![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 71971 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() يتطلب الخلاص فعل إيمان وذلك أولا بالإقرار بالخطيئة الشخصيّة، والحاجة الشخصيّة للشفاء. وثانيا بتحويل أنظارنا من رؤية شرورنا وخطايانا الى النظر على الصليب، النظر إليه من أجل شفائنا ونيل الحياة الأبدية. يقول سفر الحكمة بشكل واضح: " كَانَ الْمُلْتَفِتُ إِلَيْهَا يَخْلُصُ، لاَ بِذلِكَ الْمَنْظُورِ بَلْ بِكَ، يَا مُخَلِّصَ الْجَمِيعِ" (الحكمة 6: 16). وبهذا يفتخرُ بولس أنّه يزدري بِرَّ نفسِه. وإنّما يبحثُ عن البِرِّ الذي هو بالمسيحِ والذي هو من الله، عن البِرِّ في الإيمانِ، "لِيَعرِفَهُ ويَعرِفَ قدرةَ قيامتِه ويشارِكَ في آلامِه، فيصيرَ شبيهًا بموتِه، إن أرادَ منذ الآن أن يصلَ إلى قيامةِ الموتى". "مَن افتَخَرَ فَلْيَفتَخِرْ فِي الرَّبِّ" (1 قورنتس 1: 31). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 71972 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() الخلاص متوفّر للجميع، هو ليس أمر يمكن أن يقوم به الإنسان بمفرده، بقواه الذاتيّة، بل إنّه هبة من الربّ. والتشبيه الذي قدّمه المسيح يبرهن عن ذلك " فالرِّيحُ تَهُبُّ حَيثُ تَشاء فتَسمَعُ صَوتَها ولكنَّكَ لا تَدْري مِن أَينَ تَأتي وإِلى أَينَ تَذهَب. تِلكَ حاَلةُ كُلِّ مَولودٍ لِلُّروح" (يوحنا 3: 8)، ان نفس اللفظة اليونانية د€خ½خµل؟¦خ¼خ± تستعمل لكلا الريح والروح. كما ان وجود الريح يُعرف بتأثيراته هكذا الروح يتبيَّن بعمله. إنه هبة ينبغي التوق إليها وطلبها. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 71973 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() الروح القدس وحده يملك القدرة على خلق الايمان وفتح عيون الانسان على النور العُلْويِّ "ما مِن أَحَدٍ يُمكِنَه أَن يَدخُلَ مَلَكوتَ الله إِلاَّ إِذا وُلِدَ مِنَ الماءِ والرُّوح"(يوحنا 3: 5). يدعو يسوع الانسان كي يُحقِّق هذه دعوة التي تفوقه. وهذه الدعوة هي أساسية للإنسان " مَن أَحَبَّ حياتَهُ فقَدَها ومَن رَغِبَ عنها في هذا العالَم حَفِظَها لِلحَياةِ الأَبَدِيَّة" (يوحنا 12: 25)، ومع ذلك فهو لا يعرفها إلاَّ إذا كشفها له المسيح " إِنَّ الَّذي يأتي مِنَ عَلُ هو فَوقَ كُلِّ شَيء" (يوحنا 3: 31)، ولا يحقق هذا الدعوة إلاَّ بنعمة الروح. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 71974 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() الانسان بحاجة الى الروح القدس، لان هناك هوة كبيرة بين الجسد وبين الروح، بين الخليقة وبين الله، (أشعيا 31: 3) ويستحيل اجتيازها ما لم يأتِ الله بروحه لنجدة الخليقة ويُجدِّدها تجديدا كاملا. وقد تنبأ العهد القديم عن تجديد الانسان بروح الله على لسان حزقيال النبي " أُعْطيكم قَلبًا جَديدًا وأَجعَلُ في أَحْشائِكم روحًا. جَديدًا وأَنزِعُ مِن لَحمِكم قَلبَ الحَجَر، وأُعْطيكم قَلبًا مِن لَحْم" (حزقيال 36: 26)؛ عندئذ يشارك الانسان في حياة سماوية ويقدر ان يفهم أمور السماء من خلال الروح القدس كما صرّح يسوع "فإِذا كُنتُم لا تُؤمِنونَ عِندَما أُكَلِّمُكم في أُمورِ الأَرْض فكَيفَ تُؤمِنونَ إِذا كلَّمتُكُم في أُمورِ السَّماء؟ (يوحنا 3: 12). كان الانسان جسديا فوُلد بالروح القدس فأصبح روحيا، لان "مَولودُ الرُّوحِ يَكونُ روحاً" (يوحنا 3: 6). وبالولادة الروحية يتجدَّد الانسان داخليا فيصبح قادراً ان يشترك في حياة يسوع الهية . ولكن المصيبة الكبرى للإنسان عدم أيمانه بالمسيح المصلوب الذي غفر له. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 71975 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() لا يجوز ان نكتفي على إيمان مؤسس على معجزات خارجية كما كانت حالة بعض اليهود "آمَنَ بِاسمِه كثيرٌ مِنَ النَّاس، لمَّا رَأَوا الآياتِ الَّتي أَتى بِها. غَيرَ أَنَّ يسوعَ لم يَطمَئِنَّ إِلَيهم، لِأَنَّه كانَ يَعرِفُهم كُلَّهم" (يوحنا 3: 23-24) وكما هي أيضا حالة نيقوديمس كما صرّح هو نفسه ليسوع "راِّبي، نحنُ نَعلَمُ أَنَّكَ جِئتَ مِن لَدُنِ اللهِ مُعَلِّماً، فما مِن أَحَدٍ يَستَطيعُ أَن يَأَتِيَ بِتِلكَ الآياتِ الَّتي تَأتي بِها أَنتَ إِلاَّ إِذا كانَ اللهُ معَه" (يوحنا 3: 2). لان يسوع يطلب إيماناً ينمو في معرفته غير المنظور كما صرّح بطرس الرسول ليسوع "نَحنُ آمَنَّا وعَرَفنا أَنَّكَ قُدُّوسُ الله" (يوحنا 6: 69) وينمو في تأمله بيسوع كما قالَ يسوع لمرتا اخت لعازر الذي اقامه من القبر: "أَلَم أَقُلْ لَكِ إِنَّكِ إِن آمَنتِ تَرينَ مَجدَ الله؟" (يوحنا 11: 40). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 71976 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() يحتاج الايمان إلى رؤية "آمَنَ بِاسمِه كثيرٌ مِنَ النَّاس، لمَّا رَأَوا الآياتِ الَّتي أَتى بِها" (يوحنا 2: 23)، ويحتاج الايمان إلى لمس أيضا كما قالَ يسوع لِتوما: "هَاتِ إِصبَعَكَ إِلى هُنا فَانظُرْ يَدَيَّ، وهاتِ يَدَكَ فضَعْها في جَنْبي، ولا تكُنْ غَيرَ مُؤمِنٍ بل كُنْ مُؤمِناً" (يوحنا 20: 27)، الا انه يجب أن يبلغ إلى الحقيقة غير المرئية لمجد يسوع، دون ما حاجة إلى رؤية العلامات الكثيرة التي تُظهره كما قال يسوع لعامل الملك في كفرناحوم "إِذا لم تَرَوا الآياتِ والأَعاجيبَ لا تُؤمِنون؟" (يوحنا 4: 48). فالإيمان بالسيد المسيح ليس عقيدة نظرية مجردة، بل اتحاد عملي وشركه معه، وأكَّد يسوع ذلك بقوله "الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكم: مَن سَمِعَ كَلامي وآمَنَ بِمَن أَرسَلَني فلَه الحَياةَ الأَبَدِيَّة ولا يَمثُلُ لَدى القَضاء بلِ انتَقَلَ مِنَ المَوتِ إِلى الحَياة" (يوحنا 5: 24). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 71977 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() يركز يوحنا الإنجيلي على نتائج الإيمان غير المنظورة. فمن يؤمن لن تكون ثمة دينونة (5: 24). فهو قائم من الموت منذ الآن (يوحنا 11: 25-26)، وهو يسلك طريقه في النور (يوحنا 12: 46)، ويتمتع بالحياة الأبدية (يوحنا 3: 16). وعلى العكس، من لا يؤمن فقد حُكم عليه مقدَّماً (يوحنا 3: 18). وحيث أن الايمان هو انضمام الانسان بثقة الى شخص يسوع المصلوب، فهو الشرط الوحيد لنيل الحياة الابدية، في حين أن رفض الايمان يترك الإنسان بلا حماية أمام الدينونة. يُعلق القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم "في الماضي كان الصليبُ رمزًا للعقاب، أمّا اليوم فهو رمزُ الشرف. في الماضي كان رمزًا للإدانة، أمّا اليوم فهو مبدأ الخلاص لأنّه مصدر خيرات لا محدودة: لقد نجّانا من الخطيئة، وأنارَنا في الظلمات، وصالَحَنا مع الله" (عظة عن الصليب وعن اللصّ). وعلى هذا النحو، للإيمان دورٌ في الاختيار بين الموت والحياة، بين النور والظلام وبالتالي في الدينونة (يوحنا 3: 19-21). إنه اختيار أساسي يتعلق به حياة او موت كل إنسان. إنه "نعم" الانسان لدعوته الإلهية في المسيح بواسطة الروح القدس. ولهذا السبب، يستطيع يسوع ان يختم كلامه محدِّداً مجيئه الى هذا العالم بدينونة " مَن آمَنَ بِه لا يُدان ومَن لم يُؤمِنْ بِه فقَد دِينَ مُنذُ الآن لِأَنَّه لم يُؤمِنْ بِاسمِ ابنِ اللهِ الوَحيد"(يوحنا 3: 18). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 71978 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() الدينونة هي جزء لا يتجزأ من قانون الإيمان المسيحي حيث ان كل إنسان يظهر أمام الرب ليقدِّم حساباً عن أعماله كما جاء في تعليم بولس الرسول "لابُدَّ لَنا جَميعًا مِن أَن يُكشَفَ أَمرُنا أَمامَ مَحْكَمةِ المسيح لِيَنالَ كُلُّ واحِدٍ جَزاءَ ما عَمِلَ وهو في الجَسَد، أَخيرًا كانَ أَم شَرًّا. (2 قورنتس 5: 10). ويتنبأ دانيال النبي أن الدينونة الاخيرة التي ستختتم الزمن وتفتتح ملكوت ابن البشر الأبدي (دانيال 7: 9-12). ويعلق البابا بِندِكتُس السادس عشر، "يتحدَّث قانون إيمان الكنيسة في جزئه المحوري عن سرّ الرّب يسوع المسيح منذ ولادته الأزلية من الآب إلى ولادته الزمنية من العذراء مريم ليَصلَ مروراً بالصليب إلى القيامة حتى عودته، ويختم بالعبارة: «... وسوف يأتي بمجدٍ عظيم ليدين الأحياءَ والأموات». فإنّ الإيمان بالدّينونة الأخيرة هو قبل كلّ شيء فعل رجاء" |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 71979 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() يؤكد إنجيل يوحنا ان يسوع قد أقيم من الآب ديَّاناً في اليوم الأخير بوصفه ابن الإنسان (يوحنا 5: 26-30). "مَن آمَنَ بِه لا يُدان ومَن لم يُؤمِنْ بِه فقَد دِينَ مُنذُ الآن لِأَنَّه لم يُؤمِنْ بِاسمِ ابنِ اللهِ الوَحيد"(يوحنا 3: 18). في حضرة المسيح-النور تنكشف القلوب، ويتميز بعضها عن بعض، تبعا لإيمانها او لجحودها، لان الانسان قادر ان يفصل الشر على الحقيقة، والظلمة على النور. وفي هذا الصدد قال يسوع "كُلُّ مَن يَعمَلُ السَّيِّئات يُبغِضُ النُّور فلا يُقبِلُ إِلى النُّور لِئَلاَّ تُفضَحَ أَعمالُه" (يوحنا 3: 20). وبالعكس من يطابق سلوكه مع متطلبات الحقيقة الإلهية، وأعماله مع إرادة الله فأنه "يَعمَلُ لِلحَقّ فيُقبِلُ إِلى النُّور لِتُظهَرَ أَعمالُه وقَد صُنِعَت في الله" (يوحنا 3: 21). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 71980 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() في الواقع تحقق الدينونة منذ اللحظة التي يرسل فيها الآب الابن إلى العالم. وقد بدأت الدينونة مع الساعة التي ظهر فيها يسوع في العالم، وتتم الدينونة فوراً: فمن يؤمن لا يُدان، ومن لا يؤمن فقد يُدان، لأنه رفض النور (يوحنا 3: 18-20). اما دينونة الأزمنة الأخيرة هفي حاضرة منذ تلك الساعة، وإن كان ينبغي انتظار عودة المسيح المجيدة، حتى نراها متمّمة في ملئها. |
||||