منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17 - 02 - 2022, 06:38 PM   رقم المشاركة : ( 67991 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,090

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




القديس يوحنا ذهبي الفم


لا يرتعب القديس من النفي أو التعذيب أو الموت أو الفقر...

1. النفي: لم يرتعب القديس من النفي، إذ يرى في النفي "زيارة بلاد ومدن كثيرة"، كما يقول أيضًا: "إن أردت أن تفكر فيه فأنك كمسيحي ترى الأرض كلها إنما هي غربة".
منظار جديد خلاله لا ترى النفي علة ألم جسدي أو نفسي، بل مجرد تغيير للموضع، أما تمتع بزيارة مناطق جديدة أو امتداد لحياة الغربة التي نعيشها أينما وجدنا، النفي في عينيه هو خروج من غربة إلى غربة.

2. اغتصاب الممتلكات: في نظر القديس الأمر يحتاج إلى رثاء من فقد ماله بل الذي اغتصب، لأنه يفقد صلاحه، في رأيه أن فاقد المال أن تقبل الحدث بشكر بغير تذمر ولا قلق يكون كمن قدم ماله المغتصب صدقة لله، بل وأعظم من ذلك، لأن حياة الشكر أفضل من تقديم الصدقة. ففي حديثه عن أيوب البار يقول : "إن تقديمه للفقراء من خيراته لم يكن له ثماره مثل تقديمه كلمة شكر أثناء بلاياه".

3. الفقر: يقول "ليس الفقر شرًا إنما هو هدم للشر أن صحبه تدقيق مع حكمة ".

4. المرض: يتحدث عن المرض قائلًا: "أي ضرر أصاب لعازر بسبب مرضه وقروحه وفقره وعدم وجود من بقية؟ المسيح تضفر له هذه الأمور إكليلًا من زهور النضرة؟".

5. الموت: يسميه "نومًا عميقًا"، ورقادًا ورحيلًا إلى الميناء وعبورًا من وطن إلى آخر .
يقول: "ماذا يخيفني؟ الموت؟ لا، لأنه ليس بمرعب لي دائمًا به نصل إلى الميناء الأمين".
مرة أخري يقول: "أي ضرر أصاب هابيل بموته، مع أنه مات موتًا عنيفًا في غير أوانه وبيد أخيه؟ أليس علي حساب هذا صارت سمعه هابيل تجوب الأرض كلها؟".
وفي رسالته إلى الشابة الأرملة يعزيها في زوجها يقول: "حقًا لو أنه هلك كلية أو انتهي أمره تمامًا... لكان ذلك كارثة عظمي وكأن الأمر محزنًا، لكن أن كأن كل ما في الأمر أنه أبحر إلى ميناء هادئ، وقام برحلة إلى الله الذي حقًا ملكه، لذا يلزمنا إلا ننوح بل نفرح!
هذا الموت ليس موتًا، إنما هو نوع من الهجرة والانتقال من سيئ إلى حال أفضل، من الأرض إلى السماء، من وسط البشر إلى الملائكة ورؤساء الملائكة، بل ليكون مع الله الذي هو رب الملائكة ورؤساء الملائكة...
ربما تشتاقين إلى سماع صوت زوجك والتمتع بحبه... حسنًا! أن الحب الذي كأن يمن به عليك أن تحتفظي به معك كما كأن قبلًا. لأن هذا هو قوة الحب أنه يحتضن الحاضرين معنا، القريبين في المكان، المنظورين، كما يحتضن البعدين لمسافات شاسعة ويكون قائمًا بينهم ويربطهم معًا، فلا يمكن لبعد الزمان أو المكان أو لشيء من هذا القبيل أن يكسر محبة الروح ويبددها".
الموت ليس موضوع حزن مادام الله يدعونا إليه لنرجع ونكون معه: "أعماق المسيحية هي انتظار الحياة بعد الموت وترجي الرجوع بعد الرحيل".

أما سر نصرتنا علي الموت فهو السيد المسيح الذي غلب الموت وحطم الخوف منه" "أنه كراع شجاع أسر الأسد الذي كأن يرعب القطعان ويخرب الحظيرة، فكسر أنيابه وخلع مخالبه وحلق ذؤبته وتركه كلعبة مضحكة يلعب بها أولاده. هكذا أنتصر المسيح على الموت الذي كأن يثير ذعر البشرية، وسلب منه صفته المرعبة، حتى صارت البنات الصغيرات تلهون به".
 
قديم 17 - 02 - 2022, 06:38 PM   رقم المشاركة : ( 67992 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,090

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




القديس يوحنا ذهبي الفم


الألم والشيطان:

في علاج مشكلة الألم قدم لنا القديس نظرة صادقة تجاه الجسد بكونه آلة برّ أن تمتع بقوة علوية يعين الإنسان علي بلوغ غايته ويكون سندًا للنفس. كما عالج مشكلة الأحداث المؤلمة التي يتعرض لها الإنسان، مقدما لنا نظرة إيمانية ترفع الإنسان فوق المخاوف وتدخل به إلى قوة الروح ليعيش وهو بعد في الجسد علي مستوي ملائكي. والآن ماذا يقول قديسنا بخصوص دور الشيطان تجاه الألم؟
لقد كتب ثلاث مقالات في هذا الشأن؟:
المقال الأول: "رد علي القائلين بأن للشيطان سلطان علينا".
المقال الثاني والثالث: "سلطان الإنسان علي مقاومة الشيطان".
وقد سبق أن ترجمت هذه المقالات ونشرت تحت عنوان "هل للشيطان سلطان عليك؟"
في هذه المقالات وغيرها أوضح النقاط التالية:
"لقد خدع الشيطان أبوينا الأولين وسمح للمياه أن تدخل سفينة حياتهم لتغرقها، لكن الله جعل المكسب أعظم من الخسارة، فأحضرها إلى العرش الإلهي. أن كأن الشيطان قد خدعنا فحرمنا من الفردوس، لكن الأب أرسل ابنه وأجلسنا في السموات(66).
الشيطان خدعنا، لكن الله أعلن عطيته التي لا يعبر عنها(67) ووهبنا سلامه الذي يفوق كل عقل(68).
أن كأن الشيطان كأن سببًا في حرمننا من الفردوس، فأن الله أعلن عنايته بالإنسان ليس فقط في تقديم الفردوس لنا، بل وأيضًا في حرماننا منه... إذ أهلنا لنعود إلى حال أفضل.
1. أكد القديس أن الله لم يترك العالم في يد الشيطان وألا كأن حالنا كحال المجنونين(69) الذين كأن في كورة الجرجسيين بل وأشر، لأن الله لم يسلمهما بالكامل لظلم الشياطين(70).
2. وفي المقال الثاني أوضح أن الشيطان لا يجبر الإنسان علي الهزيمة وإنما يخدع...
الإنسان خاصة بعد أن تمتع بالنعمة الإلهية يحمل قوة وسلطانًا لا يقدر عليهما الشيطان، أنه بلا شك "يقاومنا علي الدوام(71)"، وهو "مستعد مع جيوشه للقتال ضدنا بكل خبث(72)"، وقد "تسبب في هلاك الكثيرين(73) "، لكنه ليس هو سر آلامنا المطلق هو يثير الأضاليل ويوحي لنا بها ويشككنا، لكنه يعجز عن أن يلزمنا بها لا إراديًا. أنه لا يقدر أن يرغمنا على شيء، أو يسوق إرادتنا(74)".
"العدو بالنسبة للأبرار لا يقدر أن يفعل شيئًا إلا أن يخيف(75) ".
"الشيطان مخادع... يريد أن يضللنا بمناوراته"... أما علة سقوطنا فهو "الإنسان نفسه الذي ينجذب إليه. ويوافقه، وذلك بسبب عدم جهاده أو ضعف أرادته(76) ". أو كما يقول القديس: "أنه لا يكف عن الهجوم ضدك، لكنه أن لاحظ فيك أنك تشكر الله في كل تجربة عوض عن أن تجدف علي خالقك، فأنه للحال يكف عن أن يُجربك(77)".
مرة أخري يقول: "أن رآك الشيطان مرتبطًا بالسماء، ساهرًا، فأنه لن يجرؤ قط حتى أن يحدق فيك(78)".
"السيرة الطاهرة تسد فم الشيطان نفسه وتبكمه(79)".
"قد يقول قائل: ألم يؤذ آدم إذ أفسد كيانه وافقده الفردوس؟ لا، وإنما السبب في هذا هو إهمال من أصابه الضرر، وعدم ضبطه لنفسه وجهاده. فالشيطان الذي استخدم مكائد قوية مختلفة لن يقدر أن يخدع أيوب، فكيف استطاع بوسيلة أقل أن يسيطر علي آدم؟(80)".
 
قديم 17 - 02 - 2022, 06:39 PM   رقم المشاركة : ( 67993 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,090

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




القديس يوحنا ذهبي الفم


لماذا لم يستبعد الله الشيطان؟

شغل هذا السؤل القديس في كثير كتاباته، خاصة مقاله "سلطان الإنسان علي مقاومة الشيطان"، وجاءت أجابته في اختصار:
1. الشيطان مضلل... لكن كثيرون غلبوه فصارت لهم تذكية وكرامة أفضل بكثير من المغلوبين، حتى ولو كان المغلبون كثيرين. إذ يقال "ولد واحد خير من ألف منافقين".
2. أن كان المغلبون قد أصابهم أذى، فأن السبب هو كسلهم وليس الشيطان...
3. لو أن الله استعبد الشيطان لأنه مضلل وبسببه يتعثر كثيرون فهل يستبعد الله الخليقة الجميلة بسبب عثرة البعض فيها، وهل يستبعد الله أعضاءنا التي نستخدمها استخدامًا شريرًا... ولماذا؟ فأن البعض تعثر في الصليب وفي الرسل. بل وتعثر اليهود في السيد المسيح نفسه .
أخيرًا يؤكد القديس أنه لا يبرئ الشيطان، لكننا نستفيد من وجوده ومن حربه ضدنا لكي نتزكى ونُكلل.
 
قديم 17 - 02 - 2022, 06:40 PM   رقم المشاركة : ( 67994 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,090

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




القديس يوحنا ذهبي الفم


الألم ومكائد الآخرين:

"إن كان الشيطان المملوء مكرًا هذا مقداره بعدما صب كل ما في جعبته، مستخدمًا كل أسلحته، وسكب كل شروره ضد إنسان بار ذا مركز عالي سام لم يسبب له أذى، بل بالحري كما سبق أن قلت قد أفاده، فكيف تقدر أن تتهم إنسانًا أو آخر أنه يحمل في يديه ضررًا لغيره وليس لنفسه...؟
لست بهذا أقول أنه لا يوجد من يضر غيره، إنما لا يصيب الضرر أحد بيد آخر بل بسببه هو... فقد أضر إخوة يوسف أخاهم، لكنه لم يصب يوسف بضرر. القي قايين شباكه ضد هابيل، لكن هابيل لم يسقط فيها...
(ماذا يفعل بك الآخرون؟)...
أيسلبون مالك؟ أذكر هذه الكلمات: عريانًا خرجت من بطن أمي وعريانًا أعود إلى هناك"، وقول الرسول: "لأننا لم ندخل العالم بشيء، ووضح أننا لا نقدر أن نخرج منه بشيء".
هل أسيء إلى سمعتك، وقذفك البعض بشتائم لا حصر لها؟ أذكر القول: "ويل لكم إذا قال فيكم جميع الناس حسنًا" وأيضًا: "افرحوا وتهللوا أن قالوا عليكم كلمة شريرة".
هل أخذت إلى النفي؟ أذكر أنه ليس لك هناك موضع إنما يليق بك أن كنت حكيمًا أن تتطلع إلى العالم كله كأرض غربة...
هل يعاني إنسان من موت عنيف؟ ليذكر يوحنا الذي قطعت رأسه في السجن وأخذت علي طبق، وقدمت مكافأة لرقص زانية...
يأمل المكافأة التي تنالها علي حساب هذه الأمور، فأن هذه الآلام جميعها إذ تسقط علي إنسان من أخر ظلمًا إنما تنزع خطايانا وشرنا.
"عظيم إذن هو نفع هذه الأتعاب لمن يحتملها بشجاعة ".
هكذا إذ يدخل الإنسان إلى خبرة الحياة الأبدية يحمل نظرة جديدة نحو ظلم الآخرين و مكائدهم، تتحول الآلام التي يصبونها علينا إلى أفراح.

وقد أوضح القديس نظرتنا إلى صانعي المكائد وأعمالهم هكذا:
1. صانعوا المكائد إخوة لنا وليس أعداء... فأنه ليس لنا إلا عدو واحد هو الخطية التي تفسد سلامنا، أو هو الشيطان الذي يخرج ببث العداوة بين البشر. فعلي سبيل المثال: "لم ييأس بولس من خلاص راجميه بالحجارة أو ضاربيه بالعصي إذ يمكن أن ينالوا الملكوت"، ويصيروا إخوة له.

2. الله يسمح بوجود هذه المكائد ضدنا لكي نتألم وإنما لنتكل... أنه يرى خلال آلامنا الأمجاد الأبدية التي توهب لنا.
"لعمري، أنك ما خسرت شيئًا، بل أخذت زيارة.
أنك ما ظلمت إنما تكللت، إذ صرت شبيها بالله ".
"أني أنظر السيوف فأتأمل السماء!
أتوقع الموت أفكر في القيامة!
أتطلع إلى متاعب هذا العالم السفلي فأضع في اعتباري المكافآت السماوية!
أدرك هذا لعدو فأتأمل الإكليل السماوي".
مرة أخرى يقول: "أن كأن لا يقدر أحد أن يلومني علي فعل الخطية، فليقم العالم كله بحرب ضدي، فأن مثل هذه الحرب تجعلني بالأكثر ممجدًا".

3. يرى القديس أيضًا في مكائد الآخرين فرصة لغسل الدم في دم السيد المسيح، وذلك بقبولنا لها من يدي الله بشكر كتأديب عن خطايانا، إذ يقول:
"إذا أخطأنا ينهض الله علينا أعداءنا لتأديبنا، لهذا يليق بنا لا أن نحاربهم، بل نحاسب أنفسنا ونثقفها.
لنتقبل الآلام كقبول الأدوية من الطبيب لأجل خلاصنا، وكقبول التأديب من الأب حتى نتمجد. لهذا يقول الحكيم ابن سيراخ: "يا بني إذا تقدمت لخدمة ربك فتأهب للتجارب واصبر".
"لا تقل أن شتمك وأساء إليك واستهزأ بك وسبك وصنع معك كل شر... فأنه قد أوجد لك فرصة لغسل خطاياك".

4. أخيرًا فأن القديس يوحنا يجد في مكائد الآخرين فرصة للغلبة علي طبعة البشري، حيث يتدرب إنسان كيف يغلب غضبه.
في هذا يقول: "كان انتصار داود علي الطبيعة الإنسانية حين سامح شاول أبلغ اقتدارًا من غلبته علي جليات الجبار الصنديد. هذه الغلبة أشرف لأنها بدون سفك دم، وهي أمر عجيب. لقد خرج داود في أثر شاول شاكرًا الله لا لأنه لم يقطع رأس عدوه فحسب، وإنما لأنه أمات روح الغضب في شاول، فتخلص من روح الحقد وحطم عدوه (شيطان الانتقام) بحد السيف ".
 
قديم 17 - 02 - 2022, 06:41 PM   رقم المشاركة : ( 67995 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,090

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




القديس يوحنا ذهبي الفم


الألم وعناية الله:

كثيرًا ما وضع القديس يوحنا الذهبي الفم التساؤلات التالية وأمثالها قدام شعبه:
أن كان البشر يتألمون فأين عناية الله محب البشر؟
لماذا نري الصالح متألمًا، والشرير غنيًا وصاحب سلطان؟
لماذا يسمح الله لأولاده بالتجارب والضيقات؟

وجاءت إجاباته تحوي مقالات طويلة قمنا بترجمة بعضها وتبويبها ونشرها ، كما جاءت عرضًا في بعض عظاته. ويمكننا أن نلخص أفكاره في النقاط التالية:

1. يلزمنا أن نخضع لإرادة الله بغير مناقشات كثيرة فضولية فأن مقاصد الله غير مدركة حتى بالنسبة للسمائيين.

2. الله محب البشر، حبه ليس حب عاطفي، لا يقارن بحب الأم لرضيعها أو حب الزوج لزوجته أو الحبيب لمحبوبته. أنه حب علوي فائق، غايته الدخول بالإنسان إلى شركة المجد الأبدي... لذا فهو لا يريد لنا الألم، إنما يسمح لخيرنا لتأديبنا أو تركيبنا، للدخول بنا إلى الميراث الأبدي:
"إنه لدليل مزدوج علي محبة الله أن يسمح لكم بمثل هذه التجارب. هذه الكلمات تحمل تعزية عظيمة، إذ تعرفنا أن الأحزان هي من عمل الله، الضيقات من عنده".
"الله أساسًا لا يعاقبنا، إنما يردنا أن نصير إلى حال أفضل".


3. الله يسمح بالآلام للصالحين، فليس أحد مساويًا للرسول بولس ومع ذلك قضى حياته في آلام مستمرة، في تنهدات ليلًا ونهارًا... ليس ثمرة خطاياه ولكن من أجل انتظار المكافأة. والأشرار يتحملون الآلام للتأديب... وفي كلتا الحالتين نشكر الله لأنه لا يسمح بذلك عن أنتقم أو كراهية بل علامة رعايته واهتمامه بنا.

4. يليق بنا إلا نضيع وقتنا بكثرة التساؤلات إنما ننتفع عمليًا، حاملين قوة جديدة خلال اتحدنا بالله، فلا يصبنا شر، إذ يقول: "أن كنت تفحص أمور الله ولا تريد الخضوع لمقاصده العميقة غير المفحوص. أن حصرت هدفك في مجرد التساؤلات المملوءة فضولًا. فأنك تظل تتساءل عن أشياء أخرى كثيرة... مع أنه كان يجدر بنا لا أن نبحث في هذا كله بل نسلم لحكمة الله غير المدركة. فأن الإنسان المحب الملتصق بالله علي الدوام لا تؤذيه الأمواج مهما كثرت هذه، بل على العكس يخرج منها بقوة جديدة. أما الإنسان الضعيف المتخاذل فأنه يسقط كثيرًا حتى ولو لم يوجد ما يضايقه".
 
قديم 17 - 02 - 2022, 06:42 PM   رقم المشاركة : ( 67996 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,090

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




القديس يوحنا ذهبي الفم


الألم والخطية:

"ليس هناك إلا سبب واحد حقيقي هو علة الحزن: "الخطية". "ليس شيء مؤلمًا غير الخطية، أما ما عداها من نفي وفقدان ممتلكات وتدابير مكائد وما أشبه ذلك إنما هو ظلال ودخان، هو نسيج عنكبوت بل وأوهى من ذلك. أني لا أكف عن القول أن أمرًا وأحدًا يحزننا هو الخطية".
هكذا يرتفع الإنسان فوق كل الأحداث بل وفوق مكائد الناس وخداعات الشياطين، لكن أمرا واحد يهزم الإنسان هو "إرادته الشريرة". فالإنسان لا يقدر أن يؤذيه أحد ما لم يؤذ الإنسان نفسه.
 
قديم 17 - 02 - 2022, 06:42 PM   رقم المشاركة : ( 67997 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,090

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




القديس يوحنا ذهبي الفم


الألم والإرادة الحرة:

الخطية التي يقبلها الإنسان بمحض أرادته تفسد اتزانه وتفقده قدرته علي تقدير الأمور، وتحرمه سلامه الداخلي النابع عن اتحاده مع الله... أنه بإرادته الحرة هو المسئول الأول عن آلامه الحقيقية.
في هذا يقول:
"لا تظنوا أننا نخشى الكمائن اللهم إلا إذا كنا نحن أعددناها لأنفسنا".
"الخير والشر هما في أيدينا".
"أني أؤكد لكم، واكرر بأعلى صوتي، مخبرًا إياكم عن ملجأ شاهق العلو: أن المسيحي لا يخشي أحد من سكان الأرض... بل ولا من الشيطان، إبليس الطاغية... ما لم يضر الإنسان نفسه أولًا".
"الله ليس مصدرا للألم، ولا الطبيعة، ولا القضاء والقدر، لكنه هو من عمل أرادتكم الحرة ورغبتكم".
"في الواقع ليس الغني ولا الفقر يفسد حياتكم، إنما أرادتكم".
"قد يهينك العالم كله، لكنك أن لم تهن نفسك بنفسك لا تكون مهانًا. الخيانة الوحيدة الحقيقية هي خيانة الضمير ".
"لا تخف قط من السيف أن كان ضميرك لا يسيء إليك، ولا تخف من الحرب إن كان ضميرك نقيًا".
 
قديم 17 - 02 - 2022, 06:44 PM   رقم المشاركة : ( 67998 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,090

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




القديس يوحنا ذهبي الفم


المسيح المتألم مثال للمتألمين:

لقد شرب السيد الكأس حتى النهاية، وفي هذا كله لم يفقد هدوءه ولا صبره ولا شجاعته ولا حبه لمضطهديه، مقدما لنا مثالًا عمليًا حتى كما سلك هو نسلك نحن أيضًا.
"كان يمكنه أن يرسل صاعقة ويزلزل الأرض وييبس يد رئيس الكهنة، لكنه أراد يغلب بهدوء، معلما إيانا نحن البشر إلا نندفع قط".
"أرجوكم أن تلاحظوا في هذا المجال (أحداث الصليب) كيف تمم المسيح كل هذه الأمور في هدوء". أمام التغيرات لم ينطق قط، مقدما لنا أعظم درس في التسليم وسمو النفس...
يسلم أحد التلاميذ المخلص، وبقية التلاميذ تهرب، والذين صنع معهم خيرًا يبصقون علي وجهه، وخادم رئيس الكهنة يلطمه والجند يوسعونه ضربًا، والمارة يشتمونه، واللصوص يهيجون عليه، وفي هذا كله لم ينطق بكلمة!
بصمته أنتصر، معلما إيانا أن نغلب الظلم بالصبر، فيكون ذلك موضع إعجاب العالم كله.
"يكفينا أن نقرأ هذه الأحداث ونتذكرها: إكليل الشوك، رداء الهوان الأرجواني، القصبة، اللطمات، البصاق، وكل أنواع السخرية. إذا تأملنا في هذه الأحداث لا نحتاج إلى شيء آخر يطفئ كل شعور بالغضب في قلوبنا".
"المعصوم من الخطية قبل أن يموت لكي يعلمنا الاحتمال بشجاعة محتقرون الموت".
"لقد صلى وسط آلامه ليعلمنا الصلاة، طالبين أن يبعد عنا المخاطر. وأن لم يتحقق هذا فأننا نتقبل أرادا الله الحلوة".
"اجتاز هذا كله لكي يشارك آلامك كلها، غالبًا إياها بطريقة عجيبة لكي يعلمك ويرشدك إلا تخاف شيئًا من هذه المحن".
 
قديم 17 - 02 - 2022, 06:44 PM   رقم المشاركة : ( 67999 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,090

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




القديس يوحنا ذهبي الفم


بدد الخطية علة الألم:

بآلامه وصلبه وموته ودفنه أعطانا قوة جديدة، ليس فقط أن نتمثل به، لكنه حطم سلطان الخطية وكسر شوكة الشيطان وأمات الموت الروحي واهبًا لنا حياة جديدة فيه. بآلامه حطم سلطان آلامنا.
"ضرب السيد المسيح الموت.
قتل المسيح المضروب الموت، هازمًا ما كنا نظنه أبدي".
"أني أتحدث عن أعظم الخيرات، أقصد الصليب الذي به خلص العالم".
"أترون كيف حطم كل قوات الشيطان بدفعه طغيان الموت؟".
 
قديم 17 - 02 - 2022, 06:45 PM   رقم المشاركة : ( 68000 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,090

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




القديس يوحنا ذهبي الفم


بآلامه قدم مفهومًا جديدًا الألم:

كان الألم علته الخطية وسر فساد أرادتنا، دخل إلينا كمرض أصاب الإنسان بسبب انعزاله عن الله مصدر حياته وسر فرحه، لكن الرب دخل الآلام من جديد هو باب الطاعة للآب والحب. أطاع الأب وأحبنا مسلمًا نفسه للألم حتى الموت ذبيحة حب للآب باسمنا، فلم يعد الألم مرضًا يصيب الإنسان بعلته عن الله بل قوة ومجدًا، سر الطاعة والحب، تفوح منه رائحة الصلاح لا الفساد.
هذا المفهوم الجديد للألم لمسناه بقوة في مراسلاته الأخيرة وهو في النفي حين أعلن لأخوته الأساقفة وأبنائه يثب متهللًا بالألم، حاسبًا نفسه غير أهل لشركة الآلام مع المسيح... شركة الطاعة والحب.
ومن أقواله أيضًا:
"إنه يسمو بنفوسنا، حاسبًا هذه الآلام خاصة به، فأي فرح يشملنا أن نكون شركاء المسيح، ومن أجله نتألم؟"
"كما تألم من الناس نتألم أيضًا معه... لذلك يليق بكم إلا تقلقكم هذه الآلام بل بالأحرى تفرحكم...
هكذا يليق بنا أن نسلك في نفس الطريق حتى نشاركه في المجد والكرامة...
ما أمجد الآلام! بها نتشبه بموته!".
"ليس شيء أقسى من الآلام الجسدية التي عانها الشهداء، لكن بسبب فرحهم بإلههم فأن ما لم يكن محتملًا للآذان أن تحتمل سماعه يصير بالنسبة لهم محتملًا، بل ويشتاقون إليه! فلو أخذت شهيدًا من علي الصليب أو من داخل أتون النار وكان لا يزال به أنفاس فستجد في داخله كنزًا من الفرح لا يعبر عنه".
"كيف يمكن أن يكون حزينًا أو مرتعبًا أو خائفًا من الخطر من يتذكر الإله الذي تنازل وأحبنا؟".
وفي تعليقه علي كلمات الرسول: "لأنه قد وهب لكم لأجل المسيح لا أن تؤمنوا به فقط بل أيضًا أن تتألموا لأجله"، يقول: "أنه يعلمنا أن الآلام نعمة من أجل المسيح، هي عطية النعمة، عطية مجانية. لا تخجل من عطية النعمة هذه، فهي أعجب من قوة الإقامة من الأموات أو صنع المعجزات، فأنني أن فعلت هذه الأمور الأخيرة أكون مدينا (لله)، أما أن احتملت الآلام فيكون المسيح هو مدين لي. لذلك يليق بنا ليس فقط إلا نخجل منها بل بالحري نفرح أنه قد صار لنا هذه النعمة".



 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 10:19 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025