منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14 - 03 - 2022, 03:07 PM   رقم المشاركة : ( 70721 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,142

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




المطوَّبة مريم كانت واقفة بشجاعة وصمود وثبات مدهش، بالرغم من ضعفها كامرأة. لا نقرأ أنها كانت تبكي، أو تصرخ، أو تلطم، أو تسقط على الأرض، بالرغم من قلبها الدامي والمجروح.

بالتأكيد أخذت معونة إلهية خاصة، من أبو الرأفة وإله كل تعزية.
كانت الجموع تستهزأ بالمسيح، واللصان يعيرانه، والجنود يقتسمون ثيابه، وهو ينزف الدماء، لكن لَمَّا رَأَى أُمَّهُ، وَالتِّلْمِيذَ الَّذِي كَانَ يُحِبُّهُ وَاقِفًا، قَالَ لأُمِّهِ: «يَا امْرَأَةُ، هُوَذَا ابْنُكِ».

ثُمَّ قَالَ لِلتِّلْمِيذِ:«هُوَذَا أُمُّكَ» (يوحنا19: 26، 27). إنه إكرام الابن لأمه (خروج20: 12)، وأيضًا المدبر الذي يرتب كل شيء، فالمسيح لم يترك لأمه أي شيء قبل موته - لا فضة ولا ذهب - لكي ترثه، لكنه كلَّف يوحنا الحبيب بالعناية بها، وهذا فيه كل الكفاية، فإنها ستجد مكانًا لتسكن وتعيش فيه، ولأن يوحنا هو الوحيد من التلاميذ الذي رجع إلى الصليب بعد هروب كل التلاميذ، فلذلك هو الوحيد الذي نال شرف الاهتمام بها كأمه، والرب بهذا التكليف له أعلن عن ثقته فيه، وعلى الأرجح أن وسائل المعيشة كانت متوفرة لدى يوحنا (مرقس1: 20؛ يوحنا18: 15).
 
قديم 14 - 03 - 2022, 03:08 PM   رقم المشاركة : ( 70722 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,142

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




صنع الرب يسوع مثالاً للأبناء لكي يهتموا بوالديهم ويكرموهم.

«وَمِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ أَخَذَهَا التِّلْمِيذُ إِلَى خَاصَّتِهِ» (يوحنا19: 27)،



مريم كانت محتاجة لرعاية رجل يتولى الاهتمام بها،
فذهبت معه ومكثت عنده، فكان هو ابن لها، وهي أم له.
أخي.. أختي.. ليتنا نتعلم من المطوبة مريم الوفاء والثبات.
ولنستمع للمسيح وهو ما زال يؤكد على قانون المحبة ويقول لنا:
«هُوَذَا ابْنُكِ» أو «هُوَذَا أُمُّكَ».
 
قديم 14 - 03 - 2022, 03:11 PM   رقم المشاركة : ( 70723 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,142

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




(لوقا2: 41-52) بعد رجوع يوسف والصبي يسوع وأمه من مصر إلى أرض إسرائيل سكنوا في مدينة الناصرة.
«وَكَانَ أَبَوَاهُ يَذْهَبَانِ كُلَّ سَنَةٍ إِلَى أُورُشَلِيمَ فِي عِيدِ الْفِصْحِ. وَلَمَّا كَانَتْ لَهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ سَنَةً صَعِدُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ كَعَادَةِ الْعِيدِ»،
أي ليذبحوا خروف الفصح (تثنية16: 7، 16) ويأكلوه مطبوخًا ويتذكروا عبور الدينونة عن أبكارهم على أساس رش الدم على العتبة العليا والقائمتين،

ثم خروجهم من أرض العبودية مصر إلى البرية بعد عبورهم البحر الأحمر.
«وَبَعْدَمَا أَكْمَلُوا الأَيَّامَ بَقِيَ عِنْدَ رُجُوعِهِمَا الصَّبِيُّ يَسُوعُ فِي أُورُشَلِيمَ، وَيُوسُفُ وَأُمُّهُ لَمْ يَعْلَمَا».
كان ليوسف ومريم أقرباء ومعارف وأصدقاء، وعندما انتهوا من كل شيء أخذوا الطريق إلى بوابة المدينة متجهين شَمالاً، ولم يتحقَّقا أن الصبي معهما، اعتبروا أن الأمر مُسلَّم به.
لقد ظنَّاه بين الرفقة، وكان المسافرون يسيرون على قافلتين، إحداهما للنساء في المقدمة، والثانية للرجال في المؤخرة، وكان الصغار يسيرون في الوسط معًا، تارة يذهبون إلى أمهاتهم في المقدمة، وتارة أخرى إلى آبائهم في المؤخرة.
انقضى اليوم الأول في العودة إلى الناصرة واقتربت القافلتان من بعض، ألتقى يوسف بمريم، وكل منهما يسأل الآخر عن الصبي، إذ حسب كل منهما أنه مع الآخر. وبقيا يومًا ثانيًا يطلبانه بين الأقرباء والمعارف. «وَلَمَّا لَمْ يَجِدَاهُ رَجَعَا إِلَى أُورُشَلِيمَ يَطْلُبَانِهِ. وَبَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ وَجَدَاهُ فِي الْهَيْكَلِ، جَالِسًا فِي وَسْطِ الْمُعَلِّمِينَ، يَسْمَعُهُمْ وَيَسْأَلُهُمْ».
تخيل معي اختفاء صبي عن والديه ثلاثة أيام! كَمّ المعاناة والانزعاج، القلق والعذاب، التعب في البحث عنه في كل مكان، الشعور بالتقصير والإهمال، ملامة الضمير، وربما سمعا لومًا من الأقرباء والمعارف.
 
قديم 14 - 03 - 2022, 03:15 PM   رقم المشاركة : ( 70724 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,142

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




كتب رجل الله أيرونسايد خدمة بعنوان: “المسيح المفقود”، جاء فيها “لقد ظنَّا أن يسوع بين الرفقة، ولكنه لم يكن معهم. كثير من المسيحيين يظنون أن المسيح معهم، ولكنهم يكتشفون أنه ليس معهم. يظنون أنهم عندما يسلكون بحسب طقوسهم وفرائضهم أنه معهم، ولكنه غائب عنهم، ولا يتمتعون بحضوره المبارك. ولكن إذا رغبوه من قلوبهم وبحثوا عنه فإنهم يجدونه ويتمتعون بحضوره معهم. كما أنه من الممكن أن يحضر المؤمنون الاجتماعات الروحية، ويفكِّرون في كل شيء صحيح، ويُقدِّمون خدمات كتابية، لكن بالإنفصال عنه، فإنهم لا يتمتعون بحضوره”.
كان الصبي يسوع في قمة الذوق الرفيع، جالسًا في وسط المعلمين يسمعهم أولاً ثم يسألهم، لم يجلس وسط المعلمين ليعلِّمهم بل ليسمعهم، ثم يسأل ويجاوب. لم يترك مكانه كصبي بل سلك بالإتضاع. «وَكُلُّ الَّذِينَ سَمِعُوهُ بُهِتُوا مِنْ فَهْمِهِ وَأَجْوِبَتِهِ»، لأن كلماته كانت مثل «تفاح من ذهب في مصوغ من فضة» (أمثال25: 11).
 
قديم 14 - 03 - 2022, 03:17 PM   رقم المشاركة : ( 70725 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,142

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




اندهش يوسف ومريم حين وجدا الصبي يسوع في الهيكل جالسًا في وسط المعلمين الأكبر منه سنًا، واختلط في قلب أمه الألم والحيرة لفراقه، والسرور بلقائه. تكلَّمت بعواطف الأمومة وعبَّرت عن خشيتها عليه وأيضًا عذابهما وقالت له: «يَا بُنَيَّ، لِمَاذَا فَعَلْتَ بِنَا هكَذَا؟ هُوَذَا أَبُوكَ وَأَنَا كُنَّا نَطْلُبُكَ مُعَذَّبَيْنِ!». أعطت مريم كرامة لرجلها فذكرته قبل نفسها: «أبوك وأنا»، ولكنها نسيت أنها أمام ابن الله.
كان رد الصبي يسوع لهما صاعقًا: «فَقَالَ لَهُمَا: “لِمَاذَا كُنْتُمَا تَطْلُبَانِنِي؟ أَلَمْ تَعْلَمَا أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَكُونَ فِي مَا لأَبِي؟”». وهي أول عبارة يسجلها الوحي عنه في الكتاب المقدس، حيث نفى علاقته بيوسف كأبيه بحسب ظن الناس، وأعلن عن ارتباطه بابيه السماوي وأنه جاء ليفعل إرادته بسرور، وأنه في المكان الصحيح، «في ما لأبيه» أي الهيكل الذي يمثّل حضور الله وسط شعبه، وهو بيت أبيه على الأرض في ذلك الوقت.
لم يَقُل يوسف شيئًا، ولم يسجِّل لنا الكتاب أي كلمات له، بالتأكيد كان زوجًا مثاليًا للمطوَّبة مريم، وكان الأب الشرعي للصبي يسوع، وكان دائمًا يريد أن يفعل الأشياء الصحيحة (متى1: 19).
 
قديم 14 - 03 - 2022, 03:18 PM   رقم المشاركة : ( 70726 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,142

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




اختفاء المسيح عن يوسف ومريم ثلاثة أيام تشير إلى مدة دفن المسيح واختفائه عن التلاميذ والمؤمنين ثلاثة أيام، لكن بعد القيامة ظهر لهم. كانت مريم ويوسف معذَّبين في هذه الفترة، وكان التلاميذ يبكون وينوحون. يوسف ومريم وجداه في الهيكل في وسط المعلمين، والتلاميذ رأوه في العلّية حيث جاء ووقف في وسطهم.
«فَلَمْ يَفْهَمَا الْكَلاَمَ الَّذِي قَالَهُ لَهُمَا»: كان كلام الصبي يسوع أعلى وأسمى من تفكيرهما، لقد حلق في الأعالي وتكلم مع أبيه. لم تَصِل مريم إلى المعرفة الكاملة بشأن شخصه وعمله إلا بعد موته وقيامته وصعوده إلى السماء وإرسال الروح القدس في يوم الخمسين كما على جميع المؤمنين.
بالرغم من عدم فهمها للكلام الذي قاله ولكنها كانت تحفظ جميع هذه الأمور في قلبها (لوقا2: 51).
«ثُمَّ نَزَلَ مَعَهُمَا وَجَاءَ إِلَى النَّاصِرَةِ وَكَانَ خَاضِعًا لَهُمَا». مع أنه خالق الكون لكنه رضي أن يكون ولدًا في عائلة مُتضعة، وكم جلب السرور لأمه بطاعته وخضوعه.
 
قديم 14 - 03 - 2022, 03:19 PM   رقم المشاركة : ( 70727 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,142

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




حُرمت مريم من المسيح ثلاثة أيام عند بقاءه في الهيكل، وحُرمت منه ثلاثة سنوات أثناء خدمته التجوالية، وحُرمت منه ثلاثة أيام عند موته ودفنه حتى قام من الأموات.
أخي.. أختي.. هل لك علاقة حقيقية مع الرب يسوع أم إنك محروم منه؟ إن معرفة الرب يسوع كالمخلِّص تجعلك مغفور الإثم بدمه الذي سُفك لأجلك على الصليب. كذلك المؤمن الذي تنقطع شركته مع الرب يعيش مُعذَّبًا. عندما أخطأ داود ولم يعترف بخطيته شعر بالجفاف الروحي، لذلك قال: «لَمَّا سَكَتُّ بَلِيَتْ عِظَامِي مِنْ زَفِيرِي الْيَوْمَ كُلَّهُ، لأَنَّ يَدَكَ ثَقُلَتْ عَلَيَّ نَهَارًا وَلَيْلاً. تَحَوَّلَتْ رُطُوبَتِي إِلَى يُبُوسَةِ الْقَيْظِ» (مزمور32: 3، 4)، ولكن بعد اعترافه بخطيته للرب رجع له الفرح.
ليتنا نكون في شركة مستمرة مع الرب، ونشتاق للوجود معه، فنقول مع المرنم: «كَمَا يَشْتَاقُ الإِيَّلُ إِلَى جَدَاوِلِ الْمِيَاهِ، هكَذَا تَشْتَاقُ نَفْسِي إِلَيْكَ يَا اللهُ. عَطِشَتْ نَفْسِي إِلَى اللهِ، إِلَى الإِلهِ الْحَيِّ. مَتَى أَجِيءُ وَأَتَرَاءَى قُدَّامَ اللهِ؟» (مزمور42: 1، 2).
 
قديم 14 - 03 - 2022, 03:23 PM   رقم المشاركة : ( 70728 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,142

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

تؤهلون لمكلوت الله



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


«إِنَّنَا نَحْنُ أَنْفُسَنَا نَفْتَخِرُ بِكُمْ فِي كَنَائِسِ اللهِ، مِنْ أَجْلِ صَبْرِكُمْ
وَإِيمَانِكُمْ فِي جَمِيعِ اضْطِهَادَاتِكُمْ وَالضِّيقَاتِ الَّتِي تَحْتَمِلُونَهَا،
بَيِّنَةً عَلَى قَضَاءِ اللهِ الْعَادِلِ، أَنَّكُمْ تُؤَهَّلُونَ لِمَلَكُوتِ اللهِ
الَّذِي لأَجْلِهِ تَتَأَلَّمُونَ أَيْضًا»
(2تس1: 4، 5)


في رسائل العهد الجديد نجد “ملكوت الله” يُشار إليه عادة في صفته الأدبية (رو14: 17؛ 1كو4: 20)، ولكننا في رسالة تسالونيكي الثانية نجد الملكوت من الوجهة النبوية مُشارًا إليه في صفتيه السماوية والأرضية، وهو ما يتفق مع صفة الرسالة النبوية. وسيكون افتتاح هذا الملكوت بظهور الرب، بينما القديسون - الذين يكون الرب قد سبق فأخذهم إليه - يُستعلنون جهارًا كشركاء في هذا الملكوت الذين كانوا تابعين له روحيًا من قبل (رؤ1: 9).

وعندما يُقام ملكوت الله بصورة كاملة، بظهور الرب، لا يكون الحال قاصرًا على مُلك القديسين المُمجَّدين على الأرض (رؤ5: 10)، بل إن قسمي الملكوت - السماوي والأرضي - يتجاوبان ويتعاملان في تجانس كامل واتفاق تام.

أما في الوقت الحاضر، فملكوت الله قائم بكيفية خفية سرية، ولكنها حقيقية، في صورة “ملكوت السماوات” وذلك في غيبة الملك.
وعندما كتب الرسول بولس رسالته الثانية إلى كنيسة تسالونيكي، كان التسالونيكيون قد أظهروا تقدُّمًا روحيًا رائعًا، جعل الرسول ومَن معه يفتخرون بهم أمام كنائس الله (2تس1: 4)، لأنهم مملوؤون من الإيمان، وذلك على الرغم مما عانوه - بصبر وثقة في الرب - من اضطهادات وضيقات.

وطبعًا لم يكن الرسول يتكلَّم عن الآلام التي كثيرًا ما تكون كتأديب عن خطايا وتقصيرات، ولكنه كان يقصد التألم ظلمًا من أجل الإنجيل ومن أجل المسيح ومن أجل شهادته. وربما كان يقصد أيضًا نوعًا معيَّنًا من التدريب في حالة المؤمن، لا يمكن فصله عن امتحان الإيمان. لقد كان من الضروري للرسول بولس أن تلازمه شوكة، وملاك الشيطان يلطمه، لكي تظهر حياة المسيح وقوته فيه (2كو4: 11؛ 12: 7-10). وكان على بطرس - في شيخوخته - أن يمدّ يده، وآخر يُمنطقه (يربطه)، ويحمله إلى الموت، لكي يتمجد الله في موته (يو21: 18).

وكان صمود التسالونيكيين وصبرهم واحتمالهم، وسط كل هذه الاضطهادات والضيقات، دلائل على معاملات الله العادلة؛ فلو لم يدعمهم ويُشددهم ويُشجعهم، ولو لم يحصلوا على قوته الإلهية، لما كان باستطاعتهم إظهار كل ما أظهروه من الصبر والإيمان خلال تألمهم لأجل المسيح، ولذلك يقول لهم الرسول: «صَبْرِكُمْ وَإِيمَانِكُمْ فِي جَمِيعِ اضْطِهَادَاتِكُمْ وَالضِّيقَاتِ الَّتِي تَحْتَمِلُونَهَا، بَيِّنَةً (دليل واضح) عَلَى قَضَاءِ اللهِ الْعَادِلِ (سياسة الله وحكمته)، أَنَّكُمْ تُؤَهَّلُونَ لِمَلَكُوتِ اللهِ الَّذِي لأَجْلِهِ تَتَأَلَّمُونَ أَيْضًا» (2تس1: 4، 5).
لقد برهنوا - بواسطة احتمالهم البطولي- على أنهم أهل لملكوت الله. وهذا طبعًا ليس معناه أن دخولهم الملكوت هو على أساس أي استحقاق شخصي عندهم، فلا أحد يستطيع أن يدخل الملكوت إلا على أساس استحقاقات المسيح وحده، ولكن الذين يتألّمون هنا في سبيل الملكوت، يُظهرون ويُبرهنون أنهم سيكونون في عداد الذين سيملكون مع المسيح في ذلك اليوم (رو8: 17؛ 2تي2: 12).

لقد ابتهج الرسل «لأَنَّهُمْ حُسِبُوا مُسْتَأْهِلِينَ أَنْ يُهَانُوا مِنْ أَجْلِ اسْمِهِ» (أع5: 41 قارن من فضلك لو20: 35؛ 21: 36). فالآلام من أجل المسيح إنما هي كرامة يمنحها لنا الله جاعلاً إيانا بها شركاء يسوع المسيح المرفوض. وأريد أن أؤكِّد مرة أخرى أن تحملنا لهذه الآلام لا يضيف أي شيء إلى قيمة عمل المسيح. فالصليب هو الذي يجعل المؤمن أهلاً لمقامه في الملكوت، ولكن احتمال الضيقات بصبر وإيمان، يُظهر أن المؤمن أصبح أدبيًا، مؤهلاً لهذا الملكوت.

وإن «قَضَاءِ اللهِ الْعَادِلِ (سياسة الله وحكومته)» (2تس1: 5)، يؤكِّد لنا من خلال هذه الآلام إننا نسير في الطريق الصحيح وراء سَيِّدنا؛ فعلينا أن نصبر «إِنْ كُنَّا نَصْبِرُ فَسَنَمْلِكُ أَيْضًا مَعَهُ» (2تي2: 12)، وأن نحتمل الآلام بفرح وشكر، لأننا سنتمجد أيضًا معه (رو8: 17). وهذه الآلام هي بيِّنة على خلاصنا، وصحة إيماننا، وثبات مركزنا وسموه (في1: 28، 29).

فهل نعتبر الآلام معه فخرًا وفرحًا عظيمين؟ هل نعلم أن الصليب هو الطريق الذي يقودنا إلى نفس المجد الذي وصل إليه الرب؟ وهل نرغب بحرارة كالرسول بولس أن نعرف شركة آلامه، لعلنا نبلغ إلى القيامة من بين الأموات التي سبقنا فيها الرب؟ (في3: 10، 11).
 
قديم 14 - 03 - 2022, 03:28 PM   رقم المشاركة : ( 70729 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,142

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



في رسائل العهد الجديد نجد “ملكوت الله” يُشار إليه عادة في صفته الأدبية (رو14: 17؛ 1كو4: 20)، ولكننا في رسالة تسالونيكي الثانية نجد الملكوت من الوجهة النبوية مُشارًا إليه في صفتيه السماوية والأرضية، وهو ما يتفق مع صفة الرسالة النبوية. وسيكون افتتاح هذا الملكوت بظهور الرب، بينما القديسون - الذين يكون الرب قد سبق فأخذهم إليه - يُستعلنون جهارًا كشركاء في هذا الملكوت الذين كانوا تابعين له روحيًا من قبل (رؤ1: 9).

وعندما يُقام ملكوت الله بصورة كاملة، بظهور الرب، لا يكون الحال قاصرًا على مُلك القديسين المُمجَّدين على الأرض (رؤ5: 10)، بل إن قسمي الملكوت - السماوي والأرضي - يتجاوبان ويتعاملان في تجانس كامل واتفاق تام.

أما في الوقت الحاضر، فملكوت الله قائم بكيفية خفية سرية، ولكنها حقيقية، في صورة “ملكوت السماوات” وذلك في غيبة الملك.
 
قديم 14 - 03 - 2022, 03:29 PM   رقم المشاركة : ( 70730 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,142

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


عندما كتب الرسول بولس رسالته الثانية إلى كنيسة تسالونيكي، كان التسالونيكيون قد أظهروا تقدُّمًا روحيًا رائعًا، جعل الرسول ومَن معه يفتخرون بهم أمام كنائس الله (2تس1: 4)، لأنهم مملوؤون من الإيمان، وذلك على الرغم مما عانوه - بصبر وثقة في الرب - من اضطهادات وضيقات.

وطبعًا لم يكن الرسول يتكلَّم عن الآلام التي كثيرًا ما تكون كتأديب عن خطايا وتقصيرات، ولكنه كان يقصد التألم ظلمًا من أجل الإنجيل ومن أجل المسيح ومن أجل شهادته. وربما كان يقصد أيضًا نوعًا معيَّنًا من التدريب في حالة المؤمن، لا يمكن فصله عن امتحان الإيمان. لقد كان من الضروري للرسول بولس أن تلازمه شوكة، وملاك الشيطان يلطمه، لكي تظهر حياة المسيح وقوته فيه (2كو4: 11؛ 12: 7-10). وكان على بطرس - في شيخوخته - أن يمدّ يده، وآخر يُمنطقه (يربطه)، ويحمله إلى الموت، لكي يتمجد الله في موته (يو21: 18).
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 05:21 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025