17 - 05 - 2012, 10:26 AM | رقم المشاركة : ( 61 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: …صَلَاحٌ» (غلاطية22:5) إن الصلاح يعني تفوٌق الشخصية. وقد وصفه أحدهم؛ «بإنه فضيلة تجدها في كل زاوية» ممّا يعني ببساطة بأن الشخص الذي يملكه هو صالح، فاضلٌ وبارٌّ في كل ناحية من نواحي الحياة. الصلاح هو عكس السوء، فالرجل الشرير يمكن أن يكون مخادعاً، لا أخلاقياً، غادراً، ظالماً، قاسياً، أنانياً، كارهاً، طمّاعاً أو غير معتدل، أما الرجل الصالح، ومع أنه غير كامل، إلا أنه يمثّل الحق والعدل والطهارة وميّزات مماثلة أخرى مرغوب فيها. إن الرسول بولس يُميِّز ما بين الرجل البارّ والرجل الصالح في رومية7:5. فالرجل البارّ يكون عادلاً وأميناً ومستقيماً في معاملاته، لكنه يمكن أن يكون بارداً وذو علاقه فاترة مع الآخرين. أما الصالح من الناحية الأخرى فهو حنون ومحبوب. نادراً ما يموت أحد لأجل البارّ لكن لأجل الصالح يجسر أحد أن يموت. ومع هذا علينا أن نتذكّر بأن الصلاح قد يكون حازماً، لأنه ليس جيداً التغاضي أو التساهل مع الخطيئة، لهذا يمكن للصلاح أن يوبِّخ، يقوِّم ويؤدِّب، ويمكننا أن نرى الرَّب يسوع أنه نفسه الصلاح المتجسِّد، يُنظّف الهيكل من التجارة والتُّجار. إن إحدى الميزات الفريدة للصلاح هي أنه يستطيع التغلُّب على الشر. لقد كتب بولس للمؤمنين في رومية؛ «لا يغلبنّك الشر بل إغلب الشَّر بالخير». عندما نسمح لكراهية أحدهم أن تُفسد مزاجنا، نكون حينها قد غُلبنا بِشرّه، لكن عندما نَعلو فوقها ونظهر ونُظهر النعمة والرحمة والمحبة، نغلب الشر بالخير. يقص ماردوخ كامبل عن قسّيس تقيّ يعيش في إحدى المناطق المرتفعة والذي حاولت زوجته أن تجعل حياته بائسة. فبينما كان في أحد الأيام يقرأ كتابه المقدس، خطفت الكتاب من بين يديه وألقته في الموقد، فنظر إلى عينيها وقال بهدوء: «لا أعتقد أنني جلست يوماً قبالة نار دافئة كهذه»، لقد غلب شَرَّها بصلاحه، فأصبحت زوجة مُحِبة ولطيفة. لقد وصف كامبل هذه المرأة قائلاً، «إنقلبت إيزابيل إلى ليديا. إنقلبت شوكته إلى زنبقة» لقد انتصر الصلاح. |
||||
17 - 05 - 2012, 10:30 AM | رقم المشاركة : ( 62 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: …إيمَان» (غلاطية22:5) يُفهم ثمر الروح هذا عادة على أنه أمانة وليس الإيمان الذي يُخلّص أو الثقة بالله التي نمارسها يوماً بعد يوم (مع أنها قد تضُم ذلك)، لكن هذا الثمر بالحريّ هو إخلاصنا وثقتنا في تعاملنا مع الرَّب ومع بعضنا البعض وقد عرَّفه شخص ما على أنه «وفاء لنفسه ولطبيعته ولأي وَعدٍ تقطعه وأي تعهُّد إلتزمت به». عندما نقول أن الشخص عند كلمته، نعني أنه عند التعامل معه لا تكون حاجة لإتفاقية مكتوبة. فإذا كان قد التزم بالقيام بشيء ما فيمكن الإعتماد عليه بتنفيذه. إن الرجل الأمين يحافظ على مواعيده بدقة، يسدّد حساباته في وقتها، يُداوم على حضور إجتماعات الكنيسة المحلية، يقوم بكل ما أوكل إليه من مهام دون الإستمرار بتذكيره بها، إنه مُخلصٌ لنذور زواجه بلا مواربة، ويسدد كل إحتياجات أسرته، ينجز ما يمليه عليه ضميره بتوفير المال ليقدّمه لعمل الرَّب وهو أيضاً حذر فيما أوكِلَ به من الوقت والمواهب. إن الأمانة تعني إلتزاماً شخصياً بكلامه حتى لو كلفه ذلك تكلفة شخصية باهظة. «الأمين يحلف للضرر ولا يُغيّر» (مزمور4:15). وبعبارة أخرى فإنه لا يُلغي موعد عشاء عندما يستلم دعوة أخرى قد تكون بها مأكولات أفضل أو شركة ملائمة أكثر، إنه لا يتراجع بكلامه بخصوص ما عليه تنفيذه من أجل أن يذهب لرحلة ترفيهية (إلا إذا استطاع القيام بترتيب آخر بدله)، يبيع بيته بالسعر المتَّفق عليه حتى ولو عَرض عليه شخص آخر عشرة آلاف دولار إضافية. إن أقصى أنواع الأمانة هي تلك التي يكون الشخص فيها مستعداً أن يموت بدل التنازل عن ولائه للمسيح. عندما طلب ملكٌ من أحد المسيحيين الأوفياء سحب إعترافه بالمسيح أجابه قائلاً: «لقد فكَّرَ به القلب ونطقَ به الفم وكتبته اليد وإن كانت حاجة لمشيئة الرّب فالدم مستعد لختمه». عندما عُرض على بوليغراب الحياة مقابل إنكار الرَّب، إختار أن يُحرق مربوطاً إلى عمود خشب، وقال؛ «خدمت ربّي مدّة ست وثمانين عاماً ولم يضُرّني بشيء بتاتاً، فأنا لا أستطيع الآن أن أتنكّر لسيدي وربّي». كان الشهداء أوفياء حتى الموت، وبذا سينالون إكليل الحياة (رؤيا10:2). |
||||
17 - 05 - 2012, 10:31 AM | رقم المشاركة : ( 63 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: …وَداعَةٌ» (غلاطية23:5) عندما نفكِّر في الوداعة نميل إلى التفكير بالممثلّ الكوميدي كاسبار ميلكيتوست شخصية أفلام الكوميديا الذي تجسدت فيه صفات الضعف والحياء. لكن ثمر الروح هذا يكون مختلفاً كلياً، فالوداعة تتأتى من قدرة خارقة للطبيعة، وليس عن ضعف. إن أول ما تشير إليه الوداعة، الخضوع بمحبة لكل معاملات ﷲ في حياتنا. فالإنسان الوديع يخضع لمشيئة ﷲ دون تمرُّد أو تساؤل أو تَذمُّر، وهو يُدرك أن ﷲ «حكيم جداً عن أن يخطئ ومُحِبُ شديد الحب عن أن يكون قاسياً» وعندما يدرك ذلك لن يعود هناك مجال لصدفة أو حادث. إنه يؤمن بأن ﷲ يعمل كل شيء معاً للخير في حياته. تشتمل الوداعة أيضاً على علاقة المؤمن بالآخرين، بإعتباره متسامحاً بذاته بدل أن يكون جازماً، ومتواضعاً وليس متكبراً. الإنسان الوديع يمارس الإنكسار، فعندما يقول قولاً خاطئاً أو يصدر عنه شيئاً خاطئاًً فإنه يتغلّب على الكبرياء عندما يقول، «آسف وأرجو أن تغفر لي!» فهو يُفضّل خسارة ماء وجهه على خسارة إحترامه الذاتي. وعندما يُعاني بسبب عمل ما هو صواب، يتحمّل ذلك بكل صبر ودون التفكير للردّ بالمثِل، وعندما يُتّهم زوراً، يمتنع عن الدفاع عن نفسه وكما يقول رينش، «يَقبَل الإنسان الوديع جِراحات وإهانات الغير على أنها قد سُمح بها من ﷲ لأجل تأديبه وتطهيره». وصف أحدهم الوديع بأنه «الشخص الذي يقبل إرادة ﷲ دون إستياء، وهو الذي يستطيع أن يكون لطيفاً ومتواضعاً بسبب قوّته الداخلية ويخضع لسيادة ﷲ الكاملة». عندما أخبر أحد أفراد الرعية القس ألكسندر وايت أن أحد زملائه من القسس إنتُقد لعدم إيمانه، استشاط غضباً، وعندما أضاف الزائر أن النُقاد يقولون بأن الدكتور وايت نفسه ليس مؤمناً حقيقياً، قال له، «أرجوك أن تترك غرفة مكتبي لكي أبقى وحيداً وأفحص قلبي أمام الرَّب». هذه هي الوداعة. نحن جميعنا مدعوّون لنحمل نير ذلك «الوديع والمتواضع القلب»، وبينما نعمل هذا سنجد راحة لنفوسنا وسوف نرث الأرض حتماً. |
||||
17 - 05 - 2012, 10:32 AM | رقم المشاركة : ( 64 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: …تَعَفُّفٌ» (غلاطية22:5) أخيراً، إن أفضل ما نقدمه من ثمر الروح هو ضبط النفس. فقد أصبح ضبط النفس مرتبطٌاً بشكل خاص بالإمتناع عن تناول المشروبات الكحولية، ويشتمل ضبط النفس على فكرة الإعتدال أو التقشُّف في كل نواحي الحياة. يستطيع المؤمن بقوة الروح القدس أن يمارس ضبط النفس في مجال أفكاره، شهيّته للطعام والشراب، كلامه وحياته الجنسية، مزاجه وكل القوى الأخرى التي أعطاه اللّه إياها، فلا حاجة به لأن يكون مُستعبَداً لأية رغبة أو عاطفة. لقد ذكَّر بولس الكورنثيين أن الرياضي يمارس ضبط النفس في كل شيء (كورنثوس الأولى25:9). وهو نفسه قد قرّر ألاّ يقع تحت عبودية أي شيء (كورنثوس الأولى12:6) فكان يقمع جسده ويخضعه لئلاّ يُرفض بعد ما كان يعظ الآخرين (كورنثوس الأولى27:9). إن المؤمن المُنضبط يَتجنّب الإفراط في تناول الطعام، فإن كان للقهوة أو الشاي أو الكولا سيطرة عليه فيتخلّص من هذه العادة، كما ويرفض أن يكون للتبغ سيادة عليه بكل أشكاله، ويتجنّب إستعمال المُسكِّنات، والحبوب المنوّمة أو الأدوية الأخرى بإستثناء الحالات المنصوص عليها طبياً، إنه يضبط أوقات نومه، وإن كان يعاني من مشكلة الشهوة فعليه أن يتعلّم كيف يطرد الأفكار غير الطاهرة ويُركِّز على الأفكار الطاهرة ويبقى منشغلاً بالأعمال البنّاءة. فبالنسبة له فإن كل إدمان أو خطيئة تُحدِق به هي بمثابة جُليات ينبغي أن يتغلّب عليه. كثيراً ما نسمع مسيحيين يَشْكون من أنهم لا يستطيعون كسر عادة معينة، إن إنهزاماً كهذا يضمن الفشل، وهذا يعني أن الروح القدس ليس قادراً على إعطاء النصر المطلوب. الحقيقة هي أن الناس غير المخلّصين الذين لا يسكن فيهم الروح القدس غالباً ما يكونون غير قادرين على الإقلاع عن التدخين أو الشرب أو القمار أو الشَّتم، فكم بالحريّ يكون من السهل على المسيحيين المقدرة على التخلّص من تلك العادات بواسطة سكنى الروح القدس! إن ضبط النفس، مثال ثمار الروح الثمانية الأخرى، قوة خارقة، تُمكِّن المؤمنين من التدرُّب على ممارسة الإنضباط على ذواتهم بطرق لا يمكن مجاراتها. |
||||
17 - 05 - 2012, 10:33 AM | رقم المشاركة : ( 65 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«كُنْ مُرَاضِياً لِخَصْمِكَ سَرِيعاً مَا دُمْتَ مَعَهُ فِي الطَّرِيقِ لِئَلَّا يُسَلِّمَكَ الْخَصْمُ إِلَى الْقَاضِي وَيُسَلِّمَكَ الْقَاضِي إِلَى الشُّرَطِيِّ فَتُلْقَى فِي السِّجْنِ.» (متى25:5) إنَّ الدرس الذي يطفو على السطح ونتعلمه من هذه المقطع هو أنه لا يجوز للمؤمن أن يميل للإنخراط في الدعاوى القضائية. إن التوجه للقضاء ردّة فعل طبيعية لطلب التعويض عن الأضرار والمظالم، ولكن المؤمن مُوجَّه بحسب مبادئ أسمى من ردّة الفعل الطبيعية، وفي كثير من الأحيان تذهب مشيئة ﷲ بعكس الميل الطبيعي. تكتظ قاعات المحاكم اليوم بقضايا طلب التعويضات جراء حوادث، وحالات سوء تصرُّف وقضايا طلاق ومطالبة بميراث. ففي كثير من القضايا يُسرع الناس إلى المحامي آملين في الحصول على الثراء السريع، لكن ينبغي على المسيحي تسوية الأمور بقوة المحبة وليس عن طريق الدعاوى القانونية، وكما قال أحدهم: «إذا توجهت للدعاوى القانونية، فالدعاوى القانونية ستمسك بك لتَدفعَ آخر فِلس لديك». من المؤكد أن المستفيد الوحيد في هذا المجال هو المحامي، فأُجره مضمون. وقد وصف أحدهم هذه العملية بالطريقة التالية: «يَمسك المدّعي رأس البقرة بينما يَمسك المتهم بذيلها والمحامي يحلبها». تُنهي كورنثوس الأولى 6 بشكل إيجابي المؤمنين عن التوجه للقضاء ضد مؤمنين آخرين لسبب واحد وهو أنه عليهم أن يأتوا بخلافاتهم إلى شخص ذي حكمةٍ في الكنيسة، ولكن إذا مضينا إلى أَبعدَ من ذلك ينبغي أن يكونوا على إستعداد لتحمُّل الخديعة والظُلم بدلاً من التوجه للقضاء أمامَ قاض في محاكم العالم وهذا سيلغي تماماً قضايا الطلاق بين الوالدين المؤمِنين. ولكن ماذا عن القضايا بين المؤمن وغير المؤمن؟ ألا يحق للمؤمن أن يدافع عن حقوقه؟ الجواب هو، أنه من الأفضل التخلي عن حقوقه ليثبت أن المسيح يُحدث تغييراً في السلوك في حياة الشخص. إن الأمر لا يتطلب حياة روحية لرفع قضية ضد مَن أخطأ إليك، بل إنه يتطلب حياة روحية لإيداع القضيّة للّه واستخدامها كفرصة للشهادة عن قوة المسيح التي تخلّص وتغيّر، وبقدر الإمكان ينبغي للشخص أن يعيش بسلام مع جميع الناس (رومية18:12). بدأ شخص ما ببناء جدار بينه وبين جاره. جاء الجار وقال له: «عندما اشتريتَ هذا العقار فقد اشتريت قرار محكمة معه، ينبغي أن يكون هذا الجدار على بعد مِترَين داخل أرضك»، فأجابه الجار: «علمت أن جاري سيكون رجلاً طيباً، لذا أقترح عليك ما يلي؛ أنت تبني الجدار حيث تعتقد انه يجب أن يكون ثم أرسِل لي الفاتورة وأنا سأدفع مقابلها»، لم يُبن هذا الجدار قط لأنه لم تعد له حاجة. مِن قصص ستانلي جونز. |
||||
17 - 05 - 2012, 10:34 AM | رقم المشاركة : ( 66 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«بِمَا أَنَّكُمْ فَعَلْتُمُوهُ بِأَحَدِ إِخْوَتِي هَؤُلاَءِ الأَصَاغِرِ فَبِي فَعَلْتُمْ» (متى40:25) هنا في هذا العدد تشجيع مستحق القراءة وتحذير من شأنه في نفس الوقت أن يظهر لنا نقصنا. فكل ما نعمله مع إخوة يسوع يُحسَب وكأننّا عملناه له. يمكننا إظهار اللطف للرَّب يسوع كل يوم بإظهار اللطف لإخوتنا المؤمنين. عندما نُظهر استضافتنا لشعب ﷲ نكون كمن استضاف الرَّب في بيته، وإذا قدّمنا لهم غرفة النوم الرئيسية نكون كأننا قدّمناها له. إن كل واحد تقريباً يسرع ما أمكنه ذلك لعمل كل شيء ممكن للمخلّص لو أنه أتى اليوم كملك الملوك وربّ الأرباب، لكنه كثيراً ما يأتي طارقاً بابنا متواضعاً جداً ومتخفّياً، وهذا ما يضعنا في الإختبار. فالطريقة التي نُعامِل بها أحد إخوته الأصاغر هي الطريقة التي نعامله بها. قَدِمَ واعظٌ كبير السن إلى أحد الإجتماعات على أمل أن يُمنَح فرصة ليشارك القديسين بكلمة من عند الرَّب، لم يكن هذا الخادم يتمتّع بشخصية حماسية وربما لم يتمتّع بأسلوبٍ حركيّ على المنبر، لكنّه كان خادماً للرَّب يحمل لهم رسالة من الرَّب، فقال له شيوخ الكنيسة أنهم لن يطلبوا منه أن يبقى ليعظ لهم في إجتماعاتهم واقترحوا عليه أن يتوجّه إلى كنيسة في حي السكّان السود، فرضخ لنصيحتهم وذهب فاستُقبل من الإخوة هناك بحفاوة ودفء، وخلال أسبوع إجتماعاته أصابته نوبة قلبية وتوفيَ، فكان وكأن الرَّب يقول للإخوة في الكنيسة العصرية؛ «ربما لم تريدوا أن تقبلوه، لكننّي أنا قبلته. لقد رفضتموني عندما رفضتموه». يخبر الشاعر إدوين ماركهام في قصيدته بعنوان «كيف أتى الضيف العظيم» عن إسكافي جهّز نفسه لزيارة من الرَّب كان يحلم بها، فلن يأت الرَّب أبداً. لكن عندما حضر أحد المتسوّلين، وضع الإسكافي حذاءً في رجليه، وعندما جاءت إمرأة مسنّة ساعدها الإسكافي وحمل عنها أغراضها وأعطاها طعاماً، ولما جاءت إليه طفلة ضائعة، أعادها الإسكافي إلى أمها. وفي هدوء الليل سمع صوتاً خافتاً يقول: تشجَّع لأننّي وفّيتُ بكلامي ثلاث مرّات حضرتُ إلى باب بيتك الودود وثلاث مرات وقع ظلّي على أرضك كنت المتسوّل الدّامي القدمين كنت المرأة التي أعطيتها طعاماً كنت الطفلة في الشارع بلا مأوى |
||||
17 - 05 - 2012, 10:35 AM | رقم المشاركة : ( 67 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«انْظُرُوا مَا تَسْمَعُونَ» (مرقس24:4) يحذرنا الرَّب يسوع لنَتنبَّه لما نسمعه. نحن مسؤولون للتحكُّم لما يدخل من خلال آذاننا ونحن مسؤولون على حد سواء لنستخدم ما نسمعه بطريقة صحيحة. ينبغي ألا نصغي لما هو زائف بشكل صارخ، فالبِدَع الهرطيقية تنشر دعايتها بكثافة غير مسبوقة، تبحث دائماً عمّن هو مستعدٌ للإستماع إليها. يوصينا يوحنا بألاّ نستقبل الهرطوقيين في منازلنا أو حتى نلقي عليهم التحية لأنهم أعداء المسيح. يجب ألا نصغي للخداع الهدّام، فالعديد من طلاب معاهد وجامعات ومدارس اللاهوت عادة ما يكونون عرضة لوابل من التشكيك والإنكار المتعلق بكلمة ﷲ يومياً، يستمعون لتفسيرات تُبعد إمكانية العجائب، ويُدينون الرَّب يسوع بثنائهم القليل، كما ويقللون من المعنى الواضح لكلمة الكتاب، فإنه من المستحيل الجلوس والإستماع لهذه التعاليم الهدّامة دون التّأثُّر بها، وقد يتنجّس ذهن الطالب حتى لو لم يُهدَم إيمانه، «أَيَأْخُذُ إِنْسَانٌ نَاراً فِي حِضْنِهِ وَلاَ تَحْتَرِقُ ثِيَابُهُ؟ أَوَ يَمْشِي إِنْسَانٌ عَلَى الْجَمْرِ وَلاَ تَكْتَوِي رِجْلاَهُ؟» (أمثال27:6-28). فالجواب الواضح هو كلاّ. ينبغي ألا نصغي لإيحاءات غير طاهرة، فإن أسوأ شكل من أشكال التلوُّث في مجتمع هذه الأيام هو تلوث الفكر، فالكلمة التي تصف بشكل جيد معظم الصحف والمجلات والكتب وبرامج الإذاعة والتلفاز وكذلك الأفلام السينمائية وأحاديث البشر هي القذارة، وبالتعرض الدائم لمثل هذه يكون المؤمن في خطر فقدان إحساسه بالإثم الذي يتجاوز الخطيئة، وهذا ليس الخطر الوحيد! فعندما نتلقّى في أذهاننا قصصاً خسيسة وموحية، فإن لها طريقة لكي تعود لتنتاب أفكارنا في أقدس لحظاتنا. ينبغي ألاّ نملأ أفكارنا بأمور لا قيمة لها وتافهة، فالحياة قصيرة جداً والعمل مهم جداً؛ «يجب على الجميع أن يكونوا جِديّين في عالم مثل عالمنا». ومن الناحية الإيجابية، علينا أن نصغي بإنتباه لكلمة ﷲ، فكلّما ملأنا أفكارنا بكلمة ﷲ وأطعنا تعاليمها المقدّسة، كلما ملأنا أفكارنا بحسب فكر ﷲ، وكلما تحولنا إلى شبه صورة المسيح كلما إزداد إنفصالنا عن التلوُّث الأخلاقي في بيئتنا. |
||||
17 - 05 - 2012, 10:37 AM | رقم المشاركة : ( 68 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«فَإِنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا وَمَنْ يُهْلِكُ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي فَهَذَا يُخَلِّصُهَا» (لوقا24:9) كمؤمنين، هنالك في الأساس موقفان يمكن أن نتخذهما في حياتنا، فيمكننا إما أن نخلِّص ذواتنا أو نُهلكها عن قصد لأجل المسيح. الشيء الطبيعي هو محاولة تخليصها، يمكننا أن نعيش حياة مركزها الذات. في محاولة لحماية أنفسنا من الجُهد والإزعاج، يمكننا وضع خِطط دقيقة لحفظ أنفسنا من الصدمات ونتجنَّب أي شكل من أشكال عدم الراحة. يصبح بيتنا كقلعة خاصة على مدخلها لافتة تقول «ممنوع الدخول» إلاّ لأفراد العائلة مع قليل فقط من مقتضيات الضيافة للآخرين، وقراراتنا تُتخذ بناءً على كيفية تأثيرها علينا، فإذا كانت تُعطِّل خططنا أو تنطوي على الكثير من العمل أو تتطلب إنفاق المال لمساعدة الآخرين فنرفضها. إننا نميل إلى إيلاء إهتمامٌ مُفرط بصحتنا الشخصية، ونرفض أي خدمة تتطلب منا سهر الليالي، أو عدوى من مرض أو خوف من موت أو أية مخاطر جسدية، إننا نولي أيضاً أولوية قصوى لمظهرنا الشخصي أكثر من إحتياجات مَن هُم حولنا، وبإختصار، إننا نعيش لتلبية إحتياجات أجسادنا التي بعد سنين قليلة وقصيرة سوف يأكلها الدود ما لم يأت الرَّب أولاً. عندما نحاول تخليص حياتنا نخسرها، فنحن نُعاني من مآسي الوجود بإبداء الأنانية ونخسر بركات الحياة لأجل الآخرين. إن البديل هو أن نهلك حياتنا لأجل المسيح، فهذه حياة خدمة وتضحية، ففي حين لا نُعرِّض أنفسنا لمخاطر لا داعي لها أو لحُكم الإستشهاد، علينا ألا ندير ظهرنا إزاء عمل الواجب بحجة أن علينا أن نعيش بأي ثمن. هنالك منطق في تسليم أرواحنا وأجسادنا لِلّه ليعمل بها حاسبين إياه فرحاً أعظم أن نَبذِلَ ونُبذَل لأجله. بيتنا مفتوح، أملاكنا مُستهلكة، ووقتنا مُتاحٌ لكل مَن هُم بحاجة إليه. وهكذا عندما نسكُب حياتنا لأجل المسيح وللآخرين، نجد الحياة التي هي بالحقيقة حياة. فبخسارة حياتنا نكون في الواقع قد خلّصناها. |
||||
17 - 05 - 2012, 10:39 AM | رقم المشاركة : ( 69 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ لَهُ يُعْطَى وَمَنْ لَيْسَ لَهُ فَالَّذِي عِنْدهُ يُؤْخَذُ مِنْهُ» (لوقا26:19) إن كلمة «له» في بداية هذا العدد تعني أكثر من ممتلكات، إنها تتضمّن فكرة إطاعة ما تعلّمناه واستخدام ما قد أُعطينا، وبعبارة أخرى، ليس فقط ما لدينا، بل ما نعمله بما لدينا. ها هو مبدأ عظيم لنا، ففي دراسة الكتاب المقدس، عندما نتبع النور الذي تلقيناه، يمنحنا ﷲ المزيد من النور، والشخص الذي يتقدّم أكثر في الحياة المسيحية هو ذاك الذي يقررّ أن يعمل بما يقوله الكتاب المقدس حتى لو لم يرَ غيره ممن حوله يفعل ذلك. وبعبارة أخرى، ليست المسألة مقدار الذكاء الذي لدى الشخص. فالكتاب المقدس يفتح كنوزه بسهولة أكبر للقلب المطيع. لقد قال هوشع النبي: «لِنَعْرِفْ فَلْنَتَتَبَّعْ لِنَعْرِفَ الرَّبَّ» (هوشع3:6)، وهكذا كلمّا مارسنا ما تعلّمناه، كلما أعلن ﷲ لنا أكثر فأكثر. إن معلومات تتبعها تطبيقات تقود إلى التكاثر، أما معلومات دون تطبيقات فتؤدّي إلى الخمول. ينطبق هذا المبدأ أيضاً على الهبات والمواهب. فالرجل الذي تضاعفت وزنته عشرة أضعاف أُعطِي سُلطة على عشر مدن، والذي زادت وزنته خمسة أضعاف أُعطي سُلطة على خمس مدن (متى25: 19-26). إن هذا يُظهر بأن قيامنا بمسؤولياتنا بصورة صحيحة يُكافأ بإمتيازات ومسؤوليات أعظم. فالرجل الذي لم يعمل شيئاً بوزنته فَقَدَها، لذلك فإن أولئك الذين يرفضون إستخدام ما لديهم لأجل الرَّب، يخسرون بالتالي المقدرة تدريجياًّ لفعل ذلك. «إن لم تستخدمها تخسرها». إننا نعلم بأنه عندما لا نستعمل عضواً من أعضاء جسدنا، يَضمُر أو يُتلف كلياً، وبالاستعمال المتواصل يحدث التطور العادي، هكذا الأمر مع الحياة الروحية، فإن دَفنّا موهبتنا، إما عن خجل أو كسل، فسرعان ما نجد أن ﷲ قد ضرب صفحاً عنا واستخدم آخرين مكاننا. لذلك من المهم جداً أن نطيع تعاليم الكتاب، ونطالب بالمواعيد واستخدام أية قدرات أعطانا ﷲ إياها. |
||||
17 - 05 - 2012, 10:41 AM | رقم المشاركة : ( 70 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«لاَ تَكُونُوا كَفَرَسٍ أَوْ بَغْلٍ بِلاَ فَهْمٍ» (مزمور9:32) يبدو لي أن الفرس والبغل يصوّران موقفين خاطئين يمكن أن يكونا لدينا عندما نكون طالبين إرشاد الرَّب، فالفرس يريد أن يعدو إلى الأمام بينما البغل يريد أن يتخلَّف عن الركب، يبدو أن الحصان عديم الصبر مبتهج ومندفع، أما البغل، من الناحية الأخرى فهو عنيد لا يلين وكسول. يقول كاتب المزمور أن لا فهم عند كِليَهما، وينبغي السيطرة عليهما بالشكم والكبح، وإلاّ فلن ينفعا صاحبهما بشيء، فاللّه يرغب أن نكون حسّاسين لقيادته غير مندفعين بحكمتنا وغير مترددين عندما يظهر لنا إرادته. إليك بعض القواعد التي قد تساعدك في هذ المضمار: أطلب من ﷲ أن يؤكد قيادته لك على فم شاهدين أو ثلاثة، فقد قال في كلمته: «تَقُومَ كُلُّ كَلِمَةٍ عَلَى فَمِ شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثةٍ» (متى16:18). يمكن أن يكون من بين هؤلاء الشهود آيةً من الكتاب المقدس ومشورة من مؤمنين أو تقارُب ظروف بطريقة عجيبة، فإذا حصلت على إثنين أو ثلاثة من تلك المؤشرات المميزة لإرادته فلن يُساورك شك أو مخاوف. إذا كنت تطلب إرشادات ﷲ ولم يأتِك أي منها، فيكون إرشاد ﷲ لك أن تلزم مكانك. صحيح أن «ظلمةً بخصوص الذهاب هي بمثابة نورٌ للبقاء». إنتظر حتى يتّضح الإرشاد تماماً لدرجة أن رفضك له قد يكون عصياناً. مُنِع بنو إسرائيل من الرحيل إلى أن يتحرّك أمامهم عامود النار والسحابة. وعليه لا ينبغي أن تؤخذ أية تبريرات من جانبهم عُذراً للقيام بعمل مستقل، فقد كانت مسؤوليتّهم أن يرحلوا عندما تتحرك السحابة لا قبل ذلك ولا بعد. وأخيراً، ليملك في قلوبكم سلام المسيح كما يقول كولوسي15:3، وهذا يعني أنه عندما يرشد ﷲ حقاً، فهو يؤثر على تفكيرنا وعواطفنا ليكون لنا سلام بخصوص الطريق الصحيح ولا سلام في أي طريق آخر. إذا كنا حريصين على معرفة الإرادة الإلهية وإطاعتها بسرعة فلن تكون هناك حاجة لشكم ولجام تأديب ﷲ. |
||||
|