منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21 - 06 - 2016, 07:35 PM   رقم المشاركة : ( 61 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,299,216

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: «المحبة لا تسقط أبداً»

المسيح هو الحق
«المحبة لا تسقط أبداً»
قال المسيح لبيلاطس إنه جاء ليشهد للحق، فسأله بيلاطس: «وَمَا هُوَ الْحَقُّ؟». ولم يكن بيلاطس مستعداً أن يسمع الإجابة. لعل نبرة صوته وهو يسأل كانت تعني: «ومن يدري أين هو الحق! إن أهل كل دين من الأديان يقولون إن عندهم الحق!». ولذلك لم يجاوبه المسيح لأنه كان قد سبق وأجاب على هذا السؤال بقوله: « تَعْرِفُونَ الْحَقَّ وَالْحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ.. فَإِنْ حَرَّرَكُمْ الاِبْنُ فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ أَحْرَاراً.. أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي » (يوحنا 8: 32، 36 و14: 6). فالمسيح هو الحق الذي تفرح به المحبة، لأن أعظم فرح على الإطلاق هو فرح حصولنا على اللؤلؤة الكثيرة الثمن التي تستحق أن نترك من أجلها كل شيء آخر مهما كان عزيزاً علينا، سواء كان علاقة عاطفية أو مشروعاً اقتصادياً، إن كان يتناقض مع محبتنا للمسيح أو يعطل تنفيذنا لمشيئته.
والمحبة تفرح بالحق الذي هو المسيح يوم تتعرف عليه فادياً ومخلِّصاً. ويوم تسمع عن أشخاص تابوا وقبلوه مخلصاً، فإن أعظم يوم في حياة الإنسان هو اليوم الذي عرف فيه المسيح، واليوم التالي الذي يشبهه هو يوم أن يقود شخصاً آخر للتوبة ومعرفة المسيح. وليُعط الله القارئ الفرحتين!
هناك رسالتان عظيمتان كتبهما الرسول يوحنا إلى شخصيتين عظيمتين، هما رسالته الثانية المكتوبة إلى كيرية المختارة، ورسالته الثالثة المكتوبة إلى غايس الحبيب. وفيهما يعبر الرسول يوحنا عن فرحه بالحق الذي هو المسيح، ويفرح أيضاً بكل من يسلك في الحق. وتقول مقدمة الرسالة الثالثة: « اَلشَّيْخُ (يوحنا)، إِلَى غَايُسَ الْحَبِيبِ الَّذِي أَنَا أُحِبُّهُ بِالْحَقِّ. أَيُّهَا الْحَبِيبُ، فِي كُلِّ شَيْءٍ أَرُومُ أَنْ تَكُونَ نَاجِحاً وَصَحِيحاً، كَمَا أَنَّ نَفْسَكَ نَاجِحَةٌ. لأَنِّي فَرِحْتُ جِدّاً إِذْ حَضَرَ إِخْوَةٌ وَشَهِدُوا بِالْحَقِّ الَّذِي فِيكَ، كَمَا أَنَّكَ تَسْلُكُ بِالْحَقِّ. لَيْسَ لِي فَرَحٌ أَعْظَمُ مِنْ هَذَا: أَنْ أَسْمَعَ عَنْ أَوْلاَدِي أَنَّهُمْ يَسْلُكُونَ بِالْحَقِّ» (3يوحنا 1-4)
فرح يوحنا بغايس لأنه يسلك بالحق، وتمنى أن يكون نجاح غايس في كل حياته مشابهاً لنجاحه في حياته الروحية. فالمحبة تفرح بالحق وبكل من يسلك فيه.
عندما نفكر في محبة المسيح المستمرة لنا نستطيع أن نقول مع الرسول بولس: « لأَنَّ مَحَبَّةَ الْمَسِيحِ تَحْصُرُنَا » (2كورنثوس 5: 14). وعندما تحصرنا محبة المسيح وتمتلكنا، نبدأ في أن نحب الذين دخل المسيح قلوبهم، لأنهم يحبون من نحب، ويتجاوبون مع من نتجاوب معه: يسوع المسيح.
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 06 - 2016, 07:37 PM   رقم المشاركة : ( 62 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,299,216

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: «المحبة لا تسقط أبداً»

الإنجيل هو الحق
«المحبة لا تسقط أبداً»
الإنجيل هو الحق الذي أعلنه لنا المسيح، وقد وصفه الرسول بولس بأنه « كَلِمَةَ الْحَقِّ، إِنْجِيلَ خَلاَصِكُم » (أفسس 1: 13) و« كَلِمَة حَقِّ الإِنْجِيلِ» (كولوسي 1: 5). وقال المسيح في الصلاة الشفاعية: « قَدِّسْهُمْ فِي حَقِّكَ. كلاَمُكَ هُوَ حَقٌّ » (يوحنا 17: 17). فالإنجيل هو الخبر المفرح الحق، لأن تعاليمه حق سماوي، وبقبول رسالته المفرحة نخلُص، لأنه يعرِّفنا بالمسيح المخلِّص، ويؤدي بنا إلى معرفة طريق الخلاص الحقيقي. إنه «قُوَّةُ اللهِ لِلْخَلاصِ» (رومية 1: 16) وهو «بِشَارَةُ نِعْمَةِ اللهِ» و«إِنْجِيلُ السَّلامِ» (أفسس 6: 15) وهو «بِشَارَةُ الْمَلَكُوتِ» (متى 9: 35) وهذا الإنجيل خبر مفرح لأنه يجيء إلينا بوعد غفران الخطايا على حساب الدم الكريم، ويؤكد لنا هذه المغفرة، لا على أساس أعمال صالحة في بر عملناها نحن، بل بمقتضى رحمة الله بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس (تيطس 3: 5).
وقد تكلم المسيح عن فرحة إبراهيم بالحق فقال: « أَبُوكُمْ إِبْرَاهِيمُ تَهَلَّلَ بِأَنْ يَرَى يَوْمِي فَرَأَى وَفَرِحَ » (يوحنا 8: 56).. فرح بالإيمان والرجاء، لأنه رأى الخلاص الآتي قادماً في المستقبل من قبل أن يجيء. أما الرعاة فقد تهللوا لما أعلن لهم الملاك خبر تجسُّد المحبة (لوقا 2: 15) فذهبوا ليروا «هَذَا الأمْرَ الْوَاقِعَ». لقد تهلل الرعاة من قبل أن يعلن لهم الملائكة ميلاد المسيح برموز الخلاص في الحملان التي كانوا يربونها لتقديمها ذبائح في الهيكل، وبإقامة وليمة الفصح بحملٍ منها، ليذكروا تحريرهم من عبودية مصر. فالمحبة تفرح بالحق الذي هو الإنجيل. وتفرح أيضاً بكل من يقبل الإنجيل الذي هو رسالة الحق، كما يفرح الراعي بالخروف الضال متى وجده فيحمله إلى بيته فرِحاً، ويدعو الأصدقاء والجيران قائلاً لهم: « افْرَحُوا مَعِي لأَنِّي وَجَدْتُ خَرُوفِي الضَّالَّ» و علَّق المسيح على ذلك بقوله: « أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ هَكَذَا يَكُونُ فَرَحٌ فِي السَّمَاءِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوبُ أَكْثَرَ مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ بَارّاً لاَ يَحْتَاجُونَ إِلَى تَوْبَةٍ» (لوقا 15: 6، 7).
وقد عبر الرسول بولس عن فرحه بالمؤمنين الذين قبلوا الإنجيل في تسالونيكي، فقال لهم: « نَشْكُرُ اللهَ كُلَّ حِينٍ مِنْ جِهَةِ جَمِيعِكُمْ، ذَاكِرِينَ إِيَّاكُمْ فِي صَلَوَاتِنَا، مُتَذَكِّرِينَ بِلاَ انْقِطَاعٍ عَمَلَ إِيمَانِكُمْ، وَتَعَبَ مَحَبَّتِكُمْ، وَصَبْرَ رَجَائِكُمْ.. عَالِمِينَ أَيُّهَا الإِخْوَةُ الْمَحْبُوبُونَ مِنَ اللهِ اخْتِيَارَكُمْ، أَنَّ إِنْجِيلَنَا لَمْ يَصِرْ لَكُمْ بِالْكَلاَمِ فَقَطْ، بَلْ بِالْقُوَّةِ أَيْضاً، وَبِالرُّوحِ الْقُدُسِ، وَبِيَقِينٍ شَدِيدٍ، كَمَا تَعْرِفُونَ أَيَّ رِجَالٍ كُنَّا بَيْنَكُمْ مِنْ أَجْلِكُمْ. وَأَنْتُمْ صِرْتُمْ مُتَمَثِّلِينَ بِنَا وَبِالرَّبِّ، إِذْ قَبِلْتُمُ الْكَلِمَةَ فِي ضِيقٍ كَثِيرٍ، بِفَرَحِ الرُّوحِ الْقُدُسِ، حَتَّى صِرْتُمْ قُدْوَةً لِجَمِيعِ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ فِي مَكِدُونِيَّةَ وَفِي أَخَائِيَةَ» (1تسالونيكي 1: 2-7).
فالرسول وصَّل حق الإنجيل إلى أهل تسالونيكي، فقبلوه بفرح بالرغم من الاضطهاد والضيق الشديد، ففرح الرسول بهم لأن المحبة تفرح بالحق.

  رد مع اقتباس
قديم 21 - 06 - 2016, 07:38 PM   رقم المشاركة : ( 63 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,299,216

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: «المحبة لا تسقط أبداً»

العدالة هي الحق
«المحبة لا تسقط أبداً»
الله هو إله العدل، الذي يحب العدل ويمارسه « جَمِيع سُبُلِهِ عَدْلٌ. إِلهُ أَمَانَةٍ لا جَوْرَ فِيهِ. صِدِّيقٌ وَعَادِلٌ هُوَ » (تثنية 32: 4) « اَلرَّبُّ مُجْرِي الْعَدْلَ وَالْقَضَاءَ لِجَمِيعِ الْمَظْلُومِينَ » (مزمور 103: 6). لذلك يقول الرسول بولس: « وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ دَيْنُونَةَ اللهِ هِيَ حَسَبُ الْحَقِّ » (رومية 2: 2). ولذلك يرتل المؤمنون في اليوم الأخير: «عَظِيمَةٌ وَعَجِيبَةٌ هِيَ أَعْمَالُكَ أَيُّهَا الرَّبُّ الإِلَهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. عَادِلَةٌ وَحَقٌّ هِيَ طُرُقُكَ يَا مَلِكَ الْقِدِّيسِينَ. مَنْ لاَ يَخَافُكَ يَا رَبُّ وَيُمَجِّدُ اسْمَكَ، لأَنَّكَ وَحْدَكَ قُدُّوسٌ، لأَنَّ جَمِيعَ الأُمَمِ سَيَأْتُونَ وَيَسْجُدُونَ أَمَامَكَ، لأَنَّ أَحْكَامَكَ قَدْ أُظْهِرَتْ» (رؤيا 15: 3، 4).
ولما كان الله عادلاً ويحب الحق، فإنه يطلب من شعبه أن يمارسوا العدالة ويحبوا الحق ويقاوموا الظلم، ويناصروا المظلومين. فتقول شريعة موسى: « العَدْلَ العَدْلَ تَتَّبِعُ، لِكَيْ تَحْيَا وَتَمْتَلِكَ الأَرْضَ التِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ » (تثنية 16: 20). وتطالبنا المزامير: « اِقْضُوا لِلذَّلِيلِ وَلِلْيَتِيمِ. أَنْصِفُوا الْمِسْكِينَ وَالْبَائِسَ. نَجُّوا الْمِسْكِينَ وَالْفَقِيرَ. مِنْ يَدِ الأَشْرَارِ أَنْقِذُوا» (مزمور 82: 3، 4) ويقول الحكيم سليمان: « فِعْلُ الْعَدْلِ وَالْحَقِّ أَفْضَلُ عِنْدَ الرَّبِّ مِنَ الذَّبِيحَةِ » (أمثال 21: 3) بمعنى أن العدل والحق أسمى من العبادة الطقسية. وقال الله على فم النبي إشعياء: « احْفَظُوا الْحَقَّ وَأَجْرُوا الْعَدْلَ» (إشعياء 56: 1).
وقد فرح قضاة بني إسرائيل بالحق، وقدَّم صموئيل القاضي والنبي للشعب تقريراً عن عمله القضائي، وهو يسلم مسؤولية القضاء لشاول الملك الأول على بني إسرائيل، فقال صموئيل: « اشْهَدُوا عَلَيَّ قُدَّامَ الرَّبِّ وَقُدَّامَ مَسِيحِهِ (الملك شاول): ثَوْرَ مَنْ أَخَذْتُ (يقصد الثروة الحيوانية) ، وَحِمَارَ مَنْ أَخَذْتُ (يقصد وسائل المواصلات) ، وَمَنْ ظَلَمْتُ، وَمَنْ سَحَقْتُ، وَمِنْ يَدِ مَنْ أَخَذْتُ فِدْيَةً لأُغْضِيَ عَيْنَيَّ عَنْهُ، فَأَرُدَّ لَكُمْ؟ (أي فأدفع تعويضاً) ». فَقَالُوا: «لَمْ تَظْلِمْنَا وَلاَ سَحَقْتَنَا وَلاَ أَخَذْتَ مِنْ يَدِ أَحَدٍ شَيْئاً» (1صموئيل 12: 3، 4).
وقام أنبياء ينادون بالعدالة الاجتماعية في أوقات الظلم والقهر، لأن محبة الله في قلوبهم جعلتهم لا يفرحون بالإثم بل يفرحون بالحق. وكان النبي عاموس من أقوى الأنبياء الذين هاجموا ظلم الغني للفقير، فقد نادى بالشعار العظيم: «ليجْرِ الحقُّ كالمياه والبرُّ كنهرٍ دائم» (عاموس 5: 24). ونادى بالعقاب على الظالمين ودعاهم إلى للتوبة، وقال: « اُطْلُبُوا الْخَيْرَ لاَ الشَّرَّ لِتَحْيُوا، فَعَلَى هَذَا يَكُونُ الرَّبُّ إِلَهُ الْجُنُودِ مَعَكُمْ كَمَا قُلْتُمْ. أَبْغِضُوا الشَّرَّ وَأَحِبُّوا الْخَيْرَ وَثَبِّتُوا الْحَقَّ فِي الْبَابِ (أي مكان المحاكمات) لَعَلَّ الرَّبَّ إِلَهَ الْجُنُودِ يَتَرَأَّفُ عَلَى بَقِيَّةِ (سبط) يُوسُفَ» (عاموس 5: 14، 15).
ولم يكن رجال الله يخشون أحداً في حب الحق ومهاجمة الظلم، فقد ذهب النبي ناثان إلى الملك داود ليوبخه على خطئه، عندما أخذ داود نعجة الرجل الفقير، وقال له: «أَنْتَ هُوَ الرَّجُلُ!» (2صموئيل 12: 7). ولم يهادن ولا أخذ في اعتباره أنه يكلم ملكاً. ولمست رسالة الرب على فم النبي ناثان قلب الملك داود فتاب وقال: «قَدْ أَخْطَأْتُ إِلَى الرَّبِّ». فَقَالَ نَاثَانُ لِدَاوُدَ: «الرَّبُّ أَيْضاً قَدْ نَقَلَ عَنْكَ خَطِيَّتَكَ. لاَ تَمُوتُ !» (2صموئيل 12: 13).
ما أجمل دعوة الله لنا على فم نبيه إشعياء: « اِغْتَسِلُوا. تَنَقُّوا. اعْزِلُوا شَرَّ أَفْعَالِكُمْ مِنْ أَمَامِ عَيْنَيَّ. كُفُّوا عَنْ فِعْلِ الشَّرِّ. تَعَلَّمُوا فِعْلَ الْخَيْرِ. اطْلُبُوا الْحَقَّ. انْصِفُوا الْمَظْلُومَ. اقْضُوا لِلْيَتِيمِ. حَامُوا عَنِ الأَرْمَلَةِ. هَلُمَّ نَتَحَاجَجْ يَقُولُ الرَّبُّ. إِنْ كَانَتْ خَطَايَاكُمْ كَالْقِرْمِزِ تَبْيَضُّ كَالثَّلْجِ. إِنْ كَانَتْ حَمْرَاءَ كَالدُّودِيِّ تَصِيرُ كَالصُّوفِ. إِنْ شِئْتُمْ وَسَمِعْتُمْ تَأْكُلُونَ خَيْرَ الأَرْضِ، وَإِنْ أَبَيْتُمْ وَتَمَرَّدْتُمْ تُؤْكَلُونَ بِالسَّيْفِ. لأَنَّ فَمَ الرَّبِّ تَكَلَّمَ» (إشعياء 1: 16-20).
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 06 - 2016, 07:39 PM   رقم المشاركة : ( 64 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,299,216

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: «المحبة لا تسقط أبداً»

أعطنا أن نفرح بك
«المحبة لا تسقط أبداً»
أنت يا سيدنا المسيح: بشخصك لأنك الحق،
وبكلمتك التي هي حق.
ونشكرك لأنك تريد أن تقدسنا في الحق.
ساعدنا لنفرح بكل من يؤمنون بالحق،
فيحررهم الحق، ويجعلهم يمارسون العدالة والحق.
وساعدنا لنفرح نحن أيضاً بالحق فنعمله ونمارسه ونحيا فيه،
فلا نظلم أحداً، ولا نفرح أو نشمت بظلم يصيب أحداً.
لتكن حياتنا دوماً على حق. في شفاعة المسيح.
آمين.
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 06 - 2016, 07:40 PM   رقم المشاركة : ( 65 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,299,216

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: «المحبة لا تسقط أبداً»

الفصل العاشر

المحبة المتفائلة
«المحبة لا تسقط أبداً»
(1كورنثوس 13: 7)
«اَلَمحبَّة تَحْتَمِلُ كُلَّ شَيْءٍ،
وَتُصَدِّقُ كُلَّ شَيْءٍ،
وَتَرْجُو كُلَّ شَيْءٍ،
وَتَصْبِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ» (1كورنثوس 13: 7).

قد تبدو الآية السابعة من أصحاحنا غير قابلة للتطبيق لأنها غير معقولة! هل يمكن أن واحداً يحتمل من إنسان آخر كل شيء، ويصدق كل ما يقوله، ويرجو منه الأفضل باستمرار. وعندما لا يحدث شيء من هذا، يصبر على كل شيء؟! فهذه كلمات كبيرة، متفائلة، تشمل كل شيء. ولكنها واقعية أيضاً، أجدها في المسيح، وأجدها أيضاً في الأم التي تستمد محبتها من محبة الله، كما أجدها في المؤمن الذي يسلك حسب الروح وليس حسب الجسد.
1- أجدها في المسيح:
إنه يحتملنا في خطايانا وبُعدنا. لقد قال لتلاميذه في العلية، وهو يعلم أنهم سيتركونه ويهربون بعد قليل: «لاَ أَعُودُ أُسَمِّيكُمْ عَبِيداً.. لَكِنِّي قَدْ سَمَّيْتُكُمْ أَحِبَّاءَ» (يوحنا 15: 15) فقد اعتبرهم أحباءه، مع أنهم لم يحبوه حتى يضحوا لأجله. وعندما نجيء إليه مصلين مع العشار: «اللهُمَّ ارْحَمْنِي أَنَا الْخَاطِئَ» (لوقا 18: 13) يصدقنا ويغفر لنا. ولو أن أحداً سأله: «كيف تقبل هذا الخاطئ الخائن؟» لجاوبه: «هذا العشار التائب الذي نزل إلى بيته مبرراً سيحيا حياة الاستقامة، وسيساعد غيره على أن يجد طريق التبرير. وحتى لو أخطأ فإني لا أسمح له أن ينطرح، بل سأسند يده» (مزمور 37: 24).

2- أجدها في الأم:
إنها تحتمل من طفلها متاعب لا يمكن أن يحتملها أي شخص آخر. وفي وسط هذه المتاعب إذا أبدى الطفل بادرة ذكاء بسيطة تهتف بفرح، وتمدحه، وتتوقع له مستقبلاً عظيماً. وهي تدافع عنه دائماً عندما يشتكي عليه أحد! وترى فيه أذكى وأجمل من وُلد على ظهر الأرض! وهذا بالطبع حُكم شخصي لا موضوعي، لأن «عين المحب عن كل عيب كليلة»! وعندما تراه يخطئ تؤمن أنه سيتغلب على أخطائه ويتعلم منها، وتثق أن مستقبل ولدها أفضل من ماضيه!

3- أجدها في المؤمن الروحي:
صدَّق إبراهيم خليل الله وعد الله له، وظل عشرين عاماً ينتظر تحقيق الوعد بولادة ابن الموعد من زوجته سارة. واحتمل الكثير وصبر «وَإِذْ لَمْ يَكُنْ ضَعِيفاً فِي الإِيمَانِ لَمْ يَعْتَبِرْ جَسَدَهُ- وَهُوَ قَدْ صَارَ مُمَاتاً إِذْ كَانَ ابْنَ نَحْوِ مِئَةِ سَنَةٍ- وَلاَ (اعتبر) مُمَاتِيَّةَ مُسْتَوْدَعِ سَارَةَ، وَلاَ بِعَدَمِ إِيمَانٍ ارْتَابَ فِي وَعْدِ اللهِ، بَلْ تَقَوَّى بِالإِيمَانِ مُعْطِياً مَجْداً لِلَّهِ. وَتَيَقَّنَ أَنَّ مَا وَعَدَ بِهِ هُوَ قَادِرٌ أَنْ يَفْعَلَهُ أَيْضاً» (رومية 4: 19-21).
إن الروح القدس يملك قلبه، ويعلِّمه أمور الله، فتنسكب محبة المسيح في قلبه، ويملأه فكر المسيح (رومية 5: 5). عندها يحيا حياة المحبة التي تحتمل كل شيء. وينفذ وصية الرسول بولس لتلميذه تيموثاوس: «وَمَا سَمِعْتَهُ مِنِّي بِشُهُودٍ كَثِيرِينَ، أَوْدِعْهُ أُنَاساً أُمَنَاءَ، يَكُونُونَ أَكْفَاءً أَنْ يُعَلِّمُوا آخَرِينَ أَيْضاً» (2تيموثاوس 2: 2) وفي أثناء هذا التدريب يثق المعلم في تلميذه، كما وثق معلمه فيه من قبل. وثق بولس في تيموثاوس، ودرَّبه واحتمله، وصدَّق أن الله سيستخدمه للبركة، فوضع تيموثاوس ثقته في الذين درَّبهم. وهكذا تُمارس المحبة التي تحتمل وتصدق وترجو وتصبر، لأنها تعلم أن الروح القدس يستخدم الكلمة فتأتي بثمر «لأَنَّهُ كَمَا يَنْزِلُ الْمَطَرُ وَالثَّلْجُ مِنَ السَّمَاءِ وَلاَ يَرْجِعَانِ إِلَى هُنَاكَ، بَلْ يُرْوِيَانِ الأَرْضَ، وَيَجْعَلاَنِهَا تَلِدُ وَتُنْبِتُ وَتُعْطِي زَرْعاً لِلزَّارِعِ وَخُبْزاً لِلآكِلِ، هَكَذَا تَكُونُ كَلِمَتِي الَّتِي تَخْرُجُ مِنْ فَمِي. لاَ تَرْجِعُ إِلَيَّ فَارِغَةً، بَلْ تَعْمَلُ مَا سُرِرْتُ بِهِ، وَتَنْجَحُ فِي مَا أَرْسَلْتُهَا لَهُ» (إشعياء 55: 10، 11). وهكذا يصدِّق المعلم عمل نعمة الله، ويرجو باستمرار أن ابنه الروحي سيكون أفضل منه.
عندما طلب أليشع من إيليا روح اثنين، قال له إيليا: «صَعَّبْتَ السُّؤَالَ» (2ملوك 2: 10). فقد كان الأمر صعباً على أليشع لو استجاب الله طلبه، لأن الاستجابة تعني أن مسؤوليات هائلة تنتظره، ضِعْف المسؤوليات الهائلة التي واجهت إيليا. كما كان سؤال أليشع صعباً على إيليا، لأن الرب هو الذي يمنح روح اثنين من إيليا، وليس إيليا هو الذي يمنح. ورغم ذلك لم يوبخ إيليا تلميذه أليشع بحجة أنه طماع أو طموح أكثر من اللازم، بل بالعكس فرح به لأنه يحبه، وقال له: «إِنْ رَأَيْتَنِي أُؤْخَذُ مِنْكَ يَكُونُ لَكَ كَذَلِكَ».
والأب الروحي عندما يكتشف أن تلميذه أخطأ يصبر عليه لأنه صبور طويل الأناة، قلبه عامر بالمحبة التي يمنحها الروح القدس، وهي المحبة التي تتأنى وترفق.
المحبة المتفائلة تصدق اعتذار المخطئ وتعطيه فرصة جديدة. وعندما يتأخر عن الوفاء بالوعود تنتظر المحبة أن تنصلح الأمور وترجو الإصلاح. ولما لا تتحقق الوعود تصبر المحبة على كل شيء، لأنها تغفر الفشل وترجو الخير. وتعلمنا هذه الآية أن المحبة المتفائلة تتوقع الأيام الحلوة والمواقف الأفضل مهما كانت الظروف الحالية سيئة. فلنتأمل كيف تتصرف المحبة المتفائلة.

  رد مع اقتباس
قديم 21 - 06 - 2016, 07:41 PM   رقم المشاركة : ( 66 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,299,216

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: «المحبة لا تسقط أبداً»

المحبة تحتمل كل شيء
«المحبة لا تسقط أبداً»
المحبة الحقيقية تحتمل كل شيء كما احتمل يعقوب الكثير من أجل محبته لراحيل ابنة خاله، فخدم خاله سبع سنوات، ثم سبع سنوات أخرى ليتزوج منها، وكانت تلك السنوات في عينيه كأيام قليلة بسبب محبته لها (تكوين 29: 20). وقد وصف يعقوب متاعب تلك السنوات بقوله: « كُنْتُ فِي النَّهَارِ يَأْكُلُنِي الْحَرُّ وَفِي اللَّيْلِ الْجَلِيدُ، وَطَارَ نَوْمِي مِنْ عَيْنَيَّ » (تكوين 31: 40).
والمحبة التي تحتمل كل شيء تفعل أمرين: (أ) تغفر الإساءة و(ب) تستر العيوب.
(أ) تغفر الإساءة وتتعايش مع المسيء: إنها كاحتمال المسيح للخاطئ وهو يقف أمام باب قلبه يقرع، حتى يسمع ويفتح (رؤيا 3: 20). فالمُعطي لا يزال يقف ويقرع، والمحتاج لا يسمع. ولكن المعطي يعرف أن المحتاج في مشكلة، وإن كان لا يدري بها، فيحتمله ويظل يقرع لينقذه مما هو فيه.
ولقد تعلم الرسول بولس من مثال المسيح، فاحتمل أهل كورنثوس وكتب لهم يقول: « بَلْ فِي كُلِّ شَيْءٍ نُظْهِرُ أَنْفُسَنَا كَخُدَّامِ اللهِ: فِي صَبْرٍ كَثِيرٍ، فِي شَدَائِدَ، فِي ضَرُورَاتٍ، فِي ضِيقَاتٍ، فِي ضَرَبَاتٍ، فِي سُجُونٍ، فِي اضْطِرَابَاتٍ، فِي أَتْعَابٍ، فِي أَسْهَارٍ، فِي أَصْوَامٍ، فِي طَهَارَةٍ، فِي عِلْمٍ، فِي أَنَاةٍ، فِي لُطْفٍ، فِي الرُّوحِ الْقُدُسِ، فِي مَحَبَّةٍ بِلاَ رِيَاءٍ » (2كورنثوس 6: 4-6).
وفي سبيل خدمة المسيح احتمل الرسول بولس شوكة الجسد التي أصابته، والتي قال عنها: « مِنْ جِهَةِ هَذَا تَضَرَّعْتُ إِلَى الرَّبِّ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ أَنْ يُفَارِقَنِي. فَقَالَ لِي: تَكْفِيكَ نِعْمَتِي، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضُّعْفِ تُكْمَلُ. فَبِكُلِّ سُرُورٍ أَفْتَخِرُ بِالْحَرِيِّ فِي ضَعَفَاتِي، لِكَيْ تَحِلَّ عَلَيَّ قُوَّةُ الْمَسِيحِ. لِذَلِكَ أُسَرُّ بِالضَّعَفَاتِ، وَالشَّتَائِمِ، وَالضَّرُورَاتِ، وَالاِضْطِهَادَاتِ، وَالضِّيقَاتِ، لأَجْلِ الْمَسِيحِ. لأَنِّي حِينَمَا أَنَا ضَعِيفٌ فَحِينَئِذٍ أَنَا قَوِيٌّ» (2كورنثوس 12: 8-10).
المحبة تحتمل، وقد قال المسيح: « مَنْ لاَ يَحْمِلُ صَلِيبَهُ وَيَأْتِي وَرَائِي فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذاً » (لوقا 14: 27). وقال أيضاً: « وَتَكُونُونَ مُبْغَضِينَ مِنَ الْجَمِيعِ مِنْ أَجْلِ اسْمِي. وَلَكِنِ الَّذِي يَصْبِرُ إِلَى الْمُنْتَهَى فَهَذَا يَخْلُصُ » (متى 10: 22) فالمحبة التي من الروح القدس هي التي تحتمل إلى أن يحقق لها الروح القدس ثمر احتمالها.
(ب) والمحبة التي تحتمل تستر العيوب: قال سليمان الحكيم: « الْمَحَبَّةُ تَسْتُرُ كُلَّ الذُّنُوبِ » (أمثال 10: 12) وتكررت الفكرة في قول الرسول بطرس: « الْمَحَبَّة تَسْتُرُ كَثْرَةً مِنَ الْخَطَايَا » (1بطرس 4: 8).
وقول الرسول بولس: « اَلَمحبَّة تَحْتَمِلُ كُلَّ شَيْءٍ » يعلمنا أن الذي يحب المسيح يحتمل متاعب الحياة، ويغفر إساءة الآخرين إليه ويستر عيوبهم، راضياً، لأنه يحب المسيح ويحبهم، ويريد أن يتمتع بعلاقة حلوة مع المسيح. إنه مثل الفنان الذي يحتمل الكثير في سبيل فنه، ويقف أمام لوحته ساعات طويلة، ويحرم نفسه من مسرات متنوعة لأنه يحب الفن!
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 06 - 2016, 07:42 PM   رقم المشاركة : ( 67 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,299,216

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: «المحبة لا تسقط أبداً»

المحبة تصدق كل شيء
«المحبة لا تسقط أبداً»
(أ) لأنها تركز فكرها على قوة المسيح المغيرة، ولا تركز على الشر. كان المؤمنون يخافون من شاول الطرسوسي ويسمعون أخباره برعب. وعندما طلب الرب من حنانيا أن يذهب إليه ليعمِّده خاف حنانيا، لأن شاول أوقع شروراً كثيرة بقدِّيسي الرب. لكن الرب في محبته طمأن قلب حنانيا، وقال له إن شاول في انتظاره، وإنه بعد معموديته سيتحمل الألم في سبيل المسيح بعد أن يصبح خادماً له. وقد تحقق كل ذلك، وتغيَّر شاول تماماً، وبدل أن يلقي القبض على حنانيا، سمح لحنانيا أن «يُلقي القبض عليه» فعمَّده خادماً للمسيح وأسيراً لمحبة الصليب (أعمال 9: 10-22). لقد صدق حنانيا إعلان الرب له رغم صعوبة تصديقه، لأنه يعلم مقدار قوة المسيح المخلِّص، ومقدار محبته للنفس الخاطئة.
جمع المسيح مجموعة من التلاميذ الضعفاء الذين لا حَول لهم ولا قوة اجتماعية ولا ثروة ولا درجات علمية، معظمهم من الصيادين، وقال لهم إنه سيجعلهم «صَيّادِي النَّاسِ» (مرقس 1: 17) ولم يكن من السهل أن يصدقوا أن الله سيصنع بهم عجائب ويؤسس بهم ملكوت السماوات. ولكن محبتهم للمسيح صدَّقت الذي أحبهم واختارهم ، فآمنوا أن ملكوت السماوات يشبه « حَبَّةَ خَرْدَلٍ أَخَذَهَا إِنْسَانٌ وَزَرَعَهَا فِي حَقْلِهِ، وَهِيَ أَصْغَرُ جَمِيعِ الْبُزُورِ. وَلَكِنْ مَتَى نَمَتْ فَهِيَ أَكْبَرُ الْبُقُولِ وَتَصِيرُ شَجَرَةً حَتَّى إِنَّ طُيُورَ السَّمَاءِ تَأْتِي وَتَتَآوَى فِي أَغْصَانِهَا» (متى 13: 31، 32).
ويتكلم الرسول بولس عن قوة الله الفعالة في المسيح فيقول: « عَمَلِ شِدَّةِ قُوَّتِهِ الَّذِي عَمِلَهُ فِي الْمَسِيحِ، (1) إِذْ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ، (2) وَأَجْلَسَهُ عَنْ يَمِينِهِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ، (3) وَأَخْضَعَ كُلَّ شَيْءٍ تَحْتَ قَدَمَيْه» (أفسس 1: 19-22). وهذه القوة نفسها التي أقامت المسيح (1) تُقيمنا من موت خطيتنا، (2) وتُجلسنا عن يمينه في السماوات، (3) وتعطينا نعمة الخضوع الكامل له، بعمل الروح القدس في قلوبنا.
(ب) المحبة التي تصدق كل شيء لا تركز على متاعب الحياة، لكنها تركز على رب العناية: «ا لإِنْسَان مَوْلُودٌ لِلْمَشَقَّةِ .. اَلإِنْسَانُ مَوْلُودُ الْمَرْأَةِ قَلِيلُ الأَيَّامِ وَشَبْعَانُ تَعَباً » (أيوب 5: 7 و14: 1). حقاً تمتلئ حياتنا بالمتاعب، ولو أننا ركزنا عليها سنضيع. لكن تركيزنا على عناية إلهنا يرحمنا ويرفعنا. سأل إبراهيم المولى: «أَدَيَّانُ كُلِّ الأَرْضِ لاَ يَصْنَعُ عَدْلاً؟» (تكوين 18: 25). نعم، سيصنع عدلاً! والمحبة تصدق أن كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله، الذين هم مدعوون حسب قصده، مهما كانت ظروفهم (رومية 8: 28). فإن الله دائماً يحوِّل نتائج الشر إلى خير.
كلنا يذكر كيف مشى الرسول بطرس على الماء، ولكن ما إن أدار وجهه عن المسيح وحوَّله إلى الأمواج الهائجة حتى أخذ في الغرق (متى 14: 22-33). وفي هذا درس بليغ لنا كلنا.
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 06 - 2016, 07:43 PM   رقم المشاركة : ( 68 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,299,216

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: «المحبة لا تسقط أبداً»

المحبة ترجو كل شيء
«المحبة لا تسقط أبداً»
(أ) لأن رجاء المحبة مبنيٌ على قوة خارجها هي قوة الله. ويقدم لنا أب المؤمنين إبراهيم نموذجاً لذلك، فقد وعد الله أن يجعله أباً لجمهور من الأمم، مع أنه لم يكن قد أنجب بعد (تكوين 17: 4). وكان إبراهيم متأكداً أن الله هو الذي يحيي الموتى، ويدعو الأشياء غير الموجودة كأنها موجودة. فعلى خلاف الرجاء البشري آمن إبراهيم على رجاء الوعد الإلهي أن يصير أباً لأمم كثيرة، كما قيل له: «هَكَذَا يَكُونُ نَسْلُكَ» وتقوَّى إبراهيم بإيمانه بصدق مواعيد الله، وأعطى المجد لله، وتيقن أن الله قادر أن يفعل ما وعد به، لأنه اختبر محبة الله وأمانته (رومية 4: 17-21). ولم يسجل الوحي هذه الحادثة عن إبراهيم وحده، بل عن كل من يؤمن إيمان إبراهيم، ويرجو تحقيق كل مواعيد الله، فيحسب الله له هذا الإيمان «براً».
والمحبة التي ترجو كل شيء تعرف قوة الله ورحمته ونعمته. لقد هجر الابن الضال بيت أبيه، ثائراً على أسلوب أبيه في الحياة. لكن الأب المحب كان يعلم أن ولده لن يجد مكاناً أفضل من بيت أبيه، فكان كل يوم يترقب الطريق، لعل الضال يرجع. ولما قرر الضال أن يعود، وإذْ كان لم يزل بعيداً، رآه أبوه فتحنن عليه، وركض إليه ووقع على عنقه وقبَّله (لوقا 15: 11-24). وقد نالت المحبة الراجية ما كانت تأمل فيه، وحقق الله للأب عودة ولده.
صلَّت القديسة مونيكا من أجل ولدها أغسطينوس أربعاً وثلاثين سنة. وكانت كلما صلَّت لأجله زاد ضلالاً. والتقت الأم الباكية المصلية بالقديس أمبروز في ميلانو واشتكت له عدم استجابة الصلاة، فسألها: «هل تصلين من أجله بدموع؟» فأجابت الأم: «نعم بدموع». فقال لها عبارة خالدة: «ابن الدموع لا يمكن أن يضيع». ولم يضِع أغسطينوس، بل عاد إلى الرب قديساً مباركاً. وقال القديس أغسطينوس في اعترافاته: «يا إلهي، كنت تناديني فأقول لك: ليس الآن، فتعود تنادي، وأعود أقول: ليس الآن، فتنادي حتى قُلت لك: هئنذا»!
محبة الله، ومحبة الأم، وكل محبة مصدرها المسيح ترجو كل شيء.
هل شريك حياتك بعيد عن الرب؟ المحبة ترجو كل شيء.
هل أخوك بعيد عن الرب؟ المحبة ترجو كل شيء.
لا يأس مع المسيح!
(ب) والمحبة متفائلة ترجو كل شيء، لأنها تعلم أن الذي جرى معها سيجري مع غيرها، فليس عند الله تغيير ولا ظل دوران (يعقوب 1: 17)، والمسيح « هُوَ هُوَ أَمْساً وَالْيَوْمَ وَإِلَى الأَبَدِ » (عبرانيين 13: 8). وعندما يدرك الرب نفساً بعيدة عنه ويجذبها إلى حظيرة الإيمان تدرك هذه النفس أن الضال سيعود مهما طال زمن الضلال، لأن محبة الله لا تتغير، وعمل الروح القدس لا يتغير، وحاجة النفس للتغيير لا تتغير. وفي أمل كامل تقول تلك النفس مع الرسول بولس: « أَسْعَى لَعَلِّي أُدْرِكُ الَّذِي لأَجْلِهِ أَدْرَكَنِي أَيْضاً الْمَسِيحُ يَسُوعُ» (فيلبي 3: 12). لقد أدرك المسيح شاول الطرسوسي الهارب منه وأمسك به وتوَّبه. فإن كان القاسي المقاوم العنيد قد صار تابعاً للمسيح، فلا بد أن غيره من المقاومين القُساة العنيدين يمكن أن يصبحوا من أتباع المسيح، لأن المحبة ترجو كل شيء!
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 06 - 2016, 07:44 PM   رقم المشاركة : ( 69 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,299,216

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: «المحبة لا تسقط أبداً»

المحبة تصبر على كل شيء
«المحبة لا تسقط أبداً»
ماذا تفعل المحبة عندما تحتمل وتصدِّق وترجو وتنتظر، دون أن يتحقق لها ما كانت تأمل فيه؟ الإجابة: إنها تصبر، لا صبر اليائس العاجز، بل صبر الراجي الذي يقول مع المرنم: «عِنْدَ الْمَسَاءِ يَبِيتُ الْبُكَاءُ، وَفِي الصَّبَاحِ تَرَنُّمٌ» (مزمور 30: 5). فلا بد أن ينتهي الليل، ولا بد أن تشرق الشمس!
عندما كانت مدينة السامرة محاصرة والشعب جائعاً، كان الملك يلبس المسوح عندما « صَرَخَتِ امْرَأَةٌ إِلَيْهِ: خَلِّصْ يَا سَيِّدِي الْمَلِكَ. فَقَالَ: لاَ! يُخَلِّصْكِ الرَّبُّ. مِنْ أَيْنَ أُخَلِّصُكِ؟ أَمِنَ الْبَيْدَرِ أَوْ مِنَ الْمِعْصَرَةِ؟ » فلم تكن هناك حبوب ولا زيت ولا عنب. ولكن النبي أليشع الذي رأى محبة الله وقدرته قال بكل أمل: « اسْمَعُوا كَلاَمَ الرَّبِّ. هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: فِي مِثْلِ هَذَا الْوَقْتِ غَداً تَكُونُ كَيْلَةُ الدَّقِيقِ بِشَاقِلٍ وَكَيْلَتَا الشَّعِيرِ بِشَاقِلٍ فِي بَابِ السَّامِرَةِ ». وقد كان! (2ملوك 6، 7).
المحبة تصبر لأنها تعلم أن تدخُّلات النعمة الإلهية دائماً تجيء في موعدها، وتدرك أن الله سيسرع بالخلاص.
لقد صبرت علينا محبة الله حتى تُبْنا، واحتملت عصياننا حتى أطعنا. فهل نحتمل من يُسيء إلينا؟
صدَّقتنا محبة الله وأعطتنا فرصاً جديدة. فهل يمكن أن نعطي شخصاً أساء إلينا فرصة جديدة ليتوب ويرجع إلى الله؟
وضعت فينا محبة الله أملاً كبيراً. فهل يمكن أن يكون لنا أمل في شخص آخر؟
«اَلَمحبَّة تَحْتَمِلُ كُلَّ شَيْءٍ، وَتُصَدِّقُ كُلَّ شَيْءٍ، وَتَرْجُو كُلَّ شَيْءٍ، وَتَصْبِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ».
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 06 - 2016, 07:45 PM   رقم المشاركة : ( 70 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,299,216

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: «المحبة لا تسقط أبداً»

أبانا السماوي
«المحبة لا تسقط أبداً»
نشكرك لأنك احتملتنا وصدقتنا عندما تُبنا إليك،
وانتظرت أن نكون مؤمنين صالحين.
وعندما أسأنا التصرف صبرت علينا.
ساعدنا لنحتمل غيرنا،
ولنصدق المسيئين إلينا عندما يعتذرون لنا.
أعطنا أن نرجو منهم خيراً،
وأعطنا أن نصبر على ضعفاتهم
كما صبرت أنت علينا،
لنكون شفوقين متسامحين
كما سامحنا الله أيضاً في المسيح.
عمِّق فينا هذا الدرس ونحن في محضرك كل لحظة.
ساعدنا لنقدِّم حباً فيك وفي المحيطين بنا.
في شفاعة المسيح.
آمين.
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
المحبة لا تسقط أبداً كمصدر للسعادة
المحبة لا تسقط أبداً كمبدأ حي
المحبة لا تسقط أبداً
المحبة لا تسقط أبداً
المحبة لا تسقط أبداً


الساعة الآن 07:37 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025