![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 69651 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() وكانَ الَّذينَ يَتَقَدَّمونَه والَّذينَ يَتبَعونَه يَهتِفون: هُوشَعْنا! تَبارَكَ الآتي بِاسمِ الرَّبّ تشير عبارة "كانَ الَّذينَ يَتَقَدَّمونَه والَّذينَ يَتبَعونَه" الى موكب عيد الاكواخ او المظال حيث كان الشعب في إثنائه يدخلون في موكب ساحة الهيكل ملوِّحين بأغصان الشجر، طالبين من الرب خلاصه وعونه، قائلين: "هوشعنا"(المزمور 118)؛ ويعلق القديس أمبروسيوس "الذين تقدموا موكب يسوع هم آباء العهد القديم وأنبياؤه، والذين تبعوه هم رجال العهد الجديد ورسله وتلاميذه، فالكل -رجال العهدين-التفوا حول الرب يطلبون خلاصه". |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 69652 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() وكانَ الَّذينَ يَتَقَدَّمونَه والَّذينَ يَتبَعونَه يَهتِفون: هُوشَعْنا! تَبارَكَ الآتي بِاسمِ الرَّبّ "يَهتِفون" فتشير الى هتاف الجموع تعبيرا عن حماسهم او عن إيمانهم؛ والكنيسة تحيي ملكها الذي يدخل اورشليم ليقوم بخدمته ويبذل حياته فدية عن الكثيرين. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 69653 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() وكانَ الَّذينَ يَتَقَدَّمونَه والَّذينَ يَتبَعونَه يَهتِفون: هُوشَعْنا! تَبارَكَ الآتي بِاسمِ الرَّبّ "هُوشَعْنا" عبرية أراميه הוض¹×©×پض·×¢ض¾×*ض¸×گ (معناها "امنح الخلاص الآن") فتشير الى ما ورد في ترنيم صاحب المزامير "إِمنَحِ الخَلاصَ הוض¹×©×پض´×™×¢ض¸×” ×*ض¼ض¸×گ يا رَبُّ اْمنَحْ امنح النَّصرَ يا رَبُّ اْمنَحْ" (مزمور 118: 25)، والجدير بالذكر ان مرقس الانجيلي لم يترجم الكلمة "هُوشَعْنا"، ولعلها أصبحت تعبيراً عن الحمد والتحية، وشاعت في الاجتماعات العامة. وصارت "هُوشَعْنا" في الجماعة المسيحية الأولى جزء من الاناشيد المسيحية تمجيداً للرب الذي خلّصنا في الماضي ويُخلصنا اليوم. اما لوقا الإنجيلي استبدل عبارة "هُوشَعْنا" بعبارة "السَّلامُ في السَّماء! والمَجدُ في العُلى!" (لوقا 19: 38)، وقد تقلبت الكنيسة هذا السلام (لوقا 1: 79) في الايمان، أمَّا اورشليم فرفضته (متى 23: 37). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 69654 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() وكانَ الَّذينَ يَتَقَدَّمونَه والَّذينَ يَتبَعونَه يَهتِفون: هُوشَعْنا! تَبارَكَ الآتي بِاسمِ الرَّبّ " تَبارَكَ الآتي بِاسمِ الرَّبّ " فتشير الى هتاف الناس بيسوع الذي أتى من السماء (يوحنا 13:3) وهذا دلالة على لاهوته. وهذا الهتاف مأخوذ من مزمور التهليل " تَبارَكَ الآتي باْسمِ الرَّبِّ" (مزمور 118: 26)، وكثيرا ما يُذكِّر هذا المزمور في الكلام على آلام المسيح (متى 21: 42). فالمسيح أتى بقوة إلهية لخلاص الإنسان وتجديده، فهو ابن الله الذي أتى ليخلقنا خلقة جديدة وليفتتح العصر المسيحاني (العبرانيين 10: 37)؛ وهذا الهتاف هو في الأصل نداء موجّه الى الملك (2 صموئيل 14: 4) يُطلق خاصة في اليوم السابع من عيد الاكواخ، يرافقه هز الأغصان (2 ملوك 10: 6-7). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 69655 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() تَبارَكَتِ المَملَكَةُ الآتِيَة، مَملَكةُ أَبينا داود! هوشَعْنا في العُلى!": تشير عبارة "تَبارَكَتِ المَملَكَةُ الآتِيَة" الى الهتاف الطقسي الذي يُردّده الشعب في يوم الشعانين (مزمور 118: 25-26). أمَّا عبارة "مَملَكةُ أَبينا داود" فتشير الىهتاف الجموع عن عودة مملكة داود بسبب وعد الله لداود الملك " وإذا تَمَّت أيَّامُكَ وآضطَجَعتَ مع آبائِكَ، اقيمُ مَن يَخلُفُكَ مِن نَسلِكَ الَّذي يَخرُجُ مِن صُلبكَ، واثبِّتُ ملكَه. فهو يَبْني بَيتًا لآِسْمي، وأَنَّا اثبِّتُ عَرشَ مُلكِه لِلأَبَد" (2 صموئيل 7: 12-14). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 69656 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() تَبارَكَتِ المَملَكَةُ الآتِيَة، مَملَكةُ أَبينا داود! هوشَعْنا في العُلى!": فمملكة أبينا داود هي مملكة المسيح الذي كان اليهود يتوقعون مجيئه، وكان داود أوصل تلك المملكة الى أعظم مجدها، فرجا الشعب ان المسيح يردُّ اليها ذلك المجد. فكان داود رمزا الى المسيح، ومملكته رمزا الى ملكوته. بارك المحتفلون الملك والمملكة. ولهذا الهتاف إذا معنى مسيحاني ومَلكي كما يوضَّحه إنجيل لوقا "تبارك الملك" (لوقا 19: 38)، وهي إشارة لناسوت المسيح وتجسِّده. وقد اشارت صفحات الانجيل موضوع الملك المسيحاني، ولا سيما في رواية الالام وموضوع الحوار بين يسوع وبيلاطس (يوحنا 19: 3-21). ومناسبة دخول يسوع احتفاليا الى اورشليم هي المناسبة يحتفل بذكراها المسيحيون في يوم أحد الشعانين. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 69657 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() ودخَلَ أُورَشَليمَ فالهَيكَل، وأَجالَ طَرْفَه في كُلِّ شَيءٍ فيه. وكانَ المَساءُ قد أَقبَل، فخَرَجَ إِلى بَيتَ عَنْيا ومعَه الاثْنا عَشَر تشير عبارة "دخَلَ أُورَشَليمَ فالهَيكَل" الى توجّه يسوع تواً الى الهيكل حيث نراه يتفقده بسلطان. فلم يكن شغله الشاغل سياسة اليهود وحروبهم بل ديانتهم. فالخلاص الذي يحمله، والملكوت الذي يعلنه، يتعارضان مع السلطات الاقتصادية والسياسية والدينية التي سيواجهها من خلال محكمته لدى اليهود والرومان. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 69658 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() ودخَلَ أُورَشَليمَ فالهَيكَل، وأَجالَ طَرْفَه في كُلِّ شَيءٍ فيه. وكانَ المَساءُ قد أَقبَل، فخَرَجَ إِلى بَيتَ عَنْيا ومعَه الاثْنا عَشَر "أَجالَ طَرْفَه في كُلِّ شَيءٍ فيه" فتشير الى تفقد يسوع كل مرافق الهيكل بما فيه فناء الوثنيين وفناء النساء وفناء الرجال، لا فناء الكهنة المقتصر عليهم وحدهم (مرقس 14: 58). وقد انفرد إنجيل مرقس في ذكرها الوصف. فالسميح لم يعمل في ذلك اليوم سوى انه دخل المدينة والهيكل وشاهد كل مدنَسات ذلك الموضع التي طرحها في الغد. وبهذا أشار يسوع انه رب الهيكل. وسيأتي وقت يطرد منه الباعة، لأنه بيت صلاة لليهود والامم ليس بَيتَ تِجارَة (يوحنا 2: 16). وهنا نجد الفرق بين أهل اورشليم الذين يجهلون حقيقة هوية يسوع والجموع من أهل الجليل الذين كانوا قد صعدوا الى العيد والذين كانوا قد عرفوا يسوع عن طرق كرازته ومعجزاته في الجليل. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 69659 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() ودخَلَ أُورَشَليمَ فالهَيكَل، وأَجالَ طَرْفَه في كُلِّ شَيءٍ فيه. وكانَ المَساءُ قد أَقبَل، فخَرَجَ إِلى بَيتَ عَنْيا ومعَه الاثْنا عَشَر "فخَرَجَ إِلى بَيتَ عَنْيا ومعَه الاثْنا عَشَر" فتشير الى لجوء يسوع الى بيت عنيا ليقضي ليلته طلبا للأمن وانهاز ا فرص الصلاة وتعليم تلاميذه. وفي كل ليلة من ليالي اسبوع الآلام، كان يسوع يذهب خارجا الى جبل الزيتون ويلتجأ الى بيت عنيا." فتشير الى لجوء يسوع الى بيت عنيا ليقضي ليلته طلبا للأمن وانهاز الفرص الصلاة وتعليم تلاميذه. وفي كل ليلة من ليالي اسبوع الآلام، كان يسوع يذهب خارجا الى جبل الزيتون ويلتجأ الى بيت عنيا. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 69660 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا شنودة الثالث لماذا يهرب المتواضع من حب الرئاسة والرعاية؟ إنه يهرب من الرئاسة حرصًا على خلاص نفسه، وهروبًا من العظمة والكبرياء، حسبما وعظ القديس يوحنا الأسيوطي: سُئل هذا القديس: "هل يليق بالإنسان أن يطلب رتبة وسلطانًا، بقصد تقويم المعوجين وإبطال الشرور؟". فأجاب: كلا، لأنه إن كان الإنسان -وهو بعيد عن الدرجة- يريد أن يكون عظيمًا، فماذا يفعل عندما يصل إلى الرئاسة والعظمة ذاتها؟! فالذي وهو في ضآلة شأنه لم يعرف الاتضاع، ماذا يفعل وهو في العظمة؟! وإن سعى إلى الانتفاخ -وهو بعيد عن المناصب- فأي انتفاخ يكون له عندما ينال تلك المناصب؟! إذ حينما لم يكن لديه سبب للعظمة، كان يطيش بها في ضميره، فكم يكون بالحري عندما ينال سببًا للافتخار؟! إن كنت لا تشتهى الاتضاع، فلا تطلب درجة الرعاية. ولا تشته درجة الكهنوت لكي تعتني بالناس. وأعلم أن الله يعتني يشعبه أكثر منك. أشته أن تكون حملًا في القطيع يرعاك غيرك، لا أن تكون راعيًا مسئولًا عن رعية يطلب الله دمها من يدك. احترس من شهوة التسلط. واذكر أنك مهما صرت اليوم مُكرمًا بالعظمة، فغدًا ستكون مثل سائر الناس محبوسًا في القبر. يهرب المتواضع من الرئاسة والرعاية شاعرًا بأنه أضعف من القيام بها. قال القديس يوحنا الأسيوطي أيضًا "إن كنت الآن لا تقدر أن تربح نفسك، فكيف تقدر أن تربح نفوسًا كثيرة؟! إن كنت في الوقت الذي ليس عليك فيه أثقال، لم تستطع أن تحيي ذاتك، فكيف تقدر أن تخلص شعبًا كبيرًا من شر هذا العالم؟! إن كنت الآن بلا مسئوليات كثيرة، ولم تقدر أن تخلص هذه النفس الواحدة التي هي نفسك، فكيف تقدر على نفوس الناس؟! وبنفس منطق القديس يوحنا الاسيوطي، أقول لكل من يشتهى الرعاية ليخلص نفوس الآخرين: اهتم يا أخي بخلاص نفسك أولًا. فإن لم تستطع، فلن تقدر على تخليص غيرك مهما أخذت من مناصب.. نفسك التي تعرف عنها كل شيء: تعرف جميع أسرارها، وتاريخها كله، وضعفاتها، وأسباب ما فيها من ضعفات وعيوب وأمراض روحية.. إذ لم تستطع أن تخلص هذه النفس المعروفة جدًا لديك، فكيف تقدر على خلاص نفوس الناس الذين تجلس معهم فترات قليلة، ولا تعرف عنهم إلا القليل جدًا؟! ونفسك التي إذا وبختها، تقبل منك التوبيخ واللوم والزجر، ومع ذلك لم تقو على ردعها! فكيف فكيف تقدر على نفوس إن وبختها تغضب منك؟! نفسك التي تثق بك، والتي هي مستعدة أن تسمع لك، لست قادرًا عليها، فكيف تعمل مع الناس الذين قد لا يسمعون منك. وإن سمعوا ربما لا يثقون بما تقول!! فاهتم أولًا بخلاص نفسك، لأن تخليص الغير ليس أمرًا سهلًا.. الذي يهرب من الرئاسات والمناصب، يحب المتكأ الأخير. لأنه يشعر أن هذا هو وضعه الطبيعي، وهذا هو استحقاقه. إذ قال القديسون "اعتبر نفسك أقل من الكل وآخر الكل، لكي تستريح. قال القديس برصنوفيوس: "لا تحسب نفسك في شيء من الأمور، ولا يحسبك احد شيئًا، وأنت تتنيح (أي تستريح)".. فالشخص الذي لا يحب المديح والكرامة، يهرب من الرئاسة ويهرب من المتكآت الأولى، ويشتهى أن يكون خادمًا لغيره، لا أن يخدمه غيره، يشتهى أن يتتلمذ على المرشدين وينتفع بأقوالهم، لا أن يكون مرشدًا لآخرين. فال الشيخ الروحاني "في أي مكان وُجدت فيه، كن صغير أخوتك وخديمهم". في مرة طلب منى أحد الآباء الكهنة الجدد -بعد رسامته- أن أقول له كلمة أو نصيحة، فقلت له كن ابنًا وسط أخوتك، وأخًا وسط أولادك". فالذي ينزل درجة يرتفع درجات.. وهذا هو الذي يستريح في أي منصب يُوضع فيه. أما إن كان يريد أن يتمتع بكل كرامة هذا المنصب، ويملأ كرسيه أو ينتفخ، فهذا إنسان مسكين أسقطته المناصب.. أما أنت فكن آخر الكل "صغير أخوتك وخديمهم" في كل مكان تحل فيه. وإن كان السيد المسيح قد غسل أرجل تلاميذه (يو13)، ولم يستح أن يدعوهم أخوة له (عب2: 11)، بينما هو المعلم والسيد، فهل تكون أنت رئيسًا على أحد؟! الإنسان المتواضع -إن صار رئيسًا- يعتبر رئيسًا فقط على العمل وليس على الناس. ويعتبر مرؤوسيه زملاء له.. إنه يهرب من الرئاسة والترأُّس، ومن السلطة والتسلط. أما إن أمسكه الله بإرادته التي لا تقاوم، وجعله رئيسًا أو راعيًا، فإنه عندئذ يطلب منه قوة يعمل بها، لأنه بنفسه لا يستطيع أن يعمل شيئًا (يو15: 5). والذي يثق بقدرته الخاصة على تخليص الآخرين، لابد أن يكون مغرورًا. إنه لا يرفض الرئاسة إن أتت إليه، دون سعى منه إليها. فليس الضرر في الرئاسة، إنما الضرر في محبة الرئاسة وفي الارتفاع بسببها. ليس الضرر أن تبقى رئيسًا. ولكن الضرر هو أن تتسلط على غيرك. فقد يوجد رئيس وصاحب المتكأ الأول، وفي نفس الوقت يكون إنسانًا متضعًا. يعامل مرؤوسيه برفق كأنه واحد منهم. فالرئيس والمرؤوس سواء عند الله. بل قد تكون للمرؤوس منزلة أكبر حسب برَه. والرئيس المتواضع هو الذي يتفاهم مع مرؤوسيه بروح المحبة والبساطة شاعرًا أن السلطة إنما تمنح للرؤساء من أجل إدارة العمل، وليس من أجل الكرامة الشخصية. وهكذا أيضًا درجات الكهنوت مهما علت، هي للتدبير والرعاية والخدمة، وليست للرفعة والتشامخ. وعلى ذلك فإن كل سلطة لا يجوز أن تنحرف عن معناها الأصلي كمجرد وسيلة لتدبير العمل، لتصبح وسيلة إلى تكبير الذات وإظهارها..! يُحكى عن القديس باخوميوس أب الشركة: إنه كان يسير مرة مع مجموعة من الرهبان وكل واحد يحمل حاجياته. فتقدم أحد الرهبان لكي يحمل حاجيات القديس باخوميوس، فرفض ذلك وقال له: "إذا كان المسيح له المجد دعا نفسه أخًا لتلاميذه فهل أستخدمكم أنا في حمل حاجياتي؟! لا يصير هذا الأمر أبدًا. من أجل هذا فإن بعض الأديرة كائنة في انحلال لأن صغارهم مستعبدون لكبارهم"! والقديس بولس يقول عن نفسه "إن حاجاتي وحاجات الذين معي، خدمتها هاتان اليدان" (أع20: 34). إن الرئيس المتواضع هو الذي يحترم الكل، ويعامل الكل بلياقة. حقًا ما أعظم محبة وتواضع الذين يعاملون من هم أقل منهم باحترام وتوقير.. إنك بسهولة تحترم الشخص الأكبر منك. فهذا واجب وضرورة، وأنت مرغم على ذلك ومضطر أن تحترمه. لكن من يحترم من هو أقل منه، يكون متضعًا. الذي يحترم من هم أصعر منه في المنصب، أو العلم، أو السن، أو المقام، ويحفظ حقوقهم ويشعرهم بشخصياتهم، فهو إنسان متواضع يستحق يستحق محبة وتقدير الكل. وأعلم أن كرامتك ليست في أن يخضع الناس لك بحكم القانون. إنما الاحترام الحقيقي، هو تقدير وتوقير ينبع من القلب، لمن هو مستحق لذلك. ولا يكون من الظاهر فقط. * الرئيس المتواضع يكون رئيسًا على ذاته أولًا. فهو يضبط نفسه أولًا، ويحسن تدبيرها، قبل أن يتولى تدبير الغير. قال الشيخ الروحاني، وهو ينصح الرهبان الصغار ألا يشتهوا رئاسة مجمع الرهبان: "إن حوربت بهذا الفكر، فقل لنفسك: إن مجمعي هو مجمع أفكاري التي أقامني الله عليها رئيسًا لكي أدبر أهل بيتي حسنًا". فكن إذن رئيسًا على أفكارك ومشاعرك، وأضبطها حسنًا. فلا تطيش شرقًا أو غربًا كن رئيسًا على حواسك، على نظرك وسمعك ، كن رئيسًا على شهوات قلبك واضبطها.. وإن تمكنت من أن تكون رئيسًا على نفسك وتضبطها، فأنت الشخص الذي قد تصلح أن تكون رئيسًا. وإذا كنت لم تعرف أن تحكم نفسك، ولا لسانك ولا فكرك، ولا قلبك من الداخل، فكيف تصلح أن تكون رئيسًا على غيرك؟! إن لم تكن أمينًا على القليل، لا يمكنك أن تكون أمينًا على الكثير (مت25: 21). * يمكنك أيضًا أن تهرب من محبة الرئاسة والكرامة، إن كنت تزهد في الأمجاد الخارجية. لأن كل ما يتعلق بالوظائف والمناصب هو عرض خارجي لا يتعلق بذلك في الداخل. فالكرامة التي يقدمونها الناس لك، هي في الواقع كرامة يقدمونها للمنصب الذي أنت فيه، والوظيفة التي تشغلها، وليس لك شخصيًا. بحيث أنك إن ابتعدت عنك الوظيفة، ابتعدت عنك كرامتها. ولكن المزمور يقول "كل مجد ابنة الملك من داخل" (مز 45) على الرغم من أنها "مشتملة بأطراف موشاة بالذهب، ومزينة بأنواع كثيرة". مجدك إذن في شخصيتك، لا في وظيفتك أو رئاستك. مجدك في جوهرك: في روحياتك، في طبيعتك، في عقلك، في حكمتك، في كل ما يوجد داخل قلبك من الفضائل والصفات الطيبة. إن عرفت هذا تزهد في المناصب والوظائف. وتقول مع السيد الرب: "مجدًا من الناس، لست أقبل" (يو5: 41)، مريدًا المجد الذي يكللك به الله، وليس المجد الذي يمنحك الناس إياه. نعم، مجدك هو في حكم الله عليك، وليس في حكم الناس. إن هروبك من محبة المديح والكرامة ومن محبة الرئاسة يستدعى الآتي: 1 - ينبغي أن تعرف أن المجد الذي تأخذه من الناس هو مجد زائف. وربما يكون عن جهل. لأن الذين يمدحونك لا يعرفون حقيقتك. لأنهم يحكمون حسب الظاهر. لا يقرأون أفكارك، ولا يعرفون مشاعرك وإحساساتك الداخلية، ولا خطاياك الخفية وسقطاتك. وبعض الناس قد يمدح على سبيل المجاملة، أو بسبب التشجيع، والبعض يمدح بسبب أدبه الخاص، أو بسبب التملق، أو لغرض معين في نفسه. ومديح الناس قد يضر الكثيرين ويضللهم، ويبعدهم عن معرفة النفس، وعن تقويمها. والمسكين الذي يحب المديح يهمه أن يُمدح كيفما كان الأمر، ويلذ له أن يصدق كل ما يُقال فيه خير، سواء عن حق أو عن باطل! 2 - أما أنت فاعرف أن مديح الناس لا يوصلك إلى ملكوت الله. لأن الله هو فاحص القلوب والكلى (رؤ2: 23)، وهو العارف الخبايا والأسرار. وفي حكمه عليك، لا يعتمد على كلام الناس عنك. لذلك ينبغي أن تصادق من يوجهك ويوبخك. أما إذا مدحك الناس، فتذكر خطاياك ونقائصك واعترافاتك التي تخجلك، والأخطاء البشعة التي وقعت فيها في حياتك. وبذلك يخف عليك الم المديح. 3 - قل لنفسك: أنا ما زلت سائرًا في الطريق، ولا أعرف كيف سأنتهي؟ والكتاب يقول "انظروا إلى نهاية سيرتهم" (عب13: 7)."فكثيرون بدأوا بالروح، وكملوا بالجسد" (غل3: 3). والكتاب يقول أيضًا "من يظن أنه قائم، فلينظر أن لا يسقط")1كو10: 12). وما أكثر حروب الشيطان، وما أشد حيله وخداع مكره، فاحفظني يا رب، لأن "الخطية طرحت كثيرين جَرْحَى، وكل قتلاها أقوياء" (أم7: 26)، وأنا لا أحسب نفسي أقوى من الذين سقطوا.. 4 - للهروب من المديح، سواء مديح الناس، أو مديح نفسك لك، أنظر إلى المستويات التي هي أعلى منك بكثير. فتصغر نفسك في عينيك. إنك إن نظرت إلى الخطاة والضعفاء في مستواهم الروحي، أو إلى من هم أقل منك فضيلة وبرًا، ربما بالمقارنة تجد أنك "بار في عيني نفسك" (أي 32: 1). وإن نظرت إلى من هم أقل منك فهمًا وعلمًا ربما بالمقارنة تصبح "حكيمًا في عيني نفسك" (أم3: 7). إن أولاد الله صاروا متواضعين، لأنهم كانوا باستمرار ينظرون إلى الكمال المطلوب منهم، حسب قول الرب "كونوا أنتم كاملين، كما أن أباكم الذي في السموات هو كامل" (مت5: 48)، وأيضًا إلى قول الرب "كونوا قديسين، لأني أنا قدوس" (1بط1: 16). وبنظرتهم إلى القداسة والكمال، كانوا يرون أنهم "في الموازين إلى فوق" (مز 62: 9). فيقول كل منهم لنفسه "وزنت بالموازين بالموازين فوُجدت ناقصًا" (دا 5: 27). كانوا يصلون إلى درجات عظيمة في الصوم والصلاة والنسك وإنكار الذات وفي كل فضيلة يجاهدون للوصول إليها، كانوا في نظر أنفسهم ضعفاء ومساكين، لآن المستوى العالي الذي كانوا يتطلعون إليه، مازال بعيدًا عنهم. وهناك درجات لم يصلوا إليها! إذا مدحتك نفسك على فضيلة معينة قد وصلت إليها، فتذكر ما وصل إليه الآباء في هذه الفضيلة بالذات، حينئذ تدرك انك لا شيء.. إذا مدحتك نفسك مثلًا لمواظبتك على صلاة الأجبية، تذكر أنك تصلى بعض المزامير. وهناك آباء يصلون كل المزامير. ومنهم من كان يقضى الليل كله في الصلاة. ومن كان يمارس الصلاة الدائمة. ومن كان يصلب فكره في الصلاة حتى ما يخطر عليه فكر آخر كالتدريب الذي تدرب عليه القديس مكاريوس الإسكندراني. وتذكر أيضًا الصلاة بخشوع، والصلاة بدموع، والصلاة بحرارة وحب وإيمان.. حينئذ تجد أنك مجرد مبتدئ في عمل الصلاة. وربما لم تصل بعد إلى درجة مبتدئ؟ وبالمثل قارن نفسك بالدرجات العليا لباقي الفضائل.. فهل يحاربك المجد الباطل، لأنك مدقق في دفع العشور؟ فهل أنت أيضًا تدفع البكور؟ وإن كنت كذلك، فاعرف أن المسيحية ارتفعت فوق هذا المبدأ في العطاء، إذ قال الرب "مَنْ سألك فأعطه" (مت5: 42). وقال أيضًا "إن أردت أن تكون كاملًا، فاذهب وبع مالك وأعط للفقراء، فيكون لك كنز في السماء، وتعالى اتبعني" (مت19: 21). وإن وصلت إلى هذا فأمامك قصة لأحد القديسين كان متناهيًا في عمل الرحمة: فباع كل ما يملك وأَعْطَى الفقراء. وإن لم يبق له شيء ليعطيه، باع نفسه عبدًا، وأعطى ثمن نفسه للفقراء! أقول لك هذا، لا لتفعل مثله، فهذا غير ممكن الآن. وإنما لكي تتضع.. 5 - لكي تهرب من الكرامة، اعرف المعنى الحقيقي للمتكأ الأخير. فليس المتكأ الأخير أن تجلس في المكان الأخير. فهناك من يتصرف هكذا لكي يٌقال عنه إنه متضع. وقد يتخذ المتكأ الأخير من الظاهر، بينما محبة المجد الباطل تقتله من الداخل. فالمتكأ الأخير حقًا، هو أن تشعر في أعماقك أنك حقًا في المتكأ الأخير، من جهة المكانة، وليس من جهة المكان. قال أحد الرهبان للقديس تيموثاوس "يا أبي، إني أرى فكرى مع الله دائمًا" فأجابه القديس: "الأفضل لك يا ابني أن ترى نفسك تحت كل الخليقة". قيل عن اثنين من الرهبان الشبان إنهما دخلا إلى مائدة الدير. وكانت ذلك الحين مقسمة إلى موائد الشيوخ وأخرى للشبان. فدعا الشيوخ واحدًا منهما أن يجلس معهم فجلس. وأما الآخر فذهب إلى مائدة الشبان. وعند الانصراف قال هذا الأخير لزميله "كيف تجرأت -وأنت شاب- أن تجلس مع الشيوخ؟ فأجابه "إنني لو جلست على مائدة الشبان، ربما كانوا يقدمونني على أنفسهم في كل شيء، لأنني أقدم منهم. ولكنني عندما جلست على مائدة الشيوخ، كنت أشعر بضآلتي وعدم استحقاقي، وبأني لا استحق الكلام. وجلست في استحياء مطرقًا كل الوقت. وكنت في المتكأ الأخير". إذن فحتى لو أجلسك الناس في المتكأ الأول، قل لنفسك: إن كل هؤلاء الناس أفضل منى. إن وقفت مثلًا تدرس الأطفال في مدارس الأحد، اعتبر أنهم ملائكة أفضل منك. واطلب من الله أن تكون في بساطتهم ونقاوتهم وكرامتهم عند الله.. كان أحد مدرسي مدارس الأحد إذا وقع في مشكلة، يطلب من أطفال فصله أن يصلوا من أجله في ضيقته. وكان يقول: إنني جربت صلواتهم في مشاكل حياتي. وكنت أشعر أشعر أنها قوية ولها مفعول كبير، أكثر من صلواتي الخاصة. 6 - وإن أردت الهروب من محبة المديح، اهرب من محبة الرؤى والمعجزات. لئلا يعرف الشياطين عنك هذا، فيضلوك برؤى كاذبة من عندهم. ويقول الرسول "إن الشيطان نفسه يغير شكله إلى شبه ملاك نور" (2كو11: 14). ظهر الشيطان مرة لأحد القديسين وقال له "أنا جبرائيل الملاك وقد أرسلني الله إليك" فرد عليه القديس "لعلك أرسلت إلى غيري وأخطأت الطريق. أما أنا، فإني إنسان خاطئ لا أستحق أن يظهر لي ملاك" قال ماراسحق "إن الذي يرى خطاياه، أفضل ممن يرى ملائكة". حقًا إن الرؤى لا تخلص نفسك في اليوم الأخير، فلا تطلبها. إنما معرفتك بخطاياك، فهي التي تقودك إلى التوبة وخلاص نفسك. يدخل في هذا المجال أيضًا من يسعون إلى التكلم بالسنة، لا لتبشير الغرباء عن لغتهم، إنما بسبب الادعاء إنهم قد وصلوا إلى الملء!! والبعض منهم يقول لغيره: تعالَ لكي أمنحك الروح والملء فتتكلم بألسنة..!! 7 - إن أردت أن تهرب من المديح، ينبغي أن تخفى أعمالك الفاضلة عن الناس. لأنك إن كنت تعمل الخير من أجل الله، وليس من أجل كرامة من الناس، فماذا يهمك إن كان الناس يرون هذا الخير منك أو لا يرونه، بل إن إظهار فضائلك لهم، قد يفقدك أجرك عند الله، إذ تكون قد استوفيت خيراتك على الأرض (مت6). في إحدى المرات، تقابل بعض رهبان شيهيت مع الأم سارة، وكشفوا لها أفكارهم. فقالت لهم بالحقيقة أنكم إسقيطيون. الذي لكم من الفضائل تخفونه. وما ليس فيكم من النقائص تنسبونه إلى أنفسكم.. وفي مرة أخرى، كان يعيش في برية شيهيت راهب سوري الأصل. هذا جاء إلى القديس مكاريوس الكبير وقال له "لي سؤال يا أبي: عندما كنت في سورية، كنت أستطيع أن أصوم كثيرًا، وأطوى الأيام صومًا. أما الآن في مصر فلا أستطيع أن أكمل اليوم صومًا فلماذا؟". وحيث أن الأديرة في سورية كانت في المدن في وسط الناس، لذلك ردَ عليه القديس مكاريوس قائلًا "لقد كنت تطوى الأيام صومًا لأنك كنت تتغذى على المجد الباطل، الذي هو مديح الناس لك أثناء الصوم والانقطاع عن الطعام. أما في البرية فلا يراك أحد، ولذلك تجوع بسرعة"! لذلك قال القديسون: إن الفضائل إذا عُرفت، تبيد وتنتهي. وبسبب هذا، كانوا يخفون فضائلهم ومعرفتهم وحكمتهم. أما إن أراد الله أن يُظهر فضائلك وحكمتك، فلتكن مشيئته. ولكن لا يكن ذلك منك أنت. فحاذر أن تفتخر بنفسك، أو أن تجلب لنفسك صيتًا حسنًا. |
||||