31 - 01 - 2023, 05:31 PM | رقم المشاركة : ( 61 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب القديسة مريم في المفهوم الأرثوذكسي - القمص تادرس يعقوب ملطي
القديسة مريم في تسابيح كيهك ب. القديسة مريم في تسابيح كيهك إذ نحتفل بعيد الميلاد في التاسع والعشرين من شهر كيهك، فإن هذا الشهر كله يخصص للترنيم بتسابيح كيهكية كثيرة بجانب التسابيح اليومية العادية، وذلك إعدادًا لعيد الميلاد. في هذا الشهر يجتمع المؤمنون معًا مساء كل يومٍ يُسَبِّحون الله. ملامح التسابيح الكيهكية نضيف إلى ملامح الثيؤطوكيات التي تحدَّثنا عنها، ما للتسابيح الكيهكية من سمات، نذكر منها: 1. إن استبعدنا التسابيح الدخيلة التي وُضِعَت مؤخرًا بواسطة أناس ليس لهم دراية بالمفاهيم اللاهوتية، فإن تسابيح كيهك في الحقيقة تُمَثِّل سيمفونية سماوية، لا تمدح القديسة مريم وحدها كوالدة الله، بل تمدح الكنيسة كلها بكونها المسكن المقدس للإله المتجسد. بمعنى آخر، خلال تجسد ابن الله في الأحشاء المقدسة للقديسة مريم، نرى ابن الله ساكنًا في نفوسنا بتقديس روحه القدوس. 2. تحمل هذه التسابيح اتجاهًا جماعيًا، كل عضو يُسَبِّح الله من خلال جماعة قدِّيسي الله، أي خلال عضويته في الكنيسة الواحدة. "أُسَبِّحك وسط الجماعة العظيمة" (مز 22: 22). لهذا خصص كثير من التسابيح في مديح كثير من القديسين أيضًا، وكأنهم يجتمعون معنا لتسبيح الإله المتجسد، مُخَلِّص البشرية. |
||||
31 - 01 - 2023, 05:46 PM | رقم المشاركة : ( 62 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب القديسة مريم في المفهوم الأرثوذكسي - القمص تادرس يعقوب ملطي
رموز القديسة مريم في التسابيح القبطية ج. رموز القديسة مريم في التسابيح القبطية 1. خيمة الاجتماع ثيؤطوكية الأحد تدعو القديسة مريم: "القبة الثانية وقدس أقداس خيمة الاجتماع إلخ." ويلاحظ أن في البشارة يقول الملاك جبرائيل: "قوة العليّ تظللكِ (إبيسكيازين)" (لو 1: 35)، مستخدمًا نفس الفعل "ابيسكيازين" (في العبرية شكن أي يسكن) الذي اُستخدم في خيمة الاجتماع، حيث كان الله يسكن في وسط شعبه، وهو ذات الفعل الذي اُستخدم في لحظات تجلّي السيد المسيح، حيث كان الرب حاضرًا وسط اثنين من أنبيائه وثلاثة من تلاميذه حيث كانت السحابة تظللهم. جاء في سفر الخروج (40: 35) أن موسى لم يكن قادرًا على دخول الخيمة، لأن الرب سكن "شكن" فيها ومجد الرب ملأها، أما القديسة مريم فهي الخيمة الحقيقية التي سكن الرب فيها وسط شعبه. إن موسى لم يستطع أن يدخل الخيمة بسبب مجد الله، فمن يقدر أن يقدر أن يتفهَّم سرّ القديسة التي حملت الله نفسه في أحشائها المقدسة؟ جاء في ثيؤطوكية الأحد: [من يقدر أن ينطق بكرامة القبة التي صنعها موسى على جبل سيناء؟! شبَّهوك بها، يا مريم العذراء، القبة الحقيقية، التي في داخلها الله.] 2. تابوت العهد شُبِّهَت القديسة مريم بتابوت العهد المصنوع من الخشب الذي لا يسوس، مُغشَّى بالذهب من الداخل والخارج. جاء في ثيؤطوكية الأحد: "وأنتِ يا مريم العذراء، متسربلة بمجد اللاهوت من الداخل والخارج". تابوت العهد الذي يُمَثِّل حضرة الله، وبقي في بيت عوبيد أدوم ثلاثة شهور قبلما يُحضِره داود إلى بيته (2 صم 6)، والقديسة مريم الحاملة للرب نفسه بقيت ثلاثة شهور في مدينة اليهودية. كان حمل التابوت يبعث في الشعب فرحًا، وجعل داود يرقص أمام الرب (2 صم 6، 1 أي 15: 29)، وهكذا وصول القديسة مريم بعث في أليصابات الفرح، كما ركض الجنين -يوحنا المعمدان- في أحشاء أُمه مبتهجًا. والعجيب أن الفعل الخاص بركوض الجنين (سكيرتان) في (لوقا 1: 41، 44)، هو بعينه الذي استخدم عند فرح داود ورقصه أمام التابوت، وهو عادة يُستخدَم في الكتاب المقدس ليُعبِّر عن رقصات الفرح المُصاحِبة لحضور الرب (مز 114: 4، 6، حك 9: 9، ملا 4: 2) والخاص بالفرح السماوي (لو 6: 23). حقًا إن القديسة مريم، تابوت الله الحقيقي، صارت سرّ فرح كل الخليقة: جاء في ثيؤطوكية الثلاثاء: "السلام لوالدة الإله، تهليل الملائكة!" وفي ثيؤطوكية الأربعاء: "تكلموا بكرامات من أجلك يا مدينة الله، لأنكِ أنتِ مسكن جميع الفرحين." 3. غطاء التابوت كان غطاء التابوت يُسمَّى في العبرية "شكينا أو مسكن"، إذ كان يُمَثِّل كرسي الرحمة الخاص بالله، يُظَلِّله كاروبان. وكان الله يظهر بين الكاروبين في لون أزرق رمز السماء، ومن هناك اِعتاد الله أن يتحدَّث مع موسى. القديسة مريم هي هذا الغطاء، رمز الكنيسة، حيث يجلس الله على عرش رحمته وسط شعبه، وهي ممتلئة بالخليقة السماوية. * كاروبا الذهب مصوران مظللان على الغطاء بأجنحتهما كل حين يظللان على موضع قدس الأقداس في القبة الثانية. وأنتِ يا مريم ألوف ألوف وربوات ربوات يظللان عليك. مُسَبِّحين خالقهم، وهو في بطنك. هذا الذي أخذ شبهنا.. ثيؤطوكية الأحد 4. قسط المن * أنتِ هي قسط الذهب النقي، المنّ الخفي في داخله، خبز الحياة الذي نزل إلينا من السماء، وأعطى الحياة للعالم.. وأنت أيضًا يا مريم حملت في بطنك، المنّ العقلي الذي أتى من الآب. ولدته بغير دنس، وأعطانا جسده ودمه الكريمين فحيينا إلى الأبد.." ثيؤطوكية الأحد في العهد القديم عالَ الله شعبه بالمنّ، أما الآن فيُعطينا المنّ العقلي الذي نزل من السماء في أحشاء العذراء. وكما يقول الرب نفسه: "آباؤكم أكلوا المنّ في البرية وماتوا. هذا هو الخبز النازل من السماء لكي يأكل منه الإنسان. إن أكل أحد من هذا الخبز يحيا إلى الأبد. والخبز الذي أنا أعطي هو جسدي الذي أبذله من أجل حياة العالم" (يو 6: 49-51). يليق بنا أن نعرف أن القديسة مريم لم تكن مجرد إناء، بل تقَبَّل المنّ المخفي جسده منها. 5. المنارة الذهبية * أنتِ المنارة الذهب النقي، الحاملة المصباح المتَّقد كل حينٍ. الذي هو نور العالم غير المقتَرَب إليه.. الذي تجسد منكِ بغير تغيير.. كل الرتب العلوية لم تقدر أن تُشبِهك أيتها المنارة الذهبية.. الذي في بطنك يا مريم العذراء، أضاء لكل إنسان آتٍ إلى العالم، لأنه هو شمس البرّ، ولدته، وشفانا من خطايانا.." ثيؤطوكية الأحد هكذا صارت القديسة مريم أعظم من كل الطغمات السمائية، لأنها حملت النور الحقيقي. أضاء ولم تستطع خليقة ما أن تعاين جوهره! 6. العليقة المتقدة نارًا * العليقة التي رآها موسى في البرية، والنار مشتعلة فيها ولم تحترق أغصانها، هي مثال مريم العذراء غير الدنسة، التي أتى وتجسد منها كلمة الآب. ونار لاهوته لم تحرِق بطن العذراء. وأيضًا بعدما ولدَتْه بقيَت عذراء. ثيؤطوكية الخميس العليقة ليس فقط لم تحترق، بل كانت مخضرة ومزهرة بجمالٍ (حز 3: 1-3)، كما جاء في الطقس الأرمني: [أنتِ اشتعلتِ بالشمس كالعليقة ولم تحترقي، بل قدمتِ للبشر خبز الحياة، وتشفعتِ فينا لكي يغفر لنا المسيح خطايانا.] (صلاة البركة) ويقول القديس مار أفرآم السرياني: [حملَت في أحشائها السيد المسيح، كعليقة جبل حوريب التي حملت الله في لهيبها.] وجاءت كلمات السيد المسيح موجهة إلى أبيه بخصوص أمه في لحظات انتقالها، كما رواها البابا ثيؤدوسيوس الإسكندري تقول: [تقبَّل مني يا أبي الصالح، العليقة التي حملت نار اللاهوت ولم تحترق. أُقَدِّمها لك يا أبي، هبة ملوكية اليوم، ألا وهي نفس أمي البتول .] 7. عصا هرون * مرتفعة أنتِ بالحقيقة أكثر من عصا هرون، أيتها الممتلئة نعمة. ما هي العصا إلاَّ مريم؟! لأنها مثال بتوليتها. حبلت وولدت بغير زرع بشر، ابن العليّ، الكلمة الذاتي. ثيؤطوكية الأحد العصا التي بلا حياة أزهرت (عد 17: 8) رمز للقديسة مريم التي أنجبت "الحياة". 8. سلم يعقوب * أنتِ هي السلم الذي رآه يعقوب، ثابتًا على الأرض ومرتفعًا إلى السماء، والملائكة نازلون عليه. ثيؤطوكية الثلاثاء 9. الجبل العقلي * كلمة الله الآب الحيّ، نزل ليعطي الناموس على جبل سيناء.. هو أيضًا نزل عليكِ، أيتها الجبل الناطق.. * هذا هو الحجر الذي رآه دانيال، قد قُطِع من جبل. ولم تلمسه يد إنسان البتة، هو الكلمة الصادر من الآب، أتى وتجسد من العذراء بغير زرع بشرٍ، حتى خلَّصنا. ثيؤطوكية الثلاثاء رموز أخرى قدَّمت التسابيح اليومية رموزًا ومثالات أخرى للقديسة مريم، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. مثل: مجمرة هرون، وباب حزقيال، وفُلك نوح، ومدينة الله، والسحابة المنيرة التي يجلس عليها الله (إش 19)، وأورشليم الجديدة إلخ. يقول إشعياء النبي: "هوذا الرب راكب على سحابة سريعة، وقادم إلى مصر، فترتجف أوثان مصر من وجهه، ويذوب قلب مصر داخلها". بهية هي هذه السحابة (إش 19: 1 XLL). * السحابة المتألقة التي حملت الرب يسوع إلى مصر هي أمه العذراء مريم التي فاقت السحاب نقاءً وطهرًا. أما المذبح الذي أُقِيم للربّ في وسط أرض مصر، فهو الكنيسة المسيحية التي قامت على أنقاض الهياكل الوثنية على أثر تزلزل أوثانها وانهيار برابيها أمام وجه الرب يسوع. القديس كيرلس الكبير |
||||
31 - 01 - 2023, 06:14 PM | رقم المشاركة : ( 63 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب القديسة مريم في المفهوم الأرثوذكسي - القمص تادرس يعقوب ملطي
القديسة مريم في الليتورجيات القبطية د. القديسة مريم في الليتورجيات القبطية تحتل النصوص والتسابيح المريمية مركزًا ساميًا في ليتورجياتنا، وقد نُظِّمت معانيها الروحية ونغماتها بطريقة جميلة تتَّفِق مع المناسبات المختلفة. وفيما يلي أمثلة لمركز النصوص المريمية في بعض الليتورجيات القبطية: 1. ليتورجيا الإفخارستيا (القداس الإلهي): أ. قبل تقديم الحمل - ب. في أثناء تقديم البخور - ج. عند تقديم البخور أمام أيقونة القديسة مريم - د. قبل قراءة الأبركسيس - ه. بعد صلاة الصلح - و. بعد تقديس القرابين - ز. عند التناول من الأسرار المقدسة 2. سرّ الزيجة: أ. بعد تقديم صلاة الشكر - ب. خلال صلوات الزيجة ج. في نهاية خدمة سرّ الزيجة 3. خدمة سرّ المعمودية 4. سرّ مسحة المرضى 5. ليتورجية حميم الطفل 1. ليتورجيا الإفخارستيا (القداس الإلهي) أ. قبل تقديم الحمل: يُقَال اللحن التالي: "السلام لمريم الملكة، الكرمة غير الشائخة، التي لم يُفلِّحها فلاح، ووجد فيها عنقود الحياة!.. ابن الله الحقيقي تجسد من العذراء.. وجدتِ نعمة أيتها العروس، كثيرون نطقوا بكرامتكِ، لأن كلمة الآب تجسد منكِ! أنت هي البرج العالي، الذي وجدوا فيها الجوهرة.." يحمل هذا اللحن معاني تتناسب مع الموقف، فإن الكنيسة في هذه اللحظات تستعد لتقديم الحمل، بعد أن يختاره الكاهن وهو واقف عند الباب الملكي، أي الباب السماوي، هذا الحمل هو الملك. لهذا فإن القديسة مريم في هذا اللحن تُدعَى الملكة، لتُذَكِّرنا بالملك السماوي، ابنها الذي بذل حياته لنكون واحدًا مع هذه الملكة جالسين عن يمين الملك. دعيت أيضًا بالعروس، لأن ليتورجيا الإفخارستيا في الحقيقة تُمَثِّل سرّ اتحاد العريس السماوي، والكنيسة تُمَثِّل سرّ الزيجة الروحية بين المسيح المصلوب ونفوسنا. لُقِّبَت أيضًا بالبرج العالي، إذ استطاعت الدخول في الفردوس في استحقاق ابنها، تنتظرنا هناك. وأخيرًا فإن هذا اللحن خاص بسرّ التجسد الذي تحقَّق في أحشاء القديسة مريم، السرّ الذي يقودنا للتناول من جسد الرب ودمه المقدِّسين. ب. في أثناء تقديم البخور: يترنَّم الشعب باللحن التالي: "المجمرة الذهب النقي، الحاملة العنبر، في يديّ هرون الكاهن، يرفع بخورًا فوق المذبح". وفي أيام الصوم يُقَال: "المجمرة الذهب هي العذراء، وعنبرها هو مخلصنا، ولدته وخلصنا، وغفر لنا خطايانا." وفي أيام الصوم الكبير يُقال: "أنت هي المجمرة الذهب النقي، الحاملة جمر النار المبارك". تُعلِن هذه الألحان أن عملية تقديم البخور هي رمز لسرّ التجسد، إذ قدَّم الإله المتجسد نفسه عنا ذبيحة طيبة، مقبولة لدى الأب. في الطقس الأثيوبي حين يقدم بخور لأيقونة القديسة مريم، يقول الكاهن: "أنتِ هي المجمرة الذهب، التي حملت جمر النار الحيّ.. مبارك هو هذا، الذي تجسد منك! الذي قدَّم ذاته لأبيه تقدمة بخور مقبولة." وخارج الأيقونستاسز (حامل الأيقونات) يقول أيضًا: "المجمرة هي مريم، والبخور هو هذا الذي في أحشائها، رائحته ذكية. البخور هو هذا الذي حملتِ به، أتى وخلصنا، الدهن الطيب، يسوع المسيح.." ج. عند تقديم البخور أمام أيقونة القديسة مريم: يقول الكاهن القبطي العبارات التالية: "اِفرحي أيتها الحمامة الحسنة، التي حملتِ الله الكلمة من أجلنا. نعطيكِ السلام مع جبرائيل الملاك قائلين: الفرح لكِ، أيتها الممتلئة نعمة، الرب معكِ". "الفرح لك أيتها العذراء، الملكة الحقيقية، السلام (الفرح) لفخر جنسنا" ولدت لنا عمانوئيل". "نسألك أيتها الشفيعة المؤتمنة أن تذكرينا أمام ربنا يسوع المسيح، لكي يغفر لنا خطايانا". د. قبل قراءة الأبركسيس: يُقال "الفرح لكِ يا مريم، الحمامة الحسنة، التي ولدتِ لنا الله الكلمة!" يرنم هذا اللحن الذي فيه توصف القديسة مريم كحمامةٍ حسنةٍ قبل قراءة فصل من سفر أعمال الكنيسة (أعمال الرسل)، لأن القديسة هي مثال الكنيسة التي بلا غضن، التي تقبَّلت القداسة من يديّ الله خلال يسوع المسيح، الإله المتجسد. هذا وإننا نلاحظ أن جميع الألحان المريمية التي ترنم خلال القراءات (قداس الكلمة) تركز على التجسد الإلهي، وكأننا لسنا فقط نسمع عن كلمة الله المقروءة، بل نتقبَّل الكلمة كشخصٍ يسكن في نفوسنا كما سكن في أحشاء القديسة. ه. بعد صلاة الصلح: عادة يقال اللحن الأسبسمس التالي: "افرحي يا مريم العبدة والأم، لأن الذي في حجركِ، الملائكة تسبحه. والشاروبيم يسجدون له باستحقاق، والسيرافيم بغير فتورٍ. ليس لنا دالة، عند ربنا يسوع المسيح، مثل طلباتك وشفاعتك يا سيدتنا كلنا، يا والدة الإله". هكذا إذ تمّت المصالحة التي تحققت بالمسيح يسوع، صارت مريم مثالًا للكنيسة، لها أن تفرح. كما نطلب شفاعتها عنا، خلال المصالحة التي صنعها يسوع! و. بعد تقديس القرابين: إذ تتحد الكنيسة في المسيح يسوع نذكر القديسين لكي يسندونا بصلواتهم. وكان طبيعيًا أن نذكر القديسة مريم في مقدمة كل القديسين: "وبالأكثر العذراء كل حين، والدة الإله، الممتلئة مجدًا، الطاهرة مريم، التي ولدت لنا الله الكلمة". المجمع الباسيلي ز. عند التناول من الأسرار المقدسة: يُقَال لحن (بي أويك) أي "الخبز": "خبز الحياة الذي نزل إلينا من السماء، واهب الحياة للعالم. وأنتِ أيضًا يا مريم، حملتِ في بطنكِ المنّ العقلي الذي أتى من الآب". ولدتيه بغير دنسٍ، وأعطانا جسده ودمه الكريم، فحيينا إلى الأبد". 2. سرّ الزيجة خلال سرّ الزيجة المقدس يلزم أن تتجه أنظار الكاهن والشمامسة وكل الشعب إلى حفل العُرْسِ الأبدي الذي يقوم بين السيد المسيح والكنيسة، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. لهذا فلا عجب أن قُدمت الألحان خاصة بتجسد السيد المسيح أي مجيء العريس، كما ركَّزت على شخص القديسة مريم مع أنها بتول لم تتزوج! نذكر على سبيل المثال ما ورد في الجزء الأول من هذه الخدمة أي "عقد الأملاك"، إذ يسمع الحاضرون الإنجيل الخاص بتجسد الله الكلمة، أي تجسد عريسهم السماوي (يو 1: 1-17)، يترنَّم الكل في لحنٍ شعانيني (دخول المسيح أورشليم)، بالمرد التالي، كأنهم يستقبلون العريس الداخل إلى أورشليم الداخلية: "الفرح للخدر المزين بكل نوعٍ للعريس الحقيقي، الذي اتحد بالبشرية". هذا وتُمدَح القديسة مريم كمثال للكنيسة، العروس السماوية، نذكر على سبيل المثال: أ. بعد تقديم صلاة الشكر: يتقدَّم الشمامسة باللحن "هذه هي المجمرة.."، وعند الصلاة على الأكاليل يترنمون "العذراء هي المجمرة الذهب.." ب. خلال صلوات الزيجة: يقول الشمامسة المردات التالية: "باب المشارق هو مريم العذراء، الخدر الطاهر الذي للختن النقي". "كل ملوك الأرض يسيرون في نوركِ، والأمم في بهائكِ، يا مريم أم الله. سليمان يدعوكِ في نشيد الأناشيد، قائلًا: أختي، حبيبتي، مدينتي الحقيقية أورشليم". "مضيئة أنت أكثر من الشمس، أنت هي ناحية المشرق، التي يتطلع إليها الأبرار بفرحٍ وتهليلٍ". يا للعجب، بينما يسأل الكهنة الله أن يهب العروسين مضجعًا (خدرًا) طاهرًا، وحياة مُطوَّبة خلال اتحادهم معًا، إذا بالشمامسة والشعب يعلنون فرحهم بالخدر المقدس أي أحشاء البتول، حيث اتحد العريس هناك ببشريتنا. بهذا صارت القديسة مريم "الشرق" الذي يضيء فيه شمس البرّ على العالم كله، ويأتي كل ملوك (المؤمنين) الأرض بفرحٍ إلى هذا السرّ. ج. في نهاية خدمة سرّ الزيجة: يتغنَّى الشمامسة بهذا النشيد: "السلام للعروس المضيئة، أم الذي يضيء، السلام للتي قبلت إليها الكلمة، الكائن في أحشائها، السلام للتي هي أكرم من الشاروبيم، السلام للتي ولدت لنا مُخَلِّص أنفسنا، المجد للآب والابن والروح القدوس." هكذا فإن خدمة سرّ الإكليل في الطقس القبطي من بدايته وحتى النهاية يجتذبنا نحو القديسة مريم كعروسٍ مضيئةٍ، كأنه يريدنا أن نتهيَّأ نحن أيضًا لنكون عروس المسيح الأبدية. 3. خدمة سرّ المعمودية قبل تقبُّل نعمة العماد، يعلن طالب العماد أو إشبينه، أمام الأسقف أو الكاهن إيمانه بالميلاد العذروي للسيد المسيح كجزءٍ أساسيٍ في قانون الإيمان المسيحي. 4. سرّ مسحة المرضى يكرر الكاهن سؤاله أثناء ليتورجية المسحة طالبًا صلوات القديسة مريم وشفاعتها عنَّا لغفران خطايانا، مُلَقِّبا إيَّاها "أم الخلاص". تسأل الكنيسة أعضاءها المنتصرين الصلاة عن الأعضاء المجاهدين حتى يشفي أرواحهم ونفوسهم وأجسادهم. ".. بشفاعة العذراء أم الخلاص، التي نُسَبِّحها قائلين: مباركة أنت بين النساء، ومباركة هي ثمرة بطنك.." ".. بشفاعات والدة الإله، وطلبات الملائكة، ودم الشهداء، وصلوات القديسين.." "أيتها العذراء القديسة والدة الإله بغير زرع بشر، اشفعي من أجل خلاص نفوسنا". 5. ليتورجية حميم الطفل تهتم الكنيسة القبطية كأمٍ بأطفالها حتى قبل العماد، ففي اليوم الثامن من ميلاد الطفل يشترك الكاهن والشمامسة مع الأسرة في طقسٍ خاصٍ يُسَمَّى "حميم الطفل"، فيه يُقَدِّمون الشكر للربّ من أجل عطية هذا الطفل، ويسألونه أن يُعدّه للميلاد الروحي. في هذه المناسبة تُذَكِّر الكنيسة عائلة الطفل بابن الله الوحيد الذي وُلِد من القديسة مريم، إذ يُرَدِّد الكل: "لأن غير المتجسد تجسد، والكلمة تجسم. غير المبتدئ صار مبتدأ، غير الزمني صار تحت الزمن.." يا مريم سيدتنا، والدة الإله، يا مريم أم مخلصنا، اشفعي فينا ليغفر لنا خطايانا". أخيرًا فإنني أحسب أنه يسهل جدًا إدراك مركز القديسة مريم في كل الليتورجيات الخاصة بالكنيسة القبطية التي لم أتحدث عنها. |
||||
|