![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 70811 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() يحكي أن في قديم الزمان كان هناك دجاجة حمراء صغيرة تعيش في حقل كبير مع مجموعة من الحيوانات الأخري، وفي يوم من الأيام بينما كانت الدجاجة الحمراء تسير وسط الزروع الخضراء وجدت حبات من القمح، فأخذتها الدجاجة بسرعة وتوجهت بها إلي المزرعة وهي تقول للحيوانات في حماس شديد : من منكم يمكنه مساعدتي في زراعة حبات القمح هذه، في البداية ضحك الجميع عليها في سخرية ولم يتقدم أحد أبداً لمساعدتها، حزنت الدجاجة لفعل أصدقائها الحيوانات ولكنها لم تيأس فقالت في نفسه : حسناً، إن لم يريد أحد مساعدتها، أنا سوف اقوم بزراعة حبات القمح بمفردي . وبالفعل أخذت الدجاجة الذكية حبات القمح وبدأت بزراعتها في الأرض وكانت تذهب كل يوم إلي الحقل وتعتني برزعها القليل حتي كبر الزرع وجاء وقت حصاده، حينها إتجهت الدجاجة إلي الحيوانات من جديد وسألتهم : من منكم يريد مساعدتي في حصاد القمح ؟ ومرة أخرى رفضت جميع الحيوانات مساعدتها في حصاد القمح، فحصدته بمفردها، ثم قالت لهم : من منكم يمكنه مساعدتي في حمل القمح إلي الطاحونه حتي اصنع منه دقيقاً، استمرت الحيوانات في رفض مساعدة الدجاجة المسكينه، فقالت الدجاجة في حزن : حسناً سوف أحمله بمفردي، واتجهت الدجاجة الي الطاحونه وصعنت الدقيق ثم اتجهت الي الخباز وطلبت منه أن يخبز لها الدقيق ليصير خبزاً لذيذاً صالحاً للأكل . بعد ذلك ذهبت الدجاجة الصغيرة الي المزرعة وهي تحمل الخبز اللذيذ، وقفت بين جميع الحيوانات ونادت : من منكم يريد مساعدتي في اكل هذا الخبز اللذيذ ؟ فتسارعت الحيوانات علي الفور إلي الدجاجة قائلين : نحن جميعاً نود مساعدتك يا صديقتنا الدجاجة، ابتسمت الدجاجة حينها في سخرية قائلة : الآن فقط تريد مساعدتي ؟ لا لن يأكل الخبز أحد غيري ولا أريد أن يساعدني احد في أكلة، فالجزاء من جنس العمل . |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 70812 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() كان هناك مجموعة من السلاحف تعيش حياة سعيدة وهادئة في غابة صغيرة، كانت الغابة هادئة جداً لأن السلاحف الصغيرة كانت تتحرك وتعمل ببطء شديد في صمت وسكوت دون إحداث ضجة كبيرة، ووسط السلاحف كان هناك سلحفاة صغيرة تسمي السلحفاة سوسو، كانت تخرج صباح كل يوم إلي الغابة الخضراء الجميلة تلعب بين الوديان المجاورة لمنزلها، وفي يوم من الأيام بينما السلحفاة سوسو تلهو وتلعب رأت أرنباً صغيراً يقفز بخفة ونشاط شديد وينبطح في حرية ورشاقة رائعة . شعرت السلحفاة سوسو بالغيرة الشديدة والحسرة وهي تفكر في نفسها : ليتني أستطيع التحرك والقفز بهذه الخفة والمهارة التي يقفز بها الأرنب الصغير، ولكن بيتي الثقيل الذي احمله علي ظهري طوال الوقت هو السبب في ثقل جسدي، وهو الذي يمنعني من القفز واللعب بحرية وإنطلاق، ليتني استطيع التخلص من هذا البيت السئ . وعلي هذه الحال عادت السلحفاة سوسو إلي منزلها حزينة وبدأت تشكو إلي امها ما رأت، وأخبرتها أن تتمني أن تنزع بيتها عن جسمها، فقالت الأم : يا سوسو هذه فكرة سخيفة وخاطئة، فنحن لا يمكننا أن نعيش دون منزلنا هذا علي ظهورنا، لأنه يحمينا من الأشرار ومن البرودة والحراراة وجميع الأخطار، وقد خلقنا الله هكذا، قالت سوسو في غضب : ولكنني بدون هذا البيت المزعج سوف أكون رشيقة وجميلاً مثل الأرنب وأعيش حياة عادية مسلية مليئة باللعب والاستمتاع، ردت الأم : أنت مخطئة يا سوسو فهذه هي حياتنا التي منحنا الله إياها ولن نستطيع أبداً ان نغيرها . لم تقتنع سوسو كثيراً بكلام والدتها وقد قررت في نفسها أن تقوم بنزع هذا البيت المزعج عن جسدها بالقوة، حشرت نفسها بين شجرتين متقارتين وتمكنت بالفعل من نزع منزلها عن جسدها، فانكشف ظهرها الرقيق والناعم، فرحت سوسو كثيراً وشرعت بالخفة والرشاقة وحاولت تقليد الأرنب الصغير، فبدأت تقفز وتلعب ولكنها وقعت علي الأرض وشعرت بالألم الشديد ولم تستطيع القيام، وبعد قليل بدأت الحشرات تقترب منها وتقف علي جسمها الرقيق الناعم، فإزداد ألم السلحفاه سوسو وتمنت أن تتمكن من استعادة منزلها الذي يحميها من كل هذا، وتذكرت نصيحة والدتها ولكن بعد فوات الاوان . |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 70813 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() صديقنا الولد الصغير قد اعتاد أن يلعب تحت شجرة التفاخ الضخمة كل يوم تقريبا، وكان دائماً ما يتسلق أغصانها ويأكل من ثمارها، وما أن يشبع حتّى يغفوا قليلاً نائماً تحت ظلها، وكان الطفل الصغير يحب تلك الشجرة كثيراً وهي أيضاً كانت تحبه.. ومضى الوقت وكبر الطفل وأصبح ولداً يافعاً، وانقطع عن اللعب تحت شجرة التفاح العملاقة.. وذات يوم عاد الصبي إليها وهو حزين جداً، فسألته الشجرة : “هيا تعال والعب معي !” فأجابها الصبي قائلاً : “لم أعد صغيراً لألعب تحت شجرة ! أنا أريد بعض الألعاب الأخرى واحتاج لبعض النقود لشرائها”.. فأجابته الشجرة وهي تقول : “أنا لا أمتلك أي نقود، ولكن يُمكنك أن تقطع مني بعض التفاح وتأخذه وتبيعه لتحصل على المال وتشتري ما تريد” وفرح الصبي كثيراً وجمع بعض التفاح من على الشجرة وغادر سعيداً تاركاً الشجرة وحيدة من جديد. ومر الوقت ولم يعد الولد للشجرة بعد قطف التفاح وأُصيبت الشجرة بالحزن الشديد، ولكن ذات يوم عاد الصبي للشجرة ولكنه لم يكن صبياً، بل أصبح رجلاً مسؤلاً عن أُسرة، وكانت شجرة التفاخ في غاية السرور عندما رأته وقالت له : “تعال والعب معي !”. رد عليها قائلاً : “لم أعد صغيراً ولم يعد لدي الوقت للعب معك، فأنا الآن مسؤل عن أسرة، وأبحث عن بيت يأوينا” فقالت له الشجرة : “ليس عندي بيت لأعطيه لك ! ولكن باستطاعتك أن تقطع جميع أفرعي لتبني بيها بيتاً لك ولأسرتك”.. وبالفعل فقد قطع الرجل جميع أفرع الشجرة وأخذها وغادر سعيداً تاركاً الشجرة وحيدةً وراءه، وكانت الشجرة سعيدة لأنها تراه سعيداً، ولكنه لم يعد بعد ذلك وعادت الشجرة حزينة كما كانت.. ومرّت السنين والسنين وعاد الرجل في يومٍ حار، وما أن رأته الشجرة حتّى غمرتها السعادة العارمة، وقالت له : “هيا، تعال والعب معي !” فأجابها الرجل قائلاً : “كما ترين، فلقد تعبت وكبرت في السن، وأريد أن أُبحر لأي مكانٍ لأستريح قليلاً”. فكّرت الشجرة قليلاً وقالت : “يمكنك أن تقطع جذعي وتبني منه مركباً لتسافر إلى ما تريد وتكون سعيدا” وقطع الرجل جذع شجرة التفاح الكبيرة وصنع منه مركباً قويا وسافر مبحراً بعيداً.. ومرت سنوات أخرى كثيرة وعاد بعد غياب طويل كهلاً عجوزاً وما أن رأته الشجرة حتى قالت بحزن : “يؤسفني أنّه ليس لدي ما أُعطيه لك هذه المرة” وأكملت كلامها وهي تبكي : “حقا ليس لدي ما أعطيه لك، فكل ما لدي الآن هو جذور ميته لن تنفعك في شيء”.. فأجابها الرجل العجوز قائلاً : “كل ما أريده هو مكان لأستريح فيه من عناء تلك السنوات” فنظرت له الشجرة برفق قائلةً : “جيد، فجذوري العجوزة تلك هي أنسب مكان لتسترح فيه، تعال هنا بجواري واسترح” وذهب الرجل إليها وكانت الشجرة في قمة السعادة والدموع تتزاحم على عينيها.. هل تعرفون ياصغاري من هي تلك الشجرة ؟ هذا أنت والشجرة هي أُمك |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 70814 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() تبدأ القصة أصدقائي بأنّ أحد أشد المحتالين دهاءً كان يمتلك حماراً كان قد حشاه ببعض الذهب والعملات النفيسة، وحينما ذهب به إلى السوق وأخذ الحمار في النهيق، بدأ الذهبُ بالتساقط من فمه، وهنا اجتمع كُلُّ من في السوق ليروا ويُشاهدوا ذلك الحمار العجيب، وبدأ الناس بسؤال ذلك المحتال عن هذا السر؟ فأجابهم المحتال المخادع بأن لهذا الحمار العجيب قصةً غريبة، إذ ألقى عليه أحد السحرة نوعاً من التعويذات جعلته كُلّما نهق تتساقط العملات المعدنية والذهب من فمه دائماً. وهنا جنّ جنون الناس لأنّه كما تعلمون يا أصدقائي فإنّ للذهبِ سحراً خآصّاً يأسر العقول، وهنا قرّر كبيرُ التجار بأن يشتري ذلك الحمار السحري من ذلك المحتال بالسعر الذي يُريده، ولم تمضِ فترةٌ من الوقت حتى ادرك كبير التُجّار بأن الحمار ليس مسحوراً وأنّه كباقي حمير القرية، فما كان من كبير التُجّار إلّا أن جمع باقي تُجّار القرية وأخبرهم بقصّة ذلك الرجل المحتال المخادع الذي باع له حماراً عاديّاً على أنّه حمارٌ مسحورٌ يخرجُ الذهبُ من فمه كُلّما نهق. وهنا استشاط التُجّارُ من الغضب لأنّ كبيرهم قد خدعه محتال، وقاموا من جلستهم على الفور قاصدين بيت ذلك المحتال، وما أن طرق أحد التجار باب بيته، حتى فتحت لهم زوجته مُرحّبةً بهم، فسألوها عن زوجها، فأخبرتهم قائلةً : “إنّ زوجي بالخارج الآن، ولكنّي سأرسلُ له الكلب لكي يُحضره إلى هنا” واطلقت الزوجة كلباً كان مربوطاً بجوار المنزل، فخرج الكلبُ مُسرعاً لينادي ذلك المحتال، فأصاب معشر التُجّار الحيرة قائلين لها : “هل هذا الكلبُ يعرفُ كيف يُنادي صاحبه ؟”. فأومئت المرأةُ برأسها وهي تقول لهم نعم، ولم تمضِ دقائقُ معدودةٌ حتى عاد الرجلُ المحتالُ وبصحبته كلبٌ يُشبه الكلبَ الذي كان عندهم تماماً، وما أن رأى التُجّار ذلك الكلبَ وهو بصحبة المحتال حتى نسوا تماماً ما جائوا من أجله، وأرادوا جميعاً شراء الكلب بأعلى سعر، وما كان من المحتال إلّا أن باعهُ لأحدِ هؤلاءِ التُجّار بثمنٍ كبير، وحينما عاد التاجرُ إلى بيتهِ وأطلقَ الكلبَ ليُنادي له ابنهُ من السوق، إذ بالكلبِ يلوذُ بالفرار ولم يعد أبداً، وهناك اجتمع ذلك التاجر مع باقي التجار مرةً أخرى ليذهبوا من جديدٍ إلى ذلك المحتال ويُخبروه بأنّه مخادعٌ لعين. واقتحم معشرُ التُجّار بيت الرجل هذه المرة وأخبرتهم زوجته بأن ينتظروا حتّى يأتي زوجها من الخارج، وحينما وصل المخادع البيت وأخذ في نقاشٍ مع زوجته وهو يقولُ لها : “هل قُمتي بتقديم شيءٍ لضيوفنا أكابر القوم؟” فردّت زوجتهُ وهي تقول : “لا والله !” فأخرج الرجلُ من جيبه سكيناً ذا نصلٍ يعودُ إلى غمده إذ ما تم لمسهُ فقط (أي انّه لا يُؤذي ابداً) وقام ذلك المحتال بطعن زوجته الخبيثة والتي كانت تضعُ مسحوقاً أحمر اللون تحت ملابسها حتى تكتمل الخدعة على هؤلاء الأغبياء، وبالفعل سال الدّمُ على الأرض : أي المسحوق الأحمر. فاقشعرّت أجسادُ التُجّار ممّا رأوا وقالوا له في استنكارٍ : “أتقتلُ زوجتك أيُّها الرجل لأنّها لم تقدم لنا شيئاً منذ أن قدمنا إلى هنا ؟” فنظر المخادع إليهم وهو يقول : “لا تقلقوا، فقلد قتلتُها كثيراً من قبل” وبعدها اخرج من جيبه مزماراً، وبدأ المخادع بالعزف حتى وقفت زوجتهُ على قدميها من جديد وكأن شيئاً لم يحدث وقدّمت لهم الشاي والقهوة، وفي ذهولٍ نسى التُجّار مرةً أُخرى ما جاؤا من أجله وقرّروا شراء ذلك المزمار السحري. وما أن اشترى التُجّار ذلك المزمار، حتّى قام احدهم بقتل زوجته وحينما حاول النفخ في المزمار لم تتحرّك من مكانها لأنّها ماتت بالفعل، ولم يتوقّف الأمرُ عند هذا الحد، فلقد قام فريقٌ آخر من التُجّار بقتل زوجاتهم وأخذوا بالعزف على ذلك المزمار ولكن بدون جدوى، فالجُثث التي امامهم هي جُثث حقيقية وأدركوا بأن زوجاتهم قد ماتوا جميعاً، فأصابتهم حالةٌ من الجنون العارم والثورة وذهبوا جميعاً إلى المحتال، وتمكّنوا منه هذه المرة وقاموا بوضعه في كيسٍ كبيرٍ مُحكم وأخذوه ليُلقوا به في عَرَضِ البحرِ ليتخلّصوا تماماً من خداعهِ وكذبه. وحمل معشر التجار ذلك المخادع على أكتافهم ذاهبين به إلى البحر حتّى نال التعبُ منهم، فألقوه أرضاً ليستريحوا من عناء الطريق، ولكن تمكّن النومُ منهم، فاستغرقوا فيه جميعاً من شدة التعب والإجهاد، فأخذ المحتالُ يصيحُ ويصرُخُ بصوتٍ عالٍ حينما أحسّ بمرور أحدهم بجواره، وقد كان ذلك راعيَ غنمٍ قد سمع استغاثته فأتاهُ مُسرعاً وهو يقولُ له : “لما أنت محبوسٌ في هذا الكيسِ ايُّها الرجل ؟”. فقال المحتالُ للراعي المسكين : “إنّ قومي هؤلاء حبسوني ويريدون أن يُزوّجوني من بنت كبيرِ تُجّار المدينة تلك الفتاةُ الثريةُ الجميلة، وإنّي لا أريدُ إلّا ان أتزوّجَ من ابنةَ عمّي، فأنا لا أريدُ سواها” فأطلقَ الراعي سراحهُ وفرّ المحتالُ بعيداً وهو يُشاهد ذلك الراعي يدخلُ الكيسَ بدلاً منه طمعاً في أن يتزوّج بنت كبير التُجّار ذاك، وحينما استيقظ القومُ من نومهم قاموا بإلقاء الكيس وبداخله راعي الغنم في البحر ظنّاً منهم بأنّهُ المحتال. وطبعاً، فقلد أخذ صديقنا المحتال ذالك القطيع من الأغنام الذي كان مع الراعي وعاد به إلى منزله، وما أن عاد معشر التجار إلى القرية وهم فرحين من التخلُّص من ذلك المحتال، إذ بهم يتفاجئون بوجوده أمامهم، فقالوا له : “كيف ذلك، لقد انتهينا منك وشاهدناك تغرق في عرض البحر للتو!” فردّ المحتالُ عليهم وهو يقول : “حينما ألقيتموني في عرض البحر، أخرجتني حُوريّةً من البحر ومنحتني الكثيرَ من الدنانير والذهب لكي أشتري به ما أُريد، فاشتريتُ قطيعَ الأغنامِ ذاك”. وأكمل المحتالُ المخادعُ كلامهُ لهم قائلاً : “فإن أردتم إلّا الدنانير والذهب، فعليكم أن تصلوا وتدخلوا في أعماق البحر، لكي تصلوا إلى حوريةٍ أكبر وتحصلوا على ذهبٍ أكثر” وما كان من القوم إلّا أن استجابوا وانصاعوا تماماً وراء كلامِ ذلك المحتال، ودخلوا إلى أعماق البحر فغرقوا جميعاً بجهلهم وطمعهم، وبهذه الطريقة تمكّن المحتالُ من السيطرة على كُلّ من في القرية.. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 70815 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() في غآبةٍ بعيدةٍ كان هنالك أسدٌ قويٌ وشجاع يحكم تلك الغآبة بالعدل والحكمة، وكانت تلك الغآبة بعيدةً جداً عن العيون، إلّا أنّها كانت تقربُ من إحدى طُرق البشر، وكان للأسد بعض الأصدقاء وهم – ذئبٌ وغرابٌ وابنُ آوى – وحدث شيءٌ غريب. ففي أحد الأيام مرّ مجموعةٌ من الرعاة بجوار تلك الغآبة، وكان بحوذتهم الكثير من الجمال. وولكن للأسف، ضلّ أحدُ تلك الجمال الطريق وتأخر عن القطيع، ولم يجد أمامهُ سوى تلك الغآبة يدخلها ليحتمي بداخلها من اشرار الطريق، ودون سابق انذار، وجد الجملُ نفسهُ واقفاً أمام الأسد ملك تلك الغآبة، فقال له الأسد : “من أي أرضٍ أنت أيها الجملُ الغريب ؟!”.. فردّ الجملُ على الفور قائلاً : “أنا من أرضٍ بعيدةٍ عن هنا ياسيدي ! ولكنّني ضللتُ الطريق، وتخلّفتُ عن القطيع، ولم أجد نفسي إلّا أمام جلالتك أيها الملك العظيم”. فردّ الأسدُ عليه وهو يقول : “ماذا تُريدُ أيُها الجمل ؟” فأجابهُ الجمل على الفور والخوف يملأُ عيونه : “ما أريدهُ هو ما تريدهُ أنت أن أفعلهُ ايُها الملك”.. فأجابهُ الأسد : “ما رأيُك أن تُقيم معنا في هذه الغآبة، في أمنٍ وأمان، وسأوفّر لك حياة كريمة لا تشوبُها تلك المنغّصات التي تواجهك مع القطيع”. أصاب الجملُ السرور والفرح من كلام الأسد، ووافق على الفور علىى الإقامة في الغآبة، و عاشا معاً زمناً طويلاً، وأصبح الجملُ أعزّ أصدقاء الأسد وفضّلهُ عن باقي حيوانات الغآبة، ولكن ذات يوم.. وبينما كان الأسدُ يصطادُ لعشاءه أحد الأفيال الضخمة والكبيرة، وبعد معركةٍ داميةٍ وقتالٍ شديدٍ، هرب الفيلُ الضخم وخلّف وراءهُ الأسد بجراحٍ كثيرةٍ والدّم ينزفُ من جميع أنحاء جسده، بسبب أنياب الفيل القوية والحادّة. وما أن وصل الأسدُ المُصابُ إلى عرينه، حتّى وقع أرضاً من هول ما أصابهُ لا يستطيعُ الحراك، ومن ذلك اليوم، والأسد في عرينه لا يستطيعُ الصيد وإحضار الطعام لأصدقائهِ الثلاثة – الذئب والغراب وابن آوى – والذين كانوا يعتمدون تماماً عليه في رزقهم.. فأصابهمُ الجوعُ الشديد والوهن لأنّهم كانوا يقتاتون على فُتاتِ ما يتركُهُ الأسدُ وراءهُ من الفريسة، وحينما علم الأسدُ ما حلّ بهم، حتّى أرسلهم بمن يُخبرهم بأنّه يجبُ عليهم الأنتشارَ في الأرض ومُحاولة اصطيادِ حيوانٍ سمين، حتّى يأكلوا منهُ وتمتلأ بطونهم، ليحن أن يُشفى الأسدُ من جراحه ويعود ليصطاد بنفسهِ من جديد.. وبالفعل، فلقد خرج الذئبُ وبصحبته الغرابُ وابنُ آوى إلى الغآبة ليصطادوا شيئاً، فوجدوا بعد فترةٍ من البحثِ جملاً يرعى ويأكل ناحيتهم، فقالوا بمكرٍ وخُبث : “شاهدوا ذلك الجمل الضخم الكبير هناك، يالهُ من مشهدٍ بديع ! تخيّلوا إن أكلناه.. سوف يملأُ بطوننا لأيامٍ عديدة !”. فردّ ابنُ آوى بخوفٍ شديد : “إن علم الأسدُ بذلك فسوف يقتُلُنا جميعاً، لأنّه تعهّد للجملِ أن يعيشَ حياةً آمنةٍ في كنفهِ وحمايته ! ولن يأكله مهما حدث، فلا تتعبوا أنفسكم بذلك !”. فصمتَ الغُرابُ قليلاً ثُمّ أردفَ قائلاً : “يُمكنُني أن أحلّ هذه المشكلة، دعوا أمر إقناع الأسد لي !” وبالفعل، انطلق الغرابُ مُتوجّهاً إلى عرينِ سيّده الأسد ملك الغآبةِ الجريح، وما أن دخل الغرابُ العرين حتّى وجّه الأسدُ إليه الكلام قائلاً : “هل جلبتهم ليَ الطعام ؟! فأنا جائعٌ جداً وجروحي بجاجةٍ لطعامٍ شهيٍ حتّى تشفى بسرعة !”. أجابهُ الغرابُ بإعياءٍ مُصطنَع قائلاً : “يا مولاي ! نحنُ جوعى نسيرُ ببطونٍ فارغة، فكيف لنا البحثُ عن الطعام ونحنُ لا نرى أمامنا، ولديّ فكرةً يا مولاي، عسى أن تنال رضاك” فردّ الأسد : “قل ما عندك بسرعة !” فردّ الغرابث علىى الفور : “ما رأيك يا زعيمنا بذلك الجمل الذي يأكل العُشب ليل نهار ولا يُفيدُنا بشىء، نعلمُ بأنّك قد أعطيتهُ الأمان على نفسه، ولكن ثق بأنّي سأجله هو من يُقدّم نفسهُ للطعام بنفسٍ راضية، فما رأيُ مولاي ؟” فوافقهُ الأسدُ على كلامه. وعاد على الفور الغرابُ إلى أصدقائه وقال لهم : “انتبهوا أرجوكم لما سأقولهُ لكم ! سنذهبُ جميعاً والجملُ معنا إلى الأسد، ونذكر ما أصابهُ من مرضٍ، وبعدها يعرضُ كُلٌ منّا نفسه على الأسد ليأكله، فيرفض الآخران هذا الكلام بشدة، ويقولان الضرر في أكله، حتّى يأتيَ دورُ الجمل، فنأكلهُ بعد أن يُقدّم نفسهُ للطعام”. وقد كان ماقيل، وذهبوا بالجمل إلى الأسدِ في عرينه وقال الغرابُ على الفور : “أنت بحاجةٍ إلى يسُدُّ جوعك يا ملكنا العظيم، لأنّك إن مت وهلكت من هذه الجراح، فلن نستطيع العيش بعدك لحظة، يُمكنُك أكلي أيُّها الملك بنفسٍ راضية”. فنظر الذئبُ وابنُ آوى إلى الغراب وهم يقولون : “للأسف أنت صغيرُ الحجم أيُها الغراب ولن تصلُح هكذا وجبةً لملكنا العظيم” وبعدها أكمل ابنُ آوى الكلام وهو يقول : “لكنّني أنا يامولاي أستطيعُ أن أكون لك وجبةً جيّدة تُقويك، فحجمي أكبرُ من الغراب” وردّ على الفور الذئبُ والغراب قائلين : “يابنَ آوى ! إن لك لحماً نتناً سيُمرضُ ملكنا أكثر ولن يشفيه أبدا”.. وهناك جاء دورُ الذئب في الكلامِ فقال : “إنّهُ أنا من سيكونُ للملك وجبةً تُعيدُ إليه قوّته، وانا أُوافق على ذلك بنفس راضيةٍ تماماً” فاعترض كلامهُ ابنُ آوى والغراب قائلين من جديد : “تراجع أيُها الذئب، فالأطباء يقولون بأن من أراد أن يقتُل نفسه فليأكل لحم ذئب، فلحمك يجلب الكثير من الأمراض والموت بعد ذلك”. وهنا نظر الجميعُ إلى الجمل، وظنّ المسكين بأنّه إن فعل مثلهم فسيلتمسوا له العذر كما فعلوا لأنفسهم، فقال : “سيدي الملك، لي يحمٌ لذيذ ورائحتي ذكية وأشفي بإذن ربي من الأمراض، فليأكُلني الملك بنفسٍ راضيةٍ” فقال الغرابُ وابنُ آوى : “صدقت أيُها الجمل في كلامك” وانقضَّ الأربعةُ عليه فقتلوه وأكلوه. ”ما نتعلمه من قصة الأسد والجمل الغريب” ”علينا أن نتعلم متّى نتحدّث ياصغاري ومتى نصمت تماماً عن الكلام، فأحياناً يكونُ الصمت هو حبل النّجاة هو الوحيد أمامنا، ولا تجعل الآخرين يخدعوك بالكلام وانتبه لما تقول ولما تسمع كذلك |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 70816 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() اجتمع شملٌ غفيرٌ من الحيوانات ذات مرةٍ في قلب أحد الغابات الهادئة ليعرفوا من يتمتع بأجمل أسنان.. وإذ بصديقنا الحمار ينهقُ بصوتٍ عالٍ وهو يُشير إلى أسنانه قائلاً : “لديّ أسنانٌ يُمكنها أن تمضغ الحشيش والتبن بكل سهولة، ومن خلال اسناني فقط يستطيع الإنسان معرفة عمري”. يُسمّى صوتُ الحمار بـ “نهيق” استشاط القندس غضباً من كلام الحمار وهو يقول : “كلا أيها الحمار، فإنّ لأسناني الأمامية الطويلة القوية والتي تكسر أعتى أغصان الأشجار قدرةً لا يمتلكها حيوانٌ آخر، فهي تنموا على الدوام إذا انكسرت، لذلك فهي الأفضلُ بينكم”.. للقندس قدرة غير عادية على السباحة, ويرجع ذلك لذيله الطويل العريض. وإذ بالتمساح يُباغتُهُ بنظرةٍ مُخيفةٍ قائلاً بصوتٍ منخفض : “كلا أيُّها الصغار، فأنا من يمتلك أجمل الأسنان بينكم، انظروا إليها كيف تبدوا حآدّةً كسيوف الساموراي”. جلد التمساح ياصغاري من أثمن الجلود في العالم، إذ يستخدم في صناعة أرقى الأحذية والحقائب اليدوية. انطلقت أسماكُ القرش قائلةً : “إنّ أسنانا هي الأجمل بينكم، فهى أحدُّ من شفرات الحلاقة، وفوق ذلك، فإنّنا نمتلك مجموعة أسنانٍ إضافية، وبذلك لا نهتم بسقوط أحد الأسنان أو حتى بانكسارها”.. إن أسماك القرش هي الكائنات الوحيدة التي لا تحتوي على عظام، بل غضاريف قوية جدا. وما أن سمع الخنزيرُ البريُّ كلام أسماك القرشٍ حتّى أردف قائلاَ : “يبدوا بأنّكم لم تُشاهدوا أنيابي القويةَ بعد، إنها سلاحي الفتّاك في وجه كُل من يُزعجني من حيوانات الغآبة”. وبدأت فاحت لأفاعي قائلةً : “إنّ لدينا أخطر الأنياب على الإطلاق، فبعضةٍ واحدةٍ بإمكاننا نحنُ الأفاعي أن نحقن أجسادكم جميعاً بالسُّم” .. يُسمّى صوتُ الافاعي بالـ “الفحيح” فصرخت على الفور سمكة الكاريبي بعد أن أخرجت رأسها من الماء قائلةً : “إنّ أسناني وإن كانت صغيرة إلّا أنّها شديدة الخطورة، فرغم صغرها إلّا أنّها حآدةّ جداً، فأنا وأصدقائي لا نترك من الأسماك التي نقابلها إلا العظام فقط”. انتزعج الفيل وأصدر صوته العالي قائلاً : “أنا من يمتلك أجمل الأسنان وأكبرها بينكم، إنّ أنيابي أطولُ من الإنسان وأضراسي أشدُّ صلابةً من الحجارة”. نظرت أسماك (المرلين الشراعي) باستهزاءٍ قائلةً : “نحنُ من يمتلك أجمل الأسنان بينكم، فإنّ أنيابنا هي قرون لولبية طويلة وقوية وجميلة ايضاً”. وهنا سمعت الحيواناتُ صوتاً غريباً، وإذ به صديقنا الفرخ الصغير (الكتكوت) يقول : “أنا أيضاً لدي سنٌّ جميلٌ فوق منقاري الجميل، انظروا أيتها الحيوانات إلى هذا النتوء الجميل، إنه سني الذي به كسرت قشرة البيض وخرجت”. وبعد أن انتهت الجدة من القصة، تساءلت ريم و كريم ضاحكين : “هذا رائع، ولكن ماذا بالنسبة لنا نحن البشر؟ فنحنُ أيضاً لدينا فراغُ السنّ المخلوعة وهو الأجملُ والأروعُ بين المخلوقات”. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 70817 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() كان صديقنا الجمل “جميل” أحد بعير الغآبة الكبيرة، ولكن كان جملاً أعرجاً ذا قدمٍ أطولَ من الأُخرى، إذ خلقهُ الله هكذا دون باقي الجمال والبعير الأخرى، فكان جميل دائماً ما يتحرّك بصعوبة بالغة بسبب العيب الخُلُقي في رجليه، وذات يوم.. قرّرت حيوانات الغآبة أن تُجري سباق لجميع حيوانات الغآبة – مُسابقة لإختيار أسرع حيوان في الغآبة – وقرّر صديقنا الجمل “جميل” أن يُشارك في تلك المسابقة كباقي الحيوانات الاخرى، وأثناء تسجيله لاسمه، نظرت إليه حيوانات الغآبة بسخرية وهم يقولون : “ما هذا ياجميل ؟ هل ستُشارك حقاً في المسابقة..ههههه !”. احْمَرّ وجهُ جميل وأحس بالإهانة وكذلك الحزن الشديد، وهنا قال لهم الجمل “جميل” : “أعلمُ جيداً بأنّ الله قد خلقني بقدمٍ أطولَ من الأُخرى، ولكن قد وهبني جسداً قويّاً وسريعاً، كما يُمكنني الفوز بإذن الله” انطلقت الحيوانات ضاحكةً بسخريةٍ على كلام جميل المسكين، وقولون له : “هل تستطيع حقاً الفوز يا جميل..ههههه !، لابُدّ من أنّك تُمازحُنا أيُّها الجمل الأعرج !”. ورغم ما سمع الجمل من كلامٍ قاسٍ، إلّا أنّه قرّر أن يخوض السباق رغم عرجته. كان الصعود لأعلى قمة الجبل في الغآبة هو ما سيُحدّد الفايز في ذلك السباق، أخذت حيوانات الغآبة تركض بسرعةٍ كبيرة منذُ أن انطلقت من نقطة البداية قرب حآفة النهر..وكان الجمل “جميل” يسيرُ بصعوبةٍ بالغةٍ جداً، كما كان ف المركز الأخير وجميع الحيوانات تسبقُه. وبدأت الحيوانات تسخرُ منهُ وهي تقول : “لماذا أتيت ياجميل، كان عليك أن تبقى في بيتك، فهذا أفضلُ لك من هذا العناء..ههههه !”..ولكن الجمل “جميل” لم يسمع لتلك الحيوانات ولم يهتم أبداً بما يقولون، فالمُسابقة لم تنتهي بعد. ووصلت الحيواناتُ أخيراً للجبل، ولكن بدؤا جميعاً بأخذ قسطٍ من الراحة قبل الصعود – فالطريقُ لا زال أمامهم طويل – إلّا صديقنا جميل والذي أكمل الطريق وهو يشعر بتعبٍ أشدُّ مرتين من الحيوانات الأُخرى، وقرّر أن لا يستريح إلّا حينما يصل لقمة ذلك الجبل. ولأن الجمل “جميل” أراد الفوز من صميم قلبه، ولأنّهُ أيضاً أراد أن يُثبت لتلك الحيوانات قُدرتهُ على هزيمتهم برجله العرجاء تلك..أكمل السير ولم يركن هنا أو هناك، على عكس باقي الجمال والحيوانات التي كانت تتحدّث مع بعضها تارةً وتستريحُ تارةً أُخرى. ولم تنبه الحيوانات بأن جميل قد تجاوزهم جميعاً أثناء استراحتهم، وما أن وصلوا لقمة الجبل حتّى صُعقوا من وُقوف جميل على قمة الجبل وهو يحمل راية الفوز بقدمه العرجاء، والفخر يملأ عينيه الجميلتين..النهاية ! ”ما نتعلمهُ من قصة الجمل جميل الأعرج” علينا ياصغاري أن نتعلم أن لا نسخر مُطلقاً من أحدٍ مريض حتّى لا يبتلينا الله بذلك المرض ونكون مثله، وأن نحمده دائماً على نعمه الكثيرة ونشكره على فضله..فأحياناً ما قد نسخر منهم، هم في الحقيقة أفضلُ منّا عند الله |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 70818 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() تبدأُ القصّة بأنّهُ في أحد الغآبات البعيدة جداً، عاش صديقنا القنفذ الصغير مع باقي حيوانات الغآبة، ولكن للأسف لم تُحب حيواناتُ الغآبة اللعب معه بسبب شوكه المُدبّب الحاد على ظهره..ولكن ذات يوم. كان الكلبُ يلعبُ بكرةٍ جديدة – كان قد اشتراها منذ يومين – مع مجموعةٍ من الحيوانات الأخرى، فنظر القنفذ إلى تلك الكرة الحمراء الجميلة وقال للكلب : “هل تسمح لي ياصديقي باللعبِ معكم ؟”. فنظر الكلبُ إليه قائلاً : “أعتذرُ منك أيُها الصديق، ولكن حينما أتذكّرُ ما فعلتهُ مع بالون الزرافة بالأمس حينما ثقبتها بأشواكك، أخافُ كثيراً على كرتي الجديدة، ولقد حزنت الزرافة كثيراً لذلك”. فقال القنفذ له بحزن : “صدقني أيُها الكلب، لن أُخرب شيئاً هذه المرة، أعدك بذلك، ولكن دعني ألعب معكم أرجوك !” فقال الكلب له على الفور بعناد : “لا، لن تلعب معنا أبداً أيُها القنفذ، ألا تتذكر ما فعلته مع الفيل “فلفول” المسكين حينما ثقبتَ له عوّامته الجديدة في النهر وخرّبتها له، لن تعلب معي بهذا الشوك.. هيّا ! اذهب بعيداً أيها القنفذ بشوكك الضار هذا، فأنا لا أُريد أن تثقُب كُرتي أبدا “. انطلق القنفذ المسكين مُبتعدا عنهم وهو يبكي بُكاءً شديداً من تلك الكلمات القاسية على قلبه الصغير.. وفي طريقهِ لبيته، إذ به يُقابل القطة الصغيرة تلعبُ أسفل أحد الاشجار، فقال لها القنفذ بحزن : “أيتها القطة الصغيرة، هل تسمحين لي باللعبِ معك ؟!”. فنظرت إليه القطة بقرف وقالت له بضيق : “لا شُكراً، لا أُريدك أن تعلب معي أبداً أيُها القنفذ، فلك ظهرٌ أيها الحيوان به شوك يُفقدنا المُتعة كلما لعبنا، أتتذكر آخر مرةٍ كنت ألعبُ فيها معك، هل تتذكر حينما شكتني شوكةٌ في قدمي ونحن نجري، فأرجو أن تبتعد عنّي”. وعاد القنفذ إلى بيته وهو يبكي وكانت والدته تُعد الطعام، وما أن رأتهُ بهذه الحالة، حتّى قالت له : “ما الذي أصابك ياصغيري ؟!” فقال لها القنفذ الصغير : “لماذا لا تُحبُني باقي حيوانات الغآبة يا أُمّي ؟ هل حقّاً بسبب الشوك الكثير على ظهري، وإن كان ذلك، فلماذا قد خلقنا الله بذلك الشوك على ظهورنا ولم يخلقنا كباقي الحيوانات ؟!!”. فأجابتهُ الأُمُّ على الفور : “هل تعلم ياصغيري بأن ذلك الشوك هو ما سيحميك من أعدائك ويجعلهم يقفون أمامك مرعوبين ولا يُمكنهم حتّى الاقتراب منك، فيُمكنك أن تقذف شوكك هذا بقوةٍ في وجه أعدائك، وبذلك تحمي نفسك وعائلتك القادمة إن شاء الله، فيجبُ عليك أن تحمد ربّك على هذه النعمة الكبيرة”. أجاب القنفذ أُمّهُ والحزن يملأُ صوته : “ولكن يا أُمّي، ليس للحيوانات ما يحميهم من شوكي، لذلك لا يُريدون اللعب معي وأنا حزين” فقالت الأم : “لا تحزن، سيعرفون قيمتك ياصغيري قريباً”..ولم يمضِ سوى يومين حتّى وقع حادث غريب.. فكان الكلب والقطة الصغيرة وأحد الأرانب يلعبون سويا، وعلى غفلةٍ اقترب منهم أحد الصيّادين، وتمكّن الكلبُ والقطة من الفرار ووقع الأرنب في يد الصياد والذي كان يُريد أن يأكله، لم يتمكن الكلب ولا القطة من تقديم أي مُساعدة لذلك الأرنب.. وحينما رآهم القنفذ، ذهب على الفور وقذف شوكه على قدم الصيّاد، فألقى الصياد الأرنب على الأرض وهو يصرخ من الألم، وهكذا تمكّن القنفذ من إنقاذ الأرنب من بين يد الصيّاد، فشكرهُ الأرنب بعدها على إنقاذ حياته، ثم شكرت القطة والكلب صديقهم القنفذ الصغير على صنيعه وعلى شجاعته الكبيرة. ”ما نتعلمهُ من قصة القنفذ والشوكة” علينا يا أصدقائي أن نتعلّم أن لا نُعاير أحداً أبداً، فجميعنا من خلق الله، وكُلٌ منّا لهُ ما يُميّزه عن غيره، وعلينا أن نبذل جُهدنا في أن نتعرّف على تلك المُميّزات التي وهبنا اللهُ إيّاها وأن نستغلّها في مُساعدة الآخرين كما فعل صديقنا القنفذ الصغير حينما أنقذ الأرنب الصغير من يد الصيّاد..النهاية |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 70819 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() في حديقةِ منزلٍ صغير، كانت هنالك فراشةً صغيرة الحجم تعيشُ برفقة والدتها، وكانت الأمُّ تُلحُّ على ابنتها باستمرارٍ أن لا تبتعد كثيراً عن حديقة المنزل، فهى مليئة بالمخاطر والفراشة الصغيرة قليلة الخبرة، وكانت دائماً ما تسمعُ كلام أُمّها وتُنفّذُه. وذات يوم، وإذ بصديقة الفراشة الصغيرة تقول لها، هيا بنا نتجوّل في البستان قليلاً، فذهبت الفراشة الصغيرة لأمها وطلبت منها الإذن قبل الخروج، فسمحت لها والدتها بالخروج.. وبالفعل خرج الصديقان للعب والقفز من زهرةٍ لأُخرى، يستمتعان بمنظر الحديقة الخلّاب، وتلك الروائح العطرة التي تنبعثُ من زهورها الحمراء الجميلة. وظلّ الوقتُ يمرُّ دون أن تشعر به الفراشتان وهما يتطايران هنا وهناك، وبعد لحظات أدركت الفراشة الصغيرة بأنّها قد ابتعدت عن المنزل.. فقالت لصديقتها : “ياصديقتي الفراشة، لقد نبّهتني أُمّي أن لا أبتعد عن المنزل كثيراً هكذا، فدعينا نعودُ إلى المنزل قبل أن يحدث شيءٌ لنا”. انطلقت الصديقة بالضحك والكهكه بصوتٍ مرتفع، وهي تقول للفراشة الصغيرة: “يا لكِ من جبانة، وتخافين من أي شيء” انزعجت الصغيرة من هذا الكلام كثيراً ورد قائلةً: “لستُ جبانة ولكن هذا كلام أمّي”. فردّت الأخرى قائلةً: “إذاً تعالي معي أُريكَ أجملَ زهور هذه الحديقة الرائعة” ولبّت الفراشة الصغيرة كلام صديقتها وضربت بكلام أمّها عرض الحائط، وظلّتا تنتقلان من هنا وهناك تتمتّعان برائحة الزهور العطرة وعسلها الجميل.. ووصل بهما الحالُ تقفانِ على أحد الزهور الورديّة يلعبان ويشربان من عسلها الطازج، وإذ بهما بعد فترةٍ تتفاجئانِ من اسوِدادِ السماء فوقهما، فرفعت إحداهما رأسها لترى ما يحدث، وياللكارثة!. فأحد الأزهار آكلة الحشرات ترفع بأوراقها فوقهما لتلتهما سريعاً، فأصاب الخوفُ الفراشتين وشعرتا بأنّ ناهية العالم قد اقتربت، وأنّ موتهما هو شيءُ حتميّ. ولكن لم يصل اليأسُ بعدُ إلى قلبيهما وقالت لها صديقتها علينا أن نحاول الهروب، وظلّت الاثنتين تحاولان بكل ما أُتيا من قوّة الهروب من تلك الأوراق التي تُحاول اختطاف حياتهما، ولكن باءت كل تلك المحاولات بالفشل.. حتى وصل اليأس بالفعل هذه المرة إلى قلبيهما واستسلمتا تماماً للموت، وبعد أن أغمضت الفراشتين أعينهما بانتظار الموت، إذ بظلٍ عجيبٍ يختطفهما بسرعةٍ من قلب تلك الزهرة.. وأما أن فتحت الفراشة الصغيرة عينها لترى من الذي قام بإنقاذها، فوجدت أنّها أُمّها هي من قامت بإنقاذهما. ارتسم على وجه الفراشة الصغيرة علامات الحيرة والدهشة، وسألت والدتها: “كيف علمتي يا أُمّاهُ بأني هنا؟” ردّت والدتها عليها قائلةً: “دلّتني إحدى صديقاتي على مكانكما وأخبرتي بأنّكما تتوجهان ناحية الأزهار آكلة الحشرات”.. فما كان من الفراشة الصغيرة إلّا أن حمدت الله وشكرت والدتهما على انقاذ حياتها، ووعدتها قائلةً : “لن أعصي لكلامك أمراً مرةً أخرى يا أُمّي”..النهاية. ما نتعلمهُ من القصة لا تصدق أحداً يا صغيري ولا حتى نفسك إذا أخبرتك بأنّ هناك من يحبك أكثر من أمك، فأُمك تقوم بدورٍ عظيمٍ في تربيتك، وتُرهِق نفسها، وجسَدها، وتفكيرها من أجل أن تقوم بتوفير الراحة لك ولإخوتك، لذلك يجب عليك أن تُطيعها ولا تعصي أوامرها أبداً، فكما رأينا في القصة.حينما عصت الفراشةُ كلام والدتها كادت أن تموت بسبب ذلك. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 70820 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() ذات يوم وبينما كانت هنالك مجموعةُ من الببغاوات تحلّقُ في السماء إذ قال أحدهم: “يا إخوتي، لقد أصاب التعب منّا ونحنُ نطيرُ منذ وقتٍ طويل، فدعونا نهبطُ قليلاً إلى الأرض، نستقي الماء وننالُ قسطاً من الراحة قبل إكمال رحلتنا”.. فردّ عليه كبيرهم قائلاً : “يا لها من فكرةٍ سديدةٍ أيها الببغان، ولكن قبل التفكير في الهبوطِ إلى الأرض دعونا أوّلاً نختر بُقعة أرضٍ بها ما يكفينا من الطعام لأنّ باقي عائلات القطيع لم تأكل منذ يومين، وهي تشعر بالجوع الشديد بسبب الطيران المتواصل” . وبالفعل، أرسل كبير الببغاوات رسولاً يبحثُ لهم عن مكانٍ به ما يكفيهم من الطعام، وبعد دقائق معدودة عاد الرسولُ وهو يصيحُ : “انظروا يا إخوتي إلى تلك الأرض هناك، وشاهدو حبوب الذرة التي تُغطّيها”. وبعد أن هبطت الببغاوات عند تلك الأرض بجانب حبوب الذرة المبعثرة على الأرض بجوار شجرةٍ كبيرة قال كبيرهم : “كلو ما شئتم يا اخوتي من رزق الله حتى تشبعو وتمتلأ بطونكم الصغيرة”. وما أن شرعت الببغاواتُ في الأكل حتى وجدوا أحد الشباك الكبيرهم تُغطّيهم جميعاً، وانتهشت جميع الببغاوات معاً، حتّى قال أحدهم : “يا إلهي من أين أتتنا هذه الشبكة؟ من قام بإسقاطها علينا؟ وما هو مصيرنا الآن؟”. ولم يكمل هذا الببغاءُ كلامه حتى هبط من تلك الشجرة رجلٌ بيده قوسٌ وسهم، وما أن رأتهُ الببغاوات حتى صاحوا جميعاً : “إنّه صيّاد الطيور”. وحينها قال كبير الببغاوات : “يا إخوتي، لا يوجد سوى حلٌ وحيد، وهو أن نبدأ جميعاً بالطيران وفي وقتٍ واحدٍ حتى ننجوا من هذا الطيّاد”. وبدأ الإخوة معاً بالطيران في وقتٍ واحد حتى تمكّنوا من حمل الشبكة، وحينها صُعِقَ صيّادُ الطيور من هول المنظر، فكانت تلك هي المرة الأولى التي يرى فيها شيئاً كهذا. وبدأ الصياد بملاحقتهم على الفور بعد أن رأى هذا المشهد الغريب، وحينما أدركت الببغاوات أنّها لا تزال مُلاحَقة، بدؤا بالطيران بعيداً نحو الوديان والهضاب لكي لا يصل الصيادُ إليهم.. وحينما أدرك الصيادُ أنّه فشل في الإمساك بهم، أدار ظهرهُ ليبحث عن فريسةٍ أخرى، وحينها قال زعيمُ الببغاوات : “الآن وبعد أن ابتعد الخطرُ أخيراً عنّا، دعونا يا إخوتي نأتي صديقنا الفأر ليُخلّصنا من هذه الشبكة بأسنانه الحآدة”. وبدأ قطيعُ الببغاوات بالطيران ناحية جُحر الفأر، وما أن سمع الفأر صوت اجنحة تحليق القطيع، أصابه الذُّعر وانطلق هرباً نحو جُحره. وبعدها نادى كبير الببغاوات قائلاً : “يا عزيزي الفأر، أنا صديقك الببغاء، أرجو أن تخرج لنا وترى حالنا، فنحنُ جميعاً بحاجةٍ إليك، فما استطعنا الوصول إليك إلا بتعاوننا معاً”. وتذكّر الفأر صوت صديقه الببغاء على الفور، وقال بعد أن خرج إليهم: “لا تقلقو يا أصدقاء، سأساعدكم على التخلص من هذه الشبكة” وبدأ الفأر أخيراً بقضم خيوط تلك الشبكة خيطاً وراء الآخر حتى تمكّن من صنع فجوة خرج منها أفراد القطيع واحداً تلو الآخر، وشكرو الفأر على مُساعدته وطارو جميعاً إلى أعشاشهم. فائدة القصة :- إذا اتحد أفراد القطيع نام الأسد جائعا بالطبع ياصغاري، فكم في الاتحاد من فوائد، بالإتحاد يتحقق المستحيل وبالتعاون يلين الصخر أمامنا ومن أجمل من قرأت عن الإتحاد قول أحدهم : “نحن جميعاً نجذف في القارب نفسه..اليد تغسل الأخرى والاثنتان تغسلان الوجه” |
||||