![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 71171 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() أن تعتقد أن الخطية تستبدُّ بالإنسان من الخارج فقط. صحيحٌ أن القدوة السيئة يمكن أن يكون لها تأثيرٌ هائل. نرى ذلك في الأولاد الذين يولدون لآباء أردياء وينشأون في بيئةٍ خلُقية خالية من التقوى والرصانة. وعلى عكس ذلك، فإن في الولادة من آباء أتقياء والتربية في محيطٍ سليم خُلُقياً ودينياً لبركة لا يمكن تقديرُها. غير أن ذلك كلَّه ليس إلا جانباً واحداً من المسألة. فما كان لفلك البيئة السيئة مثلُ هذا التأثير السيئ في الولَد لو أن الولد نفسه لم تكن له في قلبه نزعةٌ نحو الشر. وعلى المنوال نفسه، فإن البيئة الصالحة ما كانت لتُخفف غالباً في التأثير بالولد لو أن ذلك الولد كان قد تلقى عند ولادته قلباً نقياً يمتثل لكلِّ ما هو خير. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 71172 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() ربما نجد إنسانًا مرتكبًا جبلاً من الخطايا، ويجلس مع الأب الكاهن ويسرد خطايا تطن لها الأذن، ويأخذ الحِل. ثم يخرج فرحًا وكأنه لم يفعل شيئًا.. هل هذه هي التوبة؟! أين البكاء والحزن على الخطية..؟! فالكتاب المقدس يقول: "اَلْحُزْنُ خَيْرٌ مِنَ الضَّحِكِ لأَنَّهُ بِكَآبَةِ الْوَجْهِ يُصْلَحُ الْقَلْبُ" (جا7 :3)، ويقول السيد المسيح أيضًا: "طُوبَى لِلْحَزَانَى لأَنَّهُمْ يَتَعَزَّوْنَ" (مت5: 4). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 71173 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() ليتنا عندما نشعر أننا قد أحزنّا قلب الله في أي شيء نبتعد عن روح المرح والضحك والمزاح والفرح الخارجي.. لا تتعجل الفرح، الفرح سوف يأتي كما قال السيد المسيح: "وَلَكِنِّي سَأَرَاكُمْ أَيْضاً فَتَفْرَحُ قُلُوبُكُمْ وَلاَ يَنْزِعُ أَحَدٌ فَرَحَكُمْ مِنْكُمْ" (يو16: 22)، لكن هذا الفرح يأتي من خلال الحزن.. "اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ سَتَبْكُونَ وَتَنُوحُونَ وَالْعَالَمُ يَفْرَحُ. أَنْتُمْ سَتَحْزَنُونَ وَلَكِنَّ حُزْنَكُمْ يَتَحَوَّلُ إِلَى فَرَحٍ" (يو16: 20). اجعلوا فرحكم يتولد من داخل الحزن.. وإلاّ فسوف يولد حزنكم من داخل الفرح. كما قال داود في مزمور التوبة: "امنحني بهجة خلاصك، وبروح رئاسي اعضدنى" (مز50: 12)، وفي الترجمة البيروتية "رُدَّ لِي بَهْجَةَ خَلاَصِكَ وَبِرُوحٍ مُنْتَدِبَةٍ اعْضُدْنِي" (مز51: 12). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 71174 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() إذا عاش الإنسان في الفرح الظاهري في الوقت الذي فيه ينبغي البكاء سوف يجد حزنه قد أتى سريعًا، أما إذا بكى الإنسان على خطاياه وندم وتاب، حينئذٍ يعرف معنى الفرح الحقيقي وبهجة الخلاص كما يقول بولس الرسول: "اِفْرَحُوا فِي الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ وَأَقُولُ أَيْضاً افْرَحُوا" (فى4: 4)، وعبارة "فى الرب" تؤكد أن هذا الفرح نابع من خلال الحياة المقدسة في المسيح في الرب.. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 71175 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() الإنسان الخاطئ ليس له الحق أن يفرح، أما الإنسان الذي ذاق حلاوة النصرة مع المسيح هو الذي يفرح. وأفراح القيامة تعمل في حياته. فما هي القيامة إلا الانتصار على الخطية والموت. ولذلك نحن لا نقصد أن يعيش الإنسان في كآبة مستمرة، ويعكس كآبته على من حوله. بل ينبغي أن يفرح بالنصرة. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 71176 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() بمجيئ المسيحية أصبح الاحتفال يقام علي شرف "الكنيسة الأم Mother Church " في الأحد الرابع من الصوم الكبير عند الأقباط ويتم شراء الهدايا كل لكنيسته التى تم تعميده فيها. وبدأ في العصور الوسطى شكلآ آخر من الاحتفالات. تختلف القصص التي تروي كيف بدأ الاحتفال بعيد الام فهذا الاحتفال يختلف تاريخه من دولة لأخرى ، وكذلك أسلوب الاحتفال به ، فالنرويج تقيمه في الأحد الثاني من فبراير ، أما في الأرجنتين فهو يوم الأحد الثاني من أكتوبر ، وفي لبنان يكون اليوم الأول من فصل الربيع ، وجنوب أفريقيا تحتفل به يوم الأحد الأول من مايو.أما في فرنسا فيكون الاحتفال أكثر بالعيد كعيد الأسرة في يوم الأحد الأخير من مايو حيث يجتمع أفراد الأسرة للعشاء معاً ثم تقدم كيكة للأم.والسويد أيضا عندها عطلة عيد الأسرة في الأحد الأخير من مايو وقبلها بأيام يقوم الصليب الأحمر السويدي ببيع وردات صغيرة من البلاستيك تقدم حصيلتها للأمهات اللاتي يكن في عطلة لرعاية أطفالهن . وفي اليابان يكون الاحتفال في يوم الأحد الثاني من مايو مثل أمريكا الشمالية وفيه يتم عرض صور رسمها أطفال بين السادسة والرابعة عشرة من عمرهم وتدخل ضمن معرض متجول يحمل اسم "أمي" ويتم نقله كل 4 سنوات يتجول المعرض في عديد من الدول . الشخصيات ابانوب مينا جورج هاني الام تبدأ المسرحيه علي مينا وامه يدخلان الي الصاله " المسرح " مينا : يلا عاوزة حاجه انا ماشي بقي الام : رايح فين يا مينا في الوقت المتأخر ده هتخرج حالا الساعه عدت 1 بالليل مينا : نعم هو انا عيل صغير هتقوليلي رايح فين انا حر يا ستي الام : هو انا علشان خايفه عليك ابقي بقولك انتا عيل مينا : عاوزة ايه حالا انا هخرج ومش كل شويه تفضلي تقوليلي الكلام ده الام : يبني اسمعني انا خايفه علي مصلحتك مينا : يعني هو انا مش عارف مصلحتي يعني انا اهبل ولا ايه افضلي انتي كل شويه ضايقيني بكلامك ده خنقتيني يا شيخه انا ماشي الام : يبني بس استني مينا .. مينا " يخرج مينا مسرعا وهو في قمه الغضب " وتبكي الام علي ابنها ثم تقول :- الام : يارب احفظهولي وخلي بالك منه يارب متحاسبهوش علي اللي هو بيعملوا معايا . يارب السكينه سرقاه يارب انا نفسي بس اشوفه منتبه في حياته ودروسه علشان يكبر ويبقي حد كويس ويتجوز واشوف ولاده نفسي يارب يروح الكنيسه ويتناول يارب خليك معاه يارب واحفظه ليا من كل شر " ثم تبدأ في الصلاه " بسم الاب والابن والروح القدس ............." المشهد التاني يبدأ علي مجموعه اصدقاء يجلسون مع بعض يتبادلون اطراف الحوار يلقون علي بعض الدعابات ثم يرن هاتف احدهم وهو مينا مينا : ألو الام : ايوة يا مينا انتا فين يا حبيبي مينا : طب ثواني كده " ثواني يا جماعه وجاي" ثم يعاود الحديث في التليفون مبنا : إيه عاوزة ايه الام : انتا فين يا مينا إتاخرت ليه يبني بقالك اسبوع برا البيت ومش عارف انتا فين ؟ مينا : هو أنا عيل صغير علشان كل شويه تتصلي بيا كده الام : هو انا علشان بطمن عليك تبقي عيل صغير مينا : بس لما تفضلي كل شويه تفضلي تزني علي دماغي كده وانتا فين بتعمل ايه اتاخرت ليه كده مبقاش عيل صغير علي فكره بجد انا اتخنقت من تصرفاتك دي وبردو قبل ما انزل عملتي نفس الحكايه بقولك ايه اقفلي انا مش جاي وهرجع بمزاجي ويغلق الهاتف فجاه ثم يعود الي اصحابه مينا : ايه يا جماعه كنا بنقول ايه ؟ ابانوب : ايه يبني صوتك كان عالي ليه كده ومين ده اللي انتا مخنوق منه كده مينا : امي يا عم كل شويه انتا رايح فين وخارج ليه والمزاكره لحد ما زهقت بجد يا جماعه انا عاوز اسيبلها البيت وامشي هاني : يعني لو مشيت من البيت هتروح فين مينا : علي رايك ياريت لو هي اصلا مكنتش موجوده عارف انتا لو تختفي من حياتي بقي في قمه السعاده مش هتفضل بقي تقولي كل شويه الكلام الرخم بتاعها ده ثم يبدأ صديقه جورج في البكاء يتكلم مينا ويساله مينا : ايه يبني فيه ايه بتعيط ليه ؟ جورج : في الوقت اللي انتا فيه بتعمل في امك الكلام ده ونفسك امك متبقاش موجوده اصلا انا بس بتمني اشوفها ولو مرة واحده نفسي بس اشوفها واقولها اسف علي اي حاجه انا عملتها زعلت مني فيها مينا : يا جورج انتا حاجه وانا حاجه جورج : انا امي ماتت وانا صغير ماتت في الوقت اللي كنت نفسي فيه تحضني وتضمني بايديها زي بقيت الاطفال وانا صغير كنت بشوف اصحابي معاهم امهم ماسكين في ايديهم والحنيه في عنيهم لو اي حد فيهم حصلوا حاجه امه كانت بتقوم تجري عليه وانا اتحرمت من كل ده مكنش عندي ام تحضني وتخاف عليا حتي لما كبرت وكبرت مشاكلي معايا كنت دايما ببقي نفسي ام تبقي موجوده جنبي أحكيلها مشاكلي وهي تسمعني ولما اكون تعبان من مشاكل الدنيا علي الاخر اترمي في حضنها وافضل ابكي وهي تطبطب عليا بحنيه وتواسيني وتحاول تنصحني اعمل ايه هاني : خلاص يا جورج هو انتا يعني كنت عملت حاجه تزعلها منك جورج : لا ده انا حتي ملحقتش اشوفها وانا كبير علشان اشوف حنانها زي كل الامهات عارفين كان نفسي في ايه ؟ أبانوب : ايه يا جورج ؟ جورج : عيد الام اهه كمان كام يوم كان نفسي اجيب ليها هديه واقولها كل سنه وانتي طيب وابوس ايديها واقولها شكرا يا ماما علي حنانك ليا وشكرا علي كل حياتك اللي كنتي عايشاها علشاني .. ياااه ياحبيتي يا امي نفسي اشوفك ولو لحظه بس... وحشاني اوي ياامي "يترمي في حضن ابانوب" ابانوب : خلاص يا جورج ما تعملش يبني كده انتا اي نعم عشت من غير ان لكن كان العدرا امك معوضاك و حافظاك من كل شر وحضناك دايما بحنانها مينا : ياااه قد يا جورج حسستني اني اعمي قد ايه يا جورج انا كنت غلط في كل حاجه بعملها يعني انتا حاس بده كله وطول عمرك كان نفس يبقي ليك ام تخاف عليك وتحضنك وانا عملت ده في امي في الوقت اللي فيه انتا كان نفسك تحضن امك انا كنت بزعق معاها وفي الوقت اللي كان نفسك تبوس ايديها كنت انا بخليها تبكي عليا وبسيبها بالايام لوحدها كانت دايما بتنصحني وانا كنت ببعد عنها لما كنت ببقي تعبان ومريض كانت بتسهر جنبي تبكي وتصلي علشاني ان ربنا يشفيني كنت بسغرب اوي وانا صغير علي عياطها علشاني لكن حالا بس عرفت قد ايه هي كانت بتحبني يا حبيبتي يا امي يا حبيبتي قد ايه كنت تايه ومش شايف كل الحنان ده منك انا فعلا ناكر للجميل هاني : ازاي بس احنا مش بنحس بكل الحنان ده من الام الا بعد فوات الاوان وبعد ما بنكون جرحناهم كتير اوي ابانوب : وليه فات الاوان ليه لسا الوقت قدامك قوم يا مينا وروح ليها في البيت واعتذر ليها علي اللي انتا عملته ده جورج : قوم يامينا صدقني كل حاجه في الدنيا دي ممكن تكون مزيفه الا حنان الام بجد مش بيكون علشان مصلحه وعلشان هما عاوزين حاجه بس بجد بيكون حنان بدون مقابل يلا بينا المشهد التالت في البيت عند مينا " يدخل مينا واصحابه وامه مش في البيت مينا : يا ماما انتي فين ماما ... اكيد زعلت مني وسابت البيت ابانوب : يعني كان لازم تزعق معاها مينا : انا غلطان يا امي يا تري رحتي فين بس يارب علي قد صلاتها ليك علشان ابقي انا حد كويس وعلي قد حنيتها عليا رجعها ليا يارب صدقني انا هبقي حد كويس وهصلي وهروح الكنيسه ومش هزعلها مني تاني ابدا بس ترجع تاني " تدخل الام من الباب " الام : مينا انتا جيت مينا : " مقبلا يد امه ويقول " مينا : ماما انتي كنتي فين انا الفتكرتك زعلتي مني وسبت البيت الام : لا يا حبيبي انا عمري ما ازعل منك ابدا ده انتا ضنايا مينا : يااه حنينه اوي يا امي قلبك حنين اوي عليا وانا مكنتش شايف ولا واخد بالي من كل الحنيه دي الام : يبني انا بس عايشه لمين الا علشانك انتا ده انتا ابن بطني ومليش حد غيرك مينا : سامحيني يا امي علي كل حاجه عملتها في حقك غلط النهارده او امبارح او اي يوم اي غلطه انا غلطتها فيكي سامحيني انا عارف ان انا مستهلش انك تسامحيني لكن بردو عارف ان قلبك كبير حنانك يكفي العالم كله بلاش تزعلي من وارضي عليا في الوقت اللي انتي كنت خايفه عليا انا كنت بقاابل ده بكل قسوه مني الام : مسامحاك يبني راضيه عليك طول عمري بس لازم ربنا كمان يرضي عليك صليله علشان يقبل توبتك مينا : حاضر يا ماما هصلي وهروح الكنيسه ياريت تقبلي مني الهديه البسيطه دي بمناسبه عيد الأم الام : شكراً يا حبيبي تعيش وتجيبلي بس يبني انا كل اللي كنت بترجاه من الدنيا اني اشوفك ماشي في طريق ربنا وعارف طريق الخير فين وتكون سعيد في حياتك . انا دعيت ربنا انه يحفظك ويرجعك ليا واديه اهه نفس وعده معايا شكرا ليك يا رب انك رجعتلي ابني وعرفته طريقك مينا : يا امي دول اصحابي وهما اللي رجعوني ليكي وعرفوني قد ايه انا كنت غلطان الام : تعالوا يا ولاد كلنا نصلي وندعي ربنا يارب شكرا ليك علي انك رجعت مينا ابني ليا وكنت معاه لحظه بلحظه حاميه بملائكتك من كل شر. يارب خليه معاك علي طول وخليك جنبه وكمان اصحابه خليهم جنبك ونورلهم طريق الخير ابعد عنهم طريق الشر غير ابنى زى ماغيرت القديس اغسطينوس ابن الدموع ترنيمه ....................... |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 71177 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() لا بُد للروح أن يكون لها ثمر في الإنسان لا بُد للروح أن يكون لها ثمر في الإنسان، لأن السيد الرب يقول "من ثمارهم تعرفونهم" (مت 8: 20) وأيضًا: كل شجرة لا تصنع ثمرًا، تقطع وتلقى في النار" (مت 7: 19). والثمر الجيد هو ثمر الروح، وليس ثمر الجسد. والروح الإنسانية التي تصنع ثمرًا، هي التي تشترك مع الله في العمل، وتدخل في "شركة الروح القدس" (2كو 13: 4). وإن اشتركت روح الإنسان مع الروح القدس، سوف تستطيع أن تشترك الجسد معها وتقوده في العمل الروحي. إذن ثمر الروح، هو ثمر الروح التي قادت الجسد. وصارت هي وهو تحت قيادة الروح القدس. ذلك "لأن كل الذين ينقادون بروح الله، فأولئك هم أبناء الله" (رو 8: 14). فهل المقصود بثمر الروح، هو ثمر الروح الإنسانية، أم ثمر الروح القدس. الإجابة هي شركة الروح القدس مع الروح الإنسانية. ذلك لأن الروح الإنسانية. وحدها لا تستطيع وحدها أن تعمل شيئًا بدون شركة روح الله معها.. الإنسان هو هيكل لروح الله، وروح الله ساكن فيه (1كو 3: 16) (1كو 6: 19). روح الله ساكن في الإنسان ويعمل. ولكن يلزم استجابة الإنسان لعمل الروح فيه وذلك بأن يشترك مع روح الله في العمل. وهنا يأتي ثمر الروح نتيجة لهذه الشركة.. ذلك لأن الله لا يرغم الإنسان على عمل الخيربل لا بُد أن يعمله بإرادتهُ.. وإلا فقد العمل قيمته. ولم تعد له مكافأة. وقد شرح الرسول ثمر الروح فقال: وأما ثمر الروح فهو: محبة فرح سلام، طول أناة لطف صلاح، إيمان وداعة تعفف" (غل 5: 22، 23) ونحن نود في هذا الكتاب أن نحدثك عن هذا كله، في إيجاز وتركيز. لأن كل واحدة من هذه الثمار التسع، قد تحتاج إلى كتاب خاص. وقد أصدرنا لك كتابًا عن المحبة، وآخر عن الإيمان وكان بودي أن أصدر لك كتابًا عن الوداعة. ولكن رغبة في تجميع الأفكار وعدم تشتتها، نشرنا لك هذه الكتاب عن ثمر الروح كله معًا. ونلاحظ أن كل ثمرة يمكن أن تتعلق بغيرها من الثمار. لأن الحياة الروحية مرتبطة ببعضها البعض في كل التفاصيل. أتركك الآن أيها القارئ العزيز لكي تتأمل في ثمار الروح، ولكي تجعلها جميعًا ثمرًا لحياتك مع الله ولعمل الروح فيك. وليكن الله معك، يعينك في كل ما تفعله. 31 أكتوبر 1996 عيد القديس الأنبا رويس البابا شنودة الثالث |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 71178 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا شنودة الثالث المحبة من ثمر الروح: - المحبة أود أن أبدًا معكم سلسلة جديدة عن "ثمار الروح". هذه التي شرحها الوحي الإلهي على لسان بولس الرسول قائلًا: "وأما ثمر الروح فهو: محبة، فرح، سلام، طول أناة لطف، صلاح، وداعة، تعفف. ضد أمثال هذه ليس ناموس" (غل 5: 22، 23). ويبدو واضحًا من هذه الآية أن المحبة هي أولى ثمار الروح. فلنتأمل إذن فضيلة المحبة أولى ثمار الروح: المفروض في الإنسان أن يكون هيكلًا للروح القدس، ويكون روح الله ساكنًا فيه. ولقد أرسل لنا السيد المسيح الروح القدس، لكي يسكن فينا إلى الأبد، ولكي يعمل فينا ويعمل بنا ويكون لعمله فينا ثِمار، هي ثمار الروح (1كو 3: 16) (يو 14: 16، 17). وفي مقدمة ثمار الروح: المحبة والفرح والسلام. ولنبدأ بفضيلة المحبة وعلاقتها بالفرح والسلام. أهم ما أريد أن أكلمكم عنه في المحبة، هو محبة الله، ومحبة الخير. وكل منهما تؤدى إلى الأخرى. محبة الله توصل إلى محبة الخير والفضيلة. ومحبة الخير والفضيلة توصل إلى محبة الله. وكل منهما تقوي الأخرى. إذا أحب إنسان الخير، لا يكون له صراع مع الشر. كثير من الناس يضيعون حياتهم في الصراع مع الخطية أو في مقاومة الشيطان، لكي يصلوا بهذا إلى حياة التوبة. وحياة التوبة هي البعد عن الخطية التي يحبونها. أما الإنسان الذي يحب الخير، فقد أرتفع فوق مستوى التوبة، وفوق مستوى الصراع مع الخطية. عبارة "الجسد يشتهى ضد الروح، والروح يشتهى ضد الجسد"، هي عبارة خاصة بالمبتدئين، الذين يجاهدون ضد الجسد غير الخاضع للروح. أما الجسد النقي، البار، الذي يحب الخير، فهو لا تشتهى ضد الروح (غل 5: 17). الإنسان الذي يحب الخير، لا يجاهد للوصول إلى التوبة، إنما كل جهاده هو للنمو في محبة الله ومحبة الخير. إنه جهاد إيجابي، وليس جهادًا سلبيًا.. إنه انتقال من درجة في القداسة إل درجة أعلى منها. إنه جهاد لذيذ بلا تعب.. إنما يتعب في جهاده، الإنسان الذي يقاوم نفسه، نفسه التي لا تحب الفضيلة، بل تحب الظلمة أكثر من النور" (يو 3: 19). أما الذي يحب الخير، فقد دخل إلى راحة الرب، دخل إلى سبته الذي لا ينتهي، يتدرج فيه من خير إلى خير أكبر، بلا تعب، بلا تغصب إن فضيلة "التَّغَصُّب" ليست للقديسين يحبون الخير، فالذين يحبون الخير، لا يغصبون أنفسهم عليه، بل يفعلونه تلقائيًا، بلا مجهود. الذي يحب الخير، لا يرى وصية الله ثقيلة، بل يحب ناموس الرب "في ناموس الرب مسرته، وفي ناموسه يلهج نهارًا وليلًا". صدق يوحنا الرسول عندما قال "ووصاياه ليست ثقيلة" (1يو 5: 3). إننا نشعر أن وصايا الرب ليست ثقيلة، حينما نحبها، ونتغنى بها ونقول "وصية الرب مضيئة تنير العينين، فرائض الرب مستقيمة، تفرح القلب" (مز 18). إن الذي يحب الرب ويحب الفضيلة، قد ارتفع فوق مطالب الناموس، ودخل في الحب. إنه يفعل الخير، بلا وصية، بل بطبيعته الخيرة. ليس هو محتاجًا إلى وصية تدعوه إلى الخير. إنه يفعل الخير، لأن الخير من مكوناته، كصورة لله. يفعل الخير كشيء عادى، طبيعي، كالنفس الذي يتنفسه، دون أن يشعر في داخله أنه يفعل شيئًا زائدًا أو عجيبًا. ولهذا فإنه لا يفتخر، إذ أنه في نظره شيء طبيعي.. أما الذي لا يحب الخير، فإن وصية الله ثقيلة عليه،لذلك فكثيرًا ما تكون بينه وبين الله عداوة!! يشعر أن الله يسلبه لذته (الميالة إلى الخطية). ويشعر أن وصية الله تقيده، وتحاول أن تسيره في طريق لا يريدها.. وهكذا يرى أن طريق الله صعب، وأنه لا يسير فيه إلا مضطرًا. من هذا النوع الذي لا يحب الخير، الإنسان الوجودي الملحد، الذي يرى أن وجود الله، عائق ضد وجوده هو.. أي أنه لا يشعر بوجوده إذا آمن بوجود الله، ولذلك يقول "الأفضل أن الله لا يوجد، لكي أوجد أنا". كل ذلك لأنه لا يحب الخير. وعدم محبته للخير أوصلته إلى عدم محبة الله. لهذا فإن الابن الضال، عندما أراد أن يتمتع بحريته وشخصيته، ترك بيت أبيه..! (لو 15: 13). أما الإنسان الذي يحب الخير، فليست بينه وبين الله عداوة. لأنه يوجد اتفاق بين مشيئته ومشيئة الله. إنه يحب الله، ويجد فيه مثالياته العليا، ويحب فيه الخير الذي يشتهيه. ويصبح الله شهوته، وهو لذته. الإنسان الذي يحب الخير يعيش في فرح دائم وفي وسلام.. وكما يقول الكتاب "افرحوا في الرب كل حين، وأقول أيضًا افرحوا". إنه يفرح بالرب، لأنه يجد لذته في المعيشة معه، ويجد أن مشيئة الله هي مشيئته، وأن مشيئته هي مشيئة الله. متى إذن يبدأ في أن يفقد محبة الله ومحبة الخير؟ لما يبدأ في معرفة الشر، وفي مذاقته، وفي الالتذاذ به. وهذه هي التجربة التي أوقع فيها الشيطان الإنسان الأول. كان آدم وحواء لا يعرفان إلا الخير، فأدخلهما في معرفة الخير والشر. أي أضيفت إلى معرفتها للخير، معرفة الشر (تك 3: 5) بدأ الإنسان يختبر الشر، وتكون بينه وبين الشر علاقة وعاطفة. هناك أشياء من الخير للإنسان ألا يختبرها. وعن هذه قال الكتاب "الذي يزداد علمًا يزداد غمًا" (جا 1: 18). قال الشيطان لحواء "يوم تأكلان تنفتح أعينكما". وكان خيرًا لهما ألا تنفتح أعينهما على ذاك اللون من المعرفة. يا ليت أن الإنسان لا يعرف سوى الخير، حينئذ يعيش سعيدًا. يعيش في محبة للناس، لأنه لا يعرف إلا الخير الذي فيهم، وليس غيره سيأتي وقت، في الأبدية السعيدة، حينما نتقيًأ ثمرة معرفة الخير والشر، ولا نعود نعرف سوى الخير فقط، وننسى معرفة الشر. سيمحو الله من ذاكرتنا كل الشر الذي رأيناه تحت الشمس، ولا يبقى فينا سوى الخير وحده، نعرفه، ونتأمله، ونختبره، ونذوقه، فنزداد حبًا له.. ونمارسه بالحب. نحن لا نفعل الخير مضطرين، ولا مأمورين، ولا متغصبين، وإنما نفعل الخير حبًا في الخير. تأكد أنه عندما يزن الله أعمالك في الأبدية، ليرى ما فيها من خير، سيزن الحب الذي فيها، ولا يأخذ الله من أعمالك سوى الحب فقط، ولا يكافئك إلا على ما فيها من حب. كيف يطبق هذا المبدأ في حياتنا وفي أعمالنا؟ خذ الخدمة كمثال: إنها ليست مجرد نشاط أو تعب أو عظات، إنما: أنت تخدم وأنت تحب الناس، وتحب خلاصهم، وتحب بنيان الكنيسة والملكوت؟ وتحب الله الذي يحبهم، والذي تريدهم أن يحبوه.. تأكد أن الله سوف لا يأخذ من خدمتك سوى الحب.. وهكذا ينجح في الخدمة، من يراها حبًا. حب الله والناس يقوده إلى خدمتهم. وكلما يخدمهم يزداد حبًا لهم، فيزداد خدمة لهم. ونفس الوضع نراه في الصدقة.. إنها ليست مجرد طاعة لوصية، فالكتاب يقول "المعطى المسرور يحبه الرب". ليس مالك الذي تعطيه هو الذي يحسب لك عند الله، وإنما الحب، الحب الذي يرتفع فوق مستوى العشور والبكور والنذور، وفوق مستوى الأرقام، ويعطى بسخاء ولا يعبر. أولى ثمار الروح القدس هي المحبة. لذلك عندما عاتب الرب ملاك كنيسة أفسس، ودعاه إلى التوبة، لخص عتابه كله في عبارة واحدة، لم يذكر فيها خطية معينة، إنما قال: "عندي عليك أنك تركت محبتك الأولى" (رؤ 2: 4) من أجل هذه المحبة قال الرب "يا ابني أعطني قلبك". وإن أعطيتني هذا القلب، فحينئذ "ستلاحظ عيناك طرقي" فتكون إطاعة الوصايا هي نتيجة طبيعة للمحبة (أم 23: 26). كثير من الناس سلكوا في حياة التوبة من الخارج، ولم يسلكوا في الحب الذي من الداخل، فأصبحت بينهم وبين الله علاقات وممارسات وطقوس، وليس بينهم وبينه حب، ففشلت حياتهم.. لما سئل السيد المسيح "أية وصية هي العظمى في الناموس؟".. أجاب إنها المحبة بشطريها: تحب الرب إلهك من كل قلبك.. وتحب قريبك كنفسك.. بهذه المحبة يتعلق الناموس كله والأنبياء (مت 22: 26 - 40). كثيرون سيقولون له في اليوم الأخير "يا رب باسمك تنبأنا، وباسمك أخرجنا شياطين".. (مت 7). ولكنه سيترك كل هذا ويسألهم عن الحب الذي فيهم. إنها ليست مسألة معجزات ومواهب، فما أكثر الذين هلكوا على الرغم من مواهبهم. لذلك فإن الرسول بعد أن تحدث عن المواهب الروحية، قال "أريكم طريقًا أفضل".. وتحدث عن المحبة (1كو 13). وبمقدار محبتنا لله سيكون فرحنا به في الأبدية، وستكون سعادتنا. نجم سيمتاز عن نجم في الرفعة، وهذه الرفعة ستحددها المحبة. وإذا أحببت الله سوف لا تخاف، أن المحبة تطرح الخوف إلى خارج.. إذا أحببت سوف لا تخاف الله، ولا تخاف الخطية، ولا تخاف الناس، ولا تخاف الموت.. بالحب يعيش الإنسان في فرح دائم، يفرح بالرب الذي يقوده في موكب نصرته، من خير إلى خير، ويفرح لتمتعه بالرب، لأن الخطية لا مكان لها في قلبه ولا مكانة. حقًا قد تحدث له حروب ومقاومات من الشيطان، ولكنها ضيقات من الخارج فقط، وأما في الداخل فيملك عليه. وهكذا يجتمع في قلبه المحبة والفرح والسلام. أريدكم أن تدربوا أنفسكم على هذا الحب، أخرجوا من مظاهر الحياة الروحية، وادخلوا إلى عمق الحب. والمحبة لن تسقط أبدًا. لقد أذكر بطرس معلمه، وسب ولعن وقال: لا أعرف هذا الرجل. ولكن الرب لم يسأله سوى سؤال واحد "أتحبني؟".. وأجاب بطرس: أنت تعلم يا رب كل شيء. أنت تعلم أنى أحبك" (يو 21: 15 - 17) وبهذه المحبة نال الغفران، ورجع إلى رتبته الرسولية. لست أود استرسل معكم كثيرًا عن المحبة، فقد أصدرت لكم كتابًا كبيرًا بعنوان (المحبة قمة الفضائل). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 71179 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا شنودة الثالث "ثمار الروح" هذه التي شرحها الوحي الإلهي على لسان بولس الرسول قائلًا: "وأما ثمر الروح فهو: محبة، فرح، سلام، طول أناة لطف، صلاح، وداعة، تعفف. ضد أمثال هذه ليس ناموس" (غل 5: 22، 23). ويبدو واضحًا من هذه الآية أن المحبة هي أولى ثمار الروح. فلنتأمل إذن فضيلة المحبة أولى ثمار الروح: المفروض في الإنسان أن يكون هيكلًا للروح القدس، ويكون روح الله ساكنًا فيه. ولقد أرسل لنا السيد المسيح الروح القدس، لكي يسكن فينا إلى الأبد، ولكي يعمل فينا ويعمل بنا ويكون لعمله فينا ثِمار، هي ثمار الروح (1كو 3: 16) (يو 14: 16، 17). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 71180 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا شنودة الثالث في مقدمة ثمار الروح: المحبة والفرح والسلام. ولنبدأ بفضيلة المحبة وعلاقتها بالفرح والسلام. أهم ما أريد أن أكلمكم عنه في المحبة، هو محبة الله، ومحبة الخير. وكل منهما تؤدى إلى الأخرى. محبة الله توصل إلى محبة الخير والفضيلة. ومحبة الخير والفضيلة توصل إلى محبة الله. وكل منهما تقوي الأخرى. إذا أحب إنسان الخير، لا يكون له صراع مع الشر. |
||||