25 - 01 - 2013, 03:24 PM | رقم المشاركة : ( 651 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
646 - الهك غني ، غني ٌ جدا . خزائن السماوات حافلة ٌ بكل البركات . الله قادر ٌ قوي ، كل ما شاء صنع وكل ما قال فعل . وانت وانا وكل ابن لله له كل ما لله ، خزائن السماء وكنوز الارض " وَمَهْمَا سَأَلْتُمْ بِاسْمِي فَذلِكَ أَفْعَلُهُ " ( يوحنا 14 : 13 ) هل تؤمن بذلك ؟ هل تؤمن ؟ اطلب لنفسك آية من الرب الهك ، عمّق طلبك أو رفّعه ُ الى فوق " اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَا طَلَبْتُمْ مِنَ الآبِ بِاسْمِي يُعْطِيكُمْ . إِلَى الآنَ لَمْ تَطْلُبُوا شَيْئًا بِاسْمِي. اُطْلُبُوا تَأْخُذُوا، لِيَكُونَ فَرَحُكُمْ كَامِلاً." أترى ؟ الله غني وغناه كله في متناول يدك ، اطلب ما شئت ، أطلب . هو قادر ٌ أن ينفذ طلبتك مهما عظمت ، حلّق بايمانك واطلب وطالب بما تشاء . كل ما تراه بالايمان هو لك . بوسع الله ان يهبك اياه . ارفع عينيك ، وسّع خيالك ، ثقّل طلباتك الزمنية والروحية . أقترب من الله ، ثق في كلمته ، اعتمد على امانته واطلب تنل . . خرج ابراهيم ولوط وسارا في الارض معا ً ، وحدثت مخاصمة بين رعاة ابراهيم ورعاة لوط . تشاحن الرعاة وهدد سلام الشركة بينهما فقال ابراهيم : " لاَ تَكُنْ مُخَاصَمَةٌ بَيْنِي وَبَيْنَكَ، وَبَيْنَ رُعَاتِي وَرُعَاتِكَ، لأَنَّنَا نَحْنُ أَخَوَانِ. أَلَيْسَتْ كُلُّ الأَرْضِ أَمَامَكَ؟ اعْتَزِلْ عَنِّي. إِنْ ذَهَبْتَ شِمَالاً فَأَنَا يَمِينًا ، وَإِنْ يَمِينًا فَأَنَا شِمَالاً." ( تكوين 13 : 8 – 9 ) واختار لوط الارض الخضراء الخصبة وارتحل شرقا ً وقبل ابراهيم ارض كنعان وارتحل اليها . وبعد ان ذهب لوط قال الرب لابراهيم : " ارْفَعْ عَيْنَيْكَ وَانْظُرْ مِنَ الْمَوْضِعِ الَّذِي أَنْتَ فِيهِ شِمَالاً وَجَنُوبًا وَشَرْقًا وَغَرْبًا ،لأَنَّ جَمِيعَ الأَرْضِ الَّتِي أَنْتَ تَرَى لَكَ أُعْطِيهَا وَلِنَسْلِكَ إِلَى الأَبَدِ " كل الارض لا اليمين او الشمال فقط كما قال ابراهيم للوط ، بل كل الارض، كل الارض من جميع الاتجاهات اعطاها الله لابراهيم . هكذا الله يعطيك كل ما تستطيع ان تتخيله وتراه بعين ايمانك . احيانا ً نقلل من حجم الله حين نقلل من حجم طلباتنا منه . الله عظيم ، الأعظم . اجعل طلباتك عظيمة ، اعظم الطلبات . لا تهتم بما تأكل أو بما تشرب ، الأكل كله حولك ، الشراب كله حولك . الله يدبراكل الاسد ويدبر طعام النملة . الله يوفر شراب الفيل ويوفرشراب العصفور . اطلب ما هو اعظم ، اطلب ملكوت الله وهذه جميعها تزاد وتضاف وتُعطى لك .
|
||||
25 - 01 - 2013, 03:25 PM | رقم المشاركة : ( 652 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
647 - يقول الرب : يا ابني ليس من الضروري أن تعرف الكثير لتدخل السرور الى نفسي ، يكفي ان تحبني كثيرا ً . تعال وتحدث معي كما تتحدث مع امك عندما تضمك الى صدرها . هل عندك ما تريد ان تصلي لأجله ؟ كرر علي اسماء اقربائك واصدقائك وقل لي ما يحتاجون . اطلب كثيرا ً فاني احب النفوس السخية في الطلب التي تنسى نفسها في سبيل الآخرين . اخبرني عن الخطاة الذين يسرك ان اخلصهم ، عن المرضى الذين يقاسون الآلام ، وتذكر بأني وعدت بأن اسمع كل الصلوات الصادرة من القلب .
يا ابني هل توجد بركات ٌ ونِعم ٌ تسألها لنفسك ؟ أو اخبرني كم انت محب ٌ للتفاخر أو كم انت حساس ٌ أو كسول ٌ لا هم لك الا التفكير بنفسك .. اسألني لأعطيك الغلبة على هذه الخطايا ولا تخجل فإن عندي في السماء قديسين كثيرين كانت لهم نفس هذه الاخطاء وصلوا لأجلها . يا ابني ماذا تريد اليوم ؟ . كم انا متشوق أن اصنع لك خيرا ً ، فهل لديك مشروعات خاصة ؟ ضعها كلها امامي . اخبرني عن مواضيع اهتمامك وعن الدوافع التي تواجهك وعن الوسائل التي تريد استخدامها وسأجعل لك كل الظروف التي اراها لازمة لك ، فكن هادئا ً . يا ابني هل لديك بعض المخاوف التي تعذبك ؟ سلّم نفسك بالكامل لعنايتي ... أنا الله الموجود ، أنا الكل في الكل ، لا اتركك . هل حولك من البعض الذين اصبحوا اقل عطفا ً عليك أو أقل حبا ً ؟ صلي الي ّ ذاكرا ً اياهم وانا اضمن عودتهم اليك . أليس لديك افراح ٌ تريد ان تخبرني بها ؟ لماذا لا تجعلني اشاركك في سعادتك ؟ هل لديك تعهدات تقدمها لي ؟ أنا استطيع ان اقرأ اعماق قلبك فكن مخلصا ً في تعهداتك . حسنا ً يا ابني اذهب الآن واستمر في عملك . كن صامتا ً ومتواضعا ً خاضعا ً شفوقا ً وتعال في الغد وقدم لي قلبا ً أكثر حبا ً واكثر تكريسا ً ، وغدا ً ستجد عندي الكثير من البركات . |
||||
27 - 01 - 2013, 08:41 PM | رقم المشاركة : ( 653 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
648 - أمر الرب يشوع ان يعبر مع الشعب للحرب الى عربات اريحا . وكان نهر الاردن العظيم فاصلا ً بين الشعب وبين اريحا . لا بد من عبور النهر وعبور الشعب كله في النهر مستحيل . مياه النهر عميقة ، تياراته قوية ، المياه تنحدر من اعلى تكتسح كل شيء ، لكن يشوع كان يعرف الهه جيدا ً وعبر بقوته بحر سوف . وكلم الرب يشوع وكلفه بأن يجعل الكهنة يحملون تابوت الرب على اكتافهم ويتقدمون وهم يحملون التابوت امام الشعب الى نهر الاردن . وقال يشوع للشعب : " تَقَدَّسُوا لأَنَّ الرَّبَّ يَعْمَلُ غَدًا فِي وَسَطِكُمْ عَجَائِبَ ......... بِهذَا تَعْلَمُونَ أَنَّ اللهَ الْحَيَّ فِي وَسَطِكُمْ ...... هُوَذَا تَابُوتُ عَهْدِ سَيِّدِ كُلِّ الأَرْضِ عَابِرٌ أَمَامَكُمْ فِي الأُرْدُنِّ ..... وَيَكُونُ حِينَمَا تَسْتَقِرُّ بُطُونُ أَقْدَامِ الْكَهَنَةِ حَامِلِي تَابُوتِ الرَّبِّ سَيِّدِ الأَرْضِ كُلِّهَا فِي مِيَاهِ الأُرْدُنِّ، أَنَّ مِيَاهَ الأُرْدُنِّ، المِيْاهَ الْمُنْحَدِرَةَ مِنْ فَوْقُ ، تَنْفَلِقُ وَتَقِفُ نَدًّا وَاحِدًا " وتقدم الكهنة والتابوت على اكتافهم وايديهم ممسكة به بقوة واخذوا يخطون نحو النهر خطوة وراء خطوة . خطوا ببطء وحرص وتردد ، سمعوا قول يشوع وعرفوا قدرة الله لكنهم ترددوا . المسؤولية عليهم ثقيلة ، ماذا لو لم يحدث كما قال لهم يشوع ؟ ماذا يفعلون ؟ سيتصور الشعب ان عدم انشقاق ماء النهر بسببهم هم السبب ، فالله قوي قادر يعرفون مدى قدرته تماما ً ، ويشوع قائد ٌ عظيم لا تقل عظمته عن عظمة موسى نفسه ، والتابوت هو تابوت الرب سيد الارض كلها . لا مجال للفشل الا فيهم هم وفي اقدامهم الخائرة الضعيفة العاجزة . وخطوا خطوة اخرى وخطوة ً اخرى وزاد بطء الخطوات وضيقها ووصلوا الى حافة النهر الى الماء ، نظروا الى مياه النهر العميقة . ماذا لو لم ينفلق النهر وينشق ؟ يغرقون ويغرق التابوت ويتراجع الشعب وتتوقف المسيرة . اختلسوا النظر الى الخلف ، الشعب يراقبهم يراقب تقدمهم ، ودفعتهم النظرات المتلهفة الى التقدم . لمست اقدامهم الارض الرطبة ثم المياه الجارية وعاصت اصابع اقدامهم في الماء ثم امشاطها ثم غاصت بطون اقدامهم في ماء النهر . وما ان استقرت بطون اقدامهم في المياه حتى توقفت المياه ، وقفت تماما ً ثم انسحبت على الجانبين وظهرت اليابسة ، قاع النهر تحت اقدامهم جاف ٌ يابس ،وامتلئت اقدامهم وسيقانهم بالقوة والجرأة والثقة واتسعت الخطوات وقويت ، وعبروا النهر وتابوت عهد الرب سيد الارض كلها على اكتافهم وعبر كل الشعب خلفهم ... وانت تستطيع ان تعبر انهار الحياة الصاخبة . الهك هو الرب سيد الارض كلها . اعبر بسلام ومع السلامة ، اعبر بسلام في رعاية الله .
|
||||
28 - 01 - 2013, 06:10 PM | رقم المشاركة : ( 654 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
649 - حدث قديما ً أن راهبا ً ناسكا ًً كان يعيش بعيدا ً وسط الصحراء المتسعة القاحلة ولم يكن له الا النزر القليل يأكل منه ويحيا ، يتعبد الى الله بعيدا ً عن الناس . ولما لم يكن لديه زيت يأكل منه أخذ شجرة زيتون وغرسها امام صومعته ثم رفع وجهه الى الله وصلى قائلا ً : ربي ارسل الي المطر لتنمو زيتونتي . وارسل الله المطر استجابة لطلبة الراهب . ونزل المطر وانتعشت الزيتونة ونمت . وبعد قليل صلى لله وقال : ربي ان زيتونتي الآن تحتاج الى لشمس ، ارسل لها الشمس . واجاب الله سؤال الراهب مرة اخرى وارسل الشمس وتبددت الغيوم وغطت الشمس الزيتونة ، واستفئدت وانتشت ومدت فروعها واوراقها ، نشرتها تحت الاشعة الدافئة . ومرة ثالثة صلى لله وقال : والآن يا الهي زيتونتي تحتاج الى البرد والصقيع . واعطاه الله بردا ً وصقيعا ً حل بالزيتونة ودبت القوة في جذع الشجرة واغصانها . ونمت الزيتونة وعلت وكثرت فروعها وامتلئت بالاوراق وثمرات الزيتون الصغيرة . الا انها عندما حل المساء ذبلت الزيتونة ويبست وتخاذلت وسقطت وماتت . وحزن الراهب جدا ً وتألم ، كل هذا طلبه واعطاه الله طلبته ، ثم تموت الزيتونة . وربت راهب عجوز على كتفه وقال له : لا تحزن فانت اردت ان تقوم بعمل الله ، طلبت ما ظننته لازما ً لنمو الزيتونة وتقويتها ، تصورت نفسك قادرا ً على احيائها .وانا مثلك احتجت للزيت فاحضرت شجرة زيتون صغيرة وغرستها في الارض ايضا ً ، لكنني استودعتها عناية الله وطلبت مه ان يزودها بما تحتاج اليه وان يرعاها . هو الذي خلقها وهو يعرف ما تحتاج اليه من هواء ٍ ومن شمس ٍ ومن مطر ٍ ومن ثلج وهو قادر ان يوفرذلك لها . لن يسمح بأن تجف او تيبس او تسقط وتموت ، وانبتها الله واحاط بها بعنايته ورعايته فاثمرت وامتلئت بالزيتون الكبير . وهذا ما يفعله الله بكل خلائقه التي خلقها النبات والحيوان والانسان . وقال المسيح : " تَأَمَّلُوا زَنَابِقَ الْحَقْلِ كَيْفَ تَنْمُو" ( متى 6 : 28 ) إن تأملنا فيها ودققنا النظر عن قرب وراقبناها وهي تنمو نرى العجب . نرى النبتة تشق التربة وترتفع الى اعلى ويعلو ساقها الهش الى فوق ثم تخرج الفروع من جذعها وتنمو وتكبر وتخرج الاوراق وتغطيها . وانت ، الست اغلى عند الله من زنابق الحقل ، انت اغلى بكثير وهو القادران يوفرلك كل شيء لتنمو وتُزهر وتحيا وتُعطي ثمرا ً .
|
||||
29 - 01 - 2013, 05:48 PM | رقم المشاركة : ( 655 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
650 - ونحن نعمل يهاجمنا التعب ، نتألم ، نتوجع ونشكو ونتضرر ونتذمر . تتخاذل ايدينا وتثقل حركتنا ويتضائل نشاطنا وتخبو حيويتنا . ومن اعماق الارهاق والتعب نصرخ ونشكو وننعي حظنا . ما الذي جلب علينا هذه اللعنة ؟ لعنة العمل ، لماذا نشقى هكذا ؟ ونتذكر أبانا آدم وهو يقف منكّس الرأس أمام الله وهو يقول له : " مَلْعُونَةٌ الأَرْضُ بِسَبَبِكَ. بِالتَّعَبِ تَأْكُلُ مِنْهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ." ( تكوين 3 : 17 ) بعرق وجهك تأكل خبزا ً حتى تعود الى الارض التي أُخذت منها . ويزيد من شعورنا بالتعب تصورنا ان كل ما نعانيه ليس لنا يد ٌ فيه . واذا بنا نرى في العمل لعنة ، لعنة ً لعن بها الله آدم وذريته من بعده . العمل نعمة ، بركة ، هبة من الله لنا ولكل من يؤمن به ويعبده . عرق الوجه ، حبات لؤلؤ تنير الجبين وتتربع عليه تاجا ً ثمينا ً غاليا ً . العمل عمل الله ونحن لسنا عبيدا ً مسخّرين بل اولاد نعمل في مال ابينا . يقول الله : " يَا ابْنِي ، اذْهَب الْيَوْمَ اعْمَلْ فِي كَرْمِي." ( متى 21 : 28 ) العمل كرم الله وانت ابن الله ، تعمل في كرمه الذي هو كرمك " وَكُلُّ مَا فَعَلْتُمْ، فَاعْمَلُوا مِنَ الْقَلْبِ ، كَمَا لِلرَّبِّ لَيْسَ لِلنَّاسِ ، عَالِمِينَ أَنَّكُمْ مِنَ الرَّبِّ سَتَأْخُذُونَ جَزَاءَ الْمِيرَاثِ، لأَنَّكُمْ تَخْدِمُونَ الرَّبَّ الْمَسِيحَ. " ( كولوسي 3 : 23 ، 24 ) الراحة لازمة لتجديد النشاط ، لشحن الطاقة ، لاستعادة القوة ، لكن الاستسلام للراحة ، الاسترخاء والنوم والرقاد كسل . يقول سليمان الحكيم : " اَلْكَسَلُ يُلْقِي فِي السُّبَاتِ، وَالنَّفْسُ الْمُتَرَاخِيَةُ تَجُوعُ." ( أمثال 19 : 15 ) ويقول ايضا ً : " بِالْكَسَلِ الْكَثِيرِ يَهْبِطُ السَّقْفُ ، وَبِتَدَلِّي الْيَدَيْنِ يَكِفُ الْبَيْتُ. " ( جامعة 10 : 18 ) وقال المسيح عن نفسه : " يَنْبَغِي أَنْ أَعْمَلَ أَعْمَالَ الَّذِي أَرْسَلَنِي مَا دَامَ نَهَارٌ. يَأْتِي لَيْلٌ حِينَ لاَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَعْمَلَ." ( يوحنا 9 : 4 ) ... وانت يجب ان تعمل . لا فرضا ً ، لا سخرة ً و اذلالا ً . لا تحت سياط الفرض والسخرة بل لتحصد فرحا ً وبهجة ً ، رضى ً وسعادة لترى ثمار تعبك فتفرح وتسعد . ما اجمل الاشجار المثمرة . الثمر يزينها ويجملها ويبهج الناظرين اليها . واجمل الاعمال هي الاعمال التي لله ، للآب الذي احبك والذي يرسلك . العمل لمجد الله ، العمل لنشر ملكوته ، العمل لانقاذ الهالكين حولك ، العمل للحياة الابدية ، لملكوت الله . غرقت السفينة عند القطب الشمالي ، حطمها جبل ٌ ثلجي وتناثر الناجون في مياه ٍ شديدة البرودة . الذي استسلم لمصيره وتوقف تجمد ومات ، والذي تحرك نحو السابحين حوله لينقذهم عاش . انقذ غيره وانقذ نفسه وعاشا معا ً . العمل بركة والعمل لمجد الله اعظم بركة .
|
||||
30 - 01 - 2013, 04:54 PM | رقم المشاركة : ( 656 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
651 - تواجهنا الضيقات وتحيط بنا وتضيّق الخناق علينا وتحاصرنا وتعصرنا . ونحاول ان نواجهها ونصارعها ونتغلب عليها ونزيحها من الطريق وحدنا . نعتمد على قوتنا وقدرتنا ، على ذكائنا وخبرتنا ، على اذرعنا وسواعدنا . ونجد صعوبة كبيرة في ذلك ، احيانا ً استحالة كأننا ندفع الجبال بأيدينا ونحركها . وننسى الله او نعفيه أونستبعده كلية ً أو نصلي لكن لا نصبر حتى يعمل . وينظر الله الينا ونحن نفشل ونخور ونحن نصارع بلا فائدة وبلا نتيجة . الله نور ونحن نقاوم وحدنا الظلام . الله قادر ونحن نتكل على ايدينا الهزيلة . يقول الله بلسان اشعياء النبي : " مَنِ الَّذِي يَسْلُكُ فِي الظُّلُمَاتِ وَلاَ نُورَ لَهُ ؟ فَلْيَتَّكِلْ عَلَى اسْمِ الرَّبِّ وَيَسْتَنِدْ إِلَى إِلهِهِ." ( اشعياء 50 : 10 ) اما الذين يهملون الاعتماد على الله فيقول لهم : " يَا هؤُلاَءِ جَمِيعُكُمُ ، الْقَادِحِينَ نَارًا، الْمُتَنَطِّقِينَ بِشَرَارٍ، اسْلُكُوا بِنُورِ نَارِكُمْ وَبِالشَّرَارِ الَّذِي أَوْقَدْتُمُوهُ." يحاولون ان يستنيروا لا بنور الله بل بشرار نارهم . النار تحرق ولا تنير والشرار يطير ثم يسقط ويخبو وينطفئ . لا تتعجل فتوقد نارا ً ضعيفة النور شديدة الخطر ، انتظر الرب . لا تسرع وتحاول ان تعبر الضيقة وحدك فتتعثر وتسقط ، انتظر الرب ، في وقته يسرع هو به ، في وقته يأتي ويخرجك من الضيق ويقودك الى النور ، اصبر انتظر لا تيأس ، تمسك بالرجاء والايمان . تعلم الصبر والاتكال على الله . لا تسابق الله ، مهما جريت يسبقك . لا تجري باقدام ٍ عاجزة ، انتظر مجيئه وتدخله . لا تبذل محاولات ومجهودات واعمالا ً وتصرفات قد تعوق اعمال الله وتعطل فعل يديه . واجه الضيقات بطلب الرب وانتظار خلاصه ، ابق مكانك ، اسمو ، انتتظر . عبور الضيق مع الله خير من محاولات ٍ فاشلة ٍ بدونه . الظلمة معه افضل من النور بدونه . لا تتدخل في شؤون الله وتفسد قصده . قد تغير عقارب الساعة لكنك بذلك لا تغير الوقت . قد تتعجل وتفتح برعم الزهرة باصابعك لأنك بذلك لا تسرع بانفتاحها بل تفسدها وتقتلها . لا تستعجل ارادة الرب فقد يكون في ذلك شر ٌ لك . اترك الامر له ، اترك وقت التدخل له ، لا تستعجله ، ألق ٍ عليه اثقالك ، افرد امامه ضيقاتك ، ضع تحت قدميه همومك ، هو وحده ، هو لا أحد غيره يخلّصك ، ينجيك ويخرجك الى النور ، نوره ِ الحقيقي .
|
||||
01 - 02 - 2013, 04:28 PM | رقم المشاركة : ( 657 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
652 - خلق الله الانسان وابدع في خلقه فاصبح اسمى كل الخليقة . وخلق جسد الانسان بدقة وحكمة وقدرة ، وكل عضو ٍ فيه خلقه ليعمل . العقل ليفكر ويحرك الوعي . القلب لينبض ويضمن الحياة . وكل عضو ٍ في الجسد له عمل ٌ هام خلقه الله لكي يعمله ، والجميع يعمل لصالح الجسد . وتوج الانسان بحرية الارادة ، ارادة ٌ حرة واختيار ٌ مطلق السراح . ويستطيع اي انسان ان يستخدم اعضاء جسده للخير او للشر . اليد يستخدمها الانسان لاعمال صالحة او اعمال ٍ شريرة . الرجل يمكن ان تذهب الى الضلال او تركع وتعبد الله . والعين لترى وتنظر ، والنظر يمكن ان يكون نعمة او نقمة . نظرت حواء بعينيها الى الثمرة المحرمة وامعنت النظر فرأت الشجرة جيدة ً للأكل ، بهجة ً للعيون ، شهية ً للنظر ، وقطعت واكلت واعطت آدم فأكل وعصي الله واقترف الشر وجلب اللعنة للانسان . والقى داود النبي بصره على امرأة غيره واشتهاها واخطأ وكانت خطيئته نقطة ً سوداء في حياته جلبت الموت والحزن والبكاء . وقال المسيح : " سِرَاجُ الْجَسَدِ هُوَ الْعَيْنُ ، فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ بَسِيطَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ نَيِّرًا، وَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ شِرِّيرَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ مُظْلِمًا " ( متى 6 : 22 )
" فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ الْيُمْنَى تُعْثِرُكَ فَاقْلَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ ، لأَنَّهُ خَيْرٌ لَكَ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ أَعْضَائِكَ وَلاَ يُلْقَى جَسَدُكَ كُلُّهُ فِي جَهَنَّمَ." ( متى 5 : 29 ) العين الشريرة تركز نظرها في الارض ، في التراب ، في النجاسة . والعين الصالحة ترسل نظرها الى السماء الى الله الى القداسة . يرنم داود النبي ويقول : " إِلَيْكَ رَفَعْتُ عَيْنَيَّ يَا سَاكِنًا فِي السَّمَاوَاتِ." ( مزمور 123 : 1 ) يرفع داود النبي عينيه الى السماء متأملا ًجمال الله وصلاحه ، ويسبّح في عبادة الله ويمجده ويحيا في شركة قداسة ٍ معه ، ويرفع عينيه الى الله يترجاه ويستنزل رحمته وعطفه واحسانه عليه ، ويحيا في خيرات الله وبركاته ونعمه واحساناته وغناه . ويرفع داود النبي عينيه الى اعلى ويقول : " أَرْفَعُ عَيْنَيَّ إِلَى الْجِبَالِ ، مِنْ حَيْثُ يَأْتِي عَوْنِي ! مَعُونَتِي مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ ، صَانِعِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ. لاَ يَدَعُ رِجْلَكَ تَزِلُّ. لاَ يَنْعَسُ حَافِظُكَ..... الرَّبُّ يَحْفَظُكَ مِنْ كُلِّ شَرّ. " ( مزمور 121 ) الله يريدك ان ترفع عينيك اليه ، خلقهما لكي تراه بهما ، الله يسعد بأن يرى عينيك متجهتين نحوه في العلاء ، في السماء . ارفع عينيك اليه حيث البهاء والخير والعون . ابعد عينيك عن التراب حيث النجاسة والشر والعثرة . ما اروع ان ترى الله دائما ً فهو دائما ً يراك ، دائما ً . |
||||
02 - 02 - 2013, 09:44 PM | رقم المشاركة : ( 658 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
653 - حين يحل الظلام تصعب الرؤيا . نظرة العين لا تقدر على اختراق الظلام . ونرتعب ، نخاف . كلما امعنا النظر نرى خيالات مفزعة تتحرك وتعمل في الظلمة ، ونغمض عيوننا فلا فائدة منها . انتفت القدرة على البصر ، عيوننا لا تبصر . وتتحرك قلوبنا وعقولنا ونستعيض بها عن البصر ، نرى ببصائرنا ، نرى في الظلمة نورا ً ، نرى وسط الظلام نور الله ، نرى الله . الظلام لا يخفي الله عن عقولنا وقلوبنا حتى ولو لم تره عيوننا . هو دائما ً هناك ، هو يظهر نوره ابهى وسط الظلام ، هو دائما ً هناك ويرسل قدرته لنا وقت الضعف . حين تحيط بنا التجارب وتشل حركتنا يرفعنا بجناحيه فنطير . حين يحل بنا الحزن والمرض والالم ينزل الينا ويرافقنا . وسط حمأة اليأس والشك والفشل نرى مجده . وسط ظلمة الموت ورائحته الكريهة نجده قائما ً . مات الملك عُزِّيَّا الملك الطيب الصالح . مات الملك ، مات . وفي مواجهة موت الملك وقف اشعياء النبي حزينا ً يائسا ً ، لكنه في لوعته وانهياره رأى السيد ، رأى سيده ، وسيد الملك عُزِّيَّا . رآه ، رأى السيد جالسا ً على العرش ، رأه على كرسي ٍّ عال ٍ ومرتفع . كان عُزِّيَّا الملك سندا ً لاشعياء النبي ولما مات ضاع السند ، لكن الله ملك الملوك جاء واصبح سندا ً له . سندا ً لا يعادله سند . كان عُزِّيَّا الملك يحتل كرسي المملكة ويجلس على عرشها . لكن الله يحتل كرسي الارض والسماء ويجلس على عرشهما . مات الملك ليرى اشعياء الله الحي قائما ً حيا ً الى الأبد . في حياة الملك كان اشعياء يركز اعتماده على انسان محدود القدرة والسلطان ، وفي موت الملك استطاع اشعياء ان يرى الله اللامحدود القدرة والسلطان . رأى السرافيم واقفين ينادون : " قُدُّوسٌ ، قُدُّوسٌ ، قُدُّوسٌ رَبُّ الْجُنُودِ. مَجْدُهُ مِلْءُ كُلِّ الأَرْضِ . " ( اشعياء 6 : 3 ) اعظم واعلى وابهى من من كل امجاد الملوك . حين يحل بك الموت لا تفزع فالله هناك ، والله حي . لو مات كل من نعتمد عليهم لا تخف ، الله هناك ، الله لا يموت . انظر بعينيك مخترقا ً الظلام الاسود ، لا تنظر بعينيك ، انظر بعقلك وقلبك وايمانك تره يطرد الظلام ، تره جالسا ً على كرسي ٍّ عال ، كرسي ٍّ مجيد ومرتفع . الله لا يسمح بالظلام ليعمي عينيك . الله يريد\ك في الظلام ان تفتح عينيك لتراه . الله لا يسمح بالموت ليكسر قلبك ، الله يقودك لأن تعرفه حيا ً الى الابد .
|
||||
03 - 02 - 2013, 08:15 PM | رقم المشاركة : ( 659 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
654 - ننظر حولنا فنرى الاشرار ينجحون ، يرتعون في الملذات ويتمتعون . نجد الظالمين على الكراسي العالية ، يتمادون . اللصوص يغتنون ، يمتلكون ويكتنزون ، يلهون ، يأكلون ويشربون . والاخيار الابرار يعانون يتألمون يقاسون يًطحنون ، يلقون في الظلام يقيدون يُضربون بالسياط . والشرفاء معوزون فقراء محرومون . يعيشون جياعا ً عطشانين . وندهش ونفزع ونغار كما يقول المرنم في مزاميره " غِرْتُ مِنَ الْمُتَكَبِّرِينَ ، إِذْ رَأَيْتُ سَلاَمَةَ الأَشْرَارِ. لأَنَّهُ لَيْسَتْ فِي مَوْتِهِمْ شَدَائِدُ، وَجِسْمُهُمْ سَمِينٌ. " ( مزمور 73 : 3 ) حتى ادرك وفهم عندما دخل الى حضرة الله وهناك انفتحت عيناه . يقول : " حَتَّى دَخَلْتُ مَقَادِسَ اللهِ ، وَانْتَبَهْتُ إِلَى آخِرَتِهِمْ. " ادرك وفهم ان العبرة ليست الآن بل العبرة في الآخرة التعسة . يقول : " حَقًّا فِي مَزَالِقَ جَعَلْتَهُمْ. أَسْقَطْتَهُمْ إِلَى الْبَوَارِ. " فكل تجبر اليوم يقودهم الى العذاب الابدي . كل ما يحصلون عليه اليوم يصبح قشا ً يُحرق في النار . كالغني الذي عاش متنعما ً مترفها ً في حياته يلبس البز والارجوان ولعازر مطروح عند بابه مضروب بالقروح جائعا ًلا يحصل على الفتات ، ومات وحُمل لعازر الى حضن ابراهيم والغني ألقي في الجحيم . وحين طلب الغني من ابراهيم أن يرسل لعازر ليبل طرف اصبعه بماء ليبرّد لسانه ، فهو معذب ٌ باللهيب ، اجابه ابراهيم : انه قد استوفى خيراته في حياته واستوفى لعازر البلايا ، والآن الواحد يتعزى والآخر يتعذب . هكذا يستوفي الاشرار افراح الحياة وملذاتها الفانية . وخين يذهبون الى الحياة الدائمة الباقية يتعذبون .. لو ادرك الناس ذلك لما تمادوا في ظلمهم وغيهم وشرهم . ولو ادرك الابرار ذلك ايضا لما اندهشوا وفزعوا وشعروا بالغيرة . ما يحدث هنا مؤقت ، عمره قصير ، يظهر قليلا ً ثم يضمحل ، أما هناك فدائم ٌ لا نهاية له ، باق ٍ أبدي لا ينتهي . لا تغر من الاشرار فنهايتهم مخيفة مرعبة ، واسلك سلوك الابرار فنهايتهم مجيدة رائعة . يقول داود النبي : " لاَ تَغَرْ مِنَ الأَشْرَارِ، وَلاَ تَحْسِدْ عُمَّالَ الإِثْمِ ، فَإِنَّهُمْ مِثْلَ الْحَشِيشِ سَرِيعًا يُقْطَعُونَ ، وَمِثْلَ الْعُشْبِ الأَخْضَرِ يَذْبُلُونَ . ........... لأَنَّ عَامِلِي الشَّرِّ يُقْطَعُونَ، وَالَّذِينَ يَنْتَظِرُونَ الرَّبَّ هُمْ يَرِثُونَ الأَرْضَ. بَعْدَ قَلِيلٍ لاَ يَكُونُ الشِّرِّيرُ. تَطَّلِعُ فِي مَكَانِهِ فَلاَ يَكُونُ. أَمَّا الْوُدَعَاءُ فَيَرِثُونَ الأَرْضَ ، وَيَتَلَذَّذُونَ فِي كَثْرَةِ السَّلاَمَةِ. " ( مزمور 37 ) .
|
||||
06 - 02 - 2013, 06:00 PM | رقم المشاركة : ( 660 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
655 - ونحن نعبر الحياة نسير احيانا ً مع التيار واحيانا ً ضد التيار .. أحيانا ً يكون الجو صحوا ً والريح تهب معنا واحيانا ً تكون الريح مضادة ، فإذا سرنا مع التيار سهل سيرنا وكان العبور مريحا ً ميسورا ً ، واذا ابحرنا والريح معنا ، تملأ قلوعنا وتدفعنا نحو مقصدنا بسلاسة وسرعة . والعكس حين يكون التيار ضدنا والريح فنقاوم ونقاسي ونصارع ونكافح . وقد يكون التيار الذي معنا تيار العالم الذي يبدو معنا ويقودنا الى حيث لا نريد . وقد تكون الريح التي تهب تملأ قلوعنا ريحا ً مخادعة تدفعنا الى حيث لا نذهب . وحين نكتشف ذلك ، وطوبى لمن يكتشفه مبكرا ً ، نشمر عن سواعدنا ونقاوم . ويطول الصراع او يقصر ، لكننا في ذلك كله ننظر الى الله نترجى عونه ومساندته ، وتتعالى الامواج وتصخب الريح ويهدر الرعد ويلمع البرق ونرتعب ونخاف ، لكننا في استمرارنا في المقاومة وفي حرارة طلبنا عون الرب يجيء . يجيء حتى في الهزيع الرابع ، حتى حين يهاجمنا اليأس ، حتى حين يغزو قلوبنا الشك . حينئذ ٍ وقبل أن نخور ، قبل أن يجرفنا التيار ، قبل أن تحطم سفينتنا الريح يجيء . يجيء بقدرة ٍ ، يجيء بقوة ٍ ، يجيء ماشيا ً على البحر فوق الريح والعاصفة . لكننا احيانا ً نختار التيار السريع والريح السهلة . نرتب لانفسنا حياتا ً تتفق وميولنا ورغباتنا وشهواتنا . ونركب التيار نسترخي ونسلم أنفسنا ومصيرنا لتيار رغباتنا . ونتعلق بالريح ، نترك مجاذيفنا ونستسلم للريح الذي يهب وفق شهواتنا . ولا نفيق الا وقد جذبنا التيار وحملنا واندفع بنا نحو الشلال . ولا نستيقظ الا وقد دفعنا الريح واندفع بنا في اتجاه الصخور .ونقفز ، نقاوم ونصارع ونحاول تتغير الاتجاه والعودة الى الطريق . وفي خضم الصراع نرفع اعيننا نطلب عون الله وخلاصه . ويجيء ، يجيء في وقته قبل أن يبتلعنا الشلال وقبل ان تحطمنا الصخور . عينه دائما ً علينا لا تغفل ولا تنام . دائما يوجد عند متناول طلباتنا .. إن كان التيار الذي يجرفك من التجارب حولك أومن اختيارك وحدك . إن كانت الريح التي تدفعك من الخارج أو من داخلك ، فاصرخ اليه يجيء ويأتي ويعين ويخلّص . قد يتأنى لتقوية ذراعيك . قد لا يقبل في الهزيع الأول أو الثاني أو الثالث لتثبيت ايمانك لكنه لا بد سيجيء . انظر اليه عبر التيار تره ، اخترق الريح تجده .
|
||||
|