![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 71771 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() عمَّرت الرُّهبانيَّة الدير واشترت له الأراضي الواسعة بجهد الرُّهبان وكدِّهم وتعب أيديهم، وكبَّرته شيئًا فشيئًا وجدَّدته مرَّات بعد أن خرَّبه أعداء الدِّين، إلى أن صار على ما هو عليه الآن، آية في الفنّ وروعة في الجمال ومزارًا مقدّسًا عالميًّ. فازدهرت الحياة النـُّسكيَّة والحالة الرُّهبانيَّة في لبنان. فكانت لنا الأديار والصَّوامع على الجبال وفي الوهاد والمنعرجات، يسكنها الرُّهبان، جاعلين منها معاقل للصَّلاة والتأمُّل والعمل اليدويّ، ومنطلق رسالة روحيَّة ووطنيَّة لا أجمل ولا أروع، لا أوسع ولا أنزه، وحرابًا صلبة تردّ صواعق غضب الله عن لبنان والكنيسة والعالم. وكان لنا، ما عدا المؤسِّسين الأبرار، القدِّيسون مثال الآباء نعمة الله كسَّاب الحرديني وشربل مخلوف البقاعكفريّ ودانيال العلم الحدثيّ (الجبِّة) ويوسف أبي غصن الجبيليّ والأُخت رفقا الرَّيِّس الحملاويَّة والأخ إسطفان نعمة اللـِّحفديّ، وغيرهم... |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 71772 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() تتابعت الحياة النـُّسكيَّة والسِّيرة الرُّهبانيَّة على مدى الأجيال في لبنان حتى يومنا هذا، بفضل الرُّهبانيَّات. ولم تزل الرُّهبانيَّة اللـُّبنانيَّة تواصل بدورها المسيرة الخيِّرة وتحافظ، بفضل الله وشفاعة أبنائها البررة القدِّيسين الكثر،على التـُّراث الثـَّمين وترعى الوديعة بعين العناية وبكلّ اهتمام؛ تسلـِّم المشعل من كابرٍ إلى أكبر، محقـِّقة ومتابعة بذلك الرِّسالة الرُّوحيَّة والوطنيَّة بكلّ أمانة وشجاعة، مستلهمة الرُّوح القدس ومصلـِّية إلى الله الآب والإبن، لتكثر الدَّعوات الرُّهبانيَّة والنـُّسكيَّة المقدَّسة. وليظلّ لبنان مهد الحقّ والخير والجمال ومنبع القداسة وحامل مشعل الحضارة الإنسانيَّة المسيحيَّة ورسول المحبَّة والسَّلام إلى العالم. حبَّذا لو نبقى تلاميذ لأنطونيوس، نمشي خطاه ونسير درب الحقّ والحقيقة بين دروب الحياة الشَّتـَّى والعديدة، فنطالب كما طالب الرُّهبان منذ القِدَم "بكلمة حياة". ونقول لأنطونيوس: "أبَّا، قل لي كلمة حياة" |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 71773 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() وفاة أنطونيوس ووصيَّته الأخيرة أنعم الله على القدِّيس أنطونيوس بحياة طويلة قضاها مع الله بالجهد العنيد والحبّ المستميت. ولمَّا علِمَ بدنوّ أجَلِه، حدّثته نفسه بزيارة تلاميذه في صوامعهم للمرَّة الأخيرة ليراهم ويلقي عليهم وصيَّته الأبويَّة الأخيرة. ولمَّا وصل، سلـَّم عليهم وقال لهم: "هذه، يا أولادي، زيارتي الأخيرة لكم. ولا أظنّ أنـِّي أراكم بعد في هذه الدُّنيا. إنَّ المئة والخمس سنين تضطرُّني إلى أن أنحلَّ من هذا الجسد الفاني". فحزن سامعوه وامتلأت قلوبهم كآبة وعلت زفراتهم وتهافتوا على يديه يقبِّلونها. ثمَّ أشار القدِّيس أنطونيوس ليسكـتوا ويكـُفـُّوا عن البكاء. وتابع يقول لهم: "يا أولادي، إنـِّي مغادركم. غير أنـِّي لا أنفكّ عن محبَّتكم. مارسوا دائمًا أعمالكم المقدَّسة ولا تتراخوا قط. احرصوا كلّ الحرص ألاَّ تدنـِّس أنفسكم شوائب الأفكار. اجعلوا الموت نصب أعينكم واجعلوا قيد أبصاركم حياة القدِّيسين واقتدوا بهم. اتبعوا طريق الحقّ شجعانـًا، وحذارِ أن تشتركوا مع الأريوسيِّين المعروف كفرهم ونفاقهم وزميم أعمالهم. اهربوا منهم. لا تتعجَّبوا من مساعدة الحكـَّام ومناضلتهم عن تعليمهم. فهذه السُّلطة الوهميَّة التي اختلسوها لا بدّ أن تتلاشى. وليكن ذلك محرِّضًا لكم على ألّا تكون لكم علاقة بهم. حافظوا بكلّ تقوى على تقليدات آبائكم واثبتوا في إيمان المسيح وعلى ما تثقـَّفتم به من الأسفار المقدَّسة واستماعكم الإرشادات التي ألقيتها عليكم أنا العبد القاصر". فألقى كلامه هذا في قلوب تلاميذه حزنـًا عميقـًا. لكـنـَّهم التزموا، مراعاةً لشعوره، أن يكتموا حزنهم، إنـَّما اجتهدوا أن يحملوه على البقاء بينهم حتى ساعة موته. فيتشرَّف ديرهم بميتته المجيدة ودفنته الموقـَّرة. هذه هي التـَّعزية الوحيدة التي كانوا يرجونها. لكنَّ القدِّيس رفض طلبهم هذا بكلّ صراحة. وودَّع رهبانه وعاد إلى خلوته استعدادًا لملاقاة ربِّه. وبعد أيَّام من وصوله إلى صومعته، اعتراه المرض. فقدَّم لله تعالى حياته وسأله بكلّ اتـِّضاع أن يغفر له خطاياه مفوِّضًا إليه أمر نفسه. ثمَّ صلـَّى من أجل تلاميذه وخاصَّة من أجل تلميذيه مكاريوس وأماتوس اللـَّذين كانا معه منذ خمس عشرة سنة، يقيمان معه ويخدمانه في شيخوخته، وقال لهما: "إنـِّي، يا ولدَيَّ العزيزين، منطلق في طريق الآباء. فالرّبّ يدعوني. وأنا مرتاح كلّ الإرتياح للحُظوة بالإتـِّحاد به تعالى. أُذكـِّركما، بنيَّ، وأحضُّكما ألاَّ تضيعا في يسير من الزَّمن جنى أتعاب سنوات عديدة. ضعَا نصب أعينكما أنـَّكما قد ابتدأتما اليوم، فيزداد عزمكما وحرارتكما بحفظ الواجب. أنتما تعلمان مكائد إبليس وقساوته ولا تجهلان ضعفه. فلا تخافاه قط؛ بل آمِنا بيسوع المسيح واكتبا على صفحات قلبَيكما الإيمان باسمه المقدَّس، لأنَّ الإيمان الرَّاسخ يهزم الأبالسة. أجيلا فكركما في نصائحي واذكرا زوال الحياة التي هي في تصرُّفٍ وتقلـًّبٍ دائم. فتحرزا عاجلاً ثواب السَّماء. اهرُبا من سمّ أرباب الشِّقاق والبدَع لأنـَّهم أبدًا أعداء صليب المسيح. إجهَدا النـَّفس في حفظ وصايا الله. فبعد مماتكما، يلقاكما الجميع بمنازل السَّماء كأصدقاء. فكـِّرا بهذه الأشياء وتصرَّفا فيها بفطنة وتحدَّثا عنها ما استطعتما". "ثمَّ إنـِّي أُناشدكما الله، إذا خطرت لكما في بال وجاء في فكركما ذكر أبيكما، وإذا شئتما أن تبادلاني ما لي عندكما من خالص المودَّة، ألاَّ تحملا جسدي إلى مصر، مخافة أن يُصان. فيكون لي ذلك الإعتبار الباطل، تِبعًا لعادة المصريِّين الذميمة. فحذار من ذلك، عدتُ إلى هنا لكي أموت في هذا الموضع. فأنتما إذًا تدفناني في بطن الأرض وتردَّان التـُّراب عى جسد أبيكما. واحفظا وصيَّتي، وهي ألاَّ تَدعا أحدًا سواكما يعلم أين موضع دفني. ورجائي وطيد أنـِّي أقبل هذا الجسد يوم القيامة من يد سيِّدي يسوع المسيح معصومًا من الفساد. أمَّا ثيابي، فإنـِّي أُوزِّعها كما يلي: "أعطيا الأُسقف أتناسيوس جلد الغنم والرِّداء الذي استلمته منه جديدًا فأردُّه له باليًا. أعطِيا الأُسقف سرابيون جلد الغنم الآخر. واحفظا لكما مِسحيَّ. أستودعكما الله، يا ولدَيَّ العزيزَين. إنَّ أنطونيوس يفارقكما بالجسد ولا يفارقكما بالرُّوح". (الشُّذور الذَّهبيَّة صفحة 101- 106). فلمَّا انتهى أنطونيوس من كلامه، تقدَّم إليه الـتـِّلميذان يعانقانه. ثمَّ بسط رجليه وقابَل الموت بكلّ هدوء وابتهاج وإشارات الفرح السَّماويّ بادية على ملامحه فاتحًا ذراعيه كأنـَّه يريد أن يعانق آخرين. ولفظ روحه الطـَّاهرة. لاحقـًا الآباء الأوَّلين، في السَّابع عشر من كانون الـثـَّاني سنة 356، وله من العمر مئة وخمس سنين. أمَّا الـتـِّلميذان فعَمِلا بما أوصاهما. فأدرجا جسده في كفن ودفناه في بطن الأرض. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 71774 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() من عظائم والدة الإله الشخصيّة تَنَزُّهُها عن الخطيئة بالنّسبة لسائر البشر ، وجهادها الشخصيّ. وفقًا للقدّيس غريغوريوس بالاماس، أسقف تسالونيكي، عندما كانت والدة الإله طفلة صغيرة في قدس الأقداس “العمل العقليّ” وهي رائدة الصلاة العقليّة والقلبيّة، لأنّه “من خلال عودة العقل إلى القلب والصلاة الدائمة، سَمَت عن كلّ ما له هيئة وشكل، فَبَنت بالتّالي دربًا جديدًا إلى السماء – الصمت العقليّ – وارتفعت من خلاله فوق المخلوقات كلّها، وعاينت مجد الله بطريقة أكثر كمالاً من موسى، ورأت النعمة الإلهيّة الّتي لا يُمكن الحواس إدراكها، بل هي مشاهدة بديعة للملائكة، والرهبان، والنفوس النقيّة“ |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 71775 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() “العظائم الّتي صنعها الإله القدير بها”:
|
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 71776 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() “العظائم الّتي صنعها الإله القدير بها”: استمّرت سيّدتنا والدة الإله بجهادها الشخصيّ بعد قيامة ابنها وصعوده، “سَعَت السيّدة والدة الإله بطريقة مميّزة إلى الجهاد، أيضًا بعد صعود ابنها، بالصوم، والصلوات، والسجدات، وأنواع التقشّف كلّها” . يُلخّص القدّيس تعاليم الكنيسة حول تنزيه والدة الإله نسبيًّا من الخطيئة في مقطع النشيد “تبتهج روحي بالله مخلّصي”. إنّ الّذي خلّص العالم من الخطيئة خلّص أيضًا والدة الإله من الخطيئة الجديّة، لأنه وعلى الرّغم من سمو والدة الإله عن كل خطيئة طوعية، مُميتة، وقابلة للمغفرة… كانت عرضة للخطيئة الجدّيّة حتّى البشارة. عندئذٍ، طُهرّت من ذلك بحلول الروح القدس” . ويُصنّف القديس نيقوديموس بتوليّتها الدائمة، وقيامتها، وانتقالها، وصعودها إلى ملكوت السماوات ضمن العظائم الفائقة الطبيعة لوالدة الإله . |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 71777 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() يذكر القديس نيقوديمس في كتابه “بستان النِّعَم” شهادة القدّيس أغسطينوس حول عظمة والدة الإله الفائقة التصوّر: “كان الله الخالق العظيم، الّذي أخرج كلّ شيء من العدم إلى الوجود، قادرًا على الإتيان بمخلوقات أكثر كمالاً، لأنّه قادر على كلّ شيء، طبعًا؛ ومع ذلك ثمّة ثلاثة أشياء لم يستطع الله نفسه أن يجعلها أكثر كمالًا: طبيعة المسيح البشريّة، عظمة مريم الدائمة البتوليّة في ولادتها، والمجد الأبديّ للقدّيسين”. على ضوء ما ذُكِرَ أعلاه، لا يمكننا أن نسلّم برأي بعض اللاهوتيّين في الوسط الأرثوذكسيّ، الّذين يدّعون أنّ وساطة العذراء أو شفاعتها، كما يسارعون إلى تسميّتها، لا تختلف بشكل جوهريّ عن شفاعة القدّيسين الآخرين. من المعروف أنّه تمّ التشكيك منذ بضعة عقود بتقليد كنيسة المسيح الّتي تصلّي “أيتها الفائق قدسها والدة الإله خلصينا”. يقولون إنّ الله وحده يُخلّص. لا يمكن العذراء مريم الكليّة القداسة سوى التشفّع مثل أيّ قدّيس. تصلّي الكنيسة بالتأكيد، “بشفاعة والدة الإله، يا مخلّص خلّصنا”، لكنها تُرنّم أيضًا “أنتِ لنا شفيعة عند الله المحبّ البشر” لأنّ سيّدتنا “أكرم من الشيروبيم وأرفع مجدًا بغير قياس من السيرافيم” – “القدّيسة الأعظم من القدّيسين” – “الله بعد الله”، هذا كلّه يعني أنّ شفاعتها – وساطتها – أرفع بلا قياس من شفاعة القدّيسين والملائكة. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 71778 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() أنّ ابن الله مدين دائمًا لوالدته، عليه أوّلاً أنّ يعظّمها بكامل المجد والإكرام اللّذين يليقان بإله ولا يعرفهما أي مخلوق آخر؛ وبما أنّ القرض الّذي تلقّاه منها أبديّ، عليه أيضًا أن يحقّق طلبات والدته الآن وإلى الأبد ….” ويتابع نيقوديموس المحبّ لوالدة الإله، “هل رأيتم مجدًا مماثلًا يا أحبّائي؟ هل رأيتم عظائم العذراء؟ أسرعوا إليها بتقوى وإيمان وسوف تٌستَجاب طلبات صلواتكم المتعلّقة بالمسائل الخلاصية كلّها.” صاحب السيادة، بحسب قصة القدّيس قوزما الإيتولي الرائعة الّتي سأرويها، إنّ حبّ ملكة السموات ورأفتها لا يعرفان حدودًا. وفقًا للقدّيس قوزما، استسلم أحد المسيحييّن المدعو يوحنا لطريق السّرقة الرديئة. أصبح قائد عصابة مؤلَّفة من مئة لصّ، إلّا أنّه كان لديه احترام كبير لوالدة الإله، ولعلّه قد ورثه من أهل بيته المتديّنين. لم يغفل قطّ، لا مساءً ولا صباحًا، عن صلاة المديح لأمّنا الكليّة القداسة. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 71779 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() من خلال شفاعة العذراء الكليّة القداسة (Panagia) أنارت نعمة الله ناسكًا تقيًّا ليزور عصابة اللصوص هذه ويبشّرهم بكلمة الخلاص. أقنع الناسك الرائي القائد يوحنا بأن يستدعي أتباعه كلّهم ورأى أنّ أحدهم كان غائبًا. فسأل “من الغائب”؟ وبالفعل، كان الطبّاخ غائبًا. طالب الناسك بحضوره، ولكنّ هذا الطبّاخ، عند قدومه، رفض أن ينظر إلى وجه رجل الله. أمر الناسك التقيّ هذا الطبّاخ الغريب الأطوار: “بإسم يسوع المسيح، آمرك بأن تقول لنا اسمك ومن أين أتيت…” فأجابه، “أنا أبو الكذب… لكنّك الآن بعدما قيّدتني باسم المسيح أنا مُجبرٌ على قول الحقيقة…أنا شيطان و أرسلني سيدي لأخدم القائد يوحنا، منتظرًا بفارغ الصبر اليوم الأوّل الّذي يهمل فيه صلاته لوالدة الإله، كي أتمكّن من أخذ روحه مباشرة إلى الجحيم. أنا هنا منذ أربعة عشر عامًا ولم يُهمل قطّ صلاته: “إفرحي يا عروسًا لا عروس لها”! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 71780 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() من خلال شفاعة العذراء الكليّة القداسة (Panagia) أنارت نعمة الله ناسكًا تقيًّا ليزور عصابة اللصوص هذه ويبشّرهم بكلمة الخلاص. أقنع الناسك الرائي القائد يوحنا بأن يستدعي أتباعه كلّهم ورأى أنّ أحدهم كان غائبًا. فسأل “من الغائب”؟ وبالفعل، كان الطبّاخ غائبًا. طالب الناسك بحضوره، ولكنّ هذا الطبّاخ، عند قدومه، رفض أن ينظر إلى وجه رجل الله. أمر الناسك التقيّ هذا الطبّاخ الغريب الأطوار: “بإسم يسوع المسيح، آمرك بأن تقول لنا اسمك ومن أين أتيت…” فأجابه، “أنا أبو الكذب… لكنّك الآن بعدما قيّدتني باسم المسيح أنا مُجبرٌ على قول الحقيقة…أنا شيطان و أرسلني سيدي لأخدم القائد يوحنا، منتظرًا بفارغ الصبر اليوم الأوّل الّذي يهمل فيه صلاته لوالدة الإله، كي أتمكّن من أخذ روحه مباشرة إلى الجحيم. أنا هنا منذ أربعة عشر عامًا ولم يُهمل قطّ صلاته: “إفرحي يا عروسًا لا عروس لها”! أبعد الناسك الشيطان إلى الجانب الآخر من العالم، ثمّ بشّر اللصوص الّذين أظهروا توبة مثاليّة. أصبح بعضهم رهبانًا وتزوّج بعضهم الآخر وعاشوا حياة مليئة بالتقوى. صاحب السيادة، إخوتي وأخواتي في المسيح، تُجسّد هذه القصة بشكلٍ رائع حبّ إلهنا ووالدته لكلّ خاطىء. بالنسبة إلى الرّبّ ما من شيء على هذه الأرض أثمن من بضع قطرات دمع من قلب تائب. حتّى إنّ دمعة واحدة لتوبة حقيقيّة تفوق طنًّا من الأعمال الصالحة المفتقرة إلى التوبة. |
||||