![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 72131 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() حادثة التجلي تكشف أخيرا ان يسوع هو عبد الله المتألم. تمَّم مشهد التجلي نبوءات أشعيا عن "عبد الله المتألم". والواقع أن البعد الرمزي للقيامة يجعلنا نستشف نور القيامة بناء على قول أشعيا ان "عبد الرب" الذي يمرّ في الالم، سوف يرى النور (أشعيا 53: 11). إن خاتمة الصليب الأخيرة ليست الفشل، بل العبور إلى المجد، وإلى حياة الآب. إن التجلي يؤيد الاعتراف الصادر في قيصرية فيلبس بأنه ابن الإنسان المتألم والممجد (مرقس 8: 29). وعندما دنا الرّب يسوع من الموت والصلب، قال: "ابْنُ الإِنْسَانِ سيُسَلَّمُ إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ، وَيُسَلِّمُونَهُ إِلَى الأُمَمِ لِكَيْ َيَصْلِبُوهُ" (متى 20: 18-19). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 72132 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() يذكّرنا صوت الاب الآتي من الغمام بثلاث نبوات من العهد القديم: الأولى، تخص المسيح وبنوته الإلهية "أَنتَ اْبني وأَنا اليَومَ وَلَدتُكَ" (مزمور 2: 7)، والأخرى تتعلق ب"عبد الله المتألم" واختياره كما جاء على لسان النبي أشعيا "هُوَذا عَبدِيَ الَّذي أَعضُدُه مُخْتارِيَ الَّذي رَضِيَت عنه نَفْسي" (إشفيا 42: 1)، والثالثة يعلن فيها عن موسى جديد يُقيمُ لَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَبِيًّا مِثْلي مِن وَسْطِكَ، مِن إِخوَتكَ، فلَه تَسْمَعون، ((تثنية الاشتراع 18: 15) "فالسماع له هو في الواقع السماع للكلمة الذي صار جسداً، والذي يرى فيه المؤمن مجد الله (يوحنا 1: 14). وهكذا اظهر التجلي ان فكرة المسيح المتألم لم تكن مناقضة لإعلان العهد القديم، بل كانت مُطابقة تماما لشهادة الشريعة والانبياء الذي كان موسى وايليا يمثلانهم، ومطابقة أيضا لشهادة الآب السماوي. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 72133 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() التجلي يسبق ويرمز إلى الحدث الفصحى، الذي عن طريق الصليب سيُدخل المسيح في كامل ازدهار مجده وكامل كرامته النبوية. وأنّ خاتمة الصليب الأخيرة ليست الفشل، بل العبور إلى المجد، والمجد نهاية طريق الألم. فمن جهة، يشدّد التجلي على الألم، دون ان ينسى القيامة، ومن جهة أخرى، يشدّد التجلي على المجد، دون ان ينسى الطريق التي تقود اليه. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 72134 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() التجلي في حياة الرسل الثلاثة بطرس ويعقوب ويوحنا لعب التجلي دورا هاما ليس في حياة يسوع فحسب، إنما أيضا في التنشئة الروحية للرسل. حيث كان يتعَذَّر على التلاميذ أن يفهموا لماذا اختار معلمهم طريق الآلام والموت (متى 16: 22). ومن هذا المنطلق كان الهدفُ الرئيسيُّ من التجلّي إزالةَ الشكِّ إزاء عار الصليب من قلوبِ رسله الثلاثة ِ. إذ اختار يسوع الرسل الثلاثة بطرس ويعقوب ويوحنا أعلاه لأنّهم سوف يعاينون وحدَهم نزاعه الأليم في بستان الزيتون قبل أن يتألّم ويُصلب ويموت. فأرادَ أن يشدّد إيمانهم به، على الرَّغم مِمَّا سوف يرون ما سيبدو عليه من علامات الرهبة والحزن والكآبة أمام عذاب الصليب (مرقس 14: 33)، واكتفى بثلاثةٍ من تلاميذه ليضمن كتمان الخبر إلى ما بعد قيامته من بين الأموات. ويُعلق البابا القديس لاون الكبير "كانَ الهدفُ الرئيسيُّ من التجلّي إزالةَ الشكِّ من قلوبِ التلاميذِ بسببِ الصليب. فبعدَ مشاهدِتهم جلالَ كرامةِ المسيحِ المَخفيّةِ لن يضطربَ إيمانُهم عندما يرَون مذلَّةَ الآلامِ التي سيتحمَّلُها طوعًا" ولا يخجلون من آلامه، ولا يعتبروها عارًا بسبب ذلّ آلامه طوعا على الصليب فلا يتزعزع إيمانهم. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 72135 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() حققت حادثة التجلي وعد يسوع لبعض رسله "الحَقَّ أَقولُ لَكُم: في جُملَةِ الحاضِرينَ ههُنا مَن لا يَذوقونَ المَوت، حتَّى يُشاهِدوا مَلكوتَ اللهِ آتِياً بِقُوَّة" (مرقس 9: 1) او "الحَقَّ أَقولُ لكم: مِنَ الحاضِرينَ ههُنا مَن لا يَذوقونَ الموتَ حتَّى يُشاهِدوا ابنَ الإِنسانِ آتِياً في مَلَكوتِه " (متى 16: 28). وقد حقق يسوع وعده هذا لثلاثة من تلاميذه الذين كانوا معه وهم بطرس ويعقوب ويوحنا. قصد المسيح ان يرى التلاميذ الثلاثة هذا المجيء الالهي حتى يعرفوا نوع المجد الذي سيأتي به المسيح في مجيئه الثاني. ويعلق مار افرام السرياني "ان اولئك القوم الذين قال عنهم الرب انهم لن يذوقوا الموت حتى يروا مثال مجيئه، هؤلاء هم الذين اخذهم معه الى الجبل واراهم الحالة التي سيأتي بها في اليوم الأخير وهذا المجد الذي ظهر في التجلي هو مجد القيامة". لا يرينا التجلي فقط حالة المجد التي سيأتي بها المسيح في مجيئه الثاني، ولكنه يرينا ايضا الحالة التي سيكون عليها اولاد الله في الدهر الآتي عند مجيء المسيح، وهذا ما يصرّح به يوحنا الرسول "نَحنُ مُنذُ الآنَ أَبناءُ الله ولَم يُظهَرْ حتَّى الآن ما سَنَصيرُ إِليه. نَحنُ نَعلَمُ أَنَّنا نُصبِحُ عِندَ ظُهورِه أَشباهَه لأَنَّنا سَنَراه كما هو" ( 1 يوحنا 3: 2). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 72136 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() كشف يسوع لرسله من خلال التجلي كيانه العميق ومهمّته الإلهية؛ فأراهم شيئا من مجده كي يساندهم عند مشاهدتهم سر الصليب، ويسلّحهم بقوّة وثبات يسمحان لهم بحمل صليبهم الخاصّ بدون خوف. وفي هذه الصدد قال توما الاكويني "إن المخلص، بعد أن أوصى تلاميذه وجميع المؤمنين أنه لا بدَّ لكل منهم ان يحمل كل يوم صليبه ويتبعه، اراد ان يُريهم لمحة من المجد المُعَد لحاملي ذلك الصليب". وجاء في تعليم بولس الرسول " إِذا مُتْنا مَعَه حَيِينا مَعَه وإِذا صَبَرنا مَلَكنا مَعَه " (2 طيموتاوس 2: 11-12). لهذا طلب صوت الآب من التلاميذ ان يسمعوا له (مرقس 9: 7)، وأمرهم بان يصغوا الى تعليمه (متى 17: 5). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 72137 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() على الرغم من الإنباء عن الآلام والتجلّي، فإنّ التلاميذ عاشوا الخيانة (مرقس 14، 43)، والهرب (مرقس 14، 50) وحتّى الإنكار (مرقس 14، 72) والخوف. وفي الواقع، رأى بطرس ويعقوب ويوحنا حقيقة شخصية يسوع وقوته كابن لله، ولكنهم لم يُدركوا هذه الحقيقة الا بعد قيامة يسوع من الموت وبمعونة الروح القدس كما قال يسوع لهم " ولكِنَّ المُؤَيِّد، الرُّوحَ القُدُس الَّذي يُرسِلُه الآبُ بِاسمي هو يُعَلِّمُكم جَميعَ الأشياء ويُذَكِّرُكُم جَميعَ ما قُلتُه لَكم" (يوحنّا 14: 26)، واكَّد بطرس الرسول هذه الحقيقة بقوله "قد أَطلَعْناكم على قُدرَةِ رَبِّنا يسوعَ المسيح وعلى مَجيئِه، لا اتِّباعًا مِنَّا لِخُرافاتٍ سوفِسْطائِيَّة، بل لأَنَّنا عايَنَّا جَلالَه"(2 بطرس 1: 16-18). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 72138 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() فقد ترك يسوع أثراً بالغاّ في الجماعة المسيحية الاولى وثبَّت ايمانها (مرقس 7: 33-34). وكان وقت التجلي مناسباً ليحضّ صوت الله على اهمية الاستماع للمسيح (مرقس 9: 7) خاصة عندما يتكلم عن آلامه المُقبلة، وهو أمر لم يكن بطرس مستعدا ان يسمعه كما نستشفه من قول يسوع لبطرس " لأَنَّ أَفكارَكَ لَيسَت أَفكارَ الله، بل أَفكارُ البَشَر" (مرقس 8: 33). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 72139 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() سلطت حادثة التجلي الأضواء على صعود ابن الإنسان إلى أورشليم (متى 16: 21)، مركز تاريخ الخلاص لأنها مدينة الآلام والموت والقيامة. فيسوع حقّق رحيله (أي الخروج الجديد) (لوقا 9: 31) بموته وقيامته وصعوده من أورشليم فمكّن المؤمنين من الاقتراب من الله معه. ويتعذر على التلاميذ أن يفهموا لماذا اختار معلمهم ذلك الطريق (متى 16: 22)، فأراهم الله شيئاً من مجد ابنه، وأمرهم أن يصغوا إلى تعليمه (متى 17: 5). ولا يظهر معنى التجلي إلاَّ في فكرة قيامة المسيح المجيدة، وهو استباق لها. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 72140 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() التجلّي يكشف لنا مستقبلنا السعيد في الملكوت السماوي. إنّ السعادة التي شعر بها بطرس لمدّةٍ قصيرة وهو على الجبل، سوف نشعر بها مدى الأبديّة عندما نكون في السماء، ونحن نتمتّع بجمال يسوع الرائع، من دون أيّ خوف على فقدانه. أراد الربّ أن تكون كنيسته المقدّسة مبنيّة على أساس الرجاء، حتّى يفهم أعضاء جسد المسيح أي تحوّلات تحدث في داخلهم، بما أنّ كلّ واحد منهم مدعوّ إلى المشاركة في مجد الربّ المتجلّي. |
||||