منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18 - 01 - 2014, 04:33 PM   رقم المشاركة : ( 61 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,307,734

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الإنسان الروحي - البابا شنوده الثالث

الكلام والصمت
كتاب الإنسان الروحي - البابا شنوده الثالث

قد يتكلم إنسان كثيرًا، فيفقد فضائل الصمت والتفكير والتأمل. وقد يصمت إنسان، فيفقد فائدة كلمة المنفعة، وكلمة التعزية، وكلمة النصح، كما يفقد الشهادة للحق. أما أما الإنسان المتكامل فيعرف متى يصمت ومتى يتكلم.
لا يصمت حين يحسن الكلام ولا يتكلم حين يحسن الصمت.
إذا صمت فعن حكمة، وإن تكلم فعن فائدة. إنه يستطيع الأمرين معًا، ويستخدم كلًا منهما في حينه الحسن.
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 01 - 2014, 04:33 PM   رقم المشاركة : ( 62 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,307,734

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الإنسان الروحي - البابا شنوده الثالث

الدموع والبشاشة
كتاب الإنسان الروحي - البابا شنوده الثالث

قد يحاول إنسان أن يكتسب فضيلة الدموع، فلا تراه إلا باكيًا كثيرًا، مما يعطى صورة مشوهة عن التدين بينما الإنسان المتكامل، للدموع عنده وقتها، غالبيتها أمام الله، في مخدعه وفي خلوته، أو أمام مذبح الله. ومع ذلك تجده في حياته مع الناس بشوشًا لطيفًا، يكسب محبة الكل. يضع أمامه القاعدين معًا.
افرحوا في الرب كل حين (فى 4: 4). وأيضًا بكآبة الوجه يصلح القلب" (جا 7: 3).
يستخدم كلا منهما في الحين المناسب، وبالأسلوب الروحي.
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 01 - 2014, 04:35 PM   رقم المشاركة : ( 63 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,307,734

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الإنسان الروحي - البابا شنوده الثالث

الرحمة والعدل
كتاب الإنسان الروحي - البابا شنوده الثالث

هاتان الفضيلتان تلاقيتا على الصليب. كان الرب عادلًا ورحيمًا. عادلًا دفع ثمن الخطية، ورحيما اشفق على البشرية المحكوم عليها بالموت، فمات عنها ولا تناقض إطلاقًا بين عدل الله ورحمته.
رحمته مملوءة عدلًا، وعد له الله ورحمته. هو عادل في رحمته، ورحيم في عدله.
إنها فضائل تتكامل ولا تتناقض. بغير بعض بنى البشر. يتحول عدل البعض إلى قسوة في غير رحمة. أو تتحول رحمته إلى استهانة بحقوق العدل، ولتشجيع الآخر على الخطأ، ولو عن غير قصد.
في هذا التكامل الذي شرحنا بعض صوره، نلاحظ أمرًا هامًا وهو:
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 01 - 2014, 04:36 PM   رقم المشاركة : ( 64 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,307,734

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الإنسان الروحي - البابا شنوده الثالث

خطورة الفضيلة الواحدة

كتاب الإنسان الروحي - البابا شنوده الثالث
كما نلاحظ خطورة استخدام الآية الواحدة في أمور اللاهوت والعقيدة، كذلك خطورة الفضيلة الواحدة في الروحيات..
فقد يسلك إنسان في الاتضاع بغير حكمة، فتتعب نفسه من معاملات الناس له، ومن ضياع كرامته وفقدانه لاحترام الغير.. ولا يكون السبب هو فضيلة التواضع! وإنما عدم ارتباطها بالإفراز والفهم السليم.
كذلك إنسان مسئول عن عمل وإدارة، قد يسلك في فضيلة التسامح والعفو عن المخطئين، بأسلوب تضيع به إدارة العمل، ويسوده التسيب واللامبالاة. ذلك لأنه فقد فضيلة العدل، والحزم، وظن أن المعاقبة خطية..
والأمثلة على خطورة الفضيلة الواحدة عديدة جدًا.. والإنسان الروحي ينبغي أن يكون متكاملًا في فضائله.
يعرف كيف يستخدم كل فضيلة في الوقت المناسب لها،وكيف يستخدم الفضيلة الأخرى في مناسبة أخرى.. بغير تناقص.. بل بتكامل..
يعرف متى يعفو، ومتى يعاقب. ويكون روحيًا في كلا الحالين.
يعرف متى يختلط بالناس ويخدمهم ويبتسم ف وجوهم، ومتى يهدأ إلى نفسه في وحدة وخلوة لا يقابل أحدًا..
يعرف متى يعظ. ومتى يقول للخاطئة اذهبى بسلام. يعمل العمل المناسب، في الوقت المناسب، والسبب الداعي إليه.
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 01 - 2014, 04:38 PM   رقم المشاركة : ( 65 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,307,734

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الإنسان الروحي - البابا شنوده الثالث

أهمية النجاح وصفاته

كل نجاح هو سبب فرح، لكثيرين.
فرح للشخص الناجح، وفرح لأسرته وأحبائه، وفرح للكنيسة كلها وربما للمجتمع بوجه عام، وفرح للملائكة وأرواح القديسين، ولله نفسه.
القديس يوحنا الرسول يرسل إلى تلميذه غايس، فيقول له "أروم أن تكون ناجحًا وصحيحًا، كما أن نفسك ناجحة (3يو 2).
والنحاج صفة من صفات الإنسان الروحي
هذا الذي يقال عنه في المزمور الأول "يكون كشجرة مغروسة على مجارى المياه، تعطى ثمرها في حينه، ورقها لا ينتثر. وكل ما يعمله ينجح فيه" (مز 1: 3). وقد قيل عن يوسف الصديق "وكان الرب مع يوسف، وكان رجلًا ناجحًا"، "وكل ما يصنع كان الرب ينجحه بيده" (تك 39: 2، 3)
نلاحظ هنا أنه نجاح في كل شيء.
"كل ما يعمله ينجح فيه".. "كل ما يصنعه كان الرب ينجحه".. نعمة الرب لا تتخلى عنه في أي عمل، فتكون كل أعماله ناجحة. كذلك فإن مقومات النجاح في شخصيته، لا تفارقه في كل ما يُمارِسُهُ من أعمال. فيكون ناجحًا في كل شيء. سواء في حياته الروحية، أو عمله، أو في حياته العائلية، أو في كافة معلوماته. ونضرب مثالًا لذلك:
يوسف الصديق: كان ناجحًا ومحبوبًا، في كل عمل:
كتاب الإنسان الروحي - البابا شنوده الثالث
في أسرته كان محبوبًا من والديه، حتى اعطاه والده قميصًا ملونًا. وكان ناجحًا في افتقاد أخوته. وكخادم في بيت فوطيفار كان ناجحًا جدًا، ومحبوبًا منه "فوكله على كل بيته، ودفع إلى يده كل ما كان له" (تك 39: 4). ولما ألقى في السجن، كان أنجح سجين، فأحبّه رئيس بيت السجن "ودفع إلى يده جميع الأسرى.. ولم يكن رئيس بيت السجن ينظر شيئًا البتة مما في يده.. ومهما صنع كان الرب ينجحه" (تك 39: 22، 23). حتى أن المسجونين أيضًا كانوا يستشيرونه في أمورهم، كما فعل رئيس السقاة ورئيس الخبازين (تك 40)
ولما صار وزير تموين لمصر، كان ناجحًا جدًا، فأنقذ مصر من المجاعة، وأنقذ معها كل البلاد المحيطة،وكان محبوبًا من فرعون، فترك له كل شيء وصيره الثانى في المملكه (تك 41: 40 – 44).
والنجاح يقدمه الكتاب باعتباره لونًا من البركة.
وهكذا في (تث 28) اصحاح البركة واللعنة، نجد النجاح بركة من الله، كما نرى الفشل من العناية وعقوباته..
ويقدم لنا الكتاب أمثلة من الناجحين:
داود مثلا، كان وهو فتى إنسانًا ناجحًا، أمكنه أن ينتصر على جليات الجبار. وكان ناجحًا في طرد الروح الشرير عن شاول الملك (1صم 16: 32). وقيل عنه إنه حيثما يخرج كان يفلح (1صم 18: 5).
ونفس النجاح كان حليف دانيال في أرض السبي، فأعطاه داريوس الملك سلطانًا على كل أصحاب السلطة في مملكته. ونجح دانيال في ملك داريوس (دا 6: 28).
ونحميا نجح مع ارتحشستا الملك، ونجح في بناء سور أورشليم. وكذلك زميله عزرا الكاتب. أيضًا زربابل الذي قال عنه الوحى الإلهي في سفر زكريا النبي "من أنت أيها الجبل العظيم؟! أمام زربابل تصير سهلًا" (زك 4: 7).
وبولس الرسول مثلًا من أعظم الذين نجحوا في الخدمة. وهنا يسأل البعض سؤالًا عكسيًا:
ألا يوجد بعض من أولاد الله كانوا محطمين في حياتهم، ولم ينجحوا؟!
أقول لك إن أولاد الله كثيرًا ما تحيطهم المشاكل والضيقات والضعفات من الخارج (2كو 6: 5) ولكنهم مع ذلك يكونون ناجحين في مقابلة الضيقات. لا تهزهم من الداخل ولا تعصرهم ولا ينهار أمامها. بل كما قال القديس بولس الرسول عن نفسه وعن زملائه في الخدمة "كحزانى، ونحن دائمًا فرحون.. كأن لا شيء لنا، ونحن نملك كل شئ" (2كو 6: 10).
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 01 - 2014, 04:38 PM   رقم المشاركة : ( 66 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,307,734

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الإنسان الروحي - البابا شنوده الثالث

البداية والنهاية

وهنا أحب أن أضع قاعدة هامة في النجاح وهى:
لا تهتموا بالبداية، إن بدت فاشلة. فالمهم أن تكون النهاية هي النجاح.
* يوسف الصديق مثلًا، كانت تبدو بداية حياته ضائعة باستمرار: من إلقائه في بئر جاف، إلى بيعه عبدًا، إلى تهمة ظالمة دبرت ضده ألقت به في السجن.. ولكن المهم أن النهاية كانت طيبة إلى أبعد الحدود.. فلا نحكم إذن بالبدايات..
* القديس اثناسيوس الرسولى كانت بدايات حبريته متعبة جدًا فيها قويت شوكة الأريوسيين، واستطاعوا أن يدبروا مكائد ضده، ويحاكموه وينفوه بالاتفاق مع السلطة الحاكمة. وعزل عن كرسيه أربع مرات.. ومع ذلك انتهت حياته كبطل عظيم من أبطال الإيمان، استطاع أن يقف ضد العالم كله وينتصر.
* داود النبي: بدأ حياته، وبعد المسحة المقدسة وبعد انتصاره على جليات، مضطهدًا من شاول الملك، مشردًا من برية إلى أخرى، حتى ظن أنه لابد سيقع في يد شاول في يوم.. ولكن كل تلك البدايات المتعبة انتهت، وأنتصر داود أخيرًا.

كتاب الإنسان الروحي - البابا شنوده الثالث
* السيد المسيح نفسه، في فترة تجسده على الأرض: كيف كانت البداية: ضيقات كثيرة منها قتل هيرودس للأطفال، والهرب إلى مصر. وبدأت خدمته بمضايقات من زعماء اليهود ومؤامرات وصلت إلى صلبه.. المهم في النهاية: القيامة والصعود، والجلوس عن يمين الآب، وانتشار والإيمان..
كتاب الإنسان الروحي - البابا شنوده الثالث
* موسى مع فرعون: كانت البداية قد أتت بنتيجة عكسية. فاشتد فرعون بالأكثر. وتضايق الشعب وتذمروا على موسى وهرون، وقالوا لهما "ينظر الرب إليكما ويقضى، لأنكما أنتنتما رائحتنا في عينى فرعون.." (خر 5: 7). وعشر ضربات يستخدمها الرب ضد فرعون، والرجل في نفس قسوته لايلين.. وحتى الشعب، تذمر لما خرج فرعون وراءهم. وقالوا لموسى "هل لأنه ليست قبور في مصر، أخذتنا لنموت في البرية؟!" (خر 14: 11).. ومع كل تلك البدايات المتعبة لم يضعف إيمان موسى مطلقًا.. ونجح أخيرًا في انقاذه من عبودية فرعون..
كتاب الإنسان الروحي - البابا شنوده الثالث
لهذا كله لا تتعبوا مطلقًا، إن لم تحصلوا على النجاح في بداية الطريق. واذكروا باستمرار قول الكتاب: "بصبركم اقتنوا أنفسكم" (لو 21: 19).
إن النجاح يحتاج إلى صبر وإلى مثابرة. والإنسان الذي يدركه الملل الضجر والضيق ولا يستمر.. هذا لا يستطيع أن ينجح.. انتظر الرب حتى يجئ لمعونتك، ولو في الهزيع الأخير من الليل.. كل عمل تعمله لا تقلق على نتيجته.. انتظر الثمرة حتى تنضج، وحينئذ تجدها في يديك، بغير صعوبة..
كتاب الإنسان الروحي - البابا شنوده الثالث
أهم صفة للإنسان الناجح، أن يكون ناجحًا من الداخل.
ناجحًا في قلبه، وفي عقله، وفى أعصابه، وفي إرادته. وقبل كل شيء ناجحًا في صلته بالله.. يكون ذا نفسية قوية، لا تتزعزع ولا تضطرب ولا تخاف. يسير في طريقه، كسهم نحو هدف.
مهما هاجت الأمواج على سفينته، حتى أن انقلبت الجبال في وسط البحار، هو لا يضعف، ولا يفشل من الداخل،ولا يفقد إيمانه في إمكانية النجاح على الرغم من كل العراقيل، التي تحاول أن تسد الطريق قدامه.
الإنسان الناجح، ينجح، ينجح مهما كانت العقبات بنعمة من الله، ونجاحه على الرغم من الصعاب، تكون له لذة أكبر، ويعطى خبرة روحية عميقة في عمل يد الله معه..
مرقس الرسول كانت أمامه صعاب لا تحصى في كرازتهلمصر: لم تكن فيها كنيسة، ولا شعب مؤمن بالمسيحية. وكانت هناك ديانات عديدة: الديانات الفرعونية واليونانية والرومانية والشرقية، والديانة اليهودية، والفلسفة الوثنية.. إلى جوار السلطة الحاكمة الرومانية بكل بطشها.. وعلى الرغم من كل هذا، نجح مرقس الرسول في نشر الإيمان بالمسيح في مصر.
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 01 - 2014, 04:39 PM   رقم المشاركة : ( 67 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,307,734

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الإنسان الروحي - البابا شنوده الثالث

مشكلة نجاح الأشرار

لعل البعض تتعبه هذه المشكلة التي أزعجت إرميا النبى في وقت ما، فعاتب الله قائلا "أبر أنت يا رب من أن أخاصمك. ولكنى أكلمك من جهة أحكامك: لماذا تنجح طريق الأشرار. اطمأن كل الغادرين غدرًا" (أر 12: 1).
نجاح الأشرار هو نجاح زائف، مؤقت، وبطرق شريرة.
* هيرودس الملك ظن أنه نجح لما قتل كل أطفال بيت لحم. ولكنه كان نجاحًا زائفًا. فالشخص الوحيد الذي اراد قتله، كان حيا لا يموت. كما أن وسيلة هيرودس كانت خاطئة.

كتاب الإنسان الروحي - البابا شنوده الثالث
*هيرودس الذي أتى بعده، قتل يوحنا المعمدان. فهل نجحت هيروديا وسالومى وهيرودس بقتل يوحنا، أم كان نجاحًا زائفًا، ظل بعده هيرودس منزعجًا من يوحنا حتى بعد قتله (مت 14: 1، 2)..
*آخاب استطاع أن يقضى على نابوت اليزرعيلى ويدبر له مؤامرة ويقتله ويستولى على حقله (1مل 21). وكان نجاحًا مؤقتًا ورائفًا وأثيما. وبعده أتى غضب الله على آخاب وكان كلام الرب: "فى المكان الذي لحست فيه الكلاب دم نابوت اليزرعيلى، تلحس دمك" (1مل 21: 19).
*اليهود ظنوا أنهم تخلصوا من المسيح بصلبه، ونجحت مؤامراتهم وأتت بنتيجتها وصلبوا المسيح. وكان نجاحًا زائفًا ومؤقتًا، انتهى بمجد القيامة..
*هامان ظن أنه قد قضى على مردخاي، ودبر له المؤامرة، وأعد له صليبًا. وكاد أن يقضى لا على مردخاي وحده، إنما على الشعب كله. وتدخل الله أخيرًا بعد الصوم الذي أمرت به أستير الملكة. وتحول الموقف إلى العكس تمامًا. وصلب هامان على النفس الصليب الذي أعده لمردخاى (إس 7: 10).
* القديس أوغسطينوس قال إن الأشرار كالدخان الذي يرتفع وتتسع رقعته، وفي كل ذلك يتبدد.
أما النار فتبقى تحت، لا تعلو مثل الدخان. ولكنها تظل في قوتها وحرارتها وفاعليتها، لا تتبدد مثله في ارتفاعه..
كذلك فإن نجاحهم في أمور مادية عالمية، ليس نجاحًا بالحقيقة. قارن في ذلك مع قصة الغنى ولعازر (لو 16). ومع قصة الغنى الذي اتسعت كورته، فقال "أهدم مخازني وأبنى أعظم منها.. وأقول لنفسي استريحي وكلى وأشربي.." (لو 12: 16-20).
إن النجاح الحقيقي هو النجاح الروحي. إن كان الماديات، يكون بأسلوب روحي.
لذلك لا تغر من الأشرار إذا نجحوا. وبخاصة إلى كانت وسائل نجاحهم بعيدة عن الله. كمن يلجأ إلى الكذب والمكر والحيلة.. أو إلى الغش.. أو إلى الرشوة.. أو إلى التملق والنفاق والرياء والمحسوبية.. أو التاجر الذي يحتكر الأسواق. ويبالغ في الأرباح. وينجح ماليًا، ويفشل روحيًا. هؤلاء ينطبق عليهم قول الرسول:
"مَجْدُهُمْ فِي خِزْيِهِمِ، الَّذِينَ يَفْتَكِرُونَ فِي الأَرْضِيَّاتِ" (رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي 3: 19).
وقال عنهم أيضًا نهايتهم الهلاك:
كتاب الإنسان الروحي - البابا شنوده الثالث
ومن أكبر الأمثلة على النجاح الزائف: الشيطان وجنوده.
* الشيطان حينما يحل من سجنه، سيخرج "ليضل الأمم الذين في أربع زوايا الأرض" (رؤ20: 7)،ويحاول أن يضل لو أمكن المختارين أيضًا" (مت 24: 24). فهل نجح الشيطان؟!
* وقيل عن الوحش أنه "أعطى أن حربًا مع القديسين، ويغلبهم" (رؤ 13: 7). فهل نجح الوحش بعد هذه الغلبة المؤقتة.
لقد حسم الكتاب هذا الأمر فقال "وإبليس الذي كان يضلهم، طرح في بحيرة النار، حيث الوحش والنبي الكذاب، وسيعذبون نهارًا وليلًا إلى أبد الآبدين" (رؤ 10: 20).
* كذلك ضد المسيح "المقاوم والمرتفع على كل ما يدعى إلهًا"، "الذي مجيئه بعمل الشيطان بكل قوة وبآيات وعجائب كاذبة وبكل خديعة الإثم في الهالكين "الذي سيتسبب في ارتداد الكثيرين (2تس 3-10). ونجاحه أيضًا مؤقت وزائف شرير. وسوف يبيده الرب بنفخه فمه (2تس 2:8).
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 01 - 2014, 04:41 PM   رقم المشاركة : ( 68 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,307,734

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الإنسان الروحي - البابا شنوده الثالث

مقومات النجاح

*أول شيء هو بركة وطاعة الوصية.
كما قيل عن يوسف الصديق في نجاحه "وكان الرب معه، فكان رجلًا ناجحا" (تك 39: 2). وكل ما كان يصنعه، كان الرب ينجحه" (تك 39: 3).
ابحث عن النجاح الذي يأتيك من الله، من شركة الله معك في عملك، أو من هبة الله لك، أو من مكافأة الله لك على طاعتك لوصاياه..
وتذكر قول الله ليشوع بن نون "لا يبرح سفر هذه الشريعة من فمك، بل تلهج فيه النهار والليل.. لكي تتحفظ للعمل حسب كل ما هو مكتوب فيه، لأنك حينئذ تصلح طريقك، وحينئذ تفلح" (يش 1: 8).
*اهتم قبل كل شيء بالنجاح الروحي.
نجاحك في حروبك ضد الشياطين، وفى انتصارك على نفسك من الداخل. ونجاحك في التخلص من عاداتك الرديئة، ومن كل ضعفاتك ونقائصك وسقطاتك.. كذلك نجاحك في عدم مقابلة الشر بالشر، إنما كما قال الكتاب "لا يغبنك الشر بل اغلب اللشر بالخير" (رو 12: 21)..

كتاب الإنسان الروحي - البابا شنوده الثالث
نجاحك في ضبط لسانك، في ضبط مشاعرك، في ضبط أعصابك.. هذا هو النجاح الحقيقى.
*النجاح أيضًا يحتاج إلى قلب قوى. يحتاج إلى شخصية غير ضعيفة – إلى إنسان لا تهزمه المشاكل، بل هو الذي ينتصر عليها. ولا ينزعج أمامها ولا يخاف. كما قال داود النبي "إن يحاربنى جيش فلن يخاف قلبى. وإن قام على قتال، ففى هذا أنا مطمئن" (مز 26).. الفكر الهادئ الأعصاب الهادئة، والنفس الهادئة.. كل هذه من مقومات النجاح..
كتاب الإنسان الروحي - البابا شنوده الثالث
*النجاح أيضًا يحتاج إلى حكمة وذكاء.
فكثيرون يفشلون في حياتهم الروحية أو المادية أو العائلية أو معاملاتهم، بسبب نقص في الحكمة وحسن التصرف، أو بسبب عدم إفراز في السلوك الروحي،أمثال هؤلاء يحتاجون إلى إرشاد، وخضوع لأبوة واعية حكيمة. ويحتاجون إلى لكي يرشدهم الرب في طرقه، ويمنحهم حكمة من فوق من عند أبى الأنوار..
*و النجاح أيضًا يرتبط بعدل إلهي يقول:
الذي يرزعه الإنسان، إياه يحصد أيضًا (غل 7: 7).
*النجاح أيضًا يحتاج إلى إيمان وصلاة.
وهكذا كما قال الرب "كل شيء مستطاع للمؤمن" (مر 9: 23). وكما قال القديس بولس الرسول "استطيع كل شيء في المسيح الذي يقوينى" (فى 4: 13) لذلك التصق بالرب، وكن معه، ليكون هو أيضًا معك، ويمنحك بركة من عنده. ومن بركاته النجاح..
اطلب معونة الرب باستمرار، وهو يساعدك على النجاح..
*لكى تكون ناجحًا، أصمد حتى النهاية.
وإن فاتتك فرصة فالتمس غيرها. وإن هاج عليك الشيطان، وكل جنده،، ودبروا كل مكائدهم لكي تفشل.. لا تخف، وقل مع المرتل في المزمور "لولا أن الرب كان معنا، حين قام الناس علينا، لابتلعونا ونحن أحياء.. مبارك الرب الذي لم يسلمنا فريسة لأسنانهم.
الإنسان الناجح لا ييأس أبدًا، حتى إن فشل في الخطوات الأولى، فإنه يعود ويقوم.. كما قيل عن الصديق إنه يسقط سبع مرات ويقوم (أم 24: 31). أي مهما سقط يقوم.
* لكي تنجح، ضع أمامك دائمًا سير الناجحين.
وذلك لكي يكونوا مثلا عليًا أمامك تقتدى بهم، ولكي تعرف وسائل نجاحهم في الحياة، وأسلوب ذلك النجاح ومظاهره..
سواء فىذلك أمثلة النجاح في كل نواحى الحياة: الروحية، والإجتماعية، والعائلية، والحياة الخاصة.. ولا تنس تأثير سير القديسين.
تذكر أنك صورة الله. والذي على صورة الله يكون ناجحًا.
ولذلك فالإنسان الفاشل، أو الساقط أو الراسب، ليس هو على صورة الله، الذي على صورة الله، يكون "كالشجرة المغروسة على مجارى المياه، تعطى ثمرها في حينه وكل ما يفعله ينجح فيه. هكذا قيل عن يوسف الصديق "وكان الرب مع يوسف فكان رجلًا ناجحًا" (تك 39: 2).
قل لنفسك: إذا لم أنجح في حياتى، فلا شك أكون فاقدًا لصورتى الإلهية، بل أفقد أيضًا الكمال الذي طلبه منا الرب قائلًا "كونوا كاملين كما أن أباكم الذي في السموات هو كامل" (مت 5: 48).
هذا من الناحية الإيجابية. أما من الناحية السلبية، فلا تنس أنك إذا تكن ناجحًا في حياتك، فبالتالي ستكون عشرة في كل وسط تعيش فيه، سواء في وسط العائلة، أو في الكنيسة، أو في الخدمة، أو في محيط العمل. ستعثر الناس الذين سوف يتساءلون متعجبين: أهكذا يكون أولاد الله؟!
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 01 - 2014, 04:42 PM   رقم المشاركة : ( 69 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,307,734

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الإنسان الروحي - البابا شنوده الثالث

الإنسان الروحي يحيا بمبدأ: إن عشنا، فللرب نعيش

كتب القديس بولس الرسول إلى أهل رومية يقول "إن عشنا فللرب نعيش، وإن متنا فللرب نموت. فإن عشنا أو متنا، فللرب نحن" (رو 14: 8)
ليس المهم إذن أن نحيا أو نموت، إنما المهم أن نكون للرب في حياتنا وفي موتنًا.

كتاب الإنسان الروحي - البابا شنوده الثالث
إن كلنا، فللرب نأكل، لكي نأخذ طاقة للجسد نستطيع بها أن نعمل ما يرضيه، وإن صمنا، فللرب نصوم، لكي تقوى الروح،وتكون في صلة قوية بالله إذن طاقة الجسد من أجله، وقوة الروح من أجله. تمامًا كما قال الرسول "فمجدوا الله في أجسادكم، وفي أرواحكم التي هي الله" (1كو 6: 20).
كتاب الإنسان الروحي - البابا شنوده الثالث
كذلك إن تكلمنا، فللرب نتكلم. وإن صمتنا فللرب نصمت.
من أجله نتكلم، ومن أجله نصمت. ومن أجله نتكلم، فنشهد للحق وللإيمان وللملكوت، ونعلن وصاياه للناس، ونعزى الآخرين ونقويهم، وننطق بكلام الحكمة النافع للبنيان.. وكما قال الكتاب "فم الصديق ينبوع حياة" (أم 10: 11). ومن أجل الله نصمت، عاملين بقول الكتاب "كثرة الكلام لا تخلو من معصية. أما الضابط شفتيه فعاقل" (أم 10: 19) نتكلم حينما يفتح الله شفاهنا، فتنطق أفواهنا بتسبحته (مز 50)،ونصمت حينما نخشى الخطأ ونقول "ضع يا رب حارسًا لفمي، احفظ باب شفتي" (مز 141: 3).
كتاب الإنسان الروحي - البابا شنوده الثالث
كل عمل نعمله، ومن أجل الله نعمله.. نعمله له، ومعه وبه..
نعمله له، لأجل ملكوته، ولمجد اسمه. ونعمله معه، في شركة الروح القدس الذي يشترك معنا في العمل، ونعمله به، أي بنعمته وقوته ومعونته، وهكذا لا يكون أي عمل من أعمالنا مستقلًا عن الله.. ذلك لأننا للرب نعيش. لا لأنفسنا، ولا للعالم ولا لأهداف خاطئة كما يحدث للبعض
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 01 - 2014, 04:43 PM   رقم المشاركة : ( 70 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,307,734

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الإنسان الروحي - البابا شنوده الثالث

أهداف خاطئة

هناك أشخاص يعيشون لذواتهم فقط، وبطريقة خاطئة: كل ما يريده في الحياة، هو أن يبنى ذاته وليته يفعل ذلك بطريقة روحية وإنما بأسلوب مادى أو عالمى أو جسدى! وفي سبيل ذلك قد يضيع الآخرين، إذ يزيحهم من طريقة ليبقى هو.. والأعجب من ذلك، أنه فيما يحاول أن يبنى نفسه، يضيعها ويهلكها. كما قال السيد له المجد
"من وجد حياته يضيعها. ومن أضاع حياته من أجلى يجدها" (متى 10: 39).
وهكذا تحدث السيد الرب عن إنكار الذات (تى 16: 24)، وعن بذل الذات "يو10: 11) (يو 15: 13). إن مشكلة الغنى الغبى هو أنه أراد أن يمتع ذاته على الأرض "بخيرات كثيرة" (لو 12: 19). ومشكلة غنى لعازر أنه كان "يتنعم كل يوم مترفها" (لو 16: 19). وسليمان الحكيم جرب كل متع العالم، فإذا الكل باطل وقبض الريح (جا 2: 11).. إن الذي يعيش لنفسه فقط، هو شخص أنانى. وقد صدق المثل القائل:
ما عاش قط، من عاش لنفسه فقط.
ينبغى أن توضع الذات في آخر القائمى، حينما نرتب الأولويات. فنقول الله أولا. ثم الآخرين. ثم الذات. على أن هذا الترتيب لايكون سليمًا، إن كانت فيه انفصالية. فالعمل لأجل الآخرين، والعمل لأجل الذات، ينبغى أن يكون كلاهما داخل الحياة لأجل الله، وليسا منفصلين عنه. وهكذا يكون الله هو الكل في الكل (1كو 15: 28).
وقد يقول إنسان: أنا أعيش لأجل أولادى.

كتاب الإنسان الروحي - البابا شنوده الثالث
من أجلهم يعمل ويتعب ويشفى. ومن أجلهم يكنز مالًا، ليترك لهم ميراثًا. والعناية بالأولاد واجب مقدس. ولكن الخطأ هو أن يركز الإنسان على أولاده، ويهمل واجباته تجاه لله ‍ فيهمل نصيب الله في ماله، ونصيب الفقراء أيضًا، ويجعل الكل لأولاده، يقول سليمان الحكيم "فكرهت كل تعبى الذي تعبت فيه تحت الشمس. حيث اتركه للإنسان الذي يكون بعدى. ومن يعلك هل يكون حكيمًا أو جاهلًا ‍ ويستولى على كل تعبى الذي تعبت فيه وأظهرت فيه حكمتى.. هذا أيضًا باطل (جا 2: 18، 19)
إن الخير الذي يحسب لك عند الله، هو الخير الذي تفعله أنت، وليس الذي يفعله أولادك..
إذن أهتم بأولادك، واهتم بباقي الناس أيضًا،عش لأولادك.. وعش للمجتمع كله.. بحيث تحب أولادك، وتعطيهم من تعبك وكدك. وتحب المجتمع كله، وتخدمه، وتبذل لأجله، وتحب الكنيسة وتخدمها وتكون محبتك للكل هي داخل محبتك لله.
كتاب الإنسان الروحي - البابا شنوده الثالث
ولا تكن لك محبة خاطئة، خارج محبة الله، ولا محبة طاهرة أزيد من محبتك لله.
فهوذا الرب يقول "من أحب أبًا وأمًا أكثر منى، فلا يستحقنى. ومن أحب إبنا أو ابنة أكثر منى، فلا يستحقنى" (مت 10: 37) وهكذا يكون الحب كله لله، والقلب كله الله، ومحبة الأولاد والناس داخل محبة الله. وتكون محبتك الأولى لأولادك، هي أن تجعلهم يعرفون الله ويحبونه، حتى تستطيع أن تقول له كما قال السيد "عرفتهم إسمك وسأعرفهم، ليكون فيهم الحب الذي أحببتنى به "الكلام الذي أعطيتنى قد أعطيتهم" (يو 17: 26، 8).
كتاب الإنسان الروحي - البابا شنوده الثالث
لا تجعل لله منافسًا في قلبك، سواء كان المنافس شخصًا أو شيئًا.
لهذا نرى الرب قد شبه القديسين بخمس عذارى حكيمات (متى 25). ذلك لأن العذراء ليس لها تعلق بإنسان آخر. وعذراوية القلب تعنى أنه ليس له تعلق بشهوة أخرى غير الإلتصاق بالرب. وهكذا قال القديس بولس الرسول "خطبتك لرجل واحد لأقدم عذراء عفيفة للمسيح" (2كو 11: 2). أنظروا إلى داود النبي والملك -على الرغم مما يحيط به من كل عظمة الملك ورفاهيته – نراه يقول:
"أما أنا فخير لي الإلتصاق بالرب" (مز 73: 28).
ويقول للرب "معك لا أريد شيئًا على الأرض" (مز 73: 25). إنه يهذا يصل إلى فضيلة "الاكتفاء بالله "فيقول "ولا يعوزنى شئ" (مز 23: 1). وحينما عبرعن الرغبة التي تشبع قلبه، لم يلتفت إلى رفاهية الملك، وإنما قال "واحدة طلبت من الرب وأتفرس في هيكله" (مز 27: 4). ولذلك قال "طلبت وجهك، ولوجهك يا رب ألتمس. لا تحجب وجهك عنى" (مز 27: 8، 9). كانت هذه هي الطلبة الوحيدة التي للملك العظيم داود..
كتاب الإنسان الروحي - البابا شنوده الثالث
الذى يعيش للرب، لا تهمه الأوضاع الخارجية، بل يعيش للرب في أي وضع، وفي كل موضع.
ولعل من الأمثلة الواضحة في هذا الأمر: يوسف الصديق كان يعيش للرب وهو إبن في اسر. فتغير وضعه إلى عبد في بيت رجل ثرى، فظل يعيش للرب في وضعه الجديد تغير وضعه أيضًا إلى سجين، ثم إلى وزير. ولكن الأوضاع الخارجية لم تؤثر على علاقته بالرب إطلاقًا. إنه يعيش للرب كإبن، أو كعبد، أو كسجين، أو كوزير. إنه هو هو. يتغير الوضع والموضع. أما هدفه الوحيد أن يعيش للرب، فهو هدف لا يتغير.
نقول هذا لأن أناسًا يرفضون أن يعيشوا للرب، إلا إذا كان لهم وضع معين..
إنا أن يكون لهم في الكنيسة مركز خاص، وإلا فإنهم يغضبون وينعزلون ويرفضوا أن يعملوا.. إما أن يعاملهم الله معاملة خاصة، ويدللهم باسلوب معين، وإلا يتخذون من الله موقفًا مضادًا.. وهكذا يشترطون شروطًا للمعيشة مع الله! وإلا يتركونه.. ما هذا يا أخى؟! ما هذا يا أخى؟! لنفرض حتى أنهم طردوك من الكنيسة، أترفض لهذا السبب أن تعيش مع الله؟!
ينبغى أن تكون للحياة مع الله أهمية كبرى في قلبك، لا تتخلى عنها مهما كانت الأسباب والدوافع والظروف المحيطة.
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
كتاب معالم الطريق الروحى لقداسه البابا شنوده الثالث مسموع
من كتاب من هو الإنسان؟ البابا شنوده الثالث القلب
كتاب السهر الروحي - البابا شنوده الثالث
كتاب التلمذة - البابا شنوده الثالث
كتاب من هو الإنسان؟ - البابا شنوده الثالث


الساعة الآن 10:59 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025