07 - 11 - 2014, 03:55 PM | رقم المشاركة : ( 6821 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
شرح : الهاوية والهلاك أمام الرب من رسائل القديس ثيوفان الحبيس أرغب في أن أضيف بعض التعليمات لك حول ما يجدر بك القيام به فيما تدخل الطريق الجديدة. كلّ مَن قام بمراقبة دقيقة لما يجري في داخله ولو ليوم واحد، يدرك بشكل واضح أن الروح قد سقطت. لقد أخبرتك عن هذا منذ زمن. سوف تتذكر أنّ في داخلنا هذا الاضطراب الذي يأتي بشكل غير شرعي، وبالتالي ينبغي إيقافه. أنتَ أيضاً كتبتَ أنك لم تستطع أن تتتبّع الحركة الداخلية غير المضبوطة. سوف أستعرض وصف هذه الحالة. إلى هذا الزحف نحو الأسفل، هذه الأفكار تزبد باستمرار ولا تهدأ في مكان واحد، إنّها تصادم بعضها بعضاً مثل سرب من الذباب في الصيف. وفوق هذا إنها دائمة الحركة. إنها لا تتوقف، تماماً مثل الأفكار لا تسلسُل لها، فيما القلب دائم الارتعاش مثل ورقة الشجر، بسبب المشاعر. وليس فقط أن هذه الأمور تجري على هذا المنوال، لكن الشكوك، الواحد تلو الآخر، تغلي بشكل مستمر في النفس. راقبْ نفسَك مثلاً وأنت جالس في عملك، فسوف ترة كل هذه تجري في داخلك كما على مسرح. هكذا هو إذاً اضطرابنا الداخلي وتشوشنا. ومنه أيضاً يأتي الاضطراب في حياتنا وهذا الغم الذي يخيم علينا. لا تتوقعْ حياة منتظمة حتى تقضي على هذا الاضطراب الداخلي. فهو بذاته ومن ذاته سبب لكثير من الشر. لكنه سيء بوجه خاص لأن الشياطين يقيمون فيه ويبلبلون الأمور أكثر، موجِّهين كل شيء باتجاه الأسوأ نحو دمارنا. إنت حدّدت نية صارمة للعمل من أجل الرب والانتماء إليه وحده ابتداءً من هذه النقطة. سرُّ التوبة أعطاك الغفران في كل شيء وأنتَ ظهرتَ نقيّاً أمام وجه الله. المناولة المقدسة أتَت بك إلى أقرب شركة، أو بالأحرى جدَّدَت شركتَك، مع الرب يسوع المسيح وملأتْكَ بكل قوة نافعة. إذاً ها أنت هنا مهيئاً لهذه المهمة. لو أنّ التمني يكفي لإصلاح حياتنا الداخلية ولجعل الأمور على أفضل حال، أو لو أنّ كلمة تكفي لتحقيق كل شيء فوراً، لانتفى كلّ سبب يدفعك إلى ولوج هذه المتاعب، ولكان كلّ شيء جرى للأفضل، ولما كنتَ لتشتهيه. في أي حال، قانون الحياة الأخلاقية الحرّة، بالرغم من جوهرها المتأذي، هو في أن هناك مثابرة راسخة. المساعدة النافعة متوفرة، ولكن مع هذا ينبغي بك أن تقسو على نفسك وتجاهد. أن تجاهد مع نفسك قبل كل شيء. لا تفكّرْ، على أيّ حال، أن لهذا عليك أن تعيد عمل كل شيء أو ربط نفسك بكثرة من القوانين. لا مطلقاً. قانونان أو ثلاثة، تدبيران وقائيان أو ثلاثة، هي كل ما تحتاجه. السبب هو أن روحنا فقدت أساسها الأصلي، الذي هو في الله، وهي تعود إليه مجدداً بتذكر الله. إذاً، الأمر الأول هو هذا: ضروري أن تتعوّد على تذكّر الله بدون انقطاع، إلى جانب خوفه وتوقيره. إذا تبِعتَ هذا القانون البسيط بضمير حي، سوف تقهر الاضطراب الداخلي، بالرغم من وجود تمزقات، أحياناً بشكل أفكار تافهة وغير مهمة، وأحياناً أخرى بشكل أحاسيس ورغبات غير مناسبة، سوف تلاحظ هذا الخطأ فوراً وتطرد الضيوف غير المدعوين خارجاً، مسرعاً في كل مرة إلى تجديد وحدة الفكر المتعلّق بالرب الواحد. أقول أنه سوف يكون قريباً لكن سوف يستغرق أكثر من يوم أو اثنين. هذه الأمور تتطلب ربما بعض الأشهر، وأحياناً يستغرق سنين. أطلبْ من الرب وهو نفسه يعينك. وبقدر ما يصبح ضميرك قوياً، يلهمك في ما هو ضروري بشكل أكثر كمالاً وأكثر قوة، ويقودك بعيداً عن غير النافع من الأقوال والأفعال والأفكار، ويصبح داخلك مرتباً بسرعة أكبر. إن الضمير الذي يتذكر الله بتوقير هو نبع الحياة الروحية الحقيقية. تذكّر كلامنا عن الروح في بداية مراسلاتنا. ليس مطلوباً أي شيء سوى هذين القانونين. فقط غذِّهما بالصبر. لن يأتي النجاح فجأة، يجب أن تننتظر وتكدح بثبات. يجب أن تكدح وأهمّ من ذلك لا تستسلم لإرضاء نفسك أو العالم. سوف يكون هناك مقاومة مستمرّة لِما قد بدأت. يجب أن تتخطّى ذلك، يجب أن تبذل بعض القوة وبالتالي أن تصبر. ألبِسْ نفسَك هذا الدرع الكلي القوة ولا تترك معنوياتك تهبط عندما تعترضك المحنة. كل شيء سوف يأتي مع الوقت. تشجّع بصبرك في هذا الرجاء. إن خبرات كل الذين سعوا إلى الخلاص وحقّقوه تحما أن هذا ما سوف يحدث. إذاً، هذا كل شيء. تذكّرْ الله بتوقير، أطِعْ ضميرَك، وتسلَّحْ بالرجاء من طريق الصبر. ليباركك الرب حتى تنحو إلى هذا الفكر وتكون فيه |
||||
07 - 11 - 2014, 03:58 PM | رقم المشاركة : ( 6822 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المرأة في نظر يسوع مقدِّمة تظهر المرأة في الثقافة الشعبية، حتى المسيحية منها، أقل قيمةً من الرجل. كما تعتبر "الأنوثة" في نظر البعض، نساءً ورجال، أنها غياب "الذكورة"، وبالتالي تصبح المرأة كائن ناقص، وغالباً ما تُستَغل وتشيّئ بسبب هذه النظرة.. ولا يبخل "العهد القديم" أيضاً بإبراز دونيتها!.. وغالباً ما تُلام، وذلك فقط لأنها امرأة!.. حواء!.. فمَنْ تكون المرأة.. حواء؟.. هل هي فعلاً: "كائن ناقص"؟.. هل وجدت فقط لتلبي حاجات الرجل في الزواج والأمومة والمتعة والخدمة؟ وإن كانت كذلك أو لم تكن، لماذا يُلقىعليها كلُّ هذا اللوم؟.. لن ندرس هذه المسألة من جوانبها النفسيّة والأنثروبولوجيّة والاجتماعية. نكتفي بالبعد الإيماني، فبعد قراءة قصة خلق الإنسان وما تكشف، في المفهوم المسيحي طبعاً، من مساواة بين الرجل والمرأة، نحاول الإجابة عن سؤال: كيف يقدِّم يسوع للمرأة نظرة جديدة، تمنحها عمق الكرامة الإنسانيّة ومجد الفخر!؟.. الصورة والمثال لا تتحققان في الإنسان إلا بالمشاركة: إن الكتاب المقدّس، منذ بدايته، يقدِّم رؤية مميزة عن الإنسان، وبالتالي عن المرأة. فنشاهد حواء في قصة الخلق، مساوية لآدم، فهما مدعوان معاً لتحقيق صورة الله ومثاله (أنظر: تكوين1/27). "يقول الرب الإله: لا يحسن أن يكون الإنسان وحده، أصنع له عوناً بإزائه.. فأَوقع الرب الإله سُباتاً على آدم فنام، فاسّتلَّ ضلعاً من أضلاعه، وسدَّ مكانها بلحم، وبنى الرب الإله الضلع التي أخذها من آدم امرأة. وأتى بها آدم، فقال آدم: هذه المرّة عظم من عظامي ولحم من لحمي، هذه تسمّى امرأة لأنّها من المرء أُخذت، ولذلك يترك الرجل أباه وأُمّه ويلزم امرأته فيصيران جسداً واحداً" (أنظر: تكوين2: 18-23). فصورة الله، كما يقول يوحنا الذهبي الفم، لا تتحقق في الإنسان كفرد، إنّما من حيث أنّه يحيا المشاركة. والمشاركة بالأساس تتطلب المساواة. ولكن ماذا حصل؟.. الخطيئة !؟.. هل المرأة هي سبب الخطيئة ؟.. الخدعة تمّت على الاثنين معاً في كل ما يحملان من شعور بالوحدة. ولكنَّ آدم تخلَّى عن التي سُرَّ بها قبل حين، وقال: هذه عظم منّي ولحمٌ منّي.. هذه معها أكون واحداً أحقِّق صورة الله.. الخطيئة لم تفصل فقط عن الله، بل أيضاً عن الآخر. وهكذا تظهر المرأة، بسبب هذا الفصل، كأنها دون الرجل عند مَنْ يستسلم لقيود الخطيئة سواء من الرجال أو حتى من النساء أيضاً. إن يسوع أعطى المرأة كرامتها ومنحها المساواة الكاملة بالرجل. ويظهر ذلك بوضوح من خلال لقاءه بالنساء في الإنجيل المقدّس. فهو رغم أنَّه لم يخترها بين تلاميذه الاثني عشر، جعلها أمّه وشاهدةً له، ومسح عنها دموع عاطفتها المجروحة، وكسَّر كلَّ ما يُكبِّلها، وخصوصاً الخطيئة. المرأة هي الأمينة التي تبعته في درب صليبه، لذلك منحها أن تكون أول من بشَّر بقيامته وبحلول ملكوته. مريم نموذجٌ لحواءٍ جديدة.. للإنسان الجديد ! نشاهد مريم في بشارة الملاك لها حواءً جديدة تتساءل وتستفهم قبل أن تستسلم: "ما معنى هذا السلام" ؟.." كيف يكون هذا وأنا لا أعرف رجلاً ؟" (أنظر: لوقا1/29و34). وبمعنى آخر تحاول مريم أن تحدد في السؤال الأول مصدر التدخل الغريب في حياتها. وفي الســؤال الثاني، كيفية تحقيق هذا التدخل. ربما كانت تتأمل قصة حواء القديمة (أنظر: تكوين 3/1-..)، التي لم تسأل، وبالتالي لم تعرف مصدر التدخل، وكان في تلك المرة خداعاً، وكان ما كان.. وفي بيت الناصرة كانت مريمالمدرسة الأولى ليسوع. فأخذ عنها ليس الجسم واللغة والثقافة ومجمل الصفات الإنسانيّة وحسب، بل والإيمان أيضاً. وما أمثال الملكوت كالخميرة في العجين، والدرهم الضائع، والثوب والرقعة، والسراج والعذارى، والملح في الطعام. سوى إشاراتٍ واضحة على تربية الإيمان المنزليّة التي أثرّت على يسوع طيلة زمن كرازته، مما جعلته يقبل شفاعتها في عرس قانا الجليل. إنَّ تسليم الذات عند مريم هو فعل تقدمة كرست له كـلَّ حياتهـا. فاحتفلت به حين قدمت يسوع بسخاء إلى الهيكل. وعاشت مُـرّه في تقدمته للصليب. لا يمكن فصل التقدمة وتسليم الذات عن سر الصليب. كما لا يمكن فصل الصليب عن سرِّ القيامة. لقد عاشت مريم دهشتها لكل أحداث الخلاص، بصمت وتأمل عميقين: "وكانت تحفظ هذه الأمور وتتأملها في قلبها". المرأة نموذجٌ للاختيار.. يروي لنا الإنجيل أنَّ نساء كثيرات كن يتبعن يسوع، بينما كان يجول المدن والقرى، يعظ ويبشر بملكوت الله مع تلاميذه، ويساعدنهم بأموالهن في زمن وبيئة ما تعوَّدا أخذ المساعدة المادّية من النساء (أنظر: لوقا8: 1-3). ونشاهد من التلميذات الأمينات ليسوع مريم ومرتا (أنظر: لوقا38:10-42). حيث كان يسوع يرتاح في بيتهما من تعب تجواله. كانت الأولى تجلس عند ركبتيه تسمع كلامه العذب، بينما الثانية كانت تهتم وتضطرب بأمورٍ كثيرة لتلوم أختها التي لا تبالي بأمر الضيافة، لعلها كانت تتوقع الثناء من يسوع عليها. بينما هو فقد أثنى على الأولى التي اختارت النصيب الصالح الذي لا ينُزع منها، وذنِّب الثانية التي ما أحسنت الاختيار. المرأة نموذج للحرية.. يمنح يسوع التشامخ لحواء بعد أن انحنت إلى التراب أكثر مما تشامخت بالصورة والمثال من خلال شفاءه المرأة المنحنية الظهر (لوقا10:13-16). ويفتقد قلبها كأنه آدمٌ جديد، ويلاقيها منفردَين في البرية عندما يحاور السامريّة، التي ما تعودت إلا أن تقدِّم الحب الاستهلاكي (أنظر نص لقاء يسوع والمرأة السامريّة: يوحنا1/4-00). لقد تعب بالبحث عنها.. "وكان لابدَّ له من المرور" بها، ليسألها أن تروي عطشه، الذي بلغ به إلى الصليب.. يقول يسوع على الصليب: "أنا عطشان "، ويقول للسامرية: "اسقني.." والساعة في كلا الحدثين هي الظهر، وساعة إغواء الحيّة لحواء كانت الظهر أيضاً!!.. يعدها بحبٍ حقيقي يُبشِّر بحضوره المشيحاني. ويضمِّد كلَّ ما بلغت إليه من جروح، فيحوِّل دموع توبتها، في شخص المرأة الخاطئة، إلى حبٍّ عظيم بعد أن أفاضت عليه طيب أمانتها (أنظر: لوقا7: 36-..). ويُكسِّر قيودها ويطلقها من "الحلقة" التي وُضِعتْ فيها، ويُعيدها إلى نهار الحق بعد أن ظهرت فيه على غير عادتها فحُكِمَ عليها بالرجم (أنظر: يوحنا8: 1-11). لم يحكم يسوع على الزانية، بل ألحَّ عليها ألاَّ تكون أُنوثتها سبب سقوطها، فالأنوثة لا ينبغي أن تكون سجناً للمرأة، بل هي، لها ولمن حولها، علامة تحرير. المرأة نموذج للحياة الجديدة.. يتحنن يسوع على أرملة نائين حين رآها تبكي على وحيدها في يوم جنازته (أنظر: لوقا11:7-17). ولا يقول لها فقط: "لا تبكي.."، بل يُبادر إليها ويُقيم ابنها من الموت. ويُشفق أيضاً على ابنة يائيروس (أنظر: متى18:9-26)، وبشفاعة والدها يُقيمها هي الأخرى من الموت (أنظر: متى18:9-26). وقد فعل ذلك مع مريم ومرتا اللتين بكتا لعازر أخيهما الميت (أنظر: يو1:11-44).. ألا يُدهشنا أنه في المرات الثلاث التي يُقيم فيها يسوع موتى كانت المرأة هي باعث حنانه!!؟.. كذلك يشفي ابنة الكنعانية بشفاعة أمها وإيمانها الكبير (أنظر: متى21:15-..). وتسرق نازفة الدم من يسوع الشفاء لمرض كانت النساء تخجل منه، وقد أنفقت كلَّ معيشتها على الأطباء (أنظر: متى9:20-22). يسأل يسوع في هذا الحدث: "من لمسني..؟" لا لكي يفضح أمرها، بل ليُبيِّن لها وللجموع أنه ليس طبيباً مميَّزاً وحسب، بل إنَّه المخلص، فيبني معها علاقة البنوَّة للملكوت. المرأة رسولة.. ونبيّة.. ومبشِّرة.. لم يتبع يسوعَ حتى الصليب سوى النساء. أين الذين شفاهم ؟.. أين الذين فرحوا بكرازته وشبعوا من كلامه، وحتى من خبزه وسمكه؟.. أين التلاميذ ؟.. أين بطرس الذي وعده بالأمانة ؟.. أين لعازر الذي أقامه من الموت؟.. لم يبقَ سوى دموع النساء!.. عند فجر الأحد، وبعد السبت، وقد استراح الرب في القبر، يأتين إليه ليتابعن أناشيد التشييع، وقد تفجّرت من عيونهن ينابيع الدموع منذ حواء. هل المرأة لا تعرف إلاَّ البكاء..؟ هنا تكمن المفاجأة الكبرى.. هنا تولد حواء الجديدة لكل امرأة. فالعاطفة عندها ليست سجناً أبديَّاً. لأنَّ الرب بفصحه يَعبُر بها من محدوديّة العاطفة إلى مطلقية الحب، فتصبح مبشِّرة. المرأة رسولة القيامة، نبيّة الأمانة، مربيّة السلام. حين يلتقي يسوع مع المجدلية، بعد أن ظنته البستاني، كأنه يلتقي مع حواء، يخاطبها، وهو بستانيُّ الفردوس الجديد، ليس كآدم القديم الأسير لسجن أنوثتها، بل ليعلمها حقيقة الملكوت الجديد، فيقول لها: "لا تلمسيني.."، لقد دشنتُ لكم بموتي وقيامتي حقيقة الأبدية. التي يمكنكم عيشها منذ الآن بتجرد عن حاجة "اللمس". فتصبحون "كالملائكة.." (انظر: مرقس12: 24-26). خاتمة يكفي للمرأة فخراً، أنَّ يكون ابن الله قد اتخذ منهاأمَّاً ورفيقةً ورسولة، ومبشِّرة سلام. إن عالم اليوم الخشن بحاجة ماسّة إلى الرؤية الإنجيلية للمرأة. يقول لينين، وهو أبعد مَنْ يُتهم بالمثالية، إن مقياس رقي وتحضّر مجتمع ما، هو رقي وتحضُّر العلاقة بين رجاله ونساءه. فكلما فاضت المرأة بالكرامة، كانت الإنسانية مُفاضة بالمجد |
||||
07 - 11 - 2014, 04:00 PM | رقم المشاركة : ( 6823 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ما يحبه الإنسان القديس أوغريس الراهب -إن ما يحبه الإنسان هو ما يرغبه وما يرغبه الإنسان هو ما يجاهد لكي يناله وكل لذة تتقدمها الرغبة والرغبة تتولد من الإحساس وحين نتحرر من الإحساس فإننا نتخلص من الشهوات. -إن العقل المنحرف يستقر بالقراءة والسهر والصلاة والشهوة الملتهبة تخمد بالجوع والعمل والعزلة. وإثارة الغضب تهدأ بالتسبيح والعطاء والرحمة. كل هذه الأمور لها تأثير حين تستخدم في الوقت المناسب وبالمعيار الملائم وكل ما يستخدم بدون معيار أو في غير أوانه فانه لا يحيا ولا يستمر إلا لمدة قليلة فان ضرر اكثر من فائدته. -حينما تشتهى النفس أنواعاً معينة من الطعام يجب أن نضع لها حدوداً ألا نتناول غير الخبز والماء لكي نقدم الشكر لله من أجل قطعة الخبز الصغيرة لأن شهوة الطعام تطلب أنواعاً عديدة من الطعام أما الجوع فانه لا يطلب أكثر من سعادة الرضا بالخبز فقط. |
||||
07 - 11 - 2014, 04:03 PM | رقم المشاركة : ( 6824 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الصوم عظة للقديس سمعان اللاهوتي الحديث إخوتي وآبائي ما سوف أقوله كان ينبغي أن أوجهه لكم الأحد الماضي كنت أعرف في كل الأحوال بأن كلا منا نحن المؤمنين مع العالم المسيحي أجمع، رهباناً وعلمانيين، يتقبل بركات الصيام بحماسة متوقدة في الأسبوع الأول من الصوم، وأن كلاً منا يضع بإرادته نيره على رقبته.[1] حتى بين أولئك الذين قطعوا الأمل في خلاصهم ويحيون حياتهم بدون وقار وخوف الله، فليس هناك من يرفض قانون الصيام في الأسبوع الأول. بل يصوم بتقشف ظاهر بحسب قدرته. ولهذا فسأكلمكم اليوم بكلمات قليلة عن الموسم الحالي. كما قلنا، يقضي كل المؤمنين الأسبوع الأول، الذي انصرم اليوم، بنشاط. وبعد انقضائه، تحتفل كنيسة الرب يوم السبت بعيد القديس الشهيد العظيم ثيودوروس [التيروني]، وبالأحرى بالعمل الفائق العادة الذي صنعه الله لشعبه المؤمن على يد القديس بحسب التقليد. ونظيره نحتفل يوم الأحد بذكرى الإيمان الأرثوذكسي وننشد دوماً التسابيح الشكرية لله الكلي الصلاح. لكن الشرير الذي ينحسد من الصلاح ينسل إلى كل المؤمنين ويرمي عليهم قيود التواني والإهمال. إنه يقنع المؤمن بأن "يكسر قيوده ويلقي عنه نير الصيام"[2] ويعود إلى عاداته القديمة. ولهذا أذكركم اليوم وأناشد محبتكم وأبوتكم بأن لا تذعنوا لذلك الذي يريدكم مرضى. لا تنقادوا مخطئين بعادة الشره ولا ترجعوا لعادة إشباع الشهوات الشريرة القديمة. إنما لنحفظ هذا الأسبوع الثاني من الصيام كالأول، ومثلهما ما تبقى من الموسم. بالفعل يا آبائي وأخوتي، فلنتصرف لمصلحتنا بهذا الصنيع، ولنمنع أنفسنا من خسارة ما جمعناه معاً في الماضي، وعلى العكس فلنكافح لنزيد عليه. فلنمنع بؤس هدم ما بنيناه في الماضي[3]. فليحفظ كلٌ منا في ذهنه منافع الصيام وعطايا الله التي نعم بها في هذه الأيام القليلة فيشتاق أكثر إلى الأيام القادمة. لأن هذا دواء فعال لأنفسنا. ففي حالة أولى لتهدئة حمى الجسد ونزواته، وفي حالة أخرى لتلطيف الإنفعال السيء، وفي غيرها لإبعاد النعاس، أو لتحريك الحماسة، أو لاستعادة نقاوة الذهن وتحريره من أفكار الشر. فهو يضبط اللسان بلجام[4] ويكبحه بخوف الله ويمنعه عن الكلام البطال[5]. بكلام آخر، هو يحرس العينين بشكل غير منظور ويثبتهما على الأعالي بدل أن يتركهما تجولان هنا وهناك. يجعل الصائم ينظر إلى نفسه ويعلّمه أن يفكر في أخطائه وتقصيره. الصيام يشتت الظلمة الروحية ويبعد شر الخطيئة الكامن على الروح كما تكشح الشمس الظلمات تدريجياً. الصيام يؤهلنا روحياً لرؤية ذلك الجو الروحي الذي يشع فيه المسيح الشمس دائماً دون أن يعرف شروقاً أو غروبا. الصيام مع السهرانيات يدخل إلى القلب فتطرى قساوته. الصيام والسهرانيات جعلت ينابيع الندامة تتفجر حيث كانت فيما مضى أبخرة السكر. أتضرع إليكم أيها الإخوة، فليكافح كل منا ليحدث هذا فينا. إذا حدث هذا، فباستعداد ومعونة يجب العبور في بحر الشهوات وأمواج التجارب الموجهة من الرهيب وهكذا نرسو في ميناء الأمان. يا إخوتي ليس لهذه الأشياء أن تتحقق في يوم أو أسبوع ! إنها تحتاج إلى الكثير من الوقت والعمل والألم بحسب رغبة وإرادة كل إنسان وعلى مقدار إيمانه وازدرائه بالمنظورات والأفكار. لم يكن أبداً ممكناً تحقيق أي من هذه الفضائل أو غيرها بدون الصوم، لأن الصوم هو بداية وأساس كل نشاط روحي كل ما تبني على هذا الأساس لا ينهدم أو يدمر لأنه مبني على صخر صلب. أما إذا نزعت هذا الأساس واستبدلته ببطنٍ مليء وشهوات غير لائقة، فسوف يطمر كالرمل بالأفكار الشريرة وسوف تسقط كامل بنية الفضائل. لمنع هذا من أن يحصل لنا، فلنقف بفرح على أساس الصيام الصلب لنقف بثبات وإرادة. ذاك الذي يرغَم على تسلق صخرة الصيام بعكس إرادته، لا يستطيع الإمتناع عن التزحلق بشهواته ويلقى بطيش في الأكل بالسر وهكذا عندما يقضم الأكل يصبح على ما أظن طعاماً للشرير، لأن الصيام هو قانون إلهي وأولئك الذين يتجرأون على انتهاكه، معتقلون من الشرير وهو يجلدهم كالجلاد وإذا لم يحدث هذا بسرعة أو بشكل مباشر، فلأن الرب طويل الأناة معنا ويقبل توبتنا. ومع هذا، بالإجمال نحن لا ننجو من يده إما في هذه الحياة أو في العالم الآتي، إذا ثبتنا في الخطيئة بدون توبة حتى ذلك الوقت إذا تصرفنا على هذا المنوال فسوف نشارك في دينونة الشرير، وبين يديه ومعه سوف نلقى العقاب الأبدي من حكم الله العادل قد نختبىء عن رؤسائنا ولكننا لا نستطيع الاختباء من سيد رؤسائنا وربهم. فلنحذر إذاً يا إخوتي ليس فقط من الأكل بالسر إنما أيضاً من تخمتنا من الصحون الموضوعة أمامنا على المائدة أنا فعلاً أتوسل إليكم بدون انقطاع أن تعيدوا إلى ذهنكم هذا الأسبوع المقدس الفائت. انتبهوا كما قلت سابقاً، ليس فقط للمنافع التي جنيتموها من الصيام والسهرانيات ومن الصلوات وترتيل المزامير، إنما أيضاً لحزنكم وورعكم وصمتكم في ذلك الوقت بدا لي الدير غير مأهول بالبشر إنما مسكونٌ من الملائكة لأني لم أسمع أي كلمة دنيوية إنما فقط التمجيد الذي نقدمه لله والذي هو أيضاً عمل الملائكة أنا أؤمن بأنه لمجرد قيامكم بعمل الملائكة، الملائكة أيضاً قاموا بقسمهم من العمل ورتلوا معكم إذاً لا تسمحوا لأنفسكم بالانفصال عن الشركة بالكلام الكثير التافه ولا بالأصوات غير المحتشمة والصراخ العالي فتسمحوا للشياطين بالاقتراب منكم كما في السابق إنما بالأحرى، فليلتفت كلٌ إلى نفسه ويعمل بتأنٍ عمله اليدوي والخدمة الموكلة إليه وكأنه يخدم الله وليس البشر لأنه مكتوب "ملعون من يعمل عمل الرب برخاء"[6]. إخوتي، لا تكفوا عن تشجيع بعضكم خلال الخدَم على الاستماع بانتباه إلى القراءات المقدسة نحن نشجع جيراننا وندعوهم إلى أن يأكلوا من المأدبة المادية، وأولئك الذين نحبهم كثيراً نجبرهم على الأكل أيضاً على هذه المأدبة، التي تغذي النفس، نحن مجبرون على تشجيع جيراننا والإنتباه خشيةً من أن ندان بالسقوط في الحب المتبادل ونخسر حقنا في أن نكون مساري المسيح هو يقول "بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي إن كان لكم حب بعضا لبعض"[7]. الذي لا يرغم صديقه على النهوض عن المأدبة المادية إجمالاً يخدمه أما من يصنع هذا في الصيام الروحي الذي أعني به سماع الوحي الإلهي، فهو يسبب ضرراً لا يوصف لجيرانه إتخام الجسد بالطعام المادي إجمالاً يسبب أذى وضرراً للجسد والنفس معاً على العكس، كلمات القديسين تضيء الذهن وتقدس النفس، وبذلك تمنح قداسة حتى للجسد نفسه وتجعله أكثر صحة ونشاطاً. فلينتبه كل منا للقراءات: كلمات القديسين هي من الله وليست من البشر فليحفظها في قلبه متفكراً بها[8] لأن كلمات الله هي كلمات الحياة ومن يسمعها ويؤمن بها له الحياة الأبدية[9]. إذا دعيتم إلى مأدبة مترفة، أنا أشك أن أحداً منكم سوف يغفو ولن يهتم ويأخذ منها فقط حاجته، ولا يكون متلهفاً قبل ذهابه لأن يأخذ معه بعض الشيء للغد حيث يتقاسمه بلهفة مع بعض أصحابه أو حتى مع الفقير لكن هنا كلمة الحياة ممنوحة لكم ومن يأكلها يخلد قولوا لي، أليس من حق أي كان أن يكون غير منتبه ويغرق بالنوم والشخير وكأنه جيفة حية؟ كم هي عظيمة الخسارة! كم هو عظيم انعدام الحس والبلادة! ذاك الجالس إلى مائدة ولا يشتهي الطعام الموضوع أمامه هو بالتأكيد مريض وكذلك من يسمع القراءات المقدسة بدون شهوة روحية وسعادة لا توصف، ويفشل في الحصول على السعادة الروحية غير المادية في الوحي غير المادي من الله، وملء جميع حواسه عقلياً بحلاوة هذه السعادة، فهو ضعيف في الإيمان إنه لم يذق العطايا الروحية، لأنه في وسط عطايا كثيرة يهزل من العطش والجوع تماماً كما الجيفة عندما تغسل بالماء لا تحس به، كذلك هذا الرجل لا يحس بشيء عندما تسيل عليه سواقي كلمة الله المحيية. كلمة الحياة في داخلكم، لقد أتيتم لتأكلوا خبز الكلمة، لستم أمواتاً لكن أصبحتم أحياء بدل الموتى لقد تذوقتم الحياة الحقيقية واكتسبتم رأفة على جيرانكم من الله الرؤوف إذاً لا تبطئوا بإيقاظ وتشجيع وتوجيه جيرانكم وكل الآخرين على أفضل ما بقدرتكم كأنهم أعضاؤكم، أو بالأحرى كأعضاء في المسيح وأبناء لله كونوا متلهفين لتعليمهم وتوبيخهم وتأنيبهم، ليس لمضايقتهم إنما لإنقاذهم من سخط الرب وعقابه هدفكم ليس إيذاءهم إنما بالأحرى للمباحثة معهم بالمنافع العظيمة بتحضيرهم لإكمال الأشياء التي يشاؤها إلههم وأبوهم إذا تصرفتم بهذه الطريقة وكل منكم حرّض أخاه على المحبة والأعمال الحسنة[10]، فسوف نرفع بسرعة إلى قمة الفضائل ونظهر أنفسنا كمكملين لوصايا الله هكذا جميعاً سوف نصل إلى مملكة النعيم بالمسيح نفسه إلهنا له المجد إلى أبد الآبدين آمين. |
||||
07 - 11 - 2014, 04:04 PM | رقم المشاركة : ( 6825 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الابن الضال و عفو الآب للقديس بطرس كريسولوجوس أسقف رافنا بإيطاليا (406-450م) + «أقوم وأذهب إلى أبي» (لو 15: 18). قال (الابن الضال) هذا بعد أن خارت قواه وسقط على الأرض (صريع الجوع والعُري)، ورجع إلى نفسه وأحسَّ بالهوَّة التي نزل إليها ومدى الهلاك الذي تعرَّض له؛ فرأى نفسه غائصاً في وحل الخطيئة، فصرخ بشدة حاثّاً نفسه: «أقوم (الآن) وأذهب إلى أبي». مِن أين يأتيه هذا الرجاء، وهذا اليقين، وهذه الثقة؟ مِن واقع ما يعرفه عن أبيه كان يُناجي نفسه قائلاً: - "لقد فقدتُ امتيازي كابن، أما هو فلم يفقد شيئاً من امتيازه كأب. إنه لا يحتاج إلى إنسان آخر غريب يتوسل لأجلي لديه. إن محبة أبي الحانية هي التي تتوسَّط وتتوسَّل وتلحُّ من أعماق القلب. إن أحشاءه الأبوية هي التي ستدفعه أن يتبنَّى من جديد ابنه بإصدار الصفح الكامل عنه. لقد ارتكبتُ كلَّ مُنكرٍ، ولكني سأذهب إلى أبي". وأما الأب فلدى رؤيته لابنه، ستر في الحال وِزرَه، ولما قام بدور القاضي غلبته عليه أُبوَّته، فحَكَمَ على الفور بالبراءة، هذا لأنه يودُّ رجوع الابن لا هلاكه... + «وقع (الأب) على عنقه (عنق الابن) وقبَّله (واحتضنه)» (لو 15: 20). وهذه الكلمات تُبيِّن كيف يقضي الأب، وكيف يُصلِح ويؤدِّب؟ إنه يُعطي بدلاً من العقوبة قُبلة. إن قوة المحبة لا تُقيم وزناً للخطيئة، ولذا فإن الأب بقُبلة يعفو عن ذنب ابنه، وبعواطفه الأبويَّة يغمره. الأب لا يفضح ولده، ولا يُشهِّر بابنه؛ بل يضمد جروحه تماماً، حتى لا تترك أثراً لأيِّ غَضَن أو عيب: «طوبى لِمَن غُفرت زلَّته، وسُترت خطيته» (مز 32: 1). فإذا كان الماضي المُشين لهذا الشاب، يُثير فينا الاشمئزاز، وشروده يبعث فينا النفور؛ فلنحترس، إذن، ألاَّ نبتعد عن مثل هذا الأب. إن مجرد رؤية هذا الأب تكفي لأن تجعلنا نفرُّ من الخطيئة، ونتجنَّب الإثم، ونجحد كل شرٍّ وكل غواية. ولكن إذا ما كنا قد ابتعدنا عن الأب، وإذا ما كنا قد بدَّدنا كل ما منحه لنا من خير بعَيْشٍ مُسرف وحياة مُنحلَّة، وإذا ما كان قد حدث لنا أن ارتكبنا إثماً أو مُنكراً، وإذا ما كنا قد سقطنا في هوَّة الكُفر السحيقة والإفلاس (الروحي) المُطلق؛ فلنَقُم بعد هذا كله ونرجع إلى مثل مَن كانت هذه أُبوَّته، متشجِّعين بهذا المثال. + «وإذ كان لم يَزَل بعيداً رآه أبوه، فتحنَّن ووقع على عنقه وقبَّله» (لو 15: 20). إني أسأله: أي مكانٍ هنا لليأس؟ أو أي مجالٍ حتى للاعتذار أو مظهر للخوف؟ اللَّهُم إلاَّ إذا كنا نعتقد أنه للانتقام وليس للترحيب والصفح، أن يأتي الأب ويجتذب ابنه من يده، بل ويشدُّه إلى صدره ويُطوِّقه بذراعيه. ولكن هذا الفكر المضاد لخلاصنا والمُنافي لواقع الحال، يصبح غير ذي بال وبلا فحوى، إذا رأينا ما يتبع ذلك: + «فقال الأب لعبيده: أَخرِجوا (عاجلاً) الحُلَّة الأولى وألبسوه؛ واجعلوا خاتماً في يده؛ وحذاءً في رجليه؛ وقدِّموا العجل المُسمَّن، واذبحوه فنأكل ونفرح؛ لأن ابني هذا كان ميتاً فعاش، وكان ضالاً فوُجِدَ» (لو 15: 22-24). بعد أن سمعنا هذا كله، أيمكننا أن نتباطأ في الرجوع إلى الآب؟!! دير القديس أنبا مقار |
||||
07 - 11 - 2014, 04:06 PM | رقم المشاركة : ( 6826 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
من أقوال الآباء في الصوم
من قصائد مار أفرام السريانيّ (+٣٧٣) هَا هُوَ صَوْمُنا المُبَارَكْ فَلْنُبَادِرْ إِلى لِقَائِهِ. إِنَّهُ خِزَانَةٌ مَفْتُوحَةٌ لِلعُقَلاء، وَفَرَحُ قَلْبٍ لِلعُلَمَاء، وغِذَاءُ عَقْلٍ لَدى الحُكَماء، النَفْسُ العَاقِلَةُ تَسْتَنِيْرُ بِهِ أَكْثَر، وَالرُوحُ العَاقِلَةُ، إذَا تَاَمَّلَتْ بِالأَوَّلِين، تَكْتَسِبُ بِالصَومْ، سِلاحَ آلِ مُوسى وإيليَّا. ها إنَّ الصَوْمَ الذي يَمْنَحُ نَوْعَيْنِ مِنَ الجَمَال، يُزَيِّنُ الجَسَدَ والنَفْسَ معاً: يُعْطِي النَفْس سَنَاءً أَمامَ المَلائِكَة، وَيُعْطِي الجسَدَ بَهَاءً أَمَامَ البَشَر. لكَ المَجْدُ يا مَنْ بِصُوْمِكَ تَلألأوا. من أقوال أفراهات الحكيم الفارسي (+٣٤٥) جَميلٌ هُوَ الصَوْمُ النَقِيُّ في عَيْنَي الرَّبّ. كَنْزٌ في السَمَاءِ هُوَ وسِلاحٌ ماضٍ بِوَجْهِ الشَّر، وَدِرْعٌ ضِدَ سِهَامِ العَدُوّ. مَنْ فَقَدَ نَقَاوةَ القَلْب، فَصُوْمُهُ غَيْرُ مَقْبُول. تَذَّكَرْ، أَيُّهَا الحَبيب، كِمْ هيَ غَنِيَّةٌ رَغْبَةُ الإِنْسَانِ الذي يُنَقّي قَلْبَهُ وَيَحْفَظُ لِسَانَهُ وَيَمْنَعُ يَدَيْهِ مِنْ فِعْلِ الإثْم، كَمَا سَبَقَ وَكَتَبْتُ لَكَ. لا يَلِيقُ بالإنْسانِ أَنْ يَمْزُجَ العَسَلَ بِالمَرارَة. إذا صامَ عَنِ الخُبْزِ وَالمَاء، فَلا يَنْبَغي أَنْ يَمْزُجَ بِصَومِهِ التَجادِيفَ واللَعَنات. واحدٌ هوَ بَابُ بَيْتِكَ، وَبَيْتُكَ هُوَ هَيْكَلُ الله. عِنْدَمَا يَصُومُ الإِنْسَانُ عَنِ السَيِّئات، وَيَأَخُذُ جَسَدَ المَسيحِ وَدَمَهُ، عَلَيْهِ أَنْ يُحَافِظَ بِكُلِّ عِنَايَةٍ عَلى فَمِهِ الذي بِهِ يَدْخُلُ ابْنُ المَلِك. لا يَحِقُّ لَكَ أَنْ تُخْرِجَ مِنْ فَمِكَ الكَلِماتِ المُشِينَة. إِسْمَعْ ما يَقُولُهُ واهِبُ الحَياة: ''لَيْسَ ما يَدْخُلُ الفَمَ يُنَجِّسُ الإِنْسَان، بَلْ ما يَخْرُجُ مِنْ الفَمِ هُوَ الذي يُنَجِّسُ الإنْسَان''. من أقوالِ مار اسحقَ السُّرياني (أواخر القرن السابع) مائدة الإِنْسَانِ الذَي يُداومُ الَصَلاةَ هيَ أَحْلَى مِنْ عِطْرِ المِسْكِ وَأَذْكَى مِنْ أَريجِ الزَهْر، وَمُحِبُّ اللهِ يَتُوقُ إِليهَا كَإِلى كَنْزٍ لا يُقَوَّمُ بِثَمَن. خُذْ لِنَفْسِكَ شِفَاءً لِحَياتِكَ مِنْ مَائِدَةِ الصائِمِينَ السَاهِرين، أُولَئِكَ العامِلينَ في الرَّبّ، وانْهَضْ بِنَفْسِكَ مِنْ مَوتِها. بَيْنَ هؤُلاءِ يِتَّكِئُ الحَبِيب، وَيُقَدِّسُهُم مُحَوِّلاً مَرارَةَ رِيْقِهِم إِلى حَلاوةٍ تَفُوقُ التَعْبِير. حِينَ يَنْحَلُّ الجَسَدُ بِالأَصوامِ والإِمَاتَة، تَتَشَدَّدُ النَفْسُ بِالصَلاة. الجُوعُ أَكبَرُ مُعِينٍ على تَهذِيبِ الحَواسّ. في بطنٍ مُتْخَمٍ بِالأَطْعِمَة، لا مَكَانَ لِمَعْرِفَةِ أَسْرَارِ الله. كُلُّ كِفَاحٍ للخَطِيئَةِ وَشَهَوَاتِها يَجِبُ أَنْ يَبْتَدِئَ بِالصَوم، خُصوصَاً إِذَا كَانَ الجِهَادُ يَتَناولُ خَطِيئَةً دَاخِليَّة. إِذَا ابْتَدأَتَ بِالصَومِ في جِهَادِكَ الرُوحيّ، فَقَدْ أَظْهَرتَ كُرْهكَ لِلخَطِيئَة، وَصَارَ النَصْرُ مِنْكَ في مَنَالِ البَاع. الصَوْمُ بَدْءُ طَرِيقِ اللهِ المُقَدَّس، وَصَدِيقٌ مُلازِمٌ لِكُلِّ الفَضَائِل. الًصَوْمُ مُقَدِّمَةٌ لِكُلِّ الفَضَائِل، بَدَاءَةُ المَعْركَة، تاجُ النَصْرانِيَّة، جَمَالُ البَتُوليَّة، حِفْظُ العِفَّة، أَبُو الصَلاة، نَبْعُ الهُدُوء، مُعَلِّمُ السُكُوت، بَشِيرُ الخَيْر. بِمُجَرَّدِ أَنْ يَبْدَأَ الإِنْسَانُ بِالصَوم، يَتَشَوَّقُ العَقْلُ عِشْرَةَ الله. حِيْنَ أَظْهَرَ مُخَلِّصُنَا الصَالِحُ نفْسَهُ لِلعَالَمِ، عِنْدَ الأُرْدُنّ، ابْتَدَأَ مِنْ هذِهِ النُقْطَة: فَورَ اعتِمَادِهِ، قَادَهُ الرُوحُ إِلى البَرِّيَّة، فَصَامَ أَرْبَعِيْنَ يَوْمَاً وَأَرْبَعِينَ لَيْلَة. وَكُلُّ الذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَقْتَفُوا خُطَاه، يَجِبُ أَنْ يُؤَسِّسُوا جِهَادَهُم على نَمُوذَجِ عِمَلِهِ. يُقَالُ في الشُهَداءِ إنَّهُم، حِيْنَ كَانَ يَبْلُغُهُم خَبَرُ اليَوْمِ الذي سَيَنَالُونَ فِيْهِ إِكْلِيْلَهُم، لا يَذُوقُونَ شَيْئاً بَتَّةً في اللَيْلَة السابِقَة، وَلا يَتَناولُونَ طَعَاماً، وَلكِنَّهُم يَنْتَصِبُونَ مِنَ المَسَاءِ إِلى الفَجْر في الصَلاة، مُتَيَقّظِينَ في شُكْرٍ وَحَمْدٍ، بِتَراتِيْلَ وتَماجيدَ وَتَسَابِيحَ وَأَلحَانٍ رُوحِيَّةٍ شَجِيَّة، مَسْرُورينَ مُنْتَعِشِين، مُتَرَقّبِينَ تِلْكَ اللَحْظَة، كَمَا يَشْتَاقُ الناسُ إلى دُخُولِ بَيْتِ العُرْس. يَتُوقُونَ، وَهُمْ صَائِمُون، إلى ضَرْبَةِ السَيْفِ يُكَلِلّهُم بإِكْلِيلِ الشَهَادَة. وَنَحْنُ، أَيُّهَا الإِخْوَة، هكَذا يَجِبُ أَن نَكُونَ على الدَوام، مُسْتَعِدّيْنَ مُتَوَقِعِيْنَ الشَّهَادَةَ الخَفِيِّةَ وَنَوَالَ إِكْلِيلِ الطَهارَة. من أقوال القديس يوحنا فم الذهب (+٤٠٧) إنَّ مِنَ الواجِبِ عَلَيْنا أَنْ نَعْرِفَ مَقَاصِدَ أَصْوامِنا، فَلا نَكونَ كَالتَائِهينَ في البَحْر، يَتَوَهَّمونَ أَنَّهُ إلى المَدِينَةِ قاصِدُون، وَهُمْ في مُتَّجَهٍ آخَرَ هَائِمون. فَإنْ قُلْتَ ما الصَوُمُ في الحَقِيقَة، أَهوَ غَيْرُ الامْتِنَاعِ عَنْ جَمِيعِ الرَذائِلِ والتَمَسُّكُ بِجَميعِ الفَضَائِل، بِمَنْعِ النَفْسِ عَنِ اللَذَّاتِ البَدَنِيَّةِ كَالأَطْعِمَةِ والأَشْرِبَةِ وَسِوَاها. لَيسَ الصَوْمُ أَنْ يَضَعَ الإِنْسَانُ نَفْسَهُ وَيَحْنِيَ عُنُقَهُ وَيَفْتَرِشَ لَهُ مِسْحَاً وَرَمَادا، بَلْ أَنْ تَحُلَّ أَغْلالَ الإِثْم، وَتَقْطَعَ رُبُطَ الظُلْم، وتُجَانِبَ المَكْرَ والغِشّ، وتُعْتِقَ المُسْتَعْبَدين، وتَكْسِرَ خُبْزَكَ لِلجَائِع، وتُؤْويَ الغَريبَ إلى بَيْتِكَ، وَتُنْصِفَ الأيْتَامَ والأَرَامِل، ولا تَتغاضى عَنْ لَحْمِكَ وَدَمِكَ. فَإِنْ تَفْعَلْ ذَلِكَ، فَيُشْرِقُ نُورُكَ في الظُلْمَة، ويَظْهَرُ بِرُّكَ سَريعاً، ويَنْفَجِرُ ضياؤكَ مِثْلَ الصُبْح، وتَجْمَعُ كَرَامَةُ الرَّبِّ شَمْلَكَ، ويُدَبِّرُكَ اللهُ تَدبيراً صَالحِا، وتَشْبَعُ نَفْسُكَ مِنَ الخِصْب، وتَصِيرُ كالبُسْتَانِ الذي تَمُوجُ أغْصَانُهُ نَضِرَةً، وكَيُنْبُوعِ المَاءِ الذي لا يَنْقَطِع. وتَبْني مِنْ خَيْراتِكَ الخِرَبَ التي خَرِبَت مُنْذُ القَديْم، وتُقِيمُ الأسَاسَ الذي سَقَطَ مِنْ أَوائِلِ الزَمَان. الخَيْرُ الأَعْظَمُ هُوَ الصَلاة، أَي التَكَلُّمُ بِدالّةٍ مَعَ الله. الصَلاةُ عَلاقَةٌ بِاللهِ واتِّحَادٌ بِهِ. وكَمَا أَنَّ عَيْنَي الجَسَدِ تُضَاءَانِ عِنْدَ رُؤْيةِ النُّور، كّذِلِكَ النَفْسُ البَاحِثَةُ عَنِ اللهِ تِسْتَنِيرُ بِنُورِهِ غَيْرِ المَوْصُوف. لَيْسَتِ الصَلاةُ مَظْهَراً خَارِجِيّا بَلْ مِنَ القَلْبِ تَنْبَع. لا تُحْصَرُ بِسَاعَاتٍ وأَوقَاتٍ مُعَيَّنة، بَلْ هيَ في نَشَاطٍ مُسْتَمِرّ لَيْلَ نَهار. فَلا يَكْفي أَنْ نُوَجِّهَ أَفْكَارَنا إِلى الله وَقْتَ الصَلاةِ فَقَط، بَل يَجْدُرُ بِنَا أَنْ نَمْزُجَ هذِهِ الأفْكَار بِذِكْرِ اللهِ تَعالى، حينَ نَكُونُ مَشْغُولينَ بِأُمُورٍ أُخْرى، كَالعِنَايَةِ بِالفُقَراءِ والعَمَلِ الصَالِح، لِكَي نُقَدِّمَ لِسَيِّدِ الكَوْنِ غِذَاءً شَهِيَّاً مُصْلَحَاً بِمِلْحِ مَحَبَّةِ الله. الصَلاةُ نُوْرُ النَفِس، المَعْرِفَةُ الحَقِيقِيَّةُ لِله، الوَسِيطَةُ بَيْنَ اللهِ والإِنْسَان. بِهَا تَرْتَفِعُ النَفْسُ إلى السَمَاء، كَرَضِيعٍ مَعَ أُمِّه. تَصْرُخُ الصَلاةُ إلى الله بَاكِية، عَطْشى إِلى الَلبَنِ الإلهي. وإذْ ما تُظْهِرُ أشْواقَهَا الحَمِيمَة، تَتَقَبَّلُ مِنَ اللهِ هَدايا أَرْفَعَ مِنْ كُلِّ طَبِيعَةٍ مَنْظُورَة. الصَلاةُ التي بِها نَتَقَرَّبُ إلى الله بِاحْتِرامٍ هيَ فَرَحُ القَلْبِ ورَاحَةُ النَفْس ... الصَلاةُ تَقُودُنا إِلى اليُنْبُوعِ السَماوي، تَمْلأُنا مِنْ ذَاكَ الشراب، وتُجْري مِنّا يُنْبَوعَ ماءٍ يَنْبَعُ لِلحَيَاةِ الأبَدِيّة. الصَلاةُ تُؤَكِّدُ لَنا الخَيْراتِ الآتِية، وبِالإيْمان، تُعَرِّفُنا المَعْرِفَةَ الفُضْلَى لِلخَيْراتِ الحاضِرَة. لا تَظُنَّ أَنَّ الصَلاةَ تَقْتَصِرُ على الكَلِمات، إِنَّها انْدِفاعٌ إِلى الله، حُبٌّ غَريْبٌ لا يَأْتِي مِنَ البَشَر، عَلى قَولِ الرَسول: ''الرُوحُ أَيْضَاً يَعْضُدُ ضَعْفَنا، فَإِنَّا لا نَعْلَمُ ماذا نُصَلّي كَما يَنْبَغي، ولَكِنَّ الرُوحَ نَفْسَهُ يَشْفَعُ فينا بِأنّاتٍ لا تُوصَف''... إِنَّ هَذِهِ الصَلاة، إذا وَهَبَها اللهُ لأَحَد، تُضْحي غِنىً لا يُسْلَبُ وَغِذاءً سَماويّاً يُشْبِعُ النَفْس. مَنْ ذَاقَها مَرَّةً، تَمَلَّكَهُ شَوْقٌ أَبَديٌّ إلى الله، كَنَارٍ آكِلَةٍ تُضْرِمُ القَلْب. فَدَعِ الصَلاةَ تَتَفَجَّرُ مِنْكَ بِمِلْئِها، فَتُزَيِّنَ بِلَطَافَةٍ وَتَواضُعٍ مُخْدَعَ قَلْبِكَ وتَجْعَلَهُ ساطِعاً بِضِياءِ الحَقّ، مَصْقولاً بِالأَعْمَالِ الصَالِحَة. جَمِّلْ بَيْتَكَ بِالإِيمانِ والنُبْلِ لا بِالفُسَيْفَسَاء، وضَعِ الصَلاةَ في أَعْلى البُنْيانِ فَيَكْتَمِلَ بِها. وهَكَذا يُصْبِحُ مَنْزِلُكَ أَهْلاً للإسْتِقْبَالِ الرَبّ، كَأَنَّهُ قَصْرٌ مَلَكِيّ، أَنْتَ الذي بِالنِّعْمَة، تَمْلِكُ الرَّب، على نَحْوٍ مَا في هَيْكَلِ نَفْسِكَ. |
||||
09 - 11 - 2014, 10:46 AM | رقم المشاركة : ( 6827 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الرب قد ملك على خشبة يوستين الشهيد أنني بالتأكيد لا أثق في معلميكم (اليهود)، إذ لا يعترفون بصحة ترجمة الأسفار المقدسة التي قام بها السبعون شيخاً في بلاط بطليموس ملك مصر ويحاولون عمل ترجمة أخرى خاصة بهم. ويجب أن تعلموا أيضاً أنهم حذفوا أجزاء كبيرة من النسخة التي ترجمها هؤلاء الشيوخ الذين كانوا مع بطليموس، تلك الأجزاء التي تشير بوضوح إلى أن المصلوب هو إله وإنسان وإنه سيُصلب ويموت ... في المزمور 95 (96) تم حذف عبارة "على خشبة" ففي حين أن النص يقول بين الأمم: الرب قد ملك على خشبة، فقد تركوا فقط: قولوا بين الأمم: الرب قد ملك". والآن، لا يوجد أحد من شعبكم قبل إنه ملك كإله ومَلَكَ على الأمم سوى المسيح المصلوب الذي يشهد له الروح القدس في المزمور نفسه أنه تحرر من الموت بقيامته. وهكذا أظهر أنه ليس مثل آلهة الأمم لأن "آلهة الأمم أصنام شياطين". ولتوضيح هذه النقظة سأعيد على مسامعكم المزمور كله: "سبحوا الرب تسبيحاً جديداً، سبحي الرب يا كل الأرض، سبحوا لارب وباركوا اسمه. بشِّروا من يوم إلى يوم بخلاصه. حدِّثوا في الأمم بمجده وبين جميع الشعوب بعجائبه، لأن الرب عظيم ومُسَّبح جداً. مرهوب هو أكثر من كل الآلهة. لأن كل آلهة الأمم شياطين، أما لارب فصَنعَ السماوات. الجلال والبهاء قدامه، الطُّهر والجمال العظيم في قدسه. قدِّموا للرب، يا جميع قبائل الأمم، قدِّموا للرب مجداً وكرامةً، قدِّموا للرب مجداً لأسمه. احملوا الذبائح وأدخلوا دياره، اسجدوا للرب في دياره المقدسة. فلتتزلزل الأرض كلها من أمام وجهه. قولوا بين الأمم إن الرب قد مَلَكَ على خشبة، وأيضاً ثبَّت المسكونة فلن تتزعزع. يُدين الشعوب بالاستقامة. فلتفرح السماوات ولتبتهج الأرض وليعج البحر وملئه، تفرح الوديان وكل ما فيها، حينئذ يبتهج كل شجر الغاب أمام وجه الرب لأنه يأتي، يأتي ليدين الأرض، يدين المسكونة بالعدل والشعوب بحقه." - الله وحده يعلم ما إذا كان معلمونا اليهود قد حذفوا أجزاء من الكتاب المقدس كما تقول ام لا، لكن هذا القول يبدو غير معقول. نعم يبدو بالفعل غير معقول لأنه عمل يفوق في شناعته إقامة العجل الذهب الذي صنعوه وهم متخمون بامن الذي نزل على الأرض، كما يفوق في بشاعته تقديم أطفالهم ذبائح الشياطين و ذبح الأنبياء. ويبدو أنك، لم تسمع حتى عن الكتب المقدسة التي قمتم ببترها كما قلت. ولكن تكفي النصوص الكثيرة التي ذكرتها لكم بالفعل بالإضافة إلى تلك التي احتفظتم بها، لاثبات النقاط التي نختلف عليها. - نحن نعلم أنك ذكرت لنا هذه النصوص بناء على طلبنا. أما مزمور داود الذي ذكرته للتو فيبدو أنه لا يشير سوى للآب الذي خلق السماوات والأرض. ولكنك تقول إنه يشير إلى ذاك الذي تألم والذي تريد أن تبرهن لنا أنه هو المسيح. أرجوكم أن تفكروا ملياً في كلمات الروح القدس في هذا المزمور وستفهمون أن حديثي ليس بدافع الخبث أو الخداع. وعندما تختلون بأنفسكم ستستوعبون أقوالاً أخرى قالها الروح القدس. يقول المزمور: سبَّحوا لارب تسبيحاً جديداً، سبحوا الرب يا كل الأرض، سبحوا الرب وباركوا اسمه. بشِّروا من يوم إلى يوم بخلاصه. حّدثوا في الأمم بمجده وبين جميع الشعوب بعجائبه". بهذه الكلمات يأمر الرب جميع سكان هذا الكون الذين يعرفون سر الخلاص - الذي تم بآلام المسيح، الذي به نالوا الخلاص - أن يرنموا ويسبِّحوا على الدوام لله الآب. وأن يعترفوا بأن السيد المسيح هو مخوف ومسبَّح وهو خالق السماوات والأرض وفادي البشرية، لأنه بعد ان مات على الصليب استحق أن يملك على العالم أجمع. ملحوظة: عبارة "على خشبة" ليست موجودة في النص العبري، ولا في مخطوطات الترجمة السبعينية إلا في مخطوطة واحدة، وموجودة في جميع مخطوطات الترجمة القبطية البحيرية. المرجع: القديس يوستينوس الفيلسوف والشهيد، ترجمة آمال فؤاد، إصدار باناريون (بتصرف). |
||||
09 - 11 - 2014, 11:15 AM | رقم المشاركة : ( 6828 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الخطيه وضبط النفس إنكم تجدون فينا أكثر الأصدقاء الأنصار حماسًا لأجل السلام؛ لأنه بحسب تعاليم ديانتنا، لا يستطيع أحد أن يتهرَّب من اللَّه، سواء كان شرِّيرًا بخيلاً أو خبيثًا، أو كان رجلاً شريفًا ولكن كل واحد يذهب إلي العقاب الأبدي أو الخلاص الأبدي كنحو أعماله. لو كان كل الناس مقتنعين بذلك، لما رغب أحد أن يقترف ذنبًا في لحظة ما، لأنه يعلم أنه سيلقى العذاب الأبدي في النار، ولكان كل إنسان يضبط نفسه تمامًا، ويزيِّن نفسه بكل الفضائل حتى ينال الخيرات التي وعد بها اللَّه. (القدِّيس يوستينوس) |
||||
10 - 11 - 2014, 03:06 PM | رقم المشاركة : ( 6829 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
التجسد بحسب القديس أثناسيوس الكبير الخورية سميرة عوض ملكي مقدمة للقديس أثناسيوس عدة رسائل إضافة إلى مصنفات مختلفة له أو منسوبة إليه وتقريباً لا يخلو أي منها من الحديث عن التجسد. وقد وجدنا من المناسب عرض تعليم هذا القديس العظيم في فترة الاستعداد لاستقبال عيد تجسد الرب أي عيد ميلاده. حقيقة الخلاص هي برهان القديس أثناسيوس على ألوهية الكلمة المتجسد لأنه فقط بتجسد الولد الوحيد يكون الخلاص. فهو يرى معنى الخلاص في حقيقة اتحاد الطبيعة البشرية المخلوقة بالله وهذا ممكن فقط إذا اتخذ الله جسداً وصار إنساناً. فبالنسبة للقديس أثناسيوس، الكلمة كان في العالم منذ البداية. وكان بإمكانه أن يضع الشر خارجاً ولا يدع الإنسان يخالف مشيئته. حتى بعد سقوط الإنسان كان بإمكان الكلمة أن يطرد الشر خارجاً لكن هذا ما كان ليشفي الإنسان الذي ذاق الخطيئة ولهذا تجسد الكلمة لكي يعطي نعمة الله للإنسان بشكل ثابت. قد لبس الكلمة جسد الإنسان لكي يُلبس الحياة لهذا الجسد من جديد ولكي يحفظه من البلى ليس فقط خارجياً ولكن ليتحده أيضاً بالحياة. يصور القديس أثناسييوس العالم كأنه جسد وتجسد الكلمة أعطى هذا الجسد الحياة. هو كان في العالم بصورته المغروسة في الإنسان وتجسده أصلحها بعد أن أخفاها الوسخ الناتج عن السقوط. والكلمة تجسد وأصبح إنساناً شبيهاً بكل الناس بكل الوجوه. ويستعمل القديس أثناسيوس كلمة تجسد ليعني أن الكلمة بأخذه جسداً أصبح إنساناً كاملاً بجسد كامل، له إحساساته وبهذا تحرر الجسد من ضعفه. هذا الجسد إختبر الضعف ولكن بإرادة وإذن الكلمة وليس بحكم الحاجة أو بدون إرادته. إحتمل الرب كل ما هو متعلق بالجسد: العطش، البكاء وحتى الموت. ولكن هذا الموت حدث بسبب تواضعه ومحبته مع أنه لم يكن بحاجة إلى ذلك. لكن هذا الجسد لم يكن يستطيع أن يبقى ميتاً لأنه أصبح هيكل الحياة. ولهذا فقد قام من الموت وعاد إلى الحياة بفضل الحياة التي فيه. والكلمة لم يكن مرتبطاً بجسده لكنه حرر هذا الجسد من محدوديته وميله نحو الخطيئة. ?ألحكمة جعلت الإنسانية تزهر والإنسانية ارتفعت تدريجياً فوق الطبيعة البشرية وأصبحت مؤلهة وقامت بمهمة وكيل الحكمة في خدمة الألوهة وإشعاعها. الجسد قد تأله في خدمة أعمال الرب والبشرية صارت بلا خطيئة في المسيح. وجسد الرب لم يختبر الفناء بل نهض بكليته لأنه كان جسد الحياة نفسها. ولأن الكلمة اتخذ جسداً أصبحت الطبيعة البشرية روحية وفعلاً إكتسبت الروح. فالكلمة حصل على الجسد والبشر حصلوا على الروح وأصبحوا حاملين له. و لأن الكلمة صار جسداً صار الإنسان مشاركاً دائماً في الله. فالفناء انغلب والخليقة حصلت على ثباتها النهائي من خلال جسد الرب. ويرى القديس أثناسيوس أنه قبل بدء الوقت، أُعلنت الخليقة والخلاص بالكلمة ومن خلاله، فالتجسد الخلاصي للكلمة هو مصدر الخليقة الجديدة وهو أعلى من الخليقة الأصلية. التجسد في رده على الأريوسية لم يترك اريوس بشرية المسيح في كمالها الإنساني بل جعل الكلمة قادراً على الإتحاد المباشر بالجسد البشري دون أي داعٍ لوجود نفس بشرية وهكذا كأنه يقول أن المسيح لم يكن إنساناً كاملاً حقيقياً. حكى القديس أثناسيوس عن التجسد للإجابة على الآريوسية التي قالت بأن الولادة تعني وحدة الطبيعة بين الآب والإبن وهذا يعني تحطيم وحدانية الله وبالتالي تضيف إلى الآب صفات الجسدانية والتألم التي هي صفات البشرية الخاصة وتخضع الله إلى العوز وهو القادر على كل شيء. وقد رد القديس أثناسيوس على هذا بأن إتحاد الكلمة بالطبيعة البشرية في التجسد هو كامل وأقنومي ولهذا تدعى العذراء والدة الإله لأن الجسد البشري الذي أخذه الكلمة منها صار جسده الخاص. واعتبر القديس أثناسيوس أن تجسد ابن الله وموته خاصة هو رأس ومبدأ الإيمان وأنه لأجل خلاص البشر صار الكلمة إنساناً ومات. فجسد المسيح هو تقدمة لرفع الدين الذي علينا. ويتساءل أثناسيوس كيف للرب أن يثبت أنه الحياة وإن لم يقم الجسد المائت. ويقول في إحدى مواعظه ضد الأريوسيين أن تجسد الكلمة أبطل عضة الحية إذ صارت بلا مفعول. وبتقديم الجسد وضع الكلمة حداً للموت ومبدأ للحياة. فبنتيجة التجسد صار للإنسان نصيباً في الطبيعة الإلهية لأن الكلمة لم يكن إنساناً وصار إلهاً بل إلهاً وصار إنساناً ليصيرنا آلهة. وباتحاد الإنسان بجسد الكلمة صار الإنسان هيكلاً لله وبالتالي إبناً له بالتبني. ولأنه لم يكن مستطاعاً للإنسان أن يتحد إلا بما هو بشري فقداختار الكلمة أن يأخذ جسداً بشرياً ليقدس ويؤله (يتحد بالله) الإنسان. الرد على اليونانيين أيضاً يرد القديس أثناسيوس على اليونانيين: إن كان الكون كله جسماً واحداً كما يزعمون وكلمة الله فيه واتحد بكل أجزائه فلماذا لا يتحد بالإنسان؟ ولماذا يكون غير لائق الإتحاد بالإنسان فكما يستخدم الكون كله لإظهار مجده، فهو يستخدم الجسد لإظهار مجده أيضاً. فهو بسلطانه متحد بكل الأشياء وهو قادر أن يعلن نفسه في أي منها ويجعلها تتكلم عنه. وهو لم يظهر إلا في الإنسان لأنه أراد أن يظهر ليشفي الذين تحت الآلام ويعلمهم، وليس ليتعالى ويتباهى ويبهر الناظرين. وكون المخلوقات جميعاً لم تتخلَ عن معرفتها الله بل الإنسان وحده هو الذي خرج عن هذه المعرفة، فكان على الله أن يتخذ جسداً من خلاله يساعد المحتاجين الذين يستطيعون أن يعرفوه في جسد مشابه لهم ولكن بأعمال يعجزون عنها فيعرفون أنها أعمال الله. وليس سخافة أن يُعرف الكلمة بأعمال الجسد وإلا فأيضاً هو سخافة أن يعرف في أعمال الكون. الله خلق الإنسان بكلمة من العدم ولكن هذه المرة لم يكن مطلوباً خلق من العدم بل كان ضرورياً أن يأتي بشكل يعرفه الناس خاصة أن الفساد لم يكن خارج الجسد بل لصق به فكان ضرورياً أن تلتصق به الحياة من جديد حتى تطرد الموت منه. وعليه يجب أن تكون غلبة الحياة على الموت في الجسد لأنها أصلاً خارجه بالطبيعة (طبيعة الله). والجسد كان ضرورياً لكي يكون دليلاً على أن الرب هو الحياة الذي أقام المائت. فلو أن الله أبعد الموت عن الجسد بمجرد أمره لكان بقي الإنسان معرضاً له ولكن عندما لبس كلمة الله الجسد أبعد الموت كلياً. وفي النهاية يقول القديس أثناسيوس أن التجسد أبطل عبادة الأوثان إذ أنه بتأنس الكلمة عرفت العناية العامة، كما عرف واهبها وبارئها، كلمة الله نفسه. فهو صار إنساناً لكي يصير الناس آلهة. وظهر بالجسد ليكون عندنا فكرة عن الآب الغير منظور. واحتمل الإهانة من الناس لنرث عدم الموت. رسالة القديس أثناسيوس في التجسد يبدأ القديس أثناسيوس رسالته بتعريفها بأنها رد على اليهود واليونانيين الذين يسخرون من التجسد ويعتبرون الصلب ضعفاً. ويقول بأن لبس الجسد لم يكن من مستلزمات طبيعة السيد بل برضاه لبسه وذلك بسبب سقوط الإنسان الذي كان مخلوقاً مميزاً عن غيره من المخلوقات إذ أنه كان يحمل صورة الله ومخلوقاً على مثاله. فالله خلق الإنسان ليبقى في عدم الفساد ولكن الإنسان لم يلتزم بالله فساد عليه الموت وهكذا اختار العودة إلى أصله أي العدم. فهو يستمد وجوده من الله وبإختياره أن لا يكون معه اختار العدم أو اللاوجود وقد استمر الناس وتمادوا في خطئهم فصارت الطبيعة البشرية مثقلة ومشبعة بالخطايا. وعليه فقد عم الفساد وقويت سيادة الموت وراحت صورة الله تضمحل وصارت النتيجة غير لائقة. فقد كان لزوماً أن يموت الإنسان لأن الله صادق عندما قال له أنك موتاً تموت في أكلك من الشجرة وفي الوقت نفسه كان غير لائق أن يفنى الناس الذين خلقهم الله لمشاركته. وهذا الفناء المحتم لا يتفق مع صلاح الله خاصة أن سبب الخطيئة هو غواية الشيطان. قد يكون لائقاً بالله أن يطلب التوبة من الإنسان ولكن هذا لم يكن حلاً لأن الخطأ الذي ارتكبه أعقبه فساد بالطبيعة وبالتالي فهو ليس خطأً صغيراً. فكان على كلمة الله الذي أوجد كل شيء في البدء أن يتدخل من جديد فيعيد الفاسد إلى عدم الفساد ويكون شفيعاً له عند الله. لما استفحل الأمر وصار الفساد متمكناً من الطبيعة البشرية وخليقة يدي الله في طريق الفناء و السيادة على الناس هي للموت، عندها رثى الله لضعف الناس وأخذ لنفسه جسداً إنسانياً لئلا تفنى الخليقة وتكون هباء. وهذا التجسد لم يكن من أجل الظهور لأنه باستطاعته الظهور بشكل أسمى وأليق بالظهور الإلهي. وهكذا أعد هذا الجسد في عذراء طاهرة ليكون هيكلاً له وحل فيه وأعلن ذاته واتخذه أداة له، جسداً من الجنس البشري ولكن خالٍ من الزرع. وفي اتخاذه جسداً خاضعاً للموت بذل جسده عن الجميع وذلك لشفقته على الناس ولكي يبطل الناموس القاضي بموت البشر. إذ أن سلطة الموت انحصرت في جسد الرب الذي ناب عن البشر. فينقذ الناس من الموت ويعيدهم إلى عدم الفساد. ولما كان الكلمة فوق الكل ولكن في الوقت نفسه ليس من إبطال للفساد إلا بالموت فقد اتخذ الكلمة جسداً قابلاً للموت لكي باتحاده بالكلمة يموت نيابة عن الكل ويبقى في عدم الفساد بسبب هذا الإتحاد. وبذلك يكون قد رفع حكم الموت عن كل الذين ناب عنهم إذ قدم جسداً مماثلاً لأجسادهم. وهذا الإتحاد بين الكلمة العادم الفساد والبشر الفاسدين ألبسهم عدم الفساد بوعد القيامة من الأموات. فلم يعد الموت يستطيع المساس ببني البشر لأن الكلمة حل بينهم. فكما أن وجود أحد الملوك في إحدى المدن يعطيها كرامة وحماية كذلك وجود الكلمة بين الناس. يشبه أثناسيوس الرب بملك بنى مدينة فأهملها أهلها وتركوها لعبث البعض لكن الملك إنتقم من العابثين ولم يهتم بإهمال أهل المدينة. فالمسيح غيَّر طبيعة الموت البشري بموته إذ أن الناس لم يعودوا يموتون خاضعين للدينونة بل يموتون بانتظار القيامة العامة. أيضاً من أسباب التجسد أن الله رأى الإنسان يعجز عن معرفة الله بسبب طبيعته فتجسد حتى يعرف الناس كلمته التي أوجدتهم. فكونهم مخلوقين على صورته أعطاهم نصيباً منها ولكنهم ضلوا حتى بات كل شيء معروفاً إلا الله وكلمته. فلم يبقَ لدى الله إلا تجديد الخليقة التي تحمل صورته حتى يعرفه الناس مرة أخرى. هذا لم يكن مستطاعاً من خلال البشر لأنهم مخلوقون على مثال الصورة، ولا من خلال الملائكة غير مخلوقين على الصورة فأتى كلمة الله الذي هو صورته. واتخذ جسداً أباد الموت فيه حتى يصبح تجديد البشر ممكناً. ويعطي القديس أثناسيوس مثلاً رائعاً على هذه الفكرة ويقول أنه إن فسدت صورة وجب عودة صاحبها حتى يستطيع الرسام إصلاحها. سبب آخر للتجسد هو الحاجة إلى تعليم الناس عن الله وهذا ليس ممكناً من قبل الناس لأنهم فاسدون فكان ضرورياً مجيء الإبن. وهذا التعليم لم يكن ممكناً من خلال الخليقة كما فعل في المدة الأولى بل كان ضرورياً أن يعلمهم بأعمال جسده أي من الأمور الأرضية. وعليه يكون قد نزل إلى مستوى الناس كما المعلم ينزل إلى مستوى التلاميذ والسبب أن الناس صاروا يبحثون في المحسوسات عنه. فالكلمة توارى في الجسد لكي ينقل الناس إلى معرفته. وهو قد ملأ الكل فهو فوق في الخليقة وتحت في التأنس وفي العمق بنزوله إلى الجحيم وفي العرض أي في العالم. وما ساعد على ظهوره كالله ليس فقط مجيئه وموته بل أيضاً الأعمال التي صنعها في الجسد. أيضاً هو تمم عملية المحبة وعملية التجديد ثانية بتجسده. الكلمة لم ينحصر في الجسد أي أنه في حلوله في الجسد بقي في كل شيء من الأشياء وبقي مستقراً في أبيه. كان يستخدم الجسد. وكان في نفس الوقت يمنح الحياة لكل شيء بما فيه جسده. فإذا كان يُحكى أنه أكل ووُلد فلأنه أخذ جسداً بالحق لا بالخيال. هو ولد من عذراء ليؤكد أن المولود هو رب وأيضاً بالجسد طرد الأرواح وأطعم الكثيرين. وكان يجب أن يموت الجسد لأنه مثل غيره من الأجساد ولكنه باتحاده بالكلمة لم يعد خاضعاً للفساد. وكون الكلمة غير خاضع للموت كان ضرورياً أن يأخذ جسداً يقدمه عن الجميع. لم يختر الرب الطريقة التي يموت فيها، لكي يبرهن أنه قاهر للموت بكل أشكاله وهو لم يمت بعد مرض لأن جسده أخذ قوة منه وهو القوة. وهو أيضاً قام بجسده ليبرهن بأن الموت لم يصب هذا الجسد بسبب ضعف الكلمة بل لكي يبيد الموت في هذا الجسد. فإن كانت الأرواح التي ترى ما لا يراه الناس تؤمن أنه هو قدوس الله، فيجب على كل من الناس أن يعترف بذلك أيضاً وخاصة اليهود إذ أن نبؤاتهم حكت عنه كإله متأنس كما حكت عن آلامه وموته وصلبه |
||||
10 - 11 - 2014, 03:08 PM | رقم المشاركة : ( 6830 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أقوال القديس أثناسيوس عن قانون الإيمان كل من يروم أن يخلص يجب عليه أولاً وقبل كل شئ أن يحفظ الإيمان الجامع الشامل ويتمسك به ومن لا يحفظ هذا الإيمان بأكمله ومن غير إفساد أو تعديل فيه يهلك هلاكاً أبدياً والإيمان الجامع الشامل هو أن نعبد إلهاً واحداً فى ثالوث ونعبد ثالوث فى وحدانية ويجب ألا نخلط بين الأقانيم، ولا أن نفصل فى الجوهر أو نقسم الذات فإن للآب أقنوماً، وللابن أقنوماً آخر، وللروح القدس أقنوماً آخر ولكن الآب والابن والروح القدس، ليسوا إلا إلهاً واحداً ومجداً واحداً وعظمة أبدية واحدة وكما هو الآب كذلك الابن وكذلك الروح القدس فالآب غير مخلوق، والابن غير مخلوق، والروح القدس غير مخلوق الآب غير محدود، والابن غير محدود، والروح القدس غير محدود الآب سرمدى، والابن سرمدى، والروح القدس سرمدى ومع ذلك فهم ليسوا ثلاثة سرمديين بل سرمدى واحد وكذلك ليسوا ثلاثة غير محدودين، ولا ثلاثة غير مخلوقين، بل واحد غير مخلوق، وواحد غير محدود كذلك الآب قادر على كل شئ، والابن قادر على كل شئ، والروح القدس قادر على كل شئ ومع ذلك ليسوا ثلاثة قادرين على كل شئ بل واحد قادر على كل شئ فالآب هو الله، والابن هو الله، والروح القدس هو الله ولكن ليسوا ثلاثة آلهة، بل إله واحد كذلك الآب هو الرب، والابن هو الرب، والروح القدس هو الرب ولكن ليسوا ثلاثة أرباب، بل رب واحد وكما أن الديانة المسيحية تأمرنا بأن نعترف بأن كل أقنوم من الأقانيم هو بذاته إله ورب، كذلك تنهانا عن القول بثلاثة آلهة أو ثلاثة أرباب والآب لم يكونه أحد آخر، وهو غير مصنوع، وغير مخلوق، وغير مولود والابن مولود من الآب وحده، ، وهو غير مصنوع، وغير مخلوق، بل مولود والروح القدس منبثق من الآب، ولم يكن مصنوعاً ولا مخلوقاً ولا مولوداً فالآب إذن واحد، لا ثلاثة آباء. والابن واحد لا ثلاثة أبناء.والروح القدس واحد، لا ثلاثة أرواح قدس وليس فى هذا الثالوث من هو أسبق من الآخر فى الزمن أو متخلف عنه أو أكبر منه، أو أصغر منه، وإنما الأقانيم الثلاثة جميعاً سرمدية ومتساوية ولهذا فى جميع الأمور كما ذكرنا ينبغى أن يعبد الثالوث فى وحدانية، والوحدانية فى ثالوث فمن شاء إذن أن يخلص، عليه أن يكون هذا هو اعتقاده فى الثالوث كذلك يلزم للخلاص الأبدى أن نؤمن عن يقين بتجسد ربنا يسوع المسيح لأن الإيمان المستقيم هو أن نؤمن ونعترف بأن ربنا يسوع المسيح ابن الله، هو إله وإنسان معاً هو إله مولود من جوهر الآب قبل العالمين. وهو إنسان مولود من جوهر أمه فى العالم هو إله تام، وهو إنسان تام ذو نفس ناطقة وجسد بشرى ذو كيان (ووجود هو مساوى للآب بحسب لاهوته، ودون الآب بحسب ناسوته وهو ـ وإن يكن إلهاً وإنساناً معاً ـ لكنه ليس اثنين وإنما هو مسيح واحد هو واحد لا بتحول اللاهوت إلى ناسوت، وإنما باتخاذ اللاهوت للناسوت هو واحد فى الجملة، لكنه لا باختلاط الجوهر وإنما بوحدانية الأقنوم لأنه كما أن النفس الناطقة والجسد هما معاً إنسان واحد، كذلك الإله والإنسان هما معاً مسيح واحد هو الذى تألم لأجل خلاصنا، وهو الذى نزل إلى الجحيم (الهاوية) وهو الذى قام من بين الأموات فى اليوم الثالث وهو الذى صعد إلى السماوات، وجلس عن يمين الله الآب القادر على كل شئ. ومن هناك سوف يأتى ليدين الأحياء والأموات وعند مجيئه يقوم جميع الناس بأجسادهم، ويؤدون أمامه الحساب عن أعمالهم الخاصة فالذين عملوا الصالحات يدخلون الحياة الأبدية، والذين عملوا السيئات يدخلون النار الأبدية هذا هو الإيمان الجامع الشامل الذى لا يستطيع الإنسان أن يخلص دون أن يؤمن به يقيناً كتب هذا القانون أولاً باللغة اللاتينية. وترجمت بعد ذلك الى اليونانية. أما الترجمة العربية فلم تعرف قبل القرن ال18. أما عند الغربيين فيرد القانون الأثناسيوسى فى كتاب السواعى (الأجبية) اللاتينية فى صلاة الساعة الأولى من يوم الأحد. كما يرد استخدامه فى طقس جحد الشيطان وصلوات التعزيم على الأرواح النجسة |
||||