![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 72331 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() وبَعدَ اعتِقالِ يوحَنَّا، جاءَ يسوعُ إِلى الجَليل يُعلِنُ بِشارَةَ الله، فيَقول: "يُعلِنُ بِشارَةَ الله" فلا تعني فقط ان البشرى تأتي من الله، بل أنها "قوة الله للخلاص" (رومة 1: 16)، وإعلان عمل الله في يسوع. فبعد التجربة في البرِّيَّة، بدأ يسوع فورًا بإعلان الإنجيل، أي البشرى السارة، وهي أنَّ المسيح الذي طال انتظاره قد جاء ليبدأ ملكوت الله على الارض، وغالبية الناس الذين سمعوا تعاليمه كانوا من الفقراء والمساكين ومن لا رجاء لهم، فكانت كلماته البشرى السارة لهم، لأنها تمنح الحرية والبركات والوعد بالحياة الابدية. إن المسيح قد كمَّل زمن الانتظار، وان ملكوت الله الذي طال انتظاره قد اقترب. وأصبح إعلان بشارة الله مُهمّة الرسل الذين يتابعون رسالة المسيح كما ورد في رسالة بولس الرسول " فقَد لَقِينا في فيلِبِّيَ العَذابَ والإِهانَةَ كما تَعلَمون، ولكِنَّنا جَرؤْنا، لِثِقَتِنا بِإِلهِنا، أَن نُكلِّمَكم بِبِشارةِ الله في جِهادٍ كَثير"(1 تسالونيقي 2: 2). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 72332 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() 15تَمَّ الزَّمانُ وَاقْتَرَبَ مَلَكوتُ الله. فَتوبوا وآمِنوا بِالبِشارة. تشير عبارة " تَمَّ الزَّمانُ" الى الوقت الذي حدّده الله الآب لتحقيق مواعيده (مرقس 13: 20). وعليه يبدأ يسوع عصراً جديداً. ولا يجوز ان ننتظر زماناً آخر كما ينتظر اليهود؛ وقد أكد ذلك يسوع بقوله "ولَو لم يُقَصِّرِ الرَّبُّ تِلكَ الأَيَّام، لَما نَجا أَحَدٌ مِنَ البَشَر. ولكِن مِن أَجلِ المُختارينَ الَّذينَ اختارَهم قَصَّرَ تِلك الأَيَّام. (مرقس 13: 20). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 72333 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() 15تَمَّ الزَّمانُ وَاقْتَرَبَ مَلَكوتُ الله. فَتوبوا وآمِنوا بِالبِشارة. "اقْتَرَبَ مَلَكوتُ الله" فتشير الى الملكوت الذي هو قريب وحاضر إذ تمّ افتتاحه في شخص يسوع وعمله في صورة خفيَّة قبل ظهوره علانية للجميع. وليس ملكوت الله مكان ندخل فيه، بل حالة نعيشها. وان مجيء الملكوت يتم من خلال التوبة وقبول البشارة بالإيمان (1 تسالونيقي1: 5-6). ويعلق القدّيس إقليمنضُس الإسكندريّ " فهو يصرخ إذًا ليحثّ البشر على إنقاذ أنفسهم: "تَمَّ الزَّمانُ وَاقْتَرَبَ مَلَكوتُ الله". هو يريد أن يهتدي الناسُ الذين يأتون إليه "("بروترِبتيكوس" أو الإرشاد لليونانيّين، 9). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 72334 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() 15تَمَّ الزَّمانُ وَاقْتَرَبَ مَلَكوتُ الله. فَتوبوا وآمِنوا بِالبِشارة. " َاقْتَرَبَ " فتشير الى مجيء المسيح الذي يجعل الملكوت قريباً من الناس. فبعد تركه البرية، يستطيع يسوع أن يعلن حقاً ملء الوقت واقتراب ملكوت الله. وانتصار يسوع في بدء حياته العلنية على تجربة الشيطان يجعل منه استباقا لانتصاره النهائي في الفصح. أمَّا عبارة " مَلَكوتُ الله " فتشير الى حكم الله في قلوب الناس وفي المجتمع البشري. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 72335 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() 15تَمَّ الزَّمانُ وَاقْتَرَبَ مَلَكوتُ الله. فَتوبوا وآمِنوا بِالبِشارة. "فَتوبوا وآمِنوا بِالبِشارة" فتشير الى نداء يسوع الى التوبة والايمان بالإنجيل وجواب الانسان لدعوة ملكوت الله. إنها رسالة الخلاص التي حملها يسوع إلى العالم. فالتوبة والايمان هما مفتاح الانجيل الذي سيتواصل في الكرازة المسيحية، ويصبح بعد القيامة خلاصاً يُعطى لنا في يسوع المسيح كما جاء في رسالة بولس الرسول لأهل تسالونيقي "لأَنَّ بِشارَتَنا لم تَصِرْ إِلَيكم بِالكَلامِ وَحْدَه، بل بِعَمَلِ القُوَّةِ وبِالرُّوحٍ القُدُسِ وبِاليَقينِ التَّامَّ " (1 تسالونيقي 2: 5). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 72336 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() 15تَمَّ الزَّمانُ وَاقْتَرَبَ مَلَكوتُ الله. فَتوبوا وآمِنوا بِالبِشارة. "فَتوبوا" فتشير الى تغيير نمط الحياة للتطابق على حياة الانجيل الذي يتطلّب من الإنسان التغيير الجذري لحياتنا وقبول الكلمة التي يوجِّهها الله، من خلالِ يسوع، إلى البشرية في الأزمنة كلها. وتتسأل القديسة تيريزا الكالكوتيّة: "عن أي شيء نتوب؟ عن لا مبالاتنا، عن قساوة قلبنا"(رسالة بتاريخ 25/3/1993 إلى رهبنتها بعنوان "العهد الروحي"). ويضيف القدّيس كيرِلُّس، بطريرك أورشليم " ها هوذا الآن وقت التوبة. اعترفوا بالخطايا التي فعلتموها، بالكلام أو بالفعل، في الليل أو في خلال النهار، اعترفوا في " وَقتِ الرِّضى" (أشعيا 49: 8)، واحصلوا على كنز السماء " في يَومِ الخَلاص" (2 قورنتس 6: 2)، وتخلّصوا من كلّ المشاغل البشريّة واعتنوا بروحكم. تحرّروا من الحاضر وآمنوا بالمستقبل: " كُفُّوا واْعلَموا أنَي أَنا الله"(مزمور 46: 11). وطهّروا قلوبكم لتنالوا النعم بغزارةٍ، شراكة الروح القدس مُنحت لكلّ واحدٍ بحسب إيمانه." (تعليم مسيحيّ للموعوظين). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 72337 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() 15تَمَّ الزَّمانُ وَاقْتَرَبَ مَلَكوتُ الله. فَتوبوا وآمِنوا بِالبِشارة. " وآمِنوا "فلا تشير إلى مجرد عقيدة، إنما هو أيضًا حياة الطاعة لله والعمل بوصاياه والسير معه وصنع البِرِّ كما فعلوا آباؤنا الاقدمين " فهُم بِفَضلِ الإِيمانِ دوَّخوا المَمالِك وأَقاموا العَدْل ونالوا المَواعِد وكَمُّوا أَفْواهَ الأُسود" (عبرانيين 11: 33). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 72338 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() 15تَمَّ الزَّمانُ وَاقْتَرَبَ مَلَكوتُ الله. فَتوبوا وآمِنوا بِالبِشارة. "البِشارة" فتشير الى الانجيل الذي يُعلن عمل الله في يسوع المسيح " فهو قُدرَةُ اللهِ لِخَلاصِ كُلِّ مُؤمِن" (رومة 1: 16). ويُعلق العلامة القدّيس بونافَنتورا "آمِنوا بِالنُّور، ما دام لكُمُ النُّور لِتَصيروا أَبناءَ النُّور" (يوحنا 12: 36). بدون هذا النور الذي هو الرّب يسوع المسيح، لا يستطيع أحد أن يدركَ أسرار الإيمان "(عظة بعنوان "الرّب يسوع المسيح المعلّم الأوحد"). فالتوبة والإيمان مُتلازمان، لا تقوم التوبة من دون إيمان، فالاثنان ينبعان من تلاقيهما ببشارة الكلمة الحيَّة ومن حُضور يسوع الذي لا يزالُ يُردِّد اليوم أيضاً: " توبوا وآمِنوا بِالبِشارة ". فكلمات يسوع هي يسوع بالذات، حيث أن يسوع وكلمته واحد. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 72339 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() بُعد حدث بشارة الخلاص شهدت مغارة البشارة تحية الملاك جبرائيل. فيها رئيس الملائكة، نزل من عند عرش الله ليحي العذراء مريم، المنعم عليها. فكانت لحظة الدعوة والاختيار، مقدسة للسماء والأرض. مريم اختيرت لتكون والدة ابن الله "إِنَّ الرُّوحَ القُدُسَ سَينزِلُ عَليكِ وقُدرَةَ العَلِيِّ تُظَلِّلَكِ، لِذلِكَ يَكونُ الـمَولودُ قُدُّوساً وَابنَ اللهِ يُدعى" (لوقا 35:1). هذا الحدث لا ينحصر بشخص مريم وينتهي في قولها "فليكن لي بحسب قولك"، بل هو ينطلق من كون مريم مملوءة نعمة ليعطي النعمة للبشريّة بأسرها. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 72340 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() حدث البشارة إنجيل مصغّر، يحتوي على قصة الله مع شعبه، ويعلن بشرى فرح ونعمة. هي النعمة الأزليّة، كلمة الله الأزلي حلّت في حشا مريم لتعطي الخلاص للأمم بأسرها. فالهدف من خلال البشارة كان تحضير الانسان العاقل والحر حتى يتقبل بإيمانه وطاعته كلمة الرّب التي توجه اليه. وعليه فإنّ مريم هي مثال لنا بعقلها المستنير التي تسعى الى معرفة الله وتمييز إرادته بكل حرية وقواها، لا الرّوحيّة فحسب، بل العقليّة إيضاً. صارت مريم في حدث البشارة معلمّة لنا في استخدامها لعقلها ولفكرها بحرّيتها، وبتمييزها، للخضوع لإرادة الله. وعلمت أن ما يتمّ معها يتخطّى قوى عقلها وإدراكها، فخضعت بطاعة الإيمان، واثقة أن الله يهيئ لها النصيب الأفضل. وجعلت ذاتها "أمة لله" حين علمت أن ما يحدث معها هو مستحيل، ولكنّها في علاقة مع إلله المستحيل. |
||||