منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02 - 03 - 2022, 07:47 PM   رقم المشاركة : ( 69491 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,090

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




تحوّل أتباع يسوع من تلاميذ (الشخص الّذي يتعلّم) في غرفة مغلقة إلى رسل (الشخص الّذي يُرسل) بدون أبواب مغلقة بعد اليوم. وما هذه الرسالة الاّ رسالة الابن الذي ارسله الآب الى العالم ليخلصه كما ورد في صلاة يسوع الكهنوتية "كَمَا أَرسَلَتني إِلى العالَم فكَذلِكَ أَنا أَرسَلتُهم إِلى العالَم" (يوحنا 17: 18).

ويُعلق أحد مفسّري الكتاب المقدس "لا يوجد إلاّ رسالة واحدة من السماء الى الارض، وهي رسالة يسوع.

ورسالة التلاميذ هي متضمنة في رسالة يسوع، ومكمّلة لها".


فيسوع يُخبر تلاميذه باي سلطان قد أتمَّ عمله، ويُوكل إليهم نشر خبر الخلاص في كل العالم.
ويُحدَّد يسوع مهمة الرسل ليكونوا شهودا لقيامته حيث يوكل عمله الى تلاميذه الذين يتولون نشر أخبار الخلاص السارة في كل العالم.
ويُعلق أحد مفسري الكتاب المقدس "ان المسيح يطلب من تلاميذه: اخرجوا مني كخروج الشعاع من الشمس، وكخروج النهر من النبع، وكما انني أذيع اسم الاب كذلك أذيعوا أنتم اسمي".
 
قديم 02 - 03 - 2022, 07:48 PM   رقم المشاركة : ( 69492 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,090

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




حاضرنا يتجدد باستمرار بمبادرة من القائم من بين الأموات،
ونحن مدعوون دوما للتعرف على شخص يسوع الناصري،

الذي يدعونا ان نكون شهود لقيامته وحمل انجيله وبناء المستقبل،
والمستقبل هو الكنيسة.

ويعلق البابا فرنسيس " ينفخ الروح القدس القوّة لإعلان البشارة الجديدة بجرأة،

بصوت عالٍ، في كلّ زمان وفي كلّ مكان، وحتّى في عكس التيّار...
إنّ الرّب يسوع يريد مبشّرين يعلنون البُشرى السّارّة ليس فقط بكلامهم، بل خاصّةً بحياتهم المتجلّية بحضور الله" (الارشاد الرسولي "فرح الانجيل، عدد 259).
لنوجّه دعاءنا للرُّوح القدس كي يأتي من اجل ان يجدِّد ويحرّك ويدفع الكنيسة لتبشّر جميع الشعوب.
 
قديم 02 - 03 - 2022, 07:50 PM   رقم المشاركة : ( 69493 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,090

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




حاضرنا يتجدد باستمرار بمبادرة من القائم من بين الأموات،
يتفرّد الإنجيليّ يوحنا بظهور يسوع لتلاميذه ولتوما. فإن الأبعاد الثلاثة لحضور القائم من الأموات تتوفر من جديد. وتأتي المبادرة دائماً من الله، وبمعنى أدقّ من المسيح بعد قيامته. إلا أن المسيح يتكلّم اليوم من خلال الكرازة الحالية. فيسوع الناصري يكشف عن نفسه، ولكن من خلال الاختبار التاريخي للرسل وتوما. فيسوع القائم هو نفسه الذي مات في الأمس مسمّراً ومطعونا بحربة في جنبه. إلاّ أنه من عالم آخر غير خاضع لقوانين عالمنا هذا. وإذا به يدخل والأبواب مغلقة وفجأة وقف في وسطهم، ويجلب لتلاميذه السلام ثمرة قيامته. هذا السلام الذي قد وعدهم به والذي يبدّد كل اضطراب أحدثه رحيله. هو سلام ابن الله المنتصر على العالم والموت، إنه السلام الذي لا يستطيع العالم أن يمنحه. ويُعلق القدّيس فرنسيس دي سال "ظهرَ المخلِّص للرسل ليُعزِّيَهم في حزنهم، وقالَ لهم: "السلام عليكم". وكأنّه أرادَ أن يقول: "لماذا أنتم خائفون ومفجوعون هكذا؟ إن كنتم تشكّون في صحّة ما قلتُه لكم عن قيامتي، فَكونوا بسلام، ليَكنْ السلام فيكم، لأنّني قُمْتُ من الموت. انظروا إلى يديّ، المسوا جراحي، أنا هو بنفسي، لا تخافوا، فَليَكنْ فيكم سلام"
 
قديم 02 - 03 - 2022, 07:51 PM   رقم المشاركة : ( 69494 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,090

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




رفض توما ان يثق بشهادة الجماعة الرسوليّة: "رأينا الرب". إنه يطلب برهاناً خاصاً به. ويريد أن يختبر بنفسه ويطلب أن يرى ويلمس. إنه يفرض على المسيح شروط إيمانه. ظهر للتلاميذ بعد ثمانية أيام وكان توما معهم. ودون أن يلتفت إلى التلميذ المعاند أراه جراحاته ودعاه لأن يضع يده فيها. خجل توما ولم يجد إلاّ كلمة واحدة: "ربّي وإلهي!" وأقرّ بضعفه واعترف بسيادة يسوع الإلهية". فانتقل توما من أقصى الشكّ إلى أقصى الإيمان واليقين. ويسوع يستخلص العبرة من الحدث فيقول لتوما: "آمنت لأنك رأيتني؟" فطوبى للذين يؤمنون ولم يروا". لا يكفي أن يروي الآخرون لنا هذه الخبرة، بل لا بد لنا من خبرة إيمان شخصيّة؛ وهذه الخبرة تتم داخل الجماعة الذين يسيرون معا في الإيمان. وخير مثال على ذلك عبور توما من عدم الإيمان إلى الإيمان كما اوصاه يسوع "لا تكُنْ غَيرَ مُؤمِنٍ بل كُنْ مُؤمِناً" (يوحنّا 20: 27)، لكن هذه العبور لم يتم دون لمس بيديه جراح الرب القائم وسط جماعة الرسل المؤمنة به.
 
قديم 02 - 03 - 2022, 07:51 PM   رقم المشاركة : ( 69495 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,090

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




لا يزال المسيح القائم من الأموات اليوم حاضراً بناء على وعده: "وهاءنذا معَكم طَوالَ الأَيَّامِ إِلى نِهايةِ العالَم" (متى 28: 20)، وذلك بواسطة الكنيسة الحيّة، جسده السري، وهو يجعل البشر دائماً يعرفونه عند كسر الخبز (لوقا 24: 35).
ويُعلق البابا القديس يوحنا بولس السادس "إنّ الربّ القائم يهب حبّه كعطيّة للإنسانيّة، الّتي تظهر أحيانًا أنها ضائعة وتحت سيطرة قوى الشرّ، والأنانيّة والخوف؛ يهب حبّه الّذي يسامح، الّذي يصالح ويفتح النفس من جديد للرجاء. فالحبّ هو الّذي يجعل القلوب تتوب، وهو الّذي يمنح السلام.

كم أنّ العالم بحاجة للفهم ولاستقبال الرحمة الإلهيّة!".
 
قديم 02 - 03 - 2022, 07:53 PM   رقم المشاركة : ( 69496 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,090

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




أيها الآب السماوي،

نطلب إليك باسم ابنك يسوع ان تنفخ فينا روحك القدوس
فيتُبدد خوفنا ويقوى إيماننا في قيامة ابنك يسوع،
فنتمكّن ان ننظر إلى جراحاته المقدسة

فننال الشفاء والسلام وفرح القيامة،
ونعلن بشرى القيامة المجيدة للعالم
ونحن نردد كلمات توما ذاتها: "ربّي وإلهي" آمين



 
قديم 02 - 03 - 2022, 07:54 PM   رقم المشاركة : ( 69497 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,090

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


شهادة المؤرخ يوسيفوس فلافيوس (28-100م) عن قيامة يسوع المسيح



لم ينكر قادة اليهود قيامة يسوع وعودته الى الحياة (اعمال الرسل 4: 2-21) لكن أيضا شهد على ذلك المؤرخ يوسيفوس فلافيوس. كان "فلافيوس" مؤرّخًا يهوديًا ثم صار رومانيًا، وربط نفسه بسلالة "فلافيوس". عاش في القدس عندما توفي السيد المسيح، واشتهر بكتبه عن تاريخ الأوضاع والأحداث في فلسطين خلال القرن الأول للميلاد لدى ظهور الديانة المسيحية. "والفضل ما شهدت به الأعداء كما يقول الشاعر العباسي، اذ لا يصدر من العدو عادة إلاّ كلّ ما هو سلبي ينسبه إلى عدوّه. لذلك تكون شهادة العدو نزيهة تُقرّ بالواقع التاريخي بصدق وأمانة دون تحيّز ومحاباة، وهذه هي شهادته عن يسوع المسيح:



"كان في اليهوديّة رجلاً اسمه يسوع، وكان إنسانًا حكيمًا، وإذا كان شرعا أن يدعى إنسان، لأنه كان يقوم بأعمال رائعة؛ هو معلم من هؤلاء الرجال الذي قبلوا الحقيقة بفرح.

وقد جذَب إليه الكثير من اليهود والوثنيين. كان هو المسيح.

وتلبية لطلب من الرجال الوجهاء اليهود بيننا أعدمه بيلاطس على الصليب.
أمَّا أولئك الذين أحبوه في البداية لم يتركوه؛ لأنه ظهر لهم حيّا مرة اخرى في ثالث يوم من موته؛ كما تنبأ الأنبياء عن ذلك وعن عشرات الأحداث الرائعة الأخرى بشأنه. والجماعة المسيحية التي سُمِّيت باسمه لم تنقرض في هذا اليوم"
 
قديم 02 - 03 - 2022, 08:02 PM   رقم المشاركة : ( 69498 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,090

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

البابا شودة الثالث


الهروب من المديح والكرامة


إخفاء الفضائل



طالما فضائلك ظاهرة أمام الناس، فأنت عرضة للمديح.. فإن أردت أن تهرب من مديحهم، عليك بقدر إمكانك أن تخفى فضائلك وأعمالك الحسنة. ليس معنى هذا أنك لا تعمل شيئًا حسنًا أمام الناس. وإنما لا تعمل أمامهم بهدف أن تنال مديحهم. فإن كان العمل ضروريًا ولا يمكنك إخفاءه عن الناس، فعلى الأقل لا يكون هدفك وقصدك هو محبة المديح، بل عمل الخير ذاته.




وقد تعرض القديس أوغسطينوس لهذه المسألة في تفسيره للعظة على الجبل:
يقول الرب "احترزوا من أن تصنعوا صدقتكم قدام الناس لكي ينظروكم، وإلا فليس لكم أجر عند أبيكم الذي في السموات" (مت 6: 1). ويقول أيضًا "فليضئ نوركم هكذا قدام الناس، لكي يروا أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذي في السموات" (مت5: 16). فهل يوجد تناقض بين القولين؟ وكيف نوفق بينهما؟
يقول القديس أوغسطينوس في هذا الموضوع "ليس هناك تناقض. لأن العيب ليس في أن ينظر الناس أعمالكم الحسنة. إنما العيب هو أن تعملوا الأعمال الحسنة لكي ينظروكم.
فينبغي عليك أن تعمل الخير سواء نظرك الناس أو لم ينظروك. لا يكن هدفك أن يراك الناس وأنت تعمل الخير، ولا أن يمدحوك. بل اعمل الصالح، لا لكي تتمجد أنت به، بل لكي يتمجد الله "لكي يمجدوا أباكم الذي في السموات".
يقول البعض إنهم يعملون الصلاح لكي يكونوا قدوة أمام الناس.
ولكن علينا أن نفهم أن للقدوة مواضع، وأناس مفروض فيهم بحكم موضعهم أن يكونوا قدوة. مثل رجال الإكليروس والقادة والمسئولين والرسل والأنبياء والرعاة. فهؤلاء إن لم يكونوا قدوة، سيعثرون الآخرين.
أما الإنسان المتواضع، فإنه لا يرى في نفسه شيئًا يقتدي به الناس.
ويحاول أن يهرب من مواقف القدوة بحجة أنه خاطئ وضعيف. وعلى عكس هذا يُظهر نقائصه وضعفاته. ومع ذلك قد يصبح قدوة باتضاعه..


وكلما حاربه الفكر أن يكون قدوة، يقول لنفسه: لا أستطيع أن أكون مرائيًا، أظهر بغير حقيقتي. ويصرخ أمام الله قائلًا: أنت تعرف يا رب ما بداخل القبور المبيضة من عظام نتنة. إن كنت أنت برحمتك قد سترتني، وأخفيت عيوبي عن الآخرين، هل استغل أنا هذا الستر، لأمثل دور القدوة؟! بينما أنا إنسان خاطئ بعيد عن حياة البر!!
أما الذي يريد أن يصير قدوة، فلكي يظهر أمام الناس حسنًا يجوز أن يقع في الكبرياء والرياء. فيجب أن نرضى الله لا الناس.



فلا يكن هدفنا أن نكون قدوة، حتى لو صرنا قدوة بتدبير من الله. هكذا كان الآباء القديسون يتركون تدبير أمر معين في الفضيلة إذ اشتهر عنهم ويعملون غيره، إذ كانوا يهربون جدًا من المديح، ولكن ليس معنى هذا أن تترك كل تدبير حسن تسير فيه لئلا يأتيك المديح بسببه، بل اثبت في كل تدريب صالح من أجل نموك الروحي وليس لكي ينظرك الناس.











البعد عن الرئاسات



* الإنسان المتواضع لا يسعى وراء المناصب والرئاسات. بل في حكمة يهرب منها. وقد نبغ في ذلك كثير من آباء الرهبنة ومنهم القديس بينوفيوس الذي عرفنا قصته من يوحنا كاسيان مؤسس الرهبنة في فرنسا.
كان القديس بينوفيوس رئيسًا على دير يضم أكثر من مائتيّ راهبًا في منطقة البرلس. وكان متضعًا جدًا ومُهابًا، وله مكانة عند الكثيرين.
إذ كانوا يحبونه بسبب قداسته وحياته الفاضلة، ولمواهبه العظيمة التي منحه الله إياها وأيضًا بسبب كهنوته، ولأنه شيخ وقور.
جلس هذا القديس ذات يوم إلى نفسه وقال: ماذا تكون نتيجة هذا الوضع الذي أنا فيه؟ كل يوم مديح وكرامة واحترام وتوقير!! إنني أخاف أن يقول لي الرب في اليوم الأخير "إنك استوفيت خيراتك على الأرض" (لو16: 25). فأين منى الطريق الضيق والكرب الذي أوصى به الرب، وقال إنه المؤدى إلى الحياة (مت7: 14). وأين مني قول الكتاب: "إنه بضيقات كثيرة ينبغي أن ندخل ملكوت الله" (أع14: 22)؟ وهوذا أنا رجل متمتع باحترام وتوقير وكرامة ورئاسة!
لذلك هرب القديس بينوفيوس ذات يوم من الدير دون أن يشعر به أحد.

وتنكر في زى علماني، وسار جنوبًا حتى وصل إلى أحد أديرة القدس باخوميوس في إسنا وطرق الباب طالبًا أن يقبلوه في الدير. فنظروا إليه متعجبين من أمر هذا الشيخ الذي أتى ليترهب! وقالوا له "هل أتيت بعد أن شبعت من العالم، وشبع العالم منك؟! أتريد أن تأخذ مظهر القداسة في أواخر أيامك؟ إنك لا تصلح، فارحل عنا".
فألح القديس بينوفيوس عليهم فرفضوا. وقالوا له "أنت رجل شيخ، ولا تحتمل الرهبنة وجهاداتها" ، فظل يلح عليهم وهم يرفضونه. ووقف عند الباب مدة على الرغم من رفضهم، دون أكل أو شرب. فلما رأوا احتماله وصبره، أدخلوه الدير على شرط ألا يُرسم راهبًا، ويكون في زى العلمانيين يخدم في الدير. وأسندوا إليه مساعدة الراهب الشاب المسئول عن حديقة الدير ليكون كصبي عنده. فلم يمانع. وكان الشاب يوجه إليه أوامر يعمل بها، فكان مطيعًا له وخاضعًا.
وتحول القديس الذي كان يحترمه الناس ويطيعونه إلى تلميذ. وكانت هذه أمنيته أن تتغير حياته، ويكون خاضعًا لغيره بدلًا من خضوع الغير له.
وكان معلمه الشاب شديدًا عليه جدًا. يريد أن يربى الشيخ تربية صحيحة، لأن الرهبنة ليست كسلًا! وصار القديس يطيعه طاعة كاملة، وينفذ أوامره بكل دقة، لا يجادل ولا يناقش. وسار على هذا المبدأ مدة وسرَ به الشاب.
وأيضًا كان يقوم في ساعة متأخرة من الليل -والرهبان نيام- ويعمل الأعمال التي يشمئز منها الآخرون لقذارتها. فإذا ما استيقظوا في الصباح، يجدون كل شيء قد تم دون أن يعرفوا من الفاعل، فيبتهجون ويباركون الرب من أجل ذلك. أما هو فكان مسرور بهذا العمل. وظل على هذا الطقس ثلاث سنوات وهو يقول "أشكرك يا رب من أجل عطاياك ونعمك العظيمة، إذ خلصتني من الاحترام والتوقير، ونقلتني إلى حياة الطاعة والخضوع".
حدث بعد ذلك أن أتى لزيارة هذا الدير راهب من أديرة البرلس.
ورأى القديس بينوفيوس يحمل السباخ ويضعه حول الشجر. فشك في الأمر ولم يصدق أنه هو! وأخيرًا سمعه يرتل المزامير بصوته المعهود، فعرفه وسجد له، وكشف أمره للرهبان. فأخذوه بمجد عظيم وأعادوه إلى ديره.
وبعد ذلك هرب أيضًا إلى بيت لحم، وعمل خادمًا في قلاية يوحنا كاسيان.
وتصادف أن ذهب راهب آخر إلى زيارة الأراضي المقدسة، فرآه وعرفه. وأعادوه مرة ثانية باحترام إلى ديره. وزاره يوحنا كاسيان عند مجيئه إلى مصر، وكتب عنه في مؤلفاته أنه مثل حي للهروب من الرئاسات..
فالذي يريد أن يخلص من مديح الناس والكرامة، عليه أن يهرب من محبة الرئاسات والمناصب.. لأنه إن نجح في تلك المناصب، تشعره بأنه قد صار موضعًا للكرامة. وإن فشل فيها، وقع في دينونة عظيمة.


* إن أحلام الرئاسة تعب داخلي:
لأنه أحيانًا يخلو الإنسان إلى نفسه. وفي أحلام اليقظة يتصور أنه في مركز هام، وأنه يعمل ويعمل.. وتدور في ذهنه مشروعات كبيرة وأمور خطيرة. ويظن انه لو أعطى السلطان، لسوف يعمل ما لم يستطع غيره أن يعمله!
وهذه تخيلات المجد الباطل، وكبريائه موجودة في الداخل تشعر الإنسان بأنه يستطيع الشيء الكثير. وقد يسمح الله أن تسند إلى هذا الشخص مسئولية، فيفشل فيها ليعرف مدى ضعفه.



ذهب أحد الشيوخ ليزور راهبًا شابًا في قلايته الخاصة. وعندما همَ بقرع الباب، سمع صوتًا في الداخل، فانتظر قليلًا حتى لا يعطل الراهب الشاب. فسمعه يعظ من الداخل. فانتظره حتى انتهى من العظة وصرف الموعوظين قائلًا "أمضوا بسلام". ثم قرع الباب، وفتح الراهب الشاب، وفوجئ بالشيخ أمامه. فخجل وفكر ما عسى أن يقول عنه الشيخ إذا كان قد سمعه يعظ بمفرده دون موعوظين! فقال "إني آسف يا أبانا، لئلا تكون قد جئت من زمن وتعطلت على الباب" فابتسم الشيخ وقال له "جئت يا بني وأنت تصرف الموعوظين"، وعرف الشيخ أن هذا الراهب مُحارب بالمجد الباطل، إذ يتصور أنه قد صار معلمًا وواعظًا..
فاحذر أن تتخيل أنك قد صرت رئيسًا أو قائدًا أو مشيرًا. قل لنفسك إنك لم تصل إلى هذا المستوى بعد. ويكفى أن تكون أمينًا للوضع الذي أنت فيه.


* إن الرئاسات ضارة لغير الناضجين:
قال القديس أوروسيوس احد خلفاء القديس باخوميوس الكبير:
"إن الرئاسة مضرة للأشخاص الذين لم ينضجوا بعد" وضرب مثلًا لذلك فقال: "إذا أحضرت لبنة لم تحترق بعد بالنار وألقيتها في الماء، فإنها تذوب. أما إذا احترقت بالنار، فإن ألقيت في الماء، فإنها تبقى وتشتد".
كذلك الشخص الذي يصل إلى الرئاسة قبل أن ينضج، وقبلما يُمحص بالنار، أي باختبارات الحياة، وقبلما تزول منه محبة المجد الباطل، فإنه مُعرض للهلاك. كذلك مساكين هم الذين يخضعون لرئيس محب للمجد الباطل. فإنه يضيع نفسه، ويضيع الناس معه، بسبب المجد الذي يطلبه منهم.


 
قديم 02 - 03 - 2022, 08:03 PM   رقم المشاركة : ( 69499 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,090

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

البابا شودة الثالث



طالما فضائلك ظاهرة أمام الناس، فأنت عرضة للمديح..

فإن أردت أن تهرب من مديحهم، عليك بقدر إمكانك أن تخفى فضائلك وأعمالك الحسنة.

ليس معنى هذا أنك لا تعمل شيئًا حسنًا أمام الناس.

وإنما لا تعمل أمامهم بهدف أن تنال مديحهم.

فإن كان العمل ضروريًا ولا يمكنك إخفاءه عن الناس،
فعلى الأقل لا يكون هدفك وقصدك هو محبة المديح، بل عمل الخير ذاته.
 
قديم 02 - 03 - 2022, 08:04 PM   رقم المشاركة : ( 69500 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,090

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

البابا شودة الثالث



قد تعرض القديس أوغسطينوس لهذه المسألة في تفسيره للعظة على الجبل:
يقول الرب "احترزوا من أن تصنعوا صدقتكم قدام الناس لكي ينظروكم، وإلا فليس لكم أجر عند أبيكم الذي في السموات" (مت 6: 1). ويقول أيضًا "فليضئ نوركم هكذا قدام الناس، لكي يروا أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذي في السموات" (مت5: 16). فهل يوجد تناقض بين القولين؟ وكيف نوفق بينهما؟
يقول القديس أوغسطينوس في هذا الموضوع "ليس هناك تناقض. لأن العيب ليس في أن ينظر الناس أعمالكم الحسنة. إنما العيب هو أن تعملوا الأعمال الحسنة لكي ينظروكم.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 07:08 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025