![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 70641 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() أن الإنسان سيظل حيواناً إلى الأبد. على أن البعض الآخر يراوده الأمل بأن الإنسان، ما دام حتى الآن قد تطور على هذا النحو المتقدم المجيد بالنظر إلى أصوله، سيرتقي بعدُ في رقيّه مستقبلاً، حتى يُصبح ملاكاً على وجه الاحتمال. وأياً كان الأمر، فإن تحدُّر الإنسان من الحيوان بدا شيئاً يقدم حلاً لمشكلة الخطية لافتاً للنظر. فإذا كان أصل الإنسان يعود إلى صدوره عن الحياة الحيوانية، فطبيعيٌّ جداً وأمرٌ لا يدعو إلى العجب أن الحيوان القديم يظل ناشطاً فيه حتى يتحدى أحياناً ضوابط الأدب ويتعداها. ولذلك يرى كثيرون أن الخطية ليست إلا فعلَ أثرٍ باقٍ من الحالة الحيوانية الأصلية. فالانغماس في الشهوة، والسرقة، والقتل، وما شابهها، ممارساتٌ كانت شائعةً بين الشعوب القديمة جداً مثلما هي بين الحيوانات، وهي تظهر الآن أيضاً في الأفراد المتخلفين من المدعوين مجرمين. غير أن هؤلاء الناس الذين يتردَّون من جديد في الممارسات القديمة والأصلية من حقهم ألا يُعتبروا مجرمين، بل بالأحرى أشخاصاً متخلفين، أو ضعفاء، أو مرضى، أو مجانين تقريباً. وينبغي ألا يعاقبوا في السجون بل أن يعالجوا في المصحات. فكما الجرح في الجسم، كذلك المجرم في المجتمع. وما الخطية إلا مرض يصحب الإنسان من وجوده الحيواني السالف ولا يقمعه الإنسانُ إلا بالتدريج. وإذا تابع المرء هذا الحظ الجدلي حتى نهايته المنطقية، باحثاً عن تفسير الخطية في الشهوة الحسية، أو الجسد، أو الأصل الحيواني، فمن الطبيعي أن يصل إلى العقيدة التي غالباً ما تم التعليم بها في الماضي والتي ترى أن نقطة الخطية هي في المادة، أو بتعبيرٍ أكثر عمومية: في الوجود المحدود لكل المخلوقات. وقد كان هذا الرأي منذ القديم رأياً مفضلاً. وبحسبه أن الروح والمادة متضادتان، كشأن النور والظلمة. وهذا التضاد أبدي بحيث لا يمكن للأمرين أن يصلا إلى شركة كاملة وصحيحة أحدهما مع الآخر. فالمادة إذاً ليست مخلوقاً، لأنه لم يكن ممكناً أن يخلق إله النور هذا الشيء المظلم. فلا بُدَّ أنها كانت موجودة أزلاً إلى جانب الله، عديمة الشكل ومظلمة، بمنأى من كل نور وحياة. حتى إنها عندما أعطاها الله شكلاً فيما بعد واستخدمها ببناء هذا العالم، ظلت غير قادرة على اتخاذ الفكرة الروحية في ذاتها وعلى العودة إليها. فإذ هي مظلمةٌ في ذاتها ما كنت لتتقبل نور الفكر. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 70642 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() كتب القدّيس إغناطيوس الأنطاكي حامل الإله إلى يوحنّا اللاهوتيّ قائلاً: "إنّ كثيراً من النساء يرُمْن أن يزرن أمّ يسوع ليشاهدنها. فقد ذاع عندنا أنّها العذراء أمّ الإله الحقيقيّ، وإنّها مملوءة نعمة، ومن كلّ فضيلة. إنّها، أبداً، باشّة في الاضطهادات والملمّات، ولا تحزن في الفقر والعوز، ولا تحنق على مهينيها، بل تحسن إليهم. تحنّ على المساكين وتساعدهم، تحرس الإيمان، وتستبين معلِّمة للتقوى. وقد أخبرنا أناس، لنا بهم ملء الثقة، بأنّ الطبيعة البشريّة فيها قد اتّحدت، على ما يظهر، بالملائكيّة. وهذا كلّه قد أثار فينا الرغبة الشديدة في أن نرى هذه الأعجوبة السماويّة المدهشة والمجيدة حقّاً". |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 70643 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() العلاّمة الأثينائيّ الشهير ديونيسيوس الأريوباغيّ يصف زيارته للعذراء مريم للقديس بولس قائلاً : "لا أحد يقدر أن يعلم ما قد رأيت وأدركت ليس بالعينين الروحيّتين، فقط، بل وبالجسديّتين أيضاً. إنّني عاينت أمّ يسوع ربّنا ذات الصورة الإلهيّة، والأقدس من جميع الأرواح السماويّة". |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 70644 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() يصف القدّيس أمبروسيوس أسقف ميلان، العذراء بقوله: "إنّها لم تكن عذراء بالجسد فقط بل بالروح أيضاً. كانت متواضعة في القلب، وحكيمة في الكلام كأنّي بها تخاطب الله دائماً" |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 70645 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() القدّيسان أبيفانيوس ونيكيفورس يصفاها بقولهما: "كانت جميع أعمالها صالحة، تتكلّم قليلاً جدّاً. قامتها متوسّطة، ولون وجهها لون حبّة الحنطة، وشعرها كستنائي، ونظرها حادّ، أنفها غير قصير، ولون فمها كلون الورد، وكلامها عذب. ثيابها بسيطة غير مزيَّنة. وفي شخصها كانت تسطع النعمةُ الإلهيّة بفيض". |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 70646 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() إن في حياة العذراء الطاهرة مريم أمورا كثيرة تستثير التأمل,ويبدو فيها واضحا تدبير الله وحكمته. فمريم العذراء,وهي التي اتخذ منها المسيح جسده,وقد صاغه من دمها ليكون للاهوته ستارا وحجابا,فهي ذات مهمة في تدبير الخلاص,ففي كل خطوة من خطوات حياتها ما يقتضي أن نستخلص منه العبرة والعظة,ومانتعلم منه الهدف والحكمة. إن مريم العذراء جاء الحبل بها وميلادها متأخرا سنوات عن زواج أبويها يواقيم وحنة. لقد ظل الاثنان عقيمين فترة طويلة.وفي الوقت الذي رآه الرب مناسبا لميلادها,جاء الملاك جبرائيل ليبشر أبويها يواقيم وحنة بالحبل بها,ويعلنهما عن دورها الذي عينه الرب لها في تدبير الخلاص الذي وعد به آدم وذريته,ونزل من السماء لتحقيقه(لما تم الزمان)(غلاطية4:4). لكن هناك أمرا يستوقف النظر,هو أن العذراء مريم نذيرة للرب من بطن أمها والنذر جاء من منطوق فم أمها,وكان برغبتها ومطلق حريتها,ولم تكن في ذلك مقهورة أو مجرة(فصلت إلي الرب وبكت وبكاء,ونذرت نذرا وقالت: يارب الجنود,إن أنت نظرت نظرا إلي مذلة أمتك,وذكرتني,ولم تنس أمتك,بل رزقت أمتك زرع بشر,فإنني أعطيه للرب كل أيام حياته). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 70647 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() لما ظهر لها الملاك جبرائيل بنور سماوي,فيما هي تصلي,وقال لها ![]() وها أنت ستحبلين وتلدين ابنة مباركة,وسيكون لها الطوبي في جميع الأجيال,وفي كل أقطار المسكونة,ومنها يولد الخلاص من أسر إبليس,لآدم وذريته. أجابت حنة الملاك جبرائيل وقالت ![]() وبرت حنة بوعدها,ووفت بنذرها,فما إن بلغت مريم العذراء تمام الثالثة من عمرها-وهي مدة الرضاعة القانونية كما جاء علي فم إحدي الأمهات تخاطب ابنها,علي ما ورد في الكتاب المقدس:يا بني ارحمني أنا التي حملتك في جوفها تسعة أشهر وأرضعتك ثلاث سنين(2المكابيين7:27) |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 70648 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() حملت حنة مريم إلي الهيكل لتكون خادمة للرب في بيته,وقد أقامت مريم في رواق النذيرين من الأطفال...وكانت أمها حنة تزوها من وقت إلي آخر تحمل إليها هداياها من طعام ولباس إلي أن بلغت العذراء مريم الثامنة من عمرها فتوفيت أمها,وكان أبوها يواقيم قد توفي قبل أمها بسنتين,أي عندما كانت العذراء مريم في السادسة من عمرها.وبهذا أمست العذراء في الهيكل يتيمة من الأبوين في الثامنة من عمرها.وظلت هناك في بيت الرب إلي أن بلغت الثانية عشرة من عمرها,وهي سن البلوغ للفتاة,والتي ينبغي فيه للفتاة أن تغادر الهيكل(لا تلامس شيئا من الأقداس,ولا تدخل القدس)(سفر اللاويين12:4)(اللاويين15:19, 20). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 70649 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() نقف لنتأمل دقة الموقف وصعوبة القرار بالنسبة لمصير مريم العذراء,هذه الصبية الصغيرة وفي هذه السن,سن الثانية عشرة من عمرها.إلي أين تذهب هذه الصبية عند خروجها من الهيكل؟إنها يتيمة من الأب ومن الأم وليس لها بيت تذهب إليه,ولا أحد ترجع إليه كما يمكن لفتاة في مثل سنها.....؟ ولقد وقع الكهنة في حيرة من أمرها,إلي أين تذهب,وإلي من يسلمونها ليتولي أمرها...ولابد أن تكون هي نفسها قد وقعت في أزمة نفسية...لقد صارت منفردة,وليس لها أهل يأخذونها عندهم,وليس لها بيت تعود إليه... ولقد قال بعض الآباء إن ملاكا من السماء أوعز إلي(زكريا)في حلم أو رؤيا أن يجمع عصي رجال المدينة التي تنتسب إليها مريم,وأعني بها بيت لحم.وكان من عادة كل رجل أن يحمل في يده عصا يحمي بها نفسه من الكلاب والحيوانات وممن يعترضه من الأعداء وقطاع الطرق. فجمع زكريا الكاهن عصي الشيوخ والشباب من قرية بيت لحم ووضعها حسب أمر الملاك في الهيكل,وحدث في اليوم التالي أن العصا المكتوب عليها اسم يوسف النجار,أفرخت كما أفرخت عصا هرون من قبل(فأخرجت براعم وأزهرت وأنضجت لوزا)(سفر العدد17:8),(العبرانيين9:4)ولهذا السبب دعيت(مريم)في طقوس الكنيسة(عصا هرون). وزاد علي ذلك أن حمامة بيضاء جميلة جاءت واستقرت علي رأس يوسف,فكانت هذه أيضا علامة أخري علي أن مشيئة الله قد اقتضت أن يكون يوسف هو الرجل الذي كان عليه أن يتسلم مريم لتكون في كنفه وتحت حماه ومسئوليته. وكان يوسف في ذلك الوقت فوق التسعين من عمره,لأنه كما يروي السنكسار إن يوسف قد مات عندما بلغ111سنة,وكان للرب يسوع في الجسد16سنة(السنكسار تحت يوم26من أبيب),وإذن فقد كان يوسف يوم ميلاد المسيح,أو بالأحري يوم تجسده,ابن 95سنة.وعلي ذلك يكون سن يوسف عندما أخذ مريم إلي بيته نحو94 أو 93 سنة. وحرصا علي سمعة العذراء مريم رأي الكهنة وجوب عقد زواج رسمي بين يوسف ومريم. وكان في ذلك الإجراء عين الحكمة,لأنه إن حبلت العذراء.وهي في بيت يوسف دون أن يكون بينها وبين يوسف عقد زواج رسمي,أجاز ليوسف أن يجمع علي مريم الشيوخ ويرجمونها بالأحجار(سفر التثنية22:20, 21) |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 70650 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() يوسف كما يروي الإنجيل:إذ كان يوسف رجلها بارا,ولم يشأ أن يشهر أمرها,أراد أن يخلي سبيلها سرا. ولكنه فيما كان يفكر في ذلك,إذا ملاك الرب قد ظهر له في حلم قائلا:يا يوسف بن داود,لا تخف أن تستبقي مريم امرأتك لأن الذي سيولد منها إنما هو من روح القدس(متي1:19, 20). وهنا نتأمل ونتساءل:لماذا كان لمريم العذراء وهي التي سيتخذ الرب منها جسده,هذه الطفولة البائسة التي عانت فيها ظروفا قاسية أليمة,روحيا ونفسيا وبدنيا؟إنها كطفلة لم تعش طفولة زمانها...فهي لم تعش مع أمها غير مدة الرضاعة وهي سنوات ثلاث,بعدها ذهبت بها أمها إلي الهيكل وعاشت بعيدة عن أمها,محرومة من دفء عاطفتها,وليس أقسي علي الطفل من حرمانه من حضن أمه.فحضن الأم للطفل هو غذاؤه الروحي والنفسي والجسدي. إن حضن الأم للطفل هو غذاء ودواء. ثم أن مريم ببقائها في الهيكل حرمت من العودة إلي أمها نهائيا,ففي سن الثامنة صارت يتيمة من أبويها.وظلت في الهيكل حتي بلغت الثانية عشرة من عمرها.فلم تنعم بحضن أمها غير سنوات الرضاعة,ولم تعد إلي أمها بعد ذلك بسبب وفاة أبويها...ولما تزوجت,أخذها رجل عجوز يزيد علي التسعين من عمره بينما كانت هي صبية في الثانية عشرة,وكأنها بالنسبة له ابنة أو حفيدة,وهو جدها. هذه الملابسات البائسة التي عاشها مريم في طفولتها,ولازمتها كل حياتها إلي يوم وفاتها جعلتها حقا شبيهة بالعليقة التي رآها موسي في البرية عندما كان يرعي غنم يثرون حميه كاهن مديان...(فنظر وإذا عليقة تتوقد بالنار وهي لا تحترق.فقال موسي أميل الآن لأنظر هذا المنظر العظيم:لماذا لا تحترق العليقة؟ورأي الرب أنه قد مال لينظر,فناداه الله من وسط العليقة.وقال:موسي,موسي.قال: ها أنذا.فقال: لا تقترب إلي ههنا.اخلع نعليك من رجليك,فإن الموضع الذي أنت قائم فيه أرض مقدسة.ثم قال:أنا إله أبيك,إله إبراهيم وإله إسحق وإله يعقوب. فستر موسي وجهه لأنه خاف أن ينظر إلي الله.فقال الرب إني قد رأيت مذلة شعبي الذي في مصر وسمعت صراخهم....إني علمت أوجاعهم.فنزلت لأنقذهم)(سفر الخروج3:1-8). أما العليقة فهي شجرة صغيرة,أو قل هي شجيرة أغصانها رخوة,ولا قدرة لها علي أن تنتصب بذاتها,فتتعلق علي ما يجاورها... |
||||