول: « يا سيد ». ثم صدرت الكلمة التي كان يتوق قلبها لسماعها « ولا أنا أدينك، اذهبي ولا تخطئي أيضًا ». إن المشتكين الذين غادروا المكان للتو لم يستطيعوا ان يدينوها، ولم يدنها يسوع أيضًا. « اذهبي ولا تخطئي » أو « لا تكوني خاطئة مرة أخرى »، وهو قول يتفق مع غرضه في انقاذ الخطاة من خطيتهم. وعلى الرغم من أنه لم يكن هناك دليل على الغفران أو السلام، كما في حالة آخرين (متى 9: 2، لو 7: 48) إلا اننا نعتقد انها مضت، وفي طاعة لأمر المسيح دخلت حياة جديدة من الصفح والسلام والطهارة. فالحياة الملوثة القديمة قد مضت واصبحت خليقة جديدة. ويكون من الشيق ان نعرف المزيد عن هذه المرأة. ونحن ملتزمون أن نستنبط هذه الدروس الظاهرة من القصة ألا وهي أن لا نبطئ في إصدار الأحكام على خطايا الآخرين، وأن ندين كل خطية في حياتنا وأن نعلن لكل خاطئ غفران الله. |
||||
27 - 01 - 2015, 04:10 PM | رقم المشاركة : ( 7246 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الخط الزمني للتاريخ المسيحي في الأراضي المقدسة
لينغا - الخط الزمني لتاريخ المسيحيين في الاراضي المقدسة، منذ موت وقيامة الرب يسوع المسيح الى ايامنا هذه. كنيسة القيامة Wikimedia Commons الحكم الروماني (63 قبل الميلاد – 324 م)30-33 موت وقيامة الرب يسوع المسيح. الحكم البيزنطي (324م – 638م)66 التمرد اليهودي يشعل حربا مع الرومان، والمسيحيون ينزحون عن المدينة. التمرد فشل فشلا ذريعا وقادته قتلوا او أسروا. 70 الجيش الروماني بقيادة تيطُس يدمّر مدينة أورشليم والمعبد اليهودي (هيكل سليمان). 132 – 135 بار كوخبا يقود التمرد الثاني لليهود في الاراضي المقدسة ضد الامبراطورية الرومانية ايام القيصر ادريانوس (هدريان). 135 القيصر هدريان ينتصر على اليهود ويطردهم من مدينة اورشليم، ويعطيها اسما جديدا وهو ايليا كابيتولينا (Aelia Capitolina). بناء معبد وثني على موقع قبر المسيح الفارغ. 313 مرسوم ميلانو الذي يعلن حياد الامبراطورية الرومانية بشؤون العبادة يُنهي اضطهاد المسيحيين في الأراضي المقدسة. نالت الكنيسة الحرية واعترف الامبراطور قسطنطين بها رسميًا وأعاد أملاك الكنيسة المصادرة. 324 قسطنطين يوحّد الامبراطورية المنقسمة ويصبح الحاكم الوحيد في الامبراطورية الرومانية ويقرر تحويل العاصمة من روما الى القسطنطينية. الحكم العربي المبكر (638م – 1099م)325 يوسابيوس اسقف قيصرية يسجل وقائع تاريخ الكنيسة، كان مداومًا في مجمع نيقية المعروف بالمجمع المسكوني الأول. 326 يأمر الامبراطور قسطنطين ببناء كنيسة القيامة وباشرت والدته القديسة هيلانه بالاعمال. المعبد الوثني الذي بني من اجل القضاء على موقع قبر المسيح ادى في الحقيقة الى الحفاظ عليه. الحفريات تكشف القبر وايجاد قطعة من الصليب. 326 - 328 القديسة هيلانه تزور فلسطين وتبني الكنائس. 333 مسافر/حاج بوردو (لقب احد المسافرين المجهولين) يزور فلسطين ويحتفظ بيوميات السفر. يصف في يومياته رحلة الحج الى الاراضي المقدسة وهو احد المصادر القليلة لوصف البلاد وبشكل خاص مدينة اورشليم في بداية القرن الرابع. 335 تكريس كنيسة القيامة للعبادة. 337 وفاة الامبراطور قسطنطين. يوسابيوس ينشر حياة قسطنطين. 339 الانتهاء من بناء كاتدرائية المهد الاصلية في بيت لحم فوق المغارة التي ولد فيها الرب يسوع المسيح. 348 – 387 سيريل يصبح مطرانا لاورشليم. 362 – 365 الامبراطور يوليانوس المرتد (يوليان) الروماني يحاول اعادة احياء العبادة الوثنية ووعد ببناء الهيكل اليهودي. 373 القديس ميلانيا الاكبر أوجد مجتمعات تقشف وتنسّك الرهبنة في جبل الزيتون. 384 – 386 القديس جيروم (من أعظم المفسرين الغربيين للكتاب المقدس) يستقر في بيت لحم، وبولا (امرأة رومانية غنية) تبني ديرين احدهما للنساء تقوم هي بادارته واخر للرجال يرأسه القديس جيروم المعروف ايضا بالقديس ايرونيموس، تزايد فيه حبه للقراءة والكتابة. 384 – 387 الرحالة ايجيريا يصل الى الاراضي المقدسة ويوثق رحلته بالتفصيل بسلسلة من الرسائل اللاتينية واللاتينية الشعبية. 391 الامبراطور ثيودوسيوس يصدر مرسومًا ببطلان العبادة الوثنية ويجعل المسيحية الديانة الرسمية للامبراطورية الرومانية. 400 الحاخامات اليهود في طبريا يجمعون التلمود اليروشلمي الذي يسمى ايضا تلمود أرض اسرائيل. 405 الراهب ايثيميوس (من ارمينيا) يستقر في صحراء يهودا. من أهم الرهبان المفكرين ومؤسس لعدة أديرة. 410 القوط الغربيين يهاجمون روما التي احتفظت باسم المدينة الخالدة والمركز الروحي للامبراطورية. القديس جيروم الذي كان يسكن في بيت لحم كتب: "المدينة التي احتلت العالم كله تم احتلالها". 443 استقالة الامبراطورة اودوكيا واستقرت في اورشليم، عملت على تطوير المدينة وأسوارها. 451 مجمع خلقيدونية ينقسم ويؤدي الانشقاق الى ابتعاد الكنائس الشرقية المتمثلة بالكنائس القبطية والارمنية والسريانية عن الشراكة مع الكنيستين الرومانية والبيزنطية. 516 مار سابا (تلميذ ايثيميوس) ورهبان فلسطين يجتمعون لدعم مجمع خلقيدونية. 527 – 565 فلسطين البيزنطية تصل الى ذروتها في عهد الامبراطور جستينيان. 555 – 558 كيرلس سكيثوبولس يكتب عن حياة الرهبان في فلسطين. 614 الفرس يحتلون اورشليم. 630 الامبراطور هرقل البيزنطي يغزو بلاد الفرس ويسترد الصليب الحقيقي ويعيده الى اورشليم. 639 تسليم اورشليم الى الخليفة عمر بن الخطاب. الحكم الصليبي (1099م – 1291م)691 الخليفة عبد الملك بن مروان يبني مسجد قبة الصخرة. 716 يوحنا الدمشقي يصبح راهبا متنسكا في دير القديس سابا، حيث كتب اهم كتب الدفاعيات، واحدة من اولى انتقادات المسيحية للاسلام. 1009 الخليفة الاسلامي الحكيم يضطهد المسيحيين ويدمر الكنائس، بما في ذلك كنيسة القبر المقدس في القدس. 1071 السلاجقة الاتراك يستولون على القدس. 1095 البابا أوربانوس الثاني يدعو الى الحملة الصليبية الأولى. 1099 الصليبيون يحتلون القدس. المماليك (1260 – 1517)1187 الخليفة الاسلامي صلاح الدين يحتل القدس. 1291 طرد الصليبيين من الاراضي المقدسة. 1260 مماليك القاهرة يقهرون الفلسطينيين والمعاقل الصليبية. الحكم العثماني (1517 - 1917)1335 عودة الفرنسيسكان الى القدس لخدمة احتياجات الحجاج المسيحيين. 1517 العثمانيون الاتراك يحتلون القدس. الحكم البريطاني (1917 – 1948)1537 – 1542 سليمان القانوني يعيد بناء أسوار القدس ويتولى العديد من المشاريع الاعمارية الاخرى. 1852 مرسوم اسلامي يحدد في "الامر الواقع" على ملكية القبر المقدس. 1880+ لاجئون يهود من روسيا ومن دول اوروبية اخرى يستوطنون في فلسطين. 1897 انعقاد المؤتمر الصهيوني الأول في بازل. 1917 وعد بلفور يدعم المجتمع اليهودي في فلسطين. بريطانيا احتلت القدس خلال الحرب العالمية الأولى. اسرائيل الحديثة (1948 - )1923 يبدأ الانتداب البريطاني على فلسطين. 1948 انسحاب بريطانيا. دافيد بن غوريون يعلن اقامة دولة اسرائيل اليهودية؛ بداية أول حرب عربية اسرائيلية. 1967 حرب الايام الستة التي شملت ايضا مدينة القدس. |
||||
27 - 01 - 2015, 04:15 PM | رقم المشاركة : ( 7247 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
طوبى للودعاء
طُوبَى لِلْوُدَعَاءِ، لأَنَّهُمْ يَرِثُونَ الأَرْضَ. (مت 6 : 6) الوداعة في هذه الأيام عملة نادرة لا تراها كثيرًا، بل أقول قد لا تراها إلا نادرًا، فالوديع هو شخص ليس متكبر ويعمل مع التواضع " تَوَاضُعُ الرُّوحِ مَعَ الْوُدَعَاءِ خَيْرٌ مِنْ قَسْمِ الْغَنِيمَةِ مَعَ الْمُتَكَبِّرِينَ (أم 16: 19) فالمتكبر لا يتفق مع الوديع ولا يسيران معًا أو يتلاقيا، الوديع قادر على تقبل جميع الفئات والشخصيات، فهي شخصية غير نافرة لمن حولها، بل أقول إنها شخصية جذابة لمن حولها، فالذين يبتعدون عنها هم فئة المتكبرون، الذين يريدون أن يرتفعوا على حساب الغير، والذين لهم الذات في مستوى الطغيان على الأنفس ولا يستريحوا إلا في أماكن من المدح والتعظيم والتحكم في الآخرين، أما الوديع فهو شخص متواضع جدًا ومحب لخدمة الغير، ويرفع الكل وقادر على التضحية من أجل إسعاد الآخرين. كلمة وديع في اللغة اليونانية " πραΰ́ς وتنطق 'prah-ooce ـ براه أوس " وأتت في العهد القديم بمعنى " حليمًا The meek " كما جاء عن موسى " وَأَمَّا الرَّجُلُ مُوسَى فَكَانَ حَلِيمًا جِدًّا أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ النَّاسِ الَّذِينَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ. " (العدد 12: 3) فإذا نظرنا لموسى نجده كان يتمتع بالصبر وطول الأناة والمحبة لشعب الرب، فهذا هو الحليم أو الوديع. بركات الوديع:1 - الاستجابة السريعة: للوديع مستوى من البركات أهما: وقت الشدة والألم يستمع له الرب سريعًا " تَأَوُّهَ الْوُدَعَاءِ قَدْ سَمِعْتَ يَا رَبُّ. تُثَبِّتُ قُلُوبَهُمْ. تُمِيلُ أُذُنَكَ " (مز 10: 17). فالاستجابة السريعة لتنهداته وصلواته تجعله شخصًا له من الثقل الروحي كيان مقترن بمعرفة ذاته وإمكانياته وحدود معاملاته من الله والناس، فالثقة التي له مدعمة من إلهه، نتيجة هذه العلاقة الحميمة التي بنيت بينه وبين إلهه على أساس الوداعة. 2 - الشبع الدائم: للوديع حياة الشبع الدائم " يَأْكُلُ الْوُدَعَاءُ وَيَشْبَعُونَ. يُسَبِّحُ الرَّبَّ طَالِبُوهُ. تَحْيَا قُلُوبُكُمْ إِلَى الأَبَدِ. (مز 22: 26). دائما تجده في مستوى الشبع، حتى وإن كان الواقع يقول عكس الإيمان " فَمَعَ أَنَّهُ لاَ يُزْهِرُ التِّينُ، وَلاَ يَكُونُ حَمْلٌ فِي الْكُرُومِ. يَكْذِبُ عَمَلُ الزَّيْتُونَةِ، وَالْحُقُولُ لاَ تَصْنَعُ طَعَامًا. يَنْقَطِعُ الْغَنَمُ مِنَ الْحَظِيرَةِ، وَلاَ بَقَرَ فِي الْمَذَاوِدِ، فَإِنِّي أَبْتَهِجُ بِالرَّبِّ وَأَفْرَحُ بِإِلهِ خَلاَصِي. اَلرَّبُّ السَّيِّدُ قُوَّتِي، وَيَجْعَلُ قَدَمَيَّ كَالأَيَائِلِ، وَيُمَشِّينِي عَلَى مُرْتَفَعَاتِي. لِرَئِيسِ الْمُغَنِّينَ عَلَى آلاَتِي ذَوَاتِ الأَوْتَارِ. " (حبقوق 3: 17 ـ 19). هذا المستوى لا يأتي من فراغ، فإنه يأتي من شخص ممتلئ بالرب جدا، وله علاقة حميمة مع الرب، ويمتلك من ثمر الروح الكثير والكثير " وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: مَحَبَّةٌ فَرَحٌ سَلاَمٌ، طُولُ أَنَاةٍ لُطْفٌ صَلاَحٌ، إِيمَانٌ وَدَاعَةٌ "Meek" تَعَفُّفٌ. ضِدَّ أَمْثَالِ هذِهِ لَيْسَ نَامُوسٌ. وَلكِنَّ الَّذِينَ هُمْ لِلْمَسِيحِ قَدْ صَلَبُوا الْجَسَدَ مَعَ الأَهْوَاءِ وَالشَّهَوَاتِ. " (غلا 5: 22، 23). فالوديع محب ولطيف وصبور ودائما فرح، فلا وداعة بدون محبة، فهل أنت مؤمن وديع؟ الوديع له حياة السلامة والاطمئنان الداخلي " أَمَّا الْوُدَعَاءُ فَيَرِثُونَ الأَرْضَ، وَيَتَلَذَّذُونَ فِي كَثْرَةِ السَّلاَمَةِ. " (مز 37: 11). موضوع الوديع يرث الأرض تعني أنه محبوب من الجميع وله ما لغيره، فالكل يسمع له ويتمنى خدمته لأنه خادم للكل. 3 - الأجواء الروحية مفتوحة للوديع: الأجواء الروحية تحمل مستوى الفهم والإدراك الروحي، فالحق إدراك روحي ومن الدوائر التي تخدم الودعاء " يُدَرِّبُ الْوُدَعَاءَ فِي الْحَقِّ، وَيُعَلِّمُ الْوُدَعَاءَ طُرُقَهُ " (مز 25: 9). الوديع له فرصة معرفة أمور الله وإعلاناته، هذا لأن قلبه مستقيم ولا يحمل داخله ضغينة تجاه الآخرين، هو القادر أن يحمل نير الرب ويكون مستريح القلب " اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي، لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ، فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ. " (مت 11: 29). فالمسيح كان وديعًا لذلك حمل نير ومسئولية ما للأب السماوي، ودعي الجميع ليتعلموا منه. 4 - الوديع له كل درجات الحماية: الحماية الإلهية من أهم المواضيع التي تشغل تفكير الجميع، فالكل يريد أن يكون محمي روحيًا ونفسيًا وجسديًا، وللحماية قوانينها يعوزنا الوقت لنكتب عنها. ليعلم القارئ العزيز أنه توجد حماية عامة للجميع وحماية خاصة لشعب الله، فالله وضع العالم في قوانين طبيعية للحماية، فالكون له حماية عندما قام الله بتكوينه فوضع كل شيء في مداره ومكانه بقانون ونظام فالكل يتحرك داخل هذا النظام ويتمتع بحمايته، كذلك الإنسان خُلق داخل هذه المنظومة وأعطاه الرب الحرية في الطبيعة، فإن احترم قوانينها احترمته وإن كسر قوانينها أهانته بل قد ينال من أذيتها، فقانون الجاذبية يجب أن يحترم ويقدر في حياتنا، فإن لم نحترمه وكسرناه قد نخسر الكثير، وهكذا في جميع أنواع القوانين، للغطس في البحار والمحيطات قوانين يجب أن تؤخذ في الاعتبار ليعيش الإنسان في سلام وأمان. أيضًا في الأمور الروحية قوانين فالمؤمن الذي يعيش في كمال المسيح وبقداسة ووداعة تعمل الملائكة لحمايته ويعمل الله لرفعته ويجازي الأشرار الذين يريدون أذيته " الرَّبُّ يَرْفَعُ الْوُدَعَاءَ، وَيَضَعُ الأَشْرَارَ إِلَى الأَرْضِ " (مز 147: 6). المؤمن والمؤمنة الذين لهما " زِينَةَ الرُّوحِ الْوَدِيعِ الْهَادِئِ " (1 بط 3: 4) له من البركات الروحية والحماية الإلهية التي تجعله في خدمة الرب مرفوع. |
||||
27 - 01 - 2015, 04:20 PM | رقم المشاركة : ( 7248 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أبواق موديل 2015
انشغل كثير من الناس مؤخرًا بموضوع الأبواق التي تُسمع أصواتها في أماكن متعدّدة في العالم. طبعًا أنا كإنسان لا أعلم بالتحديد إن كانت هذه الأصوات من الله أم ناشئة من ظواهر طبيعية كالعواصف والرعود، أم من مصدر آخر. بسبب اهتمام الكثيرين بأمر الأبواق، دعونا نستعرضه باختصار، وأقول هنا أن الهدف ليس طرحًا لفهمي العقائدي لموضوع الأخرويات (الأحداث المستقبلية)، بل محاولة توضيح لموضوع الأبواق لفائدة الكثيرين. كانت الأبواق تستخدم قديمًا للإعلانات المختلفة كتنظيم طوابير الجيوش وبعدها لتحركهم تجاه الأعداء. استُخدم البوق أيضًا عندما أعطى الرب الناموس لموسى النبي (سفر الخروج 19: 16- 19) وبعدها في سنة اليوبيل ( سفر اللاويين 25: 8- 9) وفي أيام الأعياد ورؤوس الشهور وكذلك لاجتماع القادة ولارتحال المحلاّت في العهد القديم ( سفر العدد 10: 1- 10). البوق الأخيرطبعًا لا يمكن أن ننسى أهم الأبواق وهو البوق الأخير أو بوق الله، الذي يتم به استدعاء جميع المؤمنين بالمسيح الراقدين والأحياء. إنه نداء الله الأخير الذي بأمره، يُخطف جميع القديسين عبر العصور ويلتقون بالرب في لحظة في طرفة عين (رسالة كورنثوس الأولى 15: 52؛ رسالة تسالونيكي الأولى 4: 16). تقول ترنيمة قديمة: عمّا قريب ٍ يدوي بوقٌ ويهتف جـندُ السماءْ يسوع آت ٍ بجـلالـه هيا اصعدوا إلى الهواء كل ّ مؤمن ينتظر المسيح وليس البوق، فماذا تنتظر أنت؟؟ سيأتي ربّ المجد يسوع ليأخذ كل المؤمنين به عبر العصور من العالم، فهل ستأتي معنا، أم ستبقى لتسمع وتحتمل بقية الأبواق المرعبة؟؟ أبواق مستقبليةفي المستقبل سوف تنصبّ على العالم الذي رفض المسيح إحدى وعشرون ضربة، منها سبعة تسمّى الأبواق وهي نوعية خاصة من الغضب الإلهي، تنفذها الملائكة بأمر الله وتقع على سكان الأرض. عندما يُضرَب البوق الأول ستحترق ثلث الأشجار وكل عشبٍ أخضر وفي الثاني يصير ثلث البحر دمًا فتموت ثلث الخلائق التي فيه ويباد ثلث السفن. في البوق الثالث يسقط كوكب عظيم من السماء ويقع على ثلث الأنهار وعلى ينابيع المياه فتصير مُرّة ويموت كثير من الناس من مرارتها. في البوق الرابع يضرب ثلث الشمس وثلث القمر وثلث النجوم فيظلم ثلثها. الأبواق الثلاثة الأخيرة تسمّى ويلات وهي رهيبة في تفاصيلها، إنها أبواق مرعبة في معناها الحرفي فكم بالحري إن كانت رموزًا تشير الى انتشار الخراب روحيًا واخلاقيًا. بوق الرقيب: شخصية هامة في العهد القديم هي الرقيب الذي كان عليه أن ينفخ بالبوق لتحذير الشعب وانقاذهم من الخطر. "إن أخذ شعب الأرض رجلاً من بينهم وجعلوه رقيبا لهم، فإذا رأى السيف مقبلا على الأرض نفخ في البوق وحذر الشعب، وسمع السامع صوت البوق ولم يتحذر، فجاء السيف وأخذه، فدمه يكون على رأسه. سمع صوت البوق ولم يتحذر، فدمه يكون على نفسه. لو تحذر لخلص نفسه. فإن رأى الرقيب السيف مقبلا ولم ينفخ في البوق ولم يتحذر الشعب، فجاء السيف وأخذ نفسا منهم، فهو قد أخذ بذنبه، أما دمه فمن يد الرقيب أطلبه. وأنت يا ابن آدم، فقد جعلتك رقيبا لبيت إسرائيل، فتسمع الكلام من فمي، وتحذرهم من قبلي... " (سفرحزقيال 33: 2- 7). إن كنت مؤمنًا حقيقيًا بالمسيح فأنت رقيب تعلن صوت الله ونداءه للخطاة أن يرجعوا إليه ولا يسيروا نحو الهلاك. الشهادة للرب هي مسؤولية كل واحد منّا وعلينا أن نقدّرها ولا نقصّر فيها لأننا سوف نعطي عنها حسابًا. قبل سنوات اشترى مني أحد أصدقائي سيارة وبعد أيام أتصل بي قائلاً: السيارة جيّدة لكن الزامور (بوق السيارة) لم يكن يعمل. كان السبب أني لا أستعمل البوق، فأصابه الصدأ من الداخل دون أن أعلم. اخوتي واخواتي، ألم ينغمس البعض منّا في بحر هذا العالم حتى نسينا أننا في العالم ولكن لسنا من العالم ، نسينا أن الله ائتمننا على بوقه التحذيري ومرّت سنوات حتى "صدأت" شهادتنا؟؟ إن كان الناس اليوم يسمعون أصوات أبواق ويتباحثون حولها، أليست هذه خير فرصة لكي نسمعهم صوت البوق الحقيقي، ليتنا نفعل؟ |
||||
27 - 01 - 2015, 04:25 PM | رقم المشاركة : ( 7249 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مُعضلة الألم (4) لماذا يجب أن نجتاز الألم؟
لقد تعلمنا في المقال السابق (3)، أن الله طرح حلولا شاملة تشمل كل آلام الروح، والجزء الأكبر من آلام النفس من جهة علاقة الإنسان مع الله. في هذا المقال، سنتعلم عن الجزء الذي سمح الله أن نجتازه؛ وهل فداء المسيح يعمل فرق في اجتيازه؟ ولماذا؟ جوانب من الألم تحل علينا، حتى بعد الفداء:موت الجسد: إن الإنسان الطبيعي لا يدرك في وعيه أنه في هذه الحياة، كل خطوة يخطوها لأجل الحياة في هذا الجسد المائت، هي في الحقيقة خطوة باتجاه الموت. لكن للإنسان المؤمن بالمسيح، كل خطوة يخطوها نحو الحياة، هي خطوة تقربه للحياة الحقيقية وليس إلى الموت؛ وهذه الحياة هي الأفضل (يوحنا 10: 10). وللذين قبلوا كفارة المسيح، الموت الجسدي لن يصيبهم كالباقين، بل الكتاب يوضح أنهم سينامون؛ أي يرقدون. وذلك لأن موت المسيح الذي ماته عنهم، جعل الله يحسبهم من ناحية قانونية قد ماتوا معه: "14 ... إِذْ نَحْنُ نَحْسِبُ هَذَا: أَنَّهُ إِنْ كَانَ وَاحِدٌ قَدْ مَاتَ لأَجْلِ الْجَمِيعِ. فَالْجَمِيعُ إِذاً مَاتُوا." 2 كورنثوس 5؛ أيضًا "11 كَذَلِكَ أَنْتُمْ أَيْضاً احْسِبُوا أَنْفُسَكُمْ أَمْوَاتاً عَنِ الْخَطِيَّةِ وَلَكِنْ أَحْيَاءً لِلَّهِ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا." رومية 6. لذلك الوحي، عندما نموت، يعتبرنا قد نمنا ولم نمت كموت أهل العالم؛ فيقول: "14 لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا نُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ مَاتَ وَقَامَ، فَكَذَلِكَ الرَّاقِدُونَ بِيَسُوعَ سَيُحْضِرُهُمُ اللهُ أَيْضاً مَعَهُ." 1 تسالونيكي 4. فعندما يذكر الوحي قضية موت المسيح ("أبوثنِسيكو" في اليونانية)، لا يَقًل: "كذلك الذين ماتوا في المسيح" بل يقول: "الراقدون" ("كْويماوو" أي الذين ناموا)؛ فيستخدم كلمة أخرى في اليونانية تختلف عن الكلمة الأولى؛ لأن الله يعتبر أن كل إنسان مؤمن بالمسيح، من ناحية قانونية قد اجتاز الموت؛ فحررنا من خوف الموت، لأننا اجتزناه بموت جسد المسيح عنا. كيف ممكن أن نقبل هذه الحقيقة الغريبة والصعبة؟ فنحن نموت مثلنا مثل باقي الناس؟؟ نقبلها بالإيمان بكلمة الله معطي الحياة؛ والكتاب لا يقصد من هذا أننا لسنا نموت كباقي البشر من الناحية البيولوجية؛ بل من ناحية أرواحنا وأنفسنا، من اللحظة التي يموت فيها الجسد بيولوجيًا، ننتقل لعالمنا الحقيقي عند الرب بالروح والنفس. فليس لعذاب الموت أي سلطان علينا، لذلك يجب أن لا نتألم أو نخاف من مواجهة الموت أبدًا، كما يؤكد الوحي: "13... لِكَيْ لاَ تَحْزَنُوا كَالْبَاقِينَ الَّذِينَ لاَ رَجَاءَ لَهُمْ" 1 تسالونيكي 4. من جهة: عذاب الاختيار والمرض والضعف: من جهة عذاب الاختيار، لا زلنا نعيش تحت الضغط النفسي لضرورة الاختيار المستمر ما بين الخير والشر الذي وضعنا فيه آدم؛ والذي سوف لا نتخلص منه طالما لا زلنا نعيش في هذا العالم الساقط والجسد المائت (التي تسكن به الخطية). لكننا سنتحرر منه عندما نتقابل مع المسيح عند مجيئه الثاني، ونتغير؛ عندها " 53 .. هَذَا [الجسد] الْفَاسِدَ لاَ بُدَّ أَنْ يَلْبَسَ عَدَمَ فَسَادٍ وَهَذَا الْمَائِتَ يَلْبَسُ عَدَمَ مَوْتٍ" 1 كورنثوس 15. وهكذا سنأخذ من الله باقي ميراثنا، وهو النفس الكاملة التي تشتهي، تفكر، تدرك وتشعر، بحسب إرادة الله؛ والجسد الكامل الذي لا يمرض ولا يموت (أما الروح، فقد أخذناها سلفًا على الأرض، كما قلنا سابقًا؛ وهي ستبقى معنا كما هي، إلى الأبد). كذلك المرض وضعف الجسد وآلامه، سيستمر معنا إلى ذلك اليوم. أيضًا الحاجة لأن نتعب لكي نعيش، كما أيضًا قال الله: " 17 ... بِالتَّعَبِ تَأْكُلُ مِنْهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ" تكوين 3. لكن في نفس الوقت، الله أبونا ويحثنا أن لا نعيش مهمومين من جهة الضغط النفسي لضرورة تسديد احتياجاتنا: " 25 لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ تَهْتَمُّوا لِحَيَاتِكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَبِمَا تَشْرَبُونَ وَلاَ لأَجْسَادِكُمْ بِمَا تَلْبَسُونَ... 31 فَلاَ تَهْتَمُّوا قَائِلِينَ: مَاذَا نَأْكُلُ أَوْ مَاذَا نَشْرَبُ أَوْ مَاذَا نَلْبَسُ؟ 32 فَإِنَّ هَذِهِ كُلَّهَا تَطْلُبُهَا الأُمَمُ. لأَنَّ أَبَاكُمُ السَّمَاوِيَّ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى هَذِهِ كُلِّهَا. 33 لَكِنِ اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللَّهِ وَبِرَّهُ وَهَذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ" متى 6. لكن يبدو من ما سبق؛ أن جزء كبير من الآلام، نجتازه مثل غير المؤمنين!! فهل نفهم من هذا، أن فداء المسيح من جهة آلام الاختيار، المرض، الضعف...، لم يُحدث الفداء فيها أي تغيير؟ ألم يضف عليه المسيح أيضًا آلام أخرى مصحوبة باتِّبَاعه، مثل الاضطهاد؟ فعلا الكثير من المؤمنين يشعرون أن الفداء لم يحل مشكلة الألم، بل زاد عليها (الاضطهاد)!! لكن الكتاب كما وضحنا سابقًا، أكد أن كفارة المسيح قد وضعت حلاً لكل آلام الروح، وجزء كبير من آلام النفس المختصة في علاقتنا مع الله؛ أمَّا الجانب الآخر، فافتداه المسيح من ألم كنتيجة للتمرد على الله، إلى ألم كنتيجة لطاعة الله – آلام المسيح. فيجب أن ندرك محطتين للألم هامتين في الخليقة: آدم: الذي أدخل الألم، كنتيجة للتمرد على الله. المسيح (آدم الأخير): الذي افتدى ألم آدم الأول، من ألم بسبب التمرد على الله، إلى ألم بسبب طاعة الله. إذا عندما نقبل يد الله الممتدة لنا، من خلال كفارة المسيح؛ يفتدي المسيح آلامنا، من آلام بسبب رفض الله لآلام بسبب تبعية الله. وهي آلام محبة الله المنسكبة فيها؛ التي تقتضي علينا، أن نتألم لأجل العالم الساقط لكي يتصالح مع الله، كسفراء صالحين للمسيح (2 كورنثوس 5: 20). فتصبح آلامنا مع المسيح هي امتياز ومصدر فرح لنا؛ لأنها مثمرة ثمر حياة في هذا العالم؛ بدلا من آلام العالم التي تنتج موتًا. إذا كان الله عالمٌ أن آدم سيأخذ هذا القرار، فلماذا خلقه إذًا ؟ لا يمكن أن يخلق الله الإنسان على صورته ومثاله، ويجرده من الإرادة الحرة في نفس الوقت؛ أو أن يخلقه دون أن يوكله بسلطان وسيادة معينة كألله. فالاحتمال الثاني هو أن يخلق الإنسان خالٍ من الإرادة الحرة والسلطان، وينقاد فقط بالغريزة؛ وبالتالي سوف لا يختلف عن الحيوان أبدًا. إن هذا كان أيضًا احتمال، لكن الله قرر أن يخلقنا على صورته، ومع إرادة روحية حرة؛ ويخطط بشكل مسبق لافتداء الإنسان بعدما يأخذ هذا القرار الخاطئ. وهذا فعلاً ما فعلة الله قبل أن يخلق آدم؛ حيث سبق ووضع الحل لخطيته حتى قبل أن يُخطئ وقبل أن يخلقه. فالكتاب يؤكد أن دم يسوع المسيح معروف قبل خلق آدم: "19... دَمِ الْمَسِيحِ، 20 مَعْرُوفًا سَابِقًا قَبْلَ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، وَلكِنْ قَدْ أُظْهِرَ فِي الأَزْمِنَةِ الأَخِيرَةِ مِنْ أَجْلِكُمْ" 1 بطرس 1. وحتى الكتاب يتكلم عن ذبيحة المسيح التي قُدِّمت بحسب خطة الله، من قبل تأسيس العالم (رؤيا 13: 8). لماذا لا يتدخل الله في الخليقة وينهي الظلم والألم؟ إن السائل، من خلال السؤال، يقدم افتراضين خاطئين: الأول؛ يفترض أن الله لا يريد أن ينهي الألم والظلم على الأرض. الثاني؛ هو أنه يفترض أنه لا توجد لله خطة واضحة ومدروسة لإنهاء الألم والظلم على الأرض. فهذان الافتراضان غير صحيحان البتة؛ فللَّه خطة واضحة وضحها في كتابه، لإنهاء الألم والشر على الأرض. لذلك السؤال المطروح أعلاه خطأ، فيجب أن يكون السؤال: لماذا لا ينهي الله الألم في الخليقة الآن؟ أو لماذا لم ينهيه عندما جاء المسيح؟ أو حالاً بعدما أخطأ آدم؟ توجد لله خطة مدروسة كاملة لإنهاء الألم والظلم الذي أدخله آدم على هذه الأرض؛ والله قد أخَّرَ تلك الخطة، لكي لا يهلك أناس. أحيانًا ننسى أن إنهاء الألم والظلم، مرتبط بتحديد مؤسف لمصير مليارات من الناس الأشرار على الأرض. لكن الله يُحب جيمعهم، ويريد أن يعطيهم فرصة لآخر لحظة: "9 لاَ يَتَبَاطَأُ الرَّبُّ عَنْ وَعْدِهِ كَمَا يَحْسِبُ قَوْمٌ التَّبَاطُؤَ، لكِنَّهُ يَتَأَنَّى عَلَيْنَا، وَهُوَ لاَ يَشَاءُ أَنْ يَهْلِكَ أُنَاسٌ، بَلْ أَنْ يُقْبِلَ الْجَمِيعُ إِلَى التَّوْبَةِ" 1 بطرس 3. والله يريد أن يُخَلِّص الجميع: " 3 لأَنَّ هذَا حَسَنٌ وَمَقْبُولٌ لَدَى مُخَلِّصِنَا اللهِ، 4 الَّذِي يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ، وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ" 1 تيموثاوس 2. إذًا ما يبدو بحسب منطقنا البشري بتباطؤ من الله لإنهاء الظلم؛ هو ليس كذلك، بل سببه هو أن الله لا يريد أن يهلك أناس، بل أن يقبل الجميع إلى التوبة. تمت هذه السلسلة بنعمة الله، وأرجو من الزوار أن يطرحوا أي سؤال لم يتم التعامل معه في الحلقات السابقة، لكي أكتب عنه إن شاء الله. |
||||
27 - 01 - 2015, 04:28 PM | رقم المشاركة : ( 7250 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مُعضلة الألم (3) الحلول التي قدمها الفداء لآلام الإنسان
لكي نتعامل مع هذا الموضوع، سنرجع إلى تفصيل ماهية الألم الذي أورده سفر التكوين الأصحاح الثالث، كما ورد في المقال السابق؛ ونرى كيف تعامل الله مع كل تأثيرات الألم على الروح والنفس المذكورة في نفس المقال؛ ونرى الحلول التي طرحها للألم، من خلال فداء المسيح، في هذه المرحلة من حياة الإنسان. إن معظم أركان الألم على النفس وعلى الروح، تعامل معها الله؛ لذلك في هذا المقال سنبدأ في جميع الآلام التي وضع لها الله حلاً من خلال الفداء؛ من جهة الروح والنفس. وفي المقال القادم، سنستعرض أيضًا ما تبقى لنا من آلام يجب أن نجتازها، كوننا نعيش في عالم ساقط وجسد مائت تسكن فيه الخطية. وما هو الهدف من سماح الله لنا لنجتاز الآلام المتبقية؟ الحلول لآلام الروح:تكلمنا في المقال السابق عن حالة العُري التي حالا امتلكت آدم وحواء، بعدما قررا بأن يُخرجا الله من حياتهما، عن طريق التمرد عليه؛ وقلنا أنها تُجَسِّد حالة عدم الاكتفاء والنقص الباطني الدفين في حياة البشر؛ وهي أحد أبرز العوامل لآلام الإنسان. فالمسيح، من خلال كفارته، قد ألبس الإنسان ذلك الثوب من جديد، وأرجع الله للإنسان كمال الروح من جديد. لذلك عندما يكون الإنسان في السماء، سوف لا يتغير أي شيء بخصوص روحه أبدًا. فبكمال روح الإنسان واتحاده مع روح الله، قد نال الإنسان عربون كمال أقنوم من أقانيمه، وهو أقنوم الروح البشري الكامل (أفسس 1: 13-14). فإذا أخطأ الإنسان، لا يمكن أن تتلوث روحه المقدسة أبدًا، لأنها المسيح فينا ( كولوسي 1: 27)؛ ولا يمكن أن يطرأ أي تغيير على المسيح القدوس الحال فينا بالروح القدس؛ ومن أسماء الروح الجديدة المتحدة مع روح الله التي فينا هي: ملكوت الله (لوقا 17: 21)؛ الإنسان الباطن (رومية 7: 22)؛ الحياة (رومية 8: 10)؛ الخليقة الجديدة (2 كورنثوس 5: 17). لذلك عندما يبتعد الإنسان المؤمن عن الله، تظل روحه تكره الخطية، وتشد الإنسان للرجوع إلى الله، وتحاول الروح دائمًا أن تقود الإنسان إلى تعزيز سيطرة الله على نفس الإنسان. فأرجع المسيح الأمان على حياة الإنسان الذي يقبل فدائه؛ ليعود إلى الراحة الإلهية التي فقدها آدم وحواء، من جهة روحه. فلم يَعُد الإنسان بحاجة لأن يخيط لنفسه أي ثوب آخر من أوراق تين، كما فعل آدم. ويصبح الإنسان قادر أن يعبد الله بروحه من جديد، كما قال بولس: "الله الذي أعبده بروحي" (رومية 1: 9). الحلول لآلام النفس:الخوف والهروب من الله: قيود الخطية:لقد حرر الله الإنسان المُخَلَّص من حالة الهروب والاختباء من الله الذي ورثناه من آدم؛ وأصبح الإنسان مقبول تمامًا من الله، حيث أرْجَعَنا لنكون أبنائه. كما تعلَّمنا في المقال السابق، آدم بعدما قرر أن يُخرج الله من حياته، تَعَرَّى من الغطاء الإلهي؛ ممَّا أدى إلى هروبه من مواجهة الله (تكوين 3: 10)؛ وهذا من أهم المصادر للألم في حياة البشر. فأصبح الله مصدر للانزعاج والخوف وعدم الراحة؛ بعدما كان مصدر الراحة والأمان لآدم وحواء. لذلك عندما نقبل كفارة المسيح، والله يعطينا سلطان لأن نكون أولاد له (يوحنا 1: 12)، يرجع الله ليكون مصدر راحتنا وأماننا كما كان قبل سقوط آدم. وهكذا حررنا الله من أهم جانبين للخوف، وهما: الخوف من الله ومصيرنا بعد الموت؛ والخوف من الموت ذاته؛ وهذان هما أيضًا من أقسى مسببات الآلام في حياة البشر: " 5 ... لأَنَّ مَحَبَّةَ اللهِ قَدِ انْسَكَبَتْ فِي قُلُوبِنَا بِالرُّوحِ الْقُدُسِ الْمُعْطَى لَنا" روميا 5؛ " 17 بِهَذَا تَكَمَّلَتِ الْمَحَبَّةُ فِينَا: أَنْ يَكُونَ لَنَا ثِقَةٌ فِي يَوْمِ الدِّينِ، لأَنَّهُ كَمَا هُوَ فِي هَذَا الْعَالَمِ هَكَذَا نَحْنُ أَيْضاً. 18 لاَ خَوْفَ فِي الْمَحَبَّةِ، بَلِ الْمَحَبَّةُ الْكَامِلَةُ تَطْرَحُ الْخَوْفَ إِلَى خَارِجٍ لأَنَّ الْخَوْفَ لَهُ عَذَابٌ..." 1 يوحنا 4. من جهة خوف الموت أيضًا، المسيح مات على الصليب "14... لِكَيْ يُبِيدَ بِالْمَوْتِ ذَاكَ الَّذِي لَهُ سُلْطَانُ الْمَوْتِ، أَيْ إِبْلِيسَ، 15 وَيُعْتِقَ أُولَئِكَ الَّذِينَ خَوْفاً مِنَ الْمَوْتِ كَانُوا جَمِيعاً كُلَّ حَيَاتِهِمْ تَحْتَ الْعُبُودِيَّةِ." عبرانيين4. فحررنا من عذاب الخوف من الله؛ ومن جهة المصير الأبدي والموت. كما قلنا في المقال السابق؛ بعد سقوط آدم، أصبح البشر مقيدين من الخطية، ولا يقدروا أن يتحرروا منها، فيهربون من مواجهتها، مما يجعلهم ينكرونها أو يبرِّرونها؛ هذا أيضًا من أشد العناصر ألمًا في حياة البشر. كما، قال المرنم في القديم: " 4 لأَنَّ آثامِي قَدْ طَمَتْ فَوْقَ رَأْسِي. كَحِمْل ثَقِيل أَثْقَلَ مِمَّا أَحْتَمِلُ" مزمور 38. لكن عندما نقبل كفارة المسيح؛ لا نحتاج لأي طريقة أخرى للتبرير؛ ونصبح مبررين ومقبولين تمامًا من الله. طبعًا هذا لا يعني أننا نصبح بلا خطية؛ بل يعني أنه يوجد حل جذري لخطايانا، إن كنا نعترف بها ونتوب؛ وهو دم المسيح المسفوك لأجلنا: تبرير الذات:" 8 إِنْ قُلْنَا إِنَّهُ لَيْسَ لَنَا خَطِيَّةٌ نُضِلُّ أَنْفُسَنَا وَلَيْسَ الْحَقُّ فِينَا. 9 إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ" 1 يوحنا 1. طبعًا الكتاب يوضح أن كفارة المسيح هي ليست حساب مفتوح للخطية؛ بل هي دعوة لنا لكي نتغير ونتقدَّس؛ لأنه يوضح بعد هذه الآيات مباشرةً ويقول: " 1 يَا أَوْلاَدِي، أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ هَذَا لِكَيْ لاَ تُخْطِئُوا (أي لكي لا تتهاونوا مع الخطية). وَإِنْ أَخْطَأَ أَحَدٌ فَلَنَا شَفِيعٌ عِنْدَ الآبِ، يَسُوعُ الْمَسِيحُ الْبَارُّ" 1 يوحنا 2. لذلك حرر المسيح الإنسان من آلام النفس بسبب تسلط الخطية على الإنسان وحمله للشعور بالذنب ولعواقبه؛ كما قال قايين "13 ... ذَنْبِي أَعْظَمُ مِنْ أَنْ يُحْتَمَلَ" تكوين 4. فالمسيح من خلال كفارته جعلنا أبرياء به؛ ولا نحتاج أن نتألم كنتيجة للضغط النفسي المستمر بأننا متهمين وبحاجة لأن نبرِّئ أنفسنا باستمرار، كما فعل آدم وحواء. والله يعلن لنا أنه هو مقدسنا ومبررنا والمسيح هو الديَّان للبشر؛ لكنه في نفس الوقت أيضًا المحامي عنا؛ لذلك تشددنا كلمته وتحررنا من الضغط النفسي المستمر لتبرير الذات، وتقول: عذاب إرضاء الله الصعب:" 33 مَنْ سَيَشْتَكِي عَلَى مُخْتَارِي اللهِ؟ اللَّهُ هُوَ الَّذِي يُبَرِّرُ! 34 مَنْ هُوَ الَّذِي يَدِينُ؟ الْمَسِيحُ هُوَ الَّذِي مَاتَ بَلْ بِالْحَرِيِّ قَامَ أَيْضاً الَّذِي هُوَ أَيْضاً عَنْ يَمِينِ اللهِ الَّذِي أَيْضاً يَشْفَعُ فِينَا!" رومية 8. وهذه دعوة لنا لكي نطرح جانبًا آلامنا جراء محاولاتنا الشخصية المستمرة لتبرير ذاتنا أمام الآخرين؛ وندرك أن الوحيد الذي يبررنا هو دم المسيح، وليس أي تبرير نعمله لأنفسنا. فالمسيح حررنا من تبرير أنفسنا، وحثنا لأن نعتذر لأخوتنا ونصطلح معهم بكل بساطة قلب؛ لأن دمه برَّأنا، لينجينا من عذاب تبريئنا لأنفسنا، الفاشل في عيونه. من جهة العيش تحت عذاب إرضاء الله، فالوحي الإلهي يوضح أن المسيح هو الوحيد الذي استطاع أن يعيد السرور لقلب الآب؛ كما قال "17... هذَا هُوَ ابْني الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ" متى 3. وقال أيضًا ان إرضاء الله يتم فقط بواسطة عمل الله ذاته، وليس بأعمال الإنسان: "31... يَفْرَحُ الرَّبُّ بِأَعْمَالِهِ" مزمور 104؛ ويقول من جهة عمل فداء المسيح الذي تنبأ عنه أشعياء في أصحاح 53: "10... مَسَرَّةُ الرَّبِّ بِيَدِهِ تَنْجَحُ"؛ لذلك عمل الله الحقيقي في حياتنا يبدأ، من اللحظة التي فيها نؤمن بكفارة المسيح: "29 أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: هذَا هُوَ عَمَلُ اللهِ: أَنْ تُؤْمِنُوا بِالَّذِي هُوَ أَرْسَلَهُ." يوحنا 6. من خلال خلاص المسيح فقط، رجعت أعمال الإنسان لتكون مقبولة ومرضية لدى الله؛ فعندما نقبل يد الله الممتدة لنا من خلال كفارة المسيح، ونعود لنكون أولاد له؛ تعود أعمالنا لتكون مرضية أمامه، وننال رضى الله الأكيد؛ محررين من الضغط النفسي المستمر الناتج عن الشك؛ هل سيقبلنا الله في اليوم الآخر أم لا؟؟ فجميع تقدمات البشر الذين لم يقبلوا كفارة المسيح مرفوضة تمامًا لديه: "8 ذَبِيحَةُ الأَشْرَارِ مَكْرَهَةُ الرَّبِّ، وَصَلاَةُ الْمُسْتَقِيمِينَ مَرْضَاتُهُ" أمثال 15؛ وهذا يشمل أيضًا الذين يعترفون بالمسيح كلامًا وحياتهم تنكره سلوكًا: "16 يَعْتَرِفُونَ بِأَنَّهُمْ يَعْرِفُونَ اللهَ، وَلكِنَّهُمْ بِالأَعْمَالِ يُنْكِرُونَهُ، إِذْ هُمْ رَجِسُونَ غَيْرُ طَائِعِينَ، وَمِنْ جِهَةِ كُلِّ عَمَل صَالِحٍ مَرْفُوضُونَ" تيطس 1. |
||||