03 - 11 - 2014, 04:26 PM | رقم المشاركة : ( 6761 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الوعود التي وعد بها السيد المسيح للمتعبدين لقلبه الأقدس للقديسة مرغريتا مريم الأكواك أما ثمرة هذه العبادة فقد لخصها المخلص نفسه في مواعيده للقديسة مرغريتا مريم الأكواك: 1. سوف أمنحهم جميع النعم اللازمة لحالتهم. 2. القي السلام في بيوتهم. 3. أعزيهم في جميع أحزانهم. 4. أكون ملجأهم الأمين في حياتهم و خاصة في مماتهم. 5. أسكب بركات وافرة على جميع مشروعاتهم. 6. يجد الخطأة في قلبي ينبوع الرحمة الغزيرة. 7. تحصل الأنفس الفاترة على الحرارة. 8. ترتقي الأنفس الحارة سريعاً الى قمة الكمال. 9. أبارك البيوت التي تضع فيها صورة قلبي للتكريم. 10. امنح الاكليروس موهبة يلينون بها القلوب الأشد صلابة 11. من يعمل بهمة على نشر هذه العبادة فسيكون اسمه مكتوباً في قلبي و لن يمحى منه أبداً. 12. الوعد الكبير "إني أعدك في فرط رحمة قلبي، بأن حبي القادر على كل شيئ سيعطي جميع الذين يتناولون أول جمعة من الشهر ـ مدة تسعة أشهر متواليةـ نعمة الثبات الأخير. فإنهم لن يموتوا في نقمتي، بل سيقبلون الأسرار المقدسة، و يكون قلبي ملجأ اميناً في تلك الساعة الاخيرة |
||||
03 - 11 - 2014, 04:29 PM | رقم المشاركة : ( 6762 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كيف ينبغي أن يستعدّ الانسان للاعتراف
مختارات من كتاب "دليل الاعتراف" القديس نيقوديموس الأثوسي نقلها إلى العربية الأب أنطوان ملكي ما هي التوبة؟ أخي الخاطئ، هذا هو الاستعداد الواجب اتّباعه قبل أن تتوب وتذهب إلى الاعتراف. اعرفْ أولاً أن التوبة، بحسب القديس يوحنا الدمشقي، هي العودة من الشيطان إلى الله، التي تتمّ بالألم والجهاد. وهكذا أنتَ أيضاً، أيها الحبيب، إذا رغبت بأن تتوب كما يليق، عليك أن ترفض الشيطان وأعماله وتعود إلى الله وإلى الحياة التي تليق به. عليك أن تنبذ الخطيئة التي هي ضد الطبيعة، وتعود إلى الفضيلة التي هي بحسب الطبيعة. عليك أن تكره الشر كثيراً، حتى تقول مع داود: "أَبْغَضْتُ الإثم وَكَرِهْتُهُ" (مزمور 163:118)، وبدلاً عن ذلك، عليك أن تحبّ الخير ووصايا الرب كثيراً حتى تقول أيضاً مع داود: "أَمَّا شَرِيعَتُكَ فَأَحْبَبْتُهَا." (الآية نفسها)، وأيضاً: "لأَجْلِ ذلِكَ أَحْبَبْتُ وَصَايَاكَ أَكْثَرَ مِنَ الذَّهَبِ وَالإِبْرِيزِ." (مزمور 127:118). باختصار، الروح القدس يعلّمك بسيراخ الحكيم ما هي التوبة الحقيقية في قوله: "تُبْ إلى الرب وأقلِعْ عن الخطايا، تضرَّع أمام وجهه وأقلِلْ من العثرات. إرجعْ إلى العلي وأعرِضْ عن الظلم وأبغض القبيحة أشدّ بغض" (ابن سيراخ 25:17-26). X X X مظاهر التوبة اعرفْ ثانياً أن مظاهر التوبة هي ثلاثة: الندم، الاعتراف، والارتياح. X X X الندم الندم هو الأسف والحزن الكامل في القلب، وهما يكونان في الشخص الذي، بسبب الخطايا التي ارتكبها، خيّب الله وخالف ناموسه الإلهي. هذا الندم يأتي فقط على الكاملين ومَن هم أبناء الله، لأنّه ينشأ فقط من محبة الله. تماماً مثلما يتوب الولد فقط لأنه خيّب أباه، وليس لأنه سوف يُحرم من الميراث أو يُطرَد من المنزل الأبوي. في هذا الخصوص، يقول الذهبي الفم الإلهي: "تأوّه بعد أن أخطأت، ليس لأنّك سوف تُعاقَب (إذ ليس العقاب شيئاً)، بل لأنك أثِمتَ إلى سيدك، مَن هو كثير الكرم، وفائق اللطف، ويحبّك كثيراً ويتوق إلى خلاصك حتى أنّه بذل ابنه من أجلك. لهذا تأوّه". X X X الألم الألم مرتبط بالندم، الذي هو أيضاً حزن وأسى غير كامل في القلب، وهو يأتي ليس لأن الإنسان خالف الله بخطاياه، بل لأنّ هذا الإنسان قد حُرِم من النعمة الإلهية، خسر الملكوت وكسب الجحيم. هذا الألم يكون لغير الكاملين، أي للأجراء والعبيد، لأنّه لا يصدر عن محبة الله، بل عن الخوف ومحبة الذات، تماماً مثلما يتأسّف الأجير لفقدانه أجرته ويتحسّر العبد خوفاً من تأديبات سيده. وهكذا أنتَ أيضاً، يا أخي الخاطئ، إذا أردتَ أن تكتسب هذا الندم والألم في قلبك، وبهما يكون ندمك مرضياً لله، عليك أن تفعل ما يلي. X X X اعترف لأبٍ روحي مختبِر أولاً، فتّش حولك واعرفْ مَن هو الأب الروحي الأكثر خبرة، لأن باسيليوس الكبير يقول، كما أن الناس لا يظهرون أمراضهم وجراحهم الجسدية لأي طبيب كان، بل للأطباء أصحاب الخبرة الذين يعرفون كيف يداوونهم، كذلك أيضاً ينبغي كشف الخطايا، ليس لأي كان بل لأولئك القادرين على شفائها: "في الاعتراف بالخطايا ينبغي اتّباع الطريقة نفسها كما في الكشف عن أمراض الجسد. كما أن الإنسان لا يكشف أمراض الجسد لكل الأطباء أو للمارّين صدفة، بل لأصحاب الخبرة في علاجهم، كذلك أيضاً ينبغي أن يكون الاعتراف بالخطايا أمام أولئك القادرين على معالجتها، كما هو مكتوب: "فَيَجِبُ عَلَيْنَا نَحْنُ الأَقْوِيَاءَ أَنْ نَحْتَمِلَ أَضْعَافَ الضُّعَفَاءِ" (روما 1:15)، أي أن تحملوها باهتمامكم". X X X كيف يفحص الإنسان ضميره؟ ثانياً، تماماً كما تجلس لتَعِدّ مالَك بعد صفقة ما، بالطريقة نفسها امضِ إلى مكان محدد، أيها الأخ، وقبل اسبوعين أو ثلاثة من ذهابك إلى الأب الروحي الذي وجدته، خاصةً عند بداية كل من فترات الصوم الأربعة في السنة، اجلسْ في ذلك المكان الهادئ، احنِ رأسَك، امتحِن ضميرك، هذا ما يسمّيه فيلون اليهودي (الاسكندري): "فحص الضمير"، وكنْ "لا مدافعاً عن خطاياك بل قاضياً لها"، بحسب الطوباوي أوغسطين. تأمّل، مثل حزقيّا، في كل حياتك بحزن ومرارة في النفس: "مُتَمَهِّلاً كُلَّ سِنِيَّ مِن أَجْلِ مَرَارَةِ نَفْسِي." (إشعياء 15:38). تأمّل أيضًا كم أخطأتَ في الأعمال، والأقوال، والارتباط بالأفكار، بعد آخر اعتراف لك، عادّاً الأشهر والأسابيع والأيام. تذكّرْ الأشخاص الذين أخطأتَ معهم والأماكن التي أخطأتَ فيها، وباجتهاد تأمّل في هذه الأشياء لكي تجد كلاً من خطاياك. هكذا ينصح سيراخ الحكيم قائلاً من جهة: "قبل القضاء افحص نفسك" (ابن سيراخ 20:18). ومن جهة أخرى، يقول غريغوريوس اللاهوتي: "امتحنْ نفسك أكثر من قريبك. حساب الأعمال هو أهمّ من حساب المال. لأن المال يفسد بينما الأعمال تبقى". وتماماً، كما أن الصيادين لا يكتفون بمجرّد إيجاد وحش في الغابة، بل يسعون بكل الطرق إلى قتله، كذلك يا أخي، عليك ألاّ تكتفِ بفحص ضميرك وإيجاد خطاياك وحسّب، لأن هذا ينفعك قليلاً، بل جاهدْ بكل الطرق لقتل خطاياك بالحزن في قلبك، أي بالندم والألم. ولكي تكتسب الندم، افتكِرْ في كمْ اعتديت على الله بخطاياك. لكي تكتسب أيضاً الألم، فكِّرْ في كم اعتديت على نفسك بخطاياك |
||||
03 - 11 - 2014, 04:33 PM | رقم المشاركة : ( 6763 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
من كتاب طريق الخلاص "المدخل" للقديس ثيوفانس الحبيس قد يكون ممكناً أن نصف الأحاسيس والميول التي ينبغي بالمسيحي امتلاكها، لكنّ هذا بعيد جداً عن أن يكون كافياً لترتيب خلاصه. المهم لدينا هو الحياة الحقيقية بروح المسيح. لكن فقط لامسوا هذا الأمر وسوف تنظرون كم من التعقيدات تتكشّف وكم من الدلائل تُطلَب عند كل خطوة. صحيح أنه ممكن أن نعرف غاية الإنسان الأخيرة: الاتحاد بالله. وقد يكون ممكناً وصف الطريق إلى هذه الغاية: الإيمان والسير بحسب الوصايا بمعونة النعمة الإلهية. وقد يقول البعض: هذه هي الطريق فسيروا بها. هذا الكلام يسهل قوله لكن كيف تنفيذه؟ كثيرون تنقصهم الرغبة بالمسير. النفس، مشدودة بهذا الهوى أو ذاك، تصدّ بعناد كل قوة وكل دعوة. تتحوّل الأعين بعيداً عن الله دون أن تريد النظر إليه. فالإنسان لا يميل إلى ناموس المسيح، ولا هو مستعد حتّى للاستماع إليه. قد يسأل البعض، كيف يصل الإنسان إلى نقطة ولادة الرغبة بالسير نحو الله على طريق المسيح؟ ما الذي يفعله الإنسان حتى يطبع الناموس نفسه في قلبه، فيتصرّف المرء بحسب هذا الناموس من نفسه وبدون تكلّف، فلا يكون الناموس حِملاً عليه بل يبدو وكأنه نابع منه؟ لكن لنفترض أن شخصاً ما تحوّل نحو الله، ولنفترض أنه توصّل إلى محبة ناموسه. هل سوف ينجح التحوّل إلى الله، وهو ضروري جداً، والسير على طريق المسيح لمجرّد أننا نرغب به؟ لا. إلى جانب الرغبة، ينبغي امتلاك القوة والمعرفة للتصرّف. على المرء أن يمتلك حكمة ناشطة. مَن يدخل الطريق التي ترضي الله، أو مَن يبدأ بمعونة النعمة بالجهاد نحو الله على طريق ناموس المسيح، سوف يكون مهدداً، بشكل لا يمكن تلافيه، بأن يضيّع الطريق عند كل مفترق، بأن يضلّ ويهلك فيما هو يتخيّل أنّه مخلَّص. هذه المفترقات لا يمكن تلافيها لأن الميول الخاطئة والاضطراب في قدرات الإنسان قادرة على تقديم الأمور بضوء زائف، أي خداع الإنسان وتدميره. إلى هذه ينضمّ تملّق الشيطان المتباطئ بالابتعاد عن ضحاياه، فإذا انتقل إلى نور المسيح واحد من الذين تحت سلطانه، يلحق به ويستغلّ كل الطرق للإمساك به مجدداً، وغالباً ما ينجح بذلك. بالنتيجة، ضروري لكل مَن امتلك الرغبة بالسير على الطريق المذكور إلى الرب، بالإضافة إلى هذه الرغبة، أن يرى كل الانحرافات الممكنة على هذا الطريق، حتى يتنبّه المسافر مسبقاً، ويرى الأخطار التي قد يصادفها، فيعرف كيف يتجنبها. هذه الاعتبارات العامّة التي لا يمكن تلافيها على طريق الخلاص تجعل مما لا مفرّ منه بعض القوانين التوجيهية للحياة المسيحية والتي بها تتحدد هذه الحياة: كيف البلوغ إلى الرغبة الخلاصية بالشركة مع الله والغيرة للبقاء في هذه الشركة، وكيف البلوغ إلى الله من دون محنة عند كل المفترقات الموجودة على الطريق وعند كل خطوة. بتعبير آخر، كيف المباشرة بسلوك الحياة المسيحة وكيف، بعد الابتداء، بلوغ الكمال فيها؟ إن بذار الحياة المسيحية وتطورها مختلفان بالجوهر عن بذار الحياة الطبيعية وتطورها، ذلك بسبب الميزة الخاصة للحياة المسيحية وعلاقتها بالطبيعة. لا يولَد الإنسان مسيحياً بل يصير بعد الولادة. إن بذار المسيح يقع على تربة القلب الذي ينبض أصلاً. عند النبتة، على سبيل المثال، تكون بداية الحياة في تنشيط الشطأ في التربة، أي إيقاظه وكأنه قوة نائمة، بينما الإنسان المولود طبيعياً يواجهه مطلب المسيحية فتكون بداية الحياة المسيحية نوعاً من إعادة الخلق ومنح قوى جديدة وحياة جديدة. علاوة على ذلك، لنفترض أن المسيحية أتت كقانون، أي أن القرار صدر بعيش حياة مسيحية: بذار الحياة (هذا القرار) ليس محاطاً في الإنسان بعناصر محببة إليه. وإلى جانب هذا، كل الأنسان، جسداً وروحاً، يبقى غير متأقلم مع الحياة الجديدة، وغير مستسلم لنير المسيح. وبالتالي من هذه اللحظة يبدأ الإنسان عملاً من العَرق، عملاً ليربّي كامل نفسه وكل قدراته بحسب معايير المسيح. لهذا السبب، فيما الثمر في النباتات، على سبيل المثال، هو تطور تدريجي لكل المَلَكات، سهل وغير مقيّد، في المسيحي هو معركة مع الذات فيها الكثير من العمل، صعبة ومحزنة، وتتطلّب منه أن يعرّض مَلَكاته لأمور هي لا تميل إليها. كمثل جندي، عليه أن يأخذ كل جزء من الأرض، حتى ما له، من أعدائه عن طريق الحرب، بالسيف ذي الحد المزدوج أي إرغام نفسه ومواجهتها. بالنهاية، بعد أعمال طويلة وجهادات، تظهر المبادئ المسيحية منتصرة، حاكمة بدون معارض. وهي تتغلغل في كل تركيبة الطبيعة البشرية، طاردة منها التطلبات والميول العدائية، وواضعة في مكانها حالة من اللاهوى والطهارة، جاعلة إياها مستحقة لبركة طهارة القلب، أي أن ترى الله في ذاتها في الشركة الأكثر إخلاصاُ معه. هذا هو مكان الحياة المسيحية فينا. ولهذه الحياة ثلاث درجات ممكن ذكرها: التحوّل إلى الله، التطهّر أو تغيير الذات، القداسة. في المرحلة الأولى يتحوّل الإنسان من الظلمة إلى النور، من سلطة الشيطان إلى الله. في الثانية، يطهّر غرفة قلبه من كل نجاسة حتى يستقبل المسيح السيد الآتي إليه، في الثالثة، يأتي الرب، يأخذ مسكنه في القلب ويشترك مع الإنسان. هذه هي حالة الشركة المباركة مع الله، وهدف كل الأعمال والمساعي النسكية. وصف كل هذا وتحديد قوانينه يعني تحديد طريق الخلاص. إن الإرشاد الكامل في هذا الأمر يأخذ الرجل الواقف على مفترق طرق الخطيئة، يقوده عبر طريق التطهر الملتهب، ويرفعه إلى درجة الكمال التي يمكنه إحرازها بحسب درجة نضجه في المسيح. وهكذا نظهر كيف تبدأ الحياة المسيحية فينا، كيف تكتمل وتنضج وتتقوّى، وكيف تظهر ذاتها في كمالها |
||||
03 - 11 - 2014, 04:34 PM | رقم المشاركة : ( 6764 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
بعض أقوال الأخت الطوباوية ايلينا غويرّا رسولة الروح القدس *"قداسة البابا، إنّ روح الشيطان تُهيمن على عالمنا هذا، وتدفع بالبهتان والفساد الأخلاقي إلى النصر الباهر. وهناك أناس كثيرون يُسعفون إبليس على إهانة مجد الله الجدير بالعبادة وسَلْبِهِ عدداً لا يُستهان به من النفوس التي افتداها السيد المسيح بدمه على الصليب. وسيستمرّ تسلّط الشرير المشؤوم، على هذا العالم المسكين، حتى يجيء الروح القدس لتغيير وجه الأرض. ولكنّ المؤمنين، اليوم لا يفكرون في التضرّع للروح القدس والتعبّد له، ذاك التعبّد الذي نشأ عليه المسيحيون الأولون، بات في عالم النسيان الكامل تقريباً ومع كلّ ذلك، يجب أن نرجع إلى الروح القدس، ليرجع الروح القدس إلينا. أفلا يُصبح مجيئُهُ ثمرة صلواتنا وتضرعاتنا الاجماعيّة؟ قداسة البابا، نلتمس بركة عطفكم، قبل أن تنتهي هذه السنة المباركة ليوبيلكم، آملين أن تدعو هذه البركة المؤمنين إلى الاتحاد بالروح. ومع عودة تساعية العنصرة المقبلة، تساعية سنة 1894، يشكّل هؤلاء كعلية روحية جديدة، ليؤلّفوا بصلواتهم الحارّة قوّة لطيفة هادئة للبارقليط، لكي يتكرّم علينا بقدومه، فيبدّد بنوره الوضئ، ظلمات الآثام والذّنوب الكثيرة التي تغطي وجه الأرض، ويُدفئ بناره قلوباً تجمّدت باللامبالاة التي تسود الناس أجمعين. "ومريم" يا لها من أم كريمة، صَلّت بفعّالية، مع الرسل، في علية أورشليم. وبأيّ حبّ تبارك، من السماء "العلية الروحيّة الجديدة" (Le Nouveau Cénacle) أو لا تعمل وهي تصلّي معنا، على تقريب موعد الرحمات الإلهيّة! (من رسالة الطوباوية إيلينا غويرّا لقداسة البابا لاوون الثالث عشر) في 17 نيسان 1895 *يجب أن تنطفئ نار الشر المتأجِّجة بلهيب الحب الخالد المفعم بالقدرة وقوة التأثير، الذي هو الروح القدس!"، فإنّ جميع العقبات ستُذلّل وجميع المصاعب ستُقهر، لا محالة، وسيُغيّر الروح القدس وجه الأرض، كما غيّره على عهد الرسل، لأنّ الحاجة إلى التغيير والتجديد، في أيامنا هذه، ليست بأقلّ أهميّة، مما كانت عليه في ذلك الوقت". إيلينا غويرّا »-قد كان الروح القدس بحسب الملاك جبرائيل، مصدر سرّ التجسّد والامومة الإلهيّة لمريم. ومن جهة أخرى، أوليس الروح القدس هو كاتب هذه الرائعة "الاكليروس الكاثوليكي"؟ فمَن هو سيد الكاهن ومولاه؟ ومَن غيره أفعم الرسل بالعقيدة؟ ومن هو حاميه وبارقليطه؟ ومن يرد عنه مضايقات البشر واضطهاداتهم؟ ومَن غير الروح القدس نفح هذه القوّة في الشّهداء الذين نُعجب بهم إعجاباً شديداً؟ فالكهنة المؤمنون بالتعبّد للروح القدس، هم الرسل الحقيقيون الذين نحن بحاجة إليهم، ما دمنا على قيد الحياة!« إيلينا غويرّا »لنقم "تساعية الروح القدس" أقول، ولكن، لنقمها كما يجب، لنقمها بالإتحاد مع الرسل، ولنقمها مع مريم. أيّها المسيحيون، اغتنموا الأوقات ولا تدعوها تفوتكم أَمعِنوا في اللجوء إلى الروح الإلهي.« إيلينا غويرّا وكانت تساعية العنصرة تُقام بدون توقُّف في الجمعيّة، وفي احتفال مهيب، حيث تكرّس الأيام السبعة الأخيرة من السنة القديمة، والأيام السبعة الأولى من السنة الجديدة، للتعبد للروح القدس. *نشـرت إيلينـا فكـرة بعنوان "علية روحية دائـمـة" (Le Cénacle Permanent). ترمي إلى تنظيم جماعات المؤمنين، رجالاً ونساءً، شباباً وشيوخاً، كهنة وعلمانيين، رهباناً وراهبات، ليتَّحدوا ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً، "سبعة بسبعة"، ويلتزموا بتكريم الروح القدس بصلوات وممارسات روحية متنوعة، يوماً واحداً في الأسبوع وبالتالي ليأخذوا على عاتقهم، في نطاق إمكاناتهم وقدراتهم، نشر هذا التعبد في جميع أنحاء العالم. *في سنة 1866 نشرت إيلينا ممارسات العبادة المكرّسة كتمهيد للعنصرة، هذه الفترة كانت على امتداد سبعة أسابيع، تبتدئ في اليوم نفسه الواقع فيه عيد الفصح. قال قداسة البابا لاوون الثالث عشر في منشوره الملخص بتاريخ 5 أيار 1895 ورداً على رسالة ايلينا غويرا: »لقد أردنا استشارة عطف الكاثوليك، إقتداءً بالعذراء مريم وبالرسل القديسين، لكي يتوجهوا الى الله بسلام تام وشوق رائع، في بدء التساعية القادمة التي تقام تمهيداً للعنصرة وهم يرتلون باستمرار هذه الصلاة: »يا يسوع، أرسل روحَكَ الخالق تغير وجه الأرض«. »فالروح القدس بذاته، يعمل، بفضيلته في الكنيسة، بكل الوسائل، في حين ان المسيح هو رأس الجسد السري. وكذلك يمكن القول بأنه القلب من الجسدفهو المحبة الباقية، تستند اليه أعمال الحب وهو يأمل جيداً، بأن بعد ان يقمعَ الطاغي بالخطايا والذنوب والخبث، سَيَصون، بدقة، سلام النفوس واتحادها، كما يُوافق ابناء الكنيسة. »من هذا المسعى الديني للصلاة الى البارقليط السماوي، يجب أن نأمل، وبأقصى درجة، بأن ذلك سيؤدي الى اصلاح ذات البين في صفوف المسيحيين« |
||||
03 - 11 - 2014, 04:35 PM | رقم المشاركة : ( 6765 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كيف يجب ان نصلّي بدون تشتت للقديس إسحق السرياني وافهم ما أقوله لك وما قيل قديماً: صلِّ كما تقرأ كتب من أرشدهم الله. وليكن ذهنك منتبهاً للتأمّل في الآيات، حتى تستيقظ نفسك بمعانيها العظيمة مندهشة من تدبير الله، فتندفع إما إلى تمجيده أو إلى حزن مفيد لك. وإذا وجدت فيها ما هو مناسب للصلاة فاتخذه لأنه عندما يثبت الذهن فيه يزول عنك الغمام، فلا سلام للذهن في عمل العبودية ولا تشويش ولا اضطراب في حرية الأبناء. إن التشويش من شأنه أن يزيل تذوّق الفهم والإدراك ويسلب الصلوات معانيها كالعلقة التي تمتص الدماء من الأجساد فتقضي عليها. لهذا نستطيع أن نسمّي التشويش مركبة الشيطان. فهو، كالفارس، يمتطي الذهن دائماً ويمسك المقود ويدخل النفس التعيسة حاملاً إليها كل أصناف الأهواء ويغرقها في التشويش، وأمرٌ آخر يجب أن تنتبه إليه: لا تتلُ المزامير والصلوات كمن يملي على آخر، حتى لا تظن أن مطالعتك تزداد باستمرار، فيبتعد عنك التخشع والفرح. كنْ كمن يتفوّه بكلماته الخاصة فتصير طلبتك مفعمة بالخشوع والفهم والتمييز، مثل الذي يتقن عمله جيداً. |
||||
03 - 11 - 2014, 04:36 PM | رقم المشاركة : ( 6766 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أقوال متفرّقة الأب أبيفانيوس ثيودوروبولوس نقلها إلى العربية الأب أنطوان ملكي * صفات الأرثوذكسية الخاصّة هي النسك والشركة في العبادة. *اذهبوا باكراً إلى الكنيسة، فالسحرية للناس لا للكراسي. *أخبرته مرة إحدى السيدات: "أنا لا أذهب إلى الكنيسة عندما يذهب زوجي"، فقال لها: "إذاً ينبغي ألاّ تأكلي عندما يأكل وألاّ تنامي عندما ينام. كلّ واحد يذهب إلى الكنيسة عن نفسه وليس عن أي شخص آخر." *المناولة الإلهية هي سرّ الإيمان بامتياز. في المعمودية عندنا الماء، مع أنه ماء مقدس إلا إنه ماء. في سر الزيت المقدس عندنا الزيت، مع أنه زيت مقدس إلا إنه زيت. في المناولة الإلهية نتذوّق الخبز ونراه، لكنه ليس خبزاً. إنه جسد. نرى خمراً ونتذوّق خمراً، إلا إنّه ليس خمراً، بل هو دمّ. إن المناولة هي سر الإيمان لأنه يتحدّى حواسنا. *المناولة الإلهية دواء وليست مكافأة. *سؤل الأب مرة: لماذا، بين أبناء الكنيسة، يوجد أخطاء وظلم، ولماذا لا نجد الكمال عند الأشخاص الأكثر تكريساً لله؟ فأجاب: حتى لا نتّكل على أشخاص وأشياء مرتبطة بالأرض، ولنركّز أفكارنا بشكل ثابت على الله ونوجهها إلى الملكوت الذي هو بيتنا الدائم. *علّق مرة أحد الأبناء الروحيين بأن وجود أشخاص أذكياء في الكنيسة أمر سارّ لأنها تحتاجهم. أجاب الأب أبيفانيوس: "بالطبع إنه لأمر سارّ وجود أناس أذكياء وموهوبين في الكنيسة. لكن لا لأنها تحتاجهم، فالكنيسة لا تحتاج أحداً. نحن نحتاجها لأننا من دونها لا نخلص. بالطبع، مهما كانت القدرات التي نملكها، علينا أن نستعملها لمجد المسيح. مع هذا، ينبغي ألا نعطي أهمية كبرى لمساهمتنا، فنحن " عَبِيدٌ بَطَّالُونَ" (لوقا 10:17). *سؤل الأب أبيفانيوس مرة: معروف أن السلام يسود نفوس شعب الله فقط. مع هذا، الإنجيليون (أتباع شيعة الإنجيليين البروتستانتية) يقولون بأنهم يحسّون بسلام دائم في قلوبهم. كيف يكون هذا وهم في ضلال؟ فأجاب: في هذه القرى، عندما يرغب الأهالي في ربط حمارهم ليرعى، لا داعي لربطه بأرجله الأربعة. يكفي ربطه بواحدة. الشيء نفسه يعمله الشيطان مع الإنجيليين، فلكونه ربطهم برِجل الهرطقة، فهو لا يهاجمهم بتجارب أخرى. وهكذا، يصير شعورهم بالسلام مفهوماً. ومع ذلك، هذا السلام سطحي ووقتي. *يقول الأب أبيفانيوس تعليقاً على تشديد البروتستانت أنّ في سر الإفخارستيا لا نأخذ جسد ودم السيّد الفعليين، بل هذا السر هو تذكّر بسيط لصلبه: "كما نعلم، جسد السيد على الصليب، لم يُقطّع وحسْب بل حتّى عظم من عظامه لم يُكسَر. فكيف إذاً يقول السيد في تأسيسه هذا السر يقول : "خُذُوا كُلُوا هذَا هُوَ جَسَدِي الْمَكْسُورُ لأَجْلِكُمُ" (1كورنثوس 24:11). لو كان السرّ مجرّد تذكّر، لما كان السيد قال "المكسور" أي المقطّع إلى أجزاء، لأن هذا الأمر لم يتمّ على الصليب، فكيف نتذكّره؟ *في إحدى المرات كان بعض أبنائه الروحيين مضطربين لسماعهم أن في بريطانيا نساء "كاهنات" يسيمهنّ الأنكليكان. فسألوه عمّا قد يحدث إذا وصلت أفكار مماثلة إلى الكنيسة الأرثوذكسية. فأجاب الشيخ بأسلوبه الفكاهي الذي يميّزه في أحيان كثيرة: لمَ تهتمّون يا أبنائي؟ من جهة، عندنا نساء تقيّات يردن أن يحملن الرهبنة على أكتافهن حافظات تقليدات الأرثوذكسية بإيمان، ومن جهة أخرى، ما أن يسمع دعاة المساواة بين الجنسين بكلمة "كنيسة" حتى يولّون مذعورين! لذا لا تهتمّوا. ليست الأرثوذكسية في خطر "سيامة" النساء، لا التقيات منهن ولا غير التقيات. *بالمعجزات، لا يمنح الرب شهادة الصحّة لإيمان الناس. إنه يجترحها من محبته لخليقته. *ردّاً على الذين يجدون صعوبة في تقبّل مسألة عجائب السيد، قال: عندما يقبل الإنسان قيامة المسيح، أي بتعبير آخر، أن المسيح إله، يمكنه أن يشرح كل العجائب بسهولة. *العلوم الطبيعية بجوهرها تَصِف وتشهد. إنها لا تشرح. *لدحض كل السخف المكتوب ضد المسيحية، ينبغي أن تصير الجبال عقولاً، الأشجار علب أقلام، البحر حبراً، والسهول ورقاً. *عندما تكتب يا بني لا تقدّم كلّ حججك أولاً. أبقِ البعض في الحِفظ حتى إذا أجاب أحدهم يمكنك تطبيق قانون الحفظ وهكذا تدعم موقفك بشكل أفضل. *نحن دائماً عندنا رئيس: إمّا الله أو الشيطان وأهواؤنا. *للإنسان الحرية في خياراته: إما أن يختار المسيح أو الشيطان رئيساً له. ومن هناك، تبدأ الالتزامات في هذه الحالة أو تلك. الكثيرون يسمّون التزامات المسيحية ظلماً، فيما نحن المسيحيون نحكي عن الجهاد. *الخطيئة هي ما يمنعنا من الإيمان، لا المنطق. لهذا السبب، إذا سألتَ غير مؤمن أن يعيش لستة أشهر بحسب أخلاقيات الإنجيل وعاش، فسيصير مؤمناً من دون أن يعرف ذلك. *"الله غير موجود"، هذا ما يقوله في العادة الأشخاص الفاسقون وغير الأخلاقيين. يستحيل أن يقول هذا الكلام إنسان أخلاقي، عفيف، فاضل أو ما شابه. *الإيمان والثقة بالله ليست في أن تقول في الصباح "أؤمن أن بعد قليل سوف تشرق الشمس". هذا ثقة بعمل النظام الطبيعي وليس بالله. الإيمان هو عندما تقول أن الشمس، مع كلّ الدلائل على أنها في غروبها، سوف تكون في وسط السماء بعد قليل لأن السيد هكذا وعد. *روى الشيخ مرّة هذه النادرة: قال أحد العلماء، بعد بعض الجدل لبرهان عدم وجود الله: "إذا كان الله موجوداً، فليقتلني في هذه اللحظة". وإذ لم يحدث شيء، تابع: "أرأيت؟ لو كان موجوداً لقتلني". وإذ بعجوز تسأله: "ألديكَ أولاد؟"، فأجاب بالإيجاب. فسألته "كم؟" فأجاب "ثلاثة". فسألته "أجميعهم حسنو السلوك"؟ فقال: "حسناً، ليس كلهم، الإثنان نعم... أما الثالث..."، فسألته ماذا يعني، فتابع "إنه يقف في وجهي، لا يسمع ما أقول له، يتصرّف بمشاكسة..." فأجابته: "إذاً يجب أن تقتله؟" فصرخ مذهولاً "إبني؟" فقال له: "إذا كنتَ لا تريد أن تقتل ابنَك، كيف تتخيّل أن الله يقتلك وهو يحبّك أكثر بأضعاف مما تحب ابنك؟" *في إحدى المرات، جاء أحد الأشخاص الماديين، وهو كان والد أحد أبناء الشيخ الروحيين، وكان يشتكي من أنّ الشيخ يمارس على ابنه تأثيراً غير مقبول. وفي حديثه، قال وهو يبتسم ابتسامة ساخرة: "ولا تقل لي أيها الأب أبيفانيوس، أنّك وأنت رجل ذكي إلى هذا الحد، تؤمن بهذه الأمور حول المسيح والملكوت والنار وغيرها؟" فإذ بالشيخ يقف منتفضاً ويضع تهذيبه وحلمَه جانباً ويقول له بصوت عالٍ: "اسمع أيها السيد! لو لم أؤمن بهذه الأمور لكنت أفضّل أن أبيع الليمون في الساحات على أن أخدعكّ، كنت أفضّل أن أكون عاملاً في منتهى الأمّيّة على أن أكون متعلّماً كاذباً". فمضى الزائر حاني الرأس. *قام الشيخ مرة بزيارة أحد أبنائه الروحيين في مرضه وكان هناك بعض الزوار، ومن بينهم طبيب ملحد. بعد قليل، تحولت المحادثة إلى الأمور الدينية لبعض الوقت. في النهاية توجّه الشيخ إلى الطبيب: "يا طبيبي، بغض النظر عن اعتراضاتك، أميّز عمق نفسك وإرادتك الطيبة ونزعتك الحسنة. لست نبياً، لكني أؤمن بأن الله لن يتخلى عنك. سأطلب منك أمراً. أليس ممكناً أن تقول مرة في اليوم هذه العبارة القصيرة: <يا الله، إذا كنتَ موجوداً، تعالَ للبحث عني> لن تكلّفك شيئاً ولا هي تتضارب مع ضميرك". قبِل الطبيب ذلك، وبعد أشهر قليلة، شخّص في عظامه سرطاناً. سافر إلى الخارج. هناك، نصحه الأطباء بالعودة إلى بلاده لأن انتشار المرض كان سريعاً وهو يقترب من آخرته. ما أن عاد حتى طلب أن يعترف وتناول، وهكذا مات تائباً. *قال الشيخ: "صاغ أحد الأساتذة الحجة التالية، وقد اختبرت قوتها في المناقشات: "يدّعي الماركسيون أن شيئاً لم يكن قبل المادة وأن القوانين الطبيعية تسود كل شيء. مع هذا، لا تعرف الطبيعة إلا قانون القوة. قوانين المحبة، الشفقة والعدالة مجهولة عند الطبيعة. على أساس هذا المنطق، مصير الحمل هو أن يأكله الذئب، ومصير الغني أن يضطهد الفقير من دون أي مسؤولية أخلاقية. وحده قبول القوانين الأخلاقية بعد رفض المادية يمكن أن يبرر الدعوة إلى العدالة الاجتماعية. *أحد المحامين، في أول لقاء مع الشيخ، سأله عن التقمّص وأجابه الشيخ. بعد وقت طويل من المناقشة، أصرّ المحامي على المتابعة في الموضوع نفسه. فقال له الشيخ: "حسناً. لكن ألا تشفق على الوقت الذي تقضيه في التعاطي مع هذه الأمور؟". "أهو شر أيها الأب؟" "لا ليس شراً أن تبحث في موضوع، لكنك تضيّع وقتك سدى". "أحب البحث". "ما هو عمرك؟" "حوالي الأربعين". "إذاً أنت في الأربعين وما زلتَ تبحث؟ ومتى سوف تستقرّ؟ وعندما تستقرّ، أسيكون أمامك من السنين ما يكفي لتنظيم حياتك بحسب قناعاتك النهائية؟ الحياة قصيرة جداً وتنتهي بسرعة! لا يمكن أن يكون البحث غاية حياتك. عليك بالطبع أن تستقرّ في مكان ما". "أيها الأب، أنا لا أقبل موقف <آمِنْ ولا تبحث>" "ولكني لا أقول لك ألاّ تبحث. ببساطة، أنا أقول لك أنّ عليك أن تستقر في مكان ما في وقت ما. وأنت بالفعل قد تأخرت". بعد قليل انصرف المحامي فعلّق الشيخ: "أتعرفون ما معنى أن ينشف لسانكم من العطش، وأن يكون بقربكم نبع ولا تقصدونه لتنتعشوا، بل بالمقابل تمضون إلى مياه المستنقع؟ أتعرفون معنى أن ترتجفوا من البرد والنار بقربكم دون أن تمدوا يديكم لتستدفئوا؟ أناس بائسون". |
||||
03 - 11 - 2014, 04:37 PM | رقم المشاركة : ( 6767 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
اقوال آباء عن البتولية
إن السيد المسيح اختارنا لكى نقترن به، ولذلك نمنح موهبة خاصة للبتولية للاقتران بالرب ليكون الرب هو عريس نفوسنا (القديس مقاريوس) من أدلة الرهبانية الشدة والمسكنة والمعرفة، لأنه مكتوب عن هؤلاء الثلاثة رجال: نوح وأيوب ودانيال، أن نوحًا يشبه المسكنة، وأيوب يشبه الشدة ودانيال يشبه المعرفة، فإن كانت هده الخصال الثلاثة موجودة فى إنسان فالله ساكن فيه. (القديس بيمن) سأل أنبا يوسف أنبا بيمن قائلا: قل لى، كيف أكون راهبا؟ فقال له: إن كنت تريد أن تجد نياحًا ههنا وفى الآخرة، فقل فى نفسك فى كل أمر: أنا من أنا ، ولا تدن إنسانًا (القديس بيمن) البتولية هى رباط الاتحاد بين الألوهية و البشرية فهى تشبه القناة التى توصل الألوهة لتشارك حالة الانسان . (القديس اغريغريوس) السيد إذ أراد أن يؤسس البتولية في قلب الكنيسة حفظها في جسد أمه العذراء مريم . (القديس اغسطينوس) " حينما أحب يسوع أصبح عفيفة , و حينما ألمسه أصبح طاهرة , و حينما أعانقه أصبح عذراء ". (القديسة انيسا) " ان البتولية هى زيجة روحية تشبع فيها النفس البتول بحب عريسها البتول فلا تحتاج إلى شيء ". (القديس جيروم) "طوبى لهؤلاء الذين شاءت أنفسهم بحلاوة حب الله فاقتنوا أجنحة روحانية وطاروا بها و سكنوا في نور البتول ابن البتول". (الشيخ الروحانى) " البتولية هى حياة عدم الفساد فيكفى ذلك الشرف العظيم الذى نالته من كلمات الرسول بولس " لكى يحضرها لنفسه كنيسة مجيدة , لا دنس فيها و لا غضن أو شيء من مثل ذلك بل تكون مقدسة و بلا عيب " أف 5 : 27 . (القديس كبريانوس) |
||||
03 - 11 - 2014, 04:39 PM | رقم المشاركة : ( 6768 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
صلاةٌ للمُحتّضِرِين للقديس نيفين أسقف مدينة كونستنتياني أيها الرب إله القوات العظيم، المرهوب، الغني الفائق الصلاح، الرحيم، المتحنّن أنصت واستمع لي أنا الخاطئ العاطل أنت الذي خلّصت يونان من جوف الحوت ودانيال من فم الأسود خلّصني يا مسيحي في ساعة موتي من ظلمة رئيس الشرّ العميقة ولا تسمح للشيطان أن يأتي إلى فوق سريرِ موتِ عبدك حتى لا تُشاهد نفسي يا ربّ، سحابة الشياطين لا في الدهر الحاضر، ولا في الدهر الآتي ولا في وقت احتضاري ولا حين تصعد نفسي في الهواء حتى لا يضحك التنين الملعون على نفسي الشقيّة عندما تهجر الجسد القاسي ولا تسمحنّ أن يختطفها، ياربي ومسيحي، يسوعي، وإلهي، ونوري حتى لا يختطف روح السوء القذر نفسي ويسحبها إلى الهلاك ولا ترى عيناي أيها السيد إله السماء والأرض منظره البشع المظلم ولكن في ساعة نهايتي، يا ملكي القدّوس الملّث القداسة الممجَّد أرسل لي رحمتك، وحقك أرسل يا إلهي في ذلك اليوم، رئيس الملائكة ميخائيل ليَحضر فوق عبدك أرسل جبرائيل، وأوريئيل، ورافائيل رؤساء المراتب السماوية المنيرين العظماء مع جنودهم المثلثة الغبطة الطاهرة لكي يُقصوا تنّين الغبطة الطاهرة لكي يُقصوا تنّين الجحيم الجشع الذي يصرف بأسنانه ويتوق أن يخطف ويبتلع كلَّ من يحيا بتقوى أغرقه يا إلهي في ساعة خروجي، مع سائر جنْده القذرين في الهاوية في العذاب، في الظلمة وأسلمه إلى صريف الأسنان أرسل يا ربي يسوع المسيح يا بهجتي وقيامتي أرسل في تلك الساعة الإله المعزي الرحيم، المحب البشر روح الحق، لكي يستلم هو روحي ويأخذها إلى الحلاوة غير الموصوفة وإلى قداسته غير المائتة أرسله لكي يقويني ويبدد سلاطين الأشرار والشياطين النجسة لأنه إن سقطت هذه، مقت الرذيلة، في النار، في الظلمة في الهاوية، في الجحيم، سأستطيع أن أعبر الأهوية بدون مانع وأن أصل إلى قربك أيها النور المثلث الشموس وأسجد لرأفتك وأقبل قدميك الطاهرتين وأمتلئ من الألوهية، من روحك القدوس وأعترف بعجائبك التي لا تحصى التي عملتها لأجلي وكيف أنك قدتني إلى التوبة، وأحييتني وكيف( أصعدتني من أعماق الأرض) سوف أُعلن كلّ هذه أمام الملائكة القديسين إلى أن يتملّكني الذهول، من جرّاء اللذة الإلهية الجزيلة الحلاوة والبهجة وسأرتل لك حينها نشيد الأنشاد الأعظم منتشياً بطيب نعمتك وجمالك الإلهي غير الموصوف إستمعني يا إلهي حتى ولو كنت قد تعدّيت وصاياك أمام عينيك كل يوم استمع لي، يا ملكي وفاديّ وأهلني للدخول في مجدك وها أنني ليلاً ونهاراً أتضرّع إليك وأتوسل وأبتهل إلى عظمتك المحيية غير المائتة إنني أبتهل إليك بحرارة أيضاً، وعلى الدوام يا ربي يسوع المسيح، في وقت رقادي أرسل لي العذراء الكلية الضياء الهيكل الكلي النقاوة، يا مسيحي لكي تقوّيني أرسل لي في تلك الساعة القديس يوحنا المعمدان السابق ورسلك الكواكب المنيرة، مع الأنبياء والشهداء المبشّرين والإنجيليين المعترفين، والقديسين والأبرار كي تتمجّد جبلتك. نعم، أيها الربُّ العادم الموت استمع لي أنا الخاطئ وأهلني أن أربح مجدك غير المعبّر عنه المثلث الغبطة، الدائم الإتِّقاد ولكن، يا ربي أعطِ أيضاُ راحة لكل عبدٍ يحتضر من عبيدك وحيثما ستُسمَعُ هذه الصلاة فلتخزَ الشياطين المختطفة أقصِها يا سيّد بيدك القديرة شتّتها أيها القوي وأحرقها ببرق قوتك النارية أيها القدير العالي والمرهوب، ولتكن هذه الصلاة يا إلهي ارتياحاً وانتعاشاً لكلّ الذين هم في ساعة الإحتضار لتكن لهم نوماً، وسلاماً رائحة طيب، وفرحاً سنداً، وملجأً شجاعةً ومعونة... نعم أيها الرب إلهُ آبائي القديسين الذين أرضوك منذ الدهور وحتى اليوم لا ترفض طلبتي أيها القدوس ولا ترذل تضرعي أيها المتحنن بل اغرس في صلاتي هذه قوةً مضاعفةً، إلهية وسماوية مضادةً للشياطين، ومسخطة لأرواح الشر ولكن مليئة رفقاً وغفراناً تحننّاً وصلاحاً بحيث أن الشخص الذي يحتضر، وإن كان قد اقترف خطايا كثيرة، يجد رحمةً من لدنك في تلك الساعة يا ربي حين يقرأ هذه الصلاة وتُخفِّف أنت حِمله وتَرحَم أيها القدوس روحَه وتُقدّس ارتفاعه نحوك. كلّله برأفتك أكتبه في كتاب رحمتك امنحه سكنى الفردوس أمحُ آثامه في بحر نِعم تحنّنك الغنيّة، الذي لا قرار له سامحه، وارحم نفسه الشقية، وخلصها تحنّن عليه، وأعنه، وارحمه، واستره، واحرسه بحسب عظيم رحمتك أظهر له محبتك للبشر أرسل له ملاك سلام، أرسل له محبتك الطاهرة إفتح له حضنك المجيد |
||||
03 - 11 - 2014, 04:40 PM | رقم المشاركة : ( 6769 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كأس المسيح القديس أغناطيوس بريانشانيننوف طلب تلميذان محبوبان من السيّد إكليلي المجد فأعطاهما كأسه التي هي الألم (متى 23:20). فالذين يشربون من كأس المسيح على الأرض، يمنحهم الاشتراك في ملكوت النعمة الذي عنده، ويهيئ لهم أكاليل المجد الأبدي في السماوات. نحن نقف بصمت أمام كأس المسيح، ولا يستطيع أيّ إنسان أن يتذمّر منها أو يرفضها؛ لأن الذي أوصانا بأن نتذوّقها، قد شربها هو أولاً بنفسه. يا شجرة معرفة الخير والشرّ! أنتِ قتلتِ جديّنا في الملكوت، أنتِ خدعتهما بأوهام اللذة الحسيّة وأضاليل العقل. المسيح، مفتدي الساقطين، حمل كأس خلاصه إلى هذا العالم، إلى الساقطين والمطرودين من الفردوس. مرارة هذه الكأس تطهّر القلب من اللذة المحرّمة المدمّرة الخاطئة؛ بالتواضع النابع منها بغزارة، يُمات غرور الفهم على المستوى الجسدي. مَن يشرب من هذه الكأس بإيمان وصبر يستعيد الحياة الأبدية التي فقدها، وما زال يفتقدها، بتذوّقه من الثمرة المحرّمة. "كأس الخلاص أقبل" (مزمور 13:116). يقبل المسيحي هذا الكأس عندما يتحمّل المحن الأرضية بروح من التواضع الذي يتعلّمه من الإنجيل. لقد استدار القديس بطرس مسرعاً مجرِّداً سيفاً ليدافع عن الإله-الإنسان الذي كان محاطاً بصانعي الشر؛ لكنّ يسوع الحليم قال لبطرس: "«اجْعَلْ سَيْفَكَ فِي الْغِمْدِ! الْكَأْسُ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ أَلاَ أَشْرَبُهَا؟»" (يوحنا 11:18). إذاً وأنت أيضاً، يا مَن تحيط به النكبة، عليك أن تقوّي نفسك وتريحها بقولك: " الْكَأْسُ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ أَلاَ أَشْرَبُهَا؟". الكأس مرّة: عند النظرة الأولى ينذهل العقل البشري. تغلَّبْ على المنطق بالإيمان واشرب بشجاعة من الكأس المرّة: فالآب، الجزيل البِرّ والكامل الحكمة، هو مَن أعطاها لك. هذه الكأس لم يهيئها لا الفريسيون ولا قيافا ولا يهوذا؛ وليس بيلاطس مَن أعطاك إياها ولا أيّ من جنوده! "الْكَأْسُ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ أَلاَ أَشْرَبُهَا؟". الفريسيون يفكّرون بالشر، يهوذا يخون، بيلاطس يأمر بالقتل غير الشرعي، جنود الدولة ينفّذون أمره. لقد أعدّوا هلاكهم الحقيقي بأعمالهم الشريرة. لا تعِدّْ لنفسك مثل هذا الهلاك بتذكّرك الشر، بسعيك إلى الانتقام وتفكّرك به، وبسخطك على أعدائك. الآب السماوي كليّ القدرة ويرى كلّ شيء: فهو يرى آلامك، وإذا وجد أنّ سحب الكأس منك ضروري ونافع، فهو بالتأكيد يسحبها. لقد سمح الآب، على ما يشهد به الكتاب المقدّس وتاريخ الكنيسة، بأن تصيب الآلام أحباءه، وغالباً ما هيّأ الآلام لهم، بحسب طرق التدبير الإلهي المتعذّر فهمها. عندما تواجهك كأس ما، أدِرْ نظرك عن الذين أعطوك إياها، إرفَعْ عينيك نحو السماء وقلْ: "الْكَأْسُ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ أَلاَ أَشْرَبُهَا؟". سوف آخذ كأس الخلاص. لا أستطيع أن أرفض الكأس، الوعد بالخير السماوي الأبدي. يعلّمنا رسول المسيح الصبرَ بقوله: "... بِضِيقَاتٍ كَثِيرَةٍ يَنْبَغِي أَنْ نَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ." (أعمال 22:14). كيف يستطيع الإنسان أن يرفض هذه الكأس وهي الوسيلة لبلوغ الملكوت والنمو فيه؟ أنا أقبل الكأس المعطاة من الله. كأس المسيح هي عطية من الله. يكتب بولس العظيم إلى الفيليبيين: "لأَنَّهُ قَدْ وُهِبَ لَكُمْ لأَجْلِ الْمَسِيحِ لاَ أَنْ تُؤْمِنُوا بِهِ فَقَطْ، بَلْ أَيْضًا أَنْ تَتَأَلَّمُوا لأَجْلِهِ." (فيليبي 29:1). أنتَ تتلقّى الكأس التي يبدو ظاهرياً أنّها تأتي من يد الإنسان. ماذا يهمّك إن كان حامل الكأس يتصرّف بحقٍّ أو عن غير حقّ؟ كتابعٍ للمسيح، همّك هو أن تتصرّف أنت ببرّ، أن تأخذ الكأس بشكر لله وبإيمان حيّ، وأن تشربها بشجاعة حتى التفل. بتسلّمك الكأس من الإنسان، تذكّر إنها كأس ذاك الذي هو كلي القداسة وليس بريئاً فقط. في افتكارك بهذا، تذكّر وذكّر غيرك من الخطأة المتألّمين بكلمات اللص المبارَك المستنير التي نطق بها عندما كان مصلوباً عن يمين الإله-الإنسان المصلوب: "أَمَّا نَحْنُ ... نَنَالُ اسْتِحْقَاقَ مَا فَعَلْنَا... اذْكُرْنِي يَارَبُّ مَتَى جِئْتَ فِي مَلَكُوتِكَ". (لوقا 41:24-42). ومن ثمّ سوف تستدير نحو الناس وتقول لهم: "طوبى لمَن لهم أدوات برّ الله ورحمته، طوبى لكم من الآن وإلى الأبد!" (إن لم يكونوا في حالة مناسبة لفهم كلماتك وتقبّل أعمالك، لا تطرح لآلئ التواضع الثمينة التي معك تحت أرجل الذين لا يقدّرونها، بل قُلْ هذه الكلمات في فكرك وفي قلبك). بهذا وحده تحقق وصية الإنجيل: "أحبّوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم..." (متى 44:5). صلِّ إلى السيّد من أجل الذين أهانوك وأغضبوك، حتى يعوّض عليك بدل ما صنعوا بك بركة وقتية وجائزة أبدية من الخلاص، حتى متى وقفت أمام المسيح لتُحاكَم، يُحسَب لهم ذلك عمل فضيلة. ومع أنّ قلبك لا يرغب في التصرف بهذه الطريقة، ألزِمه على ذلك: لأنّه لا يرث الملكوت إلاّ الذين يغصبون قلوبهم على إتمام وصايا الإنجيل. إن لم تكن لديك الإرادة للتصرّف على هذا المنوال، فأنت لا تملك الرغبة لأن تكون تابعاً للسيد يسوع المسيح. أنظر إلى أعماق نفسك؛ تفكّر باحثاً: ألم تجد معلماً آخراً، معلم الحقد أي الشيطان، وتقع تحت سيطرته؟ إنّ إيذاء القريب أو اضطهاده لهو انتهاك رهيب. إنّ القتل هو الإثم الأكثر فظاعة. لكن مَن يكره مضطهده، المفتري عليه، خائنه، قاتله، أو كل الذين يظن بهم السوء وينتقم منهم، يرتكب خطيئة قريبة جداً من خطيئتهم. عبثاً يدّعي أمام نفسه وأمام الآخرين بأنّه بارّ. كلّ مَن يكره أخاه هو قاتل نفس، بحسب ما أعلن القديس يوحنا التلميذ الحبيب للمسيح (1يوحنا 15:3). إن الإيمان الحي بالمسيح يعلّمنا أن نتقبّل كأس المسيح، وكأس المسيح تبثّ الرجاء في قلب مَن يقبلها، والرجاء بالمسيح يبعث القوة والتعزية في القلب. يا للعذاب الجهنمي في التذمّر والتأفف من الكأس المرسّلة من فوق! الدمدمة، قلّة الصبر، الجبن وخاصةً اليأس، هي خطايا قدّام الله؛ وهي جميعاً الأبناء البشعين للجحود الأثيم. من الإثم التذمّر من الجيران حين يكونون أداة ألَمنا. وهو أكثر إثماً النوح في وجه الكأس عندما تنزل إلينا مباشرة من السماء، من يمين الله. مَن يشرب الكأس شاكراً لله ومباركاً قريبه، يحرز السكون الإلهي ونعمة سلام المسيح، وكأنّه يتمتّع من الآن بفردوس الله الروحي. ليس للألم الوقتي أهمية بذاته: نحن نعطيه قيمة بسبب تعلّقنا بالأرض وبكل الأمور الفانية، وببرودتنا نحو المسيح والأبدية. أنت مهيأ لتحمّل طعم الأدوية المرّ البغيض، واستئصال أعضائك المؤلِم أو كيّها، العذاب الطويل من الجوع، والعزلة الطويلة في غرفتك. أنتَ مستعدّ لتحمّل كل هذه لكي تستعيد الصحة المفقودة لجسدك، الذي بعد أن يشفى سوف يمرض مجدداً، وسوف يموت على الأكيد ويفنى. إذاً احتمل مرارة كأس المسيح التي تجلب الشفاء والغبطة الأبدية لنفسك غير المائتة. إذا بدا لك أن كأس المسيح لا تُحتَمَل فهذا يكشف أنّك لست للمسيح مع أنك تحمل اسمه. فكأس المسيح هي كأس فرح لتابعيه الحقيقيين. فالرسل القديسون، بعد أن تعرّضوا للضرب أمام شيوخ اليهود، خرجوا مبتهجين لأنّهم استحقّوا أن يتحمّلوا الخزي من أجل اسم الرب يسوع (أعمال 40:5-41). أيوب البارّ بلغته أخبار سيئة. موجة وراء موجة أتت لتثقب قلبه الراسخ، وآخرها كانت الأصعب، أبناؤه وبناته سقطوا فجأة بميتة فظيعة. في حزنه العظيم، مزّق أيوب البار ثيابه ورشّ على رأسه الرماد. ومن ثمّ بإيمان مطيع ارتمى أرضاً، وصلّى إلى الرب قائلاً: : "«عُرْيَانًا خَرَجْتُ مِنْ بَطْنِ أُمِّي، وَعُرْيَانًا أَعُودُ إِلَى هُنَاكَ. الرَّبُّ أَعْطَى وَالرَّبُّ أَخَذَ، فَلْيَكُنِ اسْمُ الرَّبِّ مُبَارَكًا»". (أيوب 21:1) أودِعْ قلبك ببساطة إلى ذاك الذي يحصي شعر رأسك: إنّه يعرف مقدار الكأس الشافية التي ينبغي أن تُعطى لك. أنظر دائماً إلى يسوع واقفاً أمام الذين قتلوه. لقد أُسلِم إلى الموت، ليُذبَح كحمل لا يقاوم. لا تحوِّل عينيك عنه، فتتحوّل آلامك إلى عذوبة سماوية روحية: جراح قلبك تُشفى بجراح يسوع. "«دَعُوا إِلَى هذَا!»"، قال الرب للذين أرادوا أن يحموه في الجثمانية وأبرأ أذنَ ذاك الذي ضُرِب (لوقا 51:22). قال الرب للذي حاول أن يأخذ الكأس منه "أَتَظُنُّ أَنِّي لاَ أَسْتَطِيعُ الآنَ أَنْ أَطْلُبَ إِلَى أَبِي فَيُقَدِّمَ لِي أَكْثَرَ مِنِ اثْنَيْ عَشَرَ جَيْشًا مِنَ الْمَلاَئِكَةِ؟" (متى 53:26). لا تطلب معونة البشر في وقت المحنة، لا تضيّع الوقت الثمين. انتظر المعونة من الله: بأمره وعندما يريد يأتي الناس لمساعدتك. بقي الرب صامتاً أمام بيلاطس وهيرودس، لم يحاول أن يبرّر نفسه. عليك أن تحاكي تصميمه الإلهي الحكيم بإيمان راسخ. سواء أتتك الكأس كتجمّع تدريجي من السُحُب، أو كزوبعة مفاجئة، قُلْ لله: "لتكن مشيئتك". أنت تلميذ، تابع للمسيح وخادم له. الآن قال يسوع: "إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَخْدِمُنِي فَلْيَتْبَعْنِي، وَحَيْثُ أَكُونُ أَنَا هُنَاكَ أَيْضًا يَكُونُ خَادِمِي." (يوحنا 26:12). لكن يسوع قضى حياته على الأرض في الألم، لقد كان مضطَهداً منذ مولده إلى القبر، منذ أن كان في القماط كان الحقد يهيئ له ميتة قاسية. لم يكتفِ الحقد بتحقيق هذا الهدف بل حاول حتّى أن يقتلع ذكره من الأرض. في اتِّباع الرب، كل مختاريه يسيرون على درب الألم الوقتي المؤدّية إلى الأبدية المبارَكة. فيما تهيمن علينا اللذّات الجسدية، يستحيل أن تعمّنا الحالة الروحية. لهذا السبب يقدّم السيد كأسه باستمرار للذين يحبهم، حتى يحفظهم في الموت عن العالم وليؤهّلهم للحياة في الروح. قال القديس اسحق السرياني: "الرجل الذي يتعرّض للحزن المستمر معروف بأنّه في الرعاية الإلهية بشكل خاص. صلِّ إلى الله حتى يجنّبك كل بؤس وكل تجربة، لكن متى أتتك الأحزان من ذاتها، لا تَخَف منها، لا تفتكر بأنها أتت صدفة أو بقوة ظرف ما. لا، لقد سمح بها التدبير الإلهي الغامض. ممتلئاً بالإيمان وبالثبات والشهامة اللذان يتولّدان منه، اسبَحْ بلا خوف في وسط الظلمة والعاصفة إلى ميناء الأبدية السلامي: يدُ يسوع غير المنظورة تقودك. بالتفكير الورع العميق تعلّم الصلاة التي قدّمها السيّد لأبيه في بستان الجثمانية في ساعات المعاناة العسيرة التي أتته قبل آلامه وموته على الصليب. بهذه الصلاة واجه كل حزن واقضِ عليه، "«يَا أَبَتَاهُ، إِنْ أَمْكَنَ فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسُ، وَلكِنْ لَيْسَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ»" (متى 39:26). تضرّع إلى الرب ليحوّل المحَن، وفي الوقت نفسه تخلِّ عن إرادتك كونها إرادة خاطئة عمياء. سلّم القريبين من قلبك إلى مشيئة الله الكلية القداسة والكلية الحكمة: "اِسْهَرُوا وَصَلُّوا لِئَلاَّ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ. أَمَّا الرُّوحُ فَنَشِيطٌ وَأَمَّا الْجَسَدُ فَضَعِيفٌ»" (متى 41:26). عندما تحيط بك التجارب، صلِّ أكثر حتى تستدِرّ نعمة الله الخاصّة إليك. فقط بمعونة النعمة العزيزة نكون قادرين على تخطّي المحن الوقتية. عندما تأتيك نعمة الصبر من السماء، كُنْ منتبهاً وساهراً على نفسك، حتى تحتفظ بنعمة الله في داخلك، وحتى لا تدبّ الخطيئة إلى نفسك أو جسدك غير ملحوظة فتبعِد النعمة. لكن إذا تركت الخطيئة تدخل إليك بالإهمال وعدم الانتباه، وخاصةّ بالخطيئة التي اعتادها جسدك الضعيف، والتي تلوّث الجسد والنفس، فعندها سوف تمضي النعمة تاركةً إياك عارياً وحيداً. من ثمّ، الحزن الذي أُعطي لك لخلاصك وكمالك، سوف يدوسك بثقله، ويسحقك بالغمّ والإحباط واليأس، كمثل مَن يحمل هبةً من الله من دون تقدير مناسب لها. أسرع في إعادة قلبك إلى التوبة الحقيقية الوطيدة العزم، وبالطهارة إلى عطية الصبر: لأنّ عطية الروح القدس هذه تسكن فقط في الطاهرين. لقد أنشد الشهداء القديسون نشيد الفرح في وسط اللهيب، عندما مشوا على المسامير، على حد السيف، في قدور المياه المغليّة أو الزيت. وهكذا أيضاً سوف يفرح قلبك عندما بالصلاة تستدرّ إلى نفسك الراحة من النعمة، وتحفظها في داخلك بالانتباه الثابت. من ثمّ قلبك سوف ينشِد في وسط المحن والبؤس الرهيب أنشودة بهِجة من المديح والشكر لله. الفكر إذ يتطهّر بكأس المسيح يُوهَب رؤية روحية: فهو يبدأ برؤية تدبير الله الكلي الكمال، غير المنظور من الفكر الجسداني، برؤية ناموس الفساد في كل الأمور المائتة، برؤية اتّساع الأبدية في الأمور القريبة، في رؤية الله في أعماله العظيمة، في خلقه وتجديده للكون. من ثمّ تبدو الحياة الأرضية مثل حجّ سريع الانتهاء، أحداثه أحلام، بركاته ليست سوى أوهام بصرية وجيزة، قصيرة الحياة بسبب اعتقادات الفكر والقلب الخاطئة المحفوفة بالمخاطر. ما هي ثمرة العذاب الوقتي الأبدية؟ عندما كُشفَت السماوات للرسول يوحنا، مع أعداد لا تُحصى من حَمَلَة النور متوشّحين بالبياض ومحتفلين بخلاصهم وبركتهم أمام عرش الله، سأله أحد سكّان السماء: "«هؤُلاَءِ الْمُتَسَرْبِلُونَ بِالثِّيَابِ الْبِيضِ، مَنْ هُمْ؟ وَمِنْ أَيْنَ أَتَوْا؟»" فيتابع الإنجيلي القدّيس: "فَقُلْتُ لَهُ:«يَا سَيِّدُ، أَنْتَ تَعْلَمُ». فَقَالَ لِي: «هؤُلاَءِ هُمُ الَّذِينَ أَتَوْا مِنَ الضِّيقَةِ الْعَظِيمَةِ، وَقَدْ غَسَّلُوا ثِيَابَهُمْ وَبَيَّضُوا ثِيَابَهُمْ فِي دَمِ الْخَرُوفِ مِنْ أَجْلِ ذلِكَ هُمْ أَمَامَ عَرْشِ اللهِ، وَيَخْدِمُونَهُ نَهَارًا وَلَيْلاً فِي هَيْكَلِهِ، وَالْجَالِسُ عَلَى الْعَرْشِ يَحِلُّ فَوْقَهُمْ. لَنْ يَجُوعُوا بَعْدُ، وَلَنْ يَعْطَشُوا بَعْدُ، وَلاَ تَقَعُ عَلَيْهِمِ الشَّمْسُ وَلاَ شَيْءٌ مِنَ الْحَرِّ، لأَنَّ الْخَرُوفَ الَّذِي فِي وَسَطِ الْعَرْشِ يَرْعَاهُمْ، وَيَقْتَادُهُمْ إِلَى يَنَابِيعِ مَاءٍ حَيَّةٍ، وَيَمْسَحُ اللهُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ»." (رؤيا 13:7-17). الارتداد عن الله هو عذاب أبدي في جهنّم، احتكاك لا نهائي مع الشيطان والشعب الشيطاني، مع لهبٍ، برد قارص، وكآبة جهنمية. هذا ما يمكن وصفه فعلياً على أنّه العذاب. إنّه عذاب فظيع هائل ولا يُطاق. الانغماس المفرِط في عذوبة الملذّات الأرضية يقود إلى العذاب الأبدي. كأس المسيح تنقذ من هذا العذاب كلّ مَن يشرب منها بشكر وتمجيد لله الكلي البركة الذي من خلال كأس العذاب الوقتي المرّة يمنح الانسان رحمة أبدية لا تُحَدّ. |
||||
03 - 11 - 2014, 04:44 PM | رقم المشاركة : ( 6770 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ما اعظم حبك لي ربي الحبيب
ما اعظم حبك لي ربي الحبيب اذ انا كسرت وصيتك وعصيتك لكنك اله طويل الاناة وصبور ورحمتك واسعة ومحبتك لي لا يمكن لعقلي البشري المحدود ان يدركها او يستوعب مقدارها وحجمها تجسدت في صورة انساني وتركت عليائك وسمائك وجئت الى عالمي الارضي وجربي عيشتي وكنت تجول تصنع خير تشفي من تسلط عليهم ابليس وتقيم الموتى وانت كلك اله حلو وطيب المذاق وانت احببتني وشملتني برحمتك ودعيتني لاكون من خاصتك منذ ان صورت انا في احشاء امي ورحمتك لم تفارقني لحظة واحدة طوال حياتي اذ انت بمعيتي ولا تتركني ولا تهملني واخترت موت الصليب طوعا بدلا عني كي لا ابقى انا غارقا في شروري منقادا الى جهنم النار الابدية وكي لا اهلك فحملت كل احزاننا وغفرت كل اثامنا بذبيحتك الكفارية على عود الصليب وبذلت دمك الى اخر نقطة كي تفكني من قيودي وتطهرني من ذنوبي وتحررني من قيود الخطيئة ولكي تجعلني ابنك بل حبيبك ولكي تعد لي مكان باسمي في ملكوتك الابدي اذ نقشت اسمي على كفيك وكتبت اسمي في سفر الحياة ولن يخطفني احدا منك وساكون تحت ظل حمايتك وعنايتك الالهيتين تبارك اسمك القدوس امين |
||||