![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 66411 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() وبَدأَ يُعَلِّمُهم أَنَّ ابنَ الإِنسانِ يَجِبُ علَيه أَن يُعانيَ آلاماً شديدة، وأَن يرْذُلَه الشُّيوخُ وعُظماءُ الكَهَنَةِ والكَتَبَة، وأَن يُقتَل، وأَن يقومَ بَعدَ ثَلاثةِ أَيَّام " الشُّيوخُ وعُظماءُ الكَهَنَةِ والكَتَبَة " فتشير إلى المجلس الأعلى لدى اليهود الذي كان يحكم الشعب اليهودي. وكان هذا المجلس مؤلفا من (71) عضواً يمثلون الأرستقراطية العلمانية (الشيوخ) ومن كبار الأسر الكهنوتية (عظماء الكهنة) الذين كانوا يختارون منها عظيم الكهنة، ومن الكتبة أو مفسّري الشريعة. وكان المجلس يرأسه عظيم الكهنة. وفي هذه الآية ينبئ يسوع أول مرة بآلامه وموته وقيامته. ويتبعها إنباءان آخران "بآلام المسيح وموته وقيامته (مرقس 9: 31؛ 10: 33). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 66412 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() وبَدأَ يُعَلِّمُهم أَنَّ ابنَ الإِنسانِ يَجِبُ علَيه أَن يُعانيَ آلاماً شديدة، وأَن يرْذُلَه الشُّيوخُ وعُظماءُ الكَهَنَةِ والكَتَبَة، وأَن يُقتَل، وأَن يقومَ بَعدَ ثَلاثةِ أَيَّام عبارة " أَن يُقتَل، " فتشير إلى الابن الله الذي اختاره الآب كي يُقدّم حياته عن الجميع، ويُعلق القديس أمبروسيوس" لم يبلغ أحد إلى العظمة التي تؤهله لرفع خطايا العالم كله، لا أخنوخ ولا إبراهيم ولا إسحق الذي قدَّم نفسه للموت قادر أن يغفر الخطايا، إنما اختار الآب الابن، ابن الله الذي هو فوق الجميع، أن يُقدِّم نفسه عن الجميع، إذ هو أقوى من الموت، وقادر أن يخلص الآخرين. أمَّا عبارة "يقومَ بَعدَ ثَلاثةِ أَيَّام " فتشير إلى فترة تمتد من مساء الجمعة إلى صباح الأحد (1 قورنتس 15: 4)، وهي دعوة يسوع إلى الإيمان بأنّ الله آباه لن يترك قدّوسه يرى الفساد (مزمور16: 10) وأنّه سيغلب الموت ويُقيمه حيًّا في اليوم الثالث (هوشع 6: 2). لم يُعطِ سر الآلام والقيامة كوحي عن رسالة يسوع فقط، بل ليدل التلاميذ على الطريق الواجب إتباعه، وهو الطريق الذي يمر عبر الآلام ليصل إلى القيامة. تتفق آلام يسوع مع نبوءات دنيال، أنَّ المسيح يجب أن يقتل (دانيال 9: 26) ثم يأتي وقت الضيق (دانيال 9: 27) وسياتي الملك في مجد (دانيال 7: 13-14) وسيتحمل التلاميذ نفس الآلام كملكهم. ولم يتردد لطّوباويّ البابا بولس السادس أن يُعلق "عليّ واجبُ إعلان اسمه: إنّ الرّب يسوع هو "المسيحُ ابنُ اللهِ الحَيّ" (متىّ16: 16). هو سيّد البشريّة ومُخلّصها، فقد وُلد ومات وقام من أجلنا". |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 66413 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() وكانَ يقولُ هذا الكلامَ صَراحة. فانفَرَدَ بِهِ بُطرُس وجَعَلَ يُعاتِبُه تشير عبارة "وكانَ يقولُ هذا الكلامَ صَراحة" إلى وعي يسوع برسالته كمسيح ومعرفته بالآلام التي تنطوي عليها وبالصليب (يوحنا 2: 19)، ولذا لم يُؤخذ يسوع على حين غرَّة بل أن سير الحوادث كان معلوما سابقا، وانه كان جزءا من تدبير الله (أعمال الرسل 4: 28). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 66414 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() وكانَ يقولُ هذا الكلامَ صَراحة. فانفَرَدَ بِهِ بُطرُس وجَعَلَ يُعاتِبُه "يُعاتِبُه" في الأصل اليوناني (معناها انتهر) فتشير إلى رد فعل بطرس السلبي الذي يدل انه ما زال ينظر إلى يسوع كالمسيح الممجَّد، دون أن ينظر إلى الوجه الثاني للمسيح المتألم الذي عليه أن يمرّ بالألم والموت. وهو أمر لم يتقبله الرسل. فأبدوا مقاومتهم لمنطق الحب الذي ملأ قلب المسيح والذي يعني تقدمة حياته فداء عن البشر. ويُعلق القديس يوحنا الذهبي الفم " نظر بطرس إلى آلام الرّب يسوع المسيح وموته من وجهة نظر طبيعيّة وبشريّة تمامًا، وبدت له هذه الميتة غير لائقة بالله وتنتقص من مجده " (العظة رقم 54 حول إنجيل القدّيس متى). لم يرَ بطرس إلاَّ جانبا واحد من صورة المسيح. كان يريد أن يصبح يسوع ملكا فقط دون أن يصير أولا "العبد المتألم" الذي تبنا عنه النبي أشعيا (الفصل 53). أدرك بطرس أن يسوع هو المسيح، لكنه الآن يتحول عن وجهة نظر الله، ويقيِّم الموقف من وجهة نظر بشرية. لم يدرك بطرس سر المسيح في عمقه بالرغم انه أطلق على يسوع انه المسيح. فهو ما زال ينظر إلى يسوع مسيحا مجيدا، في حين كان يسوع يُنبئ " بمسيح مـتألم". إن كان بطرس الرسول استطاع بإعلان إلهي أن يتعرف على "يسوع" أنه المسيح، لكنه مع هذا لم يكن ممكنًا لبطرس أن يتفهم المسيح كمخلص يُصلب عن البشرية ويقوم ليقيمها معه، إذ كان الفكر اليهودي يرفض هذا تمامًا، لهذا أسرع السيد المسيح يُصحِّح المفهوم. لم يكن بطرس، في تلك اللحظة، يهتمّ بمقاصد الربّ، بل برغباته ومشاعره البشريّة الطبيعيّة. كان يريد أن يُصبح يسوع ملكاً، وليس العبد المتألّم الّذي تنبّأ عنه أشعيا في الفصل 53. أنه لأمر خطير أن تلميذا حسن القصد لكنه غير روحي قد يصير آلة في يد الشيطان. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 66415 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() فالتَفَتَ فَرأَى تَلاميذَه فزَجَرَ بُطرسَ قال: انسحب! وَرائي! يا شَيطان، لأَنَّ أَفكارَكَ لَيسَت أَفكارَ الله، بل أَفكارُ البَشَر تشير عبارة "زَجَرَ" في الأصل اليوناني (معناها انتهر)إلى معاتبة يسوع لبطرس الذي اظهر صعوبة التوفيق بين لقب المسيح المنتصر وفكرة الآلام والموت؛ فكان بطرس حَجَر عَثْرَة ليسوع في تتميم رسالته وعائقا في الطريق إلى اورشليم (متى 16: 23). أمَّا عبارة "انسحب! وَرائي! " في الأصل اليوناني (معناها اذهب ورائي) فتشير إلى السير خلف يسوع وإتباعه، فالتلميذ يكون خلف معلمه، لا أمامه، ويقتفي آثار معلمه ولا يُحدِّد له الطريق. عمل التلميذ لا إن يُرشد الرب ويحميه، بل أن يتبعه. لم يكن عمل بطرس أن يرشد يسوع المسيح، بل أن يتبعه. أمَّا لدى تجربة الشيطان ليسوع فاكتفى يسوع بالقول "اِذهَبْ يا شَيطان!" (متى 4: 10). إن بطرس بمعارضته آلام يسوع، يقوم مقام الشيطان الذي يحاول أن يردَّ يسوع عن طاعة الله (مرقس 1: 7)، وقد جرَّب الشيطان يسوع لكي يفعل نفس الأمر (متى 4) لذا اعتبر يسوع كلام بطرس تجربة شيطانية. وهكذا كان بطرس عائقا ليسوع في تتميم رسالته. لم يُدرك بطرس حقيقة لقب " المسيح" فكان ينتظر مسيحا مجيدا مظفرا، في حين كان يسوع يُنبئ "بمسيح متألم " قبل أن يكون مسيحا مجيدا. من اجل ذلك، حاول بطرس أن يمنع يسوع من الذهاب إلى الصليب. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 66416 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() فالتَفَتَ فَرأَى تَلاميذَه فزَجَرَ بُطرسَ قال: انسحب! وَرائي! يا شَيطان، لأَنَّ أَفكارَكَ لَيسَت أَفكارَ الله، بل أَفكارُ البَشَر " لأَنَّ أَفكارَكَ لَيسَت أَفكارَ الله، بل أَفكارُ البَشَر" فتشير إلى مصدر معارضة الناس لتعليمه. فالبشر لا يعملون بإرادة الله التي تحدِّد عمل المسيح، لأنهم ينتظرونه مسيحا بشريا قوميا سياسيا وليس مسيحا متألما مخلصاً للبشر، لان اليهود يرفضون فكرة مسيح متألم. وقد أطلق القدّيس بولس صرخة الإعجاب تجاه أفكار الله "ما أَبْعدَ غَورَ غِنى اللهِ وحِكمَتِه وعِلمِه! وما أَعسَرَ إِدراكَ أَحكامِه وتَبيُّنَ طُرُقِه!" (رومة11: 33). من هنا يبدأ الرب طريقه إلى القدس، مصطحباً معه تلاميذه، داعيا إيَّاهم إلى أن يتقبلوا ليس "يسوع حسب أفكارهم" بل يسوع المصلوب. ويُعلق القديس يوحنا الذهبي الفم " الرّب يسوع يجيب بطرس وكأني به يقول له: "لكن لا، ليس الألم والموت غير لائقَين بي. فالأفكار الأرضيّة تشوّش تفكيرك وتضلّلك. انزع كلّ فكرة بشريّة من ذهنك وأصغِ إلى كلامي من منظار المشروع الذي أعدّه أبي، عندها ستفهم أنّ هذا الموت هو الأمر الوحيد الذي يتناسب مع مجدي. أتعتقد أنّه من المعيب لي أن أتألّم؟ اعلم أنّ مشيئة إبليس هي ألاّ أتمّم هذا المشروع الخلاصي"(العظة رقم 54 حول إنجيل القدّيس متى). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 66417 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() ودَعا الجمع وتَلاميذَه وقالَ لهم: "مَن أَرادَ أَن يَتبَعَني، فَلْيَزْهَدْ في نَفْسِه ويَحمِلْ صَليبَه ويَتبعْني تشير عبارة "دعا الجَمعَ" إلى دعوة يسوع ليس بطرس والتلاميذ فقط بل الجميع للتجرد من ذواتهم من أجله ومن اجل بشارة الإنجيل. لا توجد طبقتان بين المسيحيين، فالمسيح يوجّه كلامه إلى الجميع، ولا يستثني أحدا، وشروطه مُعلنة على الملأ. أمَّا عبارة "يَتبَعَني" فتشير إلى ملازمة شخص يسوع والسير وراء يسوع لا كسامع فقط، بل كمعاون وشاهد لملكوت الله وعامل في حصاده (متى 10: 1-27). ومن خلال اتباع يسوع وتسليم الحياة في يديه يستطيع التلميذ أن يعرف يسوع. وفي الواقع يسوع في بادئ الأمر لم يقل لتلاميذه:" اعرفوني!" بل قال: “اتبعوني!” وحين نتبع يسوع، نعرف يسوع، نتبع يسوع بفضائلنا وبخطايانا، ولكن نتبعه دومًا. لن نعرف المسيح إلا إذا اتبعناه في الزهد في أنفسنا وبذل حياتنا لذاته وحياته. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 66418 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() ودَعا الجمع وتَلاميذَه وقالَ لهم: "مَن أَرادَ أَن يَتبَعَني، فَلْيَزْهَدْ في نَفْسِه ويَحمِلْ صَليبَه ويَتبعْني "مَن أَرادَ أَن يَتبَعَني، فَلْيَزْهَدْ في نَفْسِه ويَحمِلْ صَليبَه ويَتبعْني" فتشير إلى الانتماء إلى يسوع الذي يتطلب ثلاثة أمور وهي: أن يُزهد الإنسان بنفسه، وان يحمل صليبه، وان يتبع المسيح". ويعلق القديس يوحنا الذهبي الفم "صليب المسيح هو مصدر كلّ خير، فمن خلاله نعيش ونتجدّد ونخلُص. فلنحملْ إذًا الصليب كإكليل مجد" |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 66419 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() ودَعا الجمع وتَلاميذَه وقالَ لهم: "مَن أَرادَ أَن يَتبَعَني، فَلْيَزْهَدْ في نَفْسِه ويَحمِلْ صَليبَه ويَتبعْني "فَلْيَزْهَدْ" في الأصل اليوناني (معناها ينكر) فتشير إلى إنكار الذات والتجرد من الذات، ومعنى ذلك تنحية الذات تنحية كاملة بحيث لا يتعاطف الإنسان مع ذاته، ويكون غير مترفٍ في ملذات جسده فيحيا حياة الخطيئة بل يقوم بتسليم زمام الذات والحياة للمسيح لكي يصبح المسيح مركز حياته. ويُعلق القديس أوغسطينوس "لينسحب الإنسان من ذاته لا لأمور زمنية، وإنما لكي يلتصق بالله"؛لا تقاس علاقتنا بيسوع بكمّية المعلومات التي نعرفها عنه، إنما في طرح هذه الأسئلة على أنفسنا: هل نقبل أن نموت مع يسوع لنحيا معه ومنه؟ فالحياة اختيار وقرار. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 66420 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() ودَعا الجمع وتَلاميذَه وقالَ لهم: "مَن أَرادَ أَن يَتبَعَني، فَلْيَزْهَدْ في نَفْسِه ويَحمِلْ صَليبَه ويَتبعْني "يَحمِلْ صَليبَه" فتشير إلى أسلوب معروف عند الرومان بان السجين المحكوم عليه بالإعدام عليه أن يحمل صليبه إلى مكان تنفيذ الحكم تعبيرا عن الخضوع لسلطة روما. وقد استخدم يسوع تشبيه حمل الصليب ليصوّر غاية الخضوع والجهد البطولي المطلوب من اتباعه لحظة بعد لحظة لعمل مشيئة الله، وذلك بتسليم الذات الكامل، والإقدام على المصائب والمتاعب الجسدية -حتى الموت -تطوُّعاً لا إرغاماً، دون أي رجوع أو نكوص تجاه الضيقات والأتعاب. ويوضِّح القديس فرنسيس معنى حمل الصليب بقوله "ليس عذاب جسده مَن سوف يحوّله ليتشبّه بالمسيح مصلوبًا، إنّما المحبّة التي تلهب قلبه هي التّي سوف تقوم بذلك" (القدّيس بونافَنتورا ، حياة القديس فرنسيس ) . ويقول البابا بندكتس "إن الصليب هو الإعلان المؤكد والمحتم للمحبة والرحمة الإلهية، حتى بالنسبة لنا رجال ونساء هذه الحقبة من التاريخ، الذين غالباً ما يلهوا بالاهتمامات والأمور المادية والعابرة" (المقابلة القامّة بتاريخ 21/02/2007). وهنا يتنبأ يسوع عن صليب تلاميذه، لان الصليب هو طريق المجد الوحيد وهو طريقه أيضا. ما علّمه يسوع عمله أولا. وما طلبه عاشه أولا. فيسوع نفسه حمل صليبه حتى الموت المشين وهناك مسيحيون فعلوا مثله كبطرس واندراوس؛ لان الصليب هو طريق المجد ليسوع وتلاميذه في المُخطط الإلهي. ويُعلق القديس كيرلس أسقف اورشليم "لا نشعرنّ بالخجل من صليب المسيح؛ بل على العكس، فلنفتخر به. الصليب عارٌ عند اليهود، وحماقةٌ عند الوثنييّن (1قورنتس 23-24)؛ أمّا بالنسبة إلينا، فهو رمز الخلاص" (التعليم المسيحي العمادي 13). فقد وهب بطرس ذاته وكيانه ليسوع، ويسوع يعهد بين يديه بمصير كنيسته. والحبّ لا يعرف حدود، لا في المكان ولا في الزمان، فهو هنا والآن، ويشمل كلّ العالم وكلّ الأزمنة. |
||||