![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 71131 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() «فَفَرِحَ يُونَانُ مِنْ أَجْلِ الْيَقْطِينَةِ فَرَحًا عَظِيمًا!» (يون4: 6) الرَّبَّ الرؤوفَ والرحيمَ، في رأفتِهِ بِنَبيِّهِ، رأى غمَّه الشديد وغيظَه بسبب أن الله أشفقَ على هذه المدينة العظيمة، وأرادَ أن يعلِّمَهُ درسًا يكشف له من خلاله عن قلبِهِ المليء بالحنان والرحمة، فبينما كان يونانُ يجلس شرقي المدينة خارجًا، تحت مظلة صنعها لنفسه، أعدَّ الربُّ الإلهُ له يقطينةً ، فظلَّلتِ اليقطينةُ رأسَهُ الذي عانى كثيرًا في بطن الحوت من عُشب البحرِ الذي كان مُلتفًّا عليهِ (2: 5)، ففرِحَ يونانُ من أجلِ اليقطينةِ فرَحًا عظيمًا (4: 6)، وهذه تُعَدُّ من أعمالِ الرَّحمةِ الَّتي يعملها الرَّبُّ نحوَ عبيدِهِ وأتقيائِهِ (مز145: 8، 9). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 71132 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() «فَفَرِحَ يُونَانُ مِنْ أَجْلِ الْيَقْطِينَةِ فَرَحًا عَظِيمًا!» (يون4: 6) لكن لم يدُمِ الحالُ طويلاً؛ فعندَ طُلُوعِ الفَجرِ أعدَّ اللهُ دودةً فضربتِ اليقطينةَ فيبستْ. وحدثَ عندَ طلوعِ الشَّمسِ أنَّ اللهَ أعدَّ ريحًا شرقيَّةً حارةً، فضربتِ الشمسُ على رأسِ يونان فذبُلَ، مثل اليقطينة، فطلبَ لنفسهِ الموتَ وقال: إنَّ موتَه خيرٌ من حياتِهِ!! ما أشبه حياة الإنسان باليقطينة أو الشجرة؛ يقول عنها موسى في صلاته: «بِالْغَدَاةِ كَعُشْبٍ يَزُولُ. بِالْغَدَاةِ يُزْهِرُ فَيَزُولُ. عِنْدَ الْمَسَاءِ يُجَزُّ فَيَيْبَسُ» (مز90: 5، 6). ويقول داود أيضًا: «الإِنْسَانُ مِثْلُ الْعُشْبِ أَيَّامُهُ. كَزَهَرِ الْحَقْلِ كَذلِكَ يُزْهِرُ. لأَنَّ رِيحًا تَعْبُرُ عَلَيْهِ فَلاَ يَكُونُ، وَلاَ يَعْرِفُهُ مَوْضِعُهُ بَعْدُ» (مز103: 15، 16). فاليقطينة لم تدُم طويلاً، بل بنت ليلة كانت، وبنت ليلة هلكت. وكما فعلتِ الدودةُ في اليقطينةِ هكذا يفعلُ الزمنُ في أعمارِنا «أَفْنَيْنَا سِنِينَا كَقِصَّةٍ ... تُقْرَضُ سَرِيعًا فَنَطِيرُ» (مز90: 9، 10) |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 71133 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() «فَفَرِحَ يُونَانُ مِنْ أَجْلِ الْيَقْطِينَةِ فَرَحًا عَظِيمًا!» (يون4: 6) في أصحاح 4 نَقرأ عِبارتَينِ علَى طرفَيْ نقيضٍ عَنْ غَمِّ يونان وغيظِهِ، ثم فرحه الشَّدِيد؛ غَمٍّ وغيظٍ لأنَّ الرَّبَّ ندِمَ على الشَّرِّ وأظهَرَ رأفتِهِ وَرَحْمَتِهِ، وَفرحٍ لأجلِ اليقطينة الَّتي لم يتعبْ فيها. فاتَّخذَ الرَّبُّ من هذا الأمرِ عظةً ليونان قائلاً له: «أَنْتَ شَفِقْتَ عَلَى الْيَقْطِينَةِ ... أَفَلاَ أَشْفَقُ أَنَا عَلَى نِينَوَى الْمَدِينَةِ الْعَظِيمَةِ؟» (4: 10، 11). ليتَ درس اليقطينة يترك أثرَهُ العميق فينا فندرك أن الوقتَ القصيرَ المتاح الآن هو لكي ننقذَ نفوسًا من حولِنا في طريقِهَا للهلاكِ. وليتنا نستمع لقول سليمان الحكيم: «أَنْقِذِ الْمُنْقَادِينَ إِلَى الْمَوْتِ، وَالْمَمْدُودِينَ لِلْقَتْلِ. لاَ تَمْتَنِعْ» (أم24: 11). وليت الرب يعطينا هذا الإشفاق الذي كان ولا يزال في قلبه على النفوس الغالية والخالدة التي من حولنا. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 71134 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() «وَأَمَّا هِيرُودُسُ فَلَمَّا رَأَى يَسُوعَ فَرِحَ جِدًّا ... وَتَرَجَّى أَنْ يَرَي آيَةً تُصْنَعُ مِنْهُ» (لو23: 8) غريب هيرودس هذا، والأغرب فرحه!! هو هيرودس أنتيباس، ابن هيرودس الكبير، وقد عُيِّن حاكمًا للجليل وبيرية، في زمن خدمة الرب على الأرض. سُلطة واسم وغنى، مع الكثير من المتناقضات، بصفة خاصة في أسباب فرحه ونتائجه. نراه «يَهَابُ يُوحَنَّا (المعمدان) عَالِمًا أَنَّهُ رَجُلٌ بَارٌّ وَقِدِّيسٌ، وَكَانَ يَحْفَظُهُ (يحرسه)، وعندما كان يسمع كلام يوحنا كان يسمعه بسرور (مر6: 20)!! وفي يومٍ تالٍ، سَعيًا للبهجة، احتفل بيوم مولده مع عظمائه، والطيور على أشكالها تقع. يومها كان مصدر فرحه، هو ورفقاء السوء، رقصة لاهية عابثة!! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 71135 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() «وَأَمَّا هِيرُودُسُ فَلَمَّا رَأَى يَسُوعَ فَرِحَ جِدًّا ... وَتَرَجَّى أَنْ يَرَي آيَةً تُصْنَعُ مِنْهُ» (لو23: 8) تفرح يومًا بعظة، ويومًا برقصة؟!! لقد كان رائد مبدإ: ”ساعة لقلبك وساعة لربك“. ولعل هذا هو «خَمِيرِ هِيرُودُسَ» الذي حذَّر الرب منه (مر8: 15). لكن لِكَشف قلبه، ولخزيه، يسجِّل عنه الكتاب أنه مقابل فرحه بالرقصة كان على استعداد فوري أن يقدِّم نصف مملكته، لكن سماعه المعمدان، على قوة تأثيره على كثيرين نفذ كلامه إلى قلوبهم، لم يدفع هيرودس لأي خطوة توبة ناحية الله، والنتيجة الحتمية أنه ازداد في شروره (لو3: 19، 20). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 71136 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() «وَأَمَّا هِيرُودُسُ فَلَمَّا رَأَى يَسُوعَ فَرِحَ جِدًّا ... وَتَرَجَّى أَنْ يَرَي آيَةً تُصْنَعُ مِنْهُ» (لو23: 8) هِيرُودُسَ أما موقفه من ربنا الكريم، فهو أبشع الكل! لقد أراد يومًا أن يقتله، ونعته فاحص القلوب بـ«الثَّعْلَبِ» (لو13: 31، 32). ويومًا آخر «َلَمَّا رَأَى يَسُوعَ فَرِحَ جِدًّا»!! ألعله كان مثقَّل بذنبه (مثل زكا) يريد أن ”يرى يسوع“ الذي يريح المتعب (لو19)؟ أم لعله كالوزير الحبشي الباحث عن الحق حتى وجده (أع8)؟! لقد انتهت قصتيهما بالفرح الذي لا يُنزع، والذي كان من الممكن أن يكون هيرودس مثلهما لو خَلُصَت نواياه. لكن الروح القدس يفضح لنا دوافع سروره برؤية الرب: «لأَنَّهُ كَانَ يُرِيدُ مِنْ زَمَانٍ طَوِيل أَنْ يَرَاهُ، لِسَمَاعِهِ عَنْهُ أَشْيَاءَ كَثِيرَةً، وَتَرَجَّى أَنْ يَرَي آيَةً تُصْنَعُ مِنْهُ» (لو23: 8). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 71137 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() «وَأَمَّا هِيرُودُسُ فَلَمَّا رَأَى يَسُوعَ فَرِحَ جِدًّا ... وَتَرَجَّى أَنْ يَرَي آيَةً تُصْنَعُ مِنْهُ» (لو23: 8) والرب يريح المتعبين، ويرشد التائهين، لكنه لن يشبع فضول المتفرجين! لقد انتهى فرح هيرودس بعظات المعمدان بلا أثر، بل بدينونة أكبر عليه. وانتهى فَرَحه بالرقصة بأن «حَزِنَ الْمَلِكُ جِدًّا»، ثم ارتكب جريمة قتل حمقاء، ظل شبحها يطارده كل أيامه (لو9: 9)، ولن يفلت من حساب عنها يوم يقف أمام الديان العادل. أما فرحه بلقاء يسوع، فما أبشع ما انتهى إليه «فَاحْتَقَرَهُ هِيرُودُسُ مَعَ عَسْكَرِهِ وَاسْتَهْزَأَ بِهِ، وَأَلْبَسَهُ لِبَاسًا لاَمِعًا»، وزاد على فعله المشين بأن «رَدَّهُ إِلَى بِيلاَطُسَ» ليحكم عليه، مع علمهما أنه بار، متضامنًا معه في جريمة كل العصور. لقد صار منذ ذلك اليوم صديقًا لبيلاطس بعد عداوة (لو23: 11، 12)، وضمَّتهما، لخزيهما الأبدي، قائمة الذين ”خير لهم لو لم يولدوا“. إنه أبلغ صورة على «أَنَّ هُتَافَ الأَشْرَارِ مِنْ قَرِيبٍ، وَفَرَحَ الْفَاجِرِ إِلَى لَحْظَةٍ!» (أي20: 5). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 71138 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() «وَأَمَّا هِيرُودُسُ فَلَمَّا رَأَى يَسُوعَ فَرِحَ جِدًّا ... وَتَرَجَّى أَنْ يَرَي آيَةً تُصْنَعُ مِنْهُ» (لو23: 8) هل ما زال هناك ”هرادسة“ بيننا؟ بدرجات متفاوتة: نعم! موجودون في صور:  أتباع مبدإ ”ساعة لقلبك وساعة لربك“، في دور العبادة، لها متصنعين، ثم في دور اللهو، به منغمسين!!  ”السمّيعة“ المسرورون بالعظات تارة، لاهثين وراء اللذات تارة أخرى!!  من هم على استعداد أن يتكلّفوا الكثير، حتى أبديتهم، مقابل إشباع شهوات وقتية!!  أولئك الذين كل ما يريدونه من الرب هو ”بعض معجزات“ تملأ احتياجهم وتشبع فضولهم وتمتِّع خيالهم ويتحاكون بها، دون أن يكون لصانعها أي قيمة حقيقية في القلب!!  محتقرو الرب والمستهزئون به، وما أكثرهم في زماننا. فهل وصل درس فرح هيرودس لأولئك، ولنا جميعًا؟! جديرٌ أن نعيه! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 71139 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() «وَكَانَ جَمِيعُ الْعَشَّارِينَ وَالْخُطَاةِ يَدْنُونَ مِنْهُ لِيَسْمَعُوهُ. فَتَذَمَّرَ الْفَرِّيسِيُّونَ وَالْكَتَبَةُ قَائِلِينَ: هَذَا يَقْبَلُ خُطَاةً وَيَأْكُلُ مَعَهُمْ!» (لو15: 1، 2). وفي هذا نرى أن الجمهور الذي اجتمع حول الرب ليسمعه كان قسمين: قسم لا يُعتَّد بِه ومكروه من القسم الآخر، وهم العشارون والخطاة؛ وقسم مُكرَّم لدى جموع الشعب ظاهريًا لارتباطه بتعليم الناموس، ومواظبته على الطقوس، وتمسكه بالتقليد، وهم الكتبة والفريسيون. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 71140 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() «وَكَانَ جَمِيعُ الْعَشَّارِينَ وَالْخُطَاةِ يَدْنُونَ مِنْهُ لِيَسْمَعُوهُ. فَتَذَمَّرَ الْفَرِّيسِيُّونَ وَالْكَتَبَةُ قَائِلِينَ: هَذَا يَقْبَلُ خُطَاةً وَيَأْكُلُ مَعَهُمْ!» (لو15: 1، 2). ولقد اشتَّق الفريسيون اسمهم من الكلمة العبرية التي تعنى ”مُنفصل“ وعُرفوا أيضًا باسم آخر في العبرية، هو ”حسديم“ أي ”الموالون للرب“ أو ”المحبوبون من الرب“. من هنا نرى كيف كانوا يقدِّرون أنفسهم، وكيف كان الناس يُقدِّرونهم، أما المسيح فقد رأى ما في قلوبهم، وعلم أنهم لا يعرفون شيئًا عن محبه الله. |
||||