منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16 - 08 - 2018, 10:21 PM   رقم المشاركة : ( 61 )
Habat Hinta Female
..::| العضوية الذهبية |::..

الصورة الرمزية Habat Hinta

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122715
تـاريخ التسجيـل : Aug 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 2,001

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Habat Hinta غير متواجد حالياً

star7 رد: ملف كامل عن ايقونات القديسة العذراء مريم | للمبدعة Habat Hinta

الأيقونة الثالثة والخمسون معانا انهارده
+++++++++++++++++

أيقونة والدة الإله الفرح غير المتوقّع.
*************************
يُعيّد لها في ٩ كانون الأوّل
نجد عند القدّيس "ديميتريوس روستوف" سيرة خاطئ خَبِرَ فرح التوبة وهو يصلّي قدّام أيقونة والدة الإله. أحبّ الشّعب الرّوسيّ هذه القصّة للغاية وكتب أيقونة لها، عُرفت بـ"أيقونة والدة الإله الفرح غير المتوقّع". تُظهر الأيقونة خاطئًا جاثيًا على ركبتَيه، مصليًّا أمام أيقونة والدة الإله مطهّرًا روحه بالتّوبة.

في القصّة أنّ أجليهذا الخاطئ كانت لديه عادة أن يصلّي كلّ يوم للعذراء المباركة، مرددًا في كثير من الأحيان سلام الملاك: "إفرحي، أيّتها العذراء الممتلئة نعمة!"، غير أنّه كان عندما يغادر هذه الأيقونة، يقع مجددًا في الخطيئة. ذات مرّة قبل أن يعود إلى الخطيئة كعادته، استدار نحو أيقونة والدة الإله ورأى برُعْبِهِ والدة الإله واقفةً قدامه حيّة وطفلها الإلهيّ بين ذراعيها. كانت الجراح ظاهرة على يديه ورجليه، وكان الدّم يسيل من جرح جنبه، كما عندما كان على الصّليب. فسقط الخاطئ على ركبتَيه وصرخ: "يا سيّدتي!. من فعل هذا؟".

فأجابت والدة الإله برقّة: " أنت وخطأة آخرون تصلبون ابني مرّة تلو الأُخرى بخطاياكم، كما فعل اليهود".

فصرخ الخاطئ باكيًا: "ارحميني!".

"أنت تدعوني أمّ المراحم، غير أنّك تُهينُني وتجلب عليّ الحزن بسبب أفعالك".

"كلا يا سيّدتي"، صرخ الخاطئ بخوف، "إنّ أذيّتي لا تفوق لطفك ورحمتك الفائقَي الوصف!. أنت هي رجاء الخطأة وملجأهم الأمين!. ارحميني، أيّتها الأمّ العطوف!. وتضرّعي إلى ابنك وخالقي من أجلي!".

إنّ والدة الإله المباركة إذ رأت هذه النّفس قد تنقّت بالتّوبة، تضرّعت إلى ابنها قائلةً: "يا ولدي الرّؤوف!. من أجل محبّتك لي، ارحم هذا الخاطئ! ". غير أنّ الابن أجابها: "لا تغضبي يا أمّي، إن لم أُصغِ لك. أنا أيضًا توسّلت إلى أبي كي يُجيز عنّي كأس العذاب هذا".

تضرّعت والدة الإله مرّات عديدة إلى ابنها، مذكّرةً إيّاه كيف احتضنته وأطعمته لبنًا من ثدييها، وكيف تألّمت من أجله وهو على الصّليب. غير أنّ الرّبّ لم ينثنِ. إذ ذاك وقفت أمّ الإله وأنزلت طفلها عن ذراعَيها، وكانت مستعدةً لكي تجثو على ركبتَيها أمامه، فصرخ الطّفل: "ما هذا الّذي تفعلينه يا أمّي؟". فأجابته أمّه: "سأظلّ جاثيةً عند قدميك مع هذا الخاطئ إلى أن تغفر له خطاياه". فقال الابن: "إنّ الشّريعة تفرض على الابن أن يكرّم أمّه، في حين أنّ العدل يتطلّب من مشترع القانون أن يكون خاضعًا للقانون. أنا ابنُك وأنت أمّي، لذا أنا مجبر أن أقدّم لك الولاء اللّائق وألبّي طلبتك. فليكن لك كما تريدين!. إن خطاياه قد غفرت له من أجلكِ!. ودلالة على ذلك دعيه يُقبّل جراحي بشفتَيه".

عند سماعه ذلك، وقف الخاطئ، وبفرح ورعدة قبّل جراح الطّفل المقدّسة. بعد ذلك عاد إلى نفسه، وقد انتهت الرّؤية، فشعر في قلبه، فرحًا ورهبةً. كانت روحه جذلة مسرورة، ودموعٌ غزيرة كانت تجري من مقلتَيه. قَبَّل أيقونة والدة الإله، وشعر بالامتنان إذ حظي بالتّوبة والغفران، وصلّى كي يُمنح نعمة أن يرى خطاياه أمامه في كلّ حين ويتوب عنها. تغيّرت حياته بالكليّة وثبت في عزمه مرضيًا لله حتّى نهاية حياته.

إنّ هذه الأيقونة تُجسّد رجاء النّاس بشفاعة العذراء مريم، والدة الإله الكليّة الرأفة وهي مكرّمة جدًا في بلاد الرّوسيا وفي الكنيسة جمعاء إلى هذا اليوم. وهي تُظهر الخاطئ صغير الحجم وجراحات المسيح واضحة فيها.


ملف كامل عن ايقونات القديسة العذراء مريم | للمبدعة Habat Hinta

ملف كامل عن ايقونات القديسة العذراء مريم | للمبدعة Habat Hinta
  رد مع اقتباس
قديم 16 - 08 - 2018, 10:38 PM   رقم المشاركة : ( 62 )
Habat Hinta Female
..::| العضوية الذهبية |::..

الصورة الرمزية Habat Hinta

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122715
تـاريخ التسجيـل : Aug 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 2,001

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Habat Hinta غير متواجد حالياً

star7 رد: ملف كامل عن ايقونات القديسة العذراء مريم | للمبدعة Habat Hinta

الأيقونة الرابعة والخمسون معانا انهارده
+++++++++++++++++
أيقونات السيدة العذراء بكنيسة العذراء الدمشيرية
*************************************

أيقونة السيدة العذراء يطلق عليها العذراء الفلاحة
ونجد فيها السيدة العذراء مريم تضع على رأسها القمطة المصرية التي تضعها الفلاحة المصرية كرابطة على شعرها

ملف كامل عن ايقونات القديسة العذراء مريم | للمبدعة Habat Hinta

ملف كامل عن ايقونات القديسة العذراء مريم | للمبدعة Habat Hinta

أيقونة السيدة العذراء حاملة السيد المسيح بالطابع الحبشي؛
حيث يرسمها الفنان كفتاة سمراء وهي مشهورة جداًّ ومسجلة عالمياًّ وتمت عن طريقها العديد من المعجزات.

ملف كامل عن ايقونات القديسة العذراء مريم | للمبدعة Habat Hinta


أيقونة للسيدة العذراء بالطابع الفارسي؛ حيث يرسمها الفنان بوجه وعيون آسيوية،

ملف كامل عن ايقونات القديسة العذراء مريم | للمبدعة Habat Hinta
  رد مع اقتباس
قديم 16 - 08 - 2018, 10:46 PM   رقم المشاركة : ( 63 )
Habat Hinta Female
..::| العضوية الذهبية |::..

الصورة الرمزية Habat Hinta

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122715
تـاريخ التسجيـل : Aug 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 2,001

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Habat Hinta غير متواجد حالياً

star7 رد: ملف كامل عن ايقونات القديسة العذراء مريم | للمبدعة Habat Hinta

الأيقونة الخامسة والخمسون معانا انهارده
+++++++++++++++++

إيقونة عذراء الآلام
*************

ترجع هذه الإيقونة إلى النصف الثاني من القرن السادس عشر.

طولها ٧٩.٥ سم، عرضها ٥١ سم و سماكتها ٦ سم.

الألوان النباتيّة فيها مممزوجة بصفار البيض وتُعرف هذه الطريقة بال Détrempe التي انتشرت بعد القرن السابع - الثامن تقريبًا وحلّت مكان استعمال العسل مع الألوان والتي كانت تُسمّى بال Encaustique.

الشكل فيها قريب من شكل “العذرء الهادية” Hodegetria الذي نشاهد فيه عادةً العذراء مريم تحمل الربّ يسوع المسيح على إحدى يديها بينما باليد الأخرى تُشير إلى المخلّص.

هنا الوضع يختلف بعض الشيء إذ نشاهد في هذه الإيقونة تماسكًا بين يديّ الربّ ووالدة الإله.

قد يظن البعض إنّها تشدّده ولكن في الحقيقة هو الذي يُشدّدها ويقول لها:” لا تضطربي يا أمي عندما تشاهديني على الصليب، فإنّني صحيح سأموت في الجسد في طبيعتي البشريّة، ولكنّي سأقوم من بين الأموات لأنّي إلهٌ أيضًا”.

الربّ يسوع المسيح:
الرغم من هذا التدبير الخلاصي يبقى مشاهدتها لإبنها يسوع مُعلّقًا على الصليب ومَطعونًا سيفًا يجوز في قلبها (لوقا ٣٥:٢).

الربّ يسوع يلتفت إلى يساره ناظرًا إلى أعلى.

أراد كاتب الإيقونة بذلك أن يجعله ينظر إلى رئيسي الملائكة ميخائيل وجبرائيل في أعلى الإيقونة، واللذين يحملين أدوات الصلب.

الملاك على يمين العذراء هو ميخائيل ويحمل الرمح الذي طُعن فيه الربّ على الصليب (يوحنا ٣٤:١٩)، ويحمل أيضًا القصبة التي وضع عليها الجنود الرومانيون اسفنجةً من الخل وقدّموها ليسوع عندما قال أنا عطشان “وكان إناء موضوعًا مملوءًا خلًّا، فملأوا اسفنجة من الخل، ووضعوها على زوفا وقدّموها إلى فمه“ (يوحنا ٢٩:١٩)

الملاك الآخر هو جبرائيل ويحمل الصليب الذي صُلب عليه الربّ.


الحذاء المخلوع في قدم الربّ والذي يكاد أن يقع له عدّة تفسيرات تطوّرت عند مُفسرّي الإيقونات:

١- يشير إلى تعريته عند الصلب، إذ خلعوا عنه ثيابه.

٢- هو يذهب طوعًا إلى الموت فيخلع كلّ شيء عنه ويعلو الصليب ليموت ويقوم ويقيمنا معه خالعين الإنسان العتيق لنلبس الإنسان الجديد.

٣- يذكر سفر تثنية الاشتراع في الإصحاح ٢٥عن أن إذا توفي رجلٌ وليس له أولاد تتزوّج زوجته شقيقه والإبن الأوّل ينسب إلى الزوج كي لا يُمحى اسمه من بيت اسرائيل، وعاد رُبط انقطاع النسل بعدم مجيء المسيح المُنتظر من الشخص المتوفي.

أمّا في حال رفض شقيق الزوج الميّت أن يقترن من زوجة شقيقه، كانت الزوجة الأرملة تخلع نعله من رجله وتبصق في وجهه أمام شيوخ مدينته ويُدعى”مخلوع النعل“.

هذه العادة قديمة جدًا ومذكورة في سفر التكوين (٨:٣٨) وعند شعوب وثنية عديدة.

الربّ يسوع أبطل هذه العادات لأن المسيح الحقيقي قد أتى.
فعوض أن يبقوا يتنظرونه عليهم أن يتبعوه، ”متى رفعتم ابن الانسان، فحينئذ تفهمون أنّي أنا هو“ (يوحنا ٣٨:٨)، كذلك أصبحت أسماؤنا بالربّ يسوع مكتوبة في سفر الحياة في أورشليم السماويّة.

وهذه إشارة أيضًا إلى أن الزواج سرٌ باقٍ إلى الآبد لا يبطله موت.

والدة الإله:

والدة الإله تنظر إلينا وتقول :”مهما قال لكم فافعلوه“ (يوحنا ٥:٢).
صحيح أنّها قالت هذه الآية في عرس قانا الجليل إلّا أنّه عرس كلّ مؤمن مسيحي هو قيامته مع سيّده من بين الأموات ليشرب النبيذ الجيّد في عرس الحمل الآبدّي. "طوبى للمَدعُوّينَ إلى وَليمَةِ عُرسِ الخروف" (رؤ٩:١٩).

الثياب في الأيقونة داكنة. العذراء تتلّحف بالمجد الإلهيّ المُشار إليه باللون الخمري الغامق وعلى ساعدها الأيمن خيط من ذهب. ”منسوجة بذهب ملابسها“ (مزمور ١٣:٤٥).

النجمات الثلاث على والدة الإله:
نشاهد في إيقونات والدة الإله نجمات ثلاث، على رأسها والكتفين.
هذه النجمات تشير إلى أن والدة الإله هي بتول قبل وأثناء وبعد ولادتها للربّ يسوع.

الكتابة الموجودة على الإيقونة:
- MP ΘV: هذه الحروف يونانيّة تعني والدة الإله.
- : IC XCتعني الربّ يسوع المسيح.
ἡ Παμμακάριστος: الكلية الطوبى.
- وهناك نص يقول: هو الذي اقتبل من العذراء مريم الطاهرة يُظهر الآن أدوات الآلام، والمسيح كونه تجسّد، يرتعد (بطبيعته البشريّة الكاملة) من الموت لمشاهدته إيّاهم.
- الكتابة في أسفل الإيقونة: أدعية خادمي الله الراهبان يواكيم و ثيودول.

كاتبا الإيقونة هما كرواتيّيان من تيار رهباني يتبع تقليد ثيوفان.

التسمية ἡ Παμμακάριστος تُشير إلى أن الإيقونة هي من الدير الكبير في القسطنطينيّة الذي يحمل هذا الاسم والذي أصبح كنيسة بطريركيّة بين عامي 1455 و 1587م.

في عام 1591م تحوّلت الكنيسة إلى جامع في اسطنبول تحت اسم Fethiye Camii جامع الفتح.

حاليًّا هي متحف وأعيد تجديدها في العام ١٩٤٩م من قبل جمعية بيزنطيّة في أميركا.


ملف كامل عن ايقونات القديسة العذراء مريم | للمبدعة Habat Hinta
  رد مع اقتباس
قديم 16 - 08 - 2018, 10:50 PM   رقم المشاركة : ( 64 )
Habat Hinta Female
..::| العضوية الذهبية |::..

الصورة الرمزية Habat Hinta

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122715
تـاريخ التسجيـل : Aug 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 2,001

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Habat Hinta غير متواجد حالياً

star7 رد: ملف كامل عن ايقونات القديسة العذراء مريم | للمبدعة Habat Hinta

الأيقونة السادسة والخمسون معانا انهارده
+++++++++++++++++
يقونة‏ ‏بالمتحف‏ ‏القبطي‏ ‏ترجع‏ ‏إلي‏ ‏القرن‏ ‏السابع‏ ‏عشر‏/‏الثامن‏ ‏عشر‏ ‏الميلادي‏ ‏تمثل‏ ‏صورة‏ ‏نصفية‏ ‏للقديسة‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏ ‏وحول‏ ‏رأسها‏ ‏الهالة‏ ‏النورانية‏ ‏واختصار‏ ‏كلمة‏ ‏والدة‏ ‏الله‏ ‏باللغة‏ ‏اليونانية‏,‏ويداها‏ ‏متشابكتان‏ ‏علي‏ ‏صدرها‏ ‏وتلتف‏ ‏بشال‏ ‏أطرافه‏ ‏مزركشة‏ ‏بشكل‏ ‏جميل‏ ‏ويزينه‏ ‏منوغرام‏ ‏اسم‏ ‏المسيح‏ ‏خرستوس‏ ‏في‏ ‏ثلاثة‏ ‏مواضع‏.‏ وتعتبر‏ ‏هذه‏ ‏الصورة‏ ‏من‏ ‏الصور‏ ‏النادرة‏ ‏إذ‏ ‏أنه‏ ‏غالبا‏ ‏ما‏ ‏نري‏ ‏الطفل‏ ‏يسوع‏ ‏معها‏ ‏في‏ ‏الأيقونة‏.‏رقم‏ ‏الأثر‏ ‏المتحف‏ ‏القبطي‏ 3407‏

ملف كامل عن ايقونات القديسة العذراء مريم | للمبدعة Habat Hinta
  رد مع اقتباس
قديم 16 - 08 - 2018, 10:54 PM   رقم المشاركة : ( 65 )
Habat Hinta Female
..::| العضوية الذهبية |::..

الصورة الرمزية Habat Hinta

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122715
تـاريخ التسجيـل : Aug 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 2,001

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Habat Hinta غير متواجد حالياً

star7 رد: ملف كامل عن ايقونات القديسة العذراء مريم | للمبدعة Habat Hinta

الأيقونة السابعة والخمسون معانا انهارده
+++++++++++++++++

أيقونة‏ ‏من‏ ‏كنيسة‏ ‏مارمينا‏ ‏بفم‏ ‏الخليج‏ ‏ترجع‏ ‏إلي‏ ‏القرن‏ ‏الثامن‏ ‏عشر‏ ‏الميلادي‏
تمثل‏ ‏جسد‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏ ‏يحمله‏ ‏ملاكان‏ ‏إلي‏ ‏السماء‏ ‏وهي‏ ‏راكبة‏ ‏علي‏ ‏السحاب‏ ‏والرسول‏ ‏توما‏ ‏ممسكا‏ ‏بزنار‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏ ‏والجميع‏ ‏حول‏ ‏رؤوسهم‏ ‏الهالات‏ ‏النورانية‏,‏وأسفل‏ ‏الصورة‏ ‏جبل‏ ‏الزيتون‏ ‏ومدينة‏ ‏أورشليم‏ ‏وتري‏ ‏الرسل‏ ‏الأحد‏ ‏عشر‏ ‏يحيطون‏ ‏بقبر‏ ‏العذراء‏ ‏الفارغ‏ ‏والمسجل‏ ‏عليه‏ ‏عبارة‏ ‏صورت‏ ‏صعود‏ ‏جسد‏ ‏الست‏ ‏السيدة‏ ‏مريم‏.‏

ملف كامل عن ايقونات القديسة العذراء مريم | للمبدعة Habat Hinta


ملف كامل عن ايقونات القديسة العذراء مريم | للمبدعة Habat Hinta

التعديل الأخير تم بواسطة Habat Hinta ; 16 - 08 - 2018 الساعة 11:04 PM
  رد مع اقتباس
قديم 16 - 08 - 2018, 11:13 PM   رقم المشاركة : ( 66 )
Habat Hinta Female
..::| العضوية الذهبية |::..

الصورة الرمزية Habat Hinta

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122715
تـاريخ التسجيـل : Aug 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 2,001

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Habat Hinta غير متواجد حالياً

star7 رد: ملف كامل عن ايقونات القديسة العذراء مريم | للمبدعة Habat Hinta

الأيقونة الثامنة والخمسون معانا انهارده
+++++++++++++++++

ايقونة السيدة العذراء المرشدة
***********************

تشغل أيقونة السيّدة المرشدة مكانة خاصّة بين أيقونات العذراء والط فل. فقد استعمل الغرب نمطها في كثير من لوحاته،

وأدخل عليها تعديلات بحسب ثقافة ك لّ شعب من شعوبه. يعتقد بعض الباحثين أنّ هذا النمط سوريّ الأصل.

لكنّه لم يظهر إلاّ بالقسطنطينيّة في عهد الإمبراطور يوستينيانُس.

ويُروى أنّ القدّيس لوقا رسم العذراء مريم بحسب هذا النمط، وتدّعي بلدان كثيرة حيازتها على أيقونة صنعها لوقا الإنجيليّ نفسه . لا ندري مدى صحّة هذا التقليد، فالمعلومات المتوفّرة لدينا تسمح لنا بطرح كثير من التساؤلات.



1- يعود تاريخ أوّل ذكر لهذا
التقليد إلى القرن السادس (حوالى 530)، فقد كتب ثيودورُس القارئ أنّ
إفدُكسيوس أرسل أيقونة القدّيس لوقا من أورشليم.

والذكر الثاني أتانا من
أندراوس الكريتيّ (+ 767). فبين أيّام لوقا وهذه المصادر مدّة طويلة.



2-
إذا كان لوقا هو الطبيب المذكور في الرسالة إلى أهل قولُسّي (4: 14)،
فإنّه قد عرف العذراء وهي متقدّمة في السن، ترتدي ثيابًا بسيطة مثل سائر
النساء اليهوديّات. فكيف يرسمها شابّة مع الطفل يسوع، وترتدي ثوبًا فاخرًا
مزركشًا كملكات القسطنطينيّة؟ وكيف يرسم في الأيقونة رموزًا لم تُعرف إلاّ
في القرون المسيحيّة الّلاحقة؟

3-
من المعروف أنّ أحد أساقفة طيبة في مصر، واسمه لوقا، عاش في أواخر القرن
الرابع ورسم أيقونة للثيوطوقوس. فلايمكننا إذًا استبعاد احتمال الخلط بين
الاسمين، خصوصًا وأنّ أسلوب الرسم ينتمي إلى قرون لاحقة، وتحمل العذراء
علامات أضيفت بعد المجامع كما أشرنا سابقًا.




ومع ذلك، يتساءل المرء لماذا نُسِبَت الأيقونة إلى لوقا دون سواه من الرسل
أو المبشّرين، خصوصًا وأنّه ما من مرجع يشير إلى أنّه احترف الرسم أو
هويَه؟ في رأينا، نُسِبَ الرسم إلى لوقا لأنّه أكثر من وصف في إنجيله حياة
العذراء وطفولة يسوع. بمعنى آخر، صوّر لوقا مريمَ وابنَها باستعمال الحرف.

على كلّ حال، مهما يكن الأمر، لاقت هذه الأيقونة انتشارًا واسعًا في الشرق
والغرب كما قلنا. فإذا كانت نسبتها إلى لوقا سبب شهرتها، من أين لها اسم
"المرشدة"؟


يُقال إنّ أمّ الّله ظهرت في القسطنطينيّة لأعميين، وأمسكت بيديهما
وقادتهما إلى مزار فيه هذه الأيقونة، وأعادت إليهما البصر. ومنذ ذلك الحين،
يأتي العميان وأصحاب العلل البصريّة ويغسلون وجوههم بماء النبع المجاور
للمزار، لينالوا الشفاء. تبيّن هذه القصّة أنّ مريم تهدينا إلى طريق الّله،
فسُمّيَت "" أي الّتي تشير (ترشد) إلى الطريق.



الأيقونة العجائبيّة


يقول تقليدٌ يعود إلى أيّام محنة تحطيم الأيقونات، أنّ القدّيس لوقا
الإنجيليّ لم يخترع نمط أيقونة المرشدة، وإنّما رسَمه فقط. فمنشأ النمط
سماويّ كما هو الحال في أيقونة الوجه المقدّس، وهذه هي حكايته:




هدى القدّيسان بطرس ويوحنّا جماعة كبيرة في الّلدّ وبنيا فيها كنيسة
كرّساها للعذراء. وذهبا إلى مريم يسألانها أن تزور الكنيسة لتباركها
فأجابتهما: "اذهبا بفرح فأنا سأكون معكما!".

وحين وصلا إلى كنيسة الّلدّ
وجدا على أحد أعمدتها صورة العذراء مرسومة بطريقة عجائبيّة - لم تصنعها يد
إنسان -. وبعد فترة، أتت مريم وزارت الكنيسة وباركت الصورة ومنحتها نعمة
اجتراح المعجزات.

وفي القرن الرابع، أرسل يوليانُس الجاحد نحّاتين
لينزعوها، فعجزت أدواتهم حتّى عن خدشها، مما أدخل الغبطة في قلوب المؤمنين.
وصار النّاس يأتونها من كلّ حدب وصوب ليقدّموا لها الإكرام وينالوا
النِعَم بواسطتها.

بيل
اندلاع محنة تحطيم الأيقونات، أراد راهب فلسطينيّ اسمه جرمانُس أن تكون
عذراء الّلدّ العجائبيّة معه دائمًا في سفره إلى القسطنطينيّة، فطلب من
رسّام أن يصنع له أيقونة مثلها. وانتُخِبَ هناك بطريركًا. وفي السنة 725،
قام الإمبراطور لاون الإيزوريّ بحملة لتحطيم الأيقونات، وعزل البطريرك
جرمانُس لدفاعه عن الصور، وطَرَدَه من العاصمة.

فبعث هذا برسالة إلى البابا
غريغوريوس الكبير في روما وثبّتها على الأيقونة وسلّمها لأحد المراكب
المبحرة. فقطع المركب المسافة في يوم واحد فقط. و

أُخبِرَ غريغوريوس في
الحلم بوصول الأيقونة فخرج مع الإكليرُس لاستلامها على ضفّة نهر التيبر،
ونقلها في تطواف إلى كنيسة القدّيس بطرس، فجعل الشعب يزورها ويكرّمها،
والفنّانون يرسمون العذراء مستوحين منها.


وفي نهاية محنة الأيقونات، أي بعد حوالى قرن من الزمن، بينما كان البابا
سرجيوس الثاني يصلّي أمام الأيقونة مع الشعب، تحرّكت من مكانها. فخاف
النّاس وجعلوا يرنّمون الـ كيرياليسون، فارتفعت الأيقونة وخرجت من الباب
وتوجّهت نحو نهر التيبر، والبابا يتبعها مع الشعب، وعادت إلى القسطنطينيّة
في يوم واحد كما أتت، وتسلّمها البطريرك ميتوديوس المعترف، ونُقِلَت إلى
الكنيسة في تطواف مهيب، وأُطلِقَ عليها اسم: "الرومانيّة ".

ملف كامل عن ايقونات القديسة العذراء مريم | للمبدعة Habat Hinta
  رد مع اقتباس
قديم 16 - 08 - 2018, 11:21 PM   رقم المشاركة : ( 67 )
Habat Hinta Female
..::| العضوية الذهبية |::..

الصورة الرمزية Habat Hinta

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122715
تـاريخ التسجيـل : Aug 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 2,001

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Habat Hinta غير متواجد حالياً

star7 رد: ملف كامل عن ايقونات القديسة العذراء مريم | للمبدعة Habat Hinta

الأيقونة التاسعة والخمسون معانا انهارده
+++++++++++++++++

أيقونة والدة الإله" التفتيش عن الهالكين "
********************************


إن العذراء مريم أم الله الفائقة القداسة إنما هي الشفيعة العظيمة الحارة المستعطفة ابنها وإلهها من أجل الجنس البشري الخاطئ الضعيف. وهي التي تحفظ بثبات المؤمنين في التجارب المتنوعة والأحزان العالمية وتجتذب من قعر هوّة الخطيئة وتلطف غضب الله العادل وتتلافاه وتولي المساعدة السريعة في الأخطار وتنقذ من الموت الفجائي. ولذلك اعتاد المسيحيون أن يستنجدوها كأنها رجاؤهم الوحيد الأخير في نكبات حوادث حياتهم كما تعودوا في مثل هذه الظروف الصعبة أن يسموها في صلواتهم بإسم خاص: آلا وهو "التفتيش عن الهالكين".
وعلى هذا الأساس قامت في الكنيسة المقدسة من قديم الزمان عادة متبعة وهي أن تصوّر أيقونات أم الله المسماة "التفتيش عن الهالكين".
ففي منتصف القرن الثامن عشر تمجدت واحدة من هذه الأيقونات في قرية بوْر(Bor) القائمة في ولاية كالوجة على حدود ولاية موسكا تقريبا بين مدينتي مالوياروسلافيتس وسيربوخوف. ولم تحفظ معلومات مكتوبة عن هذه الأيقونة. وإنما جاء عنها في التسليم ما يلي:-
في ضيعة فيازوفنا التابعة لرعية قرية بور عاش من مئة وخمسين سنة أحد القرويين الأتقياء ثيدوطوس ابن ألكسيوس أوبوخوف. وقد اشتهرت كنيسة قرية بور في ذلك الزمان بفقرها المفرط. إذ كانت حللها الكهنوتية مصبوغة وأوانيها مطلية. وكان ثيدوطوس بن ألكسيوس يساعد كنيسة رعيته هذه الفقيرة بمقدار ما يسمح له دخله ويزينها من نشاطه وحميّته مقدما لها الأيقونات والآنية وغيرها.
وكان هذا القرويّ تاجراً وقد عاش في مدينة بولخوف من ولاية أورلوف من حيث كان يجول في الضيَع والقرى مبتاعاً الليف وبزور القنّب. فدهمته مرة على الطريق في إحدى سفراته ليلا في الشتاء زوبعة عنيفة وجليد شديد قارس. فضلّ الطريق وتاه طويلاً وراح يرجو أن يبلغ ولو ضيعَة ما. وأخيرا وهنت من فرسه القوى وانتهى إلى جانب هوّة لا تُجاز واشتدت العاصفة وقرس البرد فاستحال عليه الجري إلى ما هو أبعد. وإذ لم يبق لهذا المسافر التاعس من أمل في المساعدة البشرية استغاث مُعينة الجنس البشري السماوية والدة الإله ووعد أن يصور نسخة عن أيقونتها: " التفتيش عن الهالكين" الموجودة في كنيسة القديس جاورجيوس في مدينة بولخوف ويقدمها إلى كنيسة قريته إذا بقي حيّا يرزق.
وإذ حلّ الفرس من العربة الزاحفة قرنه بها والتحف بما تسنى له واضطجع فيها ليستدفئ به وأخذ يتهوّم ناعساً غير شاعر بأنه يجمد بالمرة من صبارة البرد. ولولا أن والدة الإله سمعت لصلاته وفتشت عن الهالك لمات بعد دقائق قليلة. ولكن في هذا الوقت سمع أحد القرويين فجأة في قرية مجاورة صوتاً تحت نافذة شباكه يقول: "خذوا"! وإذ هرع إلى الباب نظر الفرس المقرون إلى العجلة كما عاين فيها أحد معارفه أعني به ثيدوطوس بن أكلسيوس الذي كاد يجمد وقتئذ بالمرة، فتساءل القرويّ عمن جاء بفرس هذا المنكوب من جانب الهوّة؟ ولكن بقي جاهلا ذلك. وما كاد أهل البيت ينقلون إليه ثيدوطوس حتى أنبروا يدلكون أعضاء جسده ويفركونها ويدفئونها حتى أرجعوه إلى الحياة.
فلما أفاق ثيدوطوس من مرضه أوضى أن تصوّر له نسخة عن الأيقونة: "التفتيش عن الهالكين" في مدينة بولخوف كما وعد. فلما أعدّت النسخة نقلها أولا إلى بيته ومنه حملها على رأسه إلى كنيسة قريته. ومن ذلك الحين أصبحت هذه الأيقونة إحدى القدسيات المعتبرة جداً في كنيسة قرية بور وتمجدت بالعجائب. وعلى الرغم من فقدان لائحة هذه العجائب الخطيّة فمؤلف الأناشيد لشرف هذه الأيقونة يشهد بها إذ يقول في إحداها: (لأنكِ جذبت قلبنا أيتها العذراء النقية ببهاء أيقونتك وبمعجزاتها الباهرة بضياء الله). "الليتيا".
إن المتعبدين لدى هذه الأيقونة العجائبية ينسلون إليها سنوياً من كل حدب جماهير. وبسخائهم قامت كنيسة من حجر بديعة يحيط بها سور مقام الخشبية الفقيرة ولها قبة أجراس وأوان غنية. وأفرغت على ذات الأيقونة حلة مذهبة وزنها أكثر من أربعة آلاف (4000) درهم.
ومما يقضي بالعجب أن مكان هذه الأيقونة في كنيسة بور قد دُلّ عليه بطريقة عجيبة. وذلك أنه قبل تشييدها تخاصم ملاّكان متجاوران على أرض أي منهما يجب أن تُشيّد. لأن كلا منهما أراد أن تشيد على أرضه هذه الكنيسة الجديدة. حينئذ رفعت السلطانة السماوية نفسها الخصام من بينهما, وذلك أنه لما كان حينئذ وكيل الكنيسة المذكورة رجلاً تقيّا رأى في الحلم أنه جاء إلى الكنيسة الخشبية القديمة وأخذ الأيقونة العجائبية "التفتيش عن الهالكين" على رأسه ونقلها من الكنيسة وأقامها على ذات المكان الذي هي فيه الآن من الكنيسة الجديدة. وفي أثناء هذا العمل سمع الوكيل صوتاً قائلاً: "ههنا يكون مكان إقامتي". وبعد هذه الرؤيا صدر في الحال مرسوم المجمع المقدس قاضياً بتشييد الكنيسة الجديدة قرب القديمة الخشبية على ذات الموضع الذي دُلّ عليه الوكيل في الحلم.
وفي وقت ٍنقل هذه الأيقونة العجائبية أيام الهواء الأصفر سنة 1871 إلى مدينة سيربوخوف تمّ فيها عجب مدهش ألا وهو شفاء الصبي الأصَمّ المقعد الذي لما نظر الأيقونة قال: هوذا التفتيش عن الهالكين". ولساعته انتصب على رجليه. وبعد نقل الأيقونة إلى المدينة انتفى الهواء الأصفر منها. وتذكاراً لهذا الانقاذ من الداء المهلك قدم أهالي مدينة سيربوخوف إلى كنيسة بور إنجيلاً ثميناً عليه صورة الأيقونة والكتابة اللازمة.
إن للأيقونة (التفتيش عن الهالكين) أجراماً كبيرة جداً. فطولها أكثر من ثلاثة أذرع وعرضها ذراع وثلاثة أرباع الذراع. وعلى قسمها الفوقاني الذي هو في هيأة نصف دائرة صُوّر ظهور الرب الإلهي تذكاراً لنجاة ثيدوطوس إبن ألكسيوس في يوم عيد الظهور المقدس. فالملك السماوي يمثل فيه واقفا في مياه الأردن ليقبل المعمودية كإنسان وإحدى يديه فوق الأخرى على صدره في هيأة محنّي بوداعة تحت يد يوحنا السابق. وفوق هامته الروح القدس في هيأة حمامة مرسلات أشعة على ابن الله مرسوماً عليها صوت الله الآب بهذه الكلمات القليلة: (هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت).
وعلى جهة المخلص اليسرى صُوّر ملائكة ممسكون ثيابه بكل ورع. وعلى جهته اليمنى صوّر يوحنا المعمدان متقدماً إلى الرب الملك وممسكاً بيده اليسرى ورقة برديّ مكتوباً عليها: "توبوا فقد اقترب ملكوت السماء".
وعلى القسم التحتاني صُوّرت الأم العذراء على مساحة ذراعين ورأسها مغطى وبين يديها ابن الله وهي حانية له رأسها. أما هو فمصوّر واقفاً وممسكاً بيديه أمه الفائقة النقاء البادية على وجهها روحها التي وهبته إياها بجملتها.
فإذا ما نظرت إلى هذه الأيقونة العجائبية المقدسة ظهرت لك والدة الإله متجهة بنظرها الوالدي إلى كل الذين يتعبدون لها مهما كان عددهم ومتهيأة لأن تمنح كلا منهم حسب ملتمسه.
فنحن في دقائق الفرح والابتهال نهتف لها: افرحي يا فرحنا! وفي ساعات الحزن الشديد نصرخ إليها: (يا سيدة العالم ليس لنا تعزية سواك).
إن الأيقونة العجائبية القديمة (التفتيش عن الهالكين) توجد أيضاً في قرية ماليجينة في قضاء بوغودوخوف من أبرشية خاركوف في كنيسة رقاد السيدة. وفي التسليم أنها اقتنيت نحو سنة 1770. وقد جمّلتها الملائكة لياسنيتسكايا بحلة فضية ذكراً لشكرها على نجاتها من داء عياء. ولا يزال أبناء الكنيسة يلجئون إليها بإيمان خاص في أحزانهم ونكباتهم. وفي وقت إعصار الهواء الأصفر ثلاث مرات في الجوار أنقذ أبناء الكنيسة في المرات الثلاث من فعل هذا الوباء المهلك بالصلوات أمام هذه الأيقونة العجائبية.
وفي قرية راكوف من ولاية سمار توجد أيضاً أيقونة والدة الإله العجائبية: "التفتيش عن الهالكين" في دير الثالوث الأقدس للعذارى. ففي تشرين الثاني سنة 1896 نال الشفاء بهذه الأيقونة الكسيوس ايفانوف كازاكوف قرويّ ضيعة بوتشاكامينكا في قضاء سمار البالغ من العمر السنة الثامنة والخمسين.
ففي فصح تلك السنة أخذه برد شديد في صدره فمرض وأخطر وتكوّن في فكّه الأعلى خرّاج كبير فعولج بالجراحة ثلاث مرات وشقّ الخراج وكوي. ولكن كان يكبر بعد كل معالجة وقد شوّه وجه كوزاكوف كله. وفيما عدا ذلك دهمه وجع مبرّح في الأسنان والرأس والعينين. ولما جيء إلى قريته بأيقونة راكوف العجائبية ذهب وانطرح أمامها بالصلاة والإيمان فشعر في تلك اللحظة أن وجع أسنانه كفّ وتحسنت حالة رأسه وانجلى بصره وبعد رجوعه إلى بيته شعر بأنه تعافى تماماً.
إن شماس قرية فيازوفكا في قضاء نيقولايفسكي بطرس كوند الينتسيف صُدِر فبرّح به الألم. وفي شهر آب سنة 1898 لما اشتد به الداء لزم سريره واضطجع بلا حراك ستة أيام بكاملها وما كان يقدر أن يجلس على السرير ولا أن يتحول على جنبه. ولم يقبل غذاء أيّاً كان وإنما كان يقدر أن يشرب من إبريق الشاي فقط. وعندما كان يتحول على جنبه كان يدهمه ألم مخيف في العمود الفقري والخاصرتين. وفي اليوم السادس عشر من شهر آب حملت إلى بيته الأيقونة "التفتيش عن الهالكين" ورنّم أمامها دعاة الابتهال ونضح العيّان بالماء المقدس وقبّل الأيقونة. وما أعيدت الأيقونة حتى تناول شيئاً من الطعام وأغفى. ولما أفاق استطاع أن يجلس على سريره بلا مساعدة أحد بل وأن يغادره ويجول في مقصورته. وفي اليوم التالي ذهب إلى الكنيسة وشعر بذاته أنه تعافى تماماً.
وفي اليوم الثلاثين من حزيران سنة 1898 مرض باسيليوس ستابانوف لازاريف ساكن قرية بولنا غلوشيتس مرضاً ثقيلاً جداً وهو في سن الثامنة والعشرين وما كان يستطيع أن يمشي ولا أن يجلس. وفي اليوم الثامن والعشرين من شهر تموز نقلت إلى بيته الأيقونة "التفتيش عن الهالكين" لتُقام أمامها الصلاة الساهرة. فزحف العليل على ركبتيه إلى أيقونة سلطانة السماء وقضى الوقت كله بالقرب منها مصلياً مع ذوي قرابته من أجل شفائه. وفي الغد شرع يمشي بلا عائق. وفي شهر آب ذهب إلى كنيسة قرية أخرى فلقي الأيقونة وقدم لها مصباحاً.
وقد اشتهرت أيضاً أيقونات أخرى عجائبية ومكرمة محلياً لوالدة الإله معروفة بإسم "التفتيش عن الهالكين" في الأماكن التالية: في كنيسة ميلاد المسيح في محلة بالاشاخ في مدينة موسكا. وفي كنيسة القديس نقولاوس في زفونارياخ. وفي كنيسة القديس جاورجيوس في مدينة بولخوف من ولاية أورلوف. وفي قرية كراسنوم من قضاء كونوتوب في ولاية تشير نيغوف. وفي مدينة فورونيج، وفي مدينة كوزلوف من ولاية تامبوف. وفي أماكن أخرى. وفي سنة 1835 شُيدت في موسكا كنيسة على إسم هذه الأيقونة في معهد اليتيمات الثقافي العالي المعروف بإسم الكسندروفسكي نسبة إلى الإمبراطور اسكندر الأول.

ملف كامل عن ايقونات القديسة العذراء مريم | للمبدعة Habat Hinta

ملف كامل عن ايقونات القديسة العذراء مريم | للمبدعة Habat Hinta
  رد مع اقتباس
قديم 16 - 08 - 2018, 11:22 PM   رقم المشاركة : ( 68 )
Habat Hinta Female
..::| العضوية الذهبية |::..

الصورة الرمزية Habat Hinta

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122715
تـاريخ التسجيـل : Aug 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 2,001

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Habat Hinta غير متواجد حالياً

star7 رد: ملف كامل عن ايقونات القديسة العذراء مريم | للمبدعة Habat Hinta

الأيقونة الستون معانا انهارده
+++++++++++++++++

الأيقونة المُنقذة
***********

في كنيسة "فرح المحزونين" في "سانت بطرسبرج" توجد أيقونة لسيدة "قازان"، كُتب عليها بالأحرف اللاّتينيّة "Eta ikona budit hranit was wsu schizn". وقد روت إحدى المؤمنات اللّواتي يرتدن هذه الكنيسة قصة هذه الأيقونة العجائبيّة:

ذات يومٍ دخلت امرأة عجوز إلى الكنيسة ولوحّت بذراعيها عندما رأت أيقونة والدة الإله قازان المعلّقة في الكنيسة وصرخت بتعجّب: "من أين جاءت هذه الأيقونة؟!. فأنا أعطيتها لجنديٍّ ألمانيٍّ!. أعرفها من ثقبٍ مميّز يوجد في إطارها". فأخبرتُها أنّ القنصليّة الألمانيّة هي الّتي وهبت هذه الأيقونة لكنيستنا. فانفجرت السّيّدة بالبكاء، وقالت لي إنّ اسمها "فيرا". وقصّت عليّ كيف وصلت أيقونة عائلتها الأرثوذكسيّة إلى ألمانيا...

"كانت قريتي ساحةً للمعارك وأردت أن أغادرها مع أختي وأولادي الثّلاثة، لكنّ والدتي مرضت مرضًا خطيرًا وما كانت لتنجو في الرّحلة. فوعدت أختي أن ألاقيها في وقت لاحق، وأرسلتها مع أولادي إلى مكانٍ قرب "ريازان" حيث كانت تسكن عمةٌ لي ضمن "مزرعة تعاونية" وبقيت أنا مع والدتي الّتي ما لبثت أن رقدت بعد شهر من رحيلهم، لكن قبل رقادها باركتني بأيقونة والدة الإله "قازان" الّتي للعائلة. وكان جدي قد باركها بهذه الأيقونة قبل زواجها وهي باركتني أنا وزوجي "ساشا" قبل زواجنا رغم أنّه كان في الحزب الشّيوعيّ.

إثر وفاتها، غادرت منزلي لاجئةً والأيقونة في حقيبتي البالية. جلستُ تحت الخيمة في محطة القطار، متأمّلةً العاصفة الثّلجيّة الهوجاء، لم يكن باستطاعتي التّفكير بأي شيء آخر، كنت أحاول فقط أن أُخفي أصابعي في كُمَّي معطفي الرّقيق.لم أكن أشعر سوى بالبرد والجوع.

وصل القطار إلى المحطة وانفتحت أبوابه. وقف الجنود الألمان في صفٍّ وكانوا يناولون بعضهم بعضًا علبًا كبيرة، ففكّرت في نفسي غير مبالية "إنّهم ينقلون الأسلحة". لكن فجأة، أحسست بألمٍ في قلبي: "إنّهم يسيرون إلى الأمام، حيث يُقاتل "ساشا"! وسيطلقون النّار عليه بهذه البنادق، وعلى كلّ الجنود الرّوس...آه كم هم ملعونون!".

والغريب أنّ الدوريّة الألمانيّة لم تُعر أيّ انتباهٍ لي، وأنا امرأة وحيدة، هزيلة من كثرة الجوع... لم أكن أذكر متى تناولت الطّعام لآخر مرّة!...

كنت، منذ زمن، قايضت ساعتي وخاتم زواجي وأقراط والدتي من أجل الحصول على طعام. وضعت يدي على حقيبتي وقلتُ: "يا والدة الإله الكليّة القداسة، تشفّعي من أجلي أمام الله... خلّصي واحفظي أولادي وأختي "ناديا"... خلّصي واحفظي زوجي، عبد الله ساشا".

فجأة سمعتُ كلمات في أذني تقول لي: "ما بك؟!". رفعتُ رأسي ورأيت جنديًا ألمانيًّا جالسًا بقربي على المقعد. أحسست بالودِّ في كلماتِهِ، فأجبته: "الحالة سيّئة". كان الألماني جالسًا بقربي واضعًا حقيبة ظهره المملوءة على الأرض، وبعد التّفتيش في داخلها، مدّ يده وناولني قطعةً من الخبز عليها شريحة رقيقة من اللّحم وقال لي: "نيمت!" (أي "خُذي" باللّغة الألمانيّة). أخذت الهدية والتهمتها. ثم أخرج الألمانيّ "ترمسًا" وسكب لي بعضًا من الشّاي وقال: "هيسّ! غوت!..." (ساخن! لذيذ!)... ربّما كان هذا الجندي من حرّاس هذه المحطّة. كان يبدو في العشرينات من عمره، عيناه زرقاوان، نظرته طفوليّة. ربّما كان شعره فاتحًا مثل شعر ابني "أندرَيْكا"، لكنّي لم أستطع رؤيته بسبب القبّعة.

أشار الألماني نحو القطار ثم إليّ، كان يحاول أن يجد الكلمات ثم سألني: "بعيد؟ بعيدًا!"... على الفور حاولت أن أفسّر له أنّي كنت آمل الذّهاب إلى بيت عمّتي، لكنّي الآن لست أملك شيئًا... وفي نهاية المطاف أنهيت الحديث بقولي: "عندي أولاد هناك "كيندر" هل تفهم ما أقول؟!". ورسمت شكلهم بيدَيّ كأنّهم واقفون أمامي. فأومأ الشّاب برأسه وقال: "آه، نعم، كيندر!"... وأكملتُ: "لكنّي لن أصل إليهم لأنّي سأتجمّد هنا"... لم أكن أشعر بأنّي أبكي.

ومن جديد أخرج الجندي من حقيبته حزمة ثقيلة وقال: "هاكِ، خذي" وفتح الحزمة ولمس محتوها، ولحس إصبعه وقال: "غوت!."

كانت الحزمة تحتوي على الملح. الملح... الّذي كانت قيمته كالذّهب في تلك الأيّام. كان بإمكان المرء أن يحصل على الخبز والحليب وأي غرض آخر بالملح... وكانت الحزمة فيها أكثر من ثلاثة كيلوغرامات من الملح. وكان الجندي يُقدِّمُ لي هذه الحزمة، وأنا امرأة روسيّة غريبة. وإذ رأى الدّهشة على وجهي، ابتسم وقال كلمات لم أفهمها. ثم وقف، وأغلق "التّرمس" ووضعه في حقيبته ولوّح لي بيده وانصرف.

انطلقت وراءه قائلة: "قِفْ!"، فقال لي "واس إيست إيس؟(ماذا هنالك؟)"، فقلتُ له بكلّ ثقة: "هذه الأيقونة ستحفظ حياتك كُلَّها"، فلم يفهم، فردّدتُ الجملة عينها. فأخرج قلمًا من جيبه، وأدار الأيقونة وطلب منّي أن أعيد ما قلته له، فردّدتُ له ببطءٍ متهجّيةً الأحرف، أما هو فكان يكتبها بالأحرف اللّاتينيّة : "Eta ikona budit hranit was wsu schizn".

لم نلتقِ بعد هذه الحادثة... لكنّي استطعت أن أقايض الملح بملابس دافئة وحذاء مبطّن وخبز ووصلت إلى "ريازان"، وعاد زوجي ساشا من الحرب عام 1945."

استمعتُ بانتباه إلى هذه المرأة المضطربة، وقلت لها بفرحٍ ما سمعناه من ممثّلي القنصليّة الألمانيّة الّذين وهبوا هذه الأيقونة لكنيستنا، لأنّ هذا الجندي الألماني خرج من الحرب من دون أي ضرر. مات زملاؤه أمام عينيه، مرّة انفجرت شاحنة كان فيها، لكنّه استطاع أن ينجو إذ رمى بنفسه في لحظة الانفجار، أما الجنود الباقون فقد لاقوا حتفهم. ومرّة أخرى في نهاية الحرب، سقطت قنبلة على ملجأ تحت الأرض كان قد غادره منذ لحظات. فكان يشعر أنّ القوّة الخفيّة في هذه الأيقونة الرّوسيّة كانت تنجّيه في كلّ مرّة.

أدرك هذا الجنديّ الأمور الأساسيّة في الحياة بشكل أفضل وأعاد تقييم حياته، وانفتحت روحه على الصّلاة. عاد إلى بيته وتزوّج وأنشأ أولاده على التّقوى. ووضع الأَيقونة في صندوق جميل من الزّجاج في منزله في مكانٍ مكرّمٍ وكان يصلّي أمامها طيلة حياته.

عندما شاخ، طلب من ابنه البكر أن يُعطي الأَيقونة إلى القنصليّة الرّوسيّة بعد موته. قال له: "هذه الأيقونة عاشت في روسيا ويجب أن تعود إلى هناك. فليذهبوا بها إلى "لينينغراد"، المدينة الّتي قاومت الحصار، وماتت من البرد والجوع ولم تستسلم".

هكذا وصلت أيقونة "والدة الإله قازان" مع الكتابة الغريبة المنقوشة عليها في منتصف التّسعينات إلى إحدى الكنائس الّتي أُعيد فتحها في سانت بطرسبرج، وكان كاهنها في تلك الفترة المتقدّم في الكهنة "ألكسندر تشيستياكوف".

ملف كامل عن ايقونات القديسة العذراء مريم | للمبدعة Habat Hinta
  رد مع اقتباس
قديم 17 - 08 - 2018, 09:58 AM   رقم المشاركة : ( 69 )
Habat Hinta Female
..::| العضوية الذهبية |::..

الصورة الرمزية Habat Hinta

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122715
تـاريخ التسجيـل : Aug 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 2,001

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Habat Hinta غير متواجد حالياً

star7 رد: ملف كامل عن ايقونات القديسة العذراء مريم | للمبدعة Habat Hinta

الأيقونة الحادية والستون معانا انهارده
+++++++++++++++++
أعجوبة والدة الإله الكليّة القداسة في كاسيوبي
**************************************
في الثّامن من أيار نُقيم تذكار الأعجوبة المذهلة الّتي أجرتها والدة الإله الكليّة القداسة والدّائمة البتوليّة مريم بأيقونتها في "كاسيوبي"* مع "استيفانوس" الّذي قُلعت عيناه ظلمًا ثمّ استعاد بصره بطريقة عجائبيّة**.

حصلت هذه الأعجوبة عندما كان "سايمونوس ليوس بيلوس" حاكمًا لجزيرة كيركيرة (كورفو) اليونانيّة عام ١٥٣٠ للميلاد. في ذلك الوقت كان شاب باسم استفانوس عائدًا من العاصمة إلى قريته بعد أن أنهى أعماله هناك، فالتقى في الطّريق بمسافرين آخرين وأكمل السّير برفقتهم. وقبل أن يصلوا إلى البلدة، عبروا ببعض الشّبّان العائدين من المطحنة حاملين أكياس الطّحين. وإنّ الشّبّان الّذين كان استفانوس معهم، إذ كانوا أشرارًا وميّالين إلى فعل الإثم، قالوا بعضهم للبعض الآخر: "ما الّذي يمنعنا من أخذ الطّحين منهم واقتسامه فيما بيننا؟... لا يستطيع أحد رؤيتنا".

غير أنّ استفانونس، إذ كان رجلاً صالحًا، لدى سماعه هذا، حاول بطرق عديدة أن يمنعهم من تنفيذ مأربهم، قائلاً لهم أنّ مخططهم مخطط شرّير، ولن يفلتوا من العقاب كسرّاق وعاملي إثم إن أتمّوا فعلتهم. غير أنّهم، كالحيّة، أصمّوا آذانهم، ولم يكترثوا لنصائحه، بل حاولوا أن يحثّوا استفانوس على التّعاون معهم في السّرقة. لكنّه لم ينجرَّ لهم ولا بأيّة وسيلة. أمّا هم، فضربوا الشّبان، وأخذوا الطّحين منهم وهرعوا إلى بيوتهم حاملين الأكياس، فرحين.

عندما عاد الشّبّان الّذين سُرقوا إلى بيوتهم فارغي الأيدي، باكين، سردوا لأقربائهم ما حصل لهم. فشرع هؤلاء الأقرباء بالبحث بجدٍّ عن السّراق حتّى استعلموا عن أسمائهم، ثمّ بلّغوا الحاكم بالحادثة وتفاصيلها.


اتُّهم استفانوس بالاشتراك في العمل الشّائن للسّراق، لأنّ الشّبّان الّذين أُخذ منهم الطّحين رأوه سائرًا معهم، ولم يعرفوا أنّه حاول منعهم ورفض أن يساعدهم. أمّا المذنبون الحقيقيّون فقد اختبأوا إذ عرفوا ذنبهم، كي لا يتمّ توقيفهم ويعاقبوا من القانون. أمّا استفانوس، فإذ كان يعرف نفسه أنّه بريئٌ، فإنّه كان يذهب إلى العاصمة في ضوء النّهار دون أن يشعر بالخوف من أحد. ولمّا قرُب من المدينة ذات مرّة، أوقفه جنود الحاكم وألقَوه في السّجن، إلى أن أوثق وأُوقف أمام الحاكم للاستجواب. سُئل عمّا جرى، فأخبر أنّه كان مترافقًا مع اللّصوص، لكنّه لم يشترك معهم في السّرقة وإنّه متهم ظلمًا. لكن عبثًا حاول، لأنّ أقوال استفانوس البارّ، بانت للحاكم كأنّها أكاذيب، واعتبره سارقًا مثل الآخرين.

دين استفانوس ظلمًا بأنّه سارقٌ وطلب منه الحاكم أن يختار العقاب الّذي يفضّل، فإمّا تُقلع عينَاه أو تُبتر يداه. فاختار استفانوس أن تُقلع عينَاه إذ استبان له العقاب أخفّ من بتر اليدين. ساقه الجند وهو يبكي ويندب إلى مكان تنفيذ الحكم، حيث قلعوا عينَيه أمام حشد من النّاس. إثر ذلك، أخذته أمّه وهي تولول إلى كنيسة القدّيس لعازر التماسًا للحسنة وطلبًا لالتفاتة محبّة من الإخوة المسحيّين.

في كنيسة القدّيس لعازر، أخذ النّاس يسخرون منه ويعيّرونه معتبرين أنّه استحقّ جزاء فعلته كسارق. قلّة من النّاس أظهرت رأفتها به، لذلك، وبتدبير إلهيّ، فكّر أن يذهب مع والدته إلى كنيسة والدة الإله في "كاسيوبي"، وهي قرية لها مرفأ وتبعد ثمانية عشرة ميلاً عن مدينة "كيركيرا"***. توجد في هذه الكنيسة أيقونة عجائبيّة لوالدة الإله الكليّة القداسة. كان المرفأ هناك ملائمًا لاستقبال السّفن، فكانت ترسي فيه توقيرًا لوالدة الإله. وإذ كان استفانوس يفكّر بالذّهاب للبقاء هناك والاستعطاء من الحجّاج الآتين إلى الكنيسة لتكريم أيقونة العذراء، وافقته أمّه على الأمر.


وصلا إلى كنيسة والدة الإله وبعد تكريم الأيقونة هناك، كما هي العادة، سردا على الرّاهب المقيم في المكان، بزفرات ونحيب، النّائبة الّتي حلّت بهما. ثمّ طلبا منه قلايّة صغيرة يمكنهما المكوث فيها، فقال لهما إنّه إلى أن يأتي الأخ الّذي يحمل مفتاح القلايّة، باستطاعتهما البقاء في الكنيسة. وإذ كانت أمّ استفانوس مرهقة من السّفر نامت للتوّ.

أمّا استفانوس فلم يستطع النّوم من الألم، فقط غفا قليلاً. وخلال اللّيل، ويا للعجب، أتته والدة الإله الملكة الكليّة القداسة! أحسّ استفانوس بيدين تلمسانه وتتحسّسان عينيه، فاستفاق صارخًا ومتسائلاً من كان يلمسه بهذه القوّة. فرأى سيّدة، شديدة البهاء يشعّ منها نور، ما لبثت أن اختفت. ظنّ أنّه يحلم وليس ما حصل له حقيقة. وإذ استدار رأى قنديلاً من الزّيت مضاءًا، وإذ كان ما يزال متعجّبًا متفكّرًا بالأمر، أيقظ والدته وسألها: "من الّذي أضاء قنديل الزّيت؟" وإذ ظنّت أنّ ابنها يهذي، أخذت تنتحب قائلةً له أن يصمت ويخلد إلى النّوم.

إلاّ أن استفانوس استمرّ مصرًّا أنّ باستطاعته أن يرى قنديل الزّيت بالفعل وحتّى أيقونة والدة الإله، وأنّه ليس موهومًا. ثم أخبرها بما حصل له، وأنّه ناداها، غير أنّها لم تسمعه لأنّها كانت نائمة. إذ ذاك أيقنت أمّه أنّ في ذلك تدخلاً إلهيًّا، فقامت على الفور ونظرت بفضول إلى وجه استفانوس، فرأت أنّه صار له بالفعل عينان زرقاوان في حين أنّ عينَيه الأصليَّتَين كانتا جوزيّتَي اللّون. وفي غمرة الفرح والخوف أخذت تصرخ بصوت عالٍ وتبكي، وتمجّد الله وتدعو باسم والدة الإله مريم، كذلك فعل ابنها. ثمّ أخذا يصفّقان بالأيدي معظّمين الكليّة القداسة!.

سمع الرّاهب خادم الكنيسة صراخهما، وإذ كان ذلك في وقت غير مناسب، غضب وأخذ ينتهرهما بأنّهما شرّيران وأنّهما نالا جزاءهما. أما استفانوس وأمّه فكانا يخبران بعظائم الله. فيما بقي الرّاهب متعجّبًا غير مصدّق لهذه الأعجوبة المخيفة، دخل الكنيسة فانذهل لمشاهدته الرّجل الّذي كان أعمى، وقد صارت له عينان تبصران. وإذ امتلأ الرّاهب غيرة إلهيّة ذهب لتوّه إلى العاصمة كيركيرا حيث دخل على الحاكم في المحكمة، وأخذ يصرخ في وجهه وينتهره لأنّه لم يكن منصفًا في حكمه على استفانوس. أمّا الحاضرون فكانوا يحاولون إخراج الرّاهب من القاعة وهم يقولون له: "كيف تتجاسر أن توجّه كلامًا من هذا النّوع بحضرة الحاكم وتتصرّف بمثل هذه الغطرسة لديه؟!" غير أنّ الرّاهب استمرّ يهتف بصوت عالٍ: "لو كان العقاب الّذي أنزلته باستفانوس حقّانيًّا، لما كان الله أعطاه عينَين جديدتَين بشفاعة والدة الإله". على الأثر، انتصب الحاكم مندهشًا لا يدري ماذا يقول، ثمّ أوفد بعضًا من رجاله المختارين للتحقّق من الأمر. فذهبوا. ولدى عودتهم أكّدوا أنّ ما قاله الرّاهب كان صحيحًا. أُعدّت السّفينة للحاكم، فاستقلّها مع بعض المتقدّمين من رجالات كيركيرا، وإذ وصلوا إلى الكنيسة رأوا بأمّ العين العجيبة الكبيرة فانذهلوا ومجّدوا الله...

رغم ذلك بقي الحاكم بيلوس مرتابًا، ظانًا أنّ هذا الشّاب ليس استفانوس أو أنّه لم يتمّ قلع عينيه، تمامًا كما شكّك اليهود قديمًا بشهادة الأعمى الّذي منحه الرّبّ يسوع المسيح عينَين جديدتَين. غرابة العجيبة حدت بالحاكم والّذين معه بالشّك في الأمر. فلمّا عاد الحاكم إلى العاصمة، سأل الجلاّد: "هل قلعت عينَي استفانوس بحسب القرار الّذي صدر بالفعل؟" فأجاب بالإيجاب وأكّد أنّ العينَين المقلوعتَين ما زالتا في حوضٍ. ثم ذهب الجلاّد وأحضر العينَين وأراهما للحاكم، ساعتذاك تيقّن الحاكم أنّ ما حدث هو بالفعل عجيبة، خاصة عندما رأى أنّ لون العينَين يختلف عن لون العينبن اللّتَين أعطتهما إيّاه والدة الإله، وأنّ علامة المخرز كانت ما زالت واضحة على جفنَي الشّاب.


أبقى الله على هذه العلامة حتّى تكون العجيبة المعلنة غير قابلة للتشكيك، بالإضافة إلى التّغيّر في لون العينَين. لأنّه لو بقي اللّون على حاله لكان النّاس قالوا إنّهما لم تُقلعا أصلاً. وهكذا استُعلنت العجيبة في كلّ جزيرة كيركيرة وصدّقها كلّ القاطنين فيها. ثم استدعى بيلوس الحاكم استفانوس الشّاب وطلب منه المسامحة على الظّلم الّذي ألحقه به عن جهل. ثمّ أعطاه عطايًا جزيلة. وبعد أن أحسن إليه كثيرًا أعاده إلى بيته. كما شرع بإصلاح وتجميل ساحة كنيسة والدة الإله بعناية كبيرة.

الكثيرون من ضعفاء الإيمان بالرّب يسوع المسيح تشدّدوا بهذه الأعجوبة وآمنوا بكلّ المعجزات الّتي وردت في الكتاب المقدّس.

فلنهرع كلّنا ونلتجئ بإيمان وتُقى إلى العذراء مريم والدة الإله الواهبة النّور، طالبين منها أن تنير أعين قلوبنا، كي لا نسير في ظلمة الخطيئة. وبما أنّ لها الدّالة فلنسألها أن تتشفّع من أجلنا إلى الإله الّذي وُلد منها، كي يحررنا من كلّ تجارب الشّرير ويجعلنا مستحقّين الملكوت السّماويّ الّذي لربّنا يسوع المسيح، الّذي به يليق المجد والشّكر والإكرام والجلال مع أبيه الّذي لا بدء له وروحه الكليّ قدسه والواهب الحياة، الآن وإلى دهر الدّاهرين آمين.


طروباريّة باللّحن الأوّل
هلمّ بنا نكرّم إيقونة والدة الاله في دير كاسيوبي في كيركيرا اليونانيّة، لأنّها منحت عينَين جديدتَين لاستفانوس المسافر الّذي أُعْمِيَ ظُلْمًا، والآن هي تُنير القلوب مضيئةً المسبّحين إيّاها بالتّرانيم. إفرحي يا باب النور الالهي، إفرحي يا مائدةً حاملةً الحياة، إفرحي يا بلاط الحاكم العادل وميناء السّلام.

القنداق باللّحن الثّاني
إفتحي لنا باب التحنّن، يا إكليل حنان الأمّهات، وبحر البَرَكَة والصلاح، وفيضَ الرحمة التي لا توصف، يا سيّدة كاسيوبي، وكنز كيركيرا، يا بلاط الكلمة وحرز سلامنا الوثيق.

* كاسيوبي تقع في شمالي-شرقي ساحل جزيرة كيركيرة، في اليونان.

** مأخوذ من المعزّي الّذي نُشر في البندقية عام ١٧٢٧.

*** إنّ عاصمة جزيرة كيركيرة/كورفو اسمها أيضًا كيركيرا/كورفو.


ملف كامل عن ايقونات القديسة العذراء مريم | للمبدعة Habat Hinta

ملف كامل عن ايقونات القديسة العذراء مريم | للمبدعة Habat Hinta

ملف كامل عن ايقونات القديسة العذراء مريم | للمبدعة Habat Hinta

ملف كامل عن ايقونات القديسة العذراء مريم | للمبدعة Habat Hinta

ملف كامل عن ايقونات القديسة العذراء مريم | للمبدعة Habat Hinta

ملف كامل عن ايقونات القديسة العذراء مريم | للمبدعة Habat Hinta
  رد مع اقتباس
قديم 17 - 08 - 2018, 10:11 AM   رقم المشاركة : ( 70 )
Habat Hinta Female
..::| العضوية الذهبية |::..

الصورة الرمزية Habat Hinta

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122715
تـاريخ التسجيـل : Aug 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 2,001

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Habat Hinta غير متواجد حالياً

star7 رد: ملف كامل عن ايقونات القديسة العذراء مريم | للمبدعة Habat Hinta

الأيقونة الثانية والستون معانا انهارده
+++++++++++++++++
أعجوبة لزنّار والدة الإله الكليّة القداسة
*****************************


روى "نيقولاوس إيانوبولوس" الحادثة الّتي حصلت معه على النّحو التّالي:

في ١٤ تشرين الأوّل ٢٠٠٠، أُصبتُ في حادث سيارة ونُقلتُ إلى المستشفى. عانيتُ التهابًا في جدار البطن بسبب الأمعاء الدّقيق الّذي انفجر، وكِسْرًا في الفك السُّفليّ وكِسْرًا آخر في عظمة السّاق اليُسرى وشللاً في عرق النّسا. وبعد ستة أشهر من العمليّات الجراحيّة، حصل لي تحسّن طفيف في الأعضاء المتضرّرة غير أنّ عرق النّسا بقي مشلولاً. لم أكن أستطيع أن أحرّك أخمص القدم أو ثني ركبتي كما يجب. قال لي الأطّباء إنّه لن يمكنني أن أسير مجدّدًا لأنّ الإصابة في هذا العصب تٌعيق شفاء السّاق والسّير عليها.

كنت أصلّي منذ أن كنتُ طفلاً صغيرًا. وخلال السّنتَين، بعد هذه الحادثة، صلّيتُ كي يمنّ علي الرّبّ الإله بالشّفاء. ولكن، بحسب الأطبّاء، لم يكن هناك أمل بذلك.

في عشية الإثنين العظيم سنة ٢٠٠٢ رأيت في الحلم أنّي كنت ذاهبًا مع عائلتي إلى الجبل وأنّي رغبتُ أن أكون أوّل من يبلغ القمّة. وبالفعل وصلت إلى هناك، لكنّ جسدي كلّه كان مجرّحًا والدّم يغطي كلّ ملابسي. كنت بمفردي جاثيًا على ركبتَي وكنت أصرخ بأعلى صوتي: "أيّتها الفائق قدسها، اشفِ ساقي!".

في تلك الأثناء كانت السّماء صافية. فجأة ضربت صاعقة. باتت السّماء كأنّها انقسمت قسمَين في وسطها، وظهر زنّار والدة الإله متدليًّا من فوق إلى أسفل والتفّ حول ساقي المشلولة. في صباح اليوم التّالي، عندما استفقْتُ من نومي، حاولت أن أفهم ما رأيته في الحلم ورجائي في الشّفاء كبير، فقرّرت أن أُجري عملية جراحيّة أخيرة للسّاق المشلولة.

لم يشأ الطّبيب حتّى أن يحاول ، لأنّه قال إنّ ثمّة إمكانيّة كبيرة أن تزداد الأمور سوءًا من جرّاء التّدخّل الجراحيّ. تناقشنا ورويتُ له ما رأيتُ في الحلم، فقال لي: "حسنًا، سأُجري لك هذه العمليّة غدًا، لكن فقط لأجل إيمانك الكبير هذا".
في هذه اللّيلة، صلّيتُ بحرارة واستلقَيتُ على سرير المستشفى منتظرًا العمليّة في الغد، قلقًا بعض الشّيء. توسّلت إلى والدة الإله و"القدّيس نيقولاوس" و"القدّيس أثناسيوس الكبير" أن يلهموا الطّبيب كي يسير كلّ شيء على ما يرام. في تلك اللّيلة رأيت في الحلم الطّبيب ممسكًا بساقي متحيّرًا بأمره، لا يدري ماذا يفعل. ثمّ رأيت القدّيسَين نيقولاوس وأثناسيوس الواحد عن يساره والآخر عن يمينه يرشدانه إلى ما عليه فعله وقالا له: إنه في اليوم الثّالث للعمليّة سوف يكون باستطاعتي السّير مجدّدًا.

في صباح الجمعة العظيم، أُجريت لي العملية، ويوم إثنين التّجديدات، جاء الطّبيب، في دورته الإعتيادية على المرضى، فرأى أن الجصّ الّذي كان قد وضعه انكسر، وقال لي إنّ هذا يسيء لنجاح العمليّة. وقام بنزع الجصّ القديم كي يستبدله بجديد وبفضول اجتسّ أخمص القدم ليرى هل ساءت حاله. في تلك اللّحظة، شعرتُ بشيء غريب، أحسست أنّ ساقي تتحرّك. أُبكم الأطّباء إذ رأوني أسير بعد عام ونصف من عدم الحراك. رسمتُ إشارة الصّليب والتفتُّ إلى الطّبيب والفرح يغمرني وقلتُ له: "أرأيت، لقد قلتُ لكَ إنّي سأشفى"، فأجابني: "إيمانُكَ هو الّذي شفاك".

واليوم، أتمتّع بصحة جيّدة وسُرّرت إذ قمتُ بزيارة "دير فاتوبيذي" في الجبل المقدّس "آثوس" وسجدْتُ لزنّار والدة الإله الّتي أفرجَت عن نفسي وشفت ساقي. وإنّي أسألها أن تُفيض نعمها على العالم بأسره معينةً ومنيرةً إيّاه.


زنّار والدة الإله الموجود في دير فاتوبيذي
ملف كامل عن ايقونات القديسة العذراء مريم | للمبدعة Habat Hinta

ملف كامل عن ايقونات القديسة العذراء مريم | للمبدعة Habat Hinta
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الف مبروك الخطوبة Habat Hinta
كل سنة وانتى طيبة يا Habat Hinta
مستحيلات حياة العذراء العشرة | للمبدعة Habat Hinta
تصميم الفنانة Habat Hinta هنصمم | أطلب تصميمك مجاناً
+++((( موضوع كامل عن القديسة مريم العذراء والدة الإله )))+++


الساعة الآن 09:34 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025