منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24 - 02 - 2022, 01:10 PM   رقم المشاركة : ( 68681 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,090

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


“الجمع يزحم، والإيمان يلمس”.


لقد نالت الشفاء من مرضها، ونالت أيضًا الخلاص، وذهبت ومعها سلامٌ من الرب شخصيًا.
لقد عمَّق الرب احتياجها لشخصه لكي يغمرها ببركاته، ونحن في أحيان كثيرة يصنع الرب معنا أشياءً تجعلنا محتاجين إليه، لكي ما نأتي إليه ونرتمي في أحضانه واثقين في قدرته وفي محبته أيضًا.



 
قديم 24 - 02 - 2022, 01:10 PM   رقم المشاركة : ( 68682 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,090

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


صراحتها


عندما سأل الرب: «مَنِ الَّذِي لَمَسَنِي؟»،
جاءت مرتعدة وخَرَّت له، وأخبرته بالحق كله، لم تخفِ عنه شيئًا؛

لأنها تيقنت أنها لا تتعامل مع شخص عادي، لكنه شخص عظيم

قدير؛ لذا لم تخجل من أن تحكي له عن آلامها وتعبها من الأطباء،
وربما من معاناتها النفسية ونظرات الناس لها،
فكان مكافأة الرب لها بأن أكرمها علانيةً
«ثِقِي يَا ابْنَةُ، إِيمَانُكِ قَدْ شَفَاكِ، اِذْهَبِي بِسَلاَمٍ» (لو8: 48).



 
قديم 24 - 02 - 2022, 01:12 PM   رقم المشاركة : ( 68683 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,090

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


قد يُجيزك الرب في الآم جسدية أو الآمٍ نفسيه أو كليهما معًا،
فلا يهن عزمك؛ فالرب يريد أن يقوّي إيمانك،
ويهبك بركات لا حصر لها، لن تختبرها إلا من خلال الألم،
أما إذا كنت إلى الآن لم تختبر خلاصه

وما زالت الخطية تستنزف قواك وجهدك وصحتك،
فتعال بالتوبة والإيمان إلى مَن عنده العلاج لكل داء.
 
قديم 24 - 02 - 2022, 01:13 PM   رقم المشاركة : ( 68684 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,090

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يهمس الله في أوقات سعادتنا،
ويتحدث إلى ضمائرنا، ولكنه يصرخ في آلامنا؛
فهي كمكبر الصوت لديه،

ليوقظ عالمًا أصابه الصمم.


سي. إس. لويس
 
قديم 24 - 02 - 2022, 01:15 PM   رقم المشاركة : ( 68685 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,090

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لها إثنتى عشر عاماً تنزف دماً ، هى نجسة فى المفهوم اليهودى ، ومن يقترب منها نجسٌ أيضاً ، لذلك فلا يوجد أحد يريد أن يلمسها إن عرف ، لذلك أرادت أن ترى يسوع ، وتلمسه ، كان الصراع داخلها رهيباً ، فقد يتضايق يسوع منها إن لمسته بدون إذنه ،

فهى تعرفه ، تشعر بمن هو ، تؤمن بقوته ، تؤمن بشفائه لها ، لكنها لا تريد له أن يغضب منها ، لكنها لم تجد بداً من أن تذهب إليه ، وتحاول ، لم يعد لديها مالاً لتعالج نفسها ، وفشل الأطباء معها ، فهى مريضة منذ زمانٍ بعيدٍ ، لذلك ذهبت لتلمس يسوع ،



الإحتياج ،

إنه ماكان يملأها ، الإحتياج ، لقد شعرت بالإحتياج ، فبدأت تنفذ ما تريده بلا تفكير ، لقد جعلت إيمانها وإحتياجها يحركها ، فكانت عند قدمى الرب ،

السؤال هو : لماذا سأل المسيح هذا السؤال ؟ من الذى لمسنى ؟؟؟

أنت تعرف يارب من الذى لمسك ، بل إن الجمع حولك كانوا بالمئات ، فلماذا أصررت أن تتوقف وتسأل هذا السؤال العجيب ؟ هل لتختبر إيمان التلاميذ ؟ لقد فشلوا بالتأكيد ، فقد كان ردهم – بحسب ما شعرت – فيه نوع من عدم الثقة فيك ، فأنا أتخيل أن ما يدور بفكرهم هو ” كيف يمكنك أن تسأل هذا السؤال والزحام كثير حولك؟ ، ثم إذا كنت أنت المسيح لكنت قد عرفت ،”

أم يارب أردت أن تعلن إيمان المرأة

نعم ، لقد أردت يارب أن تعلن أن إيمان هذه المرأة

هو أقوى بكثير جداً من إيمان التلاميذ الذين لا يفارقونك

فقد كان لديها ما لم يوجد لديهم وقتها ، الإحتياج ، كان من الممكن يارب أن تسير وكأن شيئاً لم يحدث ، لكن أنت يارب أردت أن تعلن ، أنه إن آمنت بك ، ستتوقف ، وتستمع ، وتتمجد

قوة قد خرجت منك نعم

ولكن قوتك لا نهائية ، ماذا يمكن أن تحدث أى فرق معك هذه القوة الصغيرة

لا أنا لا أقصد قوة المعجزة

لكن أقصد قوة الحب التى صدرت منى أمام هذا الإحتياج ، أمام هذا الحب

إنها قوة كبيرة جداً بالفعل ، بالمقارنة بقوة الحب لمن لا يحتاج إلىَّ

كلما إحتجتنى ، ستخرج قوة منى ، فقط لك ، لك وحدك




 
قديم 24 - 02 - 2022, 01:17 PM   رقم المشاركة : ( 68686 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,090

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


اللمسة الالهية !
كيف اصل الى الله والمسه
————————————————–
انجيل الاحد السابع من لوقا :
لوقا (8: 41-55)

في ذلك الزمان دنا إلى يسوع إنسان اسمه يايرس وهو رئيس للمجمع وخرَّ عند قدمي يسوع وطلب إليه أن يدخل إلى بيته* لان له ابنةً وحيدة لها نحو اثنتي عشرة سنة قد أشرفت على الموت .وبينما هو منطلق كان الجموع يزحمونه* وان امرأة بها نزف دم منذ اثنتي عشرة سنة وكانت قد أنفقت معيشتها كلها على الأطباء ولم يستطع أحد أن يشفيها* دنت من خلفه ومست هدب ثوبه وللوقت وقف نزف دمها* فقال يسوع من لمسني. وإذ أنكر جميعهم قال بطرس والذين معه يا معلم إن الجموع يضايقونك ويزحمونك وتقول من لمسني* فقال يسوع انه قد لمسني واحد. لأني علمت أن قوة قد خرجت مني فلما رأت المرأة أنها لم تخْفَ جاءت مرتعدةً وخرّت له و أخبرت أمام كل الشعب لأية علة لمسته وكيف برئت للوقت* فقال لها ثقي يا ابنة إيمانك أبرأك فاذهبي بسلام* وفيما هو يتكلم جاء واحد من ذوي رئيس المجمع وقال له إن ابنتك قد ماتت فلا تُتعب المعلم* فسمع يسوع فأجابه قائلاً لا تخف. آمن فقط فتبرأ هي* ولما دخل البيت لم يدع أحداً يدخل إلا بطرس ويعقوب ويوحنا وأبا الصبية وأمها* وكان الجميع يبكون ويلطمون عليها. فقال لهم لا تبكوا. إنها لم تمت ولكنها نائمة* فضحكوا عليه لعلمهم بأنها قد ماتت* فأمسك بيدها ونادى قائلاً يا صبية قومي* فرجعت روحها وقامت في الحال فأمر أن تُعطى لتأكل. فدهش أبواها فأوصاهما أن لا يقولا لأحد ما جرى.

العظة :
باسم الآب والابن والروح القدس ، آمين
أيها الأحباء : عنوان تأملنا اليوم في انجيل المقدس هو السؤال: كيف اصل الى الله والمسه؟
نحن كطبيعة بشرية ضعفاءعاطفيين فإننا نشعر بالحاجة في بعض الأوقات إلى يد تلمسنا،خاصةً عندما نمُر في أوقاتٍ عصيبةٍ وظروفٍ أليمة، ننتظر تعزية، ونقول: “أتمنى ولو أنَّ لمسة عصا سحرية تحل كل هذه المشاكل! أو ربما نواجه ظروفاً مستعصية ، نقف أمامها ونعلن: “إن حل هذه الأمور لهوَ مستحيل! خاصةعندما يزورنا مرض صعب وعضال، ويطرحنا في الفراش، ويسلب منا القوة والفرح، ويتحول الى أنين وبكاء، ويعجز الطب أمام هذا المرض.
لكن وسط كل هذه الصعوبات والتحديات التي نواجهها، أريد أن اشجعكم احبائي: بأن هنالكَ شخصٌ قدير، لا يوجد عنده أمرٌ عسير، لمسته قوية، شافية، محررة ولها أعظم تأثير.
إنها لمسة تُغيّر، تُحرّر وتشفي ليس فقط الجسد، وإنما الفكر والنفس والروح، لمسة تُغيّر المصير! هذا هو إلهنا المبارك، ربنا يسوع المسيح، الذي قيل عنهُ: “أنه يتجول يصنع خيراً ويشفي جميع المتسلط عليهم ابليس” (أعمال 10: 38) “وجميع الذين لمسوه نالوا الشفاء” (متى 36: 14).
يقول انجلينا المقدس اليوم :ان امراة بها نزفَ دمٍ سَمِعَت بِأَخبارِ يسوع، جاءَت بَينَ الجَمعِ مِن خَلْفه ولَمَسَت (مسّت) ثوبه.
ان عبارة “ومسّت هدب ثوبه ” فتشير إلى أن لمسة المرأة المنزوفة هي لمسة إيمان التي أعادت اليها الحياة بالرغم من انها نجسة ولا يحق لها ان تلمس إنساناً.
فهي لا تحمل النجاسة (الموت) إلى يسوع، بل يسوع يحمل إليها الحياة. إذ اكتشفت هذه المرأة في يسوع القدرة التي تحمل اليها الخلاص، في حين كانت لمسة الجمع ليسوع هي لمسة فضول .
لأَنَّ المراة قالت في نَفسِها: إِن لَمَسْتُ ولَو ثِيابَه بَرِئْتُ”: تشير عبارة “إِن لَمَسْتُ ولَو ثِيابَه بَرِئْتُ” الى قوة تعمل باللمس كما جاء في انجيل مرقس “لأَنَّه شَفى كَثيراً مِنَ النَّاس، حتَّى أَصبَحَ كُلُّ مَن بِه عِلَّةٌ يتَهافَتُ علَيه لِيَلمِسَه” (مرقس 3: 10). ولنا في ذلك دلالة على أن المسيح يريد الحياة للبشر. فالمرأة لمسته روحيا قبل ان تلمسه جسدياً. صلّت اليه بروحها قبل ان تصلي اليه بيدها.
” للوقت وقف نزف دَمِها” ، وأَحَسَّت في جِسمِها أَنَّها شفيت مِن عِلَّتِها.فخافَتِ المَرأَةُ وارتَجَفَت لِعِلمِها بِما حدَثَ لَها، فَجاءَت وارتَمَت على قَدَمَيه واعتَرفَت بالحَقيقَةِ كُلِّها“.”فقالَ لها: “يا ابنَتي، إِيمانُكِ خَلَّصَكِ، فَاذهَبي بِسَلام، وتَعافَي مِن عِلَّتِكِ”.
تشير عبارة “يا ابنَتي، إِيمانُكِ خَلَّصَكِ” الى العلاقة الوثيقة التي تربط بين “الخلاص” والصحة”.
إيمان المرأة في حد ذاته خلصها لأنه ادخلها في علاقة بالمسيح، الذي هو وحده صاحب الخلاص؛ وهذا الايمان ما هو إلاّ موقف الثقة الذي يرضى به يسوع ولذلك يلبّي طلبها (لوقا 7: 50). ألم يقل المسيح إن “كُلُّ شَيءٍ مُمكِنٌ لِلَّذي يُؤمِن؟” (مرقس 9: 23). “إِن كانَ لَكم مِنَ الإِيمانِ قَدْرُ حَبَّةِ خَردَل قُلتُم لِهذا الجَبَل: اِنتَقِلْ مِن هُنا إِلى هُناك، فيَنتَقِل، وما أَعجَزَكُم شيء” (متى 17: 20). إيمان المرأة خلصها اي شفاها (متى 9:22) شفاء الجسد وخلاص النفس.
سؤالنا اذا يا احباء : كيف بمقدورنا ان نصل الى الله ونلمسه ونشفى مثل هذه المراة المنزوفة في أيامنا هذه.؟
المسيح هو دائما موجود هنا .. ونحن الذين ليسوا هنا. نحن نسعى الى الوصول الى المسيح .. انه هو الذي يصل الينا ، هو القريب منا، وهو واحد معنا لدرجة انه لو لم يكن هنا لما كنا نحن هنا .
ان لمسة ثوب المسيح في متناول يدنا فلنفتح عيون قلبنا على الرب الذي هو هنا .
اتصالنا المباشر مع يسوع هو ان نضع ثقتنا فيه. فالثقة نمضي الى ما بعد . وهو السجود عند قدمي يسوع ان نستسلم اليه ،ان نتخلى له عن كل شي ان نلقي امامه كل شي. عندئذ يأخذ بيدنا وينهضنا ويرفعنا ويشفينا .
اذا فما الذي يتعين علي ان اعمل كي اصل ان المس هدب ثوبه وانال الشفاء والخلاص .
علي ان ابحث عن يسوع مهما كانت الصعوبات والامراض والتجارب مستعصية و كثيرة علينا والتي تقول بان يسوع بعيد جدا عنا فكيف استطيع البحث عنه وأين اجده ؟
لا ليس الرب بعيدا عنا ، واذا كان بعيدا عنا يكون بسبب بعد قلبنا عنه فلا بد ان نسعى بالوصول اليه والى لمس طرف ثوبه.
فليس علي ان ابحث عنه في مكان اخر . علي ان ابحث عن قلبي وهنا استطيع ان المسه. فانه قريب جدا لدرجة اننا نستطيع دائما انتظاره،اذ انه يأتي دائما يبحث عنا .
فما من لحظة واحدة من حياتنا يمكنه فيها ان ينسانا نحن ننساه ونغلق قلبنا حيث مسكنه المفضل ..
احبائي : ذروة اللقاء بيسوع هي في : قراءة الكتاب المقدّس بعهديه . فنحنُ لا نعرف يسوع المسيح من كتاب خارج الكتاب المقدّس .
نلتقي بيسوع ، من خلال القدّاس. فالقدّاس مهملٌ عند الكثير من مسيحيّينا . وعندما أقولُ مهملٌ ، لا أقصد أنهم الأغلبيّة لا تذهب للقدّاس ، لا بل فقدوا معنى القدّاس الحقيقيّ واللقاء والمشاركة الفعّالة . فنراهم يأتون لقضاء حاجة ما ، أو للقاء شخص ما ، أو ..او …. الخ ، وكأنّ القدّاس أصبح مسرحيّة تُعرَض أمامنا ونحنُ نتفرّج من دون أيّة حركة ٍ منّا فعّالة .
نلتقي أيضا بيسوع ، في حياة الأسرار المقدّسة . فالأسرار، هي نافذة لرؤية الأبديّة أخيرا احبائي: ثقوا بيسوع المسيح هو دواء الشافي والحقيقي لكل امراضنا.خروا واسجدوا امام قدمي المسيح هناك خلاصكم . عندئذ يأتي المسيح ويسكن فيكم ويشفيكم فتصيروا الصلاة المتواصلة حيث القلب الحقيقي مسكن الله الحقيقي آمين .




 
قديم 24 - 02 - 2022, 01:21 PM   رقم المشاركة : ( 68687 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,090

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




الصّوم الكبير هو زمن الشّفاء الرّوحي من خطايانا، بل من حالة الخطيئة. نجد رمزها في المرأة التي تعاني من نزيف دم منذ اثنتَي عشرة سنة. هذا النّزيف يرمز إلى نزيف القيم الروحيّة والأخلاقيّة والإنسانيّة التي يصاب بها الإنسان عندما يعيش في حالة الخطيئة الدائمة، من دون توبة ومصالحة مع الله والذات والكنيسة، جماعة المؤمنين. في مناسبة شفاء المرأة النّازفة، أقام يسوع من الموت ابنة يائيروس للدلالة على أنّه قادر أن يقيم الإنسان من موت الخطيئة ولو قضت على جميع آمال النّهوض والإصلاح. (لو 8: 40-56)





1. يسوع في بيت بطرس في كفرناحوم. الجميع ينتظرونه وقد استقبلوه (الآية 40). هذا الواقع يذكّرنا بيوم الأحد. "بيت بطرس" حيث يقيم يسوع هو اليوم "كنيسة الرّعيّة"، فيها جماعة المؤمنين تنتظر الرّب يسوع وتستقبله بالأناشيد والصّلاة الفرديّة والجماعيّة. هو هنا حاضر على رأس الجماعة المصلّية: "حيث اثنان يلتقيان باسمي للصّلاة أكون أنا الثّالث فيما بينهم" (متى 18: 20)؛ وحاضر في كلمته الإنجيليّة؛ وحاضر في ذبيحة الفداء، وفي وليمة جسده ودمه.



إليه أتى يائيروس رئيس المجمع وارتمى على قدميه يطلب الشّفاء لابنته وحيدته المريضة والمشرفة على الموت. وسط الجماعة أتى، متّكلاً على وساطتها وتشفّعها والتّوصية به. إيمانه بيسوع، ويقينه إنّه قادر على شفاء ابنته قاداه إلى يسوع. بهتين الفضيلتين نقارب يسوع. عندما تسقط جميع الآمال البشريّة يبقى الرّجاء بالمسيح هو الأثبت. "ارتمى على قدميه" هذه هي صلاة الجسد نعبّر عنه بالسّجود للرّب. فالصّلاة هي في آن صلاة العقل والقلب نعبّر عنها بالكلمات والتأمّل الدّاخلي، وصلاة الجسد نعبّر عنها بالسّجود على ركبة أو على ركبتين وبالإنحناء.



2.يسوع يستجيب للحال لطلب يائيروس ويسير على الفور معه نحو بيته . ضحّى الرّب براحته بعد عناء السّفر. إن عمل الخير لإنسان في حاجة هو الأهمّ. إنّه يعلّمنا بذلك فضيلة الجهوزيّة للخدمة، وفضيلة التّضحية في سبيل الغير. هو الخروج من الأنانيّة والرّاحة الشّخصيّة، عندما يقتضي الواجب القيام بخدمة ما، لأنّ فيها إسعاد الإنسان.



الخير يستجلب الخير. في الواقع، فيما هو ذاهب مع يائيروس إلى بيته، والجموع المرافقة لرؤية ما سيفعل، "اذا بامرأة مصابة بنزيف دمّ منذ اثنتي عشرة سنة"، لم يقدر أحد أن يشفيها، تنسلّ بين الجمع، وفي نفسها شعلة إيمان بأنّها إذا استطاعت أن تلمس ولو طرف ردائه، تشفى. وهكذا حصل (راجع الآية 42-43).



3. امرأة حالتها عصيّة على قدرة البشر، بالرّغم من كلّ المحاولات على مدى اثنتي عشرة سنة. خلاص البشر من المسيح وحده. فمعه لا يأس ولا إحباط ولا قنوط. العودة إليه سهلة أيًا تكن طرقها ووسائلها وظروفها. يائيروس جاء يتوسّل إليه جاثيًا على قدميه. المرأة النازفة أتته بإيمانها الصّامت إنّما النّاطق في لمس طرف ردائه. المهمّ هو اللقاء بالمسيح، أمّا الطريقة والوسيلة فشكليّتان. يجب التمييز بين الجوهر والشّكل. الله يعنيه الجوهر وهو قلب الإنسان: "يا بني أعطني قلبك" (أم 23: 26). جاءته بقلبها المؤمن المتألّم الصّارخ بصمت إلى الرّحمة الإلهيّة المتجليّة في يسوع. بلمسها طرف ردائه والجماهير تزحمه من كلّ جانب، قرأ يسوع مكنونات قلبها. فنالت مبتغاها من دون حوار. "عندما لمست طرف ردائه، توقّف للحال نزيف دمها" (الآية 44).



4. لماذا فعلت هكذا تلك المرأة إذ جاءت من وراء يسوع ولمست طرف ردائه؟



قامت بفعل إيمان جريء وشجاع. فالمرأة النازفة، بحسب الشريعة اليهوديّة، هي امرأة نجسة؛ بلّ تنجّس كلّ من يحتكّ بها، إذ قد يصيبه شيء من دمها النازف. لذلك، كان محرّم عليها أن تدخل وسط الجماعة؛ لئلاّ تنجسّها. وإن فعلت، كان على الجميع الابتعاد فورًا عنها وانتهارها على تصرّفها المخالف للشريعة، وتوجيه الإهانة لها وتعييرها باللعنة التي أصابتها: "لو لم تكوني امرأةً سيّئةً لما اصابك هذا النزف. ولو كنت تبت عن أفعالك السيّئة لكان النزف توقّف". لم تدع هذه المرأة الخوف يغلبها. استفادت طبعًا من الزحام. اعتقدت أنّ أحدًا لن ينتبه إليها من بين هذه الجموع الغفيرة. تسلّحت بشجاعة نبتت من عمق ألمها ورغبتها في الحياة وقرّرت أنّ تخاطر، بكلّ شيء: فإمّا حياة كاملة وإمّا موت يكتمل، بدل نزف بطيء ومؤلم. يرينا الإنجيل مرّات عديدة كم يمتدح الربّ يسوع شجاعة الناس وإصرارهم على الحياة. لم يردّ يومًا واحدًا منهم خائبًا.



أتت من الوراء ولمست طرف ردائه. خافت أن ينظرها أحد أو يحسّ بوجودها، فتكون النهاية المحتومة. الرداء هو من قماش أبيض، رمز للطهارة. وعلى أطرافه الأربعة أهداب طويلة ترمز إلى شريعة الربّ التي يلتزم بها المؤمن، وهي بدورها تحميه من الشرّ. مسّت تلك المرأة طرف الرداء فشفيت. ليس لأنّ الربّ غير قادر هو على شفائها، أو لأنّه لا يريد أن يشفيها. إنّما يغتنم يسوع هذه الفرصة ليعطي العالم النازف درسًا منقذًا، ليدّله على ما ينقصه، يدلّه على "الطريق". إنّه الكتاب المقدّس المرموز إليه في أهداب ثوبه. يسوع بكلّ قوّته الشافية حاضر فيه، ونحن بنور كلمة الله نهتدي يومًا فيومًا إلى منابع الحياة الأبديّة.



كلّنا اليوم مدعوّون إلى التمسّك بالكتاب المقدّس على أنّه "حياتنا". ليس مجرّد كتاب روحيّ ولا كتاب صلاة. بل هو حياة وهبناها الربّ بروحه القدّوس. منابع حياتنا هي كلمة الله والأسرار، ونجد الإثنين في الاحتفال الافخارستيّ. زمن الصوم هو الزمن المميّز للدخول أكثر فأكثر في رحاب الكتاب المقدّس، إن من خلال الرياضات التي تقام في الرعايا أم من خلال السهرات الانجيليّة، أم بواسطة دورات التنشئة وسواها.



"فجأة توقّف نزف دمها" (الآية 44). إن كرَم الله ورحمته وإرادته الخلاصيّة لا حدود لها. وكذلك قدرته الّتي تجعل كلّ شيء جديدًا، تخلق من جديد. إنّنا نصلّي مع صاحب المزمور: "ذوقوا وانظروا ما أطيب الرّب" (مز 34: 8).



5. لكنّ يسوع أراد أن يعلن إيمانها أمام الجموع ويمتدحه. لأنّه تأثّر جدًا به. وأراده نموذجًا لإيمان القلب الصامت الّذي ينير العقل والإرادة في ما يجب قوله وفعله وطريقة التّصرّف والمبادرات.

فوجّه سؤالاً خافت منه المرأة وارتعدت: "مَن لمسني". فأنكر الجميع وبرّر سمعان بطرس ذلك بكثرة الجمع الّذي يزحمه من كلّ جانب. أمّا يسوع فقال مؤكّدًا: "إنّ واحدًا لمسني، لأنّ قوّة خرجت منّي" (الآية 46).



"واحدًا" ليس كالباقين. يسوع لا يُؤخذ بالجموع، بالأعداد. لا يتعاطى معنا كأعداد. بل لكلّ فرد منّا قيمته عند الله. من بين كلّ اللمسات، وحدها لمسة تلك المرأة جعلت يسوع يقف. أنا أيضًا يشعر بي الربّ ويراني في كلّ لحظة. وكلّما تقدّمت إليه بصدق، يقف. لسنا بحاجة إلى لفت نظره إلينا. فهو يرانا وكأنّنا وحدنا على وجه الأرض. الله يعامل كلّ واحد منّا وكأنّه ابنه الوحيد.



نحن نتعامل في صلاتنا مع يسوع وكأنّنا نريد إقناعه بأن يلتفت إلينا، نشدّد عليه بالقول: "دخيلك يا ربّ اطلّع فيّي". ونكرّر هذه العبارة مرارًا ونغيّرها بمثيلاتها. طبعًا الإلحاح في الصلاة طلبه يسوع نفسه منّا. ولكن الإلحاح لا يفيد إن لم يكن بالأساس "صلاةً". والنصّ يعلّمنا هنا أنّ الصلاة هي قلب واثق وشجاع. المهم أن تكون كلماتنا نابعة من قلب مؤمن ومحبّ لله وواثق به. حينها تتحوّل تلك الكلمات، مهما كانت، إلى صلاة تجعل الربّ يقف. صلاة هذه المرأة كانت مجرّد لمسة، تحمل كلّ المعاني المطلوبة؛ فأوقفت الربّ. لذلك، عليَّ أنا أيضًا، قبل أن أسأل الربّ عن موقفه من صلاتي، أن أسأل نفسي عمّا في قلبي بالحقيقة. الأمر متعلّق بي أنا. الآن يمكننا أن نفهم تمامًا أنّ الربّ لا يردّ الصّلاة الصادقة. هذه حقيقة ثابتة؛ وكم من كلام يُراد به أن يكون صلاةً، إلاّ أنّه ليس كذلك.



هذه المرأة لم تقل شيئًا، لم تطلب شيئًا من يسوع، بل لمست فقط طرف ثوبه. هي تريد الربّ وتسعى لأن تتقرّب منه. وهو يعرف حاجتها ويفعل ما يلزم. حصلت على كلّ ما كانت تحتاجه، بل أكثر، حصلت على أن يكون اسمها مكتوبًا في سفر الحياة في الملكوت.



وحصلت على أن تكون شخصًا يُذكر مدى الدّهور من قبل كلّ المؤمنين. ونحن أيضًا، لندع الربّ يفعل بنا ما يريده هو. لا تحدّوا من رحمة الله في أمور صغيرة تبحثون عنها. دعونا ننفتح على الله وعلى قدرته اللامحدودة وعلى مشروعه الذي هو أرحب من توقعاتنا وانتظاراتنا. لنقترب منه هو، تاركين له أن يفعل هو ما يريد: "ربّي أنا ورقة بيضاء، أكتب عليها كلّ ما تشاء".



6. وإذ أدركت أنّ فعلتها لم تخفَ عليه، ارتمت على قدمَيه، وأعلنت جهارًا أمام الشّعب كلّه، لماذا لمسته، وكيف شفيت للحال (الآية 47).



بما أنّ أمرها لم يخفَ عليه، لم يعد هناك من مجال للإنكار. أتت لتعترف، وهي تعتقد أنّها تعترف أمام القاضي الديّان. وتتمنّى أن يرحمها وأن يغفر لها سرقتها للشفاء. ولكنّ الحقيقة أنّ يسوع يستفيد من بطولة هذه الضعيفة فيجعلها فورًا مبشّرةً باسمه. أعلنت أمام الجمع قدرة الله العظيمة.



ونحن أيضًا علينا أن لا نملّ ليل نهار عن شكر الله على إحساناته، لا لأنّه يريدنا أن نشكره، بل لأنّ ذلك هو بشارتنا الأساسيّة أمام الناس. نشجّعهم من خلالها أن يأتوا هم أيضًا إلى خلاصهم المعدّ لهم منذ إنشاء العالم. علينا أن لا نستحي بإيماننا، بل ندرك أنّ كلّ واحد وواحدة منّا رسول في مجتمعه ليشهد أمام الناس عن الخلاص الذي ناله من الرَّبِّ يسوع.



أعلن يسوع عظمة إيمانها الذي أراده نموذجًا للجمع كلّه، وهو الذي سبّب نعمة شفائها، وأعلن أن سلامه سكن قلبها، إلى جانب شفائها من نزيف دمها (الآية 46). بفعلتها أدّت أكبر شهادة لعظمة الإيمان بالمسيح، فكانت هي رسولة هذه الحقيقة من جيل إلى جيل، عبر الإنجيل، حتى نهاية الأزمنة.



7. لم يقل الإنجيل شيئًا عن واقع حال يائيروس المضطرب لجهة مصير ابنته، فيما الرَّبّ يتباطأ ويضيّع الوقت مع حادثة المرأة النازفة، وتوقعه وحواره مع الجمع ثمّ معها. فأتى المرسال بأنّ الابنة ماتت، ولا مجال لإزعاج المعلّم (الآية 49). شعر يسوع بصدمة الوالد وألمه. فسارع وبادره بالقول: "لا تخف! يكفي أن تؤمن فتحيا ابنتك" (الآية 50). آمن يائيروس ولم يفُه بكلمة. إنّه أمثولة لنا، فنحن غالبًا ما ننظر إلى كلّ أمر لا يحصل "حسب رغبتنا" على أنّه "خسارة". أمّا حسابات الله فمختلفة. ما نراه نحن أسودًا قد يراه الله أبيضًا، لا بل فرصةً فريدةً للخلاص. لذلك، علينا أن نثق بالله وأن نسلّمه حياتنا وأن نقبل منه كلّ شيّء، حتّى ما نراه نحن سيئًا، لا لأنّنا نقبل السيّئ، بل لأنّنا نُدرك أنّ الله قادر على تحويل كلّ شيء لخيرنا، تمامًا كما حوّل الصليب، وهو قمّة الأمور السيّئة، إلى أداة فداء وخلاص.



"لا تزعج المعلّم". قد تُظهِر هذه العبارة كثيرًا من الاحترام. إلاّ أنّ فيها الكثير من نقص في الإيمان. يرى هذا الرَّسول في يسوع مجرّد شافي الأمراض. صيدليّة متنقّلة. وكان للنازفة حظّ أن تجد دواءها عنده. أمّا الصبيّة فماتت، وانتهى الأمر. هذا مثال عن التعلّق الأرضيّ بيسوع. هذا ليس بإيمان. إن فحصنا ضميرنا قليلاً لوجدنا أنّنا نشبه هذا الرجل. تقف حدود صلواتنا عند حدود هذا العالم الماديّ. أمّا الملكوت، فنتركه إلى حينه.



8. لم يخف يائيروس لأنّه رأى بأمّ العين شفاء النازفة، ولأنّ بسبب ابنته شفيت، إذ التقت يسوع في طريقه إلى بيته. فاطمأنّ ولم يطلب من يسوع عدم متابعة السير إلى البيت كما شاء الرّسول الذي حمل له خبر وفاة ابنته، وقالوا: "لا تزعج المعلّم". كان على يقين من أنّ يسوع سيقيمها من الموت فكلمته بدّدت حزنه ومخاوفه ومسحت دموعه، إذ تردّد في صدى نفسه كلام الربّ: "يكفي أن تؤمن فتحيا ابنتك" (الآية 50). وأدرك أن يسوع الذي شفى النازفة بقوّة إيمانها، سيقيم ابنته من الموت بقوّة إيمانه. أمثولة رائعة في الإيمان الذي يدعونا لنصدّق كلام الله. فهو يفعل ما يعني. نحن نعاني من المسافة الفاصلة بين القول والعمل، أمّا الله فما يقوله يفعله، لأنّه بكلمته خلق وصنع كلّ شيء.



9. لقد حصل ما كان يتوقّعه إيمان يائيروس. دخل يسوع إلى بيته وطمأن الباكين أنّ "الصبيّة لم تمتْ بل هي نائمة" (الآية 52). فمع المسيح لم يعد الموت موتًا، بل صار نومًا واستراحة للأبرار. لقد كسر شوكة الموت.



"أمسك يسوع الصبيّة بيدها، وناداها: يا صبيّة قومي. فعادت روحُها إليها، وفجأة نهضت" (الآيتان 54-55).



هنا ظهرت عاطفة يسوع المُحبّ، إذ "أمسك بيدها". وظهرت قوّته المبطلة للموت إذ "ناداها قائلًا قومي". هكذا سيفعل عندما أقام لعازر من الموت. إنّه بهذه الآية استبق سرّ قيامته لحياة البشريّة جمعاء. هكذا يفعل عندما ينادينا في سرّ التوبة، من خلال خدمة الكاهن، لنقوم من موت خطايانا، وعاداتنا السيّئة وأميالنا المنحرفة. الصّوم الكبير هو زمن القيامة من موت عتيقنا.





* * *



الإرشاد الرّسولي فرح الحبّ

نواصل نقل مواصفات الحبّ الزّوجيّ، في ضوء نشيد المحبّة للقدّيس بولس الرّسول (1 كور 13: 4-7)، كما يكتب عنها قداسة البابا فرنسيس في الفصل الرّابع من هذا الإرشاد الرّسولي.





الصفة السّادسة: "التجرّد من الذّات" (الفقرتان 101-102).



الحبّ الحقيقي لا يسعى إلى منفعته الشّخصيّة، بل إلى منفعة الآخرين، ومن دون مقابل. لنا في الأمّ أجمل صورة عن هذا الحبِّ. إنّه يتجاوز العدالة بحيث أنّ الّذي يحبّ ويخدم ويبذل من الذّات لا ينتظر مكافأة. أمّا المثال بامتياز فهو الرّب يسوع الّذي قال وفعل: "ما من حبٍّ أعظم من هذا، هو أن يبذل الإنسان نفسه عن أحبّائه" (يو13: 15).



عندما نقول أنّ الحبّ "لا يبحث عن منفعته" يعني أنّه ليس أنانيًا. لقد أوصى بولس الرّسول: "لا يبحثنّ كلّ واحد عن منفعته، بل فليفكّر بمنفعة الآخرين" (فيل 2: 4). الكتب المقدّسة تدعو إلى عدم إعطاء الأولويّة لمحبّة الذّات، لأنّه من الأشرف هبة الذّات للآخرين.



يضيف القدّيس توما الأكويني أنّ الحبّ يجد ذاته أو منفعته في أن يُحبّ لا أن يُحَبّ. ولذا، صفته الأساسيّة هي المجّانيّة "وعدم انتظار شيء بالمقابل" (لو 6: 35)، حتّى بلوغ ذروة الحبّ "في هبة الذّات من أجل الآخرين" (يو 15: 13). هذا الحبّ ممكن، انطلاقًا من كلمة الرّب يسوع: "مجّانًا أخذتم، مجّانًا أعطوا" (متى 10: 8).





* * *







صلاة

أيُّها الربّ يسوع، لقد كشفتَ لنا في آيتَي شفاء المرأة النازفة وإقامة الصبيّة من الموت، أنّ الإيمان بك هو السبب والأساس. نسألك أن تذكي فينا فضيلة الإيمان الثابت والصامد، الذي لا يخاف بوجه المصاعب والمحن، والذي ينمّي الثقة بعناية الله وبإتمام إرادته عندما يشاء وكيفما يشاء. إزرعْ في قلوب الأزواج، وجميع الناس، الحبّ المتجرّد من الذات الذي يجد سعادته في أن يحبّ من دون مقابل، وفي أن يُسعد الآخر. وإنّا نشكرك، أيّها الربّ يسوع على محبّتك التي بلغت ذروتها في تقديم ذاتك ذبيحة فداء عنا.وإليك نرفع المجد والتّسبيح، وإلى أبيك المبارك وروحك القدوس، الآن وإلى الأبد، آمين.



 
قديم 24 - 02 - 2022, 01:23 PM   رقم المشاركة : ( 68688 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,090

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




الصّوم الكبير هو زمن الشّفاء الرّوحي من خطايانا، بل من حالة الخطيئة. نجد رمزها في المرأة التي تعاني من نزيف دم منذ اثنتَي عشرة سنة. هذا النّزيف يرمز إلى نزيف القيم الروحيّة والأخلاقيّة والإنسانيّة التي يصاب بها الإنسان عندما يعيش في حالة الخطيئة الدائمة، من دون توبة ومصالحة مع الله والذات والكنيسة، جماعة المؤمنين.
في مناسبة شفاء المرأة النّازفة، أقام يسوع من الموت ابنة يائيروس للدلالة على أنّه قادر أن يقيم الإنسان من موت الخطيئة ولو قضت على جميع آمال النّهوض والإصلاح. (لو 8: 40-56)

 
قديم 24 - 02 - 2022, 01:23 PM   رقم المشاركة : ( 68689 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,090

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



يسوع في بيت بطرس في كفرناحوم



الجميع ينتظرونه وقد استقبلوه (الآية 40). هذا الواقع يذكّرنا بيوم الأحد. "بيت بطرس" حيث يقيم يسوع هو اليوم "كنيسة الرّعيّة"، فيها جماعة المؤمنين تنتظر الرّب يسوع وتستقبله بالأناشيد والصّلاة الفرديّة والجماعيّة. هو هنا حاضر على رأس الجماعة المصلّية: "حيث اثنان يلتقيان باسمي للصّلاة أكون أنا الثّالث فيما بينهم" (متى 18: 20)؛ وحاضر في كلمته الإنجيليّة؛ وحاضر في ذبيحة الفداء، وفي وليمة جسده ودمه.



إليه أتى يائيروس رئيس المجمع وارتمى على قدميه يطلب الشّفاء لابنته وحيدته المريضة والمشرفة على الموت. وسط الجماعة أتى، متّكلاً على وساطتها وتشفّعها والتّوصية به. إيمانه بيسوع، ويقينه إنّه قادر على شفاء ابنته قاداه إلى يسوع. بهتين الفضيلتين نقارب يسوع. عندما تسقط جميع الآمال البشريّة يبقى الرّجاء بالمسيح هو الأثبت. "ارتمى على قدميه" هذه هي صلاة الجسد نعبّر عنه بالسّجود للرّب.

فالصّلاة هي في آن صلاة العقل والقلب نعبّر عنها بالكلمات والتأمّل الدّاخلي، وصلاة الجسد نعبّر عنها بالسّجود على ركبة أو على ركبتين وبالإنحناء.

 
قديم 24 - 02 - 2022, 01:24 PM   رقم المشاركة : ( 68690 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,090

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



يسوع يستجيب للحال لطلب يائيروس



ويسير على الفور معه نحو بيته . ضحّى الرّب براحته بعد عناء السّفر. إن عمل الخير لإنسان في حاجة هو الأهمّ. إنّه يعلّمنا بذلك فضيلة الجهوزيّة للخدمة، وفضيلة التّضحية في سبيل الغير. هو الخروج من الأنانيّة والرّاحة الشّخصيّة، عندما يقتضي الواجب القيام بخدمة ما، لأنّ فيها إسعاد الإنسان.



الخير يستجلب الخير. في الواقع، فيما هو ذاهب مع يائيروس إلى بيته، والجموع المرافقة لرؤية ما سيفعل، "اذا بامرأة مصابة بنزيف دمّ منذ اثنتي عشرة سنة"، لم يقدر أحد أن يشفيها، تنسلّ بين الجمع، وفي نفسها شعلة إيمان بأنّها إذا استطاعت أن تلمس ولو طرف ردائه، تشفى. وهكذا حصل (راجع الآية 42-43).
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 04:26 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025