![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 68381 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() نتائج التأديب مما لا شك فيه أنه لا يوجد تأديب بلا فائدة. قال الرسول عن التأديب: «أَمَّا أَخِيرًا فَيُعْطِي الَّذِينَ يَتَدَرَّبُونَ بِهِ ثَمَرَ بِرٍّ لِلسَّلاَمِ» (عب12: 11). والكلمة “أَمَّا أَخِيرًا” تترك لدينا انطباعًا أن الدرس قد انتهى، لأن الثمر قد ظهر، ولكن الحقيقة أن التأديب لا ينتهي، ولكن هذه الحقبة من التدريب انتهت. ليتنا نثق في محبة الله أبينا وحكمته وصلاحه المطلق من وراء ما تسمح به يده لنا، فهو لخيرنا، فلنصبر له وننتظره ونحتمل معاملاته التأديبية. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 68382 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() صديقي المتألم: إننا لسنا أفضل حالاً بطبيعتنا من زوجة أيوب التي تكلَّمت بجهل أثناء تجربتها، لقد كان وقع التجربة عليها قاسيًا عنيفًا، أصعب من أيوب نفسه كما أظنّ؛ لقد فقدت كل ثروتها تباعًا، ثم انهار بيتها، وكم كان مرًا ومؤلمًا أن تفقد جميع أولادها العشرة، ثم تنظر في النهاية زوجها الغالي مريضًا بهذه القروح الرديئة، جالسًا وسط الرماد وبيده شقفة يحتك بها؛ كان كل هذا أكثر مِن احتمالها، كان مريرًا عليها بعد كل ما فقدت أن ترى زوجها في مثل هذه الصورة البشعة، فجاءت أقوالها التي عبرت عن يأسها وعن عدم إيمانها في صلاح الله: «بَارِكِ (جَدِّفْ عَلَى) اللهِ وَمُتْ!» (أي2: 9). لقد قَبِلَت مِن الله فقط ما كانت تراه خيرًا في كل حياتها الماضية، ولم تستطع - مثلنا في أحيان كثيرة - أن تقبل ما قد رأته شرًا مستطيرًا، مات أولادها جميعًا، فقدت كل ممتلكاتها، وفوق كل هذا زوجها - الحبيب البار - في مرضٍ لم تَرَ له مثيلاً، فيا لثقل المصيبة! هل ردَّتها كلمات زوجها إلى صوابها (أي2: 10)، تلك التي دعتها أن تقبل - كهدية من يد الله - ما رأته شرًا، كما قَبِلَت الخير قبلاً؟ ... لا نعلم! هلاَّ تَرُدّنَا نحن عن جهلنا، فلا يتبادر إلينا الشك في صلاح الله في تجاربنا؟! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 68383 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() لم يُجب الله أيوبَ عن أسئلته الكثيرة عن سبب كل هذا الألم الذي تعرّض له، ولكن حديث الله إليه كان عن مدى قوته وحكمته وعلمه (أي38-41). ولكن بعد موقعة الجلجثة لدينا إجابة إضافية تحمل لنا علاجًا فعّالاً، إن إلهنا الصالح - كلي القدرة والحكمة - يُحبّنا جدًا لدرجة أنه بذل ابنه نيابةً عنّا، فهل يُعقل أن يصنع معنا ما يؤذينا؟! أو أن يُعطينا ما ليس لخيرنا؟! إن إلهنا لا يُخطئ أبدًا ... إنه يصنع الكل حسنًا في وقته، وحتى الشر يستخدمه ليُخرج لنا الأفضل (جا3: 11؛ تك50: 20). وإن كنا، ونحن أشرارًا، نعرف أن نعطي أولادنا عطايا جيدة، فهل يصنع أبونا السماوي معنا شيئًا ضارًا، أَوَ لا يَهَبنا في صلاحه كل ما هو لخيرنا؟ (مت7: 11). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 68384 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() كم تختلف الآراء في تفسير ماهية الخير. كثيرًا ما ترجمه البعض في صورة: صحة كاملة، حياة مريحة خالية من المشاكل والمتاعب، سيارة فارهة ورصيد في البنوك ... هذه صورة الصلاح كما رسمها “سقراط”، والتي مقياسها رغبة الإنسان وشهوته. إن صاحب هذا الفكر يعامل الله وكأنه مارد مصباح علاء الدين؛ إنه يستخدم تعبيرات تبدو وكأنها روحية، مثل آمن أكثر، صلِّ أكثر ... إلخ. والحقيقة إنه يريد أن يستخدم الله، لا أن يخدمه. إنه يتعامل مع الله وكأن الله موجود ليَخدمه - في سعيه الأناني - فيما يظن أنه يُسعده ويُشبعه. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 68385 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() إن إلهنا الصالح يعلم تمامًا أن خيرنا الحقيقي هو في قربنا منه، لذا فهو يستخدم شتى الطرق لكي يُبقينا قريبين منه «قَرِيبٌ هُوَ الرَّبُّ مِنَ الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ، وَيُخَلِّصُ الْمُنْسَحِقِي الرُّوحِ» (مز34: 18). كان يُمكن لله أن يحفظ يوسف من السجن، ويحفظ إرميا من الجب المُوحِل، ويحفظ دانيآل من جب الأسود، والرفاق الثلاثة من أتون النار، وبولس من انكسار السفينة والسجن؛ لكنه لم يفعل. لقد سمح لتلك المشاهد أن تحدث، فاختبر هؤلاء الأشخاص قُربًا خاصًا لله لم يحدث من قبل، أوَ ليس في هذا كل الخير لهم. إننا نتعلَّم أشياء عن الله، في وقت الألم، لا يمكننا تعلّمها بأية طريقة أخرى (مز119: 67)، لكن ماذا عسانا فاعلون أمام حقيقة صلاح الله التي يُحاربها العدو منذ القديم؟ |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 68386 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() الإيمان كثيرًا ما ردَّدت في أوقات حالكة الظلام: «لَوْلاَ أَنَّنِي آمَنْتُ بِأَنْ أَرَى جُودَ الرَّبِّ فِي أَرْضِ الأَحْيَاءِ --- انْتَظِرِ الرَّبَّ. لِيَتَشَدَّدْ وَلْيَتَشَجَّعْ قَلْبُكَ، وَانْتَظِرِ الرَّبَّ» (مز27: 13، 14). ما من كلمات أفضل تُعبّر عن الحالة التي يُمكن أن نتردّى فيها، لولا إيماننا بصلاحه، وبعظمة جوده. وما من كلمات أوضح تصف هاوية اليأس التي يمكن أن ننحدر إليها إذا ضعف الإيمان. أصلي أن يقينا الله هذا المصير! فلنحمل تُرْس الإيمان الذي يُطفئ جميع السهام المُلتهبة التي يُطلقها عدونا - بكثافة - في وقت التجربة؛ إيمان الثقة العملية والحيَّة بإلهنا الصالح المحب. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 68387 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() الإعلان لنهتف بأعلى أصواتنا حتى من قلب الألم: «إِنَّمَا صَالِحٌ اللهُ» (مز73: 1) أو كما تترجم أيضًا: “بكل يقين صالح الله”. بل «لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحًا إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللَّهُ» (مت19: 17). يوم رقاد أحد الخدام الشباب، تاركًا زوجة شابة وأطفالاً صغارًا - وكانت تُسْمَع كلمات الإشفاق على الزوجة والأطفال – وكأن الجميع يحبونهم أكثر من الله، ويلومونه على ما صنع، وكأنه - تعالى - لا يعلم أن لأخينا الذي رقد زوجة شابة، وأطفالٌ سيتيتمون، في هذا التوقيت كتب أحدهم مخاطبًا الله: إنت اللي قلبك كله جود مش قلبنا كلك صلاح أبدًا ما ترضى تُضرِّنا رغم الألم عندك بنيجي وننحني فكرك أكيد أعلى كتير مِن فكرنا إن ما نريد أن نشهد به هو أن الله صالح في كل الظروف. إنه لا يصنع إلا الخير والصلاح مهما بدا ظلام المشهد. قال كاتب المزمور: «خَيْرًا صَنَعْتَ مَعَ عَبْدِكَ يَا رَبُّ حَسَبَ كَلاَمِكَ» (مز119: 65)، أو كما تُتَرجم أيضًا: “عاملتنا حسنًا يا رب”. وهذه هي شهادتنا في كل الظروف، في كل الأوقات، في كل التجارب: «خَيْرًا صَنَعْتَ مَعَ عَبْدِكَ يَا رَبُّ حَسَبَ كَلاَمِكَ». |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 68388 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الآم فراق الأحباء ![]() كما أنه «مَا أَحْسَنَ وَمَا أَجْمَلَ أَنْ يَسْكُنَ الإِخْوَةُ مَعًا!» (مز133: 1)، فإنه ما أقسى وما أصعب أن يفترق الأحباء عن بعضهم! فالذين كانوا بيننا يومًا ملء السمع والبصر، وكانت تحلو لنا العشرة معهم، قد يأتي يوم لا نراهم فيه، ونعاني آلام فراقهم، ومرارة الفراغ الذي يتركونه في حياتنا. وقد يكون الفراق بسبب «آخِرُ عَدُوٍّ يُبْطَلُ ... الْمَوْتُ» (1كو15: 26)، وقد يكونون أحياء وتمنع الظروف رؤيتهم أو التواصل معهم. ودعونا نمر على بعض الأمثلة التي وردت في الكتاب: 1. أول مشاهد الافتراق بالموت نراه في تكوين 23 عندما فارقت “سارة” - شريكة العمر - إبراهيم، في عمر 127 عامًا، بعد رحلة إيمان طويلة، باستثناء أيام معدودة في بيت فرعون (تك12: 10-20)، ثم في بيت أبيمالك (تك20: 1-18)، كانتا كدهرين من الزمان. وكم كان حبه لها وإخلاصه، حتى إنه سمع لها في أمور لا تقبلها الطبيعة (تك21: 9-13)، كما كانت هي تحترمه وتُطيعه داعية إياه سيدها (تك18: 12؛ 1بط3: 1-6)، ولذلك نراه يندبها ويبكيها (تك23: 1، 2)، مُعبِّرًا عما بداخله من مشاعر. إلا أن لمسات تعزية القدير، الذي آمن به، حوَّلت أفكاره إلى الرجاء المبارك الخاص بقيامة الراقدين، فطلب لها مُلك قبر في مغارة المكفيلة، في طرف الحقل، حيث يُزرع الجسد في فسادٍ، لكن يُقام في عدم فسادٍ (1كو15: 42)، وكما دخل من باب المغارة، سيخرج مُمجَّدًا من الباب الآخر، وهو ما أعلنه رئيس الحياة بعد ألفي عام «تَأْتِي سَاعَةٌ فِيهَا يَسْمَعُ جَمِيعُ الَّذِينَ فِي الْقُبُورِ صَوْتَهُ، فَيَخْرُجُ الَّذِينَ فَعَلُوا الصَّالِحَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الْحَيَاةِ» (يو5: 28، 29). 2. في تكوين 35 ماتت راحيل المحبوبة، وكان مشهدًا حزينًا (بَنْ أُونِي)، لكن الإيمان حوَّله إلى مشهد مجد وأفراح (بِنْيَامِين). فدفنها يعقوب في «طَرِيقِ أَفْرَاتَةَ، الَّتِي هِيَ بَيْتُ لَحْمٍ» (تك35: 19). ومن المكان ذاته أُذيعت بشارة الفرح، وتهلَّلت الملائكة بالتسبيح وتمجيد الله بولادة «مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ» (لو2: 11)، والذي فيه «سَيُحْيَا الْجَمِيعُ» (1كو15: 22). 3. راعوث افترقت عن رجلها بموته، وعن أبيها وأمها بحياتهما في موآب، وسارت إلى شعب لم تعرفه مِن قبل. فآلامها كانت مضاعفة؛ ترمل وحرمان مِن الوالدين ومِن أرض وطنها، لكن إله إسرائيل - الذي جاءت لتحتمي تحت جناحيه - ملأ جبابها الفارغة؛ فوجدت في حماتها تعويضًا عن الأم، وفي بوعز تعويضًا عن الأب، ثم عن الزوج. كما أعطاها الرب نسلاً. ويا له من نسل! لقد جاء من نسلها داود الملك، بل جاء الرب يسوع ملك الملوك. 4. داود تعرَّض لآلام افتراق كثير من أحبائه؛ لقد حُرِم من والديه عندما كان مُطاردًا من شاول، وعبَّر عن ذلك بقوله: «إِنَّ أَبِي وَأُمِّي قَدْ تَرَكَانِي وَالرَّبُّ يَضُمُّنِي» (مز27: 10). ثم نراه يُعاني آلام افتراق يوناثان؛ مرة بالحياة عند حجر الافتراق (1صم20؛ 23)، ومرة بالموت على جبال جلبوع (1صم31). ولقد عبَّر عن آلام هذا الفراق في المرثاة التي عنونها “نشيد القوس” (2صم1: 17-27). 5. مريم ومرثا وآلام فراق لعازر أخيهما، وكم ذرفتا الدمع السخين حتى إن الرب لما رآهما تبكيان واليهود الذين جاءوا معهما كذلك يبكون «انْزَعَجَ بِالرُّوحِ وَاضْطَرَبَ ... بَكَى يَسُوعُ» (يو11: 34، 35)، لكنه كفكف لهما الدمع بإعلانه العجيب: «أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا، وَكُلُّ مَنْ كَانَ حَيًّا وَآمَنَ بِي فَلَنْ يَمُوتَ إِلَى الأَبَدِ» (يو11: 25، 26)، ثم أقام لهما أخاهما بكلمة أمره. 6. ولا ننسى لوعة وأسى يايرس وامرأته على موت ابنتهما (لو8: 40-56)، أو حزن أرملة نايين على موت ابنها الوحيد الشاب (لو7: 11-17)، وكيف أعاد الرب البهجة والفرح برجوعهما إلى ذويهم. 7. بولس وافتراقه عن الأحباء؛ فعندما أنهى خطابه الوداعي في ميليتُس «جَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ مَعَ جَمِيعِهِمْ وَصَلَّى. وَكَانَ بُكَاءٌ عَظِيمٌ مِنَ الْجَمِيعِ، وَوَقَعُوا عَلَى عُنُقِ بُولُسَ يُقَبِّلُونَهُ مُتَوَجِّعِينَ، وَلاَ سِيَّمَا مِنَ الْكَلِمَةِ الَّتِي قَالَهَا: إِنَّهُمْ لَنْ يَرَوْا وَجْهَهُ أَيْضًا» (أع20: 36-38). ثم في قيصرية، عندما تنبأ “أغابوس” عما سيُقابله بولس في أورشليم، مما جعل الإخوة يتوسلون له أن لا يصعد إلى أورشليم، فأجاب بولس وقال لهم: «مَاذَا تَفْعَلُونَ؟ تَبْكُونَ وَتَكْسِرُونَ قَلْبِي. لأَنِّي مُسْتَعِدٌّ لَيْسَ أَنْ أُرْبَطَ فَقَطْ بَلْ أَنْ أَمُوتَ أَيْضًا فِي أُورُشَلِيمَ لأَجْلِ اسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ» (أع21: 13). 8. وهل نستطيع تقدير أحزان التلاميذ تجاه إعلان الرب عن فراقه لهم: «إِنَّكُمْ سَتَبْكُونَ وَتَنُوحُونَ وَالْعَالَمُ يَفْرَحُ. أَنْتُمْ سَتَحْزَنُونَ، وَلَكِنَّ حُزْنَكُمْ يَتَحَوَّلُ إِلَى فَرَحٍ» (يو16: 20)، وهو ما تم بعد القيامة «فَفَرِحَ التّلاَمِيذُ إِذْ رَأَوُا الرَّبَّ» (يو20: 20). وهل نستطيع أن نُقدّر آلام السيف الذي جاز في أحشاء المُطوَّبة مريم، وحزن الواقفات معها عند الصليب (يو19: 25)، وبكاء مريم المجدلية عند القبر (يو20: 11). بل حتى في مشهد الصعود، كانت عيون الجميع شاخصة إليه إلى أن جاءتهم رسالة الملاكين بوعد عودته ثانية «إِنَّ يَسُوعَ هَذَا الَّذِي ارْتَفَعَ عَنْكُمْ إِلَى السَّمَاءِ سَيَأْتِي هَكَذَا كَمَا رَأَيْتُمُوهُ مُنْطَلِقًا إِلَى السَّمَاءِ. حِينَئِذٍ رَجَعُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ»، «رَجَعُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ» (أع1: 11، 12؛ لو24: 52). وهكذا نحن المتألمين من الفراق والتشتت، تتشدد قوانا كلما سمعنا وعد الرب بالمجيء، ولم الشمل بقيامة الراقدين وتغيير الأحياء، ولقاء العريس على السحاب. وهاك بعض وعود الرب للمتألمين من فراق الأحباء: فلمن فقدت زوجها يقول: “أنا قَاضِي الأَرَامِلِ” (مز68: 5). ولأبنائها يقول: “أنا أَبُو الْيَتَامَى” (مز68: 5). وللأخ الذي فقد أخـاه أو صديقه يقول: “أنا المُحِبّ الأَلْزَقُ مِنَ الأَخِ” (أم18: 24). وللأخت التي فقدت أخاها يقول: «سَيَقُومُ أَخُوكِ» (يو11: 23). وللأم التي فقدت ابنها يقول: «لاَ تَبْكِي» (لو7: 13). فلنرنم بانتصار وسرور وهتاف ولنعش بالانتظار لرجاء الاختطاف |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 68389 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() «مَا أَحْسَنَ وَمَا أَجْمَلَ أَنْ يَسْكُنَ الإِخْوَةُ مَعًا!» (مز133: 1) فإنه ما أقسى وما أصعب أن يفترق الأحباء عن بعضهم! فالذين كانوا بيننا يومًا ملء السمع والبصر، وكانت تحلو لنا العشرة معهم، قد يأتي يوم لا نراهم فيه، ونعاني آلام فراقهم، ومرارة الفراغ الذي يتركونه في حياتنا. وقد يكون الفراق بسبب «آخِرُ عَدُوٍّ يُبْطَلُ ... الْمَوْتُ» (1كو15: 26)، وقد يكونون أحياء وتمنع الظروف رؤيتهم أو التواصل معهم. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 68390 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() أول مشاهد الافتراق بالموت نراه في تكوين 23 عندما فارقت “سارة” - شريكة العمر - إبراهيم، في عمر 127 عامًا، بعد رحلة إيمان طويلة، باستثناء أيام معدودة في بيت فرعون (تك12: 10-20)، ثم في بيت أبيمالك (تك20: 1-18)، كانتا كدهرين من الزمان. وكم كان حبه لها وإخلاصه، حتى إنه سمع لها في أمور لا تقبلها الطبيعة (تك21: 9-13)، كما كانت هي تحترمه وتُطيعه داعية إياه سيدها (تك18: 12؛ 1بط3: 1-6)، ولذلك نراه يندبها ويبكيها (تك23: 1، 2)، مُعبِّرًا عما بداخله من مشاعر. إلا أن لمسات تعزية القدير، الذي آمن به، حوَّلت أفكاره إلى الرجاء المبارك الخاص بقيامة الراقدين، فطلب لها مُلك قبر في مغارة المكفيلة، في طرف الحقل، حيث يُزرع الجسد في فسادٍ، لكن يُقام في عدم فسادٍ (1كو15: 42)، وكما دخل من باب المغارة، سيخرج مُمجَّدًا من الباب الآخر، وهو ما أعلنه رئيس الحياة بعد ألفي عام «تَأْتِي سَاعَةٌ فِيهَا يَسْمَعُ جَمِيعُ الَّذِينَ فِي الْقُبُورِ صَوْتَهُ، فَيَخْرُجُ الَّذِينَ فَعَلُوا الصَّالِحَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الْحَيَاةِ» (يو5: 28، 29). |
||||