قصــة:
قرأت قصة عن أحد خدام الله.. أنه ذهب يوماً ما لزيارة امرأة فقيرة كان يعرف احتياجاتها. وحثه الرب أن يقدم لها مساعدة تكفي لسد هذه الاحتياجات. وعندما قرع الباب لمدة طويلة ولم يفتح أحد، انصرف ظانا أنها غير موجودة. وفي اليوم التالي تقابل معها في الكنيسة وأخبرها عن زيارته لها وغرضه من ذلك. فتأسفت المرأة جداً وقالت له "آه يا سيدي لقد كنت في المنزل وسمعت قرعاتك ولم افتح الباب. لقد ظننت أنك صاحب المنزل قد أتيت لتطالبني بالأجرة
أخي الحبيب.. يسوع يقرع على باب قلبك ليعطيك النعمة فهل تفتح ؟.
ثالثاً:- ليست من أعمال بشرية
إذ قد وضحنا أن النعمة هي عطية مجانية، فمعنى ذلك أنها ليست من أعمال بشرية. ويؤيد هذه الحقيقة كثير من الآيات الكتابية وأقوال الآباء القديسين.
فبولس الرسول يقول "فإن كان بالنعمة فليس بعد بالأعمال وإلا فليست النعمة بعد نعمة" (رو6:11). ويعود أيضاً ليزيد الأمر إيضاحاً فيقول: "لا بأعمال في بر عملناها نحن بل بمقتضى رحمته خلصنا … حتى إذا تبررنا بنعمته نصير ورثة حسب رجاء الحياة الأبدية." (تى5:3-7).
ويوضح الرسول السر في هذا، وهو منع الافتخار. لأن الإنسان إن كان يخلص بأعماله فيحق له أن يفتخر لأن ذراعه قد خلصته ولكن الرسول يقول في صراحة لا تحتمل التأويل "لأنكم بالنعمة مخلصون بالإيمان. وذلك ليس منكم. هو عطية الله. ليس من أعمال كيلا يفتخر أحد"(أف8:2،9).
ويقول بولس الرسول أيضاً: "ليس لي برى الذي من الناموس بل الذي بإيمان المسيح البر الذي من الله بالإيمان." (فى9:3).
ويعود فيقول: "إذ نعلم أن الإنسان لا يتبرر بأعمال الناموس بل بإيمان يسوع المسيح آمنا نحن أيضاً بيسوع المسيح لنتبرر بإيمان يسوع لا بأعمال الناموس. لأنه بأعمال الناموس لا يتبرر جسد ما." (غل16:2).
أخشى يا أخي أن تكون وأنت مسيحي تعيش كما كان اليهود يعيشون. فتعتمد على مجرد تأديتك لبعض فرائض العبادة دون أن تكون لك العلاقة الشخصية المبنية على بر المسيح ودون أن يكون لك الاتكال الفعلي على عمل النعمة المجاني فالرسول يقول "القوا رجاءكم بالتمام على النعمة التي يؤتى بها إليكم". (1بط13:1).
اسمع ما قاله الآباء في هذا الصدد وليت الرب يعطيك نعمة لتفهم وتختبر ما اعتبروه:
v .. كانوا أشراراً ومستعبدين لكنهم تحرروا ليس بمجهوداتهم الشخصية ولكن بالنعمة.. لم تكن توجد أي قوة بشرية تستطيع أن تحررنا من شرورنا لكن شكراً لله الذي أراد واستطاع أن ينجز هذا العمل الجليل.
(يوحنا ذهبي الفم)
(N. & P. Fathers 1st Ser, Vol. X1 P. 412).
v "إن لم تشرق علىَّ رأفتك يا الله سريعاً فليس لي من أعمالي ولا رجاء واحد للخلاص" (مار افرام السرياني).
[كتاب السبع طلبات لمشاهير قدسي الكنيسة ص46 طبع دير السرياني]
v "وبأعمالي ليس لي خلاص … فلهذا أسأل بعين رحيمة يأرب أنظر إلى ضعفي وزلي ومسكنتي. [الأجبية صلاة نصف الليل]
v "ويصبح الإنسان لابساً لله … وحينئذ تنفتح عينا قلبه وينظر النور الحقاني ويفهم أن يقول "إني بالنعمة تخلصت بالرب يسوع المسيح"
(القديس برصنوفيوس بستان الرهبان ص 181.)
v إن الإنسان لا يتبرر بمظاهر حياة القداسة وإنما بالإيمان بالرب يسوع، أي ليس بالأعمال بل بالإيمان، وليس بالأعمال الصالحة بل بالنعمة المجانية." (القديس أغسطينوس)
(N. P. Frs 1st. ser. Vol.5 P. 92)
v "لا تشك إذن فالخلاص بالإيمان وليس بالأعمال".
(القديس يوحنا ذهبي الفم)
(NP. Frs 1st. ser. Vol. X1 P. 378)