03 - 01 - 2014, 02:40 PM | رقم المشاركة : ( 61 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الروح القدس وعمله فينا لقداسة البابا شنودة الثالث
الكسل والتراخي قد يطفئ الروح فالإنسان الروحي يتميز بالجدية والحماس في كل ممارسته الروحية، فإن بدأ يتكاسل عند الإنسان ربما يخترع له أسبابًا يخترع له أسبابًا كثيرة، ويجد له حججًا وأعذارًا، وبالوقت قد يتحول إلى عادة أو إلى طبع. وقد يأتي وقت يحاول أن يقوم فيه من كسله فلا يستطيع! ومن ضمن علاج الكسل: التغصب. فيغضب الإنسان على العمل الروحي، ويغضب نفسه على ترك الكسل، حتى إن لم تكن له أية رغبة تدفعه إلى عمل مقدس... لذلك يقول ماراسحق: اغصب نفسك على صلاة الليل، وزدها مزاميرًا. فإن كنت متعبًا مثلًا بالنوم، لا تستسلم للتعب وتنام بدون صلاة. بل أغضب نفسك أن تقف وتصلى. وأطل صلاتك... وهكذا تغصب نفسك على قراءة الكتب الروحية وعلى الصوم وعلى السهر... وإذا دعاك الروح إلى أي عمل مقدس، فلا تتباطأ ولا تؤجل فالتأجيل لون من الكسل ومن حب الجسد. وهو يؤدى إلى إطفاء الروح، وإلى إطفاء اشتياق القلب إلى الوجود في حضرة الله، وهو يمنع الروح من تناول غذاءها الذي يقويها. ويدخل فيه أيضًا تأجيل التوبة، أو تأجيل الاعتراف والتناول. لقد التهب قلب فليكس الوالي، لما تحدث القديس بولس عن البر والتعفف والدينونة. ولكنه إطفاء هذه الشعلة المقدسة بتأجيله، وقوله اذهب الآن ومتى حصل لي وقت أستدعيك" (أع24: 25). بعكس ذلك الابن الضال في توبته... لما شعر بسوء حالته الرغبة، قال أقوم الآن واذهب إلى أبى وفي الحال قام وذهب إلى أبيه ولم يطفئ حرارة الرغبة في التوبة بالتأجيل. الراهب العمال الحار في الروح، إذا ضرب جرس نصف الكسل، ينهض بسرعة من فرشاة ويذهب إلى الكنيسة. فإن تكاسل أو تراخى، يعود إلى نومه. لا تحاول أن تغطى كسلك بالأعذار والحجج. بل حاول أن تنتصر على نفسك وأن تنتصر على هذه الأعذار، وتثبت عدم جديتها. وخذ الحياة الروحية بنشاط وحرارة، ولا تطفئ الروح الذي فيك... وثق أنك إن تكاسلت، سيجد الشيطان فرصته، ويساعدك على مزيد من التهاون في روحياتك. يمكن أن يقول لك: ما فائدة الصلاة وأنت متعب، وليست لديك رغبة. ولاشك أنها ستخلو من الخشوع اللائق بالوجود في حضرة الله! إن كسلك يشجع الشيطان على التدخل. والكسل لا تصلح له المناقشة ولا الحوار، ولا تقديم الأعذار، ولا يعالجه سوى أن تغصب نفسك على النشاط. حتى إن بدأت الصلاة بغير رغبة، فستأتي الرغبة بعد لحظات. ولاشك أن النعمة سوف تفتقدك وتمنحك حرارة روحية. كذلك لا تتراخ في طرد الأفكار الخاطئة. إن تراخيت في طردها، ستقوى عليك وستزيد، وتأخذ سلطانًا عليك بسبب تكاسلك، وبسبب إبقائك عليها. وأيضًا لأن عدم طردك لهذه الأفكار بسرعة، إنما يحمل رغبة داخلية في الاسترسال مع الفكر بسبب خطية كامنة تتغذى بالأفكار... وأنت بالتباطؤ طرد الأفكار، إنما تطفئ الروح. المفروض في الإنسان الحار بالروح، إن تكون له حرارة في الايجابيات والسلبيات. الحرارة في الايجابيات هي الحرارة في كل عمل روحي يشترك فيه مع الروح القدس. والحرارة في مقاومة السلبيات، هي الحرارة في طرد الأفكار الشريرة الخاطئة الغريبة، والحرارة في مقاومة الكسل والتراخي، وفي مقاومة كل شهوة خاطئة. __________________ |
||||
|
|||||
03 - 01 - 2014, 02:43 PM | رقم المشاركة : ( 62 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الروح القدس وعمله فينا لقداسة البابا شنودة الثالث
التقصير في الصلوات يُطفئ الروح ومن الأسباب التي تطفئ الروح أيضًا: التقصير في الصلوات. ما من إنسان وصل إلى الفتور الروحي، إلا ويكون قد بدأ بإهمال لصلواته ومزاميره. فالصلاة تعمق الصلة بالله، وتسبب حرارة في القلب من نحوه. لذلك لا تهمل صلواتك، حتى ولو كانت كلمة واحدة أو عبارة بسيطة. فقد يحاربك الشيطان بأنه ليس لديك وقت. وهي حرب مكشوفة ومعروفة. الصلاة لا تحتاج إلى وقت، إنما إلى قلب. تحتاج إلى قلب يشتاق إلى الحديث مع الله، ولو بكلمات قليلة لا تستغرق بعض الثواني. ومحال أن تقول أنك لا تملك هذه الثواني. وثق أنك إن بدأت، ستجد النعمة تعمل فيك لكي تكمل وتجد رغبة في قلبك أن تستمر وتتحول الثواني إلى دقائق. اهتم بصلوات النهار، وقت الانشغال ووقت الحروب الروحية. ارفع قلبك إلى الله، ولو عبارة واحدة، مثلما فعل العشار (لو18: 13) ومثلما فعل اللص اليمين (لو23: 42). وستكون عبارة مقبولة، وتأتى بثمر كثير. ولا تظن أن صلاتك لا تكون مقبولة، إلا إذا كانت طويلة! كلا، فهذه حرب أخرى... إن الله يريدك أن تتذكره، أثناء انشغالك بعملك الدنيوي. فلا تنساه أثناء العمل، وأثناء الاتصالات والمشغوليات، ولا تكون في غربة عنه أثناء النهار، وقد أبعدتك عنه علاقات كثيرة!! مجرد عبارة "يا رب" تقولها أثناء عملك، وأثناء مشيك في الطريق، وعند تقابلك مع الناس... وهذه العبارة وحدها، إن قلتها من قلبك، ستمنحك حرارة روحية. ولا تستغرق وقتًا... كم بالأكثر لو قلت عبارة أو عبارتين من صلواتك، أو مزمورًا له تأثير معين في قلبك وعواطفك... أما غربتك عن الله، بإهمالك للصلاة فإنها تطفئ روحك وإذا لم ينشغل عقلك بالله، سينشغل بأشياء أخرى، لأنه لن يتوقف عن العمل. وهنا تدخل روحياتك في تعقيدات لا ندرى ما نتائجها... فلماذا تترك عقلك في فراغ روحي؟ لم لا تشغله بشيء نافع، ولو يتأمل في آية تحبها، أو بتأمل في فضيلة ما، أو في صفة من صفات الله الجميلة، فهذا الفكر الروحي، يشعل قلبك. بينما الفراغ يؤذيك. اعلم أن الفراغ الداخلى يعطى فرصة للحروب الخارجية. فيتعاون الداخل والخارج ضدك... أنصحك أن تحفظ بعض الصلوات، أو بعض القطع من الأجبية، أو بعض آيات من الكتاب، وتردد كل هذا أو شيئًا منه أثناء النهار... وفي وقت الساعة الثالثة أو السادسة، ارفع قلبك ولو بصلاة قصيرة مناسبة، لمجرد ثوان معدودة... وتأمل ماذا ستكون النتيجة. لا تجلس في الساعة الثالثة ككتلة مجمدة على كرسيك!! ليس فيها أي حس روحي، أو أية حرارة. تأكد أن الشيطان قد أسس شركة كبيرة منتجة للفريزرات، ليجمد فيها أرواح الناس وقلوبهم، أو على الأقل يبردهم، خوفًا من الحرارة الروحية. فلا تعطه فرصة، وانشغل عنه بعمل روحي داخلي. هذا هو الفرق بين الراهب العمال والراهب البطال، حسب تعبير البستان. وليس المقصود بكلمة بطال أنه إنسان رديء. كلا. بل أنه أبطل العمل الروحي داخله... لا تقتصر إذن في عملك الروحي في كل وقت، لئلا تنطفئ حرارة الروح فيك واعلم أن النار، إن لم تجد وقودًا، فلابد ستنطفئ ولو بعد حين، لذلك: أضف وقودًا باستمرار إلى النار المقدسة التي وضعها الله في قلبك. بالصلاة، بالتأمل، بالقراءة الروحية، بالألحان والترانيم والتسبحة، وبالاجتماعات الروحية، بالذكريات المقدسة، بالعمل الداخلى، بالفكر الصالح. وقل لنفسك: أنا إن أهملت إضافة هذا الوقود ستنطفئ حرارتي، وافتر أو ابرد، وأضيع... اعرف بالخبرة ما هي مصادر الحرارة بالنسبة إليك، ولا تبعد عنها مطلقًا. وإن فترت في وقت ما، لا تنتظر على نفسك، بل أشعلها لتلتهب كما كانت ... أعط روحك غذاءها باستمرار. في كل يوم، وكل وقت، وبكل ألوان الأغذية الروحية. غذها بكل الوسائط الروحية. واجعل روحك أيضًا تتغذى بالفضيلة وبالحب الإلهي، وبمداومة التفكير في الله وفي الأمور المقدسة. وبمعاشرة القديسين والتأثر بقدرتهم الصالحة. ولا تقل ليس لدى وقت للروحيات... فأنت تعطي وقتًا للتسليات والتفيهات وللحديث مع الأصدقاء ولقراءة الجرائد والحوار حول الأخبار، بل تعط وقتًا ربما لتفاهات عديدة. لماذا تحرم روحك إذن من غذائها؟! |
||||
03 - 01 - 2014, 02:44 PM | رقم المشاركة : ( 63 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الروح القدس وعمله فينا لقداسة البابا شنودة الثالث
الشهوات ومحبة العالم تُطفئ الروح من الأمور الأخرى التي تطفئ الروح: الشهوات ومحبة العالم والجسد. كل شهوة جسدية، وكل شهوة خاطئة، وكل شهوة عالمية... يمكن أن تطفئ الروح داخلك... شهوة الانتقام، وشهوة المال والقنية، وشهوة الكرامة والمجد الباطل، وشهوة الزنا، وشهوة المديح، وشهوة المتع العالمية... كلها تطفئ الروح الذي لك، لأنها تنقلك إلى غربة بعيدًا عن الله وعن الجو الروحي. تذكر إذن قول الكتاب... " محبة العالم عداوة لله" (يع4: 4). وبخاصة إذا كانت الشهوة تنتقل من القلب، لكي تشغل الفكر، وتلهب الحواس.. وتنتقل إلى الإرادة. وتحاول أن تعبر عن ذاتها بالتنفيذ. ويشعر الإنسان ليس فقط بأن روحياته قد فترت أو انطفأت، بل بالأكثر قد سقط في الخطية فعلًا، وانفصل عن الله.. عليك أن تبحث إذن: أية شهوة في قلبك قد أطفأت روحك؟ وتحاول أن تقاوم شهواتك، وتجعل شهوة الروح تنتصر على الجسد (غل5: 16، 17) . أصلح مسار الحب في قلبك، واجعله يتجه نحو الله والسمائيات. وكما قال الرسول "غير ناظرين إلى الأشياء التي ترى، بل إلى التي لا ترى. لأن التي ترى وقتية. أما التي لا ترى فأبدية" (2كو4: 18). |
||||
03 - 01 - 2014, 02:45 PM | رقم المشاركة : ( 64 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الروح القدس وعمله فينا لقداسة البابا شنودة الثالث
الانشغال باللهو يُطفئ الروح مما يطفئ الروح أيضًا الانشغال باللهو. اللهو الذي يشغل عواطفك ومشاعرك وحواسك ورغباتك، وفي نفس الوقت يلهبك عن محبة الله، وعن العمل الروحي. وينشغل وقتك، بل ويصير هو المتعة التي تريحك وتبهجك وتسليك... وهكذا تطفئ الروح، وبخاصة إن زادت عن حجها، وأصبحت وسائل اللهو هذه، أو وسائل الترفيه، تشكل خطرًا على روحياتك. أسأل نفسك: ما هو مقدار الوقت الذي تشله هذه الترفيهات في حياتك؟ وما مقدار الوقت الذي تعطيه لوسائط النعمة والروحياتك؟ وهل أنت تحفظ ميزان التأثيرات في حياتك؟ أم أن كفة الترفهات في هذا الميزان هي الرجحة؟ |
||||
03 - 01 - 2014, 02:46 PM | رقم المشاركة : ( 65 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الروح القدس وعمله فينا لقداسة البابا شنودة الثالث
التعريج بين الفرقتين يُطفئ حرارة الروح مما يطفئ حرارة الروح في قلبك أيضًا: التعريج بين الفرقتين. الأمر الذي حذر منه إيليا النبي (1مل18: 21). ففي التعريج بين الأمور، لا يكون لك خط روحي ثابت تسير عليه. لك اشتياقات روحية، ولك أيضًا طموحات عالمية . وأنت في الكنيسة عابد، وفي خارجها تسلك كالأمم. تصوم الصوم في نسلك. وفي العيد وفي الإفطار تسلك غي تسيب، تفقد فيه كل ما ربحته نفسك أثناء الصوم. لك شخصيته مزدوجة، لاهي روحية خالصة، ولاهي عالمية خالصة. فما يشعلك اليوم، يمكن أن ينطفئ غدًا، أو في نفس اليوم، بعد حين. تعيش كالمراجيح. كما يقول المثل العامي "يوم في العالي، ويوم في الواطي"!! تعلو وتهبط. تشرق وتغرب. تسقط وتقوم. ثم تسقط... وهكذا بغير ثبات... كل يوم بحال. وكل يوم في طريق مختلف. يومًا في أورشليم، يومًا في غزة، كما كان يفعل شمشون. حدد منهجك في الحياة، لتحفظ بحرارتك |
||||
03 - 01 - 2014, 02:46 PM | رقم المشاركة : ( 66 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الروح القدس وعمله فينا لقداسة البابا شنودة الثالث
طياشة الحواس وطياشة الفكر تطفئ الروح من الأسباب التي تطفئ الروح أيضًا طياشة الحواس، وطياشة الفكر. والمعروف أن الحواس هي أبواب للفكر. فإن طاشت حواسك ستجمع لفكرك أخبارً وصورًا ، مما يجلبه لها السمع والنظر... فكيف إذن تحتفظ بحرارتك لنفسك حروبًا تتعبك اجتهد إذن أن تتدرب على حفظ الحواس وجمع الفكر، لكي يتركز في الروحيات. لأنه إن كانت هناك طياشة في حواسك وفكرك، ستكون نتيجتها طياشة في صلاتك. بل طياشة للفكر في غير وقت الصلاة أيضًا... وكلها أسباب لإطفاء الروح |
||||
03 - 01 - 2014, 02:47 PM | رقم المشاركة : ( 67 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الروح القدس وعمله فينا لقداسة البابا شنودة الثالث
أسباب أخرى تُطفئ حرارة الروح داخل القلوب من الأسباب التي تطفئ الروح أيضًا: التحول السريع من الانسحاق إلى الفرح. مثال إنسان كان في الخطية وتاب، وانسحق قلبه داخله، وبلل فراشة بدموعه. واقتنى من توبته وانسحاقه ودموعه حرارة في روحه... يأتيه إنسان ويدعوه إلى الفرح بالرب... وفي هذا الانتقال السريع من الانسحاق إلى الفرح، يفقد حرارته ... الفرح فضيلة روحية. ولكنه إذا أطفأ حرارة التوبة، يكون قد استخدم في غير وقته، وبغير حكمة. وينبغي أن تأخذ التوبة ما يلزمها من اتضاع وانسحاق وندم ولوم للذات ودموع، لكي تكون مصدرًا للحرارة الروحية... حتى إذا فرح الإنسان، يفرح بالرب الذي خلصه. ولا يكون فرحه لونًا من اللامبالاة... كذلك الإسراع من التوبة إلى الخدمة، يطفئ الروح. ويفقد التوبة حرارتها، ويفقدها ثمارها الروحية، التي تستمر في حياة الإنسان، وتمتد حياته، ولا تنسيه ضعفه وسقوطه. يطفئ الروح أيضًا الانتقال من المستوى الروحي إلى المستوى العقلاني. بحيث يتحول الدين إلى الفكر وإلى فلسفة، وإلى بحث وحوار. ويفقد المشاعر الروحية العميقة التي تلهب القلب بمحبة الله. ويتحول الإنسان من عابد إلى عالم بل تتحول الروحيات إلى علم اسمه علم الروحيات له منهجه ومقدماته ودراسته ومشاكله. وينشغل العقل وتقف الروح. فتنطفئ الحرارة... مما يطفئ حرارة الروح أيضًا: مقاومة عمل الروح القدس في قلبك. أو على الأقل عدم الشركة معه، وعدم الاستجابة له... وهذا موضوع طويل لست أظن هذه السطور تتسع له. |
||||
03 - 01 - 2014, 02:49 PM | رقم المشاركة : ( 68 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الروح القدس وعمله فينا لقداسة البابا شنودة الثالث
حلول الروح القدس على الإنسان أقنوميًا، وما هو هذا الاتحاد الأقنومي؟ سؤال هل يمكن أن يحل الروح القدس علينا حلولًا أقنوميًا Hypostasis؟ وهل يمكن أن يتجدد بنا اتحادًا أقنوميًا؟ وما هو هذا الاتحاد الأقنومي، ومع من يتم؟ ج نحن نستخدم عبارة أقنوم في الحديث عن الأقاليم الثلاثة، في الثالوث القدوس. وكل من هذه الأقانيم له الطبيعة الإلهية. يوجد اتحاد بين الأقانيم الثلاثة. كل أقنوم متحد بالآخر أزليًا، ودائمًا بغير انفصال. ويعبر عن هذا الاتحاد بالوحدة. وهي وحدة في اللاهوت وفي الجوهر وفي الطبيعة. مثلما قيل عن الأقانيم الثلاثة "وهؤلاء الثلاثة هو واحد" (1يو5: 7). ومثلما قال الابن "أنا والآب واحد" أي واحد في اللاهوت، وواحد في الجوهر... ونقول بالتحاد أقنومي بين اللاهوت والناسوت في طبيعة المسيح. ولا نقول باتحاد أقنومي بين أي إنسان والروح القدس، لأن هذا معناه اتحاد باللاهوت، وتصبح لهذا الإنسان صفات لاهوتية، ويمكنه أن يعمل العمل الذي لا يمكن أن يعمله إلا الله وحده أقنومًا بروح الله. على أننا نستطيع أن نقول إن الروح القدس حل حلولًا أقنوميًا مؤقتًا على السيدة العذراء إلهي مزدوج. أ ليصنع من أحشائها جسدًا للسيد المسيح، ولذلك قيل عن السيد المسيح، ولذلك قيل عن السيد المسيح "الذي من الروح القدس ومن مريم العذراء تجسد وتأنس". ب وأيضًا لتقديس مستودعها، حتى أن المولود منها لا يرث الخطية الأصلية الجدية ، فيمكنه كقدوس أن يتمم عملية الفداء، إذ يموت عن عن خطية غيره... وهكذا قال: الملاك المبشر للسيدة العذراء "الروح القدس يحل عليك، وقوة العلى تظللك . فلذلك أيضًا القدوس منك يدعى ابن الله" (لو1: 35). والروح القدس بعد أن كون ناسوتًا من أحشاء العذراء، اتحد أقنوم الابن بهذا الناسوت اتحادًا أقنومًا، منذ اللحظة الأولى للحبل المقدس. |
||||
03 - 01 - 2014, 02:50 PM | رقم المشاركة : ( 69 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الروح القدس وعمله فينا لقداسة البابا شنودة الثالث
الفرق بين حلول الروح القدس على المسيح وقت العماد وحلوله على التلاميذ س حل الروح القدس على السيد المسيح وقت العماد. وحل على التلاميذ فما الفرق؟ وهل علاقة السيد المسيح بالروح القدس تشبه علاقة الرسل به؟ ج السيد المسيح من جهة لاهوته له علاقة أزلية بالروح القدس، أضيف إليها مسحه بالروح القدس ملكًا وكاهنًا ونبيًا. وهكذا ورد عنه في نبوءة إشعياء "روح السيد الرب على، لأنه مسحني" (أش61: 1) وقيل إنه مسح بزيت البهجة أفضل من رفقائه (عب1: 9). وهذه العلاقة المزدوجة يوضحها سفر اللاويين في تقدمه الدقيق التي ترمز إلى ناسوت المسيح فيقول عنها: "ملتوتة بزيت... ومدهونة بزيت" (لا2: 4). الصفة الأولى من جهة الأزلية، والثانية من جهة مسحة للخدمة. |
||||
03 - 01 - 2014, 02:54 PM | رقم المشاركة : ( 70 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الروح القدس وعمله فينا لقداسة البابا شنودة الثالث
أنواع وضع اليد س ما الفرق في وضع اليد بين حالة وحالة؟ الجواب: كان هناك وضع اليد لنوال الروح القدس لجميع المؤمنين. مثلما حدث مع أهل السامرة (أع8: 17)، وأهل أفسس (أع 19: 6). لما تم وضع اليد بواسطة الرسل، حل الروح القدس. وضع اليد هذا، حلت محله المسحة المقدسة (1يو2: 20، 27)، وحاليًا نستخدم زيت الميرون. ويوجد وضع يد آخر لنوال الكهنوت. مثل وضع اليد على تيموثاوس بولس الرسول (2تى1: 6)، ووضع اليد على برنابا وشاول (أع13: 3). كذلك وضع الأيدي على الشمامسة ليكونوا من الإكليروس (أع6 : 6). وتتوقف الدرجة هنا على نوع الصلاة، والنطق. ويوجد وضع يد للشفاء. كما في (لو4: 40). ووضع يد أيضًا للبركة... مثلما وضع يعقوب أبو الآباء يديه على افرايم ومنسى وباركهما (تك28: 14 20). |
||||
|