منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05 - 11 - 2014, 03:46 PM   رقم المشاركة : ( 6781 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

"شركاء الطبيعة الإلهية"
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
قال السيد المسيح: "أنا هو القيامة والحياة" (يو11: 25)، فما معنى هذه الكلمات الإلهية؟
إن الحياة الأبدية هى فى المسيح؛ الخلاص من الخطية الأصلية، وصلب الإنسان العتيق هو فى المعمودية التى نتحد فيها مع المسيح بشبه موته، لكى نصير أيضاً بقيامته (انظر رو6)
مغفرة الخطايا الفعلية هو بدم المسيح فى سر المعمودية ومن بعدها فى سرى
التوبة والتناول (الافخارستيا)
يقول الأب الكاهن فى القداس الإلهى فى الاعتراف الأخير عن جسد الرب ودمه {يعطى عنا خلاصاً، وغفراناً للخطايا، وحياة أبدية لمن يتناول منه}
التناول من جسد الرب ودمه هو عربون للحياة الأبدية، نستعد له بالتوبة والاعتراف لأن القدسات للقديسين، والقداسة "بدونها لن يرى أحد الرب" كقول الكتاب فى (عب12: 14)
فى القداس الإلهى نقيم تذكار موت السيد المسيح وقيامته وصعوده، وكذلك نتذكر مجيئه الثانى الآتى من السماوات المخوف المملوء مجداً
إن الاشتراك مع الله فى الحياة الأبدية هو العطية الثمينة والعظمى التى طلب السيد المسيح من أجلها قبل صلبه حينما خاطب الله الآب قائلاً بشأن تلاميذه :
"أيها الآب أريد أن هؤلاء الذين أعطيتنى يكونون معى حيث أكون أنا لينظروا مجدى الذى أعطيتنى لأنك أحببتنى قبل إنشاء العالم" (يو17: 24)
إن اشتراكنا مع الله فى الخلود وفى الحياة الأبدية هو العطية التى ننالها فى المسيح وبالمسيح، بقوة دم صليبه المحيى الذى نقلنا من الموت إلى الحياة "لأنه هكذا أحب الله العالم، حتى بذل ابنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية" (يو3: 16)
وقد شرح معلمنا بطرس الرسول إن اشتراكنا فى الحياة الأبدية يستلزم أن نهرب من الفساد الذى فى العالم بالشهوة مقدرين قيمة الخلاص الثمين، ومتمسكين بالمواعيد الإلهية فقال "سمعان بطرس عبد يسوع المسيح ورسوله، إلى الذين نالوا معنا إيماناً مساوياً لنا، ببر إلهنا والمخلّص يسوع المسيح؛ لتكثر لكم النعمة والسلام بمعرفة الله ويسوع ربنا. كما أن قدرته الإلهية قد وهبت لنا كل ما هو للحياة والتقوى، بمعرفة الذى دعانا بالمجد والفضيلة، الذين بهما قد وهب لنا المواعيد العُظمى، والثمينة، لكى تصيروا بها شركاء الطبيعة الإلهية، هاربين من الفساد الذى فى العالم بالشهوة" (2بط1: 1-4)
إن معلمنا بطرس الرسول يقصد أن حياة القداسة ضرورية لننال الوعد بميراث ملكوت الله. وهذا يقتضى الهروب من الفساد الذى فى العالم بالشهوة، والسلوك فى حياة المجد والفضائل الروحية
وقد أكّد الرسول بطرس نفسه هذا المعنى فى رسالته الأولى بقوله "فألقوا رجاءكم بالتمام على النعمة التى يؤتى بها إليكم عند استعلان يسوع المسيح كأولاد الطاعة. لا تشاكلوا شهواتكم السابقة فى جهالتكم، بل نظير القدوس الذى دعاكم، كونوا أنتم أيضاً قديسين فى كل سيرة، لأنه مكتوب: كونوا قديسين لأنى أنا قدوس" (1بط1: 13-16)
الخروج على النص الكتابى
هذه العبارة وردت فى النص اليونانى الذى كتبت به رسالة بطرس الثانية أصلاً "ثياس كينونى فيسيوس" وفى الترجمة الإنجليزية: partakers of the divine nature (N.K.J) وفى الترجمة العربية "شركاء الطبيعة الإلهية". ولم يرد إطلاقاً فى أى لغة سواء اللغة الأصلية أو الترجمة حرف "فى" وهو (إن) باليونانى و in بالإنجليزى
ولكن للأسف فإن البعض مثل الدكتور جورج حبيب بباوى ورهبان دير أبى مقار يحرّفون هذه الآية عند تعرّضهم لها، ويقولون "شركاء فى الطبيعة الإلهية".. هذا لم يقله الرسول بطرس لأنه لا يمكن إطلاقاً أن يشترك أى مخلوق فى طبيعة الله، أو فى كينونته، أو فى جوهره.
ومن يدّعى ذلك يكون قد دخل فى خطأ لاهوتى خطير ضد الإيمان بالله، وبسمو جوهره وطبيعته فوق كل الخليقة. كما أن هذا الإدعاء هو لون من الكبرياء سقط فيه الشيطان من قبل حينما قال "أصير مثل العلى".. الرب يحمينا من هذا الكبرياء المهلك
أما قول معلمنا بطرس الرسول "لكى تصيروا بها شركاء الطبيعة الإلهية" فهو بمنتهى البساطة يقصد أن نشترك مع الله فى ملكوته الأبدى من خلال اشتراكنا فى قداسته حسب الوصية "كونوا قديسين لأنى أنا قدوس" وحتى الاشتراك فى قداسة الله هو مسألة نسبية، ليست مطلقة. فكمال الخليقة هو كمال نسبى، أما كمال الله فهو كمال مطلق. وقداسة الله قداسة طبيعية غير مكتسبة، أما قداسة القديسين فهى قداسة مكتسبة
وقد كتب القديس باسيليوس الكبير ما يلى
"نحن نقول أننا نعرف عظمة الله، وسلطانه، وحكمته، وصلاحه، وعنايته بنا، وعدالة حكمه، لكن ليس جوهره ذاته... إن الطاقات تتنوع أما الجوهر فبسيط، لكننا نقول أننا نعرف الله من طاقاته، على أننا لا نشرع فى الاقتراب من جوهره... إن طاقاته تأتى إلينا من فوق أما جوهره فيظل بعيداً عن منالنا.. إذن معرفة الجوهر الإهى تتضمن إرداك أنه لا يسبر غوره، وموضوع عبادتنا ليس هو أن نفهم الجوهر لكن أن نفهم أن هذا الجوهر كائن (موجود)." (الرسالة إلى أمفيلوخيوس الفقرة 1 و2 مجموعة آباء ما بعد نيقية المجلد الثامن)
إن الرسول بطرس يتكلم عن الاشتراك فى الحياة الأبدية مثل ميراث القديسين فى الحياة الأبدية. فقال "بمعرفة الذى دعانا بالمجد والفضيلة، اللذين بهما قد وهب لنا المواعيد العظمى والثمينة، لكى تصيروا بها شركاء الطبيعة الإلهية، هاربين من الفساد الذى فى العالم بالشهوة" (2بط1: 1-4)
إننا نشترك مع الله فى العمل مثلما قال معلمنا بولس الرسول عن نفسه وعن أبلوس "نحن عاملان مع الله" (1كو3: 9) نشترك مع الله فى الحياة الروحية مثل البركة الرسولية التى يُقال فيها {شركة وموهبة وعطية الروح القدس تكون مع جميعكم}
"شركاء الطبيعة الإلهية" فى العمل، فى الإدارة، فى الخلود، فى القداسة، فى الملكوت، فى السعادة الأبدية، فى الحب الذى قال عنه السيد المسيح للآب "أيها الآب البار إن العالم لم يعرفك، أما أنا فعرفتك. وهؤلاء قد عرفوا أنك أنت أرسلتنى. وقد عرفتهم اسمك وسأعرفهم ليكون فيهم الحب الذى أحببتنى به وأكون أنا فيهم" (يو17: 26)
إن السيد المسيح يقول للآب إن الحب الذى بينهما؛ من الممكن أن يكون فى التلاميذ. والمقصود نوع الحب وليس مقداره. لأن الآب غير محدود والابن غير محدود، فالحب الذى بينهما غير محدود. أما نحن فمحدودين، وننال من الحب الإلهى على قدر استطاعتنا. وبهذا توجد شركة المحبة بيننا وبين الله. ونصير شركاء الطبيعة الإلهية.. ولكن ليس شركاء فى الطبيعة الإلهية كما يتجاسر البعض ويقولون
من أقوال الآباء الأخرى التى تنفى تأليه الإنسان
كعربون لأقوال الآباء التى تدل على أننا لا نتأله بالمعنى الحرفى للكلمة نقدم الفقرة رقم (12) من الرسالة رقم (50) للقديس كيرلس الكبير وقد أرسلها إلى فالريان أسقف أيقونية
وهو فى هذه الفقرة إلى جانب أنه يشرح فكرة موت السيد المسيح الذى كان مساوياً لموت الجميع أى جميع من إفتداهم. ولكنه من جانب آخر قد أوضح أن تجسد الكلمة وصيرورته إنساناً لم ينتج عنها إلغاء الفارق بين الكلمة المتجسد والبشر المؤمنين به حتى القديسين منهم. فهو يقول عن موت السيد المسيح أنه "ليس موت إنسان مثلنا" وذلك لأنه "هو وحده".." إله بالطبيعة" وذلك حتى بالرغم من أنه صار مثلنا من حيث أنه قد تأنس
فمن يستطيع أن يدّعى الألوهة فى ضوء كلام مثل كلام القديس كيرلس هذا الذى نورده بنصه باللغتين العربية والإنجليزية لئلا يعترض أحد على الترجمة ولا مانع لدينا من وضع النص باللغة اليونانية أيضاً؛ لأنهم يتماحكون بالكلام ناسين أن الخطية التى أسقطت آدم وحواء هو أنهما أرادا أن يصيرا مثل الله فى المعرفة. والتى أسقطت إبليس نفسه هو أنه أراد أن يصير مثل العلى قائلاً "أَصْعَدُ إِلَى السَّمَاوَاتِ. أَرْفَعُ كُرْسِيِّي فَوْقَ كَوَاكِبِ اللَّهِ وَأَجْلِسُ عَلَى جَبَلِ الاِجْتِمَاعِ فِي أَقَاصِي الشِّمَالِ. أَصْعَدُ فَوْقَ مُرْتَفَعَاتِ السَّحَابِ. أَصِيرُ مِثْلَ الْعَلِيِّ" (اش 14: 13-14). نحن قد خلقنا على صورة الله ومثاله بمعنى محدود يفهمه المتواضعون فقط


" لذلك، سيقودهم مظهر التقوى (الذى يتظاهرون به) بعيداً عن الحق، لأنهم لم يفهموا أن عدم القابلية للألم Impassiblity قد حُفظت لأن له وجوده الإلهى ولأنه إله، لكن التألم من أجلنا بحسب الجسد يُنسب أيضاً إليه لأنه - إذ هو إله بالطبيعة - صار جسداً، أى صار إنساناً كاملاً
لأنه من هو ذاك الذى قال لله الآب الذى فى السموات: "ذبيحة وقرباناً لم ترد ولكن هيأت لى جسداً (بمحرقات وذبائح للخطية لم تُسر) ثم قلت هأنذا ... أجئ لأفعل مشيئتك يا الله" (قارن عب 10 : 5 -7 + مز 40 : 7-9 ) لأن ذاك الذى كان بدون جسد كإله، يقول إن الجسد هُيئ له كى يستطيع - عندما يبذله لأجلنا - أن يشفينا جميعاً " بحبره (بجلداته) " (أش 53 : 5) بحسب قول النبى، لكن كيف يكون "واحد قد مات لأجل الجميع" (2كو 5: 14 ) ، واحد مساو للجميع كلهم، إذا إعتبرنا ببساطة أن الألم خاص بإنسان ما؟
وإذ تألم بحسب طبيعته الناسوتية، لإنه جعل آلام جسده آلامه هو، لذا نقول، وبصواب تام، أن موته هو وحده، بحسب الجسد، يُعد مُساوياً لحياة الجميع، فهو ليس موت إنسان مثلنا، حتى بالرغم من أنه صار مثلنا، بل نقول أنه - لكونه إله بالطبيعة -تجسد وتأنس بحسب إعتراف الآباء."
ويقول القديس أثناسيوس الرسولى فى المقال الأول ضد الأريوسيين ما يلى
النص العربى
39- "فلو أنه حينما صار إنساناً حينئذ فقط دعى ابن وإله، ولكن قبل أن يصير هو إنساناً دعى الله الناس القدماء أبناء وجعل موسى إلهاً لفرعون (والأسفار تقول عن كثيرين "الله قائم فى مجمع الله فى وسط الآلهة" (مز 82: 1)، فمن الواضح أنه دعى إبن وإله بعدهم. فكيف يكون كل شئ من خلاله وهو قبل الكل؟ أو كيف يكون هو "بكر كل خليقة" (كو 1: 15)، إن كان هناك آخرون قبله يدعون أبناء وإلهه. وكيف أن هؤلاء الشركاء الأولين لا يشاركون "الكلمة"؟
هذا الرأى غير صحيح؛ وهو حيلة للمهودين الحاليين. لأنه كيف يقدر أحد فى هذه الحالة أن يعرف الله كآب له؟ لأنه لا يمكن أن يكون هناك تبنى بدون الابن الحقيقى، الذى قال "لا أحد يعرف الآب إلا الابن ومن أراد الابن أن يعلن له".
وكيف يكون هناك تأله بدون الكلمة وقبله؟ ولكن، هو قال لإخوتهم اليهود "قال آلهة لأولئك الذى صارت إليهم كلمة الله" (يو 10: 35). وإن كان كل ما دعوا أبناء وآلهة إما فى السماء أو على الأرض، تم لهم التبنى والتأله من خلال الكلمة، والابن نفسه هو الكلمة، فمن الواضح أنه من خلاله هم جميعهم، وهو نفسه قبل الكل،
أو بالأحرى هو نفسه وحده الابن الحقيقى، وهو الوحيد إله حق من الإله الحق، ولم ينل هذه كمكافأة على بره ولا لكونه آخر معها، ولكن بسبب أنه كل هذه بالطبيعة ووفقاً للجوهر."
فالقديس أثناسيوس هنا يؤكد أن الابن هو الوحيد الذى يدعى ابن حقيقى وهو وحده إله حق من الإله الحق بالطبيعة وبحسب الجوهر، أما الخلائق فحتى وإن دعوا بنين أو آلهة فإن هذا التبنى هو فقط من خلال الكلمة، فبنوة الخلائق ليست بنوة بالطبيعة ولا بحسب الجوهر
وقد ميز القديس أثناسيوس تميزاً واضحاً بين وضع المسيح الفريد وبين باقى البشر والملائكة كأولاد لله. وهذا تماماً مثلما ميز القديس يوحنا الإنجيلى السيد المسيح فقال أنه هو الابن الوحيد الجنس (أو مونوجينيس أيوس) أو الإله الوحيد الجنس (أو مونوجينيس ثيؤس) (انظر يو 1: 18)
ولا يخفى على القارئ حكمة الوحى الكتابى فى تعبير "الوحيد" إشارة إلى طبيعة المسيح بإعتباره من الجنس الإلهى وفى الإشارة إلى بنوته الوحيدة والفريدة بحيث يكون الحديث عن الشركة فى طبيعته الإلهية هو لون من التجديف على الله
فليرحمنا الرب لكى نشعر بضعفاتنا وخطايانا فلا نسقط فى الكبرياء
 
قديم 05 - 11 - 2014, 04:04 PM   رقم المشاركة : ( 6782 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

نصائح في العـمل الروحي والسيرة الرهبانية


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس ثيوليبتوس الفيلادلفي

نقله عن اليونانية الأب منيف حمصي كاهن سيدة دير سيدة كفتون

الحياة الرهبانية شجرة باسقة كثيرة الأوراق، وثمرها غزير. جذورها، التغرّب عن الجسديات. وأغصانها، انعتاق النفس من كافة الميول الشهوانية، وكل ما سبق للراهب أن اقلع عنه، وتركه. وثمار السيرة الرهبانية اقتناء الفضائل، ومحبة الله والتعقل، وكل ما يشير إليه الإلهي بولس في رسالته إلى أهل غلاطية: "أما ثمر الروح فهو المحبة، الفرح، السلام، طول الأناة، اللطف، الصلاح، الإيمان، الوداعة والعفاف، وهذه ليس ناموس ضدها" (22:5).


ترك العالم يهب المرء اللجوء إلى المسيح. ما معنى ترك العالم؟ إنه الاقتلاع أو التخلي عن الأمور الحسية، بما فيها الجسد أيضاً. ومن يتغرب عن الأمور العالمية ? بمعرفته للحقيقة ? يصير صديقاً للمسيح، ويقتني محبة المسيح. وبسبب هذه المحبة، ينكر كل ما في العالم، ويحوز اللؤلؤة الجزيلة الثمن، أعني بها المسيح (متى 46:13).


أيها الراهب، بالمعمودية الخلاصية لبستَ المسيح (غلاطية 27:3). وبهذا الحمام الإلهي لبستَ الطهر والنقاوة، واتخذتَ ضياء النعمة الإلهية، الروحية، والبهاء الذي كان للإنسان الأول عندما خلقه الله. ولكن ماذا حصل؟ أو بالحري، ماذا فعل الإنسان حتى أصابه ما أصابه؟


لقد أحب الإنسان العالم، فأهمل مالله، توجّه إلى شهوات الجسد، فأفسد الصورة الإلهية. لقد لطّخت ظُلمة الأفكار الشهوانية مرآة النفس التي عليها يعتلن يسوع المسيح الشمس العقلية.


أما أنت أيها الراهب، فقد طّهرتَ نفسك بمخافة الله، وأدركتَ ظلمة هذا العالم، وأحسستَ بتشتّت الذهن الذي أحدثَتْه فيك الاهتمامات العالمية. لقد تيقّنتَ من الأباطيل التي تَجْبَهُ الناس في هذه الحياة الصاخبة. جرحَتْك سهام محبة الهدوء، فقمتَ تطلب السلام الداخلي، والانعتاق من ضوضاء الأفكار، وكل ذلك لأنك أدركتَ النداء: "اطلب السلام، واسع وراءه" (مزمور 15:33).


لقد اشتقتَ إلى الراحة الروحية، وهي وليدة السلام الداخلي، لأنك سمعت القول: "لقد عادت نفسي إلى راحتك" (مزمور 7:114). وهكذا، عُدتَ إلى نفسك راغباً بالفوز مجدداً، بالبهاء الذي أُعطيته في نعمة المعمودية، لكنك بددته بمحض إرادتك، وبفضل حبك للشهوات التي ذقتها في العالم. لقد أحسنت صنعاً بانخراطك في هذه المدرسة المقدسة، كي تلبث ثوب التوبة الثمين، وتقطع الوعد بملازمة الدير حتى الموت.

وها أنت الآن تُبرم اتفاقاً ثانياً مع الله. وما هو هذا الاتفاق؟ إنه المعمودية المقدسة التي أخذتها بمجيئك إلى هذا العالم. لقد أبرمت هذا الاتفاق بقدومك إلى هنا حتى النهاية. في الاتفاق الأول أخذك المسيح إليه، بالتقوى. أما الآن، فأنت تلتصق به بالتوبة. في الأول، بدون مقابل، أما هنا، فأنت بمثابة مديون له.

عندما كنت صغيراً، لم تكن قادراً أن تدرك الكرامة التي أعطيت لك، أما وقد كبرتَ، فقد شرعتَ تدركُ عِظم العطية، وفي فمك لجام، وبدأت تدرك معنى التصاقك بذاك. فحذار أن تحنث بوعودك فتكون إناء مهشماً، فترمى في الظلمة البرانية، حيث البكاء وصريف الأسنان (متى 12:8). بدون التوبة ليس ثمة طريق إلى الخلاص.

والآن اسمعْ ماهو وعد النبي المرنم لك: "لأنك قلت: الرب معتصمي وقد جعلت العلي ملجأ لك..." (مزمور 90). ولما كنتَ قد اخترتَ حياة المسيح بكل ما فيها من مشقات وصعاب، فسوف لن تدنو منك الشرور التي عرفتها أو اقترفتها في حياتك في العالم.

ولما كنت عزمت على التوبة، فلن يلاحقك حب المال، وحب الطعام والمجد والتبرّج، والتمتع بالمحسوسات، سوف لن تصمد أمامك نفخة العقل، وعبودية الذهن، وكبرياء الأفكار، ومع كل اعوجاج طوعي وبلبلة. وسوف لن تكون أمامك محبة الوالدين والأخوة والأقارب والأصدقاء والأنسباء والمعارف، وسوف لن يكون عندك الميل إلى لقائهم ومصاحبتهم. وإذا كنت تحب أن تنكر الأمور المذكورة، من كل قلبك ونفسك وجسدك، فسوف لن يدنو منك سوط الآلام، وسهام الحزن والاكتئاب لن تجرح قلبك، وجبينك لن يكون مقطباً وعبوساً.

فالذين نأوا بأنفسهم عن العادات المحرّضة على الملذات، وتفادوا كل اتصال شهواني بالأمور المذكورة، فهؤلاء لا يكترثون بالأحزان، لأن المسيح يعتلن للنفس المحبة الجهاد، ويهب القلب فرحاً لا يوصف، وهذا الفرح الروحي لا

يمكن لأحد أن ينتزعه. إن الذكريات المتصلة بالخلاص والصالحات، والأفكار الإلهية، وأقوال الحكمة، من شأنها أن تخدم المجاهد وتحفظه في طريقه مع الله، لذا فهو قادر أن يدوس كل شهوة جامحة، وكل غضب، وكل الملذات، والأسد والتنين (مزمور 13:90).

ومردّ ذلك هو أنه أقصى رجاءه عن البشر، وعن كل ما سبق ذكره، وجعله في الله، فصار غنياً بمعرفته، وبدأ يدعو الله كل حين إلى معونته "لأنه اتكل علي فأنجيه، وعندما يدعوني، استجيب له، واستره، لأنه عرف اسمي..." (مزمور 90).

أترى الجهادات والمكافآت المتعاقبة على الذين يحيون بمقتضى مشيئة الله؟ جاهد أنت أيضاً كي تجعل الدعوة فعلاً. وكما أنك انقطعت عن العالم بالجسد، وطرحت عنك صور المحسوسات، هكذا أيضاً، تغرّب عن العالم بإقصاء الأفكار والأقرباء.

لأنك إن كنت لا تقطع دابر الأضاليل، والخداع، في الأمور الخارجية، فسوف لن تقوى على تلك التي تتململ وتكبر فيك. وإن كنت لا تغلب الأمور الخارجية، وتنأى بنفسك عن الأفكار الداخلية، فأنت تنهض ذهنك للقيام بأفعال الروح القدس. وبدل مصاحبتك للأقارب والأصدقاء، اعكف على الفضائل.

وبدل الانشغال بالأمور الباطلة المتولدة من المحافظات الدنيوية، الزمْ نفسك بدرس الكلمات الإلهية التي تنير النفس. أما إطلاق العنان للحواس، فيصير تقييداً لها واستعباداً. وكبح جماح الحواس من شأنه أن يهب النفس العتق والحرية. وكما أن غياب الشمس يجلب الليل والعتمة، هكذا فغياب المسيح عن النفس يؤتيك بظلمة الأهواء فتجتاحك الوحوش العقلية، عندما تنبلج أنوار الشمس الحسية، تجتمع الوحوش في مغاورها وأوكارها.

وعندما يسطع نور المسيح في رحاب الذهن المصلي، للحال تُطرد العادات الدنيوية، وتفارقنا محبة الجسد، فيعود الذهن إلى من جديد للهذيذ بالوصايا الإلهية (مزمور 23:103). وهذا الكلام لا يعني أن عمل الناموس الروحي ينحصر في زمن محدد، أو أن له قياساً محدداً، فهو يدوم حتى نهاية الحياة، أي إلى حين مفارقة النفس للجسد. وهذا ما كان النبي يقصده عندما قال: "لقد احببتُ ناموسك يارب، فهو درسي كل النهار" (مزمور 97:118). أما عبارة "النهار"، فتعني الحياة كلها.

أوقفْ المخالطات الخارجية، وجاهد ضد الأفكار الداخلية إلى أن تجد مكان الصلاة النقية، والبيت الذي يسكنه المسيح منيرك ومحلّي حياتك بمعرفته وافتقاداته لك، فهو الذي يجعلك ترى الفرح في أحزانك، حباً به، فتتجنّب الملذات الدنيوية كأنها مرّة.

العواصف تثير أمواج البحر، وإذا لم تهدأ، لا تهدأ الأمواج، ولا يسكن البحر. والأرواح الشريرة تثير في نفس الكسول ذكريات الأهل والأخوة والأقارب والأصدقاء والندوات والاحتفالات والمسارح وكل التخيلات الأخرى التي تثير الملذات فتجعل الإنسان يرى سعادته في عينيه، وفي لسانه وفي جسده. وهكذا فأنت تهدر تلك الساعة عبثاً، وعندما تكون لوحدك في القلاية، تقضي وقتك في الضياع، ولا تتقدم في الفضيلة، بل تنطبع في الذهن ذكريات الاهتمامات العالمية، تماماً كما تنطبع أثار قدمي الإنسان على الثلج. وإن كنا نزوّد الوحوش بالطعام، فمتى نخنقها ونقتلها؟ وإن كنا ننشغل على الدوام بأعمال وأفكار صداقة غير عاقلة، وعادات غير حميدة، فمتى نميت العقل الشهواني؟

متى نحيا في المسيح الذي قطعنا العهد على الالتزام معه؟ وآثار الأقدام التي فوق الثلج، إما إنها تذوب مع طلوع الشمس، أو عندما تهطل الأمطار. أما الذكريات التي استقرت في الذهن من جراء محبة اللذة أو من الأعمال المماثلة لها، فإنها للحال تتبدّد عندما يعتلن المسيح في القلب بالصلاة وسكب الدموع الليلية. فالراهب الذي لا يسلك بمقتضى كلمة الله، متى يُعطى له أن يزيل من ذهنه الذكريات الشهوانية؟

والفضائل العملية يمكنك أن تعيشها في الجسد إذا قطعت علاقتك بالعالم. الذكريات الصالحة تنطبع في النفس، والأقوال الإلهية تجد في النفس راحتها إذا كانت تقترن بالصلاة الدائمة وانسحاق الذهن، للحال تبدّد الذكريات والأفعال الشريرة. فالاستنارة هي من الإيمان، ومن تذكّر الله، ومن انسحاق القلب، وهذه من شأنها أن تقطع دابر الذكريات الشريرة، كما بسيف. اقتدِ بحكمة النحل، فهذه عندما تدرك الخطر المحدق بها، تظل داخل القفير كي تدرأ عن نفسها أذى الأعداء. أما الأعداء، فهي المعاشرات الدنيوية، فاجتنبها بما أوتيت من جهد، ولا زم قلايتك داخل الدير. ومنه حاول أن تدخل إلى حصن النفس الداخلي الذي هو بيت المسيح والذي فيه السلام والفرح والطمأنينة. وهذه الهبات هي بمثابة شعاعات يطلقها يسوع المسيح الشمس العقلية، وبها يكافئ النفس التي تستقبله بإيمان واستعداد حسن.

وعندما تجلس في قلايتك كي تتذكر الله، ارفع ذهنك فوق كل أمر دنيوي، موجهاً إياه نحو الله. وفي حضرته، اجمع كل استعدادت قلبك، والتصق به بمحبة.

وتذكّر الله، هو مشاهدته، فهو الذي يجتذب الذهن إلى مشاهدة (الثيوريا)، ويشد رغبات الذهن، إليه، فيستضيء الذهن بنور الله. وعندما يرتقي الذهن إلى الله تاركاً وراءه كل صور المخلوقات، فإنه يعاين الله بدون صور، وبدون أية هيئة، فتسطع مشاهدته بهذا (الجهل) الذي يفوق كل معرفة، وذلك لأن المجد الإلهي لا يدرك. وإذ يدرك الذهن أن الله المشاهَد، لا يدرك، فإنه يعرف ويعاين حقيقة الخالق الذي وحده يمتلك الوجود الذي يفوق كل وجود. وبالصلاح الوفير الذي يفيض من هناك، يغذي الذهن شوقه وينعش توقه وحركته، فتزداد الراحة المغبوطة بدون نهاية. هذه هي الأمور التي ترتبط بتذكر الله.

الصلاة الآن، هي حوار الذهن مع الله. وهذا الحوار ينقل كلمات التضرع إلى الله مقرونة بارتفاع الذهن إلى الله. لأنه عندما يدعو الذهن اسم الرب على الدوام، وينتبه لدعاء الاسم الإلهي، للحال ينسكب نور المعرفة الإلهية فيغمر النفس كسحابة منيرة. ويلي ذكرُ الله المحبةُ والفرحُ كما يقول المرنم: "تذكرت الرب، فامتلأت فرحاً" (مزمور4:76). أما المعرفة والانسحاق فيعقبان الصلاة النقية كما يقول هو نفسه:" (مزمور 10:55).

وأيضاً: "والذبيحة لله روح منسحق" (مزمور 19:50). وعندما يقف الذهن أمام الله بارتقاء وتضرع حار، للحال يتولد الانسحاق والتخشع. وعندما يمثل العقل والذهن والروح أمام الله، الذهن باليقظة، والعقل بالدعاء، والروح بالتخشع والانسحاق بالمحبة، عندها يقدم الإنسان الداخلي كله العبادة لله كما جاء في الوصية: "أحبب الرب إلهك من كل قلبك" (تثنية 5:6).



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

فضلاً عن ذلك، أريدك أن تعرف ما يلي: لعلك عندما تظن أنك تصلي، تبتعد عن الصلاة، فتتعب بدون ربح، وتسير عبثاً. وما يحصل أثناء الإنشاد، إن الذهن يتشتت بالأهواء والأمور المختلفة، فيفقد معاني ما ينشد، والأمر نفسه يصيب العقل أيضاً. فكثيراً ما يردد العقل كلمات الصلاة دون أن يصاحبه الذهن، ودون أن يرتقي نحو الله الذي معه يكون الحديث أثناء الصلاة، إنما ينشغل بأفكار كثيرة دون أن يدري.

هكذا فالعقل يردد الكلمات كما هي العادة، أما الذهن فيبتعد عن معرفة الله. لهذا فالنفس تبدو غير فاهمة، وليس عندها استعداد، وذلك لأن الذهن مشتت بخيالات كثيرة، ومشغول بما يسخر به لكنه يجتذبه. لأنه عندما لا يكون هناك معرفة للصلاة، وعندما لا يكون المصلي منتصباً أمام من يهب التعزية، كيف ستسر النفس وتذوق العذوبة؟ كيف سيفرح القلب الذي يدّعي الصلاة إلا أنه لا يكترث بالصلاة الحقيقة؟

سيفرح قلب الذين يطلبون الرب (مزمور 3:104). ويطلب الرب ذاك الذي بكل عقله وإرادته يمثل أمامه مبتعداً عن أمور العالم حباً بمعرفة الله، وطمعاً بمحبته. أما معرفة الله فينبعان من الصلاة الدائمة النقية. وبالمثابرة على الصلاة، وانسحاق القلب، تنفتح أحشاء الرب الممتلئ عطفاً وحناناً، فيحظى المصلي بالخلاص على نحو ما يقول المرنم: "والقلب المتخشع والمتواضع لا يرذله الله" (مزمور 19:50).

وعندما تمثل أمام الملك بالجسد، وتتوسل إليه بلسانك، وتنظر إليه بعينيك، فإنما تجذب عطفه إليك. هذا اعمله أنت أيضاً سواء في اجتماع الكنيسة، أو داخل قلايتك. وعندما تجتمع باسم الرب مع أخوتك، وترفع إلى الله التسبيح بلسانك، يرتقي ذهنك إلى الله بالكلمات، فيدرك مع من يتكلم، وممن يدنو. وعندما ينطلق الذهن إلى الصلاة بحرارة ونقاوة، عندئذٍ يستأهل القلب التمتع بفرح وسلام يتعذر وضعهما والتعبير عنهما. ومن جديد، عندما تكون داخل قلايتك، احفظ بالصلاة في ذهنك باليقظة وانسحاق الروح. باليقظة تغطيك الثيوريا، وبالانسحاق ترتاح الحكمة في داخلك، فتطر الشهوة الجامحة لتجعل المحلة الإلهية مكانها.

صدقني، إني أقول لك الحق. عندما تقتني في عملك الروحي الصلاة التي هي أم كل الخيرات والصالحات، فإنها لا تبارحك حتى تعلن لك الختن الإلهي، وتقودك إلى الداخل وتملأ قلبك مجداً وتعقلاً. ومن شأن الصلاة أن تبدد جميع المعوقات، وتشق درب الفضيلة وتجعله سهلاً أمام طالبيها.

انتبه الآن إلى طريقة صلاة الذهن، فالتحدث إلى الله يبدد الأفكار الشهوانية. والتصاق الذهن بالله، يبدّد الأمور الدنيوية. أما انسحاق النفس فيقصي الصداقة مع الجسد، عندها تظهر الصلاة من جراء الدعاء بالاسم الإلهي، على أنها اتحاد الذهن والعقل والنفس فيما بينها. ويقول الرب: "إذا اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي أكون أنا بينهم" (متى 20:18). هكذا، فالصلاة تستجمع قوى النفس من التشتت الذي تحرضها الأهواء عليه. وإذا تجمع الصلاة أقسام النفس الثلاثة، تصالحها مع الله المثلث
الأقانيم. أولاً، بالفضيلة تفصل الصلاة النفس عن قبح الخطيئة. وبعد ذلك تطبع بها الخواص الإلهية على صفحة النفس بالمعرفة الإلهية التي تمنحها لها، وتقربها من الله.


للحال تدرك النفس خالقها كما يقول المرنم: "وفي كل يوم أدعوك، أعرف أنك إلهي" (مزمور 10:55). فيعرفها الله وتعرفه. الرب يعرف أصفياءه: "الرب يعلم الذين له" (2 تيم 19:2). والنفس تعرف الله لأنها تملك صورته النقية في داخلها، وكل صورة تعكس مثالها. وهو يعرفها لأنها على مثاله، بسبب الفضائل. وبهذه الفضائل تمتلك النفس معرفة الله، فيعرفها، وهي تعرفه.

إن من يطمح بحظوة الملك، يعمد إلى سبل ثلاثة: إما أنه يرفع إليه كلمات توسّل، أو أنه يمثل في حضرة الملك بصمت، أو أنه يرتمي عند قدمي من يستطيع أن يساعده ويمد له يد العون. هكذا، فالصلاة النقية النابعة من الذهن والعقل والروح، بالعقل تدعو الاسم الإلهي، وبالذهن تتطلع إليه، وبالروح تعرب عن الانسحاق والتواضع والمحبة. وهكذا تسبّح الثالوث الأقدس الذي لا بدء له، الآب والابن والروح القدس الإله الواحد.

وكما أن كثرة الأطعمة تحرّك الشهية، هكذا فإن كثرة الفضائل تنهض الذهن إلى الحركة. وإذ تسلك هذا الدرب، اختر كلمات الصلاة وتوجّه إلى الرب بأصوات لا تنقطع ودون أن تيأس. تضرّع إليه مقتدياً بمثل الأرملة والقاضي (لوقا 2:18-5)، عندها تسلك حسب وصية الروح (غلاطية 16:5). لا تكترث للشهوات الجسدية، ولا تخالط الأفكار الدنيوية أثناء الصلاة، بل كن هيكلاً لله عندما تعبده وتسبّحه. وعندما تمارس الصلاة القلبية من هذا القبيل، تستأهل أن تبلغ ذكر الله، وتلج إلى رحاب الذهن وتعاين غير المنظور بالثيوريا الميستيكية، وتعبد الله في توحّدك ممتلئاً معرفة ومحبة.

وعندما ترى الضجر يسودك ويستبد بك أثناء الصلاة، اعمد إلى الكتاب، واقرأه بانتباه لتتقبل المعرفة في داخلك. لا تتجاوز الكلمات على عجل، بل فكر فيها بعمق، واكتنز معانيها في داخلك. بعد هذا، فكّر بما قرأت، كي تدركها، فيذوق ذهنك العذوبة والحلاوة، فتبقى هذه فيك لا تُنتسى، فتزداد غيرتك نحو الإلهيات كما جاء في الكتاب الإلهي (مزمور 4:38).

وكما أن الطعام، بالمضغ يرضي الذوق، هكذا، فالكلمات الإلهية عندما تدخل إلى النفس، تغذيها وتبهج الذهن كما يقول المرنم: "لأن كلماتك كالعسل في حلقي" (مزمور 103:108). ادرس كلمات الإنجيل وكلمات القديسين المغبوطين وتأمل في سيرتهم، ولتكن شغلك الشاغل في الليل، حتى أنه عندما يتعب ذهنك من الصلاة، تنعشه وتجدده بالمطالعة ودرس الأقوال الإلهية، فتجعله أكثر غيرة أثناء الصلاة. واعمد إلى الترتيل والإنشاد، وذلك بصوت هادئ على أن يكون ذهنك متأملاً في معانيها فلا تسمح لكلمة واحدة تمر دون أن تستوقفك. ولا تدع شيئاً يفوتك، بل ردد الكلمات المتلوة حسب الحاجة، إلى أن تجعل ذهنك يتابع ما يتلى. الذهن عنده القدرة أن يرتل بالفم، وأن يذكر الله.

وهذا، تعلمه من خبرتك الطبيعية اليومية. وكما أن من يحدث أحداً، يراه بأم العين، هكذا، فالذي يرتل بشفتيه يمكنه أيضاً أن يتذكر الله. لا تهمل السجدات، فمن شأنها أن تصور لك السقوط فتصير بمثابة اعتراف، أما النهوض بعد السجدات فيصور التوبةويشير الى سيرة فاضلة. لتكن كل سجدة مصحوبة دعاء المسيح، وعندما تسجد أمام الرب بالنفس والجسد، فأنت ترضي إله النفوس والأجساد. وإذا انشغلت يداك في عمل يدوي فليكن ذلك مصحوباً بصلاة القلب لتطرد النوم والكسل، وتظل مستعداً للجهاد النسكي.

وكل هذه الأعمال، عندما تقترن بالصلاة فإن من شأنها أن تنهض الذهن، وتقصي الضجر وتنعش النفس فتجعلها أكثر دف ء اً في عملها العقلي .واذا كنت بجوار الجوقة، لا تكلم الراهب الذي بقربك ولا تدع ذهنك ينشغل بالأمور الباطلة، بل اجعل لسانك ينشغل بالإنشاد، وذهنك بالصلاة. وعندما يجري الحل، توجه إلى قلايتك، وابدأ قانونك الذي حُدّد لك.

وعندما تتوجه إلى المائدة، لا تنظر حولك إلى الأخوة، ولا تدع نفسك تنشغل في شيء، حتى ولو كان صالحاً. تناول مما يقدم لك، واعطي فمك الغذاء، وأذنك سماع ما يقرأ، أما نفسك فلتكن الصلاة نصيبها.

بهذا تغتذي جسدياً وروحياً مسبحاً من يهبك خيرات نفسك بغنى (مزمور 5:102). وعندما تنهض بورع وصمت، توجه إلى قلايتك، وكالنحلة النشيطة اعكف على علم الفضائل. وعندما تقوم بخدمة ما مع الأخوة، اجعل يديك تعملان، وشفتيك تصمتان، بينما يهذ ذهنك بذكر الله. وإذا راح أحد يكلمك، فانهض واصنع له مطانية وذلك كي تضع حداً لهذا الاضطراب.

اطرد الأفكار ولا تسمح لها بالعبور إلى قلبك لأن الأفكار الشريرة من شأنها أن تنعش الأهواء، وتميت الذهن. وعندما تهاجمك الأفكار اضربها بسهم الصلاة. وإذا أصرت على إزعاجك لإحداث البلبلة في ذهنك، وفي وقت أخر تنسحب، وفي أوان أخر تهاجم من جديد، فاعلم أنها تنتعش بفضل إرادتك. وهي إذ تحظى بالدخول إلى قلبك بسبب انهزامه، فإنها للحال تبلبلك وتزعجك. لهذا عليك أن تقوى بإزائها. بالاعتراف والبوح. فعندما تعتلن الأفكار الشريرة، للحال تهرب وتتوارى. تماماً كما أن انبلاج النور يقصي الظلمة ويبددها. هكذا فنور الاعتراف يبدد الأفكار الشريرة، والأهواء، لأنها الظلمة بعينها. وهذا يحصل بسبب المجدد الباطل والراحة، وبسبب هذين تجد الأفكار مكاناً لسكناها فيك، إلا أنها تتبدد بالاعتراف، وبحفظ القانون المعطى لك. وإذ تحب الأفكارُ الذهنَ حراً من الأهواء ومشغولاً بالصلاة الدائمة فإنها تتوارى وتندحر. وعندما يحاول المجاهد، بالصلاة، أن يبدد الأهواء التي تزعجه، فإنه يفلح لبعض الوقت ويعرقل صورها وخيالاتها معاكساً إياها إلا أنه لن ينجو منها بالكلية، وذلك لأنه تعاطف مع أسبابها التي تزعجه وأعني بذلك الراحة الجسدية واشتهاء الكرامة الدنيوية. ولأجل هذه الأسباب نراه يسرع إلى الاعتراف, وهكذا، لا يكون له سلام، طالما أنه يمتلك ما يعطي أعداءه حقاً عليه. من هو ذاك الذي يمتلك أوعية غريبة ولا يطلبها أصحابها منه؟ ومن هو ذاك الذي لا يستجيب عندما يُطلب منه ما أخذه على نحو غير لائق؟ ولكن عندما يشتدد المجاهد بذكر الله فإنه يبادر إلى محبة المذلة، ويجاهد ضد الجسد، ويتقدم من الاعتراف دون أن يخجل من البوح بأفكاره، للحال تندحر الأعداء وينعتق الذهن وتستمر الصلاة بأمان، مع الهذيذ بالكلمات الإلهية.

وكل شك يتولد في قلبك تجاه القريب، اطرده للحال، لأن من شأنه أن يبدد المحبة والسلام. وكل فكر يأتيك من خارج، اقبله بشجاعة لأنه يحثك على الصبر الخلاصي، ويهبك الصبر الذي بدوره يهب الراحة في السموات. وعندما تمضي يومك هكذا، فأنت تحيا كما يليق فتنتعشُ فيك الرجاءات المغبوطة، وعند ساعة موتك، تنتقل من هنا بدالة إلى مسكن الراحة الذي أعده لك الرب مكافأة لك على أتعابك وجهاداتك كي تملك معه.

للرب الكرامة والسجود مع أبيه الذي لا بدء له والكلي القداسة وروحه
 
قديم 05 - 11 - 2014, 04:06 PM   رقم المشاركة : ( 6783 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

آقوال آباء عن زكا

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يقول القديس كيرلس الكبير:
[كان زكا رئيسًا للعشارين، قد استسلم للطمع تمامًا، غايته الوحيدة تضخيم مكاسبه، إذ كان هذا هو عمل العشارين، وقد دعي بولس الطمع عبادة أوثان
(كو 3: 5
ربما لأن هذا يناسب من ليس لهم معرفة الله (بانشغالهم بالطمع).
وإذ كان العشارون يمارسون هذه الرذيلة علانية بلا خجل، لذا ضمهم الرب مع الزناة، قائلاً لرؤساء اليهود:
"إن العشارين والزواني يسبقونكم إلى ملكوت الله" (مت 21: 31).
لكن زكا لم يستمر في عداد العشارين، إنما تأهل للرحمة بيدي المسيح الذي يدعو البعيدين للقرب منه، ويهب نورًا للذين في الظلمة.]
- يرى القديس جيروم أن شجرة الجميز هنا تشير إلى أعمال التوبة الصالحة حيث يطأ التائب الخطايا السابقة بقدميه، ومن خلالها ينظر إلى الرب كما من برج الفضيلة. مرة أخرى يقول:

[زكا الذي تغير في ساعة حُسب أهلاً أن يتقبل المسيح ضيفًا له.]


 
قديم 05 - 11 - 2014, 04:08 PM   رقم المشاركة : ( 6784 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

عقيده خلاص الله للانسان
القديس اثناسيوس الكبير
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
+ خلق الله الانسان من العدم الى الوجود
+ الانسان ليس مخلوق خالدا بالطبيعه لكنه خلق لكي ينمو الى شركه غير مائته مع الله خلال تأمله في كلمه الالهي
+ الناس بسقوطهم في الخطيئه سقطوا من مصيرهم الالهي ومحصله هذه الخطيئه كانت ذات نتيجه مزدوجه
1- العمى الروحي :
فقد الانسان معرفه الله التي كان له حتى ان الخليقه اصبحت للانسان وكأنها حجاب يحجب معرفه الله عن الانسان مع ان الخليقه خلقت لتستعلن الله للانسان
2- الفساد والموت :
اعادت الخطيه الانسان الى الموت والفساد اي الى العدم الذي سبق ان دعا الله الانسان منه في محبته له وخلقه على صورته .
ولمقابله ما نتج عن هذه الخليقه تجسد كلمه الله
وان تجسد الكلمه يستوفي في احتياج الانسان الى سبل ثلاث
أ - دخول الحياه الالهيه الى العالم
+ ان حقيقه تجسد تعني ان الحياه الالهيه دخلت الى الله
+الكلمه كان الواسطه للخلقه الاولى لكن الانسان اثبت انه اضعف من ان يبلغ ما اعده الله من مصير مبارك
بحقيقه التجسد استعاد الانسان الرابطه بين الالهي والبشري فالكلمه لانه هو الاله بالطبيعه ولكنه اتحد بالانسان بالتجسد اصبح للانسان ان يقتني هذه الحياه الالهيه دون ان يخشى فقدانها .
ب- اعلان معرفه الله للبشر
ان الكلمه باخذه جسدا انسانيا اعلن للناس في عماهم صوره الله غير المنظوره بطريقه يمكن للحواس البشريه ان تدركها فيحيا الكلمه بيننا وكلامه الينا واعماله معنا استرجع لنا معرفتنا المفقوده عن الله .
+ ومن هنا تاتي اهميه خدمه المسيح التي اداها على الارض
التجسد والموت والخلاص هي اعمال خلاصيه حقا
حياه المسيح كان لها دور هام في ايفاء احتياج الانسان لمعرفه الله وهو اعلان محبه الله الاب للبشر
ج- استيفاء دين موت الانسان ان موت المسيح كان استيفاء مطلب العدل الالهي للذي كان لابد من ادائه
الله لم يشأ لخليقه الخاصه ان ترجع الى الفساد فالموت وفي الوقت ذاته كان لا يمكن لله ان يتغاضى عن القانون الي وضعه بنفسه
فلكي يتحرر الانسان من الفساد فان وفاء الموت كان لابد ان يتم هكذا استوفاه المسيح وهو في بشريته الشامله
صارمتاحا للناس ان يموتوا من خلال موته على الصليب
فان كل الذين ماتوا بموته يصيرون قائمين احياء بقيامته متجاوزين الفساد الذي سقطوا فيه
* لقد صار ابن الله انسانا لكي نصير نحن الها
* لقد استعلن نفسه بالجسد لكي ننال نحن معرفه الاب غير المنظوره
* لقد احتمل هو اهانه البشر لكي نرث نحن عدم الموت
ان الخطيئه استشرت في جذور مشكله الانسان
الخطيئه ادت الى عمى الانسان الروحي والى الموت
هذه الثلاثه الجهل الموت الخطيئه مرتبطه معا
كل واحد تعزز وتقوي الاخرى
وكل من الثلاث في مظهر اساسي من مظاهر قضيه الانسان ولا يمكن التغاضي عن بحث واحد منها
 
قديم 05 - 11 - 2014, 04:10 PM   رقم المشاركة : ( 6785 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

في بدء العام الجديد
الغاية من الحياة على الأرض
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
للقديس باسبليوس الكبير
تدعى الحياه على الأرض طريقاً لأن كل مولود مسرع إلي النهاية كما أن المسافرين في السفينة يحملون بواسطة الريح بلا عناء إلي الميناء وبحركة السفينة يقتربون من المكان المقصود دون أن يشعروا بذلك هكذا نحن بمرور الزمن في حياتنا الحاضرة وبتلك الحركة غير الملحوظة يقترب كل منا إلي أجله.
إن الرقاد يحسب في أيامنا وإن حياتنا تتناقص وإن كنا بالنوم نسترد قوتنا ونشاطنا فكل من يولد على الأرض سائر في الطريق كل منا مسرع في ميدان الحياة حتى يصل إلي نهايته كل شيء يمر من أمامنا وكل شيء يبقى وراءنا.
أيها الإنسان ! إنك ترى في طريقك النبات والكلأ والماء فكل ما يستلفت نظرك تتمتع به قليلاً تم تستأنف المسير إنك ترى الأودية والجبال والصخور الشامخة والوحوش المفترسة والحشرات والأشواك والمصاعب وغيرها من الأشياء القبيحة فتتأثر وتحزن قليلاً ثم تتركها هكذا الحياة:
مسراتها وقتية وأحزانها غير متصلة وهذا لا يخصك وحدك لأنك عابر طريق ولأن الحاضر ليس لك وحدك إن المسافرين يسرعون وراء متقدمهم إذا حث الخطى أمامهم
وإن حياتنا كذلك تشبه ما ذكر اليوم تحرث أرضك بيدك وغداً يحرثها سواك وبعد هذا سواه أترى الحقول والمباني الفخمة كم من مره تبدلت أسماؤها منذ وجد الكون؟
كانت تبدلت الحال إلي رجل أخر ثم أصبحت ملك أخر فاخر ...وهكذا حياتنا !
أليست كالطريق يجتازها أناس إثر أناس.؟ فما هو كنهها؟ إنه للروح التي لا تحتاج إلي أي تعب والجسد الذي أوجده الخالق ليكون مركبة الروح في هذه الحياة فإن كان هذا أو تلك فإن الرسام العظيم يكونها في أحشاء الأمهات ثم يظهرها إلي عالم الوجود بآلام المخاض أمام هذا
وتلك تفتح الحياه أبوابها كأنها معهد علمي للأعمال الصالحة لكل وضع نظام على قدر طاقته إننا نتمثل بالخالق ونجري المنظور في السماء وعلى الأرض فالروح والجسد يدعيان إلي الحياه وسوف ينتظرهما الحكم عند الذي دعاهما كليهما للسؤال وسيعطي لهما الإكليل عن الحياة الحاضرة.
أيها الإنسان ! عليك أن تلتفت إلي ذلك وعلى الأخص إلي نفسك إجتهد أن تبعد عنك كل ميل يلطخك بأدران الخطيئة ومل بكليتك إلي الأعمال الصالحة إمتحن نفسك بنفسك وأدرس حقيقة طبيعتك
إعلم أن جسدك فإن وروحك خالدة وأن زوال الحياة بديهي كالجسد خلافاً للروح التي لانهاية لها.
إنتبه لذلك إحتفظ بالحاضر وفكر بالآتي لا تدع الموجود يفر من يديك بإهمالك لا تتأمل ملذات الآتي كأنها موجودة لديك قبل أن تحصل عليها ! من عادة الملاحين أن ينظروا إلي السماء ويسيروا سفنهم إعتماداً على أجرامها
ففي النهار يهتدون بالشمس وفي الليل بالكواكب وهكذا يعرفون الطريق المستقيم لذلك وجه نظرك دائماً إلي السماء كما قال صاحب المزامير :
" إليك رفعت عيني يا ساكن السماء " ( مز132:1 )
أنظر إلي شمس العدل وإهتد بالوصايا الإلهية كالنجوم ودع عينك ساهرة:
" لا تعطي عيني نوماً ولا أجفاني نعاساً " ( مز131:4 )
حتى تجد لنفسك دليلاً في الوصايا الإلهية كما قيل :
" إن قولك سراج لقدمي ونوراً لسبيلي " ( مز 118: 108 )
فإذا لم تنم عن إرادة حياتك ما دمت في بحر الأعمال العالمية فإنك تحصل على مساعدة الروح الكلي قدسه الذي يسير أمامك حتى يصل بك دون خطر إلي الميناء الهادي وهو إرادة الله.
 
قديم 05 - 11 - 2014, 04:11 PM   رقم المشاركة : ( 6786 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

مجموعة اقوال القديسين عن مريم العذراء
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس أبيفانيوس أسقف سلاميس
+ تطلعت مريم الى حواء والى أسمها ذاته "أم كل حى كإشارة سرية عن المستقبل لأن "الحياة" نفسه ولد من مريم"وهكذا صارت مريم "أم كل حى"

+ لا نستطيع أن نطبق العبارة "أضع عداوة بينك وبين المرأة" تك3: 15 على حواء وحدها، أنما بالحقيقة تحققت عندما ولد القدوس الفريد من مريم بغير زرع بشر".
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


البابا إغريغوريوس
+ أعد الله الآب لله الابن عرسا،
فحين كان في أحشاء البتول اتحد مع الناسوت،
حيث أراد الله الكائن قبل كل الدهور أن يصير في أواخر الدهور إنسانا...
هكذا ضم الكنيسة المقدسة إلى نفسه خلال سر التجسد...
والآن فإن أحشاء العذراء الأم صارت خدر هذا العريس، إذ يقول المرتل: "جعل من الشمس مظلته، مثل العريس الخارج من خدره" (مز 68: 6)
فقد كان بالحقيقة خارجا من خدره كالعريس من خدره موحدا الكنيسة إلى نفسه، خرج الإله المتجسد من رحم العذراء دائم البتولية.

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس إغريغوريوس اخو باسيليوس اسقف قيسارية
+ قال الآب هذا هو ابنى الحبيب الذى به سررت ليس هو ابنى وأخر ابن مريم ليس هو واحداّ , الذى ولد فى المغارة وأخر غيره سجد له المجوس ليس هو الذى يصطبغ واخر لم يصطبغ بل هذا هو ابنى الحبيب الذى به سررت.
لاتطلبوا لتجسده على الارض اباّ ولا تطلبوا فى السماء أماّ هو بلا اب على الارض وهو بلا أم فى السماء
+ فقد ولد من عذراء وحفظ بتوليتها ايضا وعذراويتها بلا تفسير (القديس اغريغوريوس الثيؤلوغوس).
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس إغريغوريوس النزينزى
+ من لا يقبل القديسة مريم بكونها " الثيؤتوكوس" يقطع من اللاهوت.
من يقول بأن السيد المسيح عبر في العذراء كما في قناة، ولم يتشكل بطريقة تحمل لاهوتيته كما ناسوتيته أيضا، فهذا يحسب شريرا.
من يقول بأن السيد قد تشكل فيما بعد بسكنى الله فيه، فهذا يدان.
من يتحدث عن ابن الله الآب بكونه آخر غير ابن مريم، وليس هو شخص واحد، فهو محروم من شركه التبني".
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس إغريغوريوس النيصيصى
+ البتولية هي باب دوري لحياة القداسة...
هي القناة التي تجتذب اللاهوت للشركة مع الإنسان
أنما تقدم جناحين يسندان رغبة الإنسان في الانطلاق نحو السماويات.
هي رباط الوحدة بين ما هو الهي و ما هو بشري، بواسطتها يتم التوافق بعد حدوث هوة عظيمة بينهما...
+ لقد تبرهن أن اتحاد النفس مع اللاهوت غير الفاسد لا يمكن أن يتحقق بطريق آخر مثل دخول الإنسان في هذه النقاوة العظمى.
بهذا يتشبه الإنسان بالله لينال البتولية العاكسة لنقاوة الله كما في مرآة، فتمتزج صورته بالجمال خلال تلاقيه بالجمال الأمثل و تأمله فيه.
+ وجدت المرأة شفيعتها فى المرأة
+ لم تحل بتولية العذراء الطاهرة خلال الميلاد غير الدنس، كما لم تقف البتولية في طريق ميلاد عظيم كهذا.
+ جاء هذا الميلاد من الله، وهو يتحقق في كل وقت فيه يحبل بخلود الروح في قلب الإنسان الحي، فليعطى ميلادا للحكمة والعدل والقداسة والنقاوة الكاملة.
بهذا يستطيع كل مسيحي أن يصير أما لذلك الذي هو جوهريا في كل شيء، إذ يقول ربنا نفسه " من يصنع مشيئة أبي الذي في السماوات فهذا هو أمي"(مر 3: 25، متى 12: 5).
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس إغريغوريوس صانع العجائب
+ أم الله اتحدت عقليا بالله بدوام الصلاة والتأمل وفتحت طريقا نحو السماء جديدا. سمت به فوق المبادىء والظنون الذى هو الصمت العقلى الصمت القلبى وأما مريم فكانت تحفظ جميع هذا الكلام متفكرة به فى قلبها.
+ أختارت النعمة مريم العذراء دون سواها من بين كل الاجيال لانها بالحقيقة قد برهنت على رزانتها فى كل الامور ولم توجد امرأة أو عذراء فى كل الاجيال.
+ جاء الكلمة الإلهي من الأعالي،وفي أحشائك المقدسة أعيد تكوين آدم (الخليقة الجديدة في المسيح)
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أكليمنضس السكندرى
+ القديسة مريم استمرت عذراء، رافضة الادعاء بأنها قد صارت امرأة (أي فقدت بتوليتها) بسبب إنجابها الطفل.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الاسقف أنطيوخس
+ ان مريم والدة الحياة والدة العظمة والنور والدة الله الذى ولدته بحال جديد مستغرب
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

العلامة أوريجانوس
+ من غير اللائق أن نحسب إنسانا آخر غير العذراء كبكر للبتولية المسيحية
+ يليق ألا ننسب لقب أولى العذارى، لغير مريم وحدها".
+ يؤكد العلامة أوريجانوس على دوام بتولية العذراء في عظاته على سفر اللاويين.وفي موضع آخر يقول:
"لقد تسلمنا تقليدا في هذا الشأن... أن مريم قد ذهبت (إلى الهيكل) بعدما أنجبت المخلص، لتتعبد، ووقفت في الموضع المخصص للعذارى.
حاول الذين يعرفون عنها أنها أنجبت ابنا طردها من الموضع، لكن زكريا أجابهم أنها مستحقة المكوث في موضع العذارى،إذ لا تزل عذراء".
+ كما يتشكل الطفل في الرحم، هكذا يبدو لي أن كلمة الله يتشكل في قلب النفس التي تقبل نعمة المعمودية لتدرك في داخلها كلمة الإيمان الأكثر مجدا والأكثر وضوحا.
+ يبدو أنه من الخطأ أن نتحدث عن تجسد ابن الله من القديسة العذراء ولا نشير إلى تجسده أيضا في الكنيسة...
إذ يليق بكل واحد منا أن يعرف مجيء ابن الله في الجسد بواسطة العذراء الطاهرة، وفي نفس الوقت أن يدرك مجيئه بالروح في كل واحد منا.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس إيرنياؤس
+ بطهارة أفتتح السيد المسيح الأحشاء الطاهرة، لكي يولد الإنسان مرة ثانية على مثاله.
+ فتح السيد المسيح مستودع الكنيسة المقدسة،ذاك المستودع الصامت، الذي بلا عيب، المملوء ثمرا، حيث يولد شعب الله.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس باسيليوس
+ مريم هى فردوس الكلمة
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الاب بروكلس بطريرك القسطنطينية
+ القديسة مريم هى معمل اتحاد الطبائع هى السوق الذى يتم فيه التبادل المبجل هى الحجال الذى فيه خطب "الكلمة"الجسد.
+ المولود من البتول ليس باله فقط ولا انساناّ بسيطا لأن هذا المولود عينه صير المرأة التى كانت قديما باب الخطية باب الخلاص
+ مريم هى التابوت المصفح بالدهب من الداخل والخارج
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

البابا بطرس خاتم الشهداء
البابا بطرس بطريرك الاسكندرية (إستشهد عام 311م) هو أول من أستخدم لقب "إيبارثينوس "أى دائمة البتولية للقديسة مريم قائلاً:
+ ولد يسوع المسيح حسب الجسد من سيدتنا القديسة المعظمة مريم والدة الإله الدائمة البتولية.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الاب بطرس خريستولوجيس
+ افرحى ايتها الممتلئة نعمة يتنعم البشر كل بنصيب من النعمة أما مريم فنالت النعمة بكل فيضها
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ميمر الانبا بولس البوشى اسقف مصر
+ أنت أرفع من السمائيين وأجل من الكاروبيم وأفضل من السيرافيم وأعظم من طغمات الملائكة الروحانيين,
وممجدة اكثر من الآباء والبنين وزائدة فى الكرامة على التلاميذ الافاضل المرسلين انت فخر جنسنا بل تفتخر البتولية وبك تكرم الطهارة والعفة
أنت تفضلت على الخلائق التى ترى والتى لا ترى لآجل عظة كرامة الرب الاله المسجود له الذى اصطفاك وولد منك لأن الذى تتعبد له كل البرايا سر أن تدعي له أما.
من اجل هذا كرامتك جليلة وشفاعتك زائدة فى القوة والاجابة كثيرا
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس ثيؤدوتس
+ السلام لأم القداسة التى ليس فيها أدنى عيب
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الأب زينو أسقف فيرونا (372م)
+ يا له من شئ مدهش!
مريم كانت عذراء بعد زواجها، عذراء بعد الحمل، و بقيت هكذا بعد إنجاب الطفل!
أخيرا فأنه لو وجد شئ أعظم من البتولية لقدمه ابن الله لأمه، إذ وهبها أن تفرح بكرامة البتولية الإلهية.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الأسقف سيريكس (392م)
+ ما كان الرب يسوع قد أختار أن يولد من عذراء، لو عرف أنها ليست عفيفة فتقبل زرعا بشريا في ذات الموضع الذي قطن فيه جسد الرب، أي في بلاط الملك الأبدي.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس فولجنتيوس
+ العذراء مريم هى نافدة السماء التى سكب منها الله النور الحقيقى على العالم
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس كيرلس السكندرى
+ السلام لمريم والدة الإله،كنز العالم كله الملوكي،المصباح غير المنطفئ،إكليل البتولية،صولجان الأرثوذكسية،الهيكل غير المفهوم،مسكن غير المحدود،
السلام لك، يا من حملت غير المحوي في أحشائك البتولية المقدسة.
+ أخذ السيد المسيح جسد من امرأة، ولد منها حسب الجسد، لكي يعيد البشرية فيه من جديد.
+ إننا نؤكد أن الابن وحيد الجنس قد صار إنسانا،... حتى إذ يولد من امرأة حسب الجسد، يعيد الجنس البشري فيه من جديد.
+ لنمجد مريم دائمة البتولية بتسابيح الفرح،التي هي نفسها الكنيسة المقدسة.
لنسبحها مع الابن العريس كلي الطهارة.المجد لله إلى الأبد.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس كيرلس رئيس مجمع أفسس
+ السلام لمريم المصباح غير المنطفئ
+ لنمجد مريم دائمة البتولية بتسابيح الفرح التى هى نفسها الكنيسة المقدسة لنسبحها مع الابن العريس كلى الطهارة …المجد لله الى الآبد".
+ لان العذراء القديسة وحدها تدعى وتعرف بانها والدة المسيح ووالدة الاله كونها بمفردها لم تلد انسانا بسيطا بل ولدت كلمة الله المتجسد الذى صار انساناّ
ولعلك تسأل هنا قائلا: هل كانت العذراء ام اللاهوت.
أعلم أنه قيل أنفاّ ان كلمة الله الحى القائم بذاته لاريب فى أنه ولد من جوهر الاب نفسه وأخذ جوهراّ خالياّ من ابتداء الزمان وهو متحد مع الوالد على هذا الوجه على أنه لم يزل معه وفيه دائما
+ اننا نؤكد ان الابن وحيد الجنس قد صار انسانا..حتى اذ يولد من امراة حسب الجسد يعيد الجنس البشرى فيه من جديد
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس كيرلس عامود الدين
+ من لا يعترف أن عمانوئيل هو اله حقيقى ومن أجل هذا أن العذراء الطاهرة هى والدة الاله لكونها ولدت جسدانيا الكلمة المتجسد الذى من الله لكون الكلمة صار جسدا ليكن محروما
+ لنقف فى تخشع ممتلىء بالفرح أمام البذل اللا نهائى الذى حولنا من عبيد الى حرية مجد أولاد الله فتغمرنا بهجة فياضة لهذه المحبة الالهية
وفى غمرة هذه البهجة تذكر أن السيدة العذراء عاشتها فى عمقها لتفهمها النعمة الفريدة التى اسبغها الله عليها باختيارها الام لابنه الوحيد
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس يوحنا
+ الشمعة الموقدة أمام أيقونة العذراء تعلن ان هذه هى ام النور
 
قديم 05 - 11 - 2014, 04:13 PM   رقم المشاركة : ( 6787 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

قيامتنا وصعودنا مع المسيح

كحزمة واحدة مُقدّمة للآب

(تفصيل القول المختصر المنشور في باطن الغلاف)

للقديس كيرلس الكبير

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ouWuo

[ «فيُردِّد الحزمة أمام الرب للرضا عنكم، في غد السبت يُردِّدها الكاهن» (لا 11:23). لقد صار المسيح تقدمة للآب من أجلنا، بصفته باكورة الأرض على طقس الحزمة. إنه في ذاته يُعتبر سنبلة واحدة، ولكنه من جهتنا ليس سنبلة واحدة، ولكنه يُصعِد ذاته كمثل حزمة، أي رابطة مكوَّنة من سنابل كثيرة. وفي ذلك رمز سرِّي نافع لنا:

فإنَّ يسوع المسيح واحدٌ هو، ولكنه كمثل الحزمة يُعتبر جامعاً الكثيرين في ذاته، وهو كذلك لأنه يقتني في ذاته جميع المؤمنين في اتحادٍ روحي، ولهذا السبب يكتب بولس الطوباوي أننا «أُقِمنا معه وأُجلِسنا معه في السماويات» (أف 6:2)، لأنه لما صار مثلنا صرنا معه «شركاء في الجسد» (أف 6:3)، واغتنينا بالاتحاد به بواسطة جسده، ولذلك نقول إننا كلنا فيه؛ بل وهو نفسه يقول لله أبيه الذي في السموات: «كما أني واحد معك، أُريد أنهم هم أيضاً يكونون واحداً فينا» (راجع يو 21:17)، وذلك لأن «الملتصق بالرب يكون روحاً واحداً معه.» (1كو 17:6)

إذن، فهو حزمة بصفته يقتني الجميع في ذاته، ويرفع ذاته من أجل الجميع كباكورة للبشرية المُكمَّلة في الإيمان، والتي صارت مستحقة أن تنال الكنوز العُليا السماوية.

إنه يقول إنه يجب ترديد الحزمة في غد اليوم الأول من الفطير، أي في اليوم الثالث بعد الفصح، لأن المسيح قام من بين الأموات في اليوم الثالث، وفيه أيضاً انطلق إلى السموات إلى المسكن الحقيقي وإلى قدس الأقداس. ثم إنه يقول: «لا تأكلوا من الحصيد الجديد إلى ذلك اليوم عينه الذي فيه تُردِّدون الحزمة»، ذلك لأن الذين كانوا في زمان الناموس، بل وكل صفوف الأنبياء القديسين، لم يكن لهم الطعام الجديد الذي هو تعاليم المسيح، بل ولم يكن قد تمَّ لهم تجديد الطبيعة البشرية إلاَّ كإرهاصة سابقة، ولكن لما قام ربنا يسوع المسيح وأكمل ترديد نفسه كباكورة للبشرية أمام الله الآب، حينئذ بالذات تمَّ تغيير أعماق كياننا إلى حياةٍ جديدة، وصرنا نسلك بحسب الإنجيل: «ليس في عِتق الحرف بل في جدَّة الروح.» (رو 6:7)]

جلافيرا (أقوال برَّاقة) في سفر العدد
 
قديم 05 - 11 - 2014, 04:14 PM   رقم المشاركة : ( 6788 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

صلاة تكريس لقلب يسوع
من تأليف القدّيسة مارغريت : ماري
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أنا (فلان) أهبُ وأكرّس لقلب ربّنا يسوع المسيح الأقدس ذاتي، وحياتي، وأعمالي ومشقّاتي وآلامي،

حتّى لا أستخدم أيّ جزء من كياني إلاّ ليكرّمه ويحبّه ويمجّده.
هي ذي إرادتي التي لا رجوع عنها، أن أكون له بكلّيتي، وأن أعمل كلّ شيء حبًّا به، نابذًا من كلّ قلبي كلّ ما لا يرضيه.
إنّي أتّخذك إذن، يا قلب يسوع الأقدس، موضوعًا وحيدًا لحبّي، وحارسًا لحياتي،

وضمانة لخلاصي، ودواءً لضعفي، وعدم ثباتي، ومصلحًا لكلّ عيوبي حياتي، وملاذًا أكيدًا لي عند ساعة الموت.
كن إذن، أيّها القلب الوديع مبرّرًا لي تجاه الله أبيك، وأمِلْ عنّي سهام غضبه العادل، يا قلب الحبّ، إنّي أضع كلّ رجائي فيك،

لأنّي أخاف كلّ شيء من شرّي وضعفي، ولكنّي أرجو كلّ شيء من حنوّك.

فافنِ إذن فيّ كلّ ما يمكن أن لا يرضيك أو أن يقاومك وليطبع الحبّ الصافي صورتك في أعماق قلبي حتّى لا أنساك أبدًا، ولا أفترق عنك،

واستحلفك بكلّ ألطافك أن يكون إسمي محفورًا فيك، لأنّي أريد أن أضع كلّ سعادتي وكلّ مجدي في أن أعيش وأن أموت كخادم لك.
 
قديم 05 - 11 - 2014, 04:17 PM   رقم المشاركة : ( 6789 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أقوال في تجارب المؤمنين
القديس نيقولاوس فيليميروفيتش
نقلها إلى العربية الأب أنطوان ملكي

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لمَ يسمح الله بالاعتداء على الكنيسة؟
لماذا يسمح الله الطيّب بالاعتداء وبالآلام للإيمان الصحيح بينما تتمتع الهرطقات والوثنية بالهدوء؟


لماذا؟ يتساءل القديس يوحنا الذهبي الفم ويجيب مباشرة:
"حتى تعرفوا ضعفهم (أي ضعف الهرطقات والوثنية) عندما ترون أنّهم يتفسخون من ذواتهم من دون أي إقلاق ولكي تقتنعوا بقوة الإيمان الذي يحتمل المصاعب وحتّى أنه يتضاعف من خلال مناوئيه...

لهذا، إذا تشاجرنا مع الوثنيين أو اليهود التعساء، يكفي أن نشدد، كدليل، على القوة الإلهية التي في الإيمان (المسيحي) التي خضعت لصراعات لا تُحصى واحتفظت بالنصر" ح
تى عندما وقف العالم بأجمعه في وجه الكنيسة.


يقول القديس إسحق السرياني:

"يتعرّف الإنسان على محبة الله المدهِشة عندما يكون في المصائب التي تبيد رجاءه. هنا، يظهِر الله قوته لخلاص الإنسان. فالإنسان لا يعرف قوة الله في الرخاء والحرية".
الألم والإنسان الروحي

الخوف في الألم والخوف من الألم هما الخوف نفسه وهو يعني خوف الإنسان الروحي من أن يكون الله قد ابتعد عنه.

عندما عانَت القديسة كاترينا عذابات كثيرة وصعبة، ظهر لها ربنا فسألَته:

"أين كنتَ إلى الآن، أيها السيد، لتريحين من الآلام الكثيرة؟"

فأجابها الرب: "كنتُ هنا في قلبك".
لكن الخوف الأعظم عند الإنسان الروحي هو عندما لا تعترضه الآلام لوقت طويل.

دخل راهب في إحدى المرات كنيسة في الإسكندرية ورأى امرأة راكعة أمام أيقونة المخلّص وتصرخ إلى السيد:

"لقد تخليت عني أيها السيد، أيها الرحوم ارحمني".

عند سماع الراهب لهذه الصلاة سألها:

"مَن أخطأ إليكِ حتى أنّك تتشكين بهذه المرارة إلى الله؟"

فأجابت المرأة: "إلى الآن لم يخطأ إليّ أحد، ولهذا أنا أبكي لأن الله قد هجرني لثلاث سنوات ولم يزرني بأي ألم. خلال هذه السنوات، لم يصبني أي مرض، لا أنا ولا ولدي، حتّى ماشيتي لم ينفق منها أي واحد".


الإيمان الحقيقي والاضطهاد في هذا العالم

ينبغي أن يُضطَهَد الإيمان الحقيقي في هذا العالم. المخلص بنفسه قال هذا الكلام بوضوح وصراحة لرسله.
يقول القديس أبوليناريوس أسقف ييرابوليس، في كتابته ضد المونتانيين الهراطقة:

"فليقولوا لنا أمام الله مَن من كل أنبيائهم، بدءً بمونتانوس وزوجاته، اضطهده اليهود وقتله الأثمة؟ لا أحد. مَن من هؤلاء أبعِد من أجل اسم المسيح وصًُلِب على الصليب؟ أيضاً لا أحد. هل ضُرِبَت أي من تلك النساء بالسياط أو رُجمَت في المجامع اليهودية؟ أبداً ولا".

ومع ذلك، يريد القديس الأرثوذكسي أن يقول أنه ينبغي بالإيمان الحقيقي أن يُضطَهَد في هذا العالم. الهرطقات بشكل عام أقرب إلى روح العالم الشيطانية،

ولهذا السبب العالم والشيطان لا يضطهدان خاصتهما. الاضطهاد بشكل مستمر، خمع استراحات قصيرة بين الاضطهاد والآخر، هو من ميزات الإيمان والكنيسة الأرثوذكسيين.

هذا الاضطهاد موجود عبر التاريخ، من الداخل والخارج، أي من غير المؤمنين في الخارج ومن الهرطقات في الداخل.
 
قديم 06 - 11 - 2014, 12:05 PM   رقم المشاركة : ( 6790 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

التسامح

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ربي يسوع أطلب منك اليوم أن تسامح كل شخص بحياتي.
أنا أعرف أنك ستعطيني القوه لأسامح.
أشكرك لأنك تحبني أكثر مما أحب ذاتي،
ولأنك تريد سعادتي أكثر مما أرجوها أنا لنفسي.
أرجوك حررني بروحك القدوس من قسوتي وإستياءاتي منك
إذ سَمَحتَ بأن تحل بي مصائب وصعوبات وعقابات ظننت أنها
منك إذ قال الناس "هذه مشيئة الله". فأصبحتُ قاسياً ومستاءً منك، ونسبت الشر اليك.
سامحني يا إلهي.
إلهي أنا بدوري سأنظر لمحبتك لي.
أرجوك يا أبتِ طهـِّر قلبي وعقلي الآن باسم يسوع المسيح.
---------------------------
" .. فإن كنتم تغفرون للناس زلاتهم،.
يغفر لكم أبوكم السماوي زلاتكم.
وإن كنتم لا تغفرون للناس زلاتهم،
لا يغفر لكم أبوكم السماوي زلاتكم. " (متى 15-6:14)
---------------------------
" احتملوا بعضكم بعضاً وليسامح بعضكم بعضاً،
إذا كانت لأحد شكوى من الآخر.
فكما سامحكم الرب، سامحوا أنتم أيضا .ً" (كولوسي 3:13)
---------------------------
" وليكن بعضكم لبعض ملاطفـاً رحيمـاً،
غافراً كما غفرالله لكم في المسيح. " (أفسس 4:32)
---------------------------
" فدنا بطرس وقال ليسوع:
يا سيد، كم مرةً يخطأ إليَّ أخي وأغفر له؟ أسـبـعَ مـــراتٍ؟
فـأجابه يسـوع:
لا سـبـعَ مـراتٍ، بـل سـبـعـيـن مـرةً سـبـعَ مـراتٍ. " (متى 18:21)
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 01:23 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024