منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24 - 10 - 2014, 05:12 PM   رقم المشاركة : ( 6671 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

التبرير الفريسي والتنهد العشاري
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
" بل كان يقرع صدره قائلا: اللهم ارحمني أنا الخاطئ "
في النص الإنجيلي يوضح لنا المسيح نقيضين ، الفريسي والعشار
كان الأول يبدو للناس تقيا على خلاف الثاني.في حين أن الفريسي مترفعاً ، حاول أن يبرر ذاته بأعماله ، راح العشار متنهدا يطلب من الله أن يبرره .
الفريسية سرطان العبادة ، مرض يفتك بها ، أما الروح العشارية فهي عافية ومحيية ، وتقوى حقيقية . فما هي إذا التقوى الحقيقة وما هو البر والتبرير ؟
وأخيرا كيف نقتني البر وما السبيل اليه ؟ ليس عبثا أن المسيح قارن بين الانسانين على ميزان المعبد ، فالصلاة تكشف الداخل وتعكس الانسان على حقيقته وسر التقوى يحدده القديس بولس الرسول بتجسد المسيح ، عرس الانسان بالله واتحاده به
الأعمال أعمال ، عندما تكون تقدمات . وحسابات الله غامضة ، وعندما نبذلها في سبيل الاتحاد بالله تصير فضائل حقيقية .
وهذا التمييز ضروري بإزاء أهم صوم وأهم فترة روحية في بداية التريودي الفضائل ليست أعمالنا ، وإنما هي عمل الروح القدس فينا . الحياة الروحية ليست الحياة الاخلاقية بالمعنى الحصري والعام للكلمة ، ولكنها الحياة بالروح الذي يحركنا .
الانسان الروحي هو الذي أخضع جسده لوحه . وأخضع روحه لروح الآب القدوس. وأعمال هذا الانسان بارة . إنها هذه الحياة. وبر هذه الحياة هو العلاقة الحية مع الله والاتحاد به
البر والأعمال :
يقول القديس بالاماس : " كل ما يتم بواسطتنا ولم يكن ، هو عمل الله فينا فهو خطيئة " لذا فإن الطريق الى البر ليس هو الاستحقاق و الإنجازات والأعمال ..... وإنما الانسحاق الحقيقي والباقي كله يعمله الله فينا برنا او انتقاؤه ، يحدده مقدار اتصالنا بالرب يسوع وهذا ما رايناه في مثال اللصين على الصليب"
البر هو القداسة ، والقداسة تأله ، والتاله ليس الأعمال الأخلاقية ، وإنما الاتحاد بالله الذي لا يتحد إلا بأنقياء القلوب
تبرير الذات :
لذا فإن الطريق العملية كما ينصح كتاب تعاليم روحية للتبرير، هو لوم الذات لا تبريرها ، والانسحاق لا العجب بالذات
الفريسي والعشار كانا معجبين ، فالاول أعجب بذاته أما الثاني فبرحمة الله ومحبته
لوم الذات " عافية سرية " وتبرير الذات سرطان خفي . لوم الذات هو سر حين نلتقي بالمسيح في خشوع .
تبرير الذات سرطان يلاقينا بذاتنا ويفصلنا عن يسوع حياتنا . فلنقف ونصلي عشاريا : " يا الله اغفر لي انا الخاطئ"
هذه هي ابواب التوبة ، ومن دخل من غير هذا الباب فهو سارق ولص. هذا هو باب السماء
آمين
 
قديم 24 - 10 - 2014, 05:56 PM   رقم المشاركة : ( 6672 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

من أجل الفتور الروحي
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

عندما يتملكك الفتور الروحى وتصير مثل قطعة ثلج أصابها الجمو د وتتمنى أن تكون جدول مياه يسقي الزروع ويروي البشر، يمكنك أن تعمل الآتي:

- إبحث عن سبب الفتور لتعالجه، فهل هو بسبب الإهمال أم الكسل أم هناك خطية تتعبك وتقف حاجزاً بينك وبين الله؟...

- تذكر أن الثلج يذوب بالحرارة ويمكن لله أن يرسل لك أشعة حبه لتعود حرارتك الروحية من جديد بشرط أن ترفع قلبك إليه وتطلبه في صلاة بإيمان
- حاول أن ترنم ترنيمة تحبها أو لحن معزي أو تقرأ فصل من الإنجيل له ذكريات وتأملات معك
- إن كنت في حاجة إلى مساعدة أو مشورة فلا تخجل وتكلم مع شخص تحبه وتثق فيه


 
قديم 24 - 10 - 2014, 06:04 PM   رقم المشاركة : ( 6673 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ولما صلوا ....
======
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لما صلت حنة، أعطاها الرب صموئيل النبي!
لما صلي سليمان، أعطاه الله حكمة وغني!
لما صلي يعبيص، أتاه الله بما سأل!...

لما صلي يشوع، وقفت الشمس في كبد السماء!
لما صلي أيليا، فلم تمطر ثم صلي فأمطرت!
لما صلي يونان، أخرجه الله من بطن الحوت!
لما صلي بولس وسيلا، أهتزت أساسات السجن وأنفكت قيود الجميع!
لما صلت الكنيسة الأولي، أخرج ملاك بطرس من السجن!
لما صلي التلاميذ، تزعزع المكان الذين كانوا مجتمعين فيه وأمتلئ الجميع من الروح القدس!
الصلاة بإيمان هي مفتاح لكل البركات الروحية والزمنية!
هؤلاء صلوا فنالوا، وأنت هل تصلي لتنال ما تتطلب؟
"اسألوا تعطوا أطلبوا تجدوا أقرعوا يفتح لكم"
 
قديم 25 - 10 - 2014, 04:06 PM   رقم المشاركة : ( 6674 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

التشبيه بالكرْمة والأغصان

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



نصُّ الإنجيل

قالَ يسوع لتلاميذِهِ : " أَنا الكرْمةُ وأَنتمُ الأَغْصان . فمَنْ ثَبَتَ فيَّ وثَبَتُّ فيهِ فذاك الذي يُثمرُ كثيراً . أَمَّا بدوني فلا تَستطيعونَ أَنْ تَعمَلوا شيئاً. مَنْ لا يَثبُتْ فيَّ يُلقَ كالغُصْنِ إلى الخارجِ فيَيْبَس .


والأَغصانُ اليابسةُ تُجمَعُ وتُلقَى في النارِ فتَحترِق . إذا ثَبَتُّمْ فيَّ وثَبَتَ كلامي فيكُم فاسأَلُوا ما شِئْتُم يَكُنْ لكم. أَلا إِنَّ ما يُمجَّدُ بهِ أَبي أَنْ تُثمروا ثَمَراً كثيراً وتكونوا لي تلاميذ."

( يوحنا 15/5-8 )

الفكرة الأساسيَّة الواردة في هذا التشبيه

إنَّ الفكرة الأساسيَّة الواردة في هذا التشبيه هي أنَّ حياةَ يسوع الإلهيَّة تنتقل إلى المسيحيين كما تنتقل حياةُ الكرْمة إلى أغصانها. فيسوع هو الكرْمة, والمسيحيُّون هم الأغصان. فكما أنَّ الأغصان المتَّحدة بالكرْمة تستمدُّ حياتها الطبيعيَّة من الكرمة,

فكذلك المسيحيُّون المتَّحدون بيسوع يستمدُّون حياتهم الروحيَّة من يسوع.

إنَّ هذا التشبيه, وإِنْ كان يتمتَّع بقوّة تعبيريَّة فائقة, لا يستطيع أن يصف طبيعة اتِّحاد المسيحيين بيسوع على حقيقتها. فإنَّ اتِّحادَ المسيحيين بيسوع أشدُّ عمقاً, وأكثرُ غزارة, وأوفرُ حيويَّة من اتِّحاد الأغصان بالكرمة, ذلك لأنَّ يسوع الإله يمنح المؤمنين به حياة إلهيَّة تفوق بما لا يُقاس الحياة الطبيعيَّة المحدودة التي تمنحها الكرْمة لأغصانها.

إنَّ حياة المسيحيّين من دون اتحادهم بيسوع عقيمة روحيّاً. وإذا اتَّحدتْ به ازدهرت وحَظيت بالخصب الروحي. وإليكم إيضاح هذه الفكرة.

حياة المسيحيين من دون الاتحاد بيسوع عقيمة روحيَّاً

قال يسوع : " بدوني لا تَستطيعونَ أَنْ تعمَلوا شيئا.ً " إنَّ كلام الرب واضح, ولا يحتاج إلى تأويل. فنحن عاجزون عن القيام بأيِّ عمل صالح ومثمر إنْ لم نكن متَّحدين بيسوع في مسيرة حياتنا الطبيعيَّة, وأعمالنا الفرديَّة, ونشاطاتنا الجماعيَّة.

1- ضرورة الاتحاد بيسوع في مسيرة حياتنا الطبيعيَّة

إنَّ مسيرة حياتنا الطبيعيَّة, وإنْ تتوَّجت بأعمال ناجحة ومُبهرة وقادرة على إثارة إعجاب الناس قاطبةً في مجالات الفنِّ أو الاقتصاد أو السياسة أو الاختراعات العلميَّة, تبقى عقيمةً في عينَيْ الله, ولا تأتي بأيِّ ثمر روحي إِنْ لم تتَّحِدْ بيسوع وتنتعشْ بحياته, لأنها تبقى مسيرةَ حياةٍ أرضيَّة تزول بزوالنا عن هذه الأرض.

2- ضرورة الاتحاد بيسوع في أعمالنا الدينيَّة الفرديَّة

إن أعمالنا الدينيَّة الفرديَّة نفسها, كالوعظ والإرشاد والمحاضرات الدينيَّة وأعمال التقشُّف والتبشير بالإنجيل, تكون عقيمةً أيضاً إِنْ لم تتّحد بيسوع وتستمدَّ حيويَّتها من حياته الإلهيَّة وتتغذّى به, لأنها تنقلب آنذاك أعمالاً خارجيَّة محضة, لا حياةَ روحيّة فيها ولا ثمر, وتحمل كثيراً من الرياء والكبرياء المستورة.

3- ضرورة الاتحاد بيسوع في نشاطاتنا الدينيَّة الجماعيَّة

إن النشاطات الدينيَّة الجماعيَّة التي ننفِّذها في أثناء اجتماعات الأخويَّات الكنَسيَّة, لا قيمةَ لها روحيَّاً إلاَّ إذا اتَّحدت قلوبُنا, نحن أعضاءَ هذه الأخويَّات, بيسوع واستمدَّت منه القوَّة والحياة الإلهيَّة, لأنَّها تكون نشاطات فارغة روحيَّاً. وبخلاف ذلك, فإن نشاطاتنا المسيحيّة تكون مخصبة إذا اتَّحدنا بيسوع الكرمة الحقيقيَّة.

الحياة المسيحيّة المتَّحدة بيسوع مخصبة روحيَّاً

قال يسوع : " مَن ثَبَتَ فيَّ وثَبَتُّ فيهِ فذاكَ الذي يُتمِرُ كثيراً ". في الحياة اليوميَّة أعمالٌ كثيرة تبدو خارجيَّاً تافهة, لا تتمتَّع بأيَّة قيمة بشريَّـة كعمل العامل في ورشة العمل, أو ألم المريض الذي تذوب حياته على مهل وهو متمدِّد على فراش الألم, أو تعب التاجر الصغير الذي يجاهد كثيراً ليجني ربحاً معقولاً يعيل به أُسرَتَهُ.إن هذه الأعمال العاديَّة التي لا تَلْتفِتُ إليها أبصارُ الناس, تكون مخصبة روحيَّاً إذا اتَّحدت قلوبُ أصحابها بيسوع مصدر الحياة الإلهيَّة.

ونحن المسيحيين الذين نتَّحد بيسوع تكون حياتنا العاديَّة مُخصبة روحيَّاً بفضل ثلاثة أفعال متكاملة نقوم بها وهي:

1- قبول المعموديَّة المقدّسة


إن المعموديَّة التي نقبلها تمنحنا النعمة المقدِّسة وتضمّنا إلى يسوع, وترفعنا إلى مقام أبناء الله, وتجعل نفوسنا مقرَّاً للروح القدس, فتكون حياتنا مقدَّسة وغنيَّةً بالاستحقاقات الروحيَّة التي تَهَبُنا مقاماً رفيعاً عند الله في الملكوت السماوي.

2- التوجُّه إلى يسوع باستمرار

وإذا وجَّهنا عقولنا وإراداتنا وحُبَّ قلوبنا باستمرار إلى يسوع تمكَّنا من رفض الخطيئة التي تؤدِّي بنا إلى الموت, وعِشنا معه عيشة القداسة والصداقة الحقَّة.

3- القيام بالصلاة والأعمال الصالحة

1) إن الصلاة الحارَّة النابعة من القلب المُحبّ تجلب علينا قوَّةَ الله وعطفَه ومؤازرتَه, وتسمو بميول قلوبنا, فنرتفع من عالم الأرض إلى عالم السماء ونحقِّق ما قاله يسوع لرسله : " أنتُم في العالَمِ ولكنَّكُم لستُم مِنَ العالَم. " (يوحنا 17/14-16)

2) أمَّا القيام بالأعمال الصالحة في سبيل مجد يسوع فيحملنا على أن نجاهد, لا لمصلحتنا الخاصَّة وتمجيد ذواتنا, بل لتمجيد اسم يسوع ونشر محبَّته بين الناس.

الثمر الكثير الذي يُمجِّد اسم يسوع

مَنْ قَبِلَ المعمودية، وعاش في حال النعمة المقدِّسة, ووجَّه عقله وقلبه ومحبَّته إلى يسوع, وجعل صلاته وعمله في سبيل مجده, اتَّحد به وكان كالغصن المتَّحِد بالكرمة, فأتى بثمر كثير يُمَجِّد اسم يسوع في هذه الحياة وفي الحياة الأبديَّة.

أما الثمر الكثير الذي يُمَجِّد اسم يسوع فهو بلوغ القداسة التي دُعينا إليها منذ الأزل, ونحن لا نزال على الأرض, كما ذكر بولس الرسول ذلك عندما قال: " تباركَ اللهُ أَبو ربِّنا يسوعَ المسيح الذي اختارَنا في المسيح قَبْلَ إِنشاء العالَمِ لنكونَ عندَهُ قدّيسين بِلا لَوْمٍ في المحبّة ." ( أفسس 1/3-4 )

التطبيق العملي

إنَّ الشُّبان والشابَّات يحلُمون, وهم في عنفوان شبابهم, بتحقيق نجاحات مُبهرة في المستقبل. لكنَّهم متى بلغوا خريف الحياة يتساءَلون بشيء من خيبة الأمل عَّما حقَّقوه من النجاحات التي كانوا يتطلَّعون إليها ويتوقَّعونها.

1- إنَّ قول يسوع " مَنِ اتَّحدَ بي أَتى بثمرٍ كثير " يبدِّد من نفوسهم كُلَّ خيبة أمل, ذلك لأنَّ قيمة حياتهم على الأرض لا تستند إلى النجاحات الأرضيّة, بل إلى اتِّحادهم بيسوع. فإذا اتَّحدوا به كانت حياتهم ملأى بالثمر الكثير, وعاشوا حياة القداسة التي دعاهم الله إليها منذ الأزل.

ولكن إذا انفصلوا عنه فلا يصلحون في نظر الله إلاَّ لأن يُلقَوا في النار ويحترقوا, كما يُلقى في النار الغصن الذي ينفصل عن الكرمة.

فالمهمُّ في حياتهم لا أن يحقّقوا النجاحات الأرضيَّة فقط, بل أن يعيشوا أيضاً متَّحدين روحيَّاً بيسوع ويكونوا قدّيسين.

2- مَن سمِعَ دعوة يسوع إلى الموت وإلى الحياة وفهِمها فَهماً جيّداً مارس التقشّف وتوجّهَ إليه بالصلاة الحارّة. فتأمَّلْ أيها المسيحي في دعوة يسوع لكَ، ولَبِّ هذه الدعوة بحُبٍّ وثقة، فتكون حياتك مُثمرةً روحيّاً كالغصن المُتّحِد بالكَرْمة.

3- وتذكَّرْ أن الخطيئة تفصلك عن يسوع, وتجعل حياتك الروحيَّة يابسة بلا ثمر كالغصن اليابس المنفصل عن الكرمة. فقاومْ الخطيئة بكُلِّ قِواك, واطلبْ نعمة المقاومة لتبقى صديق يسوع الذي هو حياتك الإلهيَّة
 
قديم 25 - 10 - 2014, 04:09 PM   رقم المشاركة : ( 6675 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

مثل الخميرة في العجين


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

نصُّ الإنجيل

مَثَلُ ملكوتِ السماواتِ كَمَثَلِ خميرةٍ أَخذَتْها امرأةٌ فَجَعَلَتْها في ثلاثةِ مكاييلَ مِنَ الدَقيقِ حتى اختَمرَتْ كلُّها. (متى 13/33 )

الفكرة الأساسيَّة الواردة في هذا المثل

إنَّ الفكرة الأساسيَّة الواردة في هذا المثل هي أنَّ هذه الخميرة الصغيرة, التي تختلط بالعجين وتعمل فيه عملها الخفيّ وتجعله يختمر, تمثِّل يسوع نفسَهُ, ومجموعةَ الرسل القلائل, والكنيسةَ التي تعمل في العالم,

والنُخبةَ المختارة القليلة العدد من العلمانيَّات والعلمانيين الذين يعملون في محيطهم ويؤثِّرون فيه تأثيراً روحيَّاً قويَّاً وفعَّالاً. ويكون هذا التأثير في غالب الأحيان تأثيراً خفيَّاً, ينتشر بفضله ملكوتُ الله في العالم, ويتغلغل في قلوب الناس من دون أن يكون له أيُّ مظهرٍ من مظاهرِ العظمة الخارجيَّة. وإليكم إيضاح هذه الفكرة.

الخميرة هي يسوع نفسُهُ

لقد حقَّق يسوع هذا المثلَ في حياته التبشيريَّة, فاختلط بالجماهير وكان بينها كالخميرة في العجين. وقد أثَّرت أقواله في قلوب السامعين تأثيراً داخليَّاً عميقاً, ودفعت الخطأة إلى التوبة وتغيير السيرة.

إنَّ المبادئ الأخلاقيَّة السامية التي أعلنها انتقلت بعدَه إلى الأجيال المتعاقبة, وانتشرت بين الناس, وغيَّرت شيئاً فشيئاً وجه المسكونة, فسادت في نفوس الكثيرين فضائلُ المحبَّة والتضامن والتسامح والتجرُّد والعطف على البؤساء, وأدَّت في التاريخ إلى تحرير العبيد, وإنشاء المؤسَّسات الإنسانيَّة في جميع مجالات الخير والمؤازرة. وأخذ العالَم يشعر بوخز الضمير عندما يخالف ما تفرضه عليه ممارسةُ هذه الفضائل من واجبات إنسانيَّة وخيريَّة وخلُقُيَّة.

كان يسوع في حياته الخميرةَ الصغيرة. ولا يزال إلى اليوم, بتعاليمه ومبادئه, الخميرةَ الصغيرة التي تؤثِّر في قلوب البشر المنتشرين في العالم كلِّه.

الخميرة هي مجموعة الرسل الإثنَيْ عشَر

قال يسوع لرسله: " اذْهَبُوا إلى العالَمِ أَجْمَع , وعلِّموا الناسَ جميعَ ما أَوصيتُكم بهِ." لقد أطاعوا أمره وانطلقوا, وهم ينشرون تعاليم معلِّمهم الإلهي, بدءًا من مدينة القدس. ثم تفرَّقوا في أقطار العالم القديم, في الشرق والغرب. وسمع الكثيرون أقوالهم, واعتنقوا الإيمان المسيحي. فكان الرسل, على قِلَّتهم الخميرة الصغيرة التي أثَّرت في العجين الكبير فجذبت الكثيرين إلى الإيمان بالربّ يسوع.

الخميرة هي الكنيسة خلالَ تعاقب الأجيال

1 عَمَلُ الكنيسة في العالم

مات الرسل وخلفتهم الكنيسة بعدَ أن تسلَّمت منهم مَهَمَّةَ تعليم الناس ما أوصاهُم به يسوع من التعاليم الإيمانيَّة والقواعد الخُلُقيّة. فاتَّصلت بشعوب الأرض, بوساطة الأساقفة والكهنة والمعلّمين الكنسيّين،

ونشرت بينهم التعاليم والأخلاق والحضارة المسيحيَّة, وصبرت على غلاظة طباعهم وتجبُّر تصرُّفاتهم وتصلُّب عقليتهم مدّةَ أجيال وأجيال. وأدَّى بها هذا الصبر الجميل إلى تليين قساوة قلوبهم, وزَرْع الإيمان القويم في نفوسهم، ورفع مستواهم الخُلُقي والحضاري.

هذا هو عمل الكنيسة، الخميرة الصغيرة، في العجين الكبير الذي هو العالم.



2 عَمَلُ المرسلين والمًرسلات

وانتشرت الإرساليّات في العالم بفضل المرسَلين والمرسَلات من الرهبان والراهبات الذين يتركون بلادهم وينطلقون إلى بلاد الإرساليّات البعيدة، ويجاهدون بصمتٍ عجيب, فيقاسون الحرمان, ويتحمَّلون الأتعاب,

ويتأقلمون مع عادات الشعوب وهدفُهم الأوحد بثُّ حُبِّ يسوع في القلوب, وزرع مبادئ الإيمان القويم والأخلاق السامية من محبَّة وسلام وتسامح في نفوس الذين يتَّصلون بهم من أمم العالم.

إنَّ عمل المرسلين والمُرسلات لم يُقتصر على جيل واحد أو قطر واحد أو قارَّة واحدة, بل شمل عَمَلُهُم التعليمي والحضاري والخلُقُي والإنساني الأجيالَ المتعاقبة كلَّها وبلادَ العالم أجمع، فهَدَوا إلى الإيمان المسيحي شعوباً كثيرة كانت تعيش في الوثنيّة: إنَّهم كانوا ولا يزالون الخَميرة الصغيرة في العجين الكبير.

الخميرة هي النُخبة من المسيحيين

إنَّ المسيحيين في العالم ملايين وملايين. وليسوا كلُّهم أصحابَ إيمان فعَّال, ولا أخلاق رفيعة, ولا عادات سليمة. ففيهم المجرم, وسفَّاك الدماء, والسارق والطمَّاع, واللاّمبالي بالدين, إلى ما هنالك من أصحاب الأعمال المُنكَرة. وليس عددُهم بقليل.

فالكنيسة لا تستطيع أن تتَّصل بهؤلاء الحائدين عن الإيمان والأخلاق بهدف هدايتهم وارشادهم بوساطة ما عندها من كهنة ورهبان ومرسلين, لقلَّة عددهم وكثرة مشاغلهم الكنَسيَّة والإنسانيَّة.

إنها تعمَدُ إلى تكوين نُخبة من المسيحيين العلمانيين, تختارها من جميع طبقات المجتمع, فتعلِّمها بعمقٍ التعاليمَ الدينيَّة بإلقاء دروس منظَّمة, ودورات تعليميَّة وتربويَّة, ومحاضرات تثقيفيَّة مكثَّفة, ورياضات روحيَّة سنويَّة, وهدفُها أن تصل عن طريق هذه النُخبة إلى الذين زاغوا عن الإيمان واستسلموا إلى سوء الأخلاق لترشدهم وتهديهم, وتكون بينهم كالخميرة الصغيرة في العجين الكبير.

ولابدَّ من القول إن تأثير هذه النُخبة من العلمانيّين والعلمانيّات لا يزال محدوداً لقلَّة عدد أعضائها, وتصلُّب مواقف البعيدين عن الدين والأخلاق, وتمسُّكهم بعاداتهم القبيحة وسلوكهم اللاأخلاقي.

وهذا ما يحملنا على أن نذكر هنا دعوة يسوع لنا إلى الصلاة لأجل نموّ عدد أعضاء النُخبة من العلمانيّين والعلمانيّات في العالم. قال : " الحَصادُ كثيرٌ لَكِنَّ العَمَلَةَ قليلون. فاسألوا ربَّ الحَصادِ أن يُرسِلَ عَمَلَةً إلى حَصادِه ". (متّى 9/37-38)

مثل الخميرة دعوة موجَّهة إلى الجميع

إن مثلَ الخميرة دعوةٌ موجَّهة لا إلى النُخبة من المسيحيين فقط, بل إلى كلِّ مسيحي لكي يعملَ بحزم وصبر ومحبَّة, ولا سيَّما بمثَل إيمانه الحيّ وتقواه العميقة, على نشر الإيمان والأخلاق في المحيط الذي يعيش فيه, ويقومَ بالمَهَمَّةِ الفعَّالة والقويَّة التي تقوم بها الخميرةُ في العجين, اقتداءً بيسوع والرسل والكنيسة والنُخبة المسيحية.

التطبيق العملي

إن هذا المثل يدعوك إلى التفكير في الوسائل الفعّالة التي تمكّنك من أن تؤثِّر في محيطك كما تؤثِّر الخميرة الصغيرة في العجين الكبير, فتعمل على بثِّ الروح المسيحيَّة الحقّة في قلوب الناس الذين تختلط بهم.

إنّ هناك وسائل عدَّة لإصابة هذا الهدف الروحي السامي, أهمُّها:

1- أن تحيا, أنت نفسك, حياة الإيمان الصادق. وهذا الإيمان الصادق يؤثِّر في أبناء محيطك ويُنعش فيهم الحياة الروحيَّة.

2- أن تقدِّم لهم المثل الصالح في حفظ الوصايا وتتميم واجباتك الدينيَّة بانتظام, فتكون لهم القدوة الصالحة التي تدلّهم على طريق الخير وممارسة الفضائل المسيحيَّة

3- أن تُناصر توجيهات الكنيسة بنشاطك الروحي, فتنشر المبادئ المسيحيَّة في بيئتك , وفي مكان اجتماعك بالآخرين، وأهمُّها المحبّة والتسامح وخدمة الآخرين.

4- أن تقبل التضحيات التي تفرضها عليك رغبتك في أن تكون رسول يسوع، وذلك بقلبٍ يملأه الفرح الروحي. قال بولس الرسول : " افرَحوا بالربّ ". (فيليبّي 3/1)

5- أن تكون واحداً من النُخبة المسيحيَّة العلمانيّة بالانتساب إلى الأخويَّات القائمة في محيطك، وأبرَزُها جمعية التعليم المسيحي، وأخويّة اللجيو ماريّه، وأخويّة الشبيبة الطالبة المسيحيّة، وأخويّة الشبيبة العاملة المسيحيّة، والأخويّات المريميّة.

فَكِّرْ في الطريقة الموافقة, وصلِّ إلى الرب يسوع أن يلهمك الأسلوب الأفضل لكي تتبنَّاه وتكون في حياتك المثل الصالح الذي يريده منك.




 
قديم 25 - 10 - 2014, 04:12 PM   رقم المشاركة : ( 6676 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

مثل الخروف الضالّ والدرهم الضائع




وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

نصُّ الإنجيل

كانَ العشَّارونَ والخاطِئونَ يَدنُونَ مِنْ يسوع ليستمعوا إليه . فكان الفرِّيسيونَ والكتبةُ يَتَذمَّرونَ فيقولون : " هذا الرجلُ يستقبلُ الخاطِئينَ ويأْكُلُ معهم ." فضرَبَ لهم هذا المثل . قال :


" أَيُّ امرئ منكُم إذا كانَ لهُ مِئةُ خروفٍ فأَضاعَ واحداً منها , لا يترُكُ التِّسعةَ والتِّسعينَ في البريَّةِ ويسعَى إلى الضالِّ حتى يجدَهُ ؟ فإذا وجدَهُ حمَلَهُ على كتِفَيْهِِ فَرِحاً ورَجَعَ بهِ إلى البيتِ ودعا الأَصدقاءَ والجيرانَ وقالَ لهم : " افرَحوا معي , فقد وجَدْتُ خَروفيَ الضالّ ."


أقولُ لكُم : " هكذا يكونُ الفرحُ في السماءِ بخاطىءٍ واحدٍ يتوبُ أَكثرَ مِنهُ بتِسعةٍ وتِسعينَ مِنَ الأَبرارِ لا يحتاجونَ إلى التوبة ."

أَمْ أَيَّة ُ امرأةٍ إذا كان عندَها عشَرَةُ دراهمَ فأَضاعتْ دِرْهماً واحداً , لا تُوقِدُ سِراجاً وتكنِّسُ البيتَ وتَجِدُّ في البحثِ عنهُ حتى تَجدَهُ ؟


فإذا وجدتْهُ دَعَتِ الصديقاتِ والجاراتِ وقالتْ : " افرَحْنَ معي , فقدْ وجدتُ دِرهَمي الذي أَضعتُهُ ."أَقولُ لكُم: " هكذا يفرَحُ ملائكةُ اللهِ بخاطىءٍ واحدٍ يتوب." (لوقا 13/1-10)


الفكرة الأساسيَّة الواردة في هذين المثلَيْن


إن الفكرة الأساسيَّة الواردة في هذَيْن المثلَيْن هي أن يسوع قد جاء إلى العالم لأجل الإنسان الخاطئ. فكما أن الراعي يبحث عن خروفه الضالّ , وكما أن المرأة تبحث عن درهمها الضائع, هكذا يبحث يسوع عن الخاطئ ليهديه إلى التوبة, ويقوده إلى الله, ويؤمِّن له خلاصه الأبدي. وإليكم إيضاح هذه الفكرة.


نحن أناسٌ خطأة


نحن نحيا في كثير من الأحيان حياةَ اللاَّمبالاة بشؤون الدين, ونهمل واجباتنا الدينيَّة, ونرتكب الخطايا الكثيرة, ونهتمُّ بكلِّ ما هو قائمٌ على الأرض, ما عدا حفظَ كلام الله وتتميمَ إرادته القدُّوسة. فكلٌّ مِنَّا يشعر في قرارة نفسه بأنه إنسان خاطئ.

ومَنْ هو الخاطئ في تفكير يسوع ؟ الخاطئ هو الخروف الذي ابتعد عن القطيع, وضلَّ الطريق, وسقطَ في الحفرة, ولمْ يستطعْ أن يصعدَ منها. وهو الدرهمُ الضائعُ أيضاً الذي تدحرج إلى زاوية البيت المظلمة ولم يَعُدْ يظهر للنور.


جاء يسوع ليحمل إلى الخاطئ الخلاص الأبدي


جاء يسوع ليبحث عن الخاطئ ويهديه إلى الخلاص الأبدي . فإن ما قام به يسوع في سبيل إِنقاذ الخاطئ من الضَياع والموت أعظمُ بما لا يُقاس مِمّا يقوم به الراعي ليجدَ خروفه الضالّ, ومِمَّا تقوم به ربَّةُ البيت الواعية في سبيل العثور على درهمها الضائع.

إنه لم يكتفِ بالتعليم والإرشاد والقدوة الصالحة وسلوك الحياة الفاضلة كسائر الأنبياء الذين سبقوه, بل بذل نفسه في سبيل خلاص الخاطئ بذْلاً كاملاً, فمات على الصليب, ذبيحةً طاهرةً, ليكفِّر عن ذنوب الإنسان, وينقذه من شرِّ الخطيئة ونتائجها الوخيمة، ويحمل إليه الخلاص الأبدي, ويفتح له أبواب السعادة الأبديَّة .

فما أعظمَ حُبَّ يسوع للإنسان الخاطئ ! وما أجملَ سعيَهُ في سبيل إنقاذه من موت الخطيئة !


يسوع قدوتنا في نشر الخلاص


يسوع قدوتنا في بذل الجَهد والسعي وقبول التضحية في سبيل هِداية الخطأة. فلا يكفي أن نهتمَّ بأنفسنا فقط, ونقوم بالممارسات الدينيَّة والواجبات اليوميَّة فحسب, بل ينبغي لنا أن نقتدي بيسوع, ونكون على مثاله رسلاً ينشرون الخلاص بين الناس.


1- يجب أن نساعد الآخرين مساعدةً روحيّة فعّالة


إننا نعيش في العالم كسائر الناس, في بيئة مكوَّنةٍ من رجال ونساء, وشباب وشابّات, وفتيان وفتيات, وأطفال. إنهم يحتاجون كلُّهم إلى المساعدة الروحيَّة الفعّالة لكي لا ينفصلوا عن قطيع يسوع بارتكاب الخطيئة.


وإذا ما انفصلوا عنه فإنهم يحتاجون أيضاً إلى هذه المساعدة ليعودوا إليه, ويكونوا أصحَّاء روحيَّاً تنعشهم نعمة الله تعالى.


2- يجب أن نبذل الجهد الروحي الضروري


ولا بُدَّ لإصابة هذا الهدف الديني المزدوج من أن نقوم بجَهد روحي متواصل, على مثال يسوع, فننشر التعليم الديني المسيحي بين إخوتنا وأبنائنا, ونوطِّد فيهم الأخلاق القويمة بمثلنا الصالح, ونرسِّخ فيهم عادة الممارسات الدينيَّة,


ونساند الأخويَّات الكنسيَّة, ونؤازر الأُسَرَ المسيحيَّة لتحافظ على الوحدة العائليَّة وتتغلَّب على الصعوبات التي تؤدِّي بها إلى التفكُّك وعدم الانسجام.


ضرورة التعاون بين الرعاة الكنَسيين والعلمانيين


إن هذا العمل الرسولي المفيد روحيَّاً يقتضي أن يقوم تعاونٌ وثيق بين الرُعاة الكنسيّين والعلمانيّين الأتقياء . إن هذا التعاون أمرٌ هامٌّ جداً لأنّه يثبّت الإيمان ويدعم الأخلاق الصالحة في قلوب المسيحيين.


ويحمل هذا التعاونُ اسم " العمل المسيحي " الذي تناصره الكنيسةُ مناصرةً قويَّةً بقوانينها وتوجيهاتها ومساندتها الفعَّالة.


التطبيق العملي


لا تنسَ أنك رسول يسوع في البيئة التي وضعك الله فيها. فتعاونْ بإخلاص مع الكنيسة, واشتركْ في الأخويَّات القائمة, وسانِدْ المشاريع الدينيَّة,


وكُنْ قدوةً صالحة للآخرين بتصرُّفاتك الحسنة وأقوالك النيِّرة التي تعبِّر عن إيمانك المسيحي الثابت, لكي لا يبقى أحدٌ من خراف يسوع, من بين أصحابك ومعارفك, خارجَ الكنيسة المقدَّسة, ضائعاً في براري الضلال وقابعاً في ظلام الخطايا.

 
قديم 25 - 10 - 2014, 04:13 PM   رقم المشاركة : ( 6677 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

مثل حبَّة الخردل

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




نصُّ الإنجيل

مَثَلُ ملكوتِ السماواتِ كَمَثلِ حَبَّةِ خَرْدَلٍ أَخذَها رَجُلٌ فزَرَعَها في حقلِهِ. هيَ أَصغَرُ البُذورِ كُلِّها , فإذا نَمَتْ كانتْ أَكبرَ البُقولِ , بل صارتْ شجرةً حتى إِنَّ طيورَ السماءِ تأْتي فتُعشِّشُ في أَغصانِها . (متى 13 /31-32)



الفكرة الأساسيَّة الواردة في هذا المثل

إنَّ الفكرة الأساسيَّة الواردة في هذا المثل هي أنَّ مشاريع الله تشبهُ حبَّة الخردل. فهي لا تبدأ عادةً كبيرةً مُبهرة , بل بالحريِّ صغيرةً متواضعة, يكاد الناس لا يرونها. ثم تصبح رويداً رويداً كبيرةً لأنَّ الله يُعنى بها ويسيِّرها وينميها ويمنحها القوَّة والازدهار. وهذا ما نراه قد حدَثَ في مجالات دينيَّة كثيرة. وإليكم بعض الأمثلة عن هذا النموِّ الديني، مُقتبسة من أقوال يسوع، ومن حياة الكنيسة، ومن حياة الأفراد.

المثل الأول : نموُّ أقوال يسوع

تفوَّه يسوع ببعض أقوالٍ بسيطة, في بيئة محدودة, ولم يسمعْها إلاَّ العددُ القليل من الناس, فأضحت هذه الأقوال بعد مُدَّة من الزمن إنجازاتٍ عظيمة.

1- قول يسوع ليلة العشاء الأخير

بعدما أخذ الربُّ يسوع, في الليلة التي أُسلم فيها, خبزاً وكأسَ خمرٍ, وشكرَ الله وبارك وقدَّسهما قال لتلاميذه: " اصنَعوا هذا لِذكري ." إن هذه الكلمات البسيطة, الصغيرة كحبَّة الخردل, والتي قالها لأحدَ عشَرَ رجلاً في داخل العلِّية, قد أصبحت شجرةً عظيمةً مدَّتْ أغصانها إلى العالم كلِّه. فعلى أَثَرِها انتشرت عبادة سرّ القربان الأقدس، وظهرت الكاتدرائياتُ والكنائسُ الفخمة, والطقوسُ الاحتفاليَّة الرائعة, والأناشيدُ الدينيَّة الجذَّابة التي تشُدُّ إليها الجماهير الغفيرة من المؤمنين في كلِّ قطر من أقطار العالم.

2- قول يسوع قبل أن يصعد إلى السماء

قبل أن يصعد يسوع إلى السماء قال للتلاميذ المتحلِّقين حولَه : " اذهبوا في العالم كُلِّه وأعلنوا الإنجيل إلى الخلق أجمعين ". كان عددُهم ضئيلاً جدَّاً, لم يجاوز الأحدَ عشَرَ رجلاً, فإذا بعدد المرسلين في العالم ينمو ويزداد ويجاوز الألوف .

أخذ هؤلاء المرسلون يبشِّرون في بلاد العالم كلِّه بكلمة الله, وينشرون بين الناس البشرى السعيدة التي جاء بها الإنجيل. فآمنت به شعوبٌ كثيرة, وكانت قبلاً من عِداد عبَدة الأصنام, فأصبحت تَدِينُ بالمسيحيَّة وتعبُد الله الحيّ.

3- قول يسوع يومَ الدينونة

ويقول يسوع في يوم الدينونة للقائمين عن يمينه : " كلَّما صنعتُم شيئاً من ذلك لواحدٍ من إِخوتي الصغار, فلي قد صنعتموه ." إن هذه الكلمات البسيطة قد فتحت المجال الواسع في الماضي لظهور المشاريع والأعمال الخيريَّة والاجتماعيَّة على مدى القرون المتعاقبة. وهي لا تزال إلى اليوم تُنشئ العددَ الكبير من مشاريع الخير وأعمال المؤازرة الجسديَّة والروحيَّة والخُلُقيَّة والماليَّة, في كلِّ مكان من العالم, ولا سيَّما في البلاد الفقيرة التي ينتشر فيها الظلم الاجتماعي على نطاق واسع.

4- قول يسوع للشابِّ الغني

قال يسوع للشابِّ الغني: " إذا أَردتَ أن تكونَ كاملاً فاذهبْ وبِعْ أَموالَك وأَعْطِها للفقراء , فيكونَ لك كنزٌ في السماء , وتعالَ اتبعني ." إن هذه الكلمات المتواضعة كانت سبب نشأَة الحياة الرهبانيّة المكرَّسة. إنَّ هذه الحياة انتشرت في الكنيسة, خلالَ العصور المتعاقبة, في الشرق والغرب, وظهرت مجموعات رهبانيّة كثيرة من رجال ونساء هدفُها الصلاة والخدمة الاجتماعيَّة.

كانت هذه الجماعات الرهبانيّة في أوَّل عهدها أفراداً قلائل, كحبَّة الخردل, ثمَّ صارت أشجاراً عالية, وهي تعيش اليومَ في كلِّ قطرٍ من أقطار الشرق العربي.

أمَّا في بلاد الغرب, فإنَّ هذه الجماعات تؤلِّف جمعيَّات رهبانيَّة مكرَّسةً لله, تعُدُّ كلُّ واحدةٍ منها الألوف من الأعضاء الذين يقضون حياتهم في الصلاة والعمل الديني.

بدأت هذه الجمعيَّات الدينيَّة في أول أمرها بداءَة متواضعة, لا تضمُّ أكثر من اثنين أو ثلاثة من الأعضاء. وهي اليومَ أعداد كثيرة جداً, يعمل أعضاؤها في مجالات التبشير والتعليم والكتابة والتأليف والنشر والوعظ والإرشاد والإذاعة والتلفزيون والأنترنِت, وحتى في مجال الفنون الجميلة. إن هذه الجمعيَّات كانت حبَّةَ الخردل الصغيرة, فأصبحت بقدرة الله أشجاراً باسقة وارفة.

المثل الثاني: نموُّ الكنيسة في العالم

بدأت الكنيسة في فلسطين صغيرةً كحبَّة الخردل, وضمَّت إليها في بادئ أمرها بعضَ الرجال والنساء من الطبقة المتواضعة ولم يكن عددهم يجاوز آنذاك الخمسة آلاف رجل. (أعمال الرسل 4/4) ثمّ نمت على كرِّ الزمن وأصبحتِ اليومَ كنيسةً جامعة, منتشرةً في العالم كلِّه, تضمُّ إليها ما يقارب مِليارَيْ نَسَمَة. واتَّسع نفوذُها الديني والخُلُقي في جميع الأوساط.

لقد حاول الكثيرون, من الملحدين والأشرار, أن يكسروا أغصانَ شجرةِ الخردل هذه, بل أن يقتلعوها من جذورها. ولكنَّ الجذور مازالت تُنبتُ فروعاً جديدةً أقوى وأغزر. إن الإهانات التي وجَّهوها إلى الكنيسة لم تحطِّم عزيمتَها على العمل,

وإن الاضطهادات التي شنُّوها على أبنائها قد زادتهم ثباتاً على إيمانهم, فانقلبت خساراتها الماديَّة مغانمَ روحيَّة رائعة, ذلك لأن يد الله التي زرعت حبَّة الخردل الصغيرة هذه في العالَم تحفظها وتقوِّيها وتنمِيها .

المثل الثالث: نموُّ الحياة الروحيَّة في الأفراد

إن الحياة الروحيَّة تبدأ في الأفراد بالمعموديَّة المقدَّسة صغيرةً جداً, كحبَّة الخردل, من دون أن يراها الناس.

وإذا ما أفسح المسيحي المجال الديني الواسع لنعمة المعموديَّة, نمت في نفسه نموَّاً روحيَّاً بعيد المدى وأصبحت بفضل نشاطه وجرأته شجرة عظيمة يستظلُّ في ظلِّ أغصانها أفرادُ أُسرته إذا تزوَّج, أو أبناءُ رعيَّتِه إذا أصبح كاهناً, أو رفاقُ عملِه إذا أضحى عاملاً أو موظَّفاً أو تاجراً أو مسؤولاً.

إن حياة الأفراد تبقى عادةً في الحياة الدنيا خفيَّةً عن العِيان, و لا يظهر جمالها و لا تبدو عظمتها إلاَّ في الحياة الأخرى, فتكون لهم آنذاك مصدرَ إعجاب بقدرة الله التي ساندتهم على إنماء النعمة في نفوسهم.

إعجابنا بأعمال الله مدى الأبديَّة

إننا سنرى يوماً ما, ونحن في ملكوت السموات, بدهَشٍ وإعجاب عظيم, كيف أن أعمال الله ومشاريعه التي بدأت على الأرض صغيرة بسيطة كحبَّة الخردل ونمت وأصبحت أعمالاً وإنجازات كبيرة فقدَّمت للنفوس والكنيسة والمجتمع خدَماتٍ كثيرة ومتنوِّعة. وهذا ما يحملنا على أن نمجِّده تعالى باستمرار مدى الأبديَّة.

التطبيق العملي

1- إذا قُمت بعمل ما, فنما هذا العملُ وأفاد الكنيسة, فلا تفتخرْ بنفسك, بل كُنْ متواضعاً, ولا تنسَ أنَّ نموَّ عملِك الديني ناجمٌ عن نعمة الله وعطفه على ما تقوم به من نشاط في سبيل الكنيسة والمجتمع والأفراد. لذلك لا تنسِبْ نموَّه إليك, بل إلى الله. وتابعْ عملك بجَهْدٍ ونشاط وهدوء.

2- ثمَّ واظبْ على الصلاة, فإن الله يواصلُ مؤازرته لِمَنْ يصلّي، فيقوِّيكَ على متابعة نشاطك, وينجِّح جهودك التي تؤول إلى رفع شأن الكنيسة المقدَّسة في بيئتك.

3- إنَّ للصلاة أهميّةً كبيرة في عَينَيْ. ولذلك فإنَّ الكنيسة أعلنت القدّيسة تريزيا الطفل يسوع شفيعة المرسلين مع أنّها لم تذهب إلى بلاد الإرساليات ولم تخرج قط من الدير، ذلك لأنَّ صلاتها الصامتة والمستمرّة لأجلهم قد جلبت عليهم نِعَم الله التي كانت تؤازرهم على القيام بأعمال الرسالة، كما أنّها فتحت قلوب الوثنيّين لقبول النِعًم السماويّة فاهتدوا إلى الدين المسيحي.
 
قديم 25 - 10 - 2014, 04:14 PM   رقم المشاركة : ( 6678 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

مثل الشبكة التي أُلقيت في البحر

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



نصُّ الإنجيل

مَثَلُ مَلكِوت السماواتِ كَمثَلِ شَبَكةٍ أُلْقِيَتْ في البحرِ فجمعَتْ مِنْ كُلِّ جِنْسٍ . فلمَّا امتلأَتْ أَخْرَجَها الصيَّادون إلى الشاطئِ وجَلَسُوا فَجَمَعُوا الطَيِّبَ في سِلالٍ وطَرَحُوا الخَبيثَ. وكذلكَ يكونُ عِنْدَ نِهايةِ العالَمِ :


يأْتي الملائكةُ فيفصِلُونَ الأَشرارَ عَنِ الأَخيارِ, ويقذِفُون بِهم في أتُّونِ النارِ. فهُناكَ البُكاءُ وصَريفُ الأَسنان.ِ" (متى 13/47-50)

الفكرة الأساسيَّة الواردة في هذا المثل

إن الفكرة الأساسيَّة الواردة في هذا المثل هي أن المسيحيين الأبرار يعيشون في الكنيسة جنباً إلى جنب مع المسيحيين الأشرار. ولا يُفصَل بعضُهم عن بعض إلاَّ في يوم الدينونة. ويدوم هذا الفصل للأبد. ويكون مصير الأبرار الحياة الأبديَّة السعيدة, ومصير الأشرار الهلاك الأبدي. وإليكم إيضاح هذه الفكرة.

تتألَّف الكنيسة من المسيحيين الصالحين والخاطئين

شبَّه يسوع ملكوت الله بالشبكة التي أُلقيتْ في البحر. وملكوت الله في هذا المثل هو كنيسة الله المنتشرة في الأرض.
إنّ المسيحيين أبناء الكنيسة ليسوا كُلُّهم أبراراً صالحين, وليسوا كُلُّهم أشراراً خاطئين. فكما أنّ في البحر سمكاً طيِّباً وسمكاً خبيثاً, فكذلك في الكنيسة مسيحيُّون صالحون ومسيحيُّون خاطئون. فالكنيسة تتألَّف من هؤلاء وأولئك.


فالمسيحيُّون الصالحون هم الذين يمارسون الفضائل المسيحيَّة, ويحافظون على وصايا الله, ولا سيَّما وصيَّة المحبَّة, ويقومون بواجباتهم الدينيَّة بدقَّةٍ وأمانة, ويعملون على نشر ملكوت الله في العالم بصلواتهم وجهودهم وتضحياتهم ومثلهم الصالح.

والمسيحيُّون الخاطئون هم الذين يستسلمون إلى الرذائل القبيحة, ويرفضون الطاعةَ لله, ويمتنعون عن القيامِ بواجباتهم الدينيَّة, ويعارضون انتشار ملكوت الله في العالم, ويعيشون في جوٍّ مشحون بالإثمِ والسعي لجرّ الآخرين إلى حياة الخطيئة.

وضع المسيحيين على الأرض

1- إنّ المسيحيين الخاطئين ليسوا على الأرضِ خارجَ الكنيسة, بل في داخلها فيعيشون فيها جنباً إلى جنب مع المسيحيين الصالحين, كما يعيش معاً السمك الخبيث والسمك الطيِّب في البحر.

إنّ اختلاط الصالحين والخاطئين بعضُهم ببعض في الكنيسة أمرٌ مخفيٌّ عن العِيان. فلا يمكننا أن نميِّز بعضَهم من بعض لِما تتَّسِمُ بهِ عادةً الفضيلةُ والرذيلةُ من سمات الخفاء الشديد. كما انَّه لا يمكننا أن نطَّلع على درجةِ البرارة لدى الصالحين, ولا على درجةِ الشرِّ لدى الخاطئين.

2- ولكن يحدُثُ أحياناً أنَّ الخطيئة تظهر في سلوكِ بعض المسيحيين الخاطئين ظهوراً علنيَّاً, فتنتشر الفضيحةُ آنذاك بين المؤمنين, ويستغرب الكثيرون وجودَها في قلوب أبناءِ الكنيسة.

3- إنَّ ظهور الخطيئة يجب ألاَّ يحمِلَ أحداً على الاستغراب. فالمسيحيُّون هم بشر, يتمتَّعون كسائر البشر بحرِّيتهم الشخصيَّة. ويُسيء بعضُهم استعمال هذه الحريَّة, فيوجِّهونها لا إلى ممارسة الخير, بل إلى ارتكاب الإثمِ والشرّ, كما فعل يهوذا الإسخريوطي, فأساء استعمال حرِّيته الشخصيَّة طمعاً في المال الحرام.

ومع هذا, فلا يحقُّ لأحدٍ مِنَّا أن يَحكُم على سلوك الآخرين. فالحكم لله وحده.

4- إنّ المهمَّ لا أن نستغرب وجود الخطيئة لدى بعض المسيحيّين، ولا أن نصدر عليهم أحكاماً قاسية، بل أن نحيا الآن ، ونحن على الأرض، حياةً فاضلة, ونستفيد من الوقت المتبقِّي لنا في هذه الدنيا لنقوم بالأعمال الصالحة.

فسيأْتي يومٌ, وينقضي فيه العالم, ونقف جميعاً للدينونة، ولا مجال آنذاك للتوبة من الخطايا التي ارتكبها المسيحيّون الأشرار. فالتوبة لا تُقبل إلاّ في الحياة الدنيا.

وضع المسيحيين عند انقضاء العالم

إنَّنا نجهل ساعة انقضاء العالم. ولكنَّنا نعرف أنَّ الله الذي يحافظ على كيان العالم ووجوده من أجل المختارين, سوف يزيله عن الوجود من أجلهم: " مِنْ أَجلِ المختارين سَتُقَصَّرُ تلكَ الأيَّام ." (متى 24/22)

ففي يوم انقضاء العالم سيعود الرَّب يسوع الملك الديَّان إلى الأرضِ على سحاب السماء, ويجلِس على كرسيِّ القضاء, ويَفصل الملائكة المسيحيّين الأتقياء من المسيحيين الفُجَّار كما يَفصِل الصيّادون السمك الطيّب من السمك الخبيث. فتظهر الفضيلةُ لدى بعضهم بما فيها من قداسة وجمال, وتظهر الرذيلةُ لدى بعضهم الآخر بما فيها من شرّ وقباحة. هذه هي الدينونة العامَّة.

(متى 24و25)

وضع المسيحيين في الدهر الآتي

إنّ وقت الدينونة هو وقت المكافأة والعقاب. فالمسيحيُّون الأبرار الذين مارسوا الفضيلة في حياتهم يؤلِّفون مع المسيح الكنيسةَ المنتصِرة, فيكافاؤن على صلاحهم ويتمتَّعون معه بمسرَّات الحُبِّ الإلهي, وهم يتلألأُون في المجد السماوي " كالشَّمسِ في ملكوتِ أَبيهم ."

والمسيحيُّون الأشرار, الذين لم يعودوا أبناءَ الكنيسة بسبب شرِّهم يُعاقبون على ذنوبهم, فيُلقَون في أَتُّون النار, " فهناكَ البكاءُ وصريفُ الأَسنان . " وهذا الوضع يبقى قائِماً للأبرار والأشرار مدى الأبديَّة.


التطبيق العملي

لن تبقى الفضيلة في يوم الدينونة من دون مكافأة, ولا الرذيلة من دون عقاب. فاسلكْ في حياتك سلوك الفضيلة وَضَعْ في قلبك خوف الله. أمّا الدافع الأكبر لك لتمارس الفضيلة فهو حبّك ليسوع، فتكون صديقاً له في الدنيا والآخرة
 
قديم 25 - 10 - 2014, 04:16 PM   رقم المشاركة : ( 6679 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

مثل الكنز المَخفي في الحقل
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نصُّ الإنجيل
مَثَلُ ملكوتِ السمَاواتِ كمَثَلِ كَنْزٍ مَخَفيٍّ في حَقْلٍ, وَجَدَهُ رَجُلٌ فخَبأَهُ, ثُمَّ مَضَى لِشِدَّةِ فَرَحِهِ فَبَاعَ جَميعَ ما يملِكُ واشتَرى ذلك الحَقل.

( متى 13/44 )

الفكرة الأساسيَّة الواردة في هذا المثل

إنَّ الفكرةَ الأساسيَّة الواردة في هذا المثل هي انَّه يجب على المسيحي أن يعمل كما عَمِلَ حارث الحقل, أيْ أن يتخلَّى عن كلِّ الخيرات الأرضيَّة التي يملكها, مهما كانت محبَّبةً إليه, ليحصل على ملكوت الله, لأنَّ ملكوت الله كنزٌ عظيم له قيمة روحيَّة أسمى بما لا حدَّ لها من قيمة خيرات الأرض الماديَّة كُلِّها.

إنَّ هذا الملكوت الذي تحدَّث عنه يسوع في هذا المثل هو الدين المسيحي. وإليكم إيضاح هذه الفكرة.

الدين المسيحي كنز عظيم

إنَّ من فَهِمَ الدين المسيحي على حقيقته عرَف أنَّه كنز عظيم أثمن من كنوز الأرض كُلِّها.

1- فهو يمنح المسيحي بفضل المعموديَّة المقدَّسة حياةً جديدة تجعله ابناً لله بالتبنِّي, ومسكناً للروح القدس, وأخاً ليسوع المسيح, وأهلاً لأن يتمتَّع بعد هذه الحياة الدنيا بحياة سعيدة دائمة في المدينة السماويَّة.

2- وهو يهَبُهُ نِعَماً روحيَّة فعَّالة, قادرة -إذا كان مِطواعاً لها- على صدِّ تجارب الشيطان, وتحمُّل مشقَّات الحياة اليوميَّة, وممارسة المحبَّة الصادقة لله ولإخوته البشر, ولا سيَّما المساكين منهم والضعفاء.

3- وهو ينير ذِهن المسيحي بنورٍ سماويٍّ صافٍ يبيِّن له, على ضوء الإنجيل, مقدار حُبِّ الله لكُلِّ واحد مِنَّا نحن البشر الخطأة. فقد أحبَّنا إلى أبعد حدود الحُبّ ولم يتردَّد في بذل ابنه الواحد في سبيل خلاصِنا الأبدي.

4- ويعلِّمُه أن ينشُر بين الناس, في البيئة التي يعيش فيها, فضائل التسامح والتعاضد والتضامن الأخوي والسلام المَبني على العدل والمحبَّة.

5- ويزرع في ضميره الاطمئنان الروحي الناجم عن رضى الله على قيامِه بالأعمال الصالحة, ويؤكِّد له أنَّ الله يُحِبُّه حُبَّ الأب المُحِب لابنِه المحبوب.

ولذلك فإنَّ قيمة الدين المسيحي تفوق قيمة كُلِّ كنزٍ أرضيٍّ, مهما كان ثميناً, لأنّه كنزٌ إلهيٌّ قد وضعه الله في حقل حياة الإنسان ليكتشفَه ويفرح به فرحاً أشدَّ وأسمى من فرح الحارث الذي اكتشف الكنز الأرضي المَخفي في الحقل.

الدين المسيحي جدير بكُلِّ تضحية

إنَّ حارث الحقل ضحَّى بكُلِّ ما يملك ليحصل على الكنز المَخفي الذي اكتشفه. فكذلك الدين المسيحي, وهو الكنز العظيم, جدير بكُلِّ تضحية للمحافظة عليه والتمتُّع بفوائِدِه الروحيَّة.

1- ولا بدَّ من القول إنَّ الدين المسيحي دين إيمانٍ عميق حيّ ومحبَّة عمليَّة متواصلة, وهو يتطلَّب الجَهْد والبذل والعطاء. فمن اكتفى بأن يحمل الاسم المسيحي, وينصرف انصرافاً كلِّياً إلى أعماله وتسلياتِه وملذَّاته, من دون أن يقومَ بواجباته الدينيَّة, ويساعدَ اخوته المتألِّمين, ويؤازرَ مشاريع الكنيسة الرسوليَّة والاجتماعيَّة, كان دينُه سطحيَّاً لا فائِدةَ له منه للحياة الأبديَّة, لأنَّه لم يفهم ما الدين المسيحي على حقيقته, ولم يَقُمْ بالتضحية التي تقتضيها منه قيمتُه السامية.

2- إنَّ أجدادنا الشهداء فهموا بعمقٍ قيمة الدين المسيحي, فتخلَّوا في سبيله عن أموالهم وراحتهم وسمعتهم, بل عن حياتهم أيضاً، فتحمَّلوا الاضطهادات بشجاعة. وقد يهزأُ بعض المسيحيين الفاترين ببطولتهم ويعتبرون تصرُّفهم الديني الصامد والمتحمِّس, جنوناً وتعصُّباً. إنّهم لم يفهموا أنَّ الدين المسيحي كنز عظيم جدير للمحافظة عليه بكُلِّ تضحية.

3- أمّا المسيحيّون الأتقياء, الأوفياء لإيمانهم, فيعرفون عظَمة الدين المسيحي وقيمته الإلهيَّة. ولذلك فإنَّهم يقومون بكلِّ تضحية يطلبها منهم الربّ يسوع في سبيل المحافظة عليه وتتميم وصاياه. وكما تمتَّع الحارث بمنافع الكنز الأرضي الذي اكتشفه في الحقل, فكذلك يتمتَّعون في دار السعادة الأبديَّة بأمجاد الكنز الروحي الذي اكتشفوه في سموِّ تعليم يسوع, وحافظوا عليه بأمانة طَوال حياتهم على هذه الأرض.

التطبيق العملي

لا تكتفِ في حياتك بالممارسات الدينيَّة الخارجيَّة الفارغة التي لا تفيدك لتحقيق سعادتكَ الأبديَّة, بل ابحثْ بعمقٍ عن قيمة الدين المسيحي التي لا تُقدَّر. أمّا الوسائل التي تمكِّنك من معرفة قيمته فهي:

1- الصلاة الحارَّة وفيها تتحدَّث مع يسوع الذي يبيّن لك روعة الدين المسيحي وسموَّه وجماله، فتشعر بأنّكَ تتمتّع بكنزٍ لا مثيلَ له.

2- التأمُّل الهادئ في الإنجيل المقدَّس. إنَّه نور قلبك, ودفء حياتك, وطريقك الأمين الذي يؤدِّي بك إلى معرفة الوحي المسيحي والإطلاع على عقلية يسوع بعمق.

3- سلوك حياة التقوى التي تتَّصف بممارسة الفضائل التي مدحها يسوع في التطويبات الإنجيليَّة, ومن أهمِّها نقاوة القلب التي تكشف لك صفاء الدين المسيحي.

بهذه الوسائل الروحيَّة تعرف قيمة الدين المسيحي معرفةً صحيحة, وتنعم بهذا الكنز العظيم الذي هو أثمن كنوز الدنيا كُلِّها.

غير أنَّ معرفة قيمة الدين المسيحي وحدَها لا تكفي لأَن تكون سعيداً في الدنيا والآخرة. فلا بدَّ لك من أن تُحافظ على هذه القيمة السامية بالجَهد الروحي الذي دعاكَ إليه يسوع لتحيا حياة الكمال المسيحي. قال لنا:

" كونوا كاملينَ كما أَنَّ أَباكم السماويَّ كامل ." (متى 5/48)



فاطلبْ بصلاتك الحارَّة نعمة الجِهاد الروحي ليبقى هذا الكنز محفوظاً في قلبك.
 
قديم 25 - 10 - 2014, 04:22 PM   رقم المشاركة : ( 6680 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

كيف تعامل السيد المسيح مع قائد المئة

الأب متى شفيق

كيف تعامل يسوع مع الاخر؟
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

قائد المئة



كيف تعامل السيد المسيح مع المختلفين معه؟

دراسة في انجيل متى

مقدمة

}عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد{(1تي 3 : 16)،} و الكلمة صار جسدا و حل بيننا و راينا مجده مجدا كما لوحيد من الاب مملوءا نعمة و حقا{(يو 1 : 14)، وشابهنا في كل شيء}لكنه اخلى نفسه اخذا صورة عبد صائرا في شبه الناس{(في 2 : 7). وتعامل وتواصل مع شخصيات عديدة، منها من كان ذا وجهة نظر مغايرة، او كان ذا قلب غير مستقيم، أو طبع شرير أو متهور او حسود أو مجرِّب ...الخ. في الواقع، كل منا، خلال احداث حياته اليومية، عاش ويعيش هذه اللقاءات مع المختلفين عنه! لنترك للمسيح نفسه فرصة تدريبنا على حسنالتعامل مع الآخر ولا سيما المختلف } قال واحد من تلاميذه يا رب علمنا{(لو 11 : 1)



النص

(يا سيدغلامي مطروحفي البيت مفلوجا متعذبا جدا فقال له يسوع انا اتي و اشفيه فاجاب قائد المئة و قال يا سيد لست مستحقا ان تدخل تحت سقفي لكن قل كلمة فقط فيبرا غلامي لاني انا ايضا انسان تحت سلطان لي جند تحت يدي اقول لهذا اذهب فيذهب ولاخر ائت فياتي و لعبدي افعل هذا فيفعل. فلما سمع يسوع تعجب و قال للذين يتبعون الحق اقول لكم لم اجد و لا في اسرائيل ايمانا بمقدار هذاثم قال يسوع لقائد المئة اذهب وكما امنت ليكن لك فبرا غلامه في تلك الساعة {(مت 8 : 13)

من خلال حوار قصير مع يسوع لنستكشف اولا شخصية قائد المئة وكيف يرى الآخرين ؟

- محترم ، يعرف قدر الآخر ويحترمه فقد خاطب السيد المسيح بقوله: }يا سيد{ إنه يتكلم عاملا بوصية الكتاب }باركوا الرب وارفعوه ما قدرتم فانه اعظم من كل مدح{(سيراخ 43 : 33)

- واعٍ يعرف خاصته ويتابع ويهتم بأحوال الآخر حتى وان كان خادمه}غلامي{}الرحمة و الحق يحفظان الملك و كرسيه يسند بالرحمة{(ام 20 : 28)

- شفوق رحيم}مطروح في البيت مفلوجا متعذبا جدا{ما أروع الرحمة وما أعظم الرحماء وما أحكمهم . يقارن الكتاب بين الحكيم والقاسي فيقول: }الرجل الرحيم يحسن الى نفسه و القاسي يكدر لحمه{(ام 11 : 17)

- له سلطان} قائد المئة{نعم إن مركزه عظيم كقائد مئة فهو تابع للعدل ورحيم}التابع العدل و الرحمة يجد حياة حظا وكرامة{ (ام 21 : 21)

- متواضع}لست مستحقا ان تدخل تحت سقفي{}لان الرب عال و يرى المتواضع اما المتكبر فيعرفه من بعيد{(مز 138 : 6)}لانقدرة الرب عظيمة و بالمتواضعين يمجد{(سيراخ 3 : 21)،}لانها ليست قوتك بالكثرة يا رب و لا مرضاتك بقدرة الخيل و منذ البدء لا ترضى من المتكبرين بل يسرك دائما تضرع المتواضعين الودعاء{(يهوديت 9 : 16)

- قنوع}لكن قل كلمة فقط {}قد اخبرك ايها الانسان ما هو صالح و ماذا يطلبه منك الرب الا ان تصنع الحق و تحب الرحمة و تسلك متواضعا مع الهك{(مي 6 : 8)

- مؤمن}فيبرا غلامي {لديه ثقة المؤمنين ورجاؤهم}فامن بالرب فحسبه له برا{(تك 15 : 6)

- حكيم}لاني انا ايضا انسان تحت سلطان لي جند تحت يدي اقول لهذا اذهب فيذهب ولاخر ائت فياتي و لعبدي افعل هذا فيفعل{. }لب العاقل يتامل في المثل و منية الحكيم اذن سامعة{(سيراخ 3 : 31)هذا إنسان حكيم يعرف جيدا مقدار قوة كلمة يسوع وسلطانه لقد استطاع ان يربط بين سلطته وطاعة جنوده لهذا السلطان وبين سلطة يسوع وطاعة الطبيعة له ،}و لكنه يعطي نعمة اعظم لذلك يقول يقاوم الله المستكبرين و اما المتواضعون فيعطيهم نعمة{(يع 4 : 6)

- مدهش}فلما سمع يسوع تعجب{}الرجل الحكيم يمتلئ بركة و يغبطه كل من يراه{(سيراخ 37 : 27)

- شاهد لإيمانه }و قال للذين يتبعون الحق اقول لكم لم اجد و لا في اسرائيل ايمانا بمقدار هذا{} الرجل الحكيم يعلم شعبه و ثمار عقله صالحة{(سيراخ 37 : 26)}احملوا نيري عليكم و تعلموا مني لاني وديع و متواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم{(مت 11 : 29)

- منتصر}ثم قال يسوع لقائد المئة اذهب و كما امنت ليكن لك فبرا غلامه في تلك الساعة{فقد فاز بالنعمة}تسربلوا بالتواضع لان الله يقاوم المستكبرين و اما المتواضعون فيعطيهم نعمة{(1بط 5 : 5)



عندما يعرض علي الرب نعما أكثر من حاجتي هل اتذكر حاجات الآخرين؟ وأقول له شكرا يا رب أعطيتني الكثير وانا لست مستحق اسمح لي ان اعوض اخوتي؟ لقد راجع قائد المئة يسوع وطلب منه الحد الأدنى وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة قل كلمة) فربما هناك آخرين في حاجة ماسة إلى يسوع.

ماذا فعل يسوع وكيف تعامل مع هذه الشخصية؟

- يسوع اندهش من إيمانه. رغم ان الجميع يرونه من خارج شعب الله، فهل ما زلت أندهش بفرح أمام نجاح الآخر واقتداره وحكمته ؟ أم أحيانا يمنعني الحسد من الفرح مع الفرحين وتحرمني الأنا من هذا الإحساس المحيي بالإندهاش؟

- يسوع فرح به}يا ابني ان كان قلبك حكيما يفرح قلبي انا ايضا{(ام 23 : 15)رغم انه من الأمم ... وكأن يسوع يسألني اليوم بمن أفتخر ؟ وهل أجد صعوبة في الثناء على فعل حميد حتى وان خالف خطتي؟

- يسوع عدّل خطته متجاوبا مع طلبة المختلف الحكيم . رغم أن المسيح هو القائد الحقيقي ، وهو معلم الحكمة!! إنه يعلمنا كيف نترك دوما مساحة للآخر حتى يتمكن من الإعلان عن نفسه وفكره وتطلعاته. فقد نجد فيها ما هو رائع ومثمر.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 05:26 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024