منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02 - 02 - 2022, 10:16 AM   رقم المشاركة : ( 66221 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,792

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



جلسة مجمع أفسس السابعة: منشور وقوانين







هناك شك بخصوص ميعاد انعقاد الجلسة السابعة والأخيرة، فالقرارات ودقائق الجلسات تحددت بتاريخ 31 أغسطس، ولكن جارنيه(1) Garnier ومن بعده عدد كبير من الدارسين المتميزين، افترضوا وجود خطأ من الكاتب في هذه النقطة، وقالوا إنه يوم 31 يوليو وليس أغسطس، لأن المندوب الإمبراطوري الجديد يوحنا John، وصل إلى أفسس في الأيام الأولى من شهر أغسطس، ولم تعقد أية جلسات أخرى بعد وصوله(2). عقدت هذه الجلسة السابعة أيضًا في كنيسة العذراء مريم، وبدأت بقراءة عريضة مُقدمة من ريجينوس Rheginus رئيس أساقفة قوستنتيا Constantia في قبرص وموقعة منه ومن أسقفين آخرين من قبرص هما زينون Zeno وأوغريس Evagrius. كان بطريرك أنطاكية قد ادعى لبعض الوقت أن له حق الرئاسة على أساقفة قبرص وبصفة خاصة حق السيامة.. الخ. وعندما تُرك كرسي مطران هذه الجزيرة خاليًا مرة ثانية بموت ترويلوس Troilus في وقت الدعوى إلى انعقاد مجمع أفسس، فإن الدوق ديونيسيوس -حاكم أنطاكية- وبناء على طلب البطريرك الأنطاكي، منع اختيار رئيس الأساقفة الجديد قبل أن يحدد المجمع حل الخلاف. وإذا -على عكس توقعاته- تم اختيار الأسقف فيجب عليه أن يحضر مجمع أفسس. وكانت رسالتا الحاكم في هذا الصدد، والموجهتان إلى رئيس قبرص وكهنة قوستنتيا Constantia، مرفقتين بالطلب، وتمت قراءتهما في نفس الوقت. لكن أساقفة قبرص لم يعطوا أي اعتبار لهذا المنع، واختاروا رئيس الأساقفة ريجينوس وقد تم ذكره (حسب عادتهم) في مجمعهم المكاني، لأن ادعاءات الأنطاكيين، كما أوضحوا في أفسس، كانت contra apostolicos canones et definitions sanctissimae Nicenae Synodi (أي تخالف القوانين الرسولية وتعريفات مجمع نيقية المقدس)(3). بالرجوع إلى قوانين نيقية، وضع القانون رقم 4 نصب أعينهم بوضوح، وهو ينص على ما يلي: "يعيّن الأسقف بواسطة جميع أساقفة المكان"(4). وفى المناقشة التي دارت في أفسس، بناءً على طلب القبرصيين، علّق كثيرون: "إنه لا ينبغي أن ننسى أن مجمع نيقية قد حفظ كرامته لكل كنيسة، ويجب أن نتذكر ذلك بصفة خاصة في أنطاكية"(5). وأشار المتكلمون هنا إلى قانون نيقية السادس فأرادوا أن يقولوا: "أن هذا القانون أكد للكراسي البطريركية العظمى ومن بينها كرسي أنطاكية، حقوقها القديمة. لذلك ينبغي أن يصاغ السؤال على النحو التالي: كيف كان الحال في الأزمنة القديمة؟ هل كان الأساقفة الأنطاكيون يملكون ويمارسون حق سيامة الأساقفة القبرصيين في الأزمنة الأولى أم لا؟" عند ذلك طلب المجمع من الأساقفة القبرصيين أن يثبتوا أن أنطاكية لم يكن لها مثل هذا الحق عليهم، وقد أكد أحدهم وهو بالتحديد زينون أن رئيس الأساقفة المتنيح تريلوس Troilus أسقف قبرص وكل أسلافه حتى زمان الرسل، كانت تتم سيامتهم بواسطة أساقفة دولتهم وليس أسقف أنطاكية أبدًا.
وهنا استخلص المجمع القرار التالي: "إن كنائس قبرص يجب أن يتأكد لها استقلالها وحقها في أن تختار وتكرس أساقفتها. وأن تتجدد بصفة عامة حريات جميع الأقاليم الكنسية. وأن جميع التدخلات في أقاليم أخرى محظورة"(6).

وفى نفس الجلسة أرسل المجمع أيضًا منشورًا إلى جميع الأساقفة والكهنة والعلمانيين بشأن النطق بقطع يوحنا الأنطاكي من الشركة وتجميد جميع سلطاته الروحية هو وأتباعه الذين ذُكرت أسماؤهم. وقد أرفقوا القوانين التالية بهذا الإعلان العام:
قانون 1: إذا فصل أحد المطارنة نفسه عن هذا المجمع المسكوني المقدس وانضم إلى مجمع المرتدين (conciliabulum) أو سوف ينضم إليهم فيما بعد، أو إذا كان متفقًا مع الكلستين (البيلاجيين) أو سوف يتفق معهم فيما بعد، فإنه لن تكون له رئاسة بعد على أساقفة مقاطعته، كما أن المجمع يبعده ويوقفه عن كل شركة في الكنيسة. كما أنها مهمة كل أساقفة المقاطعات (الإيبارشيات) أنفسهم والمطارنة المجاورين الأرثوذكس أن يلاحظوا تنفيذ عزله الكامل من أسقفيته.
قانون 2: إذا تخلى أحد أساقفة المقاطعات عن المجمع المقدس وتمادى في الارتداد عن العقيدة، أو حاول إيجاد طرق لخداع المجمع أو إذا تحول وانضم إلى جماعة المرتدين بعد أن يكون قد وقَّع على عزل نسطور، فإن هذا الأسقف تبعًا لحكم المجمع المقدس يعتبر منفصلًا بالكلية عن الكهنوت ومجردًا من رتبته.
قانون 3: إذا أوقف أحد الكهنة عن ممارسة كهنوته بواسطة نسطور أو أحد أتباعه في أية مدينة أو قرية بسبب استقامة آرائه، فإننا نحكم أنه من الصحة والاستقامة عودته إلى رتبته. وكقاعدة عامة، فإننا نرسم أن رجال الإكليروس الذين يتفقون مع المجمع الأرثوذكسي والمسكوني لا يجب عليهم بأي حال أن يخضعوا لأساقفة قد ارتدوا أو سوف يرتدون عن العقيدة.
قانون 4: إذا ارتد أحد الكهنة (رجال الإكليروس) وانحاز إلى آراء نسطور أو كلستيوس في السر أو على الملأ فإن المجمع المقدس يرى أنه من الحسن والمستقيم أن يتم عزله.
قانون 5: أولئك الذين تمت إدانتهم بواسطة المجمع المقدس أو بواسطة أساقفتهم لأفعال ملومة، وأولئك الذين يسعى أو سيسعى نسطور وأتباعه لإعادتهم إلى الشركة أو إلى رتبتهم (منافيًا بذلك القوانين في عدم المبالاة التي يتصف بها) فإننا نحكم أن هؤلاء الأشخاص يجب ألا يستفيدوا من ذلك بل أن يظلوا معزولين.
قانون 6: وبالمثل، إذا بأي حال أراد أحد أن يضع جانبًا ما تم في كل قضية في مجمع أفسس المقدس، فإن المجمع قرر أنه إن كان هؤلاء من الأساقفة أو الكهنة يتم عزلهم بالكلية من رتبتهم، وإن كانوا من العلمانيين يتم حرمهم من الشركة.
قانون 7: بعد قراءة قانون الإيمان الذي سَنَّهُ الآباء الثلثمائة والثمانية عشر القديسين في نيقية والقانون المُغاير الكفري لثيؤدور الموبسوسيتي والذي قدمه كاريسيوس كاهن فيلادلفيا لمجمع أفسس قرر المجمع أنه لا يسمح لأحد بإخراج أو نشر أو تأليف إيمان آخر غير ذاك الذي وضعه بالروح القدس الآباء القديسون الذين اجتمعوا في نيقية.
أما بخصوص من يجرؤ على تأليف إيمان آخر وعرضه أو تقديمه لمن قد يريد أن يدخل إلى معرفة الإيمان (من اليونانيين أو اليهود أو من الهراطقة)، فإن هذا الإنسان إن كان أسقفًا أو كاهنًا فإنه يعزل، الأسقف يجرد من الأسقفية والكاهن من الكهنوت، وإن كان علمانيًا فإنه يحرم من الشركة. وعلى نفس المنوال إن وجد أن أحد الأساقفة أو الكهنة أو العلمانيين يقبل أو يعلم بالعقائد المتضمنة في نص كاريسيوس بخصوص تجسد ابن الله الوحيد، أو يقبل ويعلم بالعقائد الكفرية والمضلة الخاصة بنسطور والتي تتصل بهذا النص، دعهم يقعون تحت حكم هذا المجمع المقدس المسكوني: إن كان أسقفًا يفصل من الأسقفية ويعزل وإن كان كاهنًا يعزل أيضًا من الكهنوت، وإن كان علمانيًا يحرم من الشركة كما قلنا من قبل.
قانون 8: بلغ إلينا بواسطة ريجينوس الأسقف المتدين والزميل ومن معه من أساقفة مقاطعة قبرص الأتقياء -زينون وأوغريس- ابتداعًا يخالف النظام الكنسي وقوانين الآباء القديسين وهجوم على حرية الجميع. والمرض الذي يصيب الجميع يحتاج إلى علاج سريع، لأنه قد يسبب ألمًا عظيمًا. لذلك، فإنه إن لم يكن هناك تقليد قديم يجعل أسقف مدينة الأنطاكيين يقوم بالسيامات في قبرص (وقد علمنا يقينية ذلك بتقارير تحريرية وشفوية)، فإن الرجال الموقرين جدًا رؤساء الكنائس المقدسة في قبرص الذين لجأوا إلى المجمع المقدس، سوف يقومون بسيامة أساقفتهم الموقرين جدًا دون مضايقة أو تعرض للعنف وفقًا لقوانين الآباء القديسين واستخدامها القديم.
نفس الأمر سوف يراعى في باقي الإيبارشيات وفي كل مكان من المقاطعات حتى لا يأخذ أي أسقف محبوب لدى الله مقاطعة أخرى لم تكن في زمن سابق ومن البداية تحت سيطرته أو سيطرة من سبقوه. وإذا أخذ أحد أي مقاطعة بالقوة ووضعها تحت سيطرته دعه يعيدها حتى لا نتعدى قوانين الآباء وحتى لا يدخل تعظم السلطة العالمية تحت مظهر الأعمال المقدسة. وبدون أن ندرى نفقد قليلًا قليلًا الحرية التي وهبت لنا بدم المسيح يسوع ربنا الذي حرر كل البشر. لذلك بدا للمجمع المسكوني المقدسة أنه من الصالح والمستقيم أن الحقوق المكتسبة لكل مقاطعة من البدء والمؤسسة وفقًا للاستخدام القديم منذ زمن بعيد يجب أن تصان سليمة وغير مُنْثَلِمَة.
كل مطران له الحرية في أخذ نسخة من أعمال المجمع كضمان له.
إذا أخرج أحد سُنَّة تخالف ما تم تعريفه الآن فإن المجمع المقدس يعلن بصوت واحد عدم جدواه.

 
قديم 02 - 02 - 2022, 10:18 AM   رقم المشاركة : ( 66222 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,792

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة







قانون 1: إذا فصل أحد المطارنة نفسه عن هذا المجمع المسكوني المقدس وانضم إلى مجمع المرتدين (conciliabulum) أو سوف ينضم إليهم فيما بعد، أو إذا كان متفقًا مع الكلستين (البيلاجيين) أو سوف يتفق معهم فيما بعد، فإنه لن تكون له رئاسة بعد على أساقفة مقاطعته، كما أن المجمع يبعده ويوقفه عن كل شركة في الكنيسة.

كما أنها مهمة كل أساقفة المقاطعات (الإيبارشيات) أنفسهم والمطارنة المجاورين الأرثوذكس أن يلاحظوا تنفيذ عزله الكامل من أسقفيته.
 
قديم 02 - 02 - 2022, 10:18 AM   رقم المشاركة : ( 66223 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,792

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة







قانون 2: إذا تخلى أحد أساقفة المقاطعات عن المجمع المقدس وتمادى في الارتداد عن العقيدة، أو حاول إيجاد طرق لخداع المجمع أو إذا تحول وانضم إلى جماعة المرتدين بعد أن يكون قد وقَّع على عزل نسطور، فإن هذا الأسقف تبعًا لحكم المجمع المقدس يعتبر منفصلًا بالكلية عن الكهنوت ومجردًا من رتبته.
 
قديم 02 - 02 - 2022, 10:19 AM   رقم المشاركة : ( 66224 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,792

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






قانون 3: إذا أوقف أحد الكهنة عن ممارسة كهنوته بواسطة نسطور أو أحد أتباعه في أية مدينة أو قرية بسبب استقامة آرائه، فإننا نحكم أنه من الصحة والاستقامة عودته إلى رتبته. وكقاعدة عامة، فإننا نرسم أن رجال الإكليروس الذين يتفقون مع المجمع الأرثوذكسي والمسكوني لا يجب عليهم بأي حال أن يخضعوا لأساقفة قد ارتدوا أو سوف يرتدون عن العقيدة.
 
قديم 02 - 02 - 2022, 10:19 AM   رقم المشاركة : ( 66225 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,792

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






قانون 4: إذا ارتد أحد الكهنة (رجال الإكليروس) وانحاز إلى آراء نسطور أو كلستيوس في السر أو على الملأ فإن المجمع المقدس يرى أنه من الحسن والمستقيم أن يتم عزله.
قانون 5: أولئك الذين تمت إدانتهم بواسطة المجمع المقدس أو بواسطة أساقفتهم لأفعال ملومة، وأولئك الذين يسعى أو سيسعى نسطور وأتباعه لإعادتهم إلى الشركة أو إلى رتبتهم (منافيًا بذلك القوانين في عدم المبالاة التي يتصف بها) فإننا نحكم أن هؤلاء الأشخاص يجب ألا يستفيدوا من ذلك بل أن يظلوا معزولين.

أما بخصوص من يجرؤ على تأليف إيمان آخر وعرضه أو تقديمه لمن قد يريد أن يدخل إلى معرفة الإيمان (من اليونانيين أو اليهود أو من الهراطقة)، فإن هذا الإنسان إن كان أسقفًا أو كاهنًا فإنه يعزل، الأسقف يجرد من الأسقفية والكاهن من الكهنوت، وإن كان علمانيًا فإنه يحرم من الشركة. وعلى نفس المنوال إن وجد أن أحد الأساقفة أو الكهنة أو العلمانيين يقبل أو يعلم بالعقائد المتضمنة في نص كاريسيوس بخصوص تجسد ابن الله الوحيد، أو يقبل ويعلم بالعقائد الكفرية والمضلة الخاصة بنسطور والتي تتصل بهذا النص، دعهم يقعون تحت حكم هذا المجمع المقدس المسكوني: إن كان أسقفًا يفصل من الأسقفية ويعزل وإن كان كاهنًا يعزل أيضًا من الكهنوت، وإن كان علمانيًا يحرم من الشركة كما قلنا من قبل.
 
قديم 02 - 02 - 2022, 10:21 AM   رقم المشاركة : ( 66226 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,792

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






قانون 8: بلغ إلينا بواسطة ريجينوس الأسقف المتدين والزميل ومن معه من أساقفة مقاطعة قبرص الأتقياء -زينون وأوغريس- ابتداعًا يخالف النظام الكنسي وقوانين الآباء القديسين وهجوم على حرية الجميع. والمرض الذي يصيب الجميع يحتاج إلى علاج سريع، لأنه قد يسبب ألمًا عظيمًا. لذلك، فإنه إن لم يكن هناك تقليد قديم يجعل أسقف مدينة الأنطاكيين يقوم بالسيامات في قبرص (وقد علمنا يقينية ذلك بتقارير تحريرية وشفوية)، فإن الرجال الموقرين جدًا رؤساء الكنائس المقدسة في قبرص الذين لجأوا إلى المجمع المقدس، سوف يقومون بسيامة أساقفتهم الموقرين جدًا دون مضايقة أو تعرض للعنف وفقًا لقوانين الآباء القديسين واستخدامها القديم.
نفس الأمر سوف يراعى في باقي الإيبارشيات وفي كل مكان من المقاطعات حتى لا يأخذ أي أسقف محبوب لدى الله مقاطعة أخرى لم تكن في زمن سابق ومن البداية تحت سيطرته أو سيطرة من سبقوه. وإذا أخذ أحد أي مقاطعة بالقوة ووضعها تحت سيطرته دعه يعيدها حتى لا نتعدى قوانين الآباء وحتى لا يدخل تعظم السلطة العالمية تحت مظهر الأعمال المقدسة. وبدون أن ندرى نفقد قليلًا قليلًا الحرية التي وهبت لنا بدم المسيح يسوع ربنا الذي حرر كل البشر. لذلك بدا للمجمع المسكوني المقدسة أنه من الصالح والمستقيم أن الحقوق المكتسبة لكل مقاطعة من البدء والمؤسسة وفقًا للاستخدام القديم منذ زمن بعيد يجب أن تصان سليمة وغير مُنْثَلِمَة.
كل مطران له الحرية في أخذ نسخة من أعمال المجمع كضمان له.
إذا أخرج أحد سُنَّة تخالف ما تم تعريفه الآن فإن المجمع المقدس يعلن بصوت واحد عدم جدواه.
 
قديم 02 - 02 - 2022, 10:23 AM   رقم المشاركة : ( 66227 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,792

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



مجمع أفسس وأعمال بامفليه والماسالين وتراس وكرسي أورشليم



أخذ(1) مجمع أفسس في الاعتبار عدة مواضيع خاصة أخرى، وهذا ما تبينه الوثائق المختلفة التي تم حفظها، ولكننا فقط لا نعرف إلى أية جلسة ترجع(2). على رأس هذه الوثائق هناك خطاب إلى المجمع المكاني في بامفيليه Pamphylia وفيه إشارة إلى الأسقف أوستاثيوس Eustathius وهذا الرجل(3) (غير مؤكد إن كان مطران بامفيليا أم أسقف أتاليا Attalia) قد استقال لأنه لم يستطع أن يحكم إيبارشيته بطريقة صائبة ويصحح مسار معارضيه. وقد تعين شخصًا يدعى ثيودوروس بدلًا منه بواسطة باقي أساقفة الولاية، بالاتفاق مع خلفه أوستاثيوس Eustathius، الذي تقدم بالتماس إلى المجمع طالبًا أن يسمح له بالاحتفاظ بلقب ورتبة أسقف، وقد منحه المجمع ذلك في حدود ألا يقوم بأية سيامات، وألا يقوم بالخدمة بناءً على سلطته الخاصة دون موافقة الأسقف(4).

أما الوثيقة الثانية فهي مرسوم خاص بالمصلين Massalians أو الأوخيطين Euchites. فقد قدم أساقفة بامفيليه وليكاؤنية Lycaonia الذين كانت إيبارشياتهم هي موطن هذه الهرطقات، هذا المرسوم بخصوصهم، وقد تبناه مجمع القسطنطينية تحت رئاسة الأسقف سيسينيوس Sisinnius، وأكده هذا المجمع، بالإضافة إلى ما تم عمله في الإسكندرية بخصوص هذا الأمر. وفقًا لهذا المرسوم، فإن الكهنة الذين كانوا إلى هذا الوقت مصلين Massalians ولكنهم الآن يحرمون هذه الهرطقة، فإنهم يستمرون في الكهنوت، والعلمانيون يسمح لهم بالشركة. لكن إذا امتنعوا عن حرم خطأهم السابق، في هذه الحالة يفقد الكهنة وظيفتهم وكرامتهم وشركة الكنيسة، ويتم حرم العلمانيين. بالإضافة إلى ذلك، فإن الذين تم إثبات كونهم مصلين Massalians (حتى إذا تابوا) لا يُسمح لهم (بالتواجد) بأي أديرة حتى لا يتم نشر هذه العقيدة بعد (لأن موطنها هو الأديرة).
وأخيرًا تم إعلان الحرم على أية كتابات خاصة بهذه الهرطقات، ونسكياتها(5).
بالنسبة للمرسوم الثالث فهو لأسقفين من ثراكيا Thracia وهما إفبريبيوس Euprepius أسقف بيزا Biza وكيرلس أسقف كولي Coele طالبًا فيه بالحماية ضد مطرانهما فريتيلاس Fritilas مطران هيراكليا Heraclea، الذي انحاز ليوحنا الأنطاكي، كما طالبا في نفس الوقت، بالتصديق على الممارسة السابقة بشغل أسقفيتين في نفس الوقت. وقد منحهما المجمع مطلبيهما(6).
وأخيرًا نحن نعلم(7) أيضًا من خطاب البابا لاون الكبير، أن الأسقف جوفينال أسقف أورشليم سعى في مجمع أفسس، ضمن أشياء أخرى بطريقة غير أمينة وبتقديم وثائق زائفة، إلى التحرر من السلطة البطريركية لأسقف أنطاكية، وكسب الرئاسة الكنسية لكرسيه على فلسطين(8)، لكن كيرلس السكندري رغم وحدته عن كثب مع جوفينال فيما يخص النقطة الرئيسية، وهي النضال ضد نسطور والأنطاكيين، إلا أنه عارض هذه المكيدة بجدية(9) ثم أبلغ البابا بذلك(10).

 
قديم 02 - 02 - 2022, 10:24 AM   رقم المشاركة : ( 66228 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,792

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



طرفا مجمع أفسس يحتكِمان إلى الإمبراطور في أفسس



كما رأينا، فقد صمم أعضاء المجمع مرارًا وتكرارًا وفي كل جلسة، على أن يرسلوا المحاضر إلى الإمبراطور، ولكنهم اشتكوا، حتى في الوقت الذي وصل فيه بلاديوس إلى أفسس، من أن الكونت كانديديان لم يسمح لتقاريرهم بالوصول إلى الإمبراطور. كما قام النساطرة بأعمال عنف أكثر إسرافًا في هذا الصدد في القسطنطينية نفسها. فقد احتلوا الطرقات العامة والبوابات، وقاموا بزيارات لجميع السفن حتى يمنعوا أي اتصال بين المجمع والعاصمة. وبالرغم من ذلك، فقد نجح أحد المتسولون أخيرًا في تهريب خطاب من كيرلس إلى الأساقفة والرهبان في القسطنطينية، هذا الخطاب مفقود حاليًا، وكان قد تم إخفاؤه في عصا مفرغة من الداخل، وفيه يصف كيرلس اضطهاد كانديديان والشرقيين (الأنطاكيين) للمجمع، ويطلب أن يسمح لهم بإرسال أساقفة كمندوبين إلى القسطنطينية(1). وقد تأثر رهبان القسطنطينية جدًا مع رؤساء أديرتهم وعلى رأسهم دلماتيوس بهذه الرسالة، وساروا وهم يرتلون تراتيل ومزامير حتى وصلوا أمام المقر الإمبراطوري. كان دلماتيوس قد قضى 48 سنة في الدير، وكان يتمتع بسمعة حسنة لورعه، ولم يكن ممكنًا بأي حال إقناعه بترك ديره، ولكنه الآن يؤمن أنه مدعو بنداء من السماء لإنقاذ الكنيسة، وقد كان لظهوره المفاجئ عظيم الأثر. فقد سمح الإمبراطور بدخول رؤساء الأديرة archimandrites إلى مسكنه والمثول أمامه بينما ظل الرهبان والشعب منتظرين، في هذه الأثناء كانوا يرتلون تراتيل مقدسة أمام الأبواب. قام رؤساء الأديرة بتلاوة الرسالة التي تسلموها من أفسس على مسامع الإمبراطور، ودارت المحادثة التالية. قال الإمبراطور: "إذا كان الأمر كذلك، ينبغي أن يحضر بعض الأساقفة (من المجمع) إلىَّ ويعرضوا قضيتهم". أجاب دلماتيوس: "لا يجرؤ أي منهم أن يحضر إلى هنا". وأجاب الإمبراطور على ذلك قائلًا: "لا يمنعهم أحد". دلماتيوس: "نعم، هم ممنوعون، بينما الكثير من أتباع نسطور يحضرون ويذهبون دون أدنى موانع، ولكن لا يجرؤ أحد أن يُعِّرف جلالتكم بما يفعله المجمع". وأضاف: "هل تفضل الإنصات لعدد 6000 أسقف (جميع العالم المسيحي الأرثوذكسي) أم لشخص غير تقي (نسطور)؟" حينئذ سمح الإمبراطور لمبعوثي المجمع أن يحضروا إلى القسطنطينية، وفي الختام طلب من رؤساء الأديرة أن يصلوا إلى الله من أجله. بعد أن خرج رؤساء الأديرة من القصر الإمبراطوري مع الرهبان والشعب ذهبوا إلى كنيسة القديس موكيوس Mocius الشهيد، حيث صعد دلماتيوس إلى الإنبل وقدم تقريرًا عما حدث، وعندئذ صاح جميع الحاضرون "محروم نسطور"(2). ثم انتهز المجمع الإذن الإمبراطوري، حتى قبل وصوله إلى أفسس، وأرسلوا كل من الأسقف ثيوبيمبتوس Theopemptus أسقف كاباسوس Cabasus والأسقف دانيال أسقف دارنيس Darnis (كلاهما مصريان) إلى القسطنطينية، برسالة شكر موجهة إلى دلماتيوس(3).

وجد يوحنا والشرقيون التابعون له أنه من الضروري استخدام تأثيرهم على البلاط، ولكن من أجل طاعة أوامر الإمبراطور، كما قالوا، فإنهم لن يفعلوا(4) مثل المصريين ويرسلون أساقفة، بل إنهم يطلبون من الكونت ايرينيئوس Irenaeus، وهو الصديق الغيور لنسطور، أن يذهب نيابة عنهم إلى القسطنطينية. وهذا كان مستعدًا لذلك، فأخذ معه رسالة من المنشقين Schismatics، فيها عرَّفوا الإمبراطور كيف لم يُسمح لهم بإقامة شعائر الخدمة المقدسة في أفسس، وكيف أنه بعد مدة قصيرة من وصول بلاديوس، عندما أرادوا أن يدخلوا الكنيسة ليشكروا الله على الرسالة التي تسلموها من الإمبراطور، أسيئت معاملتهم، وكيف سمح كيرلس وأتباعه لأنفسهم بالقيام بكل أنواع أعمال العنف(5). وهكذا ينبغي أن يستمع الإمبراطور إلى إيرينيئوس Irenaeus الذي قام بتسليم عدة مقترحات من جانبهم، بقصد وضع نهاية للشر(6).
وحيث إنه لم يرد في هذه الرسالة أن المجمع قد أعلن بالفعل أحكامًا بالقطع من الشركة والإيقاف ضد المنشقين، فيبدو أنه قد تم إعداد ذلك قبل جلسات المجمع الرابعة والخامسة (16 و17 يوليو) حتى أن إيرينيئوس لابد أن يكون قد غادر بالفعل حوالي منتصف شهر يوليو.
لكن بعد أن نطق المجمع في هاتين الجلستين بالحكم على يوحنا الأنطاكي وأتباعه، للحال أعد هؤلاء تقريرًا بهذا أيضًا للإمبراطور، وتم إرساله خلف إيرينيئوس، الذي كان قد غادر بالفعل، حتى يتمكن من تسليمه للإمبراطور في نفس الوقت.
في هذا التقرير يحاولون أن يبرهنوا للإمبراطور أن حكمهم على كيرلس وممنون قانوني، ومن جهة أخرى أن حكم المجمع عليهم أحمق وعقيم، ويشتكون مرة أخرى من الظلم، ويطلبون أن يتم استدعاءهم للاجتماع في القسطنطينية أو نيقوميديا Nicomedia (في مجمع جديد) من أجل فحص أدق. ولكن يجب إعطاء الأمر (كما اقترحوا من قبل) بأنه لا يجوز لأي مطران أن يحضر معه أكثر من أسقفين لهذا المجمع. وأخيرًا طلبوا من الإمبراطور أن يعطى تعليماته بأن كل شخص عليه أن يوقِّع على قانون الإيمان النيقاوي، الذي يضعونه هم أنفسهم في رأس هذه الرسالة(7)، وبألا يضيف أي شخص شيئًا جديدًا عليه، وألا يدعو أحد المسيح مجرد إنسان (مثل نسطور) وألا يُعلن أحد أن لاهوت المسيح قابل للألم (ذكرت هذه النقطة ليلام كيرلس) لأن كلا التعبيرين يعتبرا تجاديف(8). وفى نفس الوقت قام المنشقون بتوجيه خطابات لبعض كبار رجال الدولة، ليعرضوا عليهم حالتهم المحزنة في أفسس، وسوء المعاملة التي لاقوها، ويلتمسون منهم المساعدة على استدعائهم للاجتماع في القسطنطينية، ونيل موافقة الإمبراطور لانعقاد مجمع جديد(9). ينتمي خطاب ثيئودوريت أسقف قورش إلى أندرياس Andreas أسقف ساموساط Samosata إلى هذه الحقبة (هذا الخطاب موجود الآن باللغة اللاتينية فقط)، وفيه يهنئه على المرض الذي منعه عن الحضور إلى أفسس، حيث كان سوف يضطر إلى معاينة حزنهم وبؤسهم. ويقول: إن المصري(10) يهيج غيظًا ضد الله، والجزء الأعظم من شعب الله ينحازون إلى صفه، كالمصريين والفلسطينيين والذين من بنتس Pontus وآسيا والغرب. وقد قام الرجال المعزولون (كيرلس وآخرون) بالخدمة المقدسة، بينما الذين عزلوهم كانوا يندبون في المنزل. وأضاف أنه لم يؤلف أي كاتب كوميديا قصة مضحكة كهذه، ولا كاتب مأساة مثل هذه المسرحية المحزنة(11).
وصل مبعوثو المجمع الحقيقي إلى القسطنطينية قبل إيرينيئوس بثلاثة أيام، كما قص هو، وبعرضهم للأوضاع الحقيقية، أثَّروا بقوة على كثير من ذوى المكانة الرفيعة، من رجال الدولة والضباط، حتى أنهم أدركوا أن حكم المجمع ضد نسطور كان حكمًا عادلًا تمامًا. وقد تبنى هذا الرأي بصفة خاصة الياور سكولاستيكوس Scholasticus، خاصة لأن نسطور كان قد عارض في أفسس عبارة "والدة الإله"(12). وبعد وصول إيرينيئوس تمت عدة مقابلات ومناقشات بين أتباع الطرفين، واتفقوا على أن إيرينيئوس ومندوبي المجمع عليهم أن يمثلوا معًا بحضور كبار رجال الدولة أمام الإمبراطور. وأعلن إيرينيئوس أنه لم يكن يستطيع الوصول إلى القصر بدون مواجهة خطر إلقائه في البحر (إلى هذه الدرجة العظمى كان غضب الناس ضد النساطرة)، ولكنه يفتخر بنجاحه في إقناع الإمبراطور بأن المجمع غير عادل، وتصرفاته فوضوية (لعدم انتظار الأنطاكيين) وبأنه أقنع الإمبراطور أن يعتزم على عزل كيرلس، ويعلن أن ما تم عمله بواسطة الأغلبية في أفسس غير قانوني. وبعد ذلك بفترة قصيرة، قال أن يوحنا الطبيب سكرتير كيرلس وصل إلى أورشليم وحطم ما بناه إيرينيئوس وكسب مرة أخرى كثير من كبار الدولة إلى صفه. والآن ينصح أحد الأطراف الإمبراطور بأنه يجب أن يؤكد على العزل الذي تم من قبل الطرفين، وبالتالي، ذاك الصادر ضد نسطور من ناحية، ومن ناحية أخرى الصادر ضد كل من كيرلس وممنون. ونصح طرف آخر على النقيض من ذلك، بأن الإمبراطور يجب ألا يوافق على أي قرار بالعزل، ولكن بالأحرى أن يدعو أكثر الأساقفة تفوقًا إلى الاجتماع معًا لفحص ما قد تم. نصيحة ثالثة كانت أن يرسل الإمبراطور مفوضين إلى أفسس، ليتمكنوا من إعادة السلام مرة أخرى. هذا الاقتراح الأخير كان أقلهم قبولًا بالنسبة إلى إيرينيئوس، حيث إنه جاء من طرف كان معادٍ لنسطور(13).

 
قديم 02 - 02 - 2022, 10:27 AM   رقم المشاركة : ( 66229 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,792

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



قرار الإمبراطور واعتقال كيرلس وممنون ونسطور وحزن مجمع أفسس



وحَّد الإمبراطور الاقتراحين الأول والثاني، فأكد عزل كل من نسطور وكيرلس وممنون، وفي نفس الوقت أرسل يوحنا وهو أحد كبار رجال الدولة الرسميين (أمين خزانة الدولة) إلى أفسس، لنشر الحكم ولتوحيد الأساقفة المفترقين. تم توجيه المرسوم الذي أعلن فيه هذا القرار(1) إلى جميع رؤساء الأساقفة والأساقفة البارزين الذين كانوا قد استلموا دعاوى خاصة إلى مجمع أفسس...
لا يجب أن نتعجب من أن الإمبراطور قد نطق بالحكم بعزل القديس كيرلس، لأنه هو نفسه كان عديم البصيرة والفهم اللازم للمسائل اللاهوتية، وإلا لما كان قد وضع نسطور تحت ظل حمايته في أول الأمر، ثم في فترة لاحقة، أوطاخي المضاد له. أما الأنطاكيون، وحتى المحافظين منهم وذوى المكانة الرفيعة مثل ثيؤدوريت أسقف قورش، فقد عملوا كل ما بوسعهم لاتهام عقيدة كيرلس بالأبولينارية، وتصرفاته بالظلم والانفعالية. فقالوا: "مثل خاله ثيؤفيلوس الذي اضطهد القديس يوحنا ذهبي الفم بسبب بُغضه الشخصي، هكذا يفعل كيرلس ضد نسطور. فهو يختمه بسمة الهرطقة من أجل أن يحطمه"(2).
وسادت مثل هذه الاتهامات، إلى حد ما، حتى بين لاهوتيي الأرثوذكس، كما نرى من رسائل الأب القديس ايسذوروس Isidore أسقف بلوسيوم Pelusium (بجوار الإسكندرية) إلى القديس كيرلس(3)، حيث يذكر بوضوح أن هذه الشكاوى نشأت عن الجانب الأنطاكي في أفسس(4). فلا عجب إذا كان الإمبراطور ثيئودوسيوس الثاني الذي لم يتمتع بعقلية جبارة قد اقتيد إلى الخطأ، خاصة وأن مبعوثه كانديديان، كان متفقًا تمامًا مع الأنطاكيين. ومع ذلك فإن مرسومه كان له جانب أكثر شمولًا يستحق الاهتمام. فبعد الطريقة الدبلوماسية الماكرة، تم تجاهل الوضع الحقيقي للأمور، ألا وهو الوجود الفعلي لمجمعين متعارضين في أفسس. فقد عرض الأمر بطريقة توحي بأن جميع الأساقفة الموجودين في أفسس متحدون في مجمع واحد، وقد عزلوا نسطور من جانب ومن جانب آخر عزلوا كيرلس وممنون، كما لو كانوا متفقين على الإيمان الأرثوذكسي، حتى أنه لا يوجد شيء آخر ينبغي عمله، إلا تهدئة العداوة القليلة التي لا زالت قائمة، ثم يفترقوا بعد ذلك في سلام. ومن أجل بلوغ هذا السلام، قام الإمبراطور بنفسه بحث المجمع على ذلك، كما أرسل في الوقت نفسه رسالة إلى المجمع بنفس الغرض، من الأسقف أكاكيوس أسقف بيرويا Beroea (حاليًا حلب) في سوريا، البالغ من العمر أكثر من مائة سنة، وهو رجل له مكانته الرفيعة، وحيث إنه لم يتمكن من الحضور شخصيًا، ولكنه أراد أن يرسل مشورته ورأيه.

اتجه المبعوث الجديد يوحنا إلى أفسس بهذه الرسالة من الإمبراطور، وتلك التي من الأسقف أكاكيوس وقد وصل هناك في أوائل شهر أغسطس(5). كما تتفق جميع الآراء. وقد كانت هناك مخاوف عظمى من أن قضية الأرثوذكسية في خطر، ولكن كيرلس سعى إلى إخماد هذه الفكرة بواسطة عظة ألقاها، غالبًا أمام أساقفة المجمع، فيها أشار إلى أن الاضطهادات والمضايقات دائمًا تساهم في خير (صالح) الأبرار(6)(7). وفى نهاية هذه العظة، كتبت ملاحظة بأنه ألقاها قبل القبض عليه، الذي تم بأمر المبعوث الجديد الكونت يوحنا، الذي أبلغ الإمبراطور بخصوص إجراءاته في أفسس قائلًا: "إنه بعد وصوله إلى أفسس مباشرة، قام بتحية الأساقفة الذين قابلهم من الطرفين، وأعلن لهم وللغائبين أيضًا، (لم يحضر كلا من كيرلس وممنون بصفة خاصة)، بأنهم ينبغي أن يجتمعوا جميعًا معًا في اليوم التالي في مقر إقامته.
وفى نفس الوقت قرر الترتيب الذي ينبغي أن يدخلوا به، حتى لا تحدث صراعات في اجتماع الطرفين معًا. وقد حضر نسطور ويوحنا الأنطاكي في الصباح باكرًا جدًا، في الفجر، وبعد مضى بعض الوقت حضر كيرلس والأساقفة الآخرون، ممنون فقط هو الذي لم يحضر. وقد طالب أتباع كيرلس مباشرة باستبعاد نسطور لأنه معزول بالفعل، ولذلك لا ينبغي أن تتم قراءة رسالة الإمبراطور المقدسة في حضوره هو والشرقيين (الأنطاكيين). وفى نفس الوقت طالب الأنطاكيون بنفس الشيء بالنسبة لكيرلس وممنون، اللذين تم عزلهما أيضًا، وحدثت مناقشة طويلة وعنيفة بخصوص هذا الأمر. وبعد انقضاء جزء كبير من اليوم على هذا الحال، نجح الكونت بواسطة الإقناع تارة وبالضغط تارة أخرى، كما أقر هو نفسه بوضوح، بالرغم من معارضة طرف كيرلس، في قراءة الرسالة الإمبراطورية، دون حضور كيرلس ونسطور، والرسالة لم تكن في الواقع موجهة إليهما. وهكذا تم إعلان عزل كيرلس ونسطور وممنون، ووافق الأنطاكيون على ذلك، وصدقوا عليه، بينما أعلن الآخرون أن عزل كيرلس وممنون غير شرعي. ومن أجل منع حدوث إثارة أكبر، تعهد الكونت كانديديان بالتحفظ على نسطور (وقد كان مسجونًا في ذلك الوقت)، وسلم كيرلس إلى يد الكونت يعقوب Jacobus، كما أرسل ضباط مع كبير شمامسة أفسس، إلى ممنون الغائب، ليعلنوا له أمر عزله. بعد ذلك توجه يوحنا إلى الكنيسة ليصلى، وعندما علم بأن ممنون ما زال في مقر الإيبارشية، استدعاه فورًا للمثول أمامه. وردًا على مساءلته عن سبب عدم حضوره في الصباح، قدم ممنون عذرًا غير كافٍ، حتى أنه بعد ذلك مباشرة وبموافقته، ذهب إلى مقر الكونت، وهناك تم اعتقاله وتسليمه إلى يعقوب. وأخيرًا بذل يوحنا جهودًا مضنية لحض الأساقفة على السلام والاتحاد، وظل يعمل ذلك ثم يخبر الأباطرة بكل شيء له أهمية يجب أن يتم(8).
من رسالتين موجهتين بنبرة النصرة من الأنطاكيين إلى أتباعهم نعلم أنه قد تم فصل كيرلس وممنون عن بعضهما البعض في حبس مشدد، وأنهما كانا مراقبين بواسطة كثير من الجنود(9). ومع ذلك، فقد ناشد المجمع الأرثوذكسي في رسالة واضحة إلى الأباطرة (في الشرق والغرب) معلنًا أن المرسوم الصادر من الكونت يوحنا قد تسبب في اضطراب عميق، وبرهن على أن خيانة وزيفًا قد أضلت آذان الأباطرة، اللذين كانا سابقًا محبين جدًا للحق. فقد عرض الأمر في المرسوم الإمبراطوري كما لو كان المجمع نفسه هو الذي نطق بالحكم بعزل كيرلس وممنون، ولكن لم يكن المجمع المسكوني، الذي كان متحدًا مع الكرسي الروماني والرسولي ومع كل الغرب وكل أفريقيا والليركوم Illyricum هو الذي فعل ذلك، ولكن على النقيض، فالكل معجب بهذين الأسقفين بسبب غيرتهما على الإيمان الأرثوذكسي، ويؤمنون أنهما أمام الناس وأمام السيد المسيح، مستحقان لأكاليل كريمة. أما نسطور، فهو فقط المنادى بالهرطقة الجديدة الخاصة بعبادة الإنسان، وهو الذي عزله المجمع، وأنهم قد أعلموا الأباطرة بذلك من قبل. علاوة على ذلك، فقد تألموا كثيرًا– وهذا أيضًا يمكن تفسير حدوثه فقط أنه كان نتيجة لخداع– أن يوحنا الأنطاكي وأتباعه، وأيضًا الكيلستيين Coelestians (البيلاجيين)، بالرغم من أنهم مدانون بواسطة المجمع المسكوني، قد حسبوا ضمن أساقفة المجمع، وأن المرسوم الإمبراطوري Sacra كان موجهًا إليهم، مثلهم في ذلك مثل باقي أساقفة المجمع. ثم تم عمل تقرير مختصر عن مسلك الأنطاكيين، وتاريخ انفصالهم عن المجمع، مع ملاحظة أنه لا يمكن قبولهم في شركة الكنيسة، لأنهم لم يوقعوا على عزل نسطور، بل اتفقوا معه بكل وضوح، وأيضًا بسبب وقاحتهم تجاه رؤساء المجمع (من خلال حكمهم ضد كيرلس وممنون)، فإنهم بذلك انتهكوا القوانين، كما أنهم تجرأوا وكذبوا وضللوا الأباطرة. لذلك تضرع المجمع أن يعيد الأباطرة كل من كيرلس وممنون، ويعملا (إمبراطور الشرق وإمبراطور الغرب) على الحفاظ على الإيمان بثبات، هذا الإيمان الموروث عن آبائهما، والذي كان منقوشًا في قلبيهما بالروح القدس، والمتضمن في بيانات المجمع الصادرة ضد نسطور. أما إذا كانا يريدان أن يعرفا ما حدث بين المجمع والأنطاكيين بدقة، فيمكنهما إرسال مبعوثين موثوق فيهم(10). والمعنى الخاص بالجملة الأخيرة سوف يقدم في نصه اليوناني كما هو، لأنه وفقًا لوجهة نظر تيلمونت Tillemont التي تستحق الالتفات تترجم: "إذا أراد الأباطرة أن يعرفوا ذلك بطريقة أكثر دقة، عليهم أن يأمروا المجمع المقدس بإرسال مبعوثين موثوق فيهم (إلى القسطنطينية)"$th agia sunodw epitrepein ekpemyai k.t.l%. وهذا الظن تؤيده الاعتبارات التالية: (أ) ليس إرسال مبعوث إمبراطوري جديد إلى أفسس، إنما إرسال مبعوثين من المجمع إلى القسطنطينية فقط هو الذي يمكن أن يكون مفيدًا، وبالتالي هو ما يرغب فيه المجمع (ب) لقد أقر الإمبراطور بالفعل إرسال مبعوثين من المجمع بعد ذلك (ج) وأن المجمع في رسالته اللاحقة، أكد بوضوح أن الأباطرة قد استجابا لمطالبهم وسمحا بإرسال مندوبين(11).
بخصوص هذا الاقتراح الذي قدمه المجمع إلى الأباطرة، قام كيرلس بتوجيه رسالة من سجنه إلى الكهنة والشعب في القسطنطينية، وفيها يؤكد أن الكونت يوحنا (أو المرسوم الإمبراطوري) لم يقم بعرض القضية بطريقة صحيحة، فقد نسب عزل كيرلس وممنون إلى المجمع كذبًا. ولهذا السبب كان لزامًا عليهم أن يرسلوا تقريرًا جديدًا إلى الإمبراطور. لقد بذل المبعوث الإمبراطوري جهودًا مضنية من أجل أن يوحِّد بين المجمع وبين يوحنا الأنطاكي وأتباعه، لكن هذا لم يكن ممكنًا حتى يلغى الأنطاكيون قراراتهم غير القانونية، ويتقدموا إلى المجمع كمتوسلين petitioners ويحرِّموا عقيدة نسطور تحريريًا. وحتى يمكن الوصول إلى ذلك بطريقة أخرى، طلب الكونت من المجمع اعترافًا مكتوبًا بالإيمان، لكي يجعل الأنطاكيين يوقعون عليه، ثم يعلن: "لقد أعدت وحدة المنفصلين". لكن المجمع لم يوافق على ذلك، وقالوا إنهم موجودون في هذا المكان لا ليعطوا تقريرًا بخصوص إيمانهم، إنما ليعززوا الإيمان المتأرجح، وأن الإمبراطور لا يحتاج أن يتعلم إيمانهم الآن لأول مرة، لأنه معروف لديه منذ معموديته.
وأضاف كيرلس أن الأنطاكيين لا يتفقون مع بعضهم البعض فيما إذا كانت مريم تلقب "والدة الإله" أم لا، فالبعض منهم يفضلون أن تقطع أياديهم على أن يقروا هذا التعبير. وقد عرَّف كل ذلك للقسطنطينيين، وخصوصًا رؤساء الأديرة، حتى لا يتمكن الكونت يوحنا عند رجوعه، من أن يحمل معلومات زائفة، يضلل الناس بها. فينبغي أن يستمر القسطنطينيون أيضًا في بذل الجهود لصالح المجمع، لأنه كان هناك بعض الأساقفة في أفسس، هو لا يعرفهم شخصيًا، لكنهم كانوا مستعدين أن يذهبوا معه إلى المنفى أو حتى إلى الموت. وقد كان هو نفسه مراقبًا بواسطة جنود كانوا ينامون أمام بابه، وكان كل المجمع في حالة إنهاك شديد، وقد توفى عدد من أعضائه، وآخرون كانوا في حالة فقر شديد حتى أنهم اضطروا لبيع ممتلكاتهم ليحصلوا بمشقة على ما هو ضروري للبقاء(12).
تم توجيه رسالة أخرى بواسطة أعضاء مجمع أفسس إلى الأساقفة والشعب الحاضر في القسطنطينية، يقولون فيها أن أفسس تشبه سجن، تم حبسهم فيه لمدة ثلاثة أشهر (إذن لابد أن تكون الرسالة قد كُتبت في نهاية شهر أغسطس أو بداية شهر سبتمبر)، حتى أنهم لم يتمكنوا من إرسال رسول بالبر أو بالبحر إلى البلاط أو إلى أي مكان آخر، وكلما غامروا بذلك، يتعرض حاملو الرسائل أنفسهم إلى مخاطر لا تحصى على حياتهم، لذلك كانوا مضطرين إلى إخفاء أنفسهم بأنواع كثيرة من التنكر. والسبب في هذه الرقابة الصارمة نشأ نتيجة للتقارير الزائفة التي تم إرسالها من الجهات المختلفة إلى الأباطرة. فالبعض يتهمونهم (أساقفة المجمع) بأنهم سبب الانقسام، وآخرون يقولون أن المجمع نفسه هو الذي عزل كيرلس وممنون، وآخرون قد يؤكدون أن المجمع كان مستعدًا أن يصل إلى اتحاد ودي مع المجمع الزائف المنشق الخاص بالأنطاكيين. ومن أجل منع كشف هذه الأكاذيب، كان المجمع مُراقبًا بشدة، واستمرت الحرب بعنف ضده. فيجب على كهنة القسطنطينية إذن أن يطرحوا أنفسهم تحت أقدام الإمبراطور ويعرفوه بكل شيء. باقي محتويات الرسالة الأخرى تحوى المادة التي كان على القسطنطينيين أن يوصلوها للإمبراطور: أن المجمع لم يقم أبدًا بعزل كيرلس وممنون، ولكنه يوقر كليهما بأعلى درجات التكريم، ولن ينفصل أبدًا عن الشركة معهما، ومن ناحية أخرى، فإنه لن تكون له شركة مع المجمع الأنطاكي المنشق، لنفس الأسباب التي حددها المجمع بالفعل في رسالته إلى الإمبراطور، والتي يكررونها الآن، لأنهم في حالة الحصار هذه التي هم معرضون لها، لابد أن يشكّوا فيما إذا كانت الرسالة قد وصلت إلى الإمبراطور أم لا. وفي الختام، التمس المجمع من كهنة القسطنطينية التوسل إلى الإمبراطور باسم كل أعضاء المجمع، من أجل إعادة كيرلس وممنون، وتحرير أساقفة المجمع من سجنهم، وأن يعطوا الإذن إما أن يعودوا إلى أوطانهم أو أن يمثلوا أمامه، حتى لا يفنوا جميعهم بالمرض أو بالأسى.

ومن أجل أن تكون الرسالة أكثر إيجازًا لم يوقِّع عليها جميع أساقفة المجمع إنما الرؤساء فقط -إن كان كيرلس وممنون أو جوفينال ومطران آخر- هذا أمر غير مؤكد. وقد أضيف في ملحق(13): "إننا نُذبح هنا من الحرارة، ويُدفن شخص كل يوم تقريبًا. جميع خدامنا أنهكوا ولا بُد من رجوعهم إلى بيوتهم. اذهبوا إذًا إلى الإمبراطور واعرضوا عليه أسى المجمع. وأخيرًا تأكدوا أنه مهما كان الاستخفاف بموتنا، فمن جهة السيد المسيح لن يحدث أي شيء غير ما قد قررناه"(14).
يبدو أن هذه الرسالة قاطعت تلك التي أرسلها الأساقفة الحاضرون في القسطنطينية إلى المجمع بتاريخ 13 أغسطس. وقد عبروا فيها عن تعاطفهم الحي مع أحزان أعضاء المجمع، وأكدوا لهم أنهم يشعرون بالالتزام بالحضور شخصيًا إلى أفسس، ولكن الطريق بالبحر والبر مغلق أمامهم. ومع ذلك فإنهم يعملون من أجل المجمع في القسطنطينية، ويشعلون حماس الكثيرين، ويقودون عقول الناس إلى الانحياز له. ولذلك طلبوا من المجمع أن يعرفهم ما الذي يجب عليهم عمله، وعما إذا كان ينبغي عليهم الحضور إلى أفسس من أجل مشاركتهم في صراعهم وآلامهم(15).
أما أسماء هؤلاء الأساقفة فقد تم التعرف عليها من الرد الذي أرسله المجمع إليهم، وهم أفلاليوس Eulalius، أفريخيوس Eurechius، وأكاكيوس Acacius، وكريسافيوس Chrysaphius، وارميا Jeremias، وثيئودول Theodule، وإشعياء Isaia. وقد عرَّفهم أعضاء المجمع بفرحتهم الشديدة لهذا التعاطف، وعرفوهم مرة أخرى بتقدم الأحداث وبأحوالهم الخاصة، وطلبوا من الأساقفة أن يبقوا في القسطنطينية، حتى يُعرِّفوا الإمبراطور بحالة المجمع من ناحية، ومن ناحية أخرى أن يعرفوا المجمع بما يحدث في القسطنطينية. ولأنه كانت هناك مخاوف من أن الأساقفة لم يخبروا بالرسائل السابقة، لذلك أرفقت نسخ منها، وفي نفس الوقت أرفق تقرير آخر موجه إلى الإمبراطور. والآن يستطيع الأساقفة، في حالة ما إذا كان الأباطرة قد استلما التقرير السابق، أن يذكِّروهما به، وإن لم يكن فسوف يعرف الأباطرة من الأساقفة ما أخفى عنهما بالخداع(16).
في هذه الرسالة الثانية ترجى أعضاء المجمع بلجاجة أن يتحرروا أخيرًا من أحزانهم، وأن يعاد إليهم رؤساؤهم كيرلس وممنون، وقد عززوا مناشدتهم هذه بسرد قصير ومُفصَّل عن الطريقة والأسلوب التي بها انفصل الأنطاكيون عن باقي الأساقفة، وكيف اتحد الذين لهم الآراء النسطورية مع يوحنا الأنطاكي. وفي نفس الوقت، قرب نهاية الخطاب، كانت هناك ملاحظة حقيقية: إنه إذا أكد الأباطرة عزل نسطور كما حدث بالفعل، سوف يكون ذلك بالتأكيد متضاربًا وغير منسجم مع موافقتهم على ما يفعله أصدقاء نسطور، من أجل الانتقام له. وقد وقَّع على هذه الرسالة جوفينال أسقف أورشليم، الذي كان هو رئيس المجمع منذ أن تم حبس كيرلس(17).
آخر وثيقة تم إرسالها من جانب الأرثوذكس في أفسس هي رسالة قصيرة من كيرلس إلى الأساقفة الثلاثة ثيئوبمبتوس Theopemptus، وبوتامون Potamon، ودانيال الذين أرسلهم المجمع في مرحلة سابقة، إلى القسطنطينية. في هذه الرسالة يقول إن عددًا من التهم الزائفة قد وُجهت إليه، بأنه قد أحضر معه خدامًا ونساءً من الأديرة، وبأن نسطور قد تم عزله فقط بواسطة خداعه (كيرلس)، وليس بإرادة المجمع. ولكن السبح لله فقد تبين للكونت يوحنا زيف هذه الاتهامات، وأدان الذين اتهموه بها. وبالإضافة إلى ذلك، وكنتيجة للمرسوم الإمبراطوري Sacra، كان لا يزال معتقلًا ولا يعرف إلى أي شيء يقوده هذا، ولكن كان ينبغي عليه أن يشكر الله لأنه استحق أن يُوضع في سلاسل من أجل اسمه(18). أما أعضاء المجمع فمن جانبهم لم يسمحوا لأنفسهم بأي حال من الأحوال أن يضلوا بأن تكون لهم شركة مع الأنطاكيين، وأعلنوا أنهم لن يفعلوا ذلك حتى يسحب هؤلاء قراراتهم الوقحة ضد رؤساء المجمع، ويعترفوا بالإيمان الصحيح، لأنهم كانوا ما زالوا نساطرة وكانت هذه هي نقطة التحول في المناقشة كلها(19).
وفى نفس الوقت، أرسل كهنة القسطنطينية مذكرة إلى الإمبراطور ثيئودوسيوس الصغير بالنيابة عن مجمع أفسس موجهة إليه وإلى زميله في الإمبراطورية، وقد وضعوا في بدايتها قبل كل شيء القول أنه يجب أن يطاع الله أكثر من الحكام، ولذلك فقد صار من الواجب أن تقال كلمة صريحة. ثم أعلنوا أن عزل كل من كيرلس وممنون بواسطة الأنطاكيين ليس شرعيًا بالكلية، وأنهم يلتمسون من الأباطرة إعادة الأسقفين المستحقين وتأييد القوانين التي صاغتها الأغلبية في أفسس (مقابل الأنطاكيين). فإن كان كيرلس قائد kaqhghth.j (كاثيجيتيس) المجمع عليه أن يتحمل أي شيء ضد ما هو حق، فإن هذا يؤثر على كل المجمع الذي اتفق معه، وينبغي معاقبة كل الأساقفة بنفس الطريقة التي عوقب بها كل من كيرلس وممنون. لكن الأباطرة محبي الله يجب أن يفكروا في أن الكنيسة التي أعزوها كالمربية لا يجب أن تتمزق، وأن قرن الاستشهاد لا يجب أن يتجدد(20).
إلى هذه الحقبة أيضًا ينتمي خطاب دلماتيوس Dalmatius القصير الموجه إلى المجمع (والذي سبق ذكره)، حيث يعلن استلامه للخطابات التي وجهت إليه، ويعبر عن أسفه بخصوص وفاة بعض أعضاء المجمع، ويؤكد لهم أنه كما كان (في الماضي) وإلى الآن فهو يتمم رغبات المجمع(21). كما تم إرسال خطاب آخر من أليبيوس Alypuis أحد كهنة كنيسة الرسل في القسطنطينية إلى كيرلس، فيه يهنئه على آلامه ويقارنه بأثناسيوس(22). أما كيرلس نفسه فقد طوع وقت الفراغ الذي فرضه عليه الحبس في صياغة شرح أوضح لحروماته الاثني عشر التي كثيرًا ما هوجمت

 
قديم 02 - 02 - 2022, 11:01 AM   رقم المشاركة : ( 66230 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,792

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ترنيمة عن قصة نعمان : "سبع مرات مش أكثر" مترجمة للقس شنودة بلغة الاشارة للصم





 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 10:50 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025