![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 67131 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() تكلم يسوع في خطاب الإفخارستيا (يوحنا 6: 22-66) أولا بوجه عام عن الخبز الحقيقي النازل من السماء (يوحنا 6: 29)، ثم دلّ على نفسه بأنه هو هذا الخبز السماوي الذي يعطي الحياة، وطلب الإيمان بذلك. وأخيرا أعلن يسوع أن الخبز الحقيقي النازل من السماء هو جسده، الخبز الوحيد الذي يُغذّي ويمنح الحياة. وأن الطريقة الوحيدة للوصول إلى حبّ الله تتمّ من خلال هذا الجسد. وان نيل الحياة الأبدية مرتبط بأكل جسده وشرب دمه "مَن أَكل جَسَدي وشرِبَ دَمي فلَه الحَياةُ الأَبدِيَّة وأَنا أُقيمُه في اليَومِ الأَخير لأَنَّ جَسَدي طَعامٌ حَقّ وَدمي شَرابٌ حَقّ مَن أَكَلَ جَسدي وشَرِبَ دَمي ثَبَتَ فِيَّ وثَبَتُّ فيه. (يوحنا 6: 54 -56). وتعلق القديسة الأُم تريزا دي كلكوُتَّا " ماذا يمكن لِربّي يسوع أن يعطيني أكثر من جسده طعامًا؟ لا، لا يستطيع الله أن يفعل أكثر من ذلك، ولا أن يُظهِر لي حبًّا أكبر" (فكرة روحية). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 67132 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() يرى يوحنا الإنجيلي في الإفخارستيا عطاء الله ابنه غذاءً؛ فالإفخارستيا هي المَنَّ الحقيقي، هي الخبز الذي يعطي الحياة للعالم، بمجرد الإيمان بيسوع والاتحاد الوثيق به . وفي هذا الصدد يقول البابا بندكتس "أن سر الإفخارستيا "هو العطية التي فيها يهبنا يسوع المسيح ذاته، معلنًا حب الله اللامتناهي لكل إنسان". "ولا يستطيع أحدٌ أن يشاركَ في الإفخارستيّا ما لم يؤمن بحقيقةِ عقيدتنا وما لم يتلقَّ سرّ العماد لمغفرةِ الخطايا والحياة الجديدة" كما يعلن القدّيس يوستينس (الدفاع الأوّل عن العقيدة المسيحيّة). وعلقت الأم تريزا " عندما تتأمل المصلوب، تدرك كم أحبَّك يسوع. وعندما تتأمل القربان، تدرك كم يُحبك يسوع الآن". ويقول القديس بيتر جوليان ايمارد، مؤسس جمعية سر القربان الأقدس " "سر الإفخارستيا هو الدليل القوي والدافع على مدى حب يسوع لنا ولا يوجد شيء آخر أقوى منه أو بعده إلاّ يسوع شخصيا وهو جالس في السماء". |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 67133 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() يُظهر يسوع نفسه حياة البشر مقدَّمة تحت رمز الخبز. ويُعبّر سر القربان عن هذه الحقيقة، ويُحدثها (أي ينقلها من القوة إلى الفعل) ويُحقِّقها ويُعرضها للإيمان. والغرض الذي لأجله رسم سر الإفخارستيا فهو لنذكر الرب يسوع " إِصنَعوا هذا لِذِكْري" (لوقا 22: 19) ولنُخبر بموته مظهرين إياه إلى أن يجيء " فإِنَّكُمَ كُلَّمَا أَكَلتُم هَذا الخُبْز وشَرِبتُم هذِه الكَأس تُعلِنونَ مَوتَ الرَّبِّ إِلى أن يَأتي"(1 قورنتس 11: 26). ولم يكن العشاء مقصوراً على الرسل أو على المسيحيين من اليهود ولكنه كان يمارس في كنائس المسيحيين من الأمم أيضاً (1 قورنتس 10: 15-21). يتوجَّه يسوع بالإفخارستيا إلى كل إنسان، ويقدِّم نفسه كأنه خبزه. والذبيحة الإفخارستيا هي "منبع الحياة المسيحيّة كلّها وقمّتها" (نور الأمم: 11). "ذلك أن الإفخارستيا الكليّة القداسة تحتوي على كنز الكنيسة الروحيّ بأجمعه، أي على المسيح بالذات، الذي هو فصحُنا والخبز الحيّ، والذي جسدُه الذي يُحييه الروحُ القدس ويحيي، يعطي الحياة للناس" (حياة الكهنة وخدمتهم الراعوية: 5). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 67134 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() قد أدركت الكنيسة أن هذا العشاء سيكون امتيازاً لها تحظى بممارسته في كل العصور والأزمان. وقد دُعيت المائدة التي يوضع عليها الخبز "مائدةِ الرَّبِّ " (1 قورنتس 10: 21). والكأس التي تُقدَّم احتفظت بالاسم القديم الذي كانت تسمى به في الفصح اليهودي " كَأسُ البَرَكةِ " (1 قورنتس 10: 16). وقد دعيت أيضاً " كَأسَ الرَّبِّ" (1 قورنتس 10: 21). ويصرّح المجمع الفاتيكاني الثاني " أن الإفخارستيا تحتوي على كنز الكنيسة الروحيّ بأجمعه، أي على المسيح بالذات، الذي هو فصحُنا والخبز الحيّ، والذي جسدُه الذي يُحييه الروحُ القدس يُحيي، ويعطي الحياة للناس" (حياة الكهنة وخدمتهم الراعوية: 5). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 67135 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() المسيح قد قدَّم جسده لأجلنا، أفلا ينبغي أن نقدم نحن أجسادنا ذبيحة حية مقدسة مرضية لله؟ لذا يناشدنا بولس الرسول بقوله " إنِّي أُناشِدُكم إِذًا، أَيُّها الإِخوَة، بِحَنانِ اللّهِ أَن تُقَرِّبوا أَشْخاصَكم ذَبيحَةً حَيَّةً مُقَدَّسةً مَرْضِيَّةً عِندَ الله. فهذِه هي عِبادَتُكمُ الرّوحِيَّة" ï´؟رومة 12: 1ï´¾. أفلا ينبغي أن نشكره على خبز الحياة؟ أفلا ينبغي أن نأكل من هذا الجسد ونتمم الوصية: "إِذا لم تَأكُلوا جَسدَ ابنِ الإِنسانِ وتَشرَبوا دَمَه فلَن تَكونَ فيكُمُ الحَياة"؟( يوحنا 6: 53ï´¾. أفلا ينبغي أن نخبر كلما أكلنا من هذا الخبز بموت الرب إلى أن يجيء؟ جاء في تعليم بولس الرسول "فإِنَّكُمَ كُلَّمَا أَكَلتُم هَذا الخُبْز وشَرِبتُم هذِه الكَأس تُعلِنونَ مَوتَ الرَّبِّ إِلى أن يَأتي" ï´؟1قورنتس 11: 26ï´¾. فصدق الطوباوي يعقوب الكبوشي بقوله "أكبر جُرم في عصرنا هو الابتعاد عن القربان". |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 67136 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() يسوع هو ليس خبز الكلمة وخبز الإفخارستيا فقط بل هو أيضا خبز الحياة. وبالرغم من أن الحياة تتم كلها على الأرض إلا أنها لا تتغذى أولاً وأساساً بخيرات الأرض، بل بالتعلق بالله. فهو "يَنْبوعَ المِياهِ الحَيَّة" (إرميا 2: 13)، و "يَنْبوعَ الحَياةِ " (مزمور 36: 10)، و " أَطيَبُ مِنَ الحَياةِ رَحمَتُكَ" (مزمور 63: 4). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 67137 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() تقوم الحياة، في نظر الأنبياء، في طلب الرب "اُطلُبوني فتَحيَوا "(عاموس 5: 4). والواقع لم يخلق الله الإنسان للموت، ولكن للحياة "لأَنَّ اللهَ لم يَصنعِ المَوت ولا يُسَرّ بِهَلاكِ الأَحْياء"(حكمة 1: 13)، لذا يُعرض الله على شعبه " سَبيلَ الحَياة " (مزمور 16: 11). "فاَحفَظوا فَرائضيِ وأَحْكامي. فمَن حَفِظَها يَحْيا بِها" (الأحبار 18: 5)، لأن هذا السبيل هو سبيل البر، والبر طريق إلى الحياة "مَن أَقامَ البِرَّ فلِلْحَياة" (أمثال 11: 19). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 67138 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() يسوع المسيح هو "الطَّريقُ والحَقُّ والحَياة " (يوحنا 14: 6)، "القِيامةُ والحَياة " (يوحنا 11: 25)، يعطي الحياة ويُفيضها بوفرة ألم يقل؟ " أمَّا أَنا فقَد أَتَيتُ لِتَكونَ الحَياةُ لِلنَّاس وتَفيضَ فيهِم" (يوحنا 10: 10). فإنه يحمل الحياة التي لا تفنى أي " الحَياةَ الأَبَدِيَّة " (متى 19: 29). إنها هي الحياة الحقيقية، بل نستطيع القول بلا أي إضافة إنها هي "الحَياة " (متى 7: 14). لانَّ يسوع من حيث هو "الكلمة" الأزلي، حاصل على الحياة منذ البدء؛ ومن حيث هو الكلمة المتجسد، هو " كَلِمَة الحَياة "(1يوحنا 1: 1) وهو " خُبزُ الحَياة" (يوحنا 6: 48). ومن حيث يسوع هو "خبز الحياة" يُعطي لمن يأكل جسده أن يحيا به، كما هو يحيا بالآب كما جاء في تعليم يسوع " لا تَعمَلوا لِلطَّعامِ الَّذي يَفْنى بلِ اعمَلوا لِلطَّعامِ الَّذي يَبْقى فَيَصيرُ حَياةً أَبَدِيَّة ذاكَ الَّذي يُعطيكموهُ ابنُ الإِنسان فهوَ الَّذي ثبَّتَه الآبُ اللهُ نَفْسُه، بِخَتْمِه "(يوحنا 6: 28). وهو لنا الطاقة المُحيية، كما كان خبز الملاك لنبي إيليا، طاقة ابلغته جبل حُوريب "قمْ فكُلْ، فان الطَّريقَ بَعيدةٌ أمامَكَ. فقامَ وأكَلَ وشَرِبَ وسارَ بِقُوَّةِ تِلكَ الأَكلَةِ أَربَعينَ يَومًا وأربَعينَ لَيلَةً إلى جَبَلِ اللهِ حُوريب " (1ملوك 19: 7-8)؛ |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 67139 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() يسوع هو حقاً " خبز" حياة المؤمن. وفي هذا الصدد يقول التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكيّة " سرّ الإفخارستيا الأقدس يحتوي حقًّا وحقيقيًّا وجوهريًّا جسد ربنا يسوع المسيح ودمه مع نفسه وألوهيّته، ومن ثمّ، فهو يحتوي المسيح كلّه كاملاً". يكون المسيح الإله والإنسان حاضرًا كلّه كاملاً" (الفقرة 1374)؛ وهو الوحيد القادر على تحقيقِ رغبات قلبه وهو ينبوع فرحه، ونوره، لذا أوصى يسوع بالأكل من هذا الخبز "خُذوا كُلوا! إنَّ هذا الخبزَ هو جسدي للحياة الأَبدِيَّة" (متّى 36:26). ويعلق العلامة أوغسطينوس: "أنت المسيح الحياة الأبدية عينها، تهبها في جسدك ودمك فقط اللذين هما أنت". فلم تتردد القديسة الأُم تريزا دي كلكُتَّا أن توصي أخواتها الراهبات "يَجِبُ أَنْ تَدورَ حياتُنا حَوْلَ الإِفخارِستِيَّا. حَوِّلوا عيونَكُم صَوْبَه. هوَ النُّور. ضَعوا قلوبَكُم بِجانِبِ قلبِهِ الأَقدَسْ، أُطْلُبوا مِنهُ نِعمَةَ مَعرِفَتِه، والمَحَبَّةَ لِكي تُحِبُّوهُ، والشَّجاعَةَ لِكي تَخْدُموهُ، وظ±بحَثوا عَنهُ بِشَوْقٍ كبيرٍ". (فكرة روحية) |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 67140 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() هناك اتحاد وثيق بين الإيمان والمسيح خبز الحياة: "كُلُّ مَن يَحْيا ويُؤمِنُ بي لن يَموتَ أَبَداً" (يوحنا 11: 25). ويقوم هذا الإيمان في قبول كلام يسوع والعمل بموجبه، لأن "وصيته حياة أبدية " (يوحنا 12: 47-50). فالمؤمن هو من يصدّق ما لا يُصدّق، من يصدّق ما قاله يسوع. فكل من يؤمن به " انتَقَلَ مِنَ المَوتِ إِلى الحَياة" (يوحنا 5: 24)، والمؤمن، بعماده في موت يسوع (رومة 6: 43)، وبقيامته معه إلى الحياة (رومة 6: 13) "يحيا منذ الآن لله في المسيح يسوع" (رومة 6: 10 -11). فيعرف معرفة حية الآب والابن الذي أرسله، وهذه هي الحياة الأبدية (يوحنا 17: 3). وتصبح حياته " مُحتَجِبةٌ معَ المسيحِ في الله" (قولسي 3: 3)، هذا الإله الحيّ الذي صار هيكله (2 قورنتس 6: 16) فيشترك هكذا في حياة الله التي كان فيما مضى غريباً عنها (أفسس 4: 18)، وبالتالي يشترك في طبيعته (2 بطرس 1: 4). فلم يُعد المؤمن خاضعاً بعد الآن لضغوط الجسد"، بل يحيا لا لنفسه، بل لِلَّذي ماتَ وقامَ مِن أَجْلِهِ" (2 قورنتس 5: 15)، ويستطيع مثل هذا الشخص أن يقول مع بولس الرسول "الحَياةُ عِندي هي المسيح" (فيلبي 1: 21). |
||||