13 - 05 - 2012, 05:15 PM | رقم المشاركة : ( 61 ) | ||||
† Admin Woman †
|
235 - الصدّيق يترنم ويفرح
الانسان حين يحل به خير يفرح ويسعد ويغني ويرنم ، وحين يحل به شر يكتئب ويحزن ويبكي ويشكو ويتذمر ، لكن المسيحية كسرت تلك القاعدة وقلبت تلك البديهية . المسيحية اتت بالترنيم وقت الضيق وبالاغاني عند حدوث الشر . وسط الاضطهاد والمسيحيون يقادون الى القتل والموت والاستشهاد وهم يلقون للوحوش الكاسرة لتفترسهم أثناء اضطهاد الرومان كانت تصعد اصواتهم وتعلو بالتسبيح والترنيم والغناء . كان صوت ترنيمهم يغطي صوت زئير الوحوش وصراخ الجماهير والمسيحي حين يواجه العقبات والمشاكل والاضطهاد يرنم . يقول بولس الرسول : " لانه قد وهب لكم لاجل المسيح لا ان تؤمنوا به فقط بل ايضا ان تتالموا لاجله " ( فيلبي 1 : 29 ) . الالم لاجل المسيح اسمى من الايمان وحده . وحين كانت الاحجار تلقى فوق جسد شهيد المسيحية الاول استفانوس والاحجار تتساقط على جسده تحطمه وتمزقه ، ارتفع وجهه وكان كأنه وجه ملاك .( اعمال الرسل 7 ). المؤمن وقت الضيق يرى المسيح مصلوبا لاجله فيسعد ويفرح ، ويتشكل الالم داخله انغاما ً وموسيقى والحانا ً فيغني ويرنم . مرت باحد القديسين ضيقة وظلم واضطهاد ، وبينما هو في ذاته وسط الظلام والبرد والوحدة أشعل نارا ً في مدفأته وجلس وادهشه والظلام يغطي المكان والبرد يملأ البيت سمع صوت موسيقى ، موسيقى رتيبة جميلة ، ولم يكن حوله شيء تنبعث منه موسيقى هكذا . فحص المكان وبحث عن مصدر الموسيقى فوجد بالنار قطعة خشب تحترق وفي احتراقها يصدر منها صوت موسيقى شجية كانت فرعا من شجرة خاصة . وكانت تلك الشجرة كبيرة وارفة تعشعش فيها طيور مغردة واختزنت الشجرة وفروعها تلك الانغام فلما دخلت النار اخرجتها الحانا شجية جميلة رفعت روح الرجل وملئت قلبه تعزية وفرحة وشارك الخشب المحترق في الغناء ورنم وسبّح ونسى معاناته . قد تكون تمر في نار حامية تُحرق . النار تستطيع ان تخرج من داخلك لحنا ً . التجربة تستطيع ان تعزف على قيثارتك فترنم . رنّم للرب " رَنِّمُوا لِلرَّبِّ تَرْنِيمَةً جَدِيدَةً. رَنِّمِي لِلرَّبِّ يَا كُلَّ الأَرْضِ . "( مزمور 96 : 1 ) . " يحمدك يا رب كل ملوك الارض …يرنمون في طرق الرب لان مجد الرب عظيم . " ( مزمور 138 : 4 – 5 ) . يقول سليمان الحكيم : " الصدّيق يترنم ويفرح ." ( امثال 29 : 6 ) . |
||||
13 - 05 - 2012, 05:16 PM | رقم المشاركة : ( 62 ) | ||||
† Admin Woman †
|
236 - حين يريد الله منا ان نعمل عملا ً او يكلفنا بخدمة يدربنا ، ياخذنا ويدخل بنا الى مدرسة للتدريب والتعليم تطول او تقصر حسب مشيئته وحسب درجة اهمية وخطورة ومسؤولية العمل الذي سوف يكلفنا به وفترات التدريب قاسية وصعبة تحتاج الى بذل الجهد والعرق الا انه كما يقول الخبراء العسكريون : كل نقطة عرق تُبذل وتسكب وقت التدريب تمنع دماء كثيرة تُبذل وتُسكب وقت المعركة . الحداد يضع قطعة الصلب في النار ويصبر عليها حتى تلين والصائغ يضع الذهب في البوتقة ويراقبه حتى يصفو . اراد الله ان يعد موسى ليخرج شعبه من مصر ، وضعه في بيت فرعون ، قضى في القصر طفولته وصباه وشبابه وحين اصبح رجلا اخذه الى البرية ومرت به في البرية سنوات ، سنة وراء سنة ولما كملت اربعون سنة ظهر له ملاك الرب وسرى اليه من العليقة المشتعلة صوت الرب وقال له : هلم الان ، الان ارسلك الى مصر ، الان بعد اربعين سنة ادربك . اصبح موسى جاهزا للمهمة مستعدا لحمل المسؤولية بعد تدريب طويل شاق . واراد الله ان ينقذ يوسف وشعب الله من المجاعة وسار به رحلة تدريب ، بدأ الرحلة وهو يلبس رداء ملونا ، سار الرحلة عبر البئر التي القي فيها ثم مع قافلة حملته الى بيت فوطيفار ثم السجن ، ومرت السنوات ثقيلة سنة وراء سنة وحادث وراء حادث حتى جاء الوقت الذي انهى فيه يوسف تدريبه وخرج من السجن ليجلس على العرش وكان الرجل الثاني بعد فرعون وادى المهمة . وبولس الرسول ، شاول ، صال وجال يهدد ويضطهد ويقتل تلاميذ الرب وظهر له المسيح في الطريق وزلزله ، اسقطه على وجهه ثم ارسله الى حنانيا وعلمه حنانيا وارشده التلاميذ ، ثم اخذه الرب الى البرية ثلاث سنوات وبعد ان نال الكفاية من التعليم والتدريب ارسله الله رسولا للامم . والمسيح يسوع عاش ثلاثين عاما يعمل مع يوسف النجار في حانوته ثم خرج الى البرية وصارع الشيطان وغلب ثم بدأ مهمته . التدريب لازم لك . الله مدربك بجوارك عن قرب يراقبك يتابعك يوجهك ويرشدك ، يده قريبة وعينه مفتوحة ، اذا سال العرق على وجهك مسحه بيده ، اذا وهن البدن وتعبت قواك شجعك ، اذا شكوت سمع شكواك وتدخّل ، اذا ضجرت ربت عليك ، وسط دوامة التدريب تاكد انه يراك ويراقبك ويساعدك .
|
||||
13 - 05 - 2012, 05:17 PM | رقم المشاركة : ( 63 ) | ||||
† Admin Woman †
|
237 - تهب الريح وتقتلع الشجرة وتلقي بها في الارض وتزداد عوامل الطبيعة قسوة وتتراكم الاتربة والرمال عليها وتُدفن الشجرة باخشابها وفروعها في قلب الارض وترقد سنوات واجيال وسط الظلام والضغط تحت اكوام ثقيلة من الطين والحجر وتتوالى عليها الطعنات ، برد قارص وحر حارق ، ثلوج وبروق وصواعق ، وتسجى هناك تحت طبقات الارض تعاني الجفاف والصلابة وتتجمد وتختزنها الارض هي ومثيلاتها من الاشجار ، سنوات وسنوات ، ويأتي الانسان بفؤوسه وآلاته وادواته ويحفر الارض ويقلبها ويُطلق من باطنها وجوفها طاقة هائلة كامنة حبيسة في مناجمها . فحم اسود ، تفتتت الشجرة وتغيرت طبيعتها لتصبح طاقة نشطة ، كذلك كل المعادن الثمينة والاحجار الكريمة المدفونة في قلب الارض ، تتراكم عليها الاتربة والاحجار ، تختلط بها الرمال والاقذار وتتحول موادها الى قوى تتفجر وتحرّك ، أو كنوز غالية تُباع وتُغني . حتى انت تهب عليك الريح وتُلقي بك وتتراكم التجارب عليك وتتوالى عليك الآلام وتحل عليك المتاعب وتسقط عليك الشدائد وتتكون فيك طاقة روحية وقوى جبارة ومعادن ثمينة غالية . تتحول التجارب الى اختبارات والضغوط الى بركات . وإذ التقى بولس الرسول بالمسيح في الطريق الى دمشق وهو يقابل الصراعات والشدائد والمتاعب والتجارب من كل لون . عاش مطاردا ً مقيدا ً مسجونا ً مظلوما ً مجاهدا ً مكافحا ً . تراكمت عليه الاثقال وهوت عليه الضربات ، لكن الله حولها داخله طاقة روحية واجهت مضطهديه وصهرتهم ، طاقة جعلته بولس الرسول العظيم . وانت تحتاج في طريقك الى طاقة تدفعك الى الامام . طاقة تحملك وتسير بك كل الطريق الى ملكوت السموات . وهذه الطاقة لا تتكون وانت تعيش حياة الاسترخاء والراحة . الطاقة تتكون من تراكم الآلام وتتبلور من ضغوط التجارب . اصبر في الضيق ، جاهد وكافح ، قاوم واحتمل . اصلب عودك وارفع رأسك فكل ما تعاني منه اليوم هو الطاقة الروحية التي تحتاجها غدا ً . ما يواجهك ويعترض طريقك من مصاعب سيتحول حتما ً الى طاقة وقوة للمستقبل .
|
||||
13 - 05 - 2012, 05:18 PM | رقم المشاركة : ( 64 ) | ||||
† Admin Woman †
|
238 - يضع الله امامنا وعودا ً كثيرة رائعة في كتابه وبكلماته المقدسة ونفرح بها ونسعد ونقضي اوقاتا ً جميلة ونحن نتذكرها ونتلوها ، وتأتي الاوقات التي نحتاج فيها الى الله ليعين وبعطي ويبارك ، ونتقدم اليه ونرفع طلباتنا اليه ضعيفة هزيلة عاجزة ، وترتفع اليه مرتعشة متخاذلة غير محدودة بلا هدف او قصد ، وننتظر ونمل وننصد ونتباعد ونتصور ان الله لا يستجيب . كيف لا يستجيب ؟ وهو قد وعد ، كيف ينسى ؟ وهو قد تكلم . في خروجه من بيته وأرضه التقى يعقوب بالله ورأى سلم الله وملائكته وقال له الله ها انا معك واحفظك حيث ما تذهب وأردك الى هذه الارض . ( سفر التكوين 28 ) . وفي عودته الى ارضه وخوفه من لقاء عيسو أخيه ، رفع وجهه لله وصلى . قال يا اله ابي ابراهيم واله ابي اسحق ، الرب الذي قال لي ارجع الى ارضك . ذكر يعقوب الله الرب بوعده وقوله وكلامه بان يحسن اليه واعترف بضعفه وعجزه وخوفه . قال : صغير انا عن جميع الطافك وعن جميع الامانة التي صنعت الى عبدك نجني من يد اخي ، من عيسو لإني خائف منه وانت قد قلت اني اُحسن اليك واجعل نسلك كرمل البحر .( سفر التكوين 32 ) اعاد يعقوب في صلاته قول الله له ووعده بالاحسان اليه . اكد له تصديقه لكلامه واعتماده على امانته وتمسكه بقوله . واستجاب الرب لصلاة يعقوب ونجاه وباركه واحسن اليه . حين تأتي الى الله ، تعال اليه متسلحا ً بوعده ، متمسكا ً بعهده . الله لا يمكن ان يُنكر قوله السابق أو يغيّر كلامه الذي قاله . عندما يعدنا الله ويتكلم معنا فهو يضع نفسه تحت تصرفنا . يصبح مستعدا ً لعمل ما وعد به وتكلم . يكون جاهزا ً للاستجابة . بينما كان المسيح خارجا ً من أريحا مع تلاميذه كان بارتيماوس الاعمى جالسا ً وسمع صوت يسوع وتلاميذه فابتدأ يصرخ ويقول يا ابن داود ارحمني ، وناداه المسيح وسأله : ماذا تريد أن أفعل بك ؟ وبلا تردد وبلا تفكير قال : يا سيد أن ابصر . وشفاه المسيح ، استجاب لطلبه فللوقت أبصر .( مرقس 10 : 46 – 52 ) . حين تأتي الى المسيح حدد طلبتك وعينّها . |
||||
13 - 05 - 2012, 05:22 PM | رقم المشاركة : ( 65 ) | ||||
† Admin Woman †
|
239 - بعض ايامنا سوداء ، أيام يأس وقنوط وألم ومعاناة ، ليس بها نقطة بيضاء ، داكنة ، قاسية ، حزينة مؤلمة كريهة ، نحس وسط الظلام بالوحدة ، لا صوت ولا حركة ولا نور ، وفي الظلام يتضخم حجم الألم ، وفي السكوت يتضاعف صوت الأنين ، لكننا نعرف ان الله موجود . الايمان يفتح أنظارنا في الظلام فنراه ، وهو ينقذ ويسرع وينجد . الايمان يُسمعنا صوته بوضوح في السكوت . الايام المظلمة السوداء مدرسة الله التي تقودنا الى النور . ايام السكون والوحدة والوحشة مدرسة الله التي توفرنا للشركة معه . مر ابراهيم وسارة بسنوات عجاف ، سوداء بلا ولد ولا ذرية ، وبعد سلسلة من الاختبارات والصمود جاء اسحق بعد ان شاخا . مر يوسف بسنوات جافة سوداء بعيدا ً عن ابيه وبيته وعبر جسورا ً كثيرة وتمسك بإيمانه بالرب فاعتلى العرش . وكل رجال الله ونساءه أحاطت بهم سنوات طويلة سوداء . والايمان الصامد وحده هو الذي يبدد الظلام ويطرد السواد . يقول بولس الرسول في رسالته الى العبرانيين: " و لكن بدون ايمان لا يمكن ارضاؤه لانه يجب ان الذي ياتي الى الله يؤمن بانه موجود و انه يجازي الذين يطلبونه "( عبرانيين 11 : 6 ) . وقف الفتية الثلاثة امام نبوخذنصر متهمين بعصيان أمر الملك . رفضوا السجود لتمثال الذهب حين علا صوت العزف والموسيقى . قابلوا غضب الملك بالصمود والثبات وهو يقول : من هو الاله الذي ينقذكم من يدي ؟ وبايمان ومعرفة بذلك الاله قالو هوذا يوجد الهنا الذي نعبده يستطيع ان ينجينا من اتون النار المتقدة ومن يدك ايها الملك . ايمان قوي صامد يرضي الله لذلك نجاهم الرب من اتون النار ولم تمس النار شعرة من رؤوسهم ، واعترف نبوخذنصر الملك بالله وقال : تبارك الله الذي ارسل ملاكه وانقذ عبيده الذين اتكلوا عليه .( دانيال 3 ) . في جثسيماني رفع المسيح رأسه للآب وقال بايمان يا أبتاه إن شئت ان تزيل عني هذه الكأس ولكن لتكن لا ارادتي بل ارادتك .( لوقا 22 : 42 ، 44 ) هذا هو الايمان : (إن شئت ولكن لتكن ارادتك ) . في وسط اللحظات السوداء في البستان ، في المعاناة وقطرات عرق المسيح تسيل كقطرات دم ٍ من جبينه يقول : إن شئت ، إن أردت فلتكن مشيئتك وارادتك . هذا هو الايمان الذي يبدد سواد الايام واللحظات . آمنت يا رب فقوي إيماني . |
||||
13 - 05 - 2012, 05:24 PM | رقم المشاركة : ( 66 ) | ||||
† Admin Woman †
|
240 - الهك غني ، غني جدا ّ . خزائن السموات حافلة بكل البركات . الله قادر قوي ، كل ما شاء صنع وكل ما قال فعل . وانت وانا وكل ابن لله له كل ما لله ، خزائن السماء وكنوز الارض " مَهْمَا سَأَلْتُمْ بِاسْمِي فَذلِكَ أَفْعَلُهُ " ( يوحنا 14 : 13 ) .هل تؤمن بذلك ؟ هل تؤمن ؟ اطلب لنفسك آية من الرب الهك ، عمّق طلبك أو رفّعه الى فوق " اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَا طَلَبْتُمْ مِنَ الآبِ بِاسْمِي يُعْطِيكُمْ . إِلَى الآنَ لَمْ تَطْلُبُوا شَيْئًا بِاسْمِي. اُطْلُبُوا تَأْخُذُوا، لِيَكُونَ فَرَحُكُمْ كَامِلاً . " ( يوحنا 16 : 23 ، 24 ) . أترى ؟ الله غني وغناه كله في متناول يدك ، اطلب ما شئت ، اطلب . هو قادر ان ينفذ طلبتك مهما عظمت . حلّق بايمانك واطلب وطالب بما تشاء . كل ما تراه بالايمان هو لك . بوسع الله ان يهبك اياه . ارفع عينيك ، وسّع خيالك ، ثقّل طلباتك الزمنية والروحية ، اقترب من الله ، ثق ان كلمته موجهة لك ، اعتمد على امانته واطلب تنل . خرج ابراهيم ولوط وسارا في الارض معا ً وحدثت مخاصمة بين رعاة ابراهيم ورعاة لوط ، تشاحن الرعاة وهدد سلامة الشركة بينهما فقال ابراهيم لا تكن مخاصمة بيني وبينك وبين رعاتي ورعاتك لاننا نحن اخوان ، الارض امامك ، اعتزل عني إن ذهبت شمالاً فانا يمينا ً وان يمينا فانا شمالا ً واختار لوط الارض الخضراء الخصبة وارتحل شرقا ً وقبل ابراهيم ارض كنعان وارتحل اليها . وبعد ان ذهب لوط قال الرب لابراهيم ارفع عينيك وانظر من الموضع الذي انت فيه وانظر شمالا ً وجنوبا ً وشرقا ً وغربا ً لان جميع الارض التي انت ترى لك اعطيها .( سفر التكوين 13 ) . كل الارض لا اليمين أوالشمال فقط كما قال ابراهيم للوط بل كل الارض من جميع الاتجاهات اعطاها الله لابراهيم . هكذا الله يعطيك كل ما تستطيع ان تتخيله وتراه بعين ايمانك . احيانا نقلل من حجم الله حين نقلل من حجم طلباتنا منه . الله عظيم ، الأعظم . اجعل طلباتك عظيمة ، اعظم الطلبات . لا تهتم بما تأكل او بما تشرب ، الاكل كله حولك ، الشراب كله حولك . الله يدبّر اكل الاسد ويدبّر طعام النملة . الله يوفر شراب الفيل ويوفر شراب العصفور . اطلب ما هو اعظم ، اطلب ملكوت الله وهذه جميعها تزاد وتضاف وتعطى لك .( متى 6 : 33 ) . |
||||
13 - 05 - 2012, 05:27 PM | رقم المشاركة : ( 67 ) | ||||
† Admin Woman †
|
241 - الفجوة يا لها من فجوة عميقة جائت لتفصل بين الانسان والهه وهي السبب الحقيقي في شقاء البشرية وتعاستها ولن يسترد الانسان سعادته المفقودة الا اذا تمكن من تخطي هذه الفجوة بصورة او باخرى حتى تتصل علاقته بخالقه وتعود الشركة بينه وبين الله مصدر "كل عطية صالحة وكل موهبة تامة " ( يعقوب 1 : 17 ) . فنحن بعيدا ً عنه تعالى تعوزنا المقومات الاساسية للسعادة ، نفتقر الى شعور بالامان في مواجهة المخاطر الظاهرة الحقيقية ، فكوارث الطبيعة تهددنا واصابات الحياة العصرية كثيرة من حولنا وعدالة الدينونة تطاردنا كما نشعر بحاجتنا لمحبة صادقة قوية الى من يحبنا لذواتنا بالرغم من الحالة التي تردينا اليها ومع ان الله عارف بجميع احتياجاتنا وقادر في غناه الذي لا يستقصى ان يسددها كلها ، ولكن اين الله واين نحن من جلاله ، هوذا الله في علو السموات اما نحن ففي الارض نسكن بيوتا ً من طين ، هو القدوس الطاهر اما نحن فاشرار دنسون ، ولذلك فاعز امنية تطلعت اليها البشرية منذ سقوط الانسان الاول هي ان تجد طريقها الى الله لترجع اليه وتسعد بين احضانه . قد حاول الانسان مستميتا ً تحقيق هذه الامنية بوسائله الخاصة ولكن الفجوة كانت اكبر من كل الامكانيات البشرية ولهذا كان طبيعيا ً ان يصاب الانسان بالاحباط وهو يقف امام هذه الفجوة السحيقة وكأنها الهوة العظيمة التي اثبتت بين الغني المعذب واليعازر المتنعم في احضان ابراهيم ( لوقا 16 : 26 ) . ومن هنا جائت صرخة ايوب " من يعطيني ان اجده " ( ايوب 23 : 3 ) . ازاء عجز الارض تحركت السماء ونزل ابن العلي من عليائه ليولد على ارضنا . نعم جائنا ابن الله آخذا ً صورة عبد صائرا ً في شبه الناس ( فيلبي 2 : 7 ) . وهكذا ارتبطت الارض بالسماء والانسان بالله فاتصلت الفجوة بل زالت الفجوة التي تولدت بسبب معصية الانسان وتمرده " إن الله كان في المسيح مصالحا العالم لنفسه غير حاسب لهم خطاياهم " ( 2 كورنثوس 5 : 19 ) . نعم جاء المصالح الذي كان يفتقده ايوب : "ليس بيننا مصالح يضع يده على كلينا " ( ايوب 9 : 33 ) . وما كان مصالحا غيره يستطيع ان يضع يده على الله ذاته لأنه وحده ابن الله الحي " بهاء مجده ورسم جوهره وحامل كل الاشياء بكلمة قدرته " ( عبرانيين 1 : 3 ) . |
||||
13 - 05 - 2012, 05:29 PM | رقم المشاركة : ( 68 ) | ||||
† Admin Woman †
|
242 - خلق الله الانسان وابدع في خلقه فاصبح اسمى كل الخليقة وخلق جسد الانسان وبدقة وحكمة وقدرة وكل عضو فيه خلقه ليعمل . العقل ليفكر ويحرك الوعي ، القلب لينبض ويضمن الحياة ، وكل عضو في الجسد له عمل هام خلقه الله لكي يعمله والجميع يعمل لصالح الجسد ، وتوّج الانسان بحرية الارادة ، ارادة حرة واختيار مطلق السراح ، ويستطيع اي انسان ان يستخدم اعضاء جسده في الخير او الشر . اليد يستخدمها الانسان لأعمال صالحة او اعمال شريرة . الرجل يمكن ان تذهب الى الضلال او تركع وتعبد الله والعين لترى وتنظر والنظر يمكن ان يكون نعمة او نقمة . نظرت حواء بعينيها الى الثمرة المحرمة وامعنت النظر ورأت الشجرة جيدة للاكل بهجة للعيون شهية للنظر وقطعت واكلت واعطت ادم فاكل وعصي الله واقترف الشر وجلب اللعنة للانسان . والقى داود النبي بصره على امرأة غيره واشتهاها واخطأ وكانت خطيئته نقطة سوداء في حياته جلبت الموت والحزن والبكاء . وقال المسيح : "سراج الجسد هو العين فان كانت عينك بسيطة فجسدك كله يكون نيرا ً وان كانت عينك شريرة فجسدك كله يكون مظلما ً" ( متى 6 : 22 ، 23 ) ." فان كانت عينك اليمنى تعثرك فاقلعها والقها عنك لانه خير لك ان يهلك احد اعضائك ولا يلقى جسدك كله في جهنم ." ( متى 5 : 29 ) . العين الشريرة تركز نظرها في الارض ، في التراب في النجاسة ، والعين الصالحة ترسل نظرها الى السماء ، الى الله ، الى القداسة . يرنم داود النبي فيقول : " اليك رفعت عيني يا ساكنا ً في السموات " ( مزمور 123 : 1 ) .يرفع داود النبي عينيه الى السماء متأملا ً جمال الله وصلاحه ويسبّح في عبادة الله ويمجده ويحيى في شركة قداسة معه ، ويرفع عينيه الى الله يترجاه ويستنزل رحمته وعطفه واحسانه عليه ويحيا في خيرات الله وبركاته ونعمه واحساناته وغناه ويرفع داود النبي عينيه الى اعلى ويقول : "ارفع عيني الى الجبال من حيث يأتي عوني معونتي من عند الرب صانع السماوات والارض " ( مزمور 121 : 1 ، 2 ) . لا يدع رجلك تزل لا ينعس حافظك ، الرب يحفظك من كل شر . الله يريدك ان ترفع عينيك اليه ، خلقهما لكي تراه بهما ، الله يسعد بان يرى عينيك متجهتين نحوه في العلاء ، في السماء . ارفع عينيك اليه حيث البهاء والخير والعون . ابعد عينيك عن التراب حيث النجاسة والشر والعثرة . ما اروع ان ترى الله دائما ً فهو دائما ً يراك . دائما ً . |
||||
13 - 05 - 2012, 05:29 PM | رقم المشاركة : ( 69 ) | ||||
† Admin Woman †
|
243 - حين يحل الظلام تصعب الرؤيا ، نظرة العين لا تقدر على اختراق الظلام ، ونرتعب ، نخاف ، كلما امعنا النظر نرى خيالات مفزعة تتحرك وتعمل في الظلمة ، ونغمض عيوننا فلا فائدة منها ، انتفت القدرة على البصر ، عيوننا لا تبصر ، وتتحرك قلوبنا وعقولنا ونستعيض بها على البصر، نرى ببصائرنا ، نرى في الظلمة نورا ً ، نرى وسط الظلام نور الله ، نرى الله . الظلام لا يخفي الله عن عقولنا وقلوبنا حتى ولو لم تره عيوننا ، هو دائما ً هناك ويظهر نوره أبهى وسط الظلام . هو دائما ً هناك ويرسل قدرته لنا وقت الضعف . حين تحيط بنا التجارب وتشل حركتنا يرفعنا بجناحيه فنطير . حين يحل بنا الحزن والمرض والألم ينزل الينا ويرافقنا . وسط حمأة الشك واليأس والفشل نرى مجده . وسط ظلمة الموت ورائحته الكريهة نجده قائما ً . مات الملك عزريا ، الملك الطيب الصالح ، مات الملك ، مات . وفي مواجهة موت الملك وقف اشعياء النبي حزينا ً يائسا ً ، لكنه في لوعته وانهياره رأى السيد ، رأى سيده وسيد الملك عزريا ، رآه ، رأى السيد جالسا ً على العرش ، رآه على كرسي عالٍ ومرتفع . كان عزريا الملك سندا ً لأشعياء النبي ولما مات ضاع السند ، لكن الله ملك الملوك جاء واصبح سندا ً له ، سندا ً لا يعادله سند . كان عزريا الملك يحتل كرسي المملكة ويجلس على عرشها ، لكن الله يحتل كرسي الأرض والسماء ويجلس على عرشهما . مات الملك ليرى اشعياء الله الحي قائما ً حيا ً الى الابد . في حياة الملك كان اشعياء يركز اعتماده على انسان محدود القدرة والسلطان وفي موت الملك استطاع اشعياء أن يرى الله اللامحدود القدرة والسلطان . رأى السرافيم واقفين وينادون : قدوس ، قدوس ، قدوس رب الجنود ، مجده ملء كل الارض ( اشعياء 6 : 1، 2 ، 3 ) . اعظم وأبهى وأعلى من كل امجاد الملوك .
حين يحل بك الموت لا تفزع فالله هناك ، والله حي . لو مات كل من نعتمد عليهم لا تخف ، الله هناك ، الله لايموت . انظر بعينيك مخترقا ً الظلام الاسود ، لا تنظر بعينيك ، انظر بعقلك وقلبك وايمانك ترهُ يطرد الظلام ، ترهُ جالسا ً على كرسي عال ، كرسي مجيد ومرتفع . الله لا يسمح بالظلام ليعمي عينيك . الله يريدك في الظلام أن تفتح عينيك لتراه . الله لا يسمح بالموت ليكسر قلبك . الله يقودك لأن تعرفه حيأ ً الى الأبد . |
||||
13 - 05 - 2012, 05:29 PM | رقم المشاركة : ( 70 ) | ||||
† Admin Woman †
|
244 - ننظر حولنا فنرى الاشرار ينجحون ، يرتعون في الملذات ويتمتعون . نجد الظالمين على الكراسي العالية ، يستبدون ، يتمادون ويفجرون . اللصوص يغتنون ، يمتلكون ويكتنزون ، يلهون ، يأكلون ويشربون . والاخيار ، الابرار يعانون ، يتألمون ، يقاسون ، يُطحنون ، يُلقون في الظلام ، يقيدون ، يضربون بالسياط ، يعذبون . فالشرفاء معوزون ، فقراء محرومون ، يعيشون جياعا ً عطشانين . وندهش ونفجع ونغار كما يقول المرنم في مزاميره : " غِرْتُ مِنَ الْمُتَكَبِّرِينَ، إِذْ رَأَيْتُ سَلاَمَةَ الأَشْرَارِ. لأَنَّهُ لَيْسَتْ فِي مَوْتِهِمْ شَدَائِدُ، وَجِسْمُهُمْ سَمِينٌ . " ( مزمور 73 : 3 ، 4 ) . حتى ادرك وفهم عندما دخل الى حضرة الله وهناك انفتحت عينيه . يقول :" حَتَّى دَخَلْتُ مَقَادِسَ اللهِ، وَانْتَبَهْتُ إِلَى آخِرَتِهِمْ . " ( مزمور 73 : 17 ) . ادرك وفهم ان العبرة ليست الآن ، بل العبرة في الآخرة التامة . يقول : " حَقًّا فِي مَزَالِقَ جَعَلْتَهُمْ. أَسْقَطْتَهُمْ إِلَى الْبَوَارِ." ( مزمور 73 : 18 ) . فكل تكبر اليوم يقودهم الى العذاب الابدي . كل ما يحصلون عليه اليوم يُصبح قشا ً يُحرق في النار كالغني الذي عاش متنعما ً مترفها ً في حياته يلبس البز والارجوان ولعازر مطروح عند بابه مضروبا ً بالقروح جائعا ً لا يحصل على الفُتاة ومات وحُمل لعازر الى حضن ابراهيم والغني القي في الجحيم . وحين طلب الغني من ابراهيم ان يرسل لعازر ليبل طرف اصبعه بماء ليبرد لسانه ، فهو معذب في اللهيب ، أجابه ابراهيم انه قد استوفى خيراته في حياته واستوفى لعازر البلايا ، والآن الواحد يتعزى والآخر يتعذب . ( لوقا 16 : 20 – 31 ) . هكذا يستوفي الاشرار افراح الحياة وملذاتها الفانية ، وحين يذهبون الى الحياة الدائمة الباقية يتعذبون . لو ادرك الناس ذلك لما تمادوا في غيهم وظلمهم وشرهم ، ولو ادرك الابرار ذلك ايضا ً لما اندهشوا وفزعوا وشعروا بالغيرة . ما يحدث هنا مؤقت ، عمره قصير يظهر قليلا ً ثم يضمحل أما هناك فدائم لا نهاية له باقٍ ، أبدي ، لا ينتهي . لا تغر من الاشرار فنهايتهم مخيفة ، مرعبة واسلك سلوك الابرار فنهايتهم مجيدة ، رائعة . يقول داود النبي :" لاَ تَغَرْ مِنَ الأَشْرَارِ، وَلاَ تَحْسِدْ عُمَّالَ الإِثْمِ ، فَإِنَّهُمْ مِثْلَ الْحَشِيشِ سَرِيعًا يُقْطَعُونَ، وَمِثْلَ الْعُشْبِ الأَخْضَرِ يَذْبُلُونَ. " ( مزمور 37 : 1 ، 2 ) . عاملوا الشر يقطعون والذين ينتظرون الرب هم يرثون الارض . بعد قليل لا يكون الشرير . تطلع في مكانه فلا يكون اما الودعاء فيرثون الارض ويتلذذون في كثرة السلامة . |
||||
|