منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22 - 10 - 2014, 04:22 PM   رقم المشاركة : ( 6611 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,905

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس جرجس - تراتيل
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
اللحن الثاني: حْدَو زَديقه (هيا معي من لبنان)
الجوق الأوّل:
يـا هَـوْلَ عَصْرِ اضطهادْ
يـا فَيـضَ الحبِّ الأعظم

سادَ فيهِ الإثمُ، الكُفْرُ والإلحادْ
أعْطى روحَ جرجسَ فَيضَ النّعم
هللويا ألإستشْهادْ
الجوق الثاني:
مَزَّقـتَ فـي الساحـاتِ
ذا مُلْـكُ السّمــاواتِ

الإعلاناتِ أْرَ العاتي لَمْ ترْهَبْ
غصْبًا يُغْصَبْ غيرةً غِرتَ للربّْ
هللويا ما أحلى الرّبْ
الجماعة:
ذُقـتَ ألــوانَ التعذيبْ
والحـبُّ كـان الأقـوى

سَجْنًا جَلْدًا تقطيعًا تَذويبْ
والإيمانُ والرّجـاءُ في البلوى
هللويا يحيا الصّليبْ!

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
اللحن الأوّل: لملكوتْ رَومُو (يا أمّ الله كنـز البركات)

الجوق الأوّل:
ما أبهى ذِكْراكْ

جرجِسُ الشهيدْ

ما أشهى مَرآكْ

جندّيًا شهمًا عنيدْ

صخرَ إيمان وطيد

تدعو البيعةُ الأقطارْ

تُحْيي أجمل التذكارْ

يملأُ الدنيا والأدهار
الجوق الثاني:

ألحبُّ المقيمْ

في البيتِ اليتيمْ

ربَّاكَ طِفْلاَ

في عناية مُثْلى

حُبُّ أمّكَ العظيم

سِرْتَ في مرمَى الكمال

درْبَ الحقّ والجمالْ

للدُّنيا أعطيتَ المثال
الجماعة:
أفْرَسَ الفُرسانْ

أَبسلَ الشُجعانْ

جرجسُ الشهيدْ

تَوِّدْ عيدَك المجيد

وانْصُر أبناءَ الإيمان

علّمنا حبَّ المسيح

دربَ الرجاءِ الصحيح!

نُنْشدُ المجدَ والشكران
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أنونو نُوهرو
الجوق الأوّل:
كَـمْ أغواكْ سلطانُ الدّيجورْ
مـا أبهاكْ جرجسُ الغيُـورْ
لمّـا نطَّقـتَ تمثــالْ
قُدـَّامَ كـلَّ الجمهـورْ:

حتّـى تَعْبـدَ الأصنـامْ!
نِلْـتَ فَيضًا مِـنْ إلهـامْ!
أبُـلُّونَ، جَهْـرًا قــالْ
وَحـدَهُ يسـوعُ النّــورْ
يسوعُ فادي المعمورْ!
الجوق الثاني:
من قلـبِ الفادي الدمُّ الماءْ
في حُبِّ المصلـوبِ العَذْبِ
قاسيـتَ الضِّيـقَ، الآلامْ
بـاذلاً حتّـى الممـاتْ

رَوَّى روحَ الشُّهـــداءْ
جرجسُ، طـابَ الفِـداءْ
صابـرًا حُـرًّا مِقــدامْ
روحَـكَ حُبًّـا، إكـرامْ
للربِّ مُعْطي الحياة
الجماعة:
في الآلامْ غَصَّاتِ المَنـونْ
بالسلامْ في غَمْـرِ الأهوالْ
شَـدِّدْ أبنـاءَ الإيمـانْ
رسِّخْ في الناسِ الأمــانْ

عَـزَّاكَ الفـادي الحنـونْ
حيَّـاكَ زَيْـنَ الأبطـالْ
جَنَّبْهُـم كـلَّ الشـرورْ
دفِّـقْ فـي دنيانـا نـورْ
حوِّل حُزنَنا سرورْ
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


نشيد لمار جرجس الشهيد
لحن: نغيدو
بمدينـة لـدِّ فْلسْطيـنْ
وتَعْطـي للدّنْيـي والدينْ

عْيــالِ بـألله تِتْهنَّـا
هالأبطـــالُ وتِتْغنّـا:
مار جِرْجسْ، صَلّي عنّا!

وبْعَيلِـــه مَسيحيّيــه
بْقَصْــرِ الأمبراطوريِّــه

الْبَـيِّ برتْبِـه خْصوصيّـِه
شُـو بيطْلُـبْ وبْيِتْمنَّـا
مار جِرْجسْ، صَلّي عنّا!
والأمِّ بْبَيتـا تْرَبّــي
وأخـلاقْ وعْلُـوم تَعَبِّي

طِفْـلاَ جرجسْ بِمْحبِّـه
قَلْبـو وعَقلـو وتِتأنَّـى
مار جِرْجسْ، صَلّي عنّا!
مَحْلاكْ يا مارْ جرجسْ شَبّْ
وصَّلْـتِ لأعْلَـى مَنْصَبْ

مَحٍروسِ بْعِينَيْـنِ الـربّْ
قايـدْ ألــفْ بٍتْتكنَّـا
مار جِرْجسْ، صَلّي عنّا!
رَغْـمِ الاضْطهادْ مَحْلاكْ
ساعَـدْتِ كْتـارُ ولَوْلاكْ

قَـرَّرتُ وبِعْـتِ الأملاكْ
إيمانُـنْ كـانِ تْدَنَّـى
مار جِرْجسْ، صَلّي عنّا!
وعْطيـتْ عَ عيونِ الكفّارْ
مَزَّقـتِ الأمْـرِ الغِـدّارْ

شهادةْ إيمانَـكْ من نَـارْ
والظُّلْـمِ عليـكِ تْجنَّـا
مار جِرْجسْ، صَلّي عنّا!
عانَيْـتْ أنـواعِ الآلامْ
وشْرِبْـتِ الكـاسِ بْسَلامْ

كِـلاَّ، وحَقَّقْتِ الأحـلامْ
وسِرْعَـه ومـا عَادْ تِستَنَّى
مار جِرْجسْ، صَلّي عنّا!
يـا هالبَطـلِ الشهيـدْ
خَلِّيـكْ فينيـا محبّه وْزِيـدْ

العاطـي كْنيستْنـا تِأييـدْ
وبإيمانَـــك زَينَّــا
مار جِرْجسْ، صَلّي عنّا!
 
قديم 22 - 10 - 2014, 04:24 PM   رقم المشاركة : ( 6612 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,905

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

مديح القديس الشهيد مار جرجس الروماني
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

السلام لك يا مارجرجس ذو الاسم العجيب

أختارك الرب القدوس


ذاع ذكرك في الاقاليم

تقدمت ايها المختار


الي دقلديانوس

واخزيت كل الكفار


بعلامة بستفروس

راك قلديانوس


وعلي جهك النعمة

جميلاً في شخصك


تضئ مثل النجمة

فقال يا مختار


انت من أي مكان

انا لي ثلاث اعوام


ما رايت مثلك انسان

فما حاجتك عندي


حتي اتيت الان

تعالو اغبرني


انت من أي مكان

بحق يسوع ربك


تخبرني يا انسان

عن بيك وجدك


كان زير او سلطان

فقال له جاورجيوس


انا ابن اسطاسيوس

وانا عبد لربي


ايسوس بخرستوس

كبادوكيا بلادنا


نسبتنافي فلسطين

فيها مربانا


منها مقيمين

فقال له دقلديانوس


تعال اعبد الاوثان

وبخر يا محروس


وانا اكتب لك فرمان

فقال له جاورجيوس


انا نسل الكرام

كيف تامرني يا منجوس


ان اعبد الاوثان

فامر دقلديانوس


عذاب القديس

والاضداد قد عروه


وضربوه بالدبابيس

سبع سنوات عدة


يقاسي في الاتعاب

واحتمل كل شدة


في محبة رب الارباب

ثلاث ميتات قد مات


علي اسمه القدوس

وحباً في رب القوات


المحيي كل النفوس

وفي رابع موتة


مضي بالتهليل

واخذ الشهادة


ونال سبعة اكاليل

ظفر بالنعمة


من عند الرب القدوس

ونال اكليل الشهادة


باشويس ابؤروجاورجيوس

السلام لك يا بطل


يا قائد كل الفرسان

يا من اجلك


خزي عبد الاوثان

السلام لك يا قديس


يا بن انسطاسيس

يا جسداً نقياً


يا عبد بخرستوس

تفسير اسمك في افواه


كل المؤمنين

الكل يقولون يا اله


مارجرجس اعنا اجمعين


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


الترنيمة بتنسيق مختلف

السلام لك يا مارجرجس ذو الاسم العجيب

أختارك الرب القدوس ذاع ذكرك في الاقاليم

تقدمت ايها المختار الي دقلديانوس

واخزيت كل الكفار بعلامة بستفروس

راك قلديانوس وعلي جهك النعمة

جميلاً في شخصك تضئ مثل النجمة

فقال يا مختار انت من أي مكان

انا لي ثلاث اعوام ما رايت مثلك انسان

فما حاجتك عندي حتي اتيت الان

تعالو اغبرني انت من أي مكان

بحق يسوع ربك تخبرني يا انسان

عن بيك وجدك كان زير او سلطان

فقال له جاورجيوس انا ابن اسطاسيوس

وانا عبد لربي ايسوس بخرستوس

كبادوكيا بلادنا نسبتنافي فلسطين

فيها مربانا منها مقيمين

فقال له دقلديانوس تعال اعبد الاوثان

وبخر يا محروس وانا اكتب لك فرمان

فقال له جاورجيوس انا نسل الكرام

كيف تامرني يا منجوس ان اعبد الاوثان

فامر دقلديانوس عذاب القديس

والاضداد قد عروه وضربوه بالدبابيس

سبع سنوات عدة يقاسي في الاتعاب

واحتمل كل شدة في محبة رب الارباب

ثلاث ميتات قد مات علي اسمه القدوس

وحباً في رب القوات المحيي كل النفوس

وفي رابع موتة مضي بالتهليل

واخذ الشهادة ونال سبعة اكاليل

ظفر بالنعمة من عند الرب القدوس

ونال اكليل الشهادة باشويس ابؤروجاورجيوس

السلام لك يا بطل يا قائد كل الفرسان

يا من اجلك خزي عبد الاوثان

السلام لك يا قديس يا بن انسطاسيس

يا جسداً نقياً يا عبد بخرستوس

تفسير اسمك في افواه كل المؤمنين

الكل يقولون يا اله مارجرجس اعنا اجمعين


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


بتنسيق مختلف

+السلام لك يا جاورجيوس ذو الأسم العظيم


اختارك الرب ايسوس شاع ذكرك فى الأقاليم


تقدمت أيها المختار الى دقلديانوس


و أخذيت كل الكفار بعلامة بستافروس


رآك دقلديانوس وعلى وجهك النعمة


جميلا فى شخصك تضى مثل النجمة


فقال لك يامختار أنت من أى مكان


أنا لى ثلاثة أعوام ما رأيت مثلك يا أنسان


فما حاجتك عندى حتى أتيت الآن


تعال وأخبرنى أنت من أى مكان


بحق يسوع ربك تخبرنى يا أنسان


عن أبيك وجدك كان وزيرا أو سلطان


فقال له جاورجيوس أنا أبن أنسطاسيوس


و أنا عبد لربى ايسوس بخرستوس


كبادوكيا بلدنا نسبتنا الى فلسطين


و فيها مربانا وفيها مقيمين


فقال له دقلديانوس تعال أعبد الأوثان


و بخر يا محروس وأنا أكتب لك فرمان


فقال له جاورجيوس أنا نسل الكرام


كيف تأمرنى يا منجوس أنا أعبد الأوثان


فأمر دقلديانوس بعذاب القديس


و الأجناد قد عروه وضربوه بالدبابيس
سبع سنوات عدة يقاسى فى الأتعاب

و أحتمل كل شدة فى محبة رب الأرباب
ثلاث ميتات قد مات على اسمه القدوس

وحبا فى رب القوات المحيى كل نفوس


و فى رابع موتة مضى بالتهليل


و أخذ الشهادة ونال سبعة أكاليل


ظفر بالنعمة من عند الرب القدوس


و نال اكليل الشهادة باشويس ابؤرو جيئورجيوس


السلام لك يا بطل يا قائد كل الفرسان


يا من من أجلك خزى عباد الأوثان


السلام لك يا قديس يا أبن أنسطاسيوس


يا حبرا نفيس يا عبد أيسوس بخرستوس

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قديم 22 - 10 - 2014, 04:38 PM   رقم المشاركة : ( 6613 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,905

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

مثل حبَّة الحنطة التي وقعت في الأرض

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

نصُّ الإنجيل

قال يسوع : " إِنْ لم تَقَعْ حبَّةُ الحِنطةِ في الأَرض ِ وتَمُت ْ بَقِيَتْ وحدَها وإِذا ماتَتْ أَخرَجتْ حَبَّاً كثيراً. مَنْ أَحَبَّ حياتَهُ فَقَدَها. ومَنْ أَبْغَضَها في هذا العالمِ حَفِظَها للحياةِ الأَبديَّة ."

( يوحنا 12/24 )

الفكرة الأساسيَّة الواردة في هذا المثل

إن الفكرة الأساسيَّة الواردة في هذا المثل هي أَنْ لا خلاصَ للبشريَّة الخاطئة من دون تضحية أليمة يُقْدِمُ عليها يسوع, ويتحمَّلُها أتباعُه إِقتداءً به. وهذه التضحية هي العذاب والموت, وهي التي تعطي ثماراً وافرة. وإليكم إيضاح هذه الفكرة.

حبَّة الحنطة هي يسوع نفسه

إن حبَّة الحنطة التي ماتت ودُفنت وأعطت حبّاً كثيراً للعالم كلِّه هي يسوع نفسُهُ. لقد ضحّى بنفسه في سبيل البشريّة، فمات على الصليب، ودُفِنَ في القبر، وقام حيّاً من بين الأموات فكان بموته ودفنه وقيامته مصدرَ الحَبّ الكثير، أيْ مصدر النِعَم الغزيرة التي تتدفّق على البشريّة الآن وحتى انقضاء الدهر. إنَّ هذه النِعَم التي يمنحُها يسوع لمن يؤمنون به ويعتمدون باسمه ويحافظون على وصاياه تؤهّلهم لأن يتمتّعوا بالحياة الإلهيّة على الأرض وبالسعادة الأبديّة في الملكوت السماوي.

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

حبَّة الحنطة هي المسيحي أيضاً

أراد يسوع أن يكون المسيحي على مثاله حبَّةَ الحنطة التي تقع في الأرض وتموت وتُدفن وتأتي بحَبٍّ كثير. فدعاه إلى أن يرفض حُبَّ حياته الأرضيَّة خشيةَ أن يفقِدَها في الآخرة, وإلى أن يُبغضَها في هذا العالم رغبةً منه في الحصول على الحياة الأبديَّة.

وقد عبَّر عن هذه الدعوة بأسلوب قوّيٍّ جداً لم يكن أحد يتوقَّعه, فكان له تأثير عميقٌ في نفوس مَنْ سمعوه, ولا يزال وَقْعُ كلامه يَرِنُّ في قلوب المؤمنين. قال: "مَنْ أَحبَّ حياتَهُ فَقَدَها . ومَنْ أَبغضَها في هذا العالَمِ حَفِظَها للحياةِ الأَبديَّة. "

يوجِّه يسوع إلى المسيحي بهذا القول دعوتَيْن : في الأولى, يدعوه إلى أن يقبل الموت الروحي, وفي الثانية, إلى أن يُعِدَّ نفسَهُ لأن يتمتَّع بالحياة الأبديَّة.

فإذا مات كحبَّة الحنطة الواقعة في الأرض, عاد إلى الحياة, كما عاد يسوع إلى الحياة بعد موته, وأتى بحَبٍّ كثير. وإليكم إيضاح هاتين الدعوتَيْن:


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الدعوة الأولى هي الدعوة إلى قبول الموت الروحي

قال يسوع : " من أحبَّ حياتَهُ فَقَدَها ". إنّه بهذا القول يدعو المسيحي إلى أن يُبغض حياتَه, أيْ إلى أن يقبل الموت الروحي. والموتُ الروحي في مفهوم يسوع هو قيامُ المسيحي بأعمال التقشُّف في عدَّة مجالات, أهمُّها: تقشُّف العقل, وتقشُّف الإرادة, وتقشُّف القلب, وتقشُّف الجسد. وإليكم كلمة على كُلِّ نوعٍ من أنواع التقشُّف الذي يدعوه إليه يسوع :

1- تقشُّف العقل


تقشُّف العقل هو الإيمانُ القويم والثابت بالوحي الإلهي المسيحي, على الرَّغم مِمَّا يحتويه هذا الوحي من أسرار عميقة لا يُدركها العقل البشري مهما فكَّر وجَهَدَ وتعمَّق. فالمسيحي يؤمن بوحي الله لأنّ الله لا يغلط ولا يغشُّ إطلاقاً.

2- تقشُّف الإرادة

تقشُّف الإرادة هو الطاعة الكاملة لمشيئة الله, على الرَّغم مِمَّا في هذه المشيئة الإلهيَّة من مطالب صعبة, كالاستقامة, واحترام حقوق الآخرين, والصِدْق الكامل مع الناس, والنزاهة في النيَّة والعمل, والامتناع عن جَني المال بأساليب خدَّاعه , والقيام بأعمال البِرِّ والمحبَّة, وخِدْمة الضعفاء, ومؤازرة المحتاجين على قدْر الطاقة الشخصيَّة. فالمسيحي يخضع لإرادة الله خضوعَ الابن البارّ لإرادة أبيه المحبوب.

3- تقشُّف القلب

تقشُّف القلب هو نَبْذُ البغض والحقد وعواطف الانتقام, ورفضُ حُبِّ السيطرة على الآخرين, والامتناعُ عن الاستسلام إلى الحسد وأذى الناس, ومسامحةُ الأعداء والمُسيئين, على الرَّغم مِمَّا في ممارسة هذه المسامحة الصادقة من مشقَّة على النفس المجروحة بالإساءَة. فالمسيحي يسامح حُبَّاً ليسوع الغَفور المسامح.

4 - تقشُّف الجسد


تقشُّف الجسد هو الإِعراضُ الكامل والمستمرُّ عن تلبية النزوات الجسديَّة المُنْكَرة, وقمعُ الشهوات الفاسدة, على الرَّغم مِمَّا تقتضيه من المسيحي ممارسةُ فضيلة العفَّة من جَهْد الإرادة للحفاظ على سموِّ الأخلاق, ومن تحفُّظ خُلُقي في الأقوال والنظرات والتصرّفات, ومن احترام عميق لشريعة الله.

فإذا مارس المسيحي أعمال التقشُّف كلَّها بدقَّة وأمانة واستمرار, مع ما في ذلك من صعوبة ومشقَّة لبَّى دعوة يسوع إلى الموت الروحي, وكان كحبَّة الحنطة التي ماتت ودُفنت وأتت بحَبٍّ كثير.

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الدعوة الثانية هي الدعوة إلى التمتُّع بالحياة

قال يسوع : " مَنْ أبغَضَ حياتَهُ في هذا العالَمِ حَفِظَها للحياةِ الأبديّة." إن يسوع الذي يدعو المسيحي إلى الموت الروحي بمزاولة أعمال التقشُّف, يدعوه أيضاً إلى التمتُّع على مثاله بالحياة الإلهيّة على الأرض وبالسعادة الأبديّة في الآخرة.

1) إنه يدعوه إلى أن يحيا على الأرض حياة جديدة يتمتّع فيها بالنعمة المقدِّسة، والبُنوَّة الإلهيَّة, وسُكنى الروح القدس فيه، وذلك بفضل المعموديّة التي تجعله ينقاد للروح القدس. قال بولس الرسول: " إنَّ الذينَ ينقادونَ لروحِ اللهِ يكونونَ أَبناءَ اللهِ حقَّاً ." (رومة 8/14)

2) وإنه يدعوه أيضاً إلى أن يُعِدَّ نَفسَهُ لأن ينعمَ بحياة سعيدة في الآخرة. فإذا سلك المسيحي في هذه الدنيا سلوك حياة التقشُّف والتضحية, تشبَّه بيسوع وأصبح كحبَّة الحنطة التي وقعت في الأرض, وكان مصيرُه العيشَ الدائم السعيد لدى الله الآب في مقرِّ الحياة الأبدية.

فالمسيحي الذي كان في حياته الأرضيّة حبَّة الحِنطة فمات ودُفن، أيْ مارس التقشّف بما فيه من صعوبة ومشقّة تمتّع وهو على الأرض بالحياة الإلهيّة، وأعدَّ نفسه لأن يحظى بالسعادة الخالدة مع يسوع في السماء مدى الأبديّة.



التطبيق العملي



1- إن هذا المَثل الذي تحدَّث عن موت يسوع ودفنه وقيامته في سبيل خلاص البشريَّة وسعادتها الأبديَّة, دعوةٌ موجَّهة إليك لأن تقتدي به فتتحمّل على مثاله برضى ومحبّة التضحيات التي تصادفك في حياتك اليوميَّة.

إن التضحيات كثيرة, أهمُّها مقاومةُ الخطيئة وما فيها من إغراء وجاذبيَّة, وتتميمُ واجباتك اليوميّة, وممارسةُ الفضائل المسيحيَّة, والقيامُ بأعمال التقشُّف المذكورة مهما صَعُبَتْ عليك, ومؤازرةُ المشاريع الكنسيَّة في بيئتك.

2- ولا تنسَ أن التضحيةَ شعارُ الدين المسيحي. إنها الطريق القويم الذي سلكه الشهداء والقدِّيسون فوصلوا إلى الحياة الأبديَّة السعيدة. وإذا سلكت هذا الطريق, بنعمة الله وعزم إرادتك القويَّة, تصلُ أنت أيضاً إلى الحياة الممجَّدة مع يسوع الممجَّد.

3- إن يسوع الذي عرَف سموَّ التضحية, بل شِدَّتَها وصعوبتَها, لا يَدَعُ المؤمن الذي تحمَّلها إكراماً له, من دون مكافأَة. قال لتلاميذه الذين ضحَّوا بكل شيء في سبيله : " أَنتُم الذين تَبعتموني في جيلِ التجديد, تجلِسون على اثنَيْ عشَرَ عرشاً, وتَدينون أَسباطَ إسرائيل الإثنَيْ عشَر ."

(متى 19 / 27-29 )
 
قديم 22 - 10 - 2014, 04:40 PM   رقم المشاركة : ( 6614 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,905

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

مثل الخمر الجديدة والأوعية العتيقة

نصُّ الإنجيل
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
قالَ يسوع : " ما مِنْ أَحَدٍ يضَعُ خمْراً جديدةً في أَوْعيةٍ عتيقةٍ لِئَلاَّّ تَشُقَّ الخمْرُ الجديدةُ الأَوْعيةَ , فتَتْلَفَ الخمْرُ والأَوْعيةُ معاً . ولكنْ لِلْخَمْرِ الجديدةِ أَوعيةٌ جديدةٌ ." (مرقس 2/22 )


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الفكرة الأساسيَّة الواردة في هذا المثل

إن الفكرة الأساسيَّة الواردة في هذا المثل هي أن لا وفاقَ بين الدين المسيحي والفرائض اليهوديَّة. فالدين المسيحي خمرٌ جديدة, والفرائض اليهوديَّة أوعيةٌ عتيقة. والأوعية العتيقة لا يمكنها أن تحفظ الخمرة الجديدة من التلَف.

فمن أراد أن يضمَّ إلى الدين المسيحي الفرائض اليهوديَّة العتيقة ليكوِّن ديناً موحَّداً, أفسد الدين المسيحي وعرَّضه للتشويه والضَياع والتلَف. وإليكم إيضاح هذه الفكرة.


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لا وفاقَ بين الدين المسيحي والفرائض اليهوديَّة

لاحظ بعض الناس أن تلاميذ يوحنَّا المَعمدان وتلاميذ الفرِّيسيين يصومون كثيراً, فاعترضوا على يسوع قائلين: " لماذا يصومُ تلاميذُ يوحنَّا وتلاميذُ الفرِّيسيين, وتلاميذُُك لا يصومون ؟ " فأجاب: " أيَستَطيعُ أهلُ العُرسِ أن يصوموا والعَريسُ مَعَهُم ؟ "

لم يرفض يسوع الصومَ بهذا القول. فالصومُ يؤدِّي إلى التوبة. ولكنَّه لم يشأْ أن يفرضه على تلاميذه ما دام مقيماً بينهم. فإن وجوده بينهم يخلق في نفوسهم جوَّاً من الفرح الروحي, كالفرح الذي يُحدثه وجودُ العريس بين أهل العرس. فمتى ارتفع عنهم فحينئذٍ يصومون. (مرقس 2/18-20)

ولكنَّ يسوع لم يكتفِ بفكرة تأجيل الصوم إلى يوم انفصاله عن تلاميذه, بل انتقل إلى عَرْض فكرة أوسعَ منها عبَّرعنها بمثَل الخمر الجديدة والأوعية العتيقة, وهي أنه لن يفرض أبداً على تلاميذه وعلى المسيحيّين المحافظة على الفرائض اليهوديَّة, لأنه لا وفاقَ بينها وبين الدين المسيحي الجديد, كما أنه لا وفاقَ بين الخمر الجديدة والأوعية العتيقة. فما الدين المسيحي وما الفرائض اليهوديَّة


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
1- ما الدين المسيحي ؟

الدينُ المسيحي هو دينُ الوحي السماوي, والإيمان الحيّ, والنعمة الإلهيَّة الناجمة عن المعموديَّة وعن سُكنى الروح القدس في نفس الإنسان المعمَّد.

وهو دينُ المحبَّة والتقوى الحقَّة التي يغذِّيها يسوع نفسُهُ بكلامه, ومثَل حياته السامية, وإلهامات روحه القدُّوس, وأسراره السبعة المقدَّسة.

وهو دينُ الأخلاق الفاضلة, والطاعة لمشيئة الله, والممارسات الدينيَّة الصادقة.

وهو دينُ حَمْلِ الصليب اليومي الذي تضعُهُ يدُ الله على كاهلنا, فنحمله خاضعين لتدبيره الإلهي بثقة ومحبَّة, ونضمُّ آلامَنا إلى آلام يسوع المصلوب, فنكفِّر بها عن خطايانا الكثيرة التي أهانت جلال الله تعالى وعن خطايا الآخرين.


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
2- ما الفرائض اليهوديَّة ؟

الفرائض اليهوديَّة هي ممارسةُ الختان الجسدي, والامتناعُ عن أكل اللُّحوم التي تعتبرها نجسة, والقيامُ بالوضؤ قبل تناول الطعام, وغسلُ الكؤوس والأباريق والأوعية النحاسية والأَسِرَّة.

وهي النهيُ المطلق عن القيام بأيِّ عمل في يوم السبت, حتى وإنْ كان هدفُهُ خدمةَ الآخرين المحتاجين ومؤازرةَ المرضى والمتألِّمين.

وهي الاحتفالُ الخارجي بأعياد قوميَّة, لبعضها طابع تاريخي, كعيد الفصح اليهودي, ولبعضها طابع زراعي, كعيد العنصرة الشعبي.

الفرق بين الدين المسيحي والفرائض اليهوديَّة

إنَّ الفرق عظيم جداً بين الدين المسيحي والفرائض اليهوديَّة. ففي الدين المسيحي الروحُ والإيمان والمحبَّة, وفي الفرائض اليهوديّة الأعمالُ الجسديّة والمظاهر الخارجيَّة والأحكام البشريَّة.

فهل يُمكن أن يقوم الوفاق بين الروح والجسد ؟ وبين الإيمان الحيّ والمظاهر الجامدة و بين المحبَّة المتفانية والأحكام القاسية كلا.

حذارِ من جعل الدين المسيحي فرائض يهوديَّة

1- الدين المسيحي دين الإيمان والمحبَّة

إن الدينَ المسيحي دينُ الإيمان والمحبَّة. فليحذر المسيحي أن يطفئ في نفسه نور الإيمان وشُعلة المحبَّة بسلوك سيرة فاترة تتميَّز بالأنانية والانطوائيَّة واللاّمبالاة والتراخي في القيام بالواجبات الدينيَّة والعيش في جوٍّ مشحون بالخطيئة, وأَن يكتفي بالأعمال الخارجيَّة, وإلاَّ انقلب دينه المسيحي كالفرائض اليهوديَّة مجموعةً من الأحكام والمظاهر الفارغة العديمة الحياة.

2- الدين المسيحي دين الجهاد الروحي

إن المسيحي المؤمن والمُحبّ لا يكتفي بالممارسات الدينيَّة الخارجيَّة, بل يجاهد بقوّة وعزم في سبيل الحفاظ في قلبه على فضائل الإيمان والرَّجاء والمحبَّة, ولا يهدُر بالخطيئة جمال النعمة الإلهيَّة التي نالها بالمعموديَّة المقدَّسة, ولا يتوقَّف عن الانطلاقة الروحيَّة التي حظي بها بفضل سُكنى الروح القدس فيه, بل يقتدي بيسوع المثال الأعلى للفضائل كُلِّها. ومتى مارس الجِهاد الروحي بقيَ فيه الدينُ المسيحي حيَّاً فعَّالاً كالخمر الجديدة الفوَّارة التي تُفرِّح قلب الإنسان.

(مزمور 103/15)

التطبيق العملي

حافظْ في قلبك باستمرار على ما يطلُبه منك الدين المسيحي من جهادٍ روحيّ, وإيمان حيّ, ورجاء ثابت, ومحبَّة فعَّالة, وتضحية سخيَّة في بيئتك وكنيستك,


ولا تكتفِ بالأعمال الخارجيَّة التي لا تُنعشُها الحياة الروحيَّة. واطلُبْ من يسوع نعمة الثبات لتحافظ على مقاصدك وتبقى دوماً هيكلاًً مقدَّساً لسُكنى الروح القدس فيك.
 
قديم 22 - 10 - 2014, 04:43 PM   رقم المشاركة : ( 6615 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,905

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

مثل العذارى العشر
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نصُّ الإنجيل
مَثَلُ ملكُوتِ السَموات كمَثَلِ عَشْرِ عذارى أَخَذْنَ مصابيحَهُنَّ وخرجْنَ للقاءِ العريس . خمْسٌ مِنْهُنَّ عاقِلات , وخمْسٌ جاهِلات . فالجاهِلاتُ أَخَذْنَ مصابيحَهُنَّ ولم يأْخُذْنَ معَهُنَّ زيتاً . أَمَّا العاقِلاتُ فأْخَذْنَ معَ مصابيحِهنَّ زيتاً في آنيَتِهِنَّ . وأَبطأَ العريسُ فنَعَسْنَ جميعاً ونِمْنَ . وعِندَ نِصفِ الليل علا الصياحُ : " هُوَذا العريسُ قد أَقبَلَ . فاخرُجْنَ لِلِقائِه ." فقامت أُولئِك العذارى جميعاً وهيَّأْنَ مصابِيحَهُنَّ . فقالتِ الجاهِلاتُ للعاقِلاتِ : " أَعطِيننا مِنْ زيتِكُنَّ , فإنَّ مصابيحَنا تَنطَفئُ ." فأَجابتْ العاقِلاتُ : " لعلَّهُ غيرُ كافٍ لنا ولكُنَّ . فالأَولى أَن تذهبْنَ إلى الباعَةِ وتشترينَ لكُنَّ ." وبينما هُنَّ ذاهباتٌ ليشتَرينَ، وصَلَ العريسُ , فدخَلَتْ مَعَهُ المُستعِدَّاتُ إلى رَدْهَةِ العُرسِ, وأُغلِقَ البابُ . وجاءَتْ آخِرَ الأَمرِ سائِرُ العذارى فقُلنَ: " يا ربّ يا ربّ اِفتَحْ لنا." فأَجابَ :" الحقَّ أَقولُ لكُنَّ إِنِّي لا أَعرفُكُنَّ." فاسهروا إذاً لأَنَّكُمْ لا تعلمونَ اليومَ ولا الساعة." (متى 25/1-12 ).
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الفكرة الأساسيَّة الواردة في هذا المثل
إنَّ الفكرة الأساسيَّة الواردة في هذا المثل هي ضرورة وجود نور النعمة المقدِّسة في نفس المسيحي عند ساعة الموت ليدخل إلى الملكوت السماوي.
إنَّ يسوع الديَّان سيعود إلى العالم, مهما طالت المدَّة لعودته, وإنَّ الدينونة آتيةٌ لا محالة. فعلى المسيحيين أن يكونوا عقلاء, أيْ أن يستعدُّوا لمجيئه بسلوك الحياة الفاضلة, فيستقبلونه بعد موتهم ونفوسُهم تتلألأ بنور النعمة الإلهيَّة, ويدخلون معه دار العرس السماوي, ويتمتَّعون في حضرته بأفراح السعادة الأبديَّة. وإليكم إيضاح هذه الفكرة.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
عودة يسوع الديَّان إلى الأرض
إنَّ حياتنا, مهما طالت, ستنتهي بالموت. وبعد الموت الدينونة. وسنسمع في يوم الدينونة صوت الديّان يرحِّب بنا ويُدخلنا معه دار السعادة, أو يطردنا من أمامه ويغلق في وجوهنا باب الملكوت.
إنَّ الديَّان هو يسوع نفسه, عروس الكنيسة. إنَّه سيعود إلى الأرض ليدين الناس أجمعين. ولكنَّه لن يعود إلاَّ بعد أن يزول هذا العالم وينقضي هذا الدهر.
ولا أحد يعلم متى سينقضي الدهر ويضمحلُّ الكون, ويأتي يسوع, وتدقُّ ساعةُ الدينونة. إنَّه سرُّ الله الآب وحدَهُ.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
العذارى العَشْر يمثِّلن جماعة المسيحيين
إنَّ العذارى العَشْر, العاقلات والجاهلات, يمثِّلن جماعة المسيحيين العقلاء والجهلاء. فالعقلاء يموتون وهم في حالة البرارة, ويستقبلون يسوع الديَّان ونفوسهم مزيَّنة بنور النعمة الإلهيَّة. والجهلاء يموتون وهم في حالة الخطيئة, فلا يشتركون في استقبال يسوع لأنَّ نفوسهم مظلمة بظلام الإثم والشرّ.
فمن كانت نفوسهم متلألئة بنور النعمة كالمصابيح الموقدة التي كانت تحملها العذارى العاقلات, اشتركوا في عُرسِ يسوع في السماء مدى الأبديَّة. ومن كانت نفوسهم مظلمة بظلام الخطيئة كالمصابيح المنطفئة التي كانت تحملها العذارى الجاهلات, حُرِموا التمتُّعَ بعُرسِ المسيح, وكان الهلاك مآلهم.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
سلوك العذارى الجاهلات
إنَّ سلوك العذارى الجاهلات يُشير إلى سلوك فئة من المسيحيين الجهلاء الذين يتهاونون في العمل على خلاصهم الأبدي.
إنَّهم يعيشون في بدء حياتهم ومطلع شبابهم في حال النعمة. ثمَّ يُهملون القيام بالأعمال الصالحة ويستسلمون إلى ارتكاب الخطيئة, فتزول عنهم النعمة الإلهيَّة. ولكنَّهم لا يعبأون بفقدانها, ولا يتوبون إلى الله, فتنقضي حياتهم وهم محاطون بظلام الخطيئة. إنَّهم يتصرَّفون كالعذارى الجاهلات اللواتي كانت مصابحُهُنّ مُتّقِدة في بادئ الأمر ولكنهنّ لم يأخذن معهنَّ زيتاً فانطفأت مصابيحهنَّ عند مجيء العريس.
إنَّ سلوكَ العذارى الجاهلات إنذارٌ رهيب لهؤلاء المتهاونين في العمل على خلاصهم الأبدي. إنَّهم يُحرمون على غرارهنَّ من الدخول إلى قاعة العُرس, ومن الاشتراك في فرح عريس الكنيسة مدى الأبديَّة.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
سلوك العذارى العاقلات
ينتقد بعض المسيحيين سلوك العذارى العاقلات اللَّواتي رفضنَ أن يُعطينَ العذارى الجاهلات شيئاً من زيتهنَّ لاستقبال العريس, ويَصِفُونَهُنَّ بالأنانيَّة والإنطوائيَّة وحبِّ الذات المفرط.
إنَّ هذا الانتقاد لا يُبرَّر إطلاقاً. فإنَّ الزيت الموقَد هو رمز النعمة الإلهيَّة التي تستنير بها النفس البارَّة. والنعمة لا تتجزَّأ ولا يوهَب قسمٌ منها للآخرين. إنَّها نورٌ إلهيّ كامل, خاصّ بمن عاش عيشة التقوى والفضيلة وحبِّ الله. ولا إمكانيَّة لتقسيم النور وشطره. ولذلك قالت العذارى العاقلات للعذارى الجاهلات: " لعلَّهُ لا يَكفي لنا ولكُنَّ ."
قول العريس للعذارى الجاهلات
ويستغرب أيضاً بعضهم قول العريس الذي أغلق باب قاعة العُرس في وجوه العذارى الجاهلات اللَّواتي سعين في منتصف الليل للحصول على الزيت: " الحقَّ أَقولُ لكُنَّ . إِنِّي لا أَعرفُكُنَّ."
لا داعي للاستغراب, لأنَّ السعي للحصول على زيت نور النعمة لا يكون إلاَّ في هذه الحياة الدنيا. فهُنا, على الأرض, وقتُ العمل والجَهد والتقوى ومحبَّة الله. فمن مات محروماً من زيت النعمة بقي محروماً منه مدى الأبديَّة. والترجِّي لدخول السماء, والنفسُ ملطَّخةٌ بالخطيئة, لا يفتح للخاطئ باب السماء. فعبثاً يقول: "يا رب يا رب افتحْ لنا."
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ضرورة النعمة لدخول السماء
1- لن ندخل إلى قاعة العرس السماوي إلاَّ إذا كانت مصابيحنا موقدة, وقد استقبلنا بها الربَّ يسوع العريس الإلهي. فإنَّ قاعة السماء مفتوحة لمن هم في حال النعمة وحدَهم.
وإنَّنا لن نسمع صوت عريس الكنيسة يدعونا إلى أن نشترك في فرح عُرسه إلاَّ إذا عشنا في حال النعمة, وانتقلنا إلى الحياة الأخرى ونحن فيها.
2- إنَّ ما يجعل نفوسَنَا مسنتيرةً بنور النعمة هو سلوك الحياة التقيَّة المتَّصفة بممارسة الفضائل الإلهيَّة الثلاث, وهي الإيمان بالمسيح, والرجاء فيه, والمحبَّة لـه بصدقٍ وأمانةٍ وإخلاصٍ كامل. فإنَّ ممارسة هذه الفضائل تثبِّت فينا نعمة الله وتقوِّينا على العيش في نورها الإلهي.
التطبيق العملي
1- نحن كلُّنا مدعوُّون إلى أن نستقبل يسوع العريس الإلهي لندخل معه قاعة العُرس السماوي. فعلينا أن نحيا حياة الإيمان الوطيد والرجاء الثابت والمحبَّة الصادقة لنحافظ على النعمة الإلهيَّة التي قبلناها يومَ المعموديَّة.
2- إنَّ الدعوة الموجَّهة إلى كلِّ واحدٍ منَّا لاستقبال العريس الإلهي تقتضي منَّا أن نتفادى ارتكاب الخطيئة التي تُلاحقنا في مناسبات كثيرة من حياتنا. إنَّ شعورنا بضَعفنا البشري أمام هجمات الخطيئة العنيفة يدعونا إلى أن نلتجئ إلى مساعدة يسوع نفسه ليشدِّد قِوانا الروحيَّة على مقاومة التجارب والتغلُّب على الخطيئة.
3- إنَّ الوسائل الكبرى التي تمكِّننا من التغلُّب على الخطيئة هي ممارسةُ واجباتنا الدينيَّة بانتظام, وقبولُ الأسرار المقدَّسة, وإقامةُ الصلاة الفرديَّة والجماعيَّة بحرارةٍ وإيمان, والتحدُّثُ إلى الربِّ يسوع عريس النفس المسيحيَّة بحُبٍّ صادق, وخدمةُ الآخرين بمحبَّةٍ صادقة تجعلنا نخدم بها يسوع نفسه في شخص كُلِّ إنسان يحتاج إلى خِدمتنا.
 
قديم 22 - 10 - 2014, 04:45 PM   رقم المشاركة : ( 6616 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,905

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

مثل التينة المورقة
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

نصُّ الإنجيل

وبَيْنَما يسوع راجِعٌ إلى المدينةِ عِنْدَ الفَجرِ أَحسَّ بالجوع . فرأَى تينَةً عِنْدَ الطريقِ فذهبَ إِليها , فلم يجدْ عليها غَيْرَ الورق . فقالَ لها : " لا يَخرُجَنَّ مِنكِ ثَمَرٌ للأَبد ." فيَبِسَتِ التينَةُ مِنْ وَقتِها . فلمَّا رأَى التلاميذُ ذلِكَ تعجَّبوا وقالوا : " كيفَ يَبِسَتِ التينَةُ مِنْ وقتِها ؟ "


فأَجابَهُم يسوع : " الحقَّ أَقولُ لكُم : إنْ كانَ لكُم إيمانٌ ولم تشكُّوا , لا تفعلونَ ما فعلتُ بالتينةِ فحسبُ , بلْ كُنتُم إذا قُلتُم لهذا الجبل : قُمْ فاهبِطْ في البحرِ , يكونُ ذلِكَ . فكلُّ شيءٍ تطلُبونَهُ وأَنتُم تُصَلُّون بإيمانٍ تنالونَهُ ."

( متى 21/18-22 ).

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



الفكرة الأساسيَّة الواردة في هذا المثل

إنَّ الفكرة الأساسيَّة الواردة في هذا المثل هي أنَّه يجب أن تكون حياة المسيحي متَّصفة دوماً بالأعمال المثمرة التي تُرضي الله. فمن اكتفى بالمظاهر المسيحيَّة الخارجيَّة الفارغة من دون أن يقوم بأعمالٍ نافعة تنبع من الإيمان والصلاة والمحبَّة, حلَّت به لعنة يسوع, فجفَّت حياته الروحيَّة وهو لا يزال على الأرض, وانقلب هذا الجفاف الروحي وبالاً عليه في الحياة الأخرى. وإليكم إيضاح هذه الفكرة.

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



رضي يسوع بأن يجوع

ترك يسوع في الصباح الباكر قرية بيت عَنْيا القائمة في أعلى جبل الزيتون, وتوجَّه إلى الهيكل. وفي الطريق شعر بالجوع. فرأى شجرة تينٍ عند منحدر الجبل عليها ورقٌ غزير. فدنا منها لعلَّه يجد فيها ثمراً, فلم يجدْ.

لقد رضي يسوع بأن يجوع في ذلك الصباح لينضمَّ إلى ملايين الجياع في العالم الذين يعيشون محرومين, وليس لهم في غالب الأوقات طعام كافٍ يردُّ عنهم ألم الجوع الشديد.


لعن يسوع التينة المورقة

لمَّا رأى يسوع التينة لا تحمل ثمراً لعنَها وقال لها: " لا يخرُجنَّ منكِ ثمرٌ للأَبد ." نحن نتساءل لماذا لعنها يسوع مع أنَّه قد جاء إليها يطلب الثمر في شهر آذار, وهو ليس أوان حمل الثمر؟ ألم تكُن التينة بهذه اللَّعنة مظلومة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




لقد لعنها يسوع ليقول لنا أموراً ثلاثة:

1- لعنها ليقول: هكذا تحِلُّ برؤساء شعب إسرائيل لعنة الله. كان هؤلاء الرؤساء يعيشون من الناحية الدينيَّة في جوٍّ مشحون بالرياء والمظاهر الخارجيَّة, وأبرزها الاحتفالات المتلاحقة في الهيكل, والذبائح اليوميَّة صباحاً ومساءً, والأعياد الكثيرة, والطقوس الفخمة, والأناشيد الدينيَّة, والنفخ بالأبواق الفضيَّة, وإضرام النيران على عامودَيْ مدخل الهيكل. لذلك قال الله فيهم:


" إِنَّهم يُكرِمونَني بشفاهِهم . وأَمَّا قلوبُهم فبعيدةٌ عنِّي ." (مرقس 7/7)

إنَّهم كالتينة المورِقَة المزيَّنَة بالأوراق الخضراء التي لا تحمل ثمراً, لم يُقدِّموا لله ثمار الأعمال الصالحة بالتوبة وممارسة المحبَّة والصلاة النابعة من القلب المتعبِّد لله تعالى. إنَّهم اكتفوا بالمظاهر الخارجيَّة فاستحقُّوا لعنة الله كالتينة التي اكتفت بالأوراق فقط.

2- ولعنها ليقول للمسيحيين: لا تتشبَّهوا بالتينة. فإنَّها تُثمر في وقتٍ, وتنقطع عن حمل الثمر في وقتٍ آخر.

ينبغي لكم أن تُثمروا باستمرار, ومن دون انقطاع. ففي كلِّ لحظة من لحظات حياتكم, يجب أن تكونوا مثمرين بالأعمال الصالحة التي تُمجِّد الله وتقدِّس نفوسكم. فإذا توقَّفتم عن القيام بأعمال البِرِّ والصلاح في بعض أوقات حياتكم حلَّت بكم اللَّعنة التي حلَّت بالتينة المورقة.

3- ولعنها يسوع ليقول لنا: إنَّ الإيمان الحي بالله يصنع المعجزات. فمن كان له هذا الإيمان لا يلعن التينة فحسب ويجعلها تيبس على الفور, بل يقول للجبل الشامخ:

انتقل من مكانك, واذهب إلى الشاطئ, واهبِط في البحر, فينتقل من مكانه إلى الشاطئ ويهبِط في البحر. هذه هي قوَّة الإيمان الحيّ بالله تعالى, ذلك أنَّ قلوبنا قد ارتفعت فيها جِبالٌ من الخطايا وعلينا أن نهدمها.

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




هل المسيحي تينَةٌ مُورقة أم تينَةٌ مُثمرة؟

يجب على المسيحي أن يحاسب نفسه محاسبةً دقيقة, ويطَّلع على سلوكه وتصرُّفاته اطِّلاعاً وافياً ليعرف ما إذا كان تينةً مورقة أم تينةً مثمرة.

1- فإذا كان تينةً مورقة, عديمة الثمر, فينبغي له أن يرفع دُعاءَه إلى الله ليُرسل إليه كاهناً قدِّيساً أو صَديقاً تقيَّاً مُخْلِصاً يؤازره على أن يُصلح شأنه, فيعمل له ما عَمِله الكرَّام للتينة العقيمة التي مضى عليها ثلاث سنوات متوالية من دون أن تأتي بثمر.

فحفر حولها, وألقى على تُرابها سماداً وسقاها سِقاية منتظمة.(لوقا 13/6-8) فإن لم يأتِ بالأعمال الصالحة, مع كلِّ ما يُعطى من مؤازرة روحيَّة أخويَّة, كان مصيره اللَّعنة كمصير التينة التي لعنها يسوع فيبست من وقتها.

2- إنَّ يسوع الجائع يأتي إلى المسيحي ويطلب منه أن يُشبع قلبه الأقدس من أعمال البِرِّ والحبِّ الصافي. فعليه أن يُلبِّي طلب يسوع ويقدِّم له مائدة الأعمال الصالحة, فيبتعد عن مساوئ اللَّعنة الأبديَّة ويتمتَّع بالبركة السماويَّة سبب سعادته.

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



التطبيق العملي

1- قرأتَ مثل التينة المورقة غير المثمرة وعرفتَ مصيرها البائس. فاسألْ نفسك بكُلِّ صدق: هل أنت تينة مورقة أم تينة مثمرة؟ هل تكتفي بالمظاهر المسيحيَّة الخارجيَّة أم تقوم بالأعمال الصالحة؟ هل تمارس التقشُّف, وخدمة الآخرين, ومحاربة الخطيئة, وتتميم واجباتك الدينيَّة, وحفظ فضائل الإيمان والرجاء والمحبَّة؟

2- إنَّ القيام بالجهاد الروحي المتواصل لتكون حياتك مثمرة أمرٌ شاقٌّ. فاطلب إلى الله أن يمدَّك بالمعونة الإلهيَّة لتحيا حياة روحيَّة مزيَّنة بالثمار الدائمة التي تُرضي الله , وتجعلك من المجاهدين الذين تعتمد عليهم الكنيسة لنشر مبادئ الإيمان والأخلاق بين أبناء البيئة التي تعيش فيها.



 
قديم 22 - 10 - 2014, 04:47 PM   رقم المشاركة : ( 6617 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,905

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

مثل الأمناء
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

نصُّ الإنجيل

ذهبَ رجُلٌ شريفُ النَسَبِ إلى بلدٍ بعيدٍ ليحصُل على المُلْكِ ثمَّ يعود. فدعا عَشَرَةَ خُدَّامٍ لَهُ , وأَعطاهُم عَشَرَةَ أَمناء . وقالَ لهُم : " تاجِروا بِها إلى أَنْ أَعود ." وكانَ أَهلُ بلدِهِ يُبغِضونَهُ , فأَرسلوا وَفْداً في إِثْرِهِ يقولونَ : " لا نُريدُ هذا ملِكاً علينا ." فلمَّا رَجَعَ , بعدما حَصَلَ على المُلْكِ , أَمرَ بأَن يُدعى الخَدَمُ الذينَ أَعطاهُم المالَ , ليعلَمَ مكْسَبَ كُلٍّ مِنهُم . فمَثَلَ الأَوَّلُ أَمامَهُ وقالَ : " يا مولايَ , رَبِحَ مَنَاكَ عشَرَةَ أَمناء ." فقالَ لهُ : " أَحسَنتَ أَيُّها الخادِمُ الصالِح . كُنتَ أَميناً على القليل , فليكُنْ لكَ السُلطانُ على عَشْرِ مُدُن." وجاءَ الثاني فقالَ : " يا مولايَ , ربِحَ مَنَاكَ خمْسةَ أَمناء ." فقالَ لهذا أيضاً: " وأنتَ كُنْ على خَمْسِ مُدُن ." وجاءَ الآخَرُ فقال : " يا مولايَ , هُوَذا مَنَاكَ قد حَفِظتُهُ في مِنْديلٍ , لأَنِّي خِفتُكَ , فأَنتَ رجُلٌ شديدٌ تأْخُذُ ما لم تستودِعْ وتحصُدُ ما لم تزرَعْ ." فقالَ لهُ : " بكلامِ فمِكَ أَدينُكَ أَيُّها الخادِمُ الشرِّير . عَرَفتَني رَجُلاً شديداً , آخُذُ ما لم أَستودِعْ , وأَحصُدُ ما لم أَزرعْ . فلِماذا لم تَضَعْ مالي في بعضِ المصارِفِ ؟ وكُنْتُ في عودَتي أَسترُدُّهُ مع الفائِدة ."

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


ثمَّ قالَ للحاضرين : " خذُوا مِنهُ المَنا وأَعطوهُ صاحِبَ الأَمناءِ العَشَرة ." فقالوا لهُ : " يا مولانا , عِندَهُ عَشَرَةُ أَمناء ." أَقولُ لكُم : " كُلُّ مَنْ كانَ لهُ شيءٌٌ يُعطى . ومنْ ليسَ لهُ شيءٌ , يُنتَزَعُ مِنهُ حتَّى الذي لهُ . أَمَّا أَعدائي أُولئكَ الذين لم يُريدوني مَلِكاً عليهم , فأْتوا بهم إلى هُنا , واضرِبوا أَعناقهُم أَمامي ."

( لوقا 19/12-27 )

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



الفكرة الأساسيَّة الواردة في هذا المثل

إنَّ الفكرة الأساسيَّة الواردة في هذا المثل الذي يُشبه مثل الوزنات هي أنَّ الناس اليوم, بالنسبة إلى نشر ملكوت يسوع وتوطيده في العالم الحاضر, ثلاث فئات: فئة تُعادي يسوع وتسعى إلى إزالة ملكوته, وفئة تُناصره وتُجاهد في نشر اسمه في العالم, وفئة لا تُبالي به ولا تهتمُّ بتحقيق مطالبه.

فعندما يعود يسوع إلى الأرض كما عاد الملك إلى بلده في يوم الدينونة العامَّة, ويُحاسب الجميع على أعمالهم, يقضي على أعدائه الكفرة بالهلاك الأبدي, ويُكافئ مُناصريه المؤمنين بالسعادة الأبديَّة, ويجعل اللاّمبالين به وبمطالبه خارجَ الملكوت السماوي. وإليكم إيضاح هذه الفكرة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

من هذا الرجل الشريف النسَب؟

من قرأ هذا المثل وكان مطَّلعاً على تفاصيل تاريخ الملوك في أيَّام السيِّد المسيح, تبادر إلى ذهنه أنَّ يسوع كان يشير إلى أحداثٍ سياسيَّة جرت في زمنه.

فالرجل الشريف النسَب هو أركيلاوس بن هيرودس الكبير, أو هيرودس أنتيباس أخوه, وقد ذهب كِلاهُما, الواحد بعد الآخر, إلى رومة وتسلَّما المُلْكَ من الأمبراطور الروماني. إنَّنا لا نستبعد أن يكون سَفَرُ أحَدِ هذين المَلِكَين إلى رومة قد أوحى إلى يسوع فكرة ضرب مَثَلِ الأمناء.

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الرجل الشريف النسب هو يسوع نفسه

1- لم يتدخَّل يسوع قطّ في سياسة بلاده ولم يشأ أن يصف في مثله تصرُّف هذا الملك أو ذاك, خشيةَ أن يُنسب إليه موقفٌ سياسيٌّ معيَّن. فقد كان يرفض رفضاً قاطعاً أن يعتبره الناس مسيحاً سياسيَّاً تنحصر مَهَمَّتُهُ الأساسيَّة في محاربة الرومانيين المُستعمِرين, وطردهم من البلاد, وإعادة السلطة السياسيَّة إلى دولة إسرائيل. ولذلك فإنَّ لمثل الأمناء بُعداً روحيَّاً محضاً قد أراده يسوع, ولم يكن له أيُّ ارتباط بالناحية الأرضيَّة أو بالاتِّجاه السياسي الخاصّ ببلاده.

2- ولم يتحدَّث يسوع إلاَّ عن نفسه. فالرجل الشريف النسَب هو يسوع نفسُهُ. لقد اتَّخذ المُلْكَ من أبيه السماوي وأصبح مَلِكاً حقيقيَّاً. ولكنَّ مُلْكَهُ ليس مُلكاً أرضيَّاً, بل مُلْكَاً روحيَّاً. قال لبِيلاطس: " إنَّ مملكتي ليسَتْ مِنْ هذا العالم ." (يوحنا 18/36).

إنَّه ملكٌ روحيٌّ تمتدُّ مملكته لا على بقعةٍ محدَّدةٍ من الأرض, بل تشمل الكون كلَّه. وهو يملك على قلوب المؤمنين لا بقوَّة السلاح, بل بالرضى الشخصي, أيْ بالإيمان به والمحبَّة له والفرح الداخلي الذي يشعر به كلُّ من يعيش تحت لوائه السماوي.


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

موقف الناس من الرجل الشريف النسَب

ذكر المثل أنَّ الرجل الشريف النسَب دعا قَبْلَ أن يُسافر إلى بلدٍ بعيد لينال المُلك, عشَرَةً مِنْ خُدَّامه, وسلَّم كُلَّ واحدٍ منهم مَنَا واحداً وطلب منه أن يُتاجر به إلى أن يعود. والمَنَا كميَّة زهيدة من المال, تقلُّ قيمته عن عشرين دولاراً.

ففي أثناء سفره الطويل اتَّخذ الناس منه ثلاثة مواقف متباينة:

كان الموقف الأوَّل عدائيَّاً. لقد أرسل أعداؤه وفداً في إثْرِه يقول لإمبراطور رومة:" لا نُريد هذا مَلِكاً علينا ". فخذلهم الإمبراطور ونصَّبه ملِكاً, ولم يأبه لاحتجاجهم ومعارضتهم.

وكان الموقف الثاني أميناً ومُخلِصاً. لقد تاجر الخادِم الأوَّل بالمَنَا الذي تسلَّمه وربح عشرة أمناء. وكذلك الخادِم الثاني ربِح مَنَاه خمسة أمناء. وسلَّم كلٌّ منهما رِبحَهُ إلى الملك.

وكان الموقف الثالث متخاذلاً ووقحاً. فالخادِم الثالث لم يُتاجر بالمَنَا, بل لفَّه بمنديل وانتظر عودة سيِّده ليعيده إليه من دون أن يجهد نفسه ويُحقِّق الربح. ولمَّا حاسبه الملك عن تصرُّفه دفعته وقاحتُهُ إلى انتقاد سلوك سيِّده, وادَّعى أنَّه لم يتسلَّم منه الرأسمال الضروري الذي يؤمِّن له إمكانيَّة العمل. فنال جزاء تخاذله ووقاحته.



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

موقف الناس من يسوع الملك

إنَّ هذه المواقف الثلاثة نفسها قد اتَّخذها الناس ولا يزالون يتَّخذونها من يسوع الملك.

1- الموقف العدائي: وقف رؤساء اليهود من يسوع موقفاً عدائيَّاً. فقد رفضوا الإيمان به, وقاوموا تعليمه, وائْتمروا عليه وصلبوه.

إنَّ هذا الموقف العدائي يتَّخذه في كلِّ جيلٍ وفي كلِّ بلد المُلحدون والكُفَّار والأشرار المتمسِّكون بشرِّهم. إنَّهم يرفضون يسوع رفضاً قاطِعاً, ويريدون إزالته عن الوجود, ويسعون إلى إبادة كنيسته من هذا العالم.

2- الموقف الأمين المُخلص: إنَّ هذا الموقف قد وقفه رسل يسوع الأوفياء, ويتَّخذه المسيحيُّون الأتقياء, والمُرسَلون النشيطون الذين يعملون من دون هوادة على نشر اسمه وكنيسته في العالم, فيضحُّون براحتهم وصحَّتهم, وأحياناً بحياتهم, في سبيل هداية الناس وفتح باب ملكوته السعيد في وجوههم.

3- الموقف المتخاذل الوقح: إنَّ هذا الموقف يَقِفُهُ المسيحيُّون الخاطئون الذين يستسلمون إلى اللاّمبالاة وعدم القيام بواجباتهم الدينيَّة عن تهاملٍ وكسل, ويعيشون في الخطيئة, وينتقدون تدبير الله وحكمته انتقاداً مرّاً.


فيدَّعون أنَّ الله يُهملهم ولا يُساند أعمالهم الشخصيّة بأيَّة مؤازرةٍ فعليَّة. ولذلك فإنَّهم يقضون حياتهم وكأنَّهم غيرُ مسيحيين, فلا يعبأون بتحقيق مطالب يسوع في مجالات الإيمان وعمل الخير والممارسة الدينيَّة واستثمار مواهبهم الروحيَّة في سبيل تمجيد اسمه ونشر ملكوته.

الملك يُكافئ ويُعاقب

عاد الملك إلى مملكته بعد سفره الطويل ودعا خُدَّامه وحاسبهم. فكافأ الخادِمَيْن الأوَّل والثاني مكافأةً رفيعةَ المقام. فنصَّب الأوَّل والياً على عشْر مدن, ونصَّب الثاني على خمْس مدن.

أمَّا الخادم الثالث المتخاذل والوقح فاسترجع منه المَنَا الذي سلَّمه إيَّاه, وأعطاه للعبد الأمين المُخلص صاحب الأمناء العشَرة, ثمَّ عاقبه. ولم يكتفِ بأنَّه لم يُسنِد إليه أيَّة مَهَمَّةٍ جديدة في الدولة, بل نزع عنه كُلَّ ما كان يملكه من مال أو يتصوَّر أنَّه يملكه, حتى إنَّه أصبح فارغ اليدَيْن تماماً أمام سيِّده.

وأمَّا الأعداء الذين رفضوا أن يملك عليهم فأنزل بهم حُكم الإعدام. وكان هذا الحُكم شديداً للغاية حتّى إِنَّه أمر بأن يُنفَّذ فيهم فوراً وفي حضرته.

يسوع الملك يُكافئ ويُعاقب

سيعود يسوع الملك إلى الأرض عند انقضاء الدهر كما عاد الملك من سفره, ويُحاسب الناس على مواقفهم وأعمالهم كما حاسب الملك خُدَّامه وأعداءه.

1- فمن كانوا أُمَنَاء له وقاموا بواجباتهم الدينيَّة بإخلاصٍ وتضحية ومحبَّة, واستثمروا نِعَم الله في سبيل تقديس نفوسهم ونفوس الآخرين وتوطيد مُلكِهِ في العالم, كافأهم المكافأة السنيَّة في ملكوت السماء, وأشركهم معه في ملكه الأبدي, فأصبحوا على مثاله ملوكاً:

" أَنتُم الذين تَبعتموني في عهدِ التجديد , متى جلَسَ ابنُ الإِنسانِ على عرْشِ مجْدِه , تجلِسونَ أَنتُم أَيضاً على اثنَيْ عشَرَ عرشاً , وتَدينونَ أَسباطَ إِسرائيل الإِثنَيْ عَشَر ."

( متى 19/28 ).


2- ومن كانوا متخاذلين ولم يقوموا بواجباتهم الدينيَّة, ولم يستثمروا مواهب الله, وعاشوا حياة الخمول والإهمال والخطيئة مُدَّعين أنَّ الله لا يُساندهم بمؤازرته نَزَعَ عنهم النعمة الإلهيَّة التي تؤهِّلهم للدخول إلى ملكوت السماء وجعلهم خارج الملكوت، وقال لهم ما قاله للعذارى الجاهلات المتوانيات اللواتي لم يستقبلن العريس: " الحقَّ أَقولُ لكُنَّ إِنِّي لا أَعرِفُكُنَّ ."

(متى 25/11)


3- وأمَّا من أظهروا له العداوة في تصرّفهم وسلوكهم, بالإلحاد المتجبِّر أو التمسُّك بالمعاصي, فإنَّه يُعاقبهم كما عاقب الملك أعداءه أشدَّ العقاب في يوم الدينونة ويقول لهم: " إِذهَبوا عنِّي يا ملاعِينُ إلى النارِ الأَبديَّة ."

( متى 25/41)


التطبيق العملي





1- يسوع ملكنا يطلب منَّا أن نتاجر بموهبة النعمة التي منحنا إيَّاها. وأجدى وسيلة للتجارة بها ممارسةُ المحبَّة. فالمسيحي الذي يعيش حياة المحبَّة هو الخادم الأمين ليسوع الملك. فكن خادماً أميناً ليسوع في إظهار محبَّتك لله وللآخرين.
2- لقد وعدت يسوع يومَ معموديَّتك بوساطة العرَّاب بأن تناصر يسوع وتعمل على نشر ملكوته, وقد أصبحت اليوم واعياً, فلا تتراجعْ عن وعدك, وجاهدْ في سبيل اسم يسوع تنَلْ المكافأة الجزيلة الثمن, وهي مكافأة أبديَّة.
 
قديم 22 - 10 - 2014, 04:51 PM   رقم المشاركة : ( 6618 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,905

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

مثل الزارع
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

(تعليمي)

نصُّ الإنجيل

هُوَذا الزارعُ قدْ خرَجَ لِيزْرَعَ. وَبَيْنَما هُوَ يَزرَعُ وَقََعَ بعضُ الحَبِّ على جانِبِ الطريق . فجاءَتِ الطيورُ فالتَقَطتْهُ . ووَقَعَ بعضُهُ الآخرُ على أَرضٍ رَقيقةِ التُرابِ, فنَبتَ مِنْ وقتِهِ لأَنَّ ترابَهُ لم يَكُنْ عميقاً . فلمَّا أَشرَقتِ الشمسُ احتَرَق, ولم يَكُنْ لهُ أَصْلٌ فيَبِس.

ومِنهُ ما وَقَعَ على الشَّوْكِ فارتَفعَ الشَّوْكُ فخَنَقَهُ. ومِنهُ ما وَقَعَ على الأَرضِ الطيِّبَةِ. فأَعطى بَعضُهُ مِئةً, وبَعضُهُ سِتّين, وبَعضُهُ ثلاثين.

(متى 13/3-9)

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




الفكرة الأساسَّية الواردة في هذا المثل

إنَّ الفكرة الأساسيَّة الواردة في هذا المثل هي أنَّ يسوع ابن الله يزرع كلام الله في قلب الإنسان كما يزرع الزارعُ الحَبَّ في قلب الأرض. وكما أنَّ الأرض على أنواع مختلفة, فكذلك قلبُ الإنسان. فهناك القلبُ الطائش, والقلبُ السطحي, والقلبُ المختنق بهموم الحياة الدنيا, والقلبُ الطيِّب.


وهذا القلبُ الطيِّب يثمر وحدَهُ ثماراً تدوم للحياة الأبديَّة. ولكن هذه الثمار ليست كلُّها على قدْر واحد,ٍ بل متفاوتة الكميَّة. وإليكم إيضاح هذه الفكرة.

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



الزارع هو يسوع نفسُهُ

جاء يسوع إلى الأرض ليفتدي الناس ويعلِّمهم التعليم الديني القويم وينشر في العالم ملكوت الله. فكان يتجوَّل في أرض فلسطين, ويزرع كلام الله في قلوبهم مِثْلَ الزارع الذي يتجوَّل في حقله وهو يزرع الحَبَّ في قلب الأرض.

وما هو الكلام الذي يزرعه يسوع في قلب الإنسان؟ إنَّه على نوعَيْن وهما : كلامُ الله الموحى إلى البشريَّة كلِّها, وكلامُ الله الخاصُّ الموجَّه إلى المسيحي الفرد.

الزرع هو كلام الله الموحى إلى البشريَّة كلِّها

الزرع هو الكلام الذي أوحاه الله إلى البشريَّة كلِّها بوساطة الأنبياء القدِّيسين, ثمَّ بوساطة ابنه الأوحد يسوع المسيح, وهو مكتوبٌ في الكتب المقدَّسة, ولا سيَّما في الأنَاجيل الأربعة التي كتَبها الإنجيليُّون متَّى ومرقس ولوقا ويوحنَّا, وفي الرسائل الإحدى والعشرين التي كتبها الرسل القدِّيسون, وأشهرُها رسائل بولس الرسول إلى المسيحيين الأوَّلين. وقد تسلَّمت الكنيسةُ كلام الله الموحى, وهي تحافظ عليه بكلِّ عناية و دقَّة وأَمانة, وتنشره في العالم بين الناس ليهتدوا به إلى الإيمان القويم.

إن هذا الكلام الموحى إلى البشرية يزرعُهُ يسوع في قلب الإنسان.

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




الزرع هو كلام الله الخاصُّ بالفرد

لا يكتفي يسوع بأن يزرع في قلوبنا الكلام الذي أوحاه الله إلى البشرية كلها، بل يزرع أيضاً في قلب كلّ واحد منّا بمفرده كلاماً خاصَّاً به يناسب وضعه الديني وحاجته الروحيَّة. ويستخدم يسوع ليزرع هذا الكلام طُرُقاً وأساليبَ متعدِّدة، منها:

- إنَّه يهمِس في قلبه فكرةً روحيَّةً صالحة هَمْساً داخليَّاً لطيفاً ليبعدَه في أثناء التجربة عن الشرِّ وارتكاب الخطيئة, ويقودَه إلى عمل الخير وممارسة الفضيلة. ونسمّي هذا الهَمْس الداخلي "صوت الضمير" وهو في الحقيقة صوت يسوع الإله فيه.

- إنَّه يقدِّم له نصيحةً روحيَّةً ملائمة بوساطة إرشاد والد تقيّ, أو توجيه كاهن فاضل, أو قول صَديق مُخْلص. وهذه النصيحة تردُّه عن الشرّ, وتقوِّي فيه الإيمان, وتقوِّم لدَيْه الأخلاق, وتدفعه إلى أن يعيش وَفْقَ أوامر الله ووصاياه.

- وإنَّه يهيِّئ له الإطلاع على قدوة صالحـة تظهر في سلوك صديـق أمين, فتكون لـه هذه القدوة مثلاًً ونوراً وهدايةً في حياته الروحيَّة, وتحمله على أن يرتدع عن الخطيئة و يسير في طريق الخير والفضيلة والطاعة لإرادة الله تعالى.

- وإنَّه يسمح أحياناً بأن تنتابَهُ مِحنةٌ جسديَّة أو ماديَّة أو روحيَّة فتهزُّه هزَّاً روحيَّاً قويَّاً وتُعيده إلى طريق الصواب في تفكيره الديني وتصرُّفاته الخُلُقيَّة.

وهناك أساليب أخرى خفيَّة لا حصر لها يكلِّم يسوع بها المسيحي ليوطِّد في قلبه الإيمان, وينعش في نفسه حُبَّ الفضيلة, ويحبِّب إليه الإقبال على الأعمال الصالحة. وهذا الكلام الخاصّ بالفرد هو كلام الله بالمعنى المجازي لا المعنى الحصري.

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لأرض هي قلب الإنسان

إنَّ الأرض التي يقع فيها كلام الله هي قلب الإنسان. وهناك مجموعتان من القلوب

المجموعة الأُولى: تتألَّف المجموعة الأُولى من القلب الطائش, والقلب السطحي, والقلب المختنق بهموم الحياة الدنيا. وإليكم كلمة على كلٍّ من هذه القلوب:



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

1- القلب الطائش

إنَّ جانب الطريق الذي وقع فيه بعضُ الحَبِّ وأكلته الطيور هو القلب الطائش. إنَّه قلب المسيحي الذي يسمع من يسوع في الإنجيل كلام الله ولكنّه لا يفكِّر فيه ولا يتأمَّل في معانيه, بل يعيش لاهياً عنه, وعن واجباته الروحيَّة, وعن آخرته الأبديَّة.

إنَّ هذا الطيش الروحي يفسح للشيطان المجال لأن يهبِط على هذا القلب, فيلتقط ما قد زُرع فيه من إيمان وأخلاق وعادات قويمة, فتنقلب حياة الإنسان الطائش فارغةً دينيَّاً, بل ملوَّثةً بالخطايا, فلا يحمل معه إلى الأبديَّة أيَّ عمل صالح يشفع فيه يومَ الدينونة.

2- القلب السطحي

إنَّ الأرض الحَجِرة التي وقع فيها بعضُ الحَب ِّ فنما بسرعة ثم يَبِس هي القلبُ السطحي. إنَّ هذا القلب يشبه الأرضَ التي ينتشر على وجهها ترابٌ رقيق يخفي تحته الصخرَ القاسي, فلا تتعمَّق في هذا القلب أقوال الله, لأنَّها تصطدم بقساوته وجفافه فلا تنمو روحيَّاً, بل تيبَس بسرعة وتموت, فيفارق صاحب هذا القلب الحياة الدنيا من دون أن يكون قد أتى بأعمال صالحة تفيده للحياة الأبديَّة.

3- القلب المختنق بهموم الحياة الدنيا

إنَّ الأرض الشائكة التي وقع فيها بعضُ الحَبِّ هي القلبُ المختنق "بهموم الحياة الدنيا وغِناها وملذَّاتها." إنَّ صاحب هذا القلب كان في أيَّام صباه مسيحياً تقيَّاً, ولكنَّ نداءات العالم الفاسد انهالت عليه بكثرة, وأحاطت بقلبه, فلم يقاومْها, بل أصغى إليها, فنمت وأصبحت أشواكاً كثيفة حادَّة خنقت كلام الله الذي زُرع فيه, فقضى حياته من دون أن يحمل معه عند الموت أعمالاً بارَّة .

المجوعة الثانية: التي تحدَّث عنها يسوع مؤلَّفة من القلوب الطيِّبة التي قبلت كلام الله, ولكنْ على درجات متفاوتة. فهي:

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

1 - القلب الذي أثمرت فيه الحبَّة مئة حبَّة

إنَّ هذا القلب هو قلب المسيحي الصادق الذي أحبَّ الله حُبَّاً صافياً, وبقي ثابتاً على حُبِّه وإيمانه وتقواه, على الرَّغم من كلِّ التجارب والمِحَن والاضطهادات التي انتابته. وكانت حياته ملأى بالأعمال الفاضلة طاعةً لله وحبَّاً لإخوته البشر المحتاجين. فكانت كالحبَّة التي وقعت في الأرض وأثمرت مئة حبَّة, ففتحتْ له أبواب الحياة الأبديَّة. إنَّ هذا القلب المُحبّ هو أفضلُ القلوب وأقربُها إلى الله, إذْ إنَّ صاحبه قد فسح المجال لنموّ كلام الله فيه, وخضع خضوعاً كاملاً لإرادته تعالى تمجيداً لاسمِهِ القدُّوس واقتداءً بالربِّ يسوع الذي مجّد أباه السماوي طَوال حياته. (يوحنا 17/4)

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

2- القلب الذي أثمرت فيه الحبَّة ستِّين حبَّة

إنَّ هذا القلب هو قلب المسيحي الصالح الذي قَبِلَ زَرْعَ كلام الله بتقوى. ولكنَّ الضَعف البشري كان يستولي عليه حيناً بعد حين, فيتراخى في القيام بواجباته الدينيَّة. ثم لا يلبث أن يشعر بخطئه, فيندم عليه الندامة الصادقة, ويعود إلى حبِّ الله وإلى السلوك القويم. فكانت حياته متأَرجحةً بين السقوط والنهوض, فأعطت كالحبَّة الواحدة ستِّين حبَّة.

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

3- القلب الذي أثمرت فيه الحبَّة ثلاثين حبَّة

إن هذا القلب هو قلب المسيحي صاحب الرغبات الصالحة, الذي نُسجت حياته بخيوط بيضاء وسوداء, وتوالت أيامُهُ على الأرض بين الأمانة لكلام الله الذي زُرع فيه والاستسلام إلى إغراء العالم, فكثرت خطاياه. ولكنَّه تاب إلى ربّه وندم على ما فعل من الذنوب. فتوفي وفي يدَيْهِ ثلاثون حبَّة مقابل الحبَّة التي زُرعت في قلبه, فكافأه الله المكافأة العادلة التي يستحقُّها, وذلك على قدْر جَهدِهِ الروحي الذي بذله للعودة إلى الله بالتوبة الصادقة.

التطبيق العملي



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

1- إنَّ هذا المثل يطرح عليك الأسئلة التالية: مِنْ أيِّ نوع قلبُك؟ أهو قلب طائش؟ أم سطحي؟ أم مختنق بهموم الحياة الدنيا؟ أم قلب طيِّب؟

إذا كان قلبك طيِّباً وأرجو الله أن يكون طيِّباً فما هو قدْر طيبة قلبك؟ أهو قلب مستسلمٌ كلِّياً إلى الله ؟ أم متردِّدٌ بين أوامر الله ورغبات الدنيا؟ أم ميَّالٌ إلى الدنيا أكثر مِمَّا هو ميَّالٌ إلى الله؟ أجبْ عن هذه الأسئلة بصراحة.

2- إنَّك ولا شكَّ مطَّلع على سيرة بعض القدِّيسين الذين أحبُّوا الله حُبَّاً لا تردُّدَ فيه - كالقدّيس انطونيوس أبي الرهبان، والقدّيسة ريتّا، والقديسة تريزيا الطفل يسوع، والقديس شربل - فنما كلام الله الذي زُرِعَ في قلوبهم نموّاً رائعاً. فتمثَّلْ بحياتهم واقتدِ بحُبِّهم وفضائلهم. ولاحظْ أنَّهم جميعاً عاشوا حياة التأمُّل والصلاة وتحمُّل آلام الحياة بالاشتراك مع آلام يسوع وحُبَّاً له. 3- ثمَّ التجئْ إلى نعمة الرب بالصلاة الحارَّة وأعمال التقشُّف, واطلبْ من يسوع أن يجعل قلبك طيِّباً يثمر لا ثلاثين ولا ستِّين حبَّة فقط, بل مئة حبَّة مقابل الحبَّة الواحدة, فتمجِّد الله بطيبة قلبك الصافي أفضلَ تمجيد, وتنال المقام السامي في مقرِّ الحياة الأبديَّة.

 
قديم 23 - 10 - 2014, 03:37 PM   رقم المشاركة : ( 6619 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,905

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الملاك الحارس
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تعلّم الكنيسة الكاثوليكية أن الملائكة ترسل لحراسة البشر. وتعليمها هذا عقيدة ايمانية يجب على كل مؤمن ان يتمسك بها معتقداً أن لكل من المؤمنيين ملاكاً يقوم بحراسته. واعتقاد الكنيسة هذا قائم، منذ صدر المسيحية. قد أثبته آباء الكنيسة وعلماؤها استناداً الى الكتاب المقدس. وقد أثبت القديس توما اللاهوتي أنَّ لكل انسان ملاكاً حارساً يقيه الاضرار الروحية والجسدية.
لاجل ذلك رسمت الكنيسة عيداً معيّناً للملاك الحارس لتحرضنا على الشكر لله تعالى الذي أقام ملاكاً لحراستنا، فعلينا ان نكرمه لاهتمامه بنا ونعمل بحسب الهاماته الخلاصية، ونطلب شفاعته متذكرين انه يراقب جميع اعمالنا الخفية والظاهرة. وبمَا انه قدير لدى الله، فيساعدنا لنحيد عن الشر ونصنع الخير. قدّرنا الله على تمجيد اسمه القدوس، بشفاعة ملاكنا الحارس. آمين.
 
قديم 23 - 10 - 2014, 03:38 PM   رقم المشاركة : ( 6620 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,905

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

صلوات للملاك الحارس
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
- أيها الملاك الذي شدّد سيدنا يسوع المسيح، تعال وشدّدنا نحن أيضًا،

تعال بحقك ولا تبطئ.
- أيها الملاك الحارس، يا حارس نفسي المجيد،

أنتَ الساطع في السماء الجميلة كشعلة وديعة نقيّة بالقرب من عرش الأزلي،

أنتَ تنـزل إلى الأرض لأجلي،

وإذ تنيرني بسناكَ أيّها الملاك الجميل تصبح أخي، ومعزِّيَّ، وصديقي!...
"القديسة تريزيا الطفل يسوع".
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يا ملاك الله المتقلّد حراستي بنعمة من الجودة الإلهيّة،
أسألك أن تنيرني، وتحرسني، وترشدني، وتسوسني. آمين.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يا ملاكي، يا حارسي، إجعلني أحيا دائمًا بحسب إرادة الله. آمين
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يا رب، يا من من خلال رعايتك الإلهية الرائعة تكرمت علينا بارسال الملائكة القديسين لحراستنا، أنعم على الذين يبتهلون إليك أن يكونوا دائماً تحت حمايتهم، وأن ينعموا إلى الأبد بمرافقتهم.
(مقتبس من قداس الملائكة الحرّاس – الطقس اللاتيني)
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ايها الملاك القديس الملازم نفسي الشقيه وحياتي الذليله لا تهملني انا الخاطئ، ولا تبتعد عني بسبب اسرافي وتبذخي، ولا تعطي فرصه للشيطان الشرير لكي يسود باقتدارة على جسدي هذا المائت . بل امسك بيدي الشقيه المسترخيه واهدني الى طريق الخلاص. نعم با ملاك الله القديس الحارس والساتر نفسي الشقيه وجسدي. سامحني بكل ما احزنتك به جميع ايام حياتي. وان كنت قد اخطات في نهاري اليوم فكن انت ساترا لي في هذه الليله، واحظني من جميع حيل المعاند، لكي لا اسخط الله بخطيئه من الخطايا. وتشفع من اجلي الى الرب ليثبتني في مخافته ويجعلني لصلاحه عبدا مستحقا، آمين
(صلاة النوم الصغرى - طقس ارثوذكسي)
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 12:18 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024