![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 71831 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() وكما رَفَعَ مُوسى الحَيَّةَ في البَرِّيَّة فكذلِكَ يَجِبُ أَن يُرفَعَ ابنُ الإِنسان: لم يكن للحيَّة النحاسية قدرة في نفسها، انما يجد المرء في هذه العلامة تذكير بالشريعة وعلامة الخلاص الذي يعرضه الله على جميع الناس، لان النظر إلى الحّيَّةِ الْنّحاسِيَّةِ يشفى المؤمن بالإيمان (عدد 9:21؛ يوحنا يو14:3). ومن هذا المنطلق، يعلّم صاحب سفر الحكمة ان لله القدرة المطلقة على الحياة والموت، ولا يستطيع الله انتشال من اراد من خطر الموت فقط، بل يستطيع ان يُعيد الى الحياة الجسدية النفس التي نزلت الى مثوى الاموات. ويُعلق القديس افرام السرياني "كان على بني إسرائيل أن يتعلّموا أن الثعبان الذي قاد آدم إلى الموت، قادهم أيضًا نحو الهلاك. لذا، علّق موسى الثعبان على الخشبة حتى يعود بهم بهذا التشبيه إلى ذكرى شجرة معرفة الخير والشر. وهؤلاء الذين أداروا نظرهم إليه خَلصوا، لا بفضل الثعبان، إنّما بفضل توبتهم. لأنهم عندما كانوا ينظرون إلى الثعبان ويتذكّرون خطيئتهم فينتابهم الشعور بالندم، لأنّهم لُسعوا، ومرّة أخرى خُلصوا". حفظ بنو إسرائيل الحّيَّةِ الْنّحاسِيَّةِ وهو يجولون في البرية واتوا بها الى الأرض المقدسة ثم اتخذوها وثناً وعبدوها فكسرها حزقيا الملك (2 ملوك 18: 4). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 71832 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() وكما رَفَعَ مُوسى الحَيَّةَ في البَرِّيَّة فكذلِكَ يَجِبُ أَن يُرفَعَ ابنُ الإِنسان: "البَرِّيَّة" فتشير الى برية فاران جنوب جبل هور تجاه جبال أدوم (عدد 10 :12؛ 12 :16؛ 13 :3-26)؛ أما عبارة "فكذلِكَ يَجِبُ" فتشير الى إفاءة متطلبات شريعة الله والعدل بمقتضى قضاء الله الأزلي ونبوءات الكتاب المقدس كما يؤكد ذلك بولس الرسول "لِيُظهِرَ بِرَّه في الزَّمَنِ الحاضِر فيَكونَ هو بارًّا وُيبَرِّرَ من كانَ مِن أَهلِ الإِيمانِ بِيَسوع" (رومة 3: 26)، وفي موضع آخر يقول بولس "يسوع الَّذي في صُورةِ الله لم يَعُدَّ مُساواتَه للهِ غَنيمَة بل تَجرَّدَ مِن ذاتِه مُتَّخِذًا صُورةَ العَبْد وصارَ على مِثالِ البَشَر وظَهَرَ في هَيئَةِ إِنْسان فَوضَعَ نَفْسَه وأَطاعَ حَتَّى المَوت مَوتِ الصَّليب. لِذلِك رَفَعَه اللهُ إِلى العُلى ووَهَبَ لَه الاَسمَ الَّذي يَفوقُ جَميعَ الأَسماء" (في2: 5-9). واكَّد صاحب السفر للعبرانيين انه "ما مِن مَغفِرَةٍ بِغَيرِ إِراقَةِ دَم" (عبرانيين 9: 22) في حين انتظر نيقوديمُس ان يُرفع المسيح على العرش الملكي باحتفالٍ وقوةٍ ومجدٍ، لكن المسيح صرَّح له انه ينبغي ان يُرُفع أولا على صليب العار ثم يُرفع بذلك ملكا ومخلصا على عرش المجد السماوي (اعمال الرسل 4: 30). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 71833 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() وكما رَفَعَ مُوسى الحَيَّةَ في البَرِّيَّة فكذلِكَ يَجِبُ أَن يُرفَعَ ابنُ الإِنسان: "ابن الانسان" فتشير الى لقّب يسوع الذي في شخصه "تُفتح السماوات على الارض (أشعيا 63: 19)، ويصبح الاتصال بالله حقيقة دائمة (يوحنا 1: 51). فإنه السبيل المفتوح للبشر لنيل الحياة الابدية (يوحنا 6: 27)؛ اتى يسوع لملاقاة الانسان وكشف له عن "ابن الانسان" أي ذاك الذي أتى من السماء ليجمع شمل البشر ويرتفع بهم الى المشاركة في حياة الله كما عمل مع شفاء الاعمى في اورشليم (يوحنا 9: 35)؛ ويقوم ابن الانسان أيضا بعمل الديَّان الأعظم أيضا (دانيال 7: 13). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 71834 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() وكما رَفَعَ مُوسى الحَيَّةَ في البَرِّيَّة فكذلِكَ يَجِبُ أَن يُرفَعَ ابنُ الإِنسان: "يُرفَعَ ابنُ الإِنسانَ" فتشير الى موت يسوع على الصليب حيث انه يُرفع عليه ويُرفع في مجد القيامة ليقدِّم الخلاص للبشرية (اعمال الرسل 4: 30-31) كما تنبأ أشعيا بقوله "كَشَفَ الرَّبُّ عن ذراعِ قُدسِه على عُيونِ جَميعِ اَلأُمَم فتَرى كُلُّ أَطْرافِ الأَرضِ خَلاصَ إِلهِنا" (أشعيا 52: 10)، ويُعلق القديس يوحنا الذهبي الفم "هناك كان المُعلَّق نحاسًا بشكل حيَّة، وهنا المًعلق هو جسد السيد المسيح". ومعنى هذه العبارة كمعنى قول يوحنا المعمدان في المسيح "هُوَذا حَمَلُ اللهِ الَّذي يَرفَعُ خَطيئَةَ العالَم" (يوحنا 1: 29). أمَّا فعل "رفع" فيشير الى الصليب كعلامة وسبيل ارتفاع في المجد الصليب الذي هو موضع ارتفاع يسوع في المجد (يوحنا 8: 28-30) حيث صرّح يسوع "وأَنا إِذا رُفِعتُ مِنَ الأَرض جَذَبتُ إِلَيَّ النَّاسَ أَجمَعين. وقالَ ذلك مُشيراً إِلى المِيتَةِ الَّتي سَيَموتُها" (يوحنا12: 32-33). وتقبل يسوع الموت برضى كوسيلة لإتمام الفداء للعالم. فكان ما فعله موسى رمزاً نبوياً: جعل الله يسوع المسيح المُعلق على الصليب حيّة الحياة. فنظرة واحدة الى المسيح المُعلّق على الصليب هي حقا وسيلة شفاء وضمانة للخلاص والحياة،وبهذا يترنَّم صاحب المزامير "كلَّت عَينايَ اْنتِظارًا لِخَلاصِكَ ولأَقوالِ بِرِّك "(مزمور 119: 123). لقد قام يسوع بتمجيد الآب بطاعته في الخدمة الوضيعة حتى الموت، فأشركه الآب في مجده الابدي بالقيامة (يوحنا 13: 31-32). لقد قام يسوع بتمجيد الآب بطاعته في الخدمة الوضيعة حتى الموت، فأشركه الآب في مجده الابدي بالقيامة (يوحنا 13: 31-32). وخلاصة القول، أعلن يسوع لنيقوديمس في هذه الآية عن محبة الله العالم وذلك بخلاص الناس لا بارتفاع ابنه يسوع المسيح على عرش المجد والسلطان بل على الصليب وتحديدا من خلال آلامه وموته. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 71835 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() لِتَكونَ بهِ الحَياةُ الأَبديَّةُ لِكُلِّ مَن يُؤمِن تشير عبارة "لِتَكونَ بهِ" الى يسوع الذي سيتألم وسيموت، ولهذا فهو الذي يهب للذين يؤمنون به الحياة الأبدية. ولم يُصمَّم موت المسيح بإرادة الانسان، ولكن بمحبة الله، الذي بذل ابنه الوحيد ذبيحة شاملة عن العالم. أمَّا عبارة "الحَياةُ الأَبديَّةُ" فتشير الى ملكوت الله، إذ يُفضِّل يوحنا الإنجيلي ان يتكلم عن الحياة الابدية بدل ملكوت الله. والحياة الابدية هي حياة الصداقة مع الله التي تبدأ على الارض وتدوم الى الابد، كما وصفها القديس يوحنا: "نُبَشِّرُكمِ بِتلكَ الحَياةِ الأَبدِيَّةِ الَّتي كانَت لَدى الآب فتَجلَّت لَنا ذاكَ الَّذي رَأَيناه وسَمِعناه، نُبَشِّرُكم بِه أَنتم أَيضًا لِتَكونَ لَكَم أَيضًا مُشاركَةٌ معَنا ومُشاركتُنا هي مُشاركةٌ لِلآب ولاَبنِه يسوعَ المسيح" (1 يوحنا 1: 2-3). الحياة الأبدية هي "حَياةِ اللّهِ" (أفسس 4: 18) المتجسّدة في المسيح القائل "أَنا الطَّريقُ والحَقُّ والحَياة" (يوحنّا 14: 6). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 71836 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() القدّيس غريغوريوس النيصيّ "إنّ الحياة الأبديّة هي رؤية الله. وإذا كان الله هو الحياة، فمَن لا يراه، لا يرى الحياة أيضًا". آه لو استطعنا إيقاظ النّاس من لامبالاتهم، وأن نستيقظ معهم، لكي نحب الحياة الأبديّة بمقدار محبّتنا لهذه الحياة الفانية! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 71837 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() "لِكُلِّ مَن يُؤمِن" فتشير الى كل البشر بلا استثناء. فالخلاص بالإيمان بالمسيح معروض على كل إنسان في البشرية. هبة الحياة الأبدية مقدَّمة لكلّ المؤمنين كضمان لكونهم سوف يَحيون إلى الأبد. ويرتبط الايمان بالحياة الأبدية، إذ انَّ يسوع تألم ومات ليَهب للذين يؤمنون به الحياة الإلهية. ويكفي نظرة واحدة بإيمان الى المسيح، وهو معلّق على الصليب، كوسيلة للشفاء وضمانة للخلاص والحياة. والايمان المراد به هنا ليس مجرد تصديق العقل وجود المسيح ولاهوته وموته من اجل الخطأة، بل قبوله بالقلب والإرادة مخلصا وتسليم النفس الى يديه كما قال بولس الرسول الى السجَّان: "آمِنْ بِالرَّبِّ يسوع تَنَل الخَلاصَ أَنتَ وأَهلُ بَيِتك" (اعمال الرسل 16: 31). وكما انه لم يكن سبيل الى شفاء الذين لدغتهم الحيَّات من شعب العهد القدم الا نظرهم الى الحّيَّةِ الْنّحاسِيَّةِ كذلك لا سبيل الى نوال الحياة الأبدية الاَّ الايمان بيسوع المسيح. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 71838 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() فإِنَّ اللهَ أَحبَّ العالَمَ حتَّى إِنَّه جادَ بِابنِه الوَحيد لِكَي لا يَهلِكَ كُلُّ مَن يُؤمِنُ بِه بل تكونَ له الحياةُ الأَبدِيَّة تشير عبارة "اللهَ أَحبَّ العالَمَ" الى مبادرة الهنا الذي يُحبُّ، فهو إله محبة، إله وأب في آن واحد. لقد أحبَّ الله البشرية حباً فائقاً، وبلغ حبُّه الى اقصى الحدود. والحبُّ هو مصدر الخلاص، إذ دفع حبُّ الآب السماوي ان يعطي العالم أعز ما لديه، ابنه الوحيد يسوع المسيح. وفي هذا الصدد أعلن يوحنا الرسول "ما ظَهَرَت بِه مَحبَّةُ اللهِ بَينَنا هو أَنَّ اللهَ أَرسَلَ ابنَه الوَحيدَ إِلى العالَم لِنَحْيا بِه. وما تَقومُ عَلَيه المَحَبَّة هو أَنَّه لَسنا نَحنُ أَحبَبْنا الله بل هو أَحَبَّنا فأَرسَلَ ابنَه كَفَّارةً لِخَطايانا" (1 يوحنا 4: 9-10). ويُعلق القدّيس أوغسطينوس "يحب الربّ كل واحد منّا وكأنّ ليس هناك من يُحبّه سواه". |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 71839 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() القدّيس أوغسطينوس "يحب الربّ كل واحد منّا وكأنّ ليس هناك من يُحبّه سواه". |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 71840 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() فإِنَّ اللهَ أَحبَّ العالَمَ حتَّى إِنَّه جادَ بِابنِه الوَحيد لِكَي لا يَهلِكَ كُلُّ مَن يُؤمِنُ بِه بل تكونَ له الحياةُ الأَبدِيَّة "العالَمَ" فتشير الى جميع الأمم وليس فقط اليهود كما زعم نيقوديمُس. ان المسيح مخلصُ الجميع كما يؤكد ذلك بولس الرسول "ذلك بِأَنَّ اللهَ كانَ في المَسيحِ مُصالِحًا لِلعالَم وغَيرَ مُحاسِبٍ لَهم على زَلاَّتِهم، ومُستَودِعًا إِيَّانا كَلِمَةَ المُصالَحَة" (2 قورنتس 5: 19). وعلة عطية المسيح للعالم ليست محبة العالم لله بل محبة الله للعالم. |
||||