![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 61 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() *** بنات صلفحاد *** لماذا يُحذف اسم أبينا مِنْ بين عشيرته لأنه ليس له ابن. أعطنا مُلكاً بين إخوة أبينا. فقدم موسى دعواهن أمام الرب (عد27: 4،5) جاءت بنات صلفحاد إلى موسى بشكوى وتظلم، ليطلبن من موسى أن يكون لهن نصيب في ميراث أبيهن، إذ مات أبوهن ولم يكن له ابن، فقدم موسى دعواهن أمام الرب. ليتنا كلنا نتبع مثال موسى عندما نعجز عن كشف فكر الرب بخصوص أية مشكلة. وقد تنازل الرب بالإجابة فوراً وأعطى وصية بخصوص ذلك « أيُما رجل مات وليس له ابن تنقلون مُلكه إلى ابنته » (عد27: 8). وفي سفر العدد 36 نجد مشكلة أخرى نتجت عن تسوية المشكلة الأولى، فقد خشى رؤساء عشيرة بني جلعاد من انتقال نصيب بنات صلفحاد إلى سبط آخر إن هن تزوجن في سبط آخر. ومرة ثانية سلَّم موسى الأمر لله، فجاءه الجواب: لا ينقل الميراث بعيداً « وكل بنت ورثت نصيباً من أسباط بني إسرائيل تكون امرأة لواحد من عشيرة سبط أبيها لكي يرث بنو إسرائيل كل واحد نصيب آبائه » (عد36: 8). وهكذا سوّيت المشكلة تماماً بالنسبة لذلك الوقت ولكل المستقبل. وتوجد بعض مبادئ هامة يمكن أن نتعلمها من هاتين الحالتين نذكر منها ما يأتي: أولاً: لا شيء في ما يتعلق بشعب الله يُقرر بواسطة الحكمة الإنسانية، كل قضية أو مشكلة لا بد وأن تُقدم أمام الله. ثانياً: إذا أعوزتنا حكمة، فالله دائماً على استعداد ليعطي، وليعطي بسخاء، وأي شيء يمس مصالح شعبه ولو كان طفيفاً يجب أن نُحضره أمامه. ثالثاً: نلاحظ أن الرب كان يعلم بقيام هذه المشكلة، ولكنه انتظر حتى يُحضرها خادمه أمامه، وعندئذ أعطى رأيه في الأمر. ولقد سبق فرأى المشكلة الثانية مع الأولى على السواء، ولكنه أراد أن يستمر شعبه متكلاً عليه. وهكذا ينبغي الالتجاء إليه وحده ليعطي الكلمة الفاصلة في كل مشكلة. رابعاً: من الجميل أن نلاحظ استعداد الجميع للخضوع حسب أمر الرب، فكلمته كانت كل ما اشتهوا، وحصولهم عليها أثمر خضوعهم برضى. إن رؤساء الآباء من عشيرة جلعاد، وبنات صلفحاد، وبالفعل جميع الشعب أطاعوا كلمة الله وقبلوها بواسطة موسى. حقاً إن طريق الطاعة هو الطريق الوحيد للبركة. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 62 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() *** بناياهو بن يهوياداع *** بناياهو بن يهوياداع ابن ذي بأسٍ كثير الأفعال من قبصئيل ... (2صم23: 20) في شخصية بناياهو بن يهوياداع صورة رمزية جميلة للرب يسوع المسيح الذي هو الله الظاهر في الجسد، والذي فيه اجتمع اللاهوت والناسوت بكيفية عجيبة. (1) « بناياهو« .. اسم عبري معناه « مَنْ بناه يهوه » أو « مَنْ يهيئه يهوه ». وهذا الاسم يتكلم إلينا عن تجسد ابن الله « والكلمة صار جسدا ». إنه ـ له المجد ـ قَبِل من الله أبيه جسدأً هيأه له، وعند دخوله إلى العالم بهذا الجسد أعلن أن الله أتمَّ نبوة المزمور « أُذُنيَّ فَتْحت » (أو « حفرت لي أذنين » أو هيأت لي جسداً بحسب الترجمة السبعينية) (عب10: 5؛ مز40: 6). فلأن دم ثيران وتيوس لا يمكن أن يرفع خطايا. دخل الابن مشهد عالم الخراب هذا، دخل بمحض إرادته، وفي طاعة مُطلقة، مُستتراً في الناسوت الذي تهيأ له، مُخلياً نفسه من هالة المجد وساتراً صورة الله تحت صورة العبد، لكي يستطيع أن يفعل مشيئة الله ويتمم ما اتفق عليه في غرفة المشورات الإلهية في الأزل، لمجد الله وخلاص الخطاة. (2) وهو ابن « يهوياداع ». والاسم معناه « مَنْ يعرفه يهوه » أو « الله يعرف ». وهذا الاسم يتكلم إلينا عن شخص المسيح الفائق الذي لا يعرفه إلا الآب « فليس أحد يعرف مَنْ هو الابن إلا الآب » (لو10: 22؛ مت11: 27). فبالإجماع كانت حقيقة شخصه عجيبة ومجيدة إلى هذا المقدار حتى أنها لا تُدرك من البشر. ونحن نعرف الابن كالمخلِّص ولكن شخصه مَنْ يَعْرفُ، فإنه سما وفاق. وفي موته أيضاً هناك شيء لا يعرفه إلا الله. فالمحرقة كانت تُقدَّم بتمامها لله. (3) وهو من « قبصئيل ». وهي مدينة على تخم يهوذا الجنوبي (يش15: 21) وقد أُعيد بناؤها مرة ثانية بعد العودة من السبي وسُميت « يقبصئيل » (نح11: 25). ومعنى الاسم « مجموع من الله ». والاسم في العبرية يشير إلى الشيء الذي أُريق وسُفكَ، ولكن الله أعاد جمعه « مجموع من الله ». وفي معنى الاسم نرى صورة رمزية لموت ثم قيامة ربنا يسوع المسيح الذي سأل حياة القيامة من الله أبيه وأُستجيبَ له من أجل تقواه (مز21: 4؛ مز16: 11؛ عب5: 7). |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 63 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() بناياهو بن يهوياداع (2) بناياهو هو الذي ضرب أسدي موآب وهو الذي نزل وضرب أسداً في وسط جب يوم الثلج وهو ضرب رجلاً مصرياً ذا منظر.. (2صم23: 20،21) بن يهوياداع ابن ذي بأسٍ كثير الأفعال من قبصئيل ... (2صم23: 20) تأملنا في شخصية بناياهو باعتباره صورة رمزية للرب يسوع الذي هو الله الظاهر في الجسد. ونواصل اليوم المزيد من التأملات في هذه الشخصية الرائعة: (4) بناياهو رمز للرب يسوع في نُصرته على الشيطان. فهو الذي قتل أسداً في وسط الجُب يوم الثلج، وهو في هذا يعطينا صورة لنُصرة المسيح على الشيطان في الجلجثة. ولقد قهر بناياهو أيضاً اثنين من أقوى رجال موآب؛ أسدي موآب، أي رجلين كالأسود. والموآبيون يعطوننا صورة للجسد غير المحكوم عليه (تك19: 37). ولقد أظهر بناياهو أيضاً قوته بقتل المصري الذي كان ذا منظر؛ ومصر تُمثل العالم بما فيه من جاذبية. ألا يذكّرنا هذا بأن إنساننا العتيق قد صُلب أيضاً معه ليُبطل جسد الخطية كي لا نعود نُستعبد أيضاً للخطية (غلا6: 15). وهكذا يمكننا اليوم، بعمل المسيح، الانتصار على كل الأعداء: الجسد (موآب)، والشيطان (أسد الجب) والعالم (المصري). (5) كان بناياهو رئيس الجيش الثالث في أيام داود، وكان في فرقته أربعة وعشرون ألفاً، وكان من فرقته عميزاباد ابنه (1أخ27: 5،6). والاسم « عميزاباد » معناه « شعبي قد أُعطي » أو « شعبي عطية ». فالاسم يتكلم إلينا عن شعب الله، المؤمنين الحقيقيين أولاد الله، الذين هم عطية الآب للابن كالإنسان الممجد (يو17). (6) بناياهو رمز للرب يسوع المسيح في نقمته ودينونته وبطشه بأعدائه عند ظهوره ومُلكه. فقد رفّعه سليمان وجعله رئيساً على الجيش في بداية مُلكه (1مل2: 35)، وهو ـ أي بناياهو ـ الذي قام بتنفيذ حكم الموت في أدونيا بن حجيث (1مل2: 25)، وفي يوآب بن صروية (1مل2: 29-34)، وفي شمعي بن جيرا (1مل2: 46). وهذا يذكِّرنا بالرب يسوع المسيح الذي سيؤسس مُلكه على البر والسلام، وعندما يؤسس ملكوته بالمجد سيبدأ بالقضاء على جميع أعدائه (مز45: 12-5). وسيكون هناك يوم للمُجازاة (مت25: 31-46)، وفيه سيتحدث إلى البعض بالحياة الأبدية، وإلى البعض الآخر بالعذاب الأبدي. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 64 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() *** توما الغائب *** أما توما أحد الاثني عشر الذي يُقال له التوأم، فلم يكن معهم حين جاء يسوع (يو20: 24) كم خسر توما بتغيبه عن الاجتماع الذي أظهر الرب فيه نفسه حياً للتلاميذ. ولكن توما لم يَعِ مقدار خسارته، وعندما أخبره التلاميذ « قد رأينا الرب » لم يصدقهم. ونحن لا نعرف كم من التلاميذ كانوا حاضرين في مساء ذلك اليوم، يوم القيامة، ولكن بكل تأكيد كان عدد الشهود الذين رأوه وسمعوه ولمسوه كافياً جداً. ألا يُعدّ أمراً خطيراً ومُحزناً أن يشك في شهادة قوية كهذه؟ ولكن توما لم يعبأ بكل هذا. كان عنده شروط معينة يجب أن تتم. يجب أنه هو شخصياً يرى ويلمس « إن لم أُبصر .... لا أؤمن » (يو20: 25). كم كانت هذه الكلمات سبب خجل شديد له فيما بعد. لقد كانت هذه الكلمات في أساسها هى نفس التعبيرات التي استخدمها أعداء الرب في إصرارهم على أن تُعطى لهم آية « حتى نرى ونؤمن » (يو6: 30؛ مت12: 38، 27: 42). ولكننا نجد التلاميذ يجتمعون ثانية في اليوم الأول من الأسبوع التالي « وتوما معهم » (يو20: 26). لقد تعلم على الأقل خلال هذا الأسبوع أن لا يتغيب مرة أخرى. ولم يخيّب الرب توقعاتهم « فجاء يسوع والأبواب مُغلّقة ووقف في الوسط وقال سلام لكم ». ويمكننا أن نقول إن هذه الزيارة كانت بالأخص لأجل توما. فلقد التفت الرب مباشرة له « ثم قال لتوما هات أصبعك إلى هنا وأبصر يدىّ، وهات يدك وضعها في جنبي، ولا تكن غير مؤمن بل مؤمنا » (ع27). يا لها من نعمة عجيبة، وفي نفس الوقت يا لها من مواجهة مُخجلة! ألم يحدث معنا مثل هذا الأمر أحياناً. وما يُثير دهشتنا أكثر، أن الرب تكلم مع توما بنفس الكلام الذي سبق أن طلب أن يكون له! فهو العارف بقلوب الجميع وهو الذي يعرف حاجة كل واحد ويستطيع أن يتقابل مع كل واحد حيث يوجد، وفي ذات الموقع الذي هو فيه. وبهذا الصبر من المعلم الصبور، وبهذا التنازل من السيد الشفوق، زال الشك من قلب توما فأجاب وقال له « ربي وإلهي » (يو20: 28). إن الإيمان بدون الرؤية هو المميز لمفديي عهد النعمة الحالي. وحقاً طوبى للذين لم يروا وآمنوا (يو20: 29- 1بط1: 8). أيها القارئ العزيز ... هل تنتمي لهذه الجماعة المطوّبة؟ ... إنه يعرف خاصته، مَنْ ينظرون إليه نظرة الإيمان، ويتكلون على مَنْ لم يروه كأنهم يرونه تماماً. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 65 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() *** خلع حق فخذ يعقوب *** فبَقىَ يعقوب وحده. وصارعه إنسان حتى طلوع الفجر. ولما رأى أنه لا يقدر عليه ضرب حق فخذه. فانخلع حق فخذ يعقوب في مصارعته معه (تك32: 24،25) يتصوّر البعض هذا الصراع الذي استمر ليلة بأكملها، كان من جانب يعقوب ليحصل على البركة من الله، لكن مَنْ يقرأ الحادثة بدقة سيفهم أنه ليس يعقوب الذي صارع الله ليأخذ بركته، بل إن الله هو الذي صارع يعقوب ليأخذ منه قوته، ويستأصل منه اتكاله على ذاته، ويفرغه من كل ثقة في الجسد. وهذا ما يوافقه تماماً معنى كلمة « يبوق » حيث مكان الصراع ـ والتي تعني « إنه سيُفرَغ »، وفي قاموس آخر تعني « استأصل ليحل محل »، وهذا عين ما حدث هنا إذ كان الله يستأصل من يعقوب قوته ليحل هو فيه بقدرته، يُفرغه من الاتكال على الجسد ليملأه بشعور الضعف الذي يجعله مسكيناً بالروح مستنداً على الله (2كو12: 9، 10). وكان خلع حق فخذ يعقوب هي الوسيلة التي استعملها الله أخيراً لينهي هذا الصراع الذي طال، فيا ترى ماذا يعني خلع حق الفخذ؟ إن حق الفخذ هو مفصل الفخذ، وهو أهم مفصل يجعل الإنسان ينتصب واقفاً ويمشي معتدلاً؛ فهو المفصل الذي ينقل كل ثقل الجسد على الرِجْل لكي تحمل صاحبها، وبدونه ليس فقط لا تستطيع الرِجْل أن تحمل صاحبها، بل تصبح هي نفسها ثقلاً على صاحبها، عليه أن يحملها، وعندئذ لا بد لهذا الإنسان من آخر يستند عليه. فمخلوع الحُق لا يقدر أن يسير بمفرده، لكنه يحتاج لآخر. ومع نسمات الفجر المُنعشة، وضوئه المطمئن، أجرى الله امتحاناً ليعقوب ليرى هل فهم الدرس أم لا؟ أو قُل هو اختبار أجراه الجرَّاح لمريضه ليرى هل نجحت العملية أم لا؟ فقال له « اطلقني »، أي أن الرب كان يريد أن يعرف مِن يعقوب هل يستطيع يا تُرى أن يسير بعد اليوم بمفرده؟ هل يستطيع أن يخطط لنفسه كما كان يفعل من قبل مستنداً على ذكائه ومكره؟ هل سيتخذ قراراته بنفسه؟ أم أنه سيُظهر احتياجه لله؟ وفي الحقيقة كان النجاح عظيماً، إذ نرى يعقوب قد تحوّل من مُصارع رهيب إلى غريق مسكين، يتشبث بمن يقوى على إنقاذه، بل يبكي أمامه ويسترحمه (هو12: 4) قائلاً له: لن أطلقك إن لم تباركني. وعندئذ أعلن الرب نهاية المباراة. ورفع يد يعقوب على الحلبة مُعلناً فوزه الكبير مُسجلاً هذه العبارة الخالدة « جاهد (صارع) مع الملاك وغلب. بكى واسترحمه » (هو12: 4). |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 66 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() *** حنة أم صموئيل *** ثم حين فطمته أصعدته معها... وأتت به إلى الرب في شيلوه والصبي صغير. فذبحوا الثور وجاءوا بالصبي إلى عالي (1صم1: 24،25) فارقت حنة طفلها الوحيد « صموئيل » بمجرد أن فطمته. كان هذا بلا شك تجربة قاسية لها، خصوصاً وأنها كأم تقية عرفت جيداً أنها لن تترك ابنها في وسط عائلة يسود فيها الترتيب الإلهي. لكن « حنة » كانت تعلم بمن آمنت، والله من جانبه لم يخيِّب إيمانها. ولكن ما هو الدافع لها في تصرفها هذا؟ ربما نُجيب: نذرها الذي نذرته للرب. لكن هذه الإجابة ليست كافية. فيفتاح نذر للرب أيضاً، لكن لم تكن هناك مُصادقة إلهية على نذره. أما حنة فكانت لها هذه المُصادقة. ففي سفر الخروج، بعد أن فدى الرب أبكار بني إسرائيل من الدينونة بدم خروف الفصح، اعتبر الرب هؤلاء الأبكار ملكه (خر13). وأفرز سبط لاوي بدلاً منهم لكي يخدموه « وها إني قد أخذت اللاويين من بني إسرائيل بدل كل بكر فاتح رحم من بني إسرائيل فيكون اللاويون لي. لأن لي كل بكر... » (عدد3: 12،13). لقد عرفت حنة هذه الحقيقة عندما صلَّت إلى الرب لكي يعطيها زرع بشر لأن زوجها كان لاوياً. كما أنها كانت شاهد عيان للإهمال الذي ساد في مقادس الله إذ رأت بعينيها مظاهر عدم الاهتمام بمجد الرب وكرامته. لهذا اشتاقت أن يعطيها الرب صبياً يعرف مطالب الله ويقدّرها، فيكون كشعاع ساطع في وسط الظلمة الداكنة. وإذا لم يكن هناك مَنْ يخدم الرب الخدمة التي تليق بمحضره، فيمكن لهذا الصبي الصغير أن يتمم هذا. لم تشّن حنة هجوماً على فَعَلة الشر، ولم تفضح طرقهم الشريرة، لكنها اهتمت بغرض واحد فقط وهو مُراعاة مجد الرب بالالتصاق الأمين بكلمته في الوقت الذي كان جميع الذين حولها قد أهملوا هذه الكلمة وتركوها. وفي شريعة الله لشعبه أمرهم أن يعدوا بني لاوي كل ذكر من ابن شهر فصاعداً ليكونوا له بدلاً من أبكار بني إسرائيل لخدمته. لهذا كان نذر حنة بأن تعطي طفلها للرب كل أيام حياته متوافقاً مع مشيئة الرب المُعلنة. كما أن زوجها وافقها على هذا الأمر، وكان هذا ضرورياً أيضاً (عدد30: 6،7؛ 1صم1: 23). كانت الخيمة في شيلوه وعندما أخذت حنة ابنها صموئيل لتقدمه هناك، كانت تنفذ ما هو مكتوب في تثنية18: 6،7. وعندما قدمت الثيران كانت تتبع الترتيب الإلهي للتقديس (عدد8). ثم في تقديمها صموئيل لعالي كانت تطيع وصية الرب في عدد3: 9. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 67 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() « فصلت حنة وقالت. فرح قلبي بالرب. ارتفع قرني بالرب، اتسع فمي على أعدائي لأني قد ابتهجت بخلاصك » (1صم1:2) حقيقة جديرة بالانتباه أن روح الله لم يشأ، ولا في حادث واحد، أن يستخدم امرأة لكتابة الكتاب المقدس. ولا شاء الرب أن يضع امرأة في الزمرة الرسولية، مع أنه له المجد كان محوطاً بنساء لم يكن أقل من الاثنى عشر رسولاً في المحبة والتكريس لشخصه المبارك. لكنه حقيقة أيضاً أن عدداً من أسمى الترانيم في كلمة الله قد انسكبت من شفاه نساء مكرسات. فنشائد مريم أخت موسى وكذلك دبورة وحنة ومريم أم الرب يسوع تؤلف كنزاً روحياً ثميناً. وحنة صلـّت وأنشدت، وصارت أماً لصموئيل المصلى، وجدة لهيمان مرنم الهيكل. والرب في جوده سمع صرخة جاريته، وفى الوقت المعين وُلد الابن وسمى صموئيل الذي معناه « مسئول من الله » لأنها قالت « من الرب سألته ». ومن تلك اللحظة كرسته الأم للرب طبقاً لنذرها في صلاتها. وهى في ذلك قدوة كريمة للأمهات المؤمنات في كل العصور. ولنقف هنا قليلاً ونسأل أنفسنا نحن الوالدين عما إذا كانت لدينا الرغبة في أن يكون لأولادنا - فوق كل شيء - انفصال لله؟ أو هل نرجو لهم أن يكونوا شهوداً للمسيح في هذا المشهد الذي ليس المسيح فيه؟ وكم ذا قرأنا في سجلات ملوك إسرائيل هذه العبارة « وكان اسم أمه ... » هل تعنى هذه العبارة أنه كان للأمهات تأثير كبير في تشكيل أخلاق أولادهن؟ المحقق أن تيموثاوس يدين بالفضل الكثير لجدته لوئيس وأمه أفنيكي. لما فطمت حنة ابنها أخذته إلى شيلوه وعلى أساس الذبيحة قدمته للرب. فالعجل الذبيح مُحرقة يحدثنا عن المسيح في موته التكريسي المطلق، وتحدثنا إيفة الدقيق عما كان له المجد في ناسوت اتضاعه أمام عيني الله، كما يكلمنا زق الخمر عن الفرح الذي وجده الله في شخصه الكريم. والآن تنطلق حنة في نشيد نبوي. والقارئ المدقق يلحظ تشابهاً عجيباً بين نشيد حنة و « تعظيم » مريم. كلتاهما تمثلان بجدارة البقية الأمينة في زمانها. كلتاهما أحستا بعمق بحالة شعب الله، كلتاهما أحستا بأنه لا رجاء في الإنسان، وفى نعمة الله الغنية المتجهة نحو الذين يعتمدون عليه وثقت كلتاهما، وبنصرته على أعدائه في آخر المطاف. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 68 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() *** إيليا النبى النارى *** وفى عصر الملك الشرير آخاب وزوجته الوثنية الشريرة إيزابل انتشرت عبادة الأوثان التى كانت منذ أيام يشوع والقضاة فى صراع مع عبادة الله الحى، الواحد الحقيقى، بصفة خاصة عبادة بعل وعشتاروث من آلهة الشعوب المجاورة. وكانت الملكة إيزابل قد قتلت أنبياء الرب وشجعت عبادة هذه الأوثان وكانت تُجلس على مائدتها 450 نبياً للبعل و400 نبياً لعشتاروث. وسار كل الشعب وراءها وعبدوا الأوثان مع الله، ولم يعد أحد يعبد الله وحده سوى "مئة نبى خبأهم عوبيديا أحد رجال الملك، وذلك ضمن سبعة آلاف قال عنهم الله "وقد أبقيتُ فى إسرائيل سبعة آلف كل الركب التى لو تجثُ للبعل وكل فم لم يقبله. وفى هذا العصر الشرير ظهر إيليا النبى النارى وكان كما يصفه الكتاب "رجل أشعر متمنطق بمنطقة من جلد على حقويه. وكان ثائراً غيوراً على الرب وعلى عبادته وشريعته وكانت رسالته هى إبادة عبادة الأوثان وإبادة القائمين عليها حتى لا يباد الشعب نفسه ويهلك. كانت رسالته نارية وليس فيها سلام ولم يكن داعياً هو للسلام "كانت رؤية السلام محجوبة عن عينيه، محفوظة لأنبياء سيجيئون من بعده، كان عليه هو إعداد الطريق، وفى أول ذكر له فى الكتاب المقدس يقول الكتاب أنه جاء برسالة من الله تعلن أن الله هو الإله الحقيقى وحده، الإله الواحد والوحيد فى الكون وأنه سيمتنع المطر ويحدث قحط ومجاعة شديدة بسبب عبادة الأصنام، ويستمر الحال كذلك حتى يقدر لله النهاية بإعلان للنبى "حي هو الربُّ إله إسرائيل الذى وقفتُ أمامهُ أنهُ لا يكون ظل ولا مطر فى هذه السنين إلا عند قولى، وذهب إيليا وأختبأ عند نهر كريت فأعاله الله عن طريق الغربان التى كانت تحضر لهُ خبزاً ولحماً صباحاً ومساءً وكان يشرب من النهر إلى أن جفت مياههُ. ثم أعاله الله عند أرملة صرفة صيدا والتى بسبب وجوده عندها جعل الله كوار الدقيق عندها لا يفرغ وكوز الزيت لا ينقص حتى نزل المطر بعد توقف دام أكثر من "ثلاث سنين وستة أشهر" كما يقول السيد المسيح ويعقوب الرسول. وبصلاته أقام الله ابن الأرملة من الموت. وبعد هذا المدة الطويلة من الجدب والقحط والمجاعة تراءى لآخاب الملك بأمر الله وأعلن عن انتهاء ذلك ونزول المطر. ثم واجه عبادة البعل والأوثان أمام الشعب وعرض على أنبياء البعل الـ 450 وأنبياء السوارى الـ 400 أن يقدم هو ذبيحة، ثوراً لله وأن يقدموا هم ذبيحة ثوراًَ لآلهتهم ويدعو كل منهم باسم الرب إلهه الذى يعبده "والإله الذى يجيب بنار هو الله فوافق الشعب. وفشل كهنة البعل وعشتاروث ولم تحدث أى استجابة لصلواتهم وطقوسهم. وصلى هو لله "فسقطت نار الرب وأكلت المحرقة والحطب والحجارة والتراب ولحست المياه التى فى القناة. فلما رأى الشعب ذلك سقطوا على وجوههم وقالوا الرب هو الله الرب هو الله. ثم أمسك بجميع أنبياء البعل وذبحهم عند نهر قيشون وخلص الشعب من عبادة الأوثان لفترات طويلة. كان إيليا النبى غيوراً جداً على الرب وعلى عبادته وشريعته وكان عمله مُركز فى قوله "قد غرت غيرة الرب إله الجنود لأن بنى إسرائيل قد تركوا عهدك ونقضوا مذابحك وقتلوا أنبيائك. ولذلك واجه اضطهاد الملك آخاب وانتقام الملكة إيزابل التى قررت قتله فهرب إلى البرية وجلس تحت رتمة "وطلب الموت لنفسه وقال قد كفى الآن يا ربُّ خذ نفسى لأنني لست خيراً من آبائى.. فجاءه ملاك الرب بكعكة وكوز ماء "فقام وسار بقوة تلك الأكلة أربعين نهاراً وأربعين ليلة إلى جبل الله حوريب. وهناك كلمة الله بعد سلسلة من علامات الظهور الإلهى؛ ريح عاصفة وزلزلة ونار، بـ "صوت منخفض خفيف. وطلب من الله أن يمسح حزائيل ملكاً على أرام وياهو بن نمشى ملكاً على إسرائيل وإليشع نبياً عوضاً عنه وذلك لكى يتعاون هؤلاء الثلاثة فى تنفيذ قضاة الله على المرتدين عن عبادة الله الحى "فالذى ينجو من سيف حزائيل يقتله ياهو والذى ينجو من سيف ياهو يقتله إليشع. وأعلن لآخاب الملك قضاة الله بهلاكه هلاك بيته بسبب شروره وإستيلائه على كرم نابوت وتأمره على وقتله، كما تنبأ بموت الملك أخزيا خليفة آخاب وأبنه فأرسل خمسين جندياً وقائدهم للقبض عليه فطلب إيليا ناراً من السماء فنزلت وأكلتهم فأرسل إليه خمسين آخرين وقائدهم ففعل بهم نفس الشئ، فأرسل إليه فرقة ثالثة فتوسل إليه قائدها فطلب منه ملاك الرب أن ينزل معهم فنزل وأكد للملك حتمية موته، وعند نهاية خدمته شق مياه نهر الأردن بردائه وعبر إلى الجهة الأخرى ثم جاءت مركبة من نار وخيل وصعد فى عاصفة إلى السماء. القمص عبد المسيح بسيط |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 69 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() *** إليشع النبى *** وخلف إيليا النبى تلميذه إليشع أكثر من لقب ب لقب "رجل الله" والذى قيل عنه "رجل الله مُقدّس" وأكمل ما بدائه مُعلمه وأستأصل عبادة البعل ونقى عبادة الله الواحد الحقيقى الحى، وكان راعياً أميناً لشعب الله فى حسم وحزم وقسوة أحياناً، كان رجل معجزات مثل معلمهُ إيليا النبى ومسح الملوك بالدهن المقدس مسح هو حزائيل ملكاً على أرام وأرسل أحد تلاميذه من بنى الأنبياء ليمسح ياهو بن يهوشافاط ملكاً على إسرائيل، وكان مستشاراً روحياً لملوك إسرائيل ويهوذا وآدوم. وناداه ملوك إسرائيل "يا أبى"، "يا أبى يا أبى يا مركبة إسرائيل وفرسانها" مثلما نادى هو إيليا النبى، مُعلمهُ، من قبل واستشاره ملك أرام أيضا فى مرضه. وكان أباً ومعلماً ورئيساً لجماعات الأنبياء فى عصره، كانوا يجلسون أمامه ويأتمرون بأمره ويستجيب لحاجاتهم وحاجات أسرهم فى حالة وفاتهم، كما كان الله يكشف له ما يحدث فى أماكن أخرى فيرى بعينيه الروحيتين ما لا يراه غيره من البشر، وتنبأ بما سيكون وما سيقع من أحداث فى المستقبل. كان نبياً وراعياً ومُعلماً ورجلاً من رجال الله، بل وأكثر من لُقب بلقب رجل الله فى العهد القديم، وكان أعظم من الملوك وأباً لهم. وقد بدأت خدمته وعمله النبوى بعد أن كلف الله إيليا النبى بمسحه نبياً فألقى بردائه عليه وهو يحرث أرض أبيه فترك الأرض والبقر" وركض وراء إيليا النبى "وكان يخدمهٌ"، "وكان يصبُّ ماء على يدى إيليا". وعند مفارقة إيليا لهُ أخذ نصيب أثنين من روح الله التى كانت على إيليا "ولما رآه بنو الأنبياء. قالوا قد استقرت روح إيليا على إليشع فجاءوا وسجدوا له". وبدأ خدمته بإبراء نبع ماء فى أريحا كانت مياههُ ردية والأرض حوله مُجد به عندما طرح فيه بعض الملح. ولعن بعض الأولاد فى بيت إيل عندما نادوه "يا أقرع"، "فخرجت دبتّان من الوعر وافترست منهم أثنين وأربعين ولداً"، وبرغم هذه القسوة كان يتصف بالرحمة وعمل الرحمة، فلما صرخت إليه "امرأة من نساء بنى الأنبياء" بسبب ما عليها من ديون، طلب منها أن تستعير أوعية كثيرة من جيرانها ففعلت، ولم يكن لديها "إلا دهنة زيت"، فامتلأت هذه الأوعية بالزيت من هذه الدهنة، وقال لها "بيعى الزيت وأوفى دينك وعيشى أنت وبنوك بما تبقى". وأثناء خدمته كان يمر فى شونم على امرأة شونمية وزوجها فطلبت المرأة من زوجها أن يصنع لهُ عليه يقيم فيها عند مروره عليهم وبصلاته أعطاها الله إبناً ولما مات هذا الولد أقامه الله من الموت بصلاته، عندما تعرضت جماعة الأنبياء فى الجلجال للموت بسبب أكل مسمم كانوا يطبخونه بالقدر ألقى عليه بعض الدقيق وأكلوا "كأنه لم يكن شئ ردئ فى القدر". وأطعم مئة رجل من بنى الأنبياء بعشرين رغيف شعير وسنابل حنطة وفاض عنهم، يقول الكتاب انه قال لخادمه "أعط الشعب فيأكلوا لأنهُ هكذا قال الربُّ يأكلون ويفضل عنهم. فجعل أمامهم فأكلوا وفضل عنهم حسب قول الرب". وشفى برص نعمان السريانى رئيس جيش ملك أرام بأن طلب منه أن يغتسل "سبع مرات فى نهر الأردن"، ولما فعل نعمان ذلك يقول الكتاب "فرجع لحمهُ كلحم صبى صغير وطهر". وجعل فأس من الحديد سقطت من أحد بنى الأنبياء فى نهر الأردن تطفوا على سطح الماء. ورأى بعينيه الروحيتين غلامه جيحزى وهو يكذب على نعمان السريانى ويطلب منه هدايا ثياب باسم النبى فحكم عليه وعلى نسله بالبرص إلى الأبد. وقال عنه عبيد ملك أرام "ولكن إليشع النبى الذى فى إسرائيل يخبر ملك إسرائيل بالأمور التى تتكلم بها فى مخدع مضجعك"، فأرسل ملك أرام للقبض عليه "خيلاً ومركبات وجيشاً ثقيلاً وجاءوا ليلاً وأحاطوا بالمدينة"، ولما رأى غلام النبى ذلك صرخ متأوهاً "آه يا سيدى كيف نعمل؟"، فكأنه النبى وصلى لله "ففتح الرب عينى الغلام فأبصر وإذا بالجبل مملوء خيلاً ومركبات نار حول إليشع". وصلى لله فضربهم بالعمى وقادهم إلى ملك السامرة الذى لما أراد قتلهم رفض إليشع النبى وطلب منه أن يضع لهم خبز وماء فأكلوا وشربوا وأعادهم إلى سيدهم ولما كانت السامرة محاصرة والمجاعة شديدة فيها تنبأ إليشع بانتهاء الحصار والمجاعة وبرخص أثمان الطعام وتم ذلك فى اليوم التالى مباشرة. ولما مات إليشع ودفن كان بعض الناس يدفنون ميت فرأوا غزاة من موآب قادمين فألقوا بالميت "فى قبر إليشع فلما نزل الرجل ومس عظام إليشع عاش وقام على رجليه". ابونا عبد المسيح بسيط |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 70 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ***يوحنا المعمدان *** دعى يوحنا المعمدان منذ ميلاده بالنبى كقول أبيه "وأنت أيها الصبى نبى العلى تدعى". وكان العهد القديم قد أعلن أن نبياً سيسبق المسيح الآتى ليعد طرقه وقد وصف فى سفر أشعياء بـ "صوت صارخ فى البرية أعدوا طريق الرب، وفى سفر ملاخى بقوله "هأنذا أرسل ملاكى فيهيئ الطريق أمامى، و"هأنذا أرسل إليكم إيليا النبى قبل مجيء يوم الرب. وعندما بشر الملاك زكريا أباه بولادته قال له أنه سيتقدم أمام الرب "بروح إيليا وقوته ليرد قلوب الآباء إلى الأبناء والعصاة إلى فكر الأبرار لكى يهيئ للرب شعباً مستعداً، وقال عنه السيد المسيح أنه ليس مجرد نبى عادى، بل وأفضل من نبى وأعظم مواليد النساء وأنه هو نفسه إيليا الذى أعلن عنه الروح القدس بفم ملاخى النبى لأنه جاء بروح إيليا وفكره وأسلوبه وحتى طريقة لبسه. "ماذا خرجتم لتنظروا. إنساناً لابساً ثياباً ناعمة … أنبياً نعم أقول لكم وأفضل من نبىّ. فإن هذا هو الذى كتب عنه ها أنا أرسل أمام وجهك ملاكى الذى يُهيئّ طريقك قدامك. الحق أقول لكم لم يقم من بين المولودين من النساء أعظم من يوحنا المعمدان … جميع الأنبياء والناموس إلى يوحنا تنبأوا. وإن أردتم أن تقبلوا فهذا هو إيليا المزمع أن يأتى. وبعد التجلى وظهور كل من موسى وإيليا مع المسيح أمام التلاميذ على جبل التجلى، سأل التلاميذ السيد قائلين "لماذا يقول الكتبة أن إيليا ينبغى أن يأتى أولاً. فأجاب يسوع وقال لهم أن إيليا يأتى أولاً ويرد كل شئ. ولكنى أقول لكم أن إيليا قد جاء ولم يعرفوه بل عملوا به كل ما أرادوا … حينئذ فهم التلاميذ أنه قال عن يوحنا المعمدان. أ- كان يوحنا المعمدان آخر ممثل لأنبياء العهد القديم ومكملاً لسلسلتهم حسب قول السيد المسيح "لأن جميع الأنبياء والناموس إلى يوحنا تنبأوا، "كان الناموس والأنبياء إلى يوحنا. وقد تنبأ مثلهم عن المسيح "يأتى بعدى من هو أقوى منى الذى لستُ آهلاً أن أحمل حذاءه. هو سيعمدكم بالروح القدس ونار. وكان الفرق بينه وبينهم هو أنهم تنبأوا عن المسيح قبل مجيئه بأزمنة وقرون، أما هو فقد وجد فى أيامه وجاء ليعد الطريق أمامه ويشهد له "كان إنسان مُرسل من الله اسمه يوحنا. هذا جاء للشهادة ليشهد للنور لكى يؤمن الكل بواسطته. لم يكن هو النور بل ليشهد للنور، وقال عن نفسه ما سبق أن أنبأ به عنه أشعياء النبى "صوت صارخ فى البرية قوموا طريق الرب كما قال أشعياء النبى. كما قال أيضا "لست أنا المسيح بل أنى مُرسل أمامه، وقد عرف عند الشعب أنه نبى "لأن يوحنا كان عند الجميع مثل نبى، و"بالحقيقة نبى، و"واثقون بأن يوحنا نبى، وكان هيرودس الملك، كما يقول الكتاب "أنه رجل بارّ وقديس وكان يحفظهُ. ب- كان أسلوب يوحنا المعمدان وطريقة دعوته وتوصيله لكلمة الله مثل أنبياء العهد القديم؛ يقول الكتاب "كانت كلمة الله على يوحنا بن زكريا فى البرية فجاء إلى جميع الكورة المحيطة بالأردن يكرز بمعمودية التوبة لمغفرة الخطايا. وواجه هيرودس الملك بخطيئته قائلاً "لا يحل أن تكون لك امرأة أخيك، وذلك بنفس الأسلوب الذى واجه به صموئيل النبى شاول الملك، وناثان النبى عندما واجه داود الملك، وكذلك إيليا عندما واجه اخآب الملك، وكان اسلوبه حاداً ونارياً مثل إيليا النبى فقد جاء بأسلوبه وروحه وقوته وحتى فى طريقة ملابسه، فقد كان إيليا "رجل أشعر متنطق بمنطقة من جلد على حقويه، وكان رداء يوحنا المعمدان من "وبر الإبل ومنطقة من جلد على حقويه. جـ- وكما أضطهد بنو إسرائيل الأنبياء وقتلوا بعضهم، كما قال السيد المسيح "جلدوا بعضاً وقتلوا بعضاً ورجموا بعضاً، وأيضا "لذلك ها أنا أرسل إليكم أنبياء وحكماء وكتبة فمنهم تقتلون وتصلبون ومنهم تجلدون فى مجامعكم، "إذ تشهدون وترضون بأعمال آبائكم لأنهم هم قتلوهم وأنتم تبنون قبورهم، وقال القديس استيفانوس فى مجمع لليهود "أى الأنبياء لم يضطهده آباؤكم وقد قتلوا الذين سبقوا فأنبأوا بمجيئ البار(90)"، وقال بولس الرسول "قتلوا الرب يسوع وأنبيائهم واضطهدونا نحن، هكذا أيضا قتلوا يوحنا المعمدان عندما قطع هيرودس الملك رأسه إرضاء لهيروديا امرأة أخيه التى تزوجها بعد أن قتل زوجها. القمص عبد المسيح بسيط |
||||
![]() |
![]() |
|