![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 61 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() المغفرة بالمعمودية ![]() يقولون: المغفرة بالمعمودية تحول الغفران من عمل باطني للتوبة والإيمان، إلى عمل سطحي! ونجيبهم بأن هذا الكلام يصح، لو كانت معمودية بدون إيمان، وبدون توبة! ونحن نطلب من المتقدم إلى المعمودية، أن يجحد الشيطان (للتوبة)، وأن يعترف بالإيمان. وإن كان طفلًا، ينوب أحد والديه عنه في ذلك. وهذا ما فعله القديس بطرس الرسول مع الذين آمنوا من اليهود، ونخسوا في قلوبهم. وقال لهم إلى جوار إيمانهم (توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لمغفرة الخطايا) (أع 2: 38) وهكذا اجتمع الإيمان والتوبة والمعمودية معًا لنوال المغفرة. |
||||
|
|||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 62 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الإيمان ونوال الروح القدس إنهم كما يحاولون الغاء سر المعمودية، أو ما لهذه المعمودية من فاعلية، يحاولون أيضًا إلغاء سر المسحة المقدسة. فيقولون إن الإيمان هو الوسيلة لحلول الروح القدس. ويعتمدون في ذلك علي قول الرب: (من آمن بي كما قال الكتاب تجرى من بطنه أنهار ماء حي. قال هذا عن الروح الذي كان المؤمنون به مزمعين أن يقبلوه. لأن الروح القدس لم يكن قد أعطى بعد..) (يو 7: 38، 39) ويعتمدون أيضًا على قول القديس بولس الرسول في رسالته إلى أهل أفسس: (إذ آمنتم، ختمتم بروح الموعد القدوس) (أف 1: 13) ![]() الرد على الاعتراض إن الروح القدس لا يناله المؤمن بمجرد إيمانه، بل ينالوه كخطوة تالية للإيمان. وقد تكون بينهما فترة طويلة ونفس النص الذي أورده الإخوة البلاميس يحمل هذا المعنى، إذا ورد فيه (قال هذا عن الروح الذي كان المؤمنون به مزمعين أن يقبلوه، لأن الروح القدس لم يكن قد أعطى بعد) (يو 7: 39) إذن هؤلاء به، لم ينالوا الروح القدس بمجرد إيمانهم، وإنما كانوا مزمعين أن يقبلوه.. ![]() ومتى قبلوا الروح القدس..؟ قبلوه في يوم الخمسين كالآباء الرسل، أو بعد الخمسين مثل كثير من المؤمنين الآخرين. إنه عطية من الله ينالها المؤمن بعد الإيمان، وبعد المعمودية أيضًا. ولهذا قال القديس بطرس لليهود بعد إيمانهم في يوم الخمسين: (توبوا، وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لمغفرة الخطايا، فتقبلوا عطية الروح القدس) (أع 2: 38). إذن الإيمان والتوبة والمعمودية، تمهيد لقبول الروح القدس. وكان الروح القدس يمنح في بداية العصر الرسولي، بوضع يد الرسل. ثم صار يمنح بالمسحة المقدسة، كما شرح القديس يوحنا الرسول في رسالته الأولى (وأما أنتم فلكم مسحة من القدوس) (1يو 2: 20) (وأما أنتم فالمسحة التي أخذتموها منه ثابتة فيكم) (1يو 2: 27). وسفر أعمال الرسل يقدم لنا مثالين أن الروح القدس ما كان ينال مع الإيمان، إنما هو عطية مستقلة تمامًا، قد ينالها المؤمنون بعد فترة من إيمانهم. وهذان المثلان هما إيمان السامرة (أع 8)، وإيمان أفسس (أع 19). أ قيل عن إيمان السامرة: (ولما سمع الرسل الذين في أورشليم أن السامرة قد قبلت كلمة الله، أرسلوا إليهم بطرس ويوحنا، اللذين لما نزلا صليا لأجلهم لكي يقبلوا الروح القدس، لأنه لم يكن قد حل على أحد منهم، غير أنهم كانوا معتمدين باسم الرب يسوع. حينئذ وضعا الأيادي عليهم، فقبلوا الروح القدس) (أع 8: 14 17). هؤلاء كانوا مؤمنين ومعتمدين، ولم يكن الروح القدس قد حل على أحد منهم. ونالوه بوضع أيدي الرسولين فيما بعد. ب أما من جهة تلاميذ أفسس، فإن بولس الرسول سألهم: (هل قبلتم الروح القدس لما آمنتم؟) فأجابوه: (ولا سمعنا أن يوجد الروح القدس) (أع 19: 2) وكانوا قد اعتمدوا بمعمودية يوحنا.. (فاعتمدوا باسم الرب يسوع. ولما وضع بولس يده عليهم، حل الروح القدس عليهم) (أع 19: 5، 6). وهؤلاء كانوا قد آمنوا فقط. وعلى الرغم من إيمانهم، ما كانوا يعملون أنه يوجد الروح القدس. والإيمان لم يهبهم الروح.. كما يدعى الإخوة البلاميس! لذلك اعتمدوا أولًا، ثم قبلوا الروح القدس بوضع يد الرسول القديس بولس. وبالنسبة إليهم كان الإيمان عملًا مستقلًا عن المعمودية عن قبول الروح.. إن الإيمان مجرد تمهيد لقبول الروح. ولا ينال الروح إلا من آمن أولًا. وحينئذ ينال الروح بعد المعمودية. ولما قال الرسول: (إذ آمنتم، ختمتم بروح الوعد) (أف 1: 13) إنما قصد أن الإيمان كان التمهيد لختمهم بالروح. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 63 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() هل خَلُصَ هؤلاء في لحظة؟! ![]() أرانى أحدهم نبذة بروتستانتية عنوانها من الخارج هو: (بدعة الخلاص في لحظة) أما في داخلها، فدفاع عن هذه البدعة يختتم بعبارة: ,, إذن الخلاص في لحظة حقيقة مؤكدة..!! وعرفت أن القصد من عنوان النبذة هو محاولة لإعطائها صورة أرثوذكسية من الخارج تغرى الأرثوذكسي بقراءتها، كما لو كانت صادرة من الكنيسة! بينما في داخلها تعليم غير أرثوذكسي!! ولست حاليًا بصدد الحكم على هذا الأسلوب في النشر، ومدى روحانيته، ومدى صراحته في الإيمان (1تى 1: 2) إنما سأتعرض للموضوع ذاته، وأناقش النقاط الأساسية فيه. وسنتناول الأمثلة التي ذكرها الكاتب بالتتابع. وفي مقدمتها: العشار والابن الضال، وهل خلص كل منهما في لحظة؟ ![]() لم يكن السيد المسيح في أي من هذين المثلين يشرح عقيدة الخلاص، إنما كان في أحدهما يتحدث عن أهمية الاتضاع، وفي الثاني يتحدث عن أهمية التوبة. هل يرى أخوتنا البروتستانت أن الاتضاع والتوبة هما سبب الخلاص؟! إذ لم يذكر في مثل العشار، ولا في مثل الابن الضال، أي شيء عن الإيمان، ولا عن الفداء والكفارة ودم المسيح! وذلك لأن لكل منهما هدفًا آخر. فلماذا إذن يستخدم كلام الكتاب في غير موضعه؟! وما هي المناسبة الخاصة بكل من هذين المثلين؟ |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 64 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() هل خلص العشار في لحظة؟ أما عن مثل العشار، فيقول القديس لوقا الإنجيلي عن الرب: (وقال لقوم واثقين بأنفسهم أنهم أبرار، ويحتقرون الآخرين، هذا المثل: إنسانان صعدا إلى الهيكل ليصليا، واحد فريسي والآخر عشار) (لو 18: 9، 10) وانتهى المثل بعبارة: (لأن كل من يرفع نفسه يتضع، ومن يضع نفسه يرتفع) هنا إذن تركيز على مقارنة بين الكبرياء والاتضاع.. أو مقارنة بين الافتخار والانسحاق.. وكيف أن الإنسان ينخفض ويدان بالكبرياء والافتخار، بينما يتبرر بالاتضاع والانسحاق. ![]() ولكن الإخوة البروتستانت الذين ينادون بأن التبرير بالإيمان، يركزون هنا على عبارة: (نزل إلى بيته مبررًا دون ذاك) التي قيلت عن العشار بسبب اتضاعه وانسحاقه! فهل هم يؤمنون أن التبرير يكون بالاتضاع؟! إن الاتضاع عمل، والانسحاق عمل، والاعتراف بالخطية عمل. فهل يخلص العشار بأعماله؟وما مركز الدم والكفارة والفداء؟ حيث لا إشارة إلى شيء من كل هذا !! إن عبارة: (نزل مبررًا دون ذاك) تعنى ببساطة أن الرب يقبل توبة المتضعين المستحقين بقلوبهم، ويرفض افتخار المتكبرين. أو تعنى أن الله يرفع المتضعين، ويخفض المتكبرين، كما يفهم من ختام هذا المثل (لو 18: 14) إن الرب لم يضرب هذا المثل إطلاقًا ليشرح قضية الخلاص، أو ليذكر أن الخلاص يمكن أن يتم في لحظة. ومع ذلك فإن في هذا المثل معنيين أرثوذكسيين: أولهما الاعتراف بالخطية، والثاني هو الصلة بالهيكل (بالكنيسة). لقد ذهب العشار إلى بيت الرب، ليعترف بخطيئته، ويشرح عدم استحقاقه وقف من بعيد، لا يشاء أن يرفع عينيه إلى السماء، ثم قرع واعترف بخطيته لم (يطالب بحقوقه) كما يفعل البعض!! إنما طلب الرحمة في انسحاق، وشعور بعدم الاستحقاق.. هنا يعترض البعض بأن العشار خلص بدون معمودية وتناول! فنرد عليهم بأنه ما كان ممكنًا في هذا المثل التحدث عن أسرار الكنيسة، لأنها لم تكن قد تأسست بعد، فأسرار الكنيسة تأسست على دم المسيح، الذي لم يكن قد سفك بعد!! المعمودية هي موت وقيامة مع المسيح (رو 6: 4، 5) والمسيح عندما قال هذا المثل، لم يكن قد مات بعد.. ما كان ممكنًا للعشار أن يقول عن المسيح مع الرسول: (مدفونين معه بالمعمودية) (كو 2: 12) وهكذا أيضًا عن باقي الأسرار التي تأسست على استحقاقات دم المسيح.. كذلك لم يكن الحديث عن الأسرار هو هدف هذا المثل. إنما كان قصده تبكيت قوم (واثقين بأنفسهم أنهم أبرار، ويحتقرون الآخرين) ومع كل هذا،، لا مانع من أن نرجع إلى السؤال الأساسي ونرد عليه وهو: هل يفهم من المثل أن العشار نال الخلاص في لحظة؟ إن انسحاق العشار وتوبته واعترافه وطلبه الرحمة، كل ذلك يعطيه استحقاقًا للمغفرة، كأي استحقاق للمغفرة في العهد القديم، ينتظر دم المسيح لسداد أجرة الخطية.. فلو عاش منسحق وتائب ومعترف مثل هذا أيام المسيح، لكان عليه لكي ينال الخلاص متى تأسست الكنيسة، بعد الفداء وحلول الروح القدس.. أن يذهب ويعلن إيمانه بالمسيح المصلوب القائم، وينال المعمودية لمغفرة الخطايا (أع 2: 38). وبهذا لا يكون قد خلص في لحظة، لأنه (بدون سفك دم لا تحصل مغفرة (عب 9: 22). أما لو كان هذا العشار قد عاش ومات قبل صلب المسيح، لكان عليه أن ينتظر في الجحيم، إلى أن يخرجه الرب بعد الصلب مع آدم والأنبياء وباقي القديسين، ولا يكون قد خلص في لحظة.. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 65 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() هل خلص الابن الضال في لحظة؟! كما كان هدف مثل العشار هو التواضع، وليس الخلاص (لو 18: 9)، كذلك مثل الابن الضال، بل كل الإصحاح، عن التوبة (لو 15) وليس عن الخلاص. كان الفريسيون والكتبة قد تذمروا لأن المسيح يقبل إليه العشارين والخطاة (لو 15: 1، 2) فذكر لهم الرب ثلاثة أمثلة عن رجوع الخطاة، هي الخروف الضال والدرهم المفقود، وارلابن الضال كلها قص عن سعى الرب وراء الخطاة وردهم، وقبول الراجعين منهم.. ![]() إنها قص عن التوبة، وليست قواعد عقائدية للخلاص.. ومع ذلك، فإن قصة الابن الضال، تحوى رمزوًا عميقة.. فلنتأمل إذن هذا المثل، ونفحص التوبة التي فيه. لقد مرت على الابن لحظات مصيرية، جلس فيها إلى نفسه، وبحث حالته ومصيره، وقرر التوبة. إنها لحظات مقدسة بلا شك، ولحظات مصيرية، ولكنها ليست لحظات خلاص لأن الخلاص لا يتم في لحظة ولا لحظات! إن الجلوس مع النفس شيء، وتقرير المصير شيء، والتوبة شيء ولكن الخلاص شيء أكبر من هذا كله وهنا يبدو الفرق الواضح العميق بين التفكيرين الأرثوذكسي والبروتستانتي. في التفكير البروتستانتي: الخلاص مجرد علاقة فردية بين الإنسان والله، لذلك يرون أنه يمكن أن يتم في لحظة. أما في العقيدة الأرثوذكسية، فإن للكنيسة دورًا في الخلاص، باعتبارها أمنية على نعم الروح القدس التي في الأسرار المقدسة. وهكذا يكون للكهنوت دور، كوكيل لله (تى 1: 7) وبالتالي لا يمكن أن يتم الخلاص في لحظة. لقد جلس الابن الضال مع نفسه، واستعرض سوء حالته، وقرر التوبة ولكن هذه اللحظات المصيرية المقدسة، لم تكن لحظات خلاص.. فلماذا؟ أولا، لأنه كان لا يزال في أرض بعيدة، بعيدًا عن الآب وعن حضن الآب، وعن بيت الآب الذي هو الكنيسة. ولا يمكن أن يتم الخلاص، وهو بعيد عن الآب.. وقد شعر هو بهذا وبأهميته، فقال: أقوم واذهب إلى أبى، وأقول له أخطأت) (لو 15: 18) وقام وذهب إلى أبيه. رجوعه إلى بيت الآب، معناه رجوعه إلى الكنيسة فالخلاص يتم في بيت الآب لذلك اشترك العبيد في القصة، وهم يرمزون هنا إلى الكهنة. قال الأب لعبيده: (اخرجوا الحلة الأولى والبسوه واجعلوا خاتمًا يتم في يديه، وحذاء في رجليه وقدموا العجل المسمن واذبحوه، فنأكل ونفرح) وقال هذا قبل أن يقول: (لأن ابنى هذا كان ميتًا فعاش، وكان ضالًا فوجد). ![]() لنرى ماذا تحمل هذه التفاصيل، من رموز وطقوس؟ لبس الحلة الأولى يرمز إلى المعمودية، وإلى البر. يرمز إلى المعمودية، إن كان المثل عن غير المؤمنين. فالابن الضال يرمز إلى الأمم الذين تغربوا عن الرب في كورة بعيدة، بينما الابن الأكبر يرمز إلى اليهود.. ولبس الحلة هنا يذكرنا بقول الرسول: (لأنكم جميعًا الذين اعتمدتم للمسيح، قد لبستم المسيح) (غل 3: 27). والحلة الجديدة ترمز أيضًا إلى (تبررات القديسين) بالنسبة إلى المؤمنين (رؤ 19: 8، حز 16: 10، أف 6: 14) ونلاحظ أن هذا البر في (حز 16) جاء بعد المعمودية والميرون. بعد (فحممتك بالماء) أى المعمودية (ومسحتك بالزيت) أي الميرون. ثم (ألبستك..) (حز 16: 9، 10). أما الأكل من العجل المسمن المذبوح، فيرمز إلى الافخارستيا. ونلاحظ أن هذا قد تم في مثل الابن الضال بعد التوبة والاعتراف وانسحاق القلب. بعد قوله: (أخطأت.. ولست مستحقًا أن أدعى لك ابنًا). ونلاحظ أيضًا أن ذبح وتقديم العجل المسمن، تم بواسطة عبيد الآب، أي رجال الكهنوت، الذين لهم دور في القصة. كما أن ذبح العجل يعنى سفك الدم، ويذكرنا بقول الرسول: (بدون سفك دم لا تحصل مغفرة) (عب 9: 22). ما كان ممكنًا للابن الضال أن يخلص قبل ذبح العجل المسمن، وسفك دمه والتناول منه.. أما الخاتم في يده فيرمز إلى البنوة، وإلى أن نفسه قد صارت عروسًا للمسيح. والحذاء في رجليه، يرمز إلى حفظ الوصايا (أف 6: 15). وهكذا نرى أنت قصة الابن الضال قد شملت:
وواضح أن كل هذا، لم يتم في لحظة.. ومن له أذنان للسمع فليسمع.. (مت 13: 9). |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 66 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() هل خلص زكا في لحظة؟! قصة زكا تشبه قصة سجان فيلبي في عبارة: (اليوم حصل خلاص لهذا البيت) (لو 19: 9) وتزيد عليها تفاصيل عديدة في قصة توبة زكا، لا يمكن أن تتم في لحظة. ومع أن كلمة (اليوم) لا تعنى كلمة (لحظة)، إلا إننا سنبحث تفاصيل القصة لنرى على أي شيء تدل؟ تشرح القصة: سعى زكا إلى المسيح.. رغبته، بساطته، صعوده إلى الجميزة، ودعوة الرب له: (أسرع وانزل لأنه ينبغي أن أمكث اليوم في بيتك) وأسرع زكا ونوله، وقبوله للرب فرحًا. وحتى بعد كل ذلك لم يكن الرب قد قال: (اليوم حصل خلاص لهذا البيت). ![]() وإنما زكا أخذ الرب إلى بيته، ودخل الرب بيته. (فلما رأى الجميع ذلك تذمروا قائلين: إنه دخل ليبيت عند رجل خاطئ) (لو 19: 17). ومع أن اللقاء عند الجميزة، وما قبل الجميزة من مشاعر، والدعوة، والذهاب إلى البيت.. لا يمكن أن يتم كل ذلك في لحظة.. إلا أن الرب لم يكن قد قال بعد: (اليوم حصل خلاص لهذا البيت) ثم جاءت توبة زكا واعترافه، وعزمه على رد الظلم.. هل كل ذلك، يمكن أن تشمله كلمة (لحظة)؟! ومع ذلك فإن لنا ثلاثة ملاحظات على عبارة: (اليوم حدث خلاص لهذا البيت): الأولى هي عبارة: (لهذا البيت) فأهل ذلك البيت لا يمكن أن يكونوا قد خلصوا في لحظة بتوبة واحدة منهم إنما تكون توبته بدء علاقة مع الرب تؤدى إلى خلاصهم. وهذا لا يتم في لحظة. الملاحظة الثانية هي أننا لا يمكن في هذا المثل أن نتكلم عن الأسرار الكنسية لأنها لم تكن قد تأسست بعد.. الملاحظة الثالثة: هي أن زكا لا يمكن أن يكون قد خلص إلا بعد صلب المسيح، لأنه بدون سفك دم لا تحصل مغفرة (عب 9: 22). فالعبارة التي قالها الرب لا تعنى سوى وعد بالخلاص، أو إعلان أن هذا البيت مستحق للخلاص الذي سيتم بعد حين على الصليب. إن زكا وأهل بيته قد أخذوا وقتذاك صكًا للخلاص الذي لم ينالوه إلا بعد صلب المسيح، وبشرط.. يقينًا أن زكا وأهل بيته لم ينالوا الخلاص إلا بعد إتمام الفداء، وإيمانهم بهذا الفداء، وعمادهم في العصر المسيحي لمغفرة الخطايا (أع 2: 38). فبدون الإيمان بدم المسيح لا يمكن أن يخلص أحد. لابد أن يكونوا قد اعتمدوا وغسلوا خطاياهم، حسب نصيحة حنانيا لشاول الطرسوسي (أع 22: 16) فاستحقاق الخلاص شيء، ونواله شيء آخر.. إذن لا يمكن أن يكون زكا قد نال الخلاص في لحظة. إن القول بأن أحدًا نال الخلاص قبل الصلب، هو هدم صريح لعقيدة الخلاص بالدم التي يؤمن بها إخوتنا البروتستانت! حسن هو هذا الإيمان. ولكن يناسبه التبيق بالأكثر. ولا يصح أن يأخذ أحد آيات الكتاب حرفيًا، (فالحرف يقتل) كما يقول الكتاب (2كو 3: 6) بل ينبغي أيضًا أن نمزح بنص الآية الفهم اللاهوتي السليم، وإلا قادتنا الحرفية إلى السطحية. ومن له أذنان للسمع فليسمع (مت 11: 15). |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 67 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() هل خلص سجّان فيلبّي في لحظة؟! ![]() في قصة سجان فيلبي، نقرأ أن بولس وسيلا قد قالا له: (آمن بالرب يسوع المسيح، فتخلص أنت وأهل بيتك) (أع 16: 31). فهل إيمان فيلبى، خلص أهل بيته في لحظة؟ لاهوتيًا وعمليًا، من المستحيل أن يتم هذا في لحظة. إنما إيمان شخص، قد يؤدى إلى خلاص أهل بيته، في حالة ما إذا كان يقودهم ذلك إلى الإيمان، أي يتبعونه في إيمانه ويكون إيمانه هو الخطوة الأولى التي تقود إلى الخلاص بعد حين. وهذا واضح في قصة خلاص سجان فيلبي وبيته. يقول سفر أعمال الرسل: (وكلماه وجميع من في بيته بكلمة الرب. فأخذهما في تلك الساعة من الليل، وغسلهما من الجراحات، واعتمد في الحال، هو الذين له أجمعون) (أع 16: 32 34) وبعد العماد يقول الكتاب: (وتهلل مع جميع بيته). فلو كان مجرد إيمانه قد خلصه، ماذا كانت الحاجة إلى تبشيره وكل بيته بكلمة الله في تلك الساعة من الليل؟! وماذا كانت الحاجة إلى أن يعتمد في الحال، هو والذين له أجمعون؟! ثم بعد ذلك يتهلل وعبارة: (اعتمد في الحال) تعنى ضمنًا أهمية المعمودية لخلاصه. ولذلك في الحال اعتمد هو الذين له أجمعون، لكي ينالوا الخلاص حسب قول السيد الرب: (من آمن واعتمد خلص) (مر 16: 16) وكما اعتمد الخصي الحبشي بعد إيمانه مباشرة (أع 8: 37، 38). وطبيعي أن كل ذلك لم يتم في لحظة. لم يقل الرسولان لسجان فيلبي: مادمت قد آمنت، تهلل إذن فقد خلصت، وصرت ابنًا لله، بمجرد قبولك!! إنما كانت هناك كرازة، وأعمال حسنة تدل على توبة، ثم عماد.. هل يجرؤ أحد إذن أن يقول إن سجان فيلبى قد خلص هو وأهل بيته في لحظة؟! أو هل يجرؤ أحد أن يقول إن سجان فيلبي، قد خلص بدون الكنيسة، أو بدون المعمودية؟! |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 68 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() هل خلص اللص في لحظة؟! مثال خلاص اللص على الصليب، هو من الأمثلة الشهيرة، التي يحاول البعض استخدامها، لإثبات الخلاص في لحظة، ولعدم ضرورة المعمودية والكهنوت. وهم في ذلك يقدمون الاعتراض الآتي المكون من ثلاث نقاط: اعتراض1 لقد خلص اللص في لحظة، حينما قال له الرب: (اليوم تكون معى في الفردوس) (لو 22: 43)! ![]() 2 وقد خلص بدون معمودية! 3 وقد خلص أيضًا بدون كهنوت وبدون تدخل الكنيسة! فلماذا إذن تشترطون الكهنوت والكنيسة والمعمودية؟ ![]() لا يمكن أن يكون اللص قد خلص في لحظة.. ونقدم لذلك الأدلة الآتية: 1 لا يمكن أن يكون اللص قد خلص بمجرد الوعد الإلهي، قبل موت المسيح على الصليب. وذلك لأن أجرة الخطية هي موت (رو 6: 23) فلابد أن يموت المسيح أولا ليخلص اللص.. وواضح أن السيد المسيح قد بقى على الصليب ربما حوالي ساعتين بعد أن قال وعده للص. لأن ذلك الوعد كان هو الكلمة الثانية من كلمات المسيح السبع على الصليب. ربما قالها في الساعة الأولى من الساعات الثلاث التي قضاها على الصليب من السادسة إلى التاسعة. فهل خلص اللص بعد موت المسيح مباشرة؟ هنا ونقول: ![]() 2 كان لابد للص أن يموت مع المسيح لكي يخلص. وموته مع المسيح هو معمودية في أعمق صورها. لأنه ما هي المعمودية؟ يقول الرسول: (أم تجهلون أننا، كل من أعتمد ليسوع المسيح، اعتمدنا لموته، فدفنا معه بالمعمودية للموت) (رو 6: 3) ويقول: (لأنه إن كنا قد صرنا متحدين معه بشبه موته، نصير أيضًا بقيامته، عالمين هذا أن إنساننا العتيق قد صلب معه ليبل جسد الخطية) (رو 6: 5، 6). وواضح أن اللص صلب مع المسيح صلب حقيقيًا، ومات معه موتًا حقيقيًا، وليس مجرد على (شبه موته) من هنا كان موته هذا معمودية مثالية هي مثال لكل معمودية. فكيف يجرؤ أحد أن يقول إن اللص لم يعتمد؟! إن من ينال هذه البركة العظمى مع المسيح يكون بلا شك في وضع مثالي، لعل بولس الرسول اشتهاه اشتهاء حينما قال: (مع المسيح صلبت) (غل 2: 20). إن الوحيد في جميع قديسي الأرض الذي يقول هذه العبارة لفظًا ومعنى هو طبعًا اللص اليمين.. يليه بصورة مشابهة، القديسون الشهداء، الذين لم يموتوا مع المسيح حرفيًا، إنما ماتوا من أجله، فاعتبروا كأنهم ماتوا معه. ونحن نعتبر أن الذين آمنوا بالمسيح واستشهدوا قبل معمودية الماء، إما قد نالوا معمودية الدم، بالموت معه. ![]() وهنا نسأل: متى نال اللص هذه المعمودية ومات على الصليب؟ إن الكتاب يشرح لنا أن المسيح مات في الساعة التاسعة (مت 27: 45-50، مر 15: 33-37، لو 23: 44-46). والمعروف أن جسد المسيح انزل من على الصليب في الساعة الحادية عشرة. يقول متى الرسول إنه: لما كان المساء ) (مت 27: 57). ويقول القديس مرقس: (لما كان المساء، إذ كان الاستعداد أي قبل السبت) (مر 15: 42) ويقول القديس لوقا: (وكان يوم الاستعداد والسبت يلوح) (لو 23: 54) ويقول يوحنا: (إذ كان استعداد، فلكي لا تبقى الأجساد على الصليب في السبت..) (يو 19: 31). ووقت أنزال جسد المسيح من على الصليب، لم يكن اللصان قد ماتا، فكسر الجند أرجلهما: (أما يسوع فلما جاءوا إليه، لم يكسروا ساقيه لأنهم رأوه قد مات) (يو 19: 33). إذن اللص مات بعد الحادية عشر، أي بعد ساعتين من موت المسيح. وبهذا يكون قد نال الخلاص وقتذاك، بعد موته. وتكون قد مرت حوالي أربع ساعات بعد الوعد الإلهي بدخوله الفردوس. إذن لم يخلص اللص في لحظة. ولم يدخل الفردوس عقب الوعد الإلهي مباشرة، بل بعده بأربع ساعات. مادمنا قد أثبتنا أن اللص لم يخلص في لحظة، ولم يخلص بدون معمودية، تبقى إذن الإجابة على الاعتراض الثالث الخاص بالكهنوت والكنيسة. لقد نال اللص خلاصه عن طريق المسيح رأس الكنيسة ورئيس الكهنة الأعظم، الذي يمثل الكنيسة تمامًا في ذلك الوقت، الذي لم يكن فيه الكهنوت المسيحي قد تأسس بعد، ولم تكن الكنيسة قد تأسست بعد. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 69 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() مجرد قبول المسيح | الفهم الخاطئ وخطورته الذين ينادون بالخلاص في لحظة، يجعلون هذا الخلاص متوقفًا على مجرد قبول المسيح! يكفى في عرفهم أن تقبل المسيح فاديا ومخلصًا، فتنال الخلاص وينتهي الأمر!! والقبول في نظر هؤلاء كما يقول كتاب (التلمذة) هو التصديق: أي تصديق أنك خاطئ، وأنك تستحق الموت، وتصدق أن المسيح مات عنك، وتقبله فاديًا ومخلصًا.. ![]() وبهذا القبول كما يعلمون ينال الشخص التبرير، والتجديد، والولادة من فوق، وغفران الخطايا، والانتقال من الموت إلى الحياة!! ومعنى هذا، أن ينال الإنسان التبرير والتجديد والمغفرة والخلاص، بمجرد القبول! أي بدون معمودية، ولا كنيسة، ولا أسرار، ولا كهنوت! كل ذلك يتم – وبي كنيسة بمجرد القبول! أي بدون معمودية، ولا كنيسة، ولا أسرار، ولا كهنوت! كل ذلك يتم وبلا كنيسة بمجرد القبول! هكذا يقولون! ومن هنا أتت بدعة الخلاص في لحظة يقولون في مجلة (الينبوع) (عدد يناير 1978): يكفى أن تنظر إلى المسيح على الصليب، والجندي يطعنه بالحربة، فتتبرر في الحال!! عجبًا بمجرد النظر، بلا توبة، بلا اعتراف، بلا تحليل، بلا تناول.. بمجرد قبولك المسيح ! أي إلغاء تام لوجود الكنيسة ولوجود الأسرار المقدسة! ويصبح دليل الخلاص هو: هل قبلت المسيح فاديًا ومخلصًا؟! إنه تعبير معروف مصدره، مستعار من الطوائف غير الأرثوذكسية التي تركز على مجرد هذا القبول وحده. وما تجدر الإشارة إليه أن الأناجيل التي يوزعها الجدعونيون، يوجد في آخرها إقرار بقبول المسيح فاديًا ومخلصًا، ليوقع عليه حامل الإنجيل.. كما لو كان مجرد الإقرار كافيًا وحده لنوال الخلاص..! ويستند المعتقدون بكفاية هذا القبول، على قول الكتاب: (وأما كل الذين قبلوه، فأعطاهم سلطانًا أن يصيروا أولاد الله..) (يو 1: 12) وهكذا يرون أن الولادة الجديدة تتم بمجرد هذا القبول! ![]() الرد على ذلك: ما هو تفسير هذه الآية (يو 1: 12)؟ وما علاقتهما بالنبوة لله؟ وهل تصلح لإثبات (الخلاص في لحظة)؟ أول ما نلاحظه في هذه الآية، بالنسبة إلى الذين قبلوه: لم يقل الكتاب: كل الذين قبلوه صاروا أولاد الله.. إنما قال: (أعطاهم سلطانًا أن يصيروا.. أي صار لهم الحق أن يصيروا أولاد الله.. أما كيف يصيرون فلا شك أن ذلك بالميلاد من فوق، الميلاد من الماء والروح (يو 3: 3، 5) وهذا الميلاد من الماء والروح، ذكره الرب في حديثه مع نيقوديموس قائلًا: (الحق الحق أقول لك: إن كان أحد لا يولد من الماء والروح، لا يقدر أن يدخل ملكوت الله) (يو 3: 5) ولهذا بدون المعمودية لا تتم هذه الولادة. والذين يقولون إن الميلاد الثاني يتم بمجرد قبول المسيح (أي الإيمان به)، إنما ينكرون المعمودية، يخرجون من دائرة الأرثوذكسية. نقطة أخرى نناقشها بالنسبة إلى هذه الآية وهى: ما معنى عبارة: (الذين قبلوه)؟ من هم الذين قبلوه؟ لا شك أن الذين قبلوه، هم الذين قبلوا تعليمه أيضًا.. وتعليمه لا يقول آمن فقط، إنما يقول: (من آمن واعتمد، خلص) (مر 16: 16) فإن كنت قد آمنت فقط، ولم تعتمد، مكتفيًا بمجرد القبول، فلا تكون قد قبلت تعليم المسيح.. فلا تستحق أن تصير من أولاد الله.. إن الذي يقبل المسيح، يقبل إنجيله، وكنيسته، ووكلاءه.. وكلاء السرائر الإلهية، ويقبل كل الأسرار المقدسة التي تركها لنا كوسائط للخلاص.. فالقبول ليس مجرد شعور.. هل شاول الطرسوسي بمجرد قبوله للمسيح نال الخلاص في لحظة؟! أم سلمه الرب للكنيسة؟ وأمرته الكنيسة أن يعتمد ويغسل خطاياه (أع 22: 16)، أي أن خطاياه كانت لا تزال باقية بعد قبوله المسيح، تنتظر المعمودية لتغسله منها.. واليهود الذين آمنوا في يوم الخمسين، هل نالوا الخلاص في اللحظة التي نُخِسُوا فيها في قلوبهم، أم قال لهم الكنيسة على فم بطرس الرسول: (توبوا، وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لمغفرة الخطايا) (أع 2: 38). وماذا نقول عن قصة خلاص كرنيليوس والخصي الحبشي؟ إن قبول الإنسان للرب، وإيمانه ومعرفته لله، كل هذه هي الخطوات الأولى في طريق الخلاص. أما الخلاص فهو قصة العمر كله. إن الخلاص هو قصة الإيمان ومعرفته لله، كل هذه هي الخطوات الأولى في طريق الخلاص. أما الخلاص فهو قصة العمر كله. إن الخلاص هو قصة الإيمان والتوبة والمعمودية، وهو قصة الطاعة والقداسة وشركة الروح القدس، وفاعلية الأسرار الإلهية، وعمل النعمة مع الإرادة البشرية، والثبات في الحب وحفظ الوصايا، والصمود أما حروب الشياطين. إن الذين قبلوه، كان كل منهم يسأل: (ماذا تريد يا رب أن أفعل؟)، فهكذا فعل شاول الطرسوسي (أع 9: 6) وهكذا أيضا فعل اليهود الذين قبلوا الرب في يوم الخمسين، إذ سألوا قائلين: (ماذا نصنع أيها الرجال الأخوة؟) (أع 2: 37) وهذا دليل على أن هناك شيئًا ينبغي عمله بعد القبول. كرنيليوس لما قبل الرب، لم يصر ابنًا بمجرد قبوله. إنما أمره الملاك أن يلجًا إلى الكنيسة، ويستدعى بطرس ليقول له: (ماذا ينبغي أن يفعل) (أع 10: 6).. والخصي الحبشي لما قبل الرب، لم يصر ابنا في الحال، مع أنه كان يؤمن من كل قلبه (أع 8: 37) ولكنه لما اعتمد، مضى في طريقه فرحًا. وهنا نسأل عن سر شغفه بطلب العماد.. إن التشديد على قبول المسيح فاديا، كان دعوة يوجهها الرسل إلى غير المؤمنين، إذ لا يوجد طريق للخلاص غير هذا. ولكن ما معنى كتابة نبذات تدعو المؤمنين إلى قبول المسيح فاديا ومخلصًا؟! هل هم حاليًا غير مؤمنين به كمخلص؟! هل المؤمنون الذين توزع عليهم النبذات، لم يقبلوا المسيح بعد فاديًا لهم؟! أليس من الواضح أن الذين تتخذ كرازتهم هذا الأسلوب لا يفرقون بين المؤمنين وغير المؤمنين! وإلا فما معنى أن تصدر نبذة عن جماعة تسمى نفسها (شباب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية) تدعو فيها إلى مجرد قبول المسيح، للخلاص ونوال الحياة الجديدة! دون أن تذكر شيئًا عن الأسرار، وعن البر الذي في المسيح يسوع..! |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 70 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() التفتوا إليَّ واخلصوا من الآيات التي يعتمد عليها من ينادون بالخلاص اللحظي، قول الرب في سفر إشعياء النبي: (التفتوا إلى واخلصوا يا جميع أقاصي الأرض) (إش 45: 22). وهم يشددون على كلمة (التفتوا) ويرون أن الخلاص -حسب هذه الآية- يتم في لفتة، أي في لحظة!! فهل هذه الآية تعنى الخلاص في لحظة؟ والجواب هو أن هذه الآية لا علاقة لها مطلقًا بموضوع الخلاص في لحظة، إنما هي خاصة بترك عبادة الأصنام والرجوع إلى عبادة الله وحده.. ليت الذين يوردون نصوصًا من الكتاب المقدس، يتحققون جيدًا مما يقتبسون، ويعرفون ما هي المناسبة التي قيلت فيها الآية؟ ولمن قيلت؟ وأيضًا ليتهم لا يوردون النص مبتورًا، أو منفصلًا تمامًا عن باقي الآيات. ![]() فاللاهوتي الحقيقي، أو المؤمن الحقيقي، لا يحاول أن يخضع الآيات لمفاهيمه الخاصة، إنما يخضع هو لمفهوم الآيات. وهذه الآيات المقتبسة من إشعياء، سنفهمها في ضوء الحقائق الآتية: أ تكملة الآية ذاتها. ولماذا لم يذكر مقتبسها تكملتها؟ ب تكملة الأصحاح التي قيلت فيه هذه الآية (إش 45) ج كل مضمون الأصحاحات 43 إلى 48 من سفر إشعياء فنقول إن كل هذه الأصحاحات تدعو إلى ترك الآلهة الغربية. كلها تدعو إلى عبادة الإله الحقيقي وحده، وعدم الالتفات إلى الآلهة الأخرى. ويتكرر فيها كلها قول الرب: (أنا الله وليس غيري) (أنا الرب وليس آخر) (قبلي لم يصور إله، وبعدى لا يكون) (أنا هو وليس سواي). والله في كل تلك الأصحاحات يشير إلى الخلاص به هو، فيجب الالتفات إليه وحده، وليس إلى الآلهة الغريبة أو إلى الأصنام. وهكذا يقول: أو المعنى هو أديروا قلوبكم نحوى. اتجهوا إلى وليس إلى الأصنام. وهذا هو ما ظهره الترجمة الانجليزية: "Turn to me and be Saved" والمتتبع قراءة الأصحاح من أوله، يجد الرب يقول: (لكي تعرف أنى أنا الرب الذي يدعوك. أنا الرب وليس آخر) (إش 45: 3) (وأنت لست تعرفني. أنا الرب وليس آخر. لا إله سواي. نطقتك وأنت لم تعرفني) (ع 4، 5) (لكي يعلموا من مشرق الشمس ومن مغربها، أن ليس غيري. أنا الرب وليس آخر)(ع 6) أنا الرب صانع كل هذه) (ع7) (أنا الرب قد خلقته) (ع 8) (أنا صنعت الأرض وخلقت الإنسان عليها. يداي أنا نشرنا السموات وكل جندها) (ع 12) (.. الله وليس آخر) (ع 14). وبعد أن يتكلم الرب عن أنه هو الله وحده، يتكلم عن الخلاص وأنه به وحده، فيقول: (أما إسرائيل، فيخلص بالرب خلاصًا أبديًا) (ع 17) (أنا الرب وليس آخر (ع 18) (أنا الرب) (ع 19) (لا يعلم الحاملون خشب صنمهم والمصلون إلى إله لا يخلص) (ع 20) (أليس أنا الرب، ولا إله غيري إله بار ومخلص، ليس سواي. التفتوا إلى واخلصوا..) (ع 21، 22). إنها دعوة إلى ترك عبادة الأصنام، والإيمان بالله وحده. وترك إسرائيل لعبادة الأصنام، والتفاتهم إلى الله، لكي يخلصوا، لم يتم في لحظة.. لم يتم ذلك إلا بجهاد كبير من الأنبياء، وبضربات من الله كان من ضمنها السبي ورحلهم إلى أيدي أعدائهم ليذلوهم، ثم طول أناة من الله عليهم، حتى التفتوا إليه أخيرًا، واداروا ظهورهم للأصنام، واتجهوا نحو الله.. وحتى كل الذين التفتوا إلى الله ليخلصوا، لم ينالوا الخلاص إلا بدم المسيح الذي سفك بعد ذلك بحوالي 800 سنة. لقد رقدوا على رجاء، كباقي الآباء وانتظروا.. ولم ينالوا الخلاص بمجرد لفتة، أو في لحظة.. وكل الذي نالوه كان وعدًا بالخلاص.. إنهم لم يخلصوا إلا بالإيمان، وبترك الأوثان. ولم يخلصوا إلا إلا في ملء الزمان. ليس بمجرد لفتة، إنما بعد أجيال طويلة. ومن له أذنان للسمع فليسمع، ما يقوله الروح للكنائس. |
||||
![]() |
![]() |
|