![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 72321 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() وأَخَرجَه الرُّوحُ عِندَئِذٍ إِلى البرِّيَّة: "البرِّيَّة" فتشير الى العزلة حيث واجه يسوع تجربته العظيمة منفردا. ويُعلق القدّيس العلامة أمبروسيوس، أسقف ميلانو " يجب أن نتذكّر كيف طُرِد آدم الأوّل من الفردوس إلى البرَية، لكي تشدّ انتباهنا الطريقة التي عاد فيها "آدم الآخر"، يسوع المسيح (1قورنتس 15: 45) من البرية إلى الفردوس. " (تأمّل عن إنجيل القدّيس لوقا). وبدخولِه البرّيّة دَخَلَ الرَّبَّ يسوعَ تاريخَ الخلاصِ لشعبه، شعب الله المختار. ليعيش ثانية تجارب شعبه. والتقليد حدّد مكان التجربة في برية اريحا على جبل قرنطل المعروف بجبل التجربة، وهي رمز الى بريّة سيناء (خروج 24: 18). وتعتبر البرِّيَّة المقفرة الموحشة الخَربة مكان الشياطين، وبها وحوش مخيفة، يخيف بها إبليس الإنسان. فقد جاء السيد المسيح إلى البرِّيَّة ليحارب الشر في عقر داره (لوقا 11: 18-19). ويعُلق البابا فرنسيس "نعرف أن الشرّ يعمل للأسف في حياتنا وحولنا وفينا، حيث يظهر العنف ونبذ الآخر والانغلاق والحروب والظلم. فجميع هذه الأعمال هي من صنع الشرير، من صنع الشر" |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 72322 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() فأَقام فيها أربَعينَ يَوماً يُجَرِّبُهُ الشَّيطانُ وَكانَ معَ الوُحوش، وكانَ المَلائِكَةُ يخدُمونَه: تشير عبارة " أربَعينَ يَوماً " الى دوام التجربة طوال إقامة يسوع في البرِّيَّة، في حين ان التجربة في إنجيلي متى ولوقا تمّت في نهاية إقامة يسوع في البرِّيَّة "فصامَ أَربَعينَ يوماً وأَربَعينَ لَيلةً حتَّى جاع فدَنا مِنه المُجَرِّبُ" (متى 4: 2، ولوقا 4: 1). وذكر متى الإنجيلي تجربة يسوع كأنها حدثت عند نهاية تلك المدة ( متى 4: 2-3) ويذكِّرنا الرقم (40) بخبرة موسى خلال أربعين يومًا التي قضاها في صومٍ مطلق، بعيدًا عن شعبه، في عزلة الغمام، على قمّة جَبَلِ سيناء (خروج 24: 18)، ويذكرنا أيضا هذا العدد بخبرة إيليا: فبعد اضطهاد الملك آحاب، سار إيليّا في البرِّيَّة أربعين يومًا، عائدًا بذلك إلى نبع العهد، إلى صوت الله، من أجل انطلاقة جديدة لتاريخ الخلاص(1ملوك 19: 18)، ويُذكرنا هذا الرقم أخيرا بالأربعين سنة التي فيها جُرّب الشعب العبراني في البرِّيَّة (تثنية الاشتراع 8: 2-3) |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 72323 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() فأَقام فيها أربَعينَ يَوماً يُجَرِّبُهُ الشَّيطانُ وَكانَ معَ الوُحوش، وكانَ المَلائِكَةُ يخدُمونَه: التجارب الثلاث: تجربة الجوع (المنّ: خروج 16)، تجربة مطالبة الله بالخوارق (معجزة الماء: خروج 17)، تجربة عبادة الأصنام (عجل الذهب: خروج 3). ومن هذا المنطلق يدل الرقم 40 على زمن محنة، ولكن الكتاب المقدس اراد بالأحرى ان يُشدِّد على المعنى الرمزي وهو عمر جيل بكامله وهي فترة زمنية طويلة لا نعرف مدتها معرفة دقيقة (التكوين 7: 4 وخروج 24: 18). والغريب ان أيامنا المعاصرة دخلت عبارة " أربعين يوما" على كلمة الحجر الصّحي لمدة أربعين يوماً (quarantine)، وذلك للشفاء من كارثة كورونا وعدم نشر هذا الوباء للقريب منّا لئلا يصاب هو أيضاً بالعدوى. وما الصّيام إلّا حجرٌ وعزلٌ عن مرض الخطيئة لكي ننتصر على التجربة. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 72324 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() فأَقام فيها أربَعينَ يَوماً يُجَرِّبُهُ الشَّيطانُ وَكانَ معَ الوُحوش، وكانَ المَلائِكَةُ يخدُمونَه: " يُجَرِّبُهُ " في الأصل اليوناني د€خµخ¹دپل½±خ¶د‰ وفي العبرية ×*×،×” فتشير الى إدراك يسوع وجود صوت المُجرّب يتكلّم بشكل معاكس لصوت الله حيث يدعوإلى التمرد بدل الطاعة، والخيانة بدل الأمانة لمشيئته الإلهية؛ وبالتالي تقوم التجربة بتفضيل العالم ومغرياته على الله (تكوين 2 :17). والتجربة هي الحقل الذي يَعطى فيه الانسان جوابه لله بكل الحريّة (التكوين 2 :17)، إن إرادة الله بالفعل لا تُفرض نفسها علينا بل تسأل أن يتم اختيارها بحرية ومحبة. والمحبة تعني الاختيار. لذلك يدرك الانسان أنه عليه أن يختار إلى من يصغي، والطريق التي يسلك فيها، وفيمن يضع ثقته، وهكذا مثل كل إنسان، على يسوع أن يُقرِّر. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 72325 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() "الشَّيطانُ" في الأصل اليوناني خ£خ±د„خ±خ½ل¾¶ وفي العبرية שׂض¸×کض¸×ں (أي العدو او الخصم او المقاوم) وسمَّاه انجيل متى (4: 1) ولوقا (4: 2) " ابليس" في الأصل اليوناني خ´خ¹ل½±خ²خ؟خ»خ؟د‚, (المشتكي لأنه يشكو الله الى الناس) ( التكوين 3: 1-5) ويشكو الناس الى الله (ايوب 1: 9-11) فتشير الى العدو الذي يُعارض الله وإقامة ملكوته على الارض، فالشيطان يرفع الدعوى على ابناء الله مُتَّهماً إياهم امام محكمة السماء، فهو "المُتّهم "؛ وهكذا أصبحت لفظة "الشيطان" اسم علم لروح الشرّ الذي يُفسِد علاقة البشر مع الله ( أيوب 1 : 6). ويُدعى ايضا " بَعلَ زَبول او "بعل زبوب" (متى 3: 22)، وهو أحد أسماء رئيس الشياطين (مرقس 3: 22)، او "بعل الزّبل" او " بعل الذباب" او "بليعال" او "بليعار" من العبرية בض¼ض°×œض´×™ض¼ض·×¢ض·×œ ومعناها "عدم" (2 قورنتس 6: 15). ولذلك فإنّ اسمه مرتبط دائماً بأفعاله، فحيث يكون الكذب والنّميمة والحسد والقتل والسّرقة والغضب، فهناك الشّيطان مُسبِّبُها (تكوين 3: 13). إنه الشريّر، أبو الكذب الذي طغى على الانسان وأضلّه. وأمَّا متى الإنجيلي "(متى 4: 3) وبولس الرسول فقد أطلقا على الشيطان اسم "المُجرِّب (1 تسالونيقي 3: 5). والتعليم عن شخصية الشيطان في الكتاب المقدس تعليم واحد متماسك من سفر التكوين حتى سفر الرؤيا. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 72326 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() فأَقام فيها أربَعينَ يَوماً يُجَرِّبُهُ الشَّيطانُ وَكانَ معَ الوُحوش، وكانَ المَلائِكَةُ يخدُمونَه: "كانَ معَ الوُحوش" فتشير إمَّا للتشديد على عزلة المعركة في البرِّيَّة كما تلمِّح سيرة دانيال النبي ورفاقه الذين كانوا مدعوِّين لاختيار الشخص الذي سيصغون إليه ويضعون ثقتهم به كأبناء: الله ام المَلك داريوس (دانيال 6: 17)، وإمَّا تشير الى نبوءة أشعيا " تُلاقي وُحوشُ القَفْرِ الضِّباع ...وتَجِدُ لِنَفسِها مَكاناً مُريحاً "(أشعيا 34: 11-15)، او تعطي فكرة سابقة عن وئام العالم تحت سلطة المسيح كما ورد في نبوءة أشعيا " فيَسكُنُ الذِّئبُ مع الحَمَل وَيربِضُ النَّمِرُ مع الجَدْيِ ويَعلِفُ العِجلُ والشِّبلُ معاً وصَبِيٌّ صَغيرٌ يَسوقُهما "(أشعيا 11: 6). ولعلَّ مرقس الإنجيلي يقصد بها أيضًا وحوش الشر كما يوحي صاحب المزامير" ثيرانٌ كثيرةٌ أَحاطَت بي وضَواري باشانَ حاصَرَتني فَغَرَت أَشْداقَها علَيَّ أُسودًا مُفتَرِسةً مُزَمجِرة" (مزمور 22: 13-14) |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 72327 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() فأَقام فيها أربَعينَ يَوماً يُجَرِّبُهُ الشَّيطانُ وَكانَ معَ الوُحوش، وكانَ المَلائِكَةُ يخدُمونَه: "كانَ المَلائِكَةُ يخدُمونَه" فتشير الى العون الالهي لتشديد عزيمة يسوع لأجل قسوة المعركة كما ورد في انجيل لوقا عند نزاع يسوع في الجسمانية "تَراءَى له مَلاكٌ مِنَ السَّماءِ يُشَدِّدُ عزيمَتَه " (لوقا 22: 43). فالملائكة هم للتعزية والخدمة، والشياطين للتجربة والهلاك. أمَّا عبارة "يخدُمونَه" فتشير الى خدمة المائدة وتقديم الطعام بعد صومه الطويل (متى 8: 15)؛ ينال يسوع الطعام من الله على يد الملائكة. ويُعلِّم يسوع تلاميذه ان يطلبوا وينالوا هذا الطعام من الآب السماوي أيضا "رزُقْنا خُبزَنا كَفافَ يَومِنا" (لوقا 11: 3). وحيث ان يسوع الابن لم يطالب لنفسه أن يكون مساويا لله (فيلبي 2)، لذلك أعطي له ما لم يطالب به: هوّذا يسوع يعامَل بصفة ملك، يتلقّى طعامه من مرسلي الله: "وكانَ المَلائِكَةُ يخدُمونَه". وتعتبر الخدمة مع التسلط على الوحوش إحدى وعود الله التي يمنحها للمتوكلين عليه كما يترنَّم صاحب المزامير " لأَنَّه أَوصى مَلائِكَتَه بِكَ لِيَحفَظوكَ في جَميعِ طرقِكَ. على أَيديهم يَحمِلونَكَ لئَلاَّ تَصدِمَ بحَجَر رجلَكَ. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 72328 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() فأَقام فيها أربَعينَ يَوماً يُجَرِّبُهُ الشَّيطانُ وَكانَ معَ الوُحوش، وكانَ المَلائِكَةُ يخدُمونَه: إذ كان يسوع مع الوحوش والملائكة تخدمه، فهي صورة آدم الحقيقيّة، آدم الجديد الذي يُحيي آدم القديم. إنّها صورة الفردوس الأوّل، حيث يسود الإنسان على الوحوش بكلمته مثلما يفعل الله. وهكذا يلمح لنا مرقس الانجيلي ان يسوع قد انتصر على التجربة دون ذكر محتوى هذه التجربة ولا عددها ولا الوسائل التي استخدمها يسوع للتغلب عليها. وباختصار، أراد مرقس الانجيلي ان يركز على أهمية التجربة حيث قَبِلَ يسوع ان يجرِّبه ابليس كما يُجرّب كل إنسان تضامنا مع الوضع البشري. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 72329 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() وبَعدَ اعتِقالِ يوحَنَّا، جاءَ يسوعُ إِلى الجَليل يُعلِنُ بِشارَةَ الله، فيَقول: تشير عبارة " بَعدَ اعتِقالِ يوحَنَّا، جاءَ يسوعُ إِلى الجَليل" الى تعليق القدّيس العلامة ايرونيموس " حسب تفسيرنا، يُمثّل يوحنّا الشريعة، ويُمثّل يسوع الإنجيل. في الواقع، يقول يوحنّا: "يَأتي بَعدي مَن هو أَقوى مِنيِّ": هكذا يقارن الشريعة بالإنجيل. جاء يسوع إذن لأنّ يوحنّا كان قد سُجِن. في الواقع، الشريعة مغلقة ومسجونة، لم تعدْ تملك حرّيّتها السابقة؛ لكنّنا انتقلنا من الشريعة إلى الإنجيل" (عظات حول إنجيل القدّيس مرقس). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 72330 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() وبَعدَ اعتِقالِ يوحَنَّا، جاءَ يسوعُ إِلى الجَليل يُعلِنُ بِشارَةَ الله، فيَقول: "بَعدَ اعتِقالِ يوحَنَّا " في الأصل اليونانيد€خ±دپخ±خ´خ؟خ¸ل؟†خ½خ±خ¹ (معناها حبس دون إصدار حكم على المُتهم) فتشير الى حبس يوحنا المعمدان من قبل الملك هيرودس انتيباس (4 ق.م – 39 ب. م) في قلعة مكاور (كلمة يونانية الأصل خ¼خ¬د‡خ±خ¹دپخ±معناها سيف) الواقعة شرقي البحر الميت على بعد 32 كم جنوب غرب مدينة مادبا كما يروي المؤرخ يوسيفوس فلافيوس (الحرب اليهودية 6. 7. 2. ). فبعد إعتقال يوحنا، بدأ يسوع بشارة الله. ولكي يتجنَّب يسوع الخطر الذي يُهدِّد حياته كما حدث مع يوحنا المعمدان ابتعد الى الجليل. |
||||