![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 67301 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() السؤال كيف لنا أن نقنع مساكين الأرض الذين يعيشون على هامش الحياة ويتقبلوا واقعهم؟ كيف لنا أن نقول للجياع إلى الخبز هنيئا لكم جوعكم؟ كيف لنا أن نقول لمن يبكي دما على حالته، أو على أبنائه الذين صرعتهم يد الغدر أمامه؟ كيف لنا أن نطمئن المضطهدين والمنبوذ ين والمهجَّرين والمكروهين والمرفوضين؟ الصورة تتوضح عندما يتوجه الرب إلى أصحاب الويل. فالويل سيكون لمن بنى حياته وسعادته على الخبز والمال والبغض والكراهية والرفض والعنف واضطهاد الآخرين. الأب لويس حزبون - فلسطين |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 67302 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() ما هو مفهوم الويلات؟ في إنجيل لوقا تلي التطويبات أربع ويلات تأييداً لعبرة التطويبات كما ورد في أسفار العهد القديم يقول سفر طوبيا "طوبى لِجَميعِ النَّاسِ الَّذينَ يَحزَنونَ علَيكِ لِجَميعِ عُقوباتِكِ! لِأَنَّهم سيَفرَحونَ بِكِ وُيشاهِدونَ فَرَحَكِ كُلُّه لِلأَبد!"(طوبيا 13: 14) وأما سفر أشعيا فيقول " قولوا في البارِّ إِنَّه سَعيد لِأَنَّه يأكُل مِن ثَمَرَةِ أَفْعالِه. وَيلٌ لِلشِّرِّيرِ المُسيء فإِنَّ جَزاءَ يَدَيه يُؤَدَّى إِلَيه" (أشعيا 3: 10-11). وهذه الويلات التي تقابل التطويبات تدلُّ على تحسُّر يسوع وحزنه على أولئك الذين رفضوا التجُّدد، وفضلوا مديح الناس على رضى الله، ولا سيما وقت الاضطهاد. الأب لويس حزبون - فلسطين |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 67303 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() "الوَيلُ" في الأصل اليوناني خ؟ل½گخ±ل½¶ تُعبّر عن كلمة للدُّعاء بالهلاك والعذاب على من وقع في هَلكة يستحقُّها بقصد التهديد والتحذير. لكهنا لا تدل على لعنة أو حكم لا رجوع عنه، بل إلى تهديد ورثاء بمعنى "ما أتعسكم!" وبالتالي فهي دعوة مُلحَّة إلى التوبة كما جاء في تهديد يسوع إلى مدن بحيرة طبرية" الوَيلُ لكِ يا كُورَزِين! الوَيلُ لكِ يا بَيتَ صَيدا! فلَو جَرى في صورَ وصَيدا ما جَرى فيكُما مِنَ المُعجِزات، لَأَظهَرتا التَّوبَةَ مِن زَمَنٍ بَعيد، فلَبِستا المُسوحَ وقَعَدتا على الرَّماد" (لوقا 10: 13). وبالتالي الويل تُعبّر عن حسرة المسيح وتوجّعه على الأغنياء والشباع والضاحكون وطالبي مديح الناس، فهي ليست تعبير القلب القاسي الشامت، لكنّها تعبير القلب الجريح الكسير لأجلهم. وبكلمة موجزة "الويل هي رثاء وتحذير أكثر من لعنة. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 67304 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() الوَيلُ للأغنياء تعلن الويلات التي تناقض التطويبات ويل سعداء هذا العالم تأييد لعبرة التطويبات حيث تبرز ما تعد به التطويبات لا بل ما تتطلبه أيضا، وعليه قال يسوع " الوَيلُ لَكُم أَيُّها الأَغنِياء" حيث أن الغنى يعرض قلوبنا إلى أخطار ثلاث، وهي: يمنع الإنسان أن ينظر إلى أبعد من الحياة الحاضرة، وبالتالي يعجز عن الاهتمام بما يأتي بعدها، أي الحياة الأبدية؛ فالغني يتنعم بأمواله في الوقت الحاضر دون أن يتوقع انه قد يموت وفي هذا الصدد يقول يسوع " فهكذا يَكونُ مصيرُ مَن يَكنِزُ لِنَفْسِهِ ولا يَغتَني عِندَ الله " (لوقا 12: 21). والغنى أيضا يُطوي الإنسان على نفسه ويمنعه من التفكير في غيره من المحتاجين إلى ما هو ضروري؛ ولذلك ينصح يسوع الناس "بيعوا أَموالَكم وتَصَدَّقوا بِها واجعَلوا لَكُم أَكْياساً لا تَبْلى، وكَنزاً في السَّمواتِ لا يَنفَد، حَيثُ لا سارِقٌ يَدنو ولا سوسٌ يُفسِد " (لوقا 12: 33-34)، وأخيرا يحتل الغنى في حد ذاته مكان الله في قلب الإنسان فيصبح المال إلهًا معبوداً بدل أن يكون خادما أمينا كما صرّح يسوع المسيح "ما مِن خادِمٍ يَستَطيعُ أَن يَعمَلَ لِسَيِّدَيْن، لِأَنَّه إِمَّا أَن يُبغِضَ أَحَدَهُما ويُحِبَّ الآخَر، وإِمَّا أَن يَلَزمَ أَحَدَهما ويَزدَرِيَ الآخَر. فأَنتُم لا تَستَطيعونَ أَن تَعمَلوا لِله ولِلمال"(لوقا 16:13). فالمال في الأصل اليونانية خ¼خ±خ¼د‰خ½ل¾·. مشتقة من العبرية ×”ض·×ض¼ض¸×וض¹×ں (معناها ما هو أمين)، ما يمكن الاعتماد عليه، وما هو دائم. ولذلك يوصي صاحب الرسالة إلى العبرانيين بتجنب المال " تَنَزَّهوا عن حُبِّ المال واقنَعوا بما لَدَيكم" (عبرانيين 13: 5). وفي هذا الصدد يقول المغني الشهير روبرت نيستا مارلي (بوب مارلي) "المال أرقام والأرقام أبداً لا تنتهي، فإذا كنت تحتاج المال لتكون سعيداً فبحثك عن السعادة أبداً لن ينتهي". الأغنياء المفتنون بذواتهم، المتنعمون بمال أرضهم، الغافلون عن آخرتهم، الويل لهم. الأب لويس حزبون - فلسطين |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 67305 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() الوَيلُ للشِّباعُ والضَّاحِكين والممدوحين الويلات موجّهة ليس فقط إلى الأغنياء بل أيضا إلى الشباع والضاحكين والذين يمتدحهم الناس. وهي موجَّهة أيضا إلى من يضع ثقته وأمانه بنفسه وأمواله وإلى من يعتقد بأن سعادته تكمن في رَغَد الحياة وملذاتها وبتصفيق الناس له ومدحهم إياه. الأغنياء والشباع والضاحكون وطالبو مدح الناس يطلبون السعادة فلن يجدوها، وقد خدعتهم فيها الظواهر والأباطيل. فكانوا كمن يسعون وراء سراب بعيد. إن الذين يقدّرهم العالم حق قدرهم، يجرّدهم يسوع من سعادتهم المزعومة. وفي هذا الصدد يقول القديس غريغوريوس النيصي في عظاته عن التطويبات: "كل واحد يسعى إلى الخير والسعادة ولكن الفشل يكمن في عدم التمييز بين الخير والسعادة الحق، وبين ما نظنُّه أو يُخيّل لنا بأنه السعادة والخير". الأب لويس حزبون - فلسطين |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 67306 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() هذه الويلات تدلُّ على تحسّر يسوع وحزنه على أولئك الذين رفضوا التجدد، وفضّلوا العالم ومديح الناس على رضى الله، ولا سيما في وقت الاضطهاد. وينوح الرب على الأغنياء الذين يجدون تعزيتهم في كَثرة الأموال "الوَيلُ لَكُم أَيُّها الأَغنِياء فقَد نِلتُم عَزاءَكُم"(لوقا 6: 24) ويَشجب موقف الشباع والضاحكين وطالبين مديح الناس "الوَيلُ لَكم أَيُّها الشِّباعُ ...الوَيلُ لَكُم أَيُّها الضَّاحِكونَ" (لوقا 6: 20-23). ويوضِّح ارميا النبي سبب هذه الويلات بقوله "مَلْعونٌ الرَّجلُ الَّذي يَتَّكِلُ على البَشَر ويَجعَلُ مِنَ اللَّحمِ ذراعاً لَه وقَلبُه يَنصَرِفُ عنِ الرَّبّ" (ارميا 17: 5). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 67307 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() يأتي يسوع بالسعادة، وهي في متناول الجميع. هذه السعادة ليست، كما يتوهَّم الناس، وقفا على أغنياء الدنيا، من ذوي المال والجاه والسلطان، إنما يجدها الناس في الفقر والجوع والألم والدموع. فقد قلب يسوع قيم الأشياء، فإذا بأسباب الشقاء تُصبح مع يسوع أسبابا للسعادة، وبابا للملكوت. إنها معجزة المسيحية، تجعل من الفقير غني الملكوت ومن الحزين فرحا، ومن الجائع شبعا، ومن المضطهد سعيدا. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 67308 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() التطويبات هي في القلب كرازة يسوع، لأنها تقوم قبل كل شيء على إعلان الإنجيل، إعلان البشارة، ولأنَّها زمن تحقيق النبوءات ومواعيد الله، وهي تُعلِن من الآن ما سيحصل عليه التلاميذ من البركات والمكافأة. وبعبارة أخرى تكشف التطويبات عن هدف الوجود الإنساني، عن الغاية القُصوى للأعمال الإنسانية وهي أن الله يدعونا إلى سعادته الخاصة؛ وهذه التطويبات موجّهة بنوع خاص إلى الفقراء المساكين والحزانى والجياع والمضطهدين وكل الذين يتخذون موقف الفقراء أمام الله ويتوجّهون إليه كمخلّصهم الوحيد. وهي الدعوة موجّهة إلى كل واحد شخصياً. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 67309 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() يسوع يوضّح الفرق في الصفات بين المنتمين إلى ملكوت لله، والعائشين للعالم الحاضر من ناحية، وناحية أخرى يوضِّح أيضا الفرق بين السعادة التي هي نصيب الفئة الأولى، والتعاسة التي تنتظر الفئة الثانية . هناك فرق بين طريق التطويبات وطريق العالم. فطريق التطويبات تدعو الإنسان أن يكون مستعداً للعطاء، في حين طريق العالم هي طريق الأخذ من الآخرين؛ طريق التطويبات تدعو إلى المحبة والمساعدة، في حين طريق العالم تدعو إلى البغض والكراهية والإساءة إلى الآخرين. وفي النهاية فطريق التطويبات تؤدي إلى الحصول على كل شيء، في حين طريق العالم تنتهي إلى لا شيء. وفي هذا الصدد قال المطران يوحنا بطرس موشي، رئيس أساقفة الموصل لدى اضطهاد أهل العرق في السنوات الأخيرة "أن شعبه المسيحي في العراق قد خسر كل شيء ما عدا الإيمان والأخلاق وربح الله". إن كان في العالم ذلك الشقاء الذي نشكوه، أليس العالم يسحق الإنسان سحقا باعتناقه مبادئ نقيض المبادئ الإنجيلية كالتطويبات؟ |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 67310 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() بعد صلاة يسوع على الجبل ودعوته للرسل نزل يسوع إلى السهل وألقى عظة التطويبات، عظة فريدة وافية شاملة أبدية، تُعتبر دستور الملكوت الروحي الجديد. وردت هذه الموعظة في إنجيل متى التي كتبه إلى اليهود، في حين لوقا كتب للأمم بل للعالم أجمع، لذلك اكتفى بالعنصر الجوهري العملي في الموعظة. وجّه السيد المسيح الخطاب إلى تلاميذه: الفقراء والجياع، والباكين، والمضَّطهدين. وهي فئات لحالات ماديّة، اجتماعيّة، تطوّرت إلى حالات روحيّة معنويّة، تتمشّى معها وتوافقها. فأعلن يسوع السعادة للفقراء، والشقاء للأغنياء الذين اعتبروا نفوسهم شبعوا (لوقا 6: 17-26). |
||||