منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17 - 10 - 2014, 03:29 PM   رقم المشاركة : ( 6571 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

نشيد مار أنطونيوس العجائبي
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



أنطونيوس يا ذا الوقار



نجنا من الأخطار
- من الأبالس الأشرار - هبنا انتصاراً داني
- طاع الحديد مع البحار والضائعات والأضرار - منه ينال الأوطار
- حدث وشيخ فاني - أعطى لمرضانا الشفا
- برصاً وموتاً قد نفى - حاجاتنا كرماً كفى
- وضلال ذي البهتان - أعضاؤنا حازت قوى وسؤالنا نال المنى
- يدعوه للعون الملا - بالسر والاعلان
- زالت به المصائب
- والضيق والنوائبوالناس بالعجائب تقر للبداوني
- المجد للآب الفريد ولابنه الفادي الوحيد


- واروحه القدس المجيد على مدى الازمان


 
قديم 17 - 10 - 2014, 03:31 PM   رقم المشاركة : ( 6572 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

عيد القديس انطونيوس البدواني 13 حزيران

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


لقد ولد في ليشبونة سنة 1195 بكرا لعائلة شريفة وقوية وغنية، وسمي فرناند.

كبر فرناند واصبح شاباً وسيماً وكبرت أيضا في عيلته، المخاوف على مستقبله، لرفضه القبول بمهنة دنيوية مجاراة لها. لن يعمّر فرناند طويلاً، لن يعطى سوى 36 سنة. كان متوقد الذكاء وذا طبع لجوج. ففي الخامسة عشرة من عمره، بعد ان فكر مليّاً واستنار بالصلاة غادر بيته الفخم، وطلب الدخول في دير القديس منصور، قرب ليشبونة، حيث كان كهنة مار اغسطينوس القانونيّون. غير ان العالم الذي هجره القديس فجأة عاود الكرة واخذ يحوم حول الدير. فالأهل والاصدقاء يهاجمونه لالهائه عن مقصده وايقاعه في التجربة. فقد أصبحت حياته هنا صعبة جداً، ممّا عكّر صفو نفسه. فلا بدّ له من التوقف فورا.

وها هو شابنا فرناند، بالاتفاق مع رؤسائه، يغادر ليشبونة قاصداً كوامبر، عاصمة البرتغال انذاك، ليقيم في دير اخر من اديرة رهبنته. وانه الان في هدوء هنا، ولا يزعجه شيء، سيسام كاهناً في الخامسة والعشرين من عمره.
نحو افاق جديدة
لقد كان يتوق الى حياة جديدة حيث الايمان ليس حياة راكدة رتيبة. قرع يوماً باب الدير رهبان فرنسيسكان من المنسك القريب من اوليفيه طالبين صدقة. فاستفاد فرناند من هذه المقابلة وجهاً لوجه مع الفرنسيسكان ليعرض عليهم قصده بأنه سيغادر كهنة مار اغسطينيوس القانونيين للانضمام اليهم، الى الرهبنة الفرنسيسكانية.

نال الموافقة بصعوبة كبرى. فغيّر اسمه باسم انطونيوس, ليقطع كل صلة بحياته السابقة. فانتابه مرض غريب. وعوض ان يذهب الى الساحات للتبشير بالمسيح اضطر الى التمدد على سرير حقير فريسة الملاريا هكذا تبدد حلمه الكبيرفي القيام بالرسالة.

توجه انطونيوس المريض في جسده ماشياً الى اسيزي. هناك يلتقي فرنسيس سنة 1221، كان لقداسة "الفقير الصغير" تأثير عظيم على التلميذ المجهول. فخرج انطونيوس من هذا اللقاء اكثر سلامة واستنارة. من اسيزي الى رومانية الى منسك "مونته باولو" قرب فورلي. ولأي عمل وجّهوه؟ ليكون الرجل الذي يتكلم مع الرب وجهاً لوجه , ليصبح قديساً لله.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ربيع الكنيسة
دعي يوماً للنزول الى المدينة ليحضر رتبة سيامة كهنوتية. وفي اللحظة الأخيرة لم يكن الواعظ حاضراً. فترجو انطونيوس ليلقي على الكهنة الجدد بعض الأفكار. واذا بهم يكتشفون مؤهلاته، موهبة الوعظ عنده. ومنذ ذلك اليوم أخذ رؤساؤه يرسلونه الى طرق ايطاليا وفرنسا ليبشّر المسيحيين، ناقلاً بشرى الانجيل السعيدة.
النور فى الظلمات

في سيرة فرنسيس عظة للعصافير, وفي سيرة انطونيوس عظة للسمك حيث حدث ذلك على شاطئ في ريميني، كانت المدينة تحت وطأة الهراطقة. وفور وصول الواعظ اليها، اعطى الزعماء كلمة الامر بأن يصيبوا المرسل باليأس عن طريق الصمت، فكان ما أرادوا.

لم يجد انطونيوس احداً ليوجّه اليه الكلام ولا أحد يصغي اليه. فاقترب انطونيوس من البحر نادى جمهوره " تعالي انت ايتها الاسماك الى سماع كلمة الله، طالما ان الرجال المتكبرين يرفضون". أقبل السمك بالمئات، بل بالألوف، وبكل ترتيب.

اخذت الفضولية مأخذها لدى الهراطقة حتى انهم تجاوزوا تنبيهات زعمائها، وتبع الفضولية عواطف انذهال وحماس. وقادت التأثرات الى الندامة والرجوع الى الكنيسة .

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الى ملاقاة الرب
ساعة مغادرة انطونيوس هذا العالم الى الآب كانت تقترب. ظهر يوم الجمعة الموافق 13 حزيران نزل انطونيوس من قلايته المعلّقة بين اغصان الجوز لتناول الغذاء . وما ان جلس الى المائدة حتى انتابه الم شديد افقده جميع قواه. وبصوت كالخيط رجا اخوته ان ينقلوه الى بادوا. وكان المريض على آخر رمق كان منهكاً ولكن محافظاً على كامل وعيه، لمّا طلب سر المصالحة، وسرّ القربان الأقدس وسرّ المرضى.

بعد ذلك، ومع آخر نفس، بدأ نشيداً للعذراء :
ايتها الملكة المجيدة، المتسامية فوق النجوم.

وكان القديس ينظر أمامه، وعيناه شاخصتان. "أبت , ماذا ترى؟" سأله صديقه لوقا، "ارى ربي" تمتم المحتضر بصعوبة ولفظ الروح.
قدّيس العالم كله
نقل جسد قدّيسنا، بناءا على طلبه، الى الكنيسة الصغيرة، كنيسة القديسة مريم
شاركت المدينة كلها بتشييعه. وفي الليلة ذاتها نوّرت العجائب على ضريحه، فتوافدت الجماهير من كل صوب نحو بادوا. واهتمت السلطات الكنسية حالاً بهذا الحدث. قبل مرور عام واحد على موت رسولنا العظيم.
أقرّ البابا, في 30 أيار 1232، وفي كنيسة القبة في سبوليتو منح كرامة المذابح لانطونيوس البادواني.
شرع رفاق القديس بمساعدة سكان بادوا وجميع الزوار تشجيعهم، ببناء البازليك الفخمة حيث سيوضع باستحقاق وإكرام، رفات القديس انطونيوس. أخيراً، سنة 1263، نقل قبره الى الكنيسة الجديدة بحضور القديس بونا فونتورا، وعند فتح النعش وجد لسان قدّيسنا سليماً. فانتشر التكريم والتعبّد اكثر فاكثر. واصبح التكريم عالمياً.
 
قديم 17 - 10 - 2014, 03:32 PM   رقم المشاركة : ( 6573 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

تعليم الأربعاء لقداسة البابا بنديكتوس ،القديس أنطونيوس البادواني
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


بعد أن قدمنا منذ أسبوعين شخصية القديس فرنسيس، أود اليوم أن
أتحدث عن قديس آخر ينتمي إلى الجيل الأول من الإخوة الأصاغر: أنطونيوس البادواني، أو كما تتم تسميته أيضًا، أنطونيوس من ليسبونا، إشارة إلى مدينة مولده.

نحن بصدد أحد أكثر القديسين شعبية في كل الكنيسة الكاثوليكية، والذي يتم تكريمه ليس فقط في بادوفا، حيث بُنيت بازيليك رائعة تستقبل ذخائره الفانية، بل في كل العالم. إن تماثيله وصوره محببة إلى المؤنين، إذ تمثله حاملاً الزنبق، رمز طهارته، ومع الطفل يسوع بين ذراعيه، كتذكار للظهورات العجيبة التي تذكرها بعض المراجع.

لقد أسهم أنطونيوس بشكل حاسم في نمو الروحانية الفرنسيسكانية، بواسطة ذكائه الثاقب، اتزانه، حماسته الرسولية، وخصوصًا اتقاده الصوفي.

ولد في ليسبونا، من عائلة نبيلة نحو عام 1195، تعمد آخذًا اسم فرديناندو. دخل جمعية القاونينيين التي كانت تتبع قانون القديس أغسطينوس، أولاً في دير القديس فينشنسيوس في ليسبنونا،


ومن ثمّ في دير الصليب المقدس في كويمبرا، الذي هو مركز ثقافي شهير في البرتغال. انكب باهتمام وثبات على درس الكتاب المقدس وآباء الكنيسة، وحاز على معرفة لاهوتية أتت بثمارها في عمل التعليم والوعظ. وحدث في كويمبرا أمر شكل تحولاً جذريًا في حياته: ففي عام 1220 تم عرض ذخائر أول خمس شهداء فرنسيسكان، كانوا قد وافوا المغرب، حيث لقوا الاستشهاد.


ولد الخبر في نفس الشاب فرديناندو الرغبة بأن يقتفي اثرهم والتقديم في سبيل الكمال المسيحي: طلب إذًا ترك رهبنة القانونيين الأوغسطينيين لكي ينضم إلى الإخوة الأصاغر. تم قبول طلبه، وأخذ اسم أنطونيوس، وانطلق هو أيضًا إلى المغرب، ولكن تدبير العناية الإلهية كان مختلفًا. اضطر إثر مرض أصابه أن يعود أدراجه إلى إيطاليا في عام 1221، حيث اشترك في "مجمع البُسط" في أسيزي، حيث التقى بالقديس فرنسيس.


في وقت لاحق، عاش بعض الوقت في تخفٍ كامل في دير بالقرب من فورلي، في شمال إيطاليا، حيث دعاه الرب إلى رسالة أخرى. إذ دعي للوعظ صدفة خلال سيامة كهنوتية، أظهر براعة في العلم والكلام، فأفرزه الرؤساء للوعظ. وبدأ بهذا الشكل في إيطاليا وفي فرنسا عملاً رسوليًا مكثفًا وفعالاً دفع عددًا غير يسير من الأشخاص، كانوا قد ابتعدوا عن الكنيسة، إلى الرجوع عن خطواتهم.


وكان من أوائل معلمي اللاهوت عند الإخوة الأصاغر، وربما كان الأول على الإطلاق
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


بدأ بالتعليم في بولونيا، ببركة من فرنسيس، الذي اعترف بفضيلة أنطونيوس، وأرسل إليه رسالة مقتضبة، تفتتح بهذه الكلمات: "يسرني بأنك تعلم اللاهوت للإخوة".


وضع أنطونيوس ركائز اللاهوت الفرنسيسكاني الذي سينمي شخصيات بارزة أخرى، والذي سيصل إلى قمته في القديس بونافنتورا من بانيوريجو، والطوباوي دنس سكوتس.

وإذ صار رئيسًا إقليميًا للإخوة الأصاغر في إيطاليا الشمالية، تابع خدمة الوعظ، مناوبًا ذلك مع خدمة الإدارة.


وبعد أن أتمّ خدمته كرئيس إقليمي، اعتزل في بادوفا، حيث كان قد تردد مرات أخرى.


وبعد نحو عام، مات عند أبواب المدينة، في 13 يونيو 1231. وبادوفا، التي كانت قد استقبلته بعطف وتكريم في حياته، خصته بإكرام وتقوى دائمة. والبابا غريغوريوس التاسع، الذي بعد أن أصغى إلى وعظه كان قد وصفه "تابوت العهد"، أعلن قداسته في عان 1232، بعد عجائب تمت بشفاعته.

في الفترة الاخيرة من حياته، كتب أنطونيوس دورتين من العظات، عنوانها "عظات الأحد" و "عظات حول القديسين"، مكرسة للوعاظ ولمعلمي المدارس اللاهوتي في الرهبنة الفرنسيسكانية. يعلق فيها على نصوص الكتاب المقدس التي تقدمها الليتورجية،


مستخدمًا التفسير الآبائي-الوسيطي ذي المعاني الأربعة: الحرفي أو التاريخي، التشبيهي أو الكريستولوجي، الأدبي أو الأخلاقي، والأخيري الذي يتعلق بالحياة الأبدية.


نحن بصدد نصوص لاهوتية-وعظية، يتردد فيها صدى الوعظ الحي، الذي يقدم بواسطته أنطونيوس مسيرة حياة مسيحية. إن العظات تذخر بغنى التعاليم الروحية، ولذا أعلنه البابا بيوس الثاني عشر، في عام 1946، ملفانًا للكنيسة، سابغًا عليه لقب "الملفان الإنجيلي"، لأن تلك الكتابات تنضح بعذوبة وجمال الإنجيل؛




وحتى اليوم نستطيع أن نقرأها ونستمد منها فائدة روحية كبيرة.

يتحدث أنطونيوس في هذه العظات عن الصلاة كعلاقة حب، تدفع الإنسان إلى الحوار العذب مع الرب، خالقًا الفرح الذي لا يوصف، والذي يشمل بدفء النفس المصلية.


يذكرنا أنطونيوس أن الصلاة بحاجة إلى مناخ صمت لا يتعلق بالانفصال عن الضجيج الخارجي، بل هو خبرة داخلية، تهدف إلى إزالة التشتتات التي تولدها اهتمامات النفس.


بحسب تعليم هذا الملفان الفرنسيسكاني الرفيع، الصلاة تتألف من أربعة مواقف لا تنفصل، والتي يقدمها أنطونيوس باللاتينية هكذا: obsecratio, oratio, postulatio, gratiarum actio. يمكننا أن نترجمها بهذا الشكل:


انفتاح القلب بثقة على الله، التحاور معه بعطف، تقديم حاجاتنا إليها، تسبيحه وحمده.

في هذا التعليم في الصلاة نجد أحد خصائص اللاهوت الفرنسيسكاني الذي كان أنطونيوس من رواده، أي الدور الذي يُرسى للحب الإلهي،


الذي يدخل في إطار العواطف، الإرادة، القلب، والذي هو أيضًا المنهل الذي تصدر عنه المعرفة الروحية، التي تتجاوز كل المعارف.

يكتب أنطونيوس أيضًا: "المحبة هي روح الإيمان، هي التي تحييه؛ من دون المحبة، يموت الإيمان" (Sermones Dominicales et Festivi II, Messaggero, Padova 1979, p. 37).

وحدها النفس التي تصلي تستطيع أن تتقدم في الحياة الروحية:


هذا هو الموضوع المفضل في وعظ أنطونيوس. فهو يعرف جيدًا عاهات الطبيعة البشرية، والميل إلى السقوط في الخطيئة، ولذا يدعو باستمرار إلى محاربة الميل إلى الطمع، الكبرياء، الدنس، وإلى عيش فضائل الفقر والسخاء، التواضع والطاعة، العفة والطهارة.


في مطلع القرن الثالث عشر، في إطار إعادة نشوء المدن ، وازدهار التجارة، كان ينمو عديد الأشخاص اللامبالين نحو حاجات الفقراء.


لهذا السبب، يدعو أنطونيوس مرات عديدة إلى التفكير بالغنى الحق، غنى القلب، الذي يجعل الأشخاص صالحين ورحماء، ويجمع كنوزًا للسماء. كان يحض الناس بالقول:


"أيها الأغنياء، صيروا أصدقاء للفقراء، استقبلوهم في بيوتكم: وسيكون الفقراء هم الذين سيستقبلوكم في المنازل الأبدية، حيث جمال السلام، ثقة الأمن، وغنى هدوء الاكتفاء الأبدي" (المرجع نفسه، ص 29).

أليس هذا التعليم هامًا جدًا بالنسبة لنا اليوم أيها الإخوة، حيث تؤدي الأزمة الاقتصادية وعدم الاستقرار إلى إفقار عدد غير قليل من الأشخاص، وتولّد حالات البؤس؟ في رسالتي العامة "المحبة في الحقيقة" أذكر:


"الاقتصاد بحاجة إلى الأخلاق لكي يقوم بدوره على ما يرام، ولا إلى مبادئ أخلاقية مبهمة، بل أخلاق تحترم الشخص البشري" (عدد 45).

في اتباعه لمدرسة فرنسيس، يضع أنطونيوس دومًا المسيح في محور الحياة والتفكير، والعمل والوعظ. وهذا بعد آخر يميز اللاهوت الفرنسيسكاني: محورية المسيح. فهو يتأمل بطبية خاطر، ويدعو إلى التأمل بأسرار بشرية الرب، وبشكل خاص، سر الميلاد، الذي يولد مشاعر حب وعرفان نحو الصلاح الإلهي.

وكذلك النظر إلى المصلوب يلهمه أفكار عرفان نحو الله واحترام نحو كرامة الشخص البشري، لكي يستطيع الجميع، مؤمنون وغير مؤمنون، أن يجدوا معنى يغني حياتهم. يكتب أنطونيوس: "المسيح، الذي هو حياتك، هو معلق أمامك، لكي تنظر إلى الصليب كمرآة. هناك يمكنك أن تعرف كم كانت جراحك مميتة حتى أن ما من دواء يستطيع شفاءها، إلا دم ابن الله. إذا نظرت جيدًا، يمكنك أن تحدس ما أعظم قيمتك وكرامتك البشرية... ليس هناك مكان آخر يستطيع الإنسان أن يجد فيه قدر قيمته، أكثر من النظر في مرآة الصليب" (Sermones Dominicales et Festivi III, pp. 213-214).

أيها الأصدقاء الأعزاء، فليشفع أنطونيوس البادوفاني، المكرم جدًا لدى المؤمنين، بالكنيسة جمعاء، وبشكل خاص بالذين ينكبون على الوعظ.


فليستلهم هؤلاء مثل القديس، وليعتنوا بضم العقيدة الوطيدة والصافية، مع التقوى الصادقة والحارة، ومع تأثير التواصل. في هذه السنة الكهنوتية، نصلي لكي يقوم الكهنة والشمامسة بخدمة إعلان وإحقاق كلمة الله إلى المؤمنين بثبات، وخصوصًا من خلال العظات الليتورجية. فلتكن عظاتهم إيضاحًا فعالاً لجمال المسيح الأزلي، تمامًا كما كان ينصح أنطونيوس:


"إذا وعظت بالمسيح، فهم يذيب القلوب القاسية؛ وإذا استدعيته، فهو يحلّي التجارب المرة؛ وإذا فكرت به فهو ينير القلب؛ وإذا قرأته فهو يشبع الفكر" (Sermones Dominicales et Festivi III, p. 59).
 
قديم 17 - 10 - 2014, 03:34 PM   رقم المشاركة : ( 6574 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

السبب في تخصيص يوم الثلاثاء
لتكريم مار القديس أنطونيوس البادوي


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لما كان الله قد أجرى عند ضريح أنطونيوس ، يوم دفنه ـ و كان كما رأينا يوم ثلاثاء ـ الكثير من
العجائب و المعجزات الباهرة، فقد أستقرت العادة عند المسيحين، على تخصيص كل ثلاثاء،
لتكريمه و طلب شفاعته.
و قد شاع في بادوا بأن كل من طلب من القديس،
يوم الثلاثاء أية نعمة ، فأنه ينالها لا محالة ، ما دامت النعمة المطلوبة تلائمه و تمجد الله.

إلاّ أنَّ ما جعل الشعب المسيحي يزداد تمسكاً بالثلاثاء فهو الحادث التالي :


كان بمدينة بولونيا

( أيطاليا ) ... سيدة شريفة ، قد مضى على زواجها 22 سنة دون أن تنجب نسلا.

فلمّا توسلت الى القديس المجيد ، ظهر لها و قال :
" أذهبي كل يوم ثلاثاء الى كنيسة رهُباننا،

مدة 9 أسابيع متوالية، ثم تقدمي من سري الأعتراف و التناول، فأرزقكِ ولداً".
نفذت المرأة أوامر القديس، حتى إذا كان الثلاثاء الأخير، شعرت بالحمل،

فأطلعت فَرِحةً زوجها، و لكنه بدلاً من أن يُشاركها فرحتها سخر منها، و أتهمها بالخيانة .

و لما وضعت، كان الولد شنيعَ المنظر و مشوه الصورة كالمسخ.
الأمر الذي جعل زوجها يزداد سوء ظن بها. في حين قد أزدادت
هي ثقة بحماية شفيعها المعظم . فطلبت من ثمة أن تحمل ثمرة أحشائها الى كنيسة القديس،
و توضع على مذبحه.و لما نفذوا رغبتها ،ووضع الوليد المسخ على المذبح،
لم تمضِ دقائق معدودة، و أذا بذاك الطفل المسخ يشرع بالبكاء،
فيبدو تام الخلقة جميل الصورة. فأستولت الدهشة على أهل المدينة كافة،
و زالت شكوك الزوج الظالمة.
و شاع نبأ هذه المعجزة في أيطاليا كلها و منها في فرنسا و المانيا و أسبانيا الخ ...
و منذ ذلك طفق المسيحيون في كل تلك البلاد يحيون تساعية أيام الثلاثاء،
أكراماً لأنطونيوس البادوي ( قديس العجائب ). ...

ثم أضافوا إليها أربعة ثلاثاءات أخرى ، أتماماً للعدد 13 ،

ذكراً للثالث عشر من شهر حزيران/ يونيو،
الذي وقعَ فيه أنتقال القديس الى السعادة الأبدية الخالدة


" الصلوات الثلاث التي تقام أكراما لًلقديس أنطونيوس البادوي كل ثلاثاء "
بأسم الآب و الأبــن و الروح القدس الأله الواحـد، آمين *


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

1ـ أيها القديس أنطونيوس البادوي شفيعنا المعظم ،أنظر الى شقائنا و أرثَ لحالنا .
أرمقنا من علو السماء و تعهدنا بعونكَ . أبعد الآخطارالعديدة التي تحدقُ
بنا أثناء سفرنا من هذه الأرض ، أرض الظلمة وظلال الموت .
و كن لنا مرشداً أميناً ، و ترساً منيعاً ، و معزياً شفيقاً . نجنا من أخطار الروح و الجسد ،
حتى أذا حصلناعلى راحة البال و طمأنينة القلب ، نسعى بنشاطٍ و فرحٍ في أمرِ
خلاصنا الأبدي الذي به تتعلقُ سعادتنا الأبدية , آمـيـن .
( أبـانـا و الـسـلام و الـمـجـد )


2ـ أيها القديس أنطونيوس البادوي الشفيق الحنون ، كُنتَ في حياتكَ على الأرض ،
تبادر بأهتمام الى أغاثة المرضى و المبتلين بالعلل و الأسقام . فكانَ العُميان
و العُرج و يابسو الأعضاء يبرأؤن من كلِ أمراضهم و عاهاتهم ، بمُجرد حُضورِكَ عندهم ،
أو بمسهم طرفِ ثوبكَ.
فنسألكُ الآن ، و أنتَ ممجدُ في النعيم الخالد ، و قلبُكَ مضطرمُ أشّدَ الأضطرام بنار المحبة المقدسة ،
أن تتلطف و تنقذنا من جميعِ الأمراض و الأسقام الجسدية ، أو على الأقل تلتمسَ
لنا نعمةَ الصبرِ و الخضوعِ للأرادةِ اللألهية ، حتى أذا أحتملنا الأوجاعِ و الآلامِ غيرَ متذمرين ،
نحصلُ على خلاصِ نفوسنا ، فنفوزَ بالسعادة الأبدية , آمـيـن .
( أبـانـا و الـسـلام و الـمـجـد )


3ـ أيها القديس أنطونيوس البادوي الحنون و الشفيق المعظم ،
نراكَ مستعداً في كلِ حين لأغاثةِ الملهوفين و أنالةْ المعوزين .
فأنتَ تعلمُ كَثرةَ أحتياجاتنا الروحية و الزمنية .
فبادرْ أذن الى إسعافِنا ، يا شفيعَ المساكين ، و ملاذَ البائسين ، و فرجَ المكروبين .
و أسأل الله نجاتنا من الضيقِ و الشدائد ، أو الجلد و القوة على أحتمالها بصبرٍ و تسليم .
ثم أسأله لناعلى الخصوص النعم الملائمة لحالتِتنا ،
حتى نعيشَ و نموتَ كما يليقُ بعبيدِ المسيح الأمناء . آمـيـن .


( أبـانـا و الـسـلام و الـمـجـد )
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



_________________


النفس العفيـفة .. لاقيـمة توازيـها

 
قديم 17 - 10 - 2014, 03:35 PM   رقم المشاركة : ( 6575 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

صليب المسيح مرآة المسيحي

بحسب القديس أنطونيوس البادواني

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

تحدث الأب الأقدس في معرض تعليم الأربعاء عن القديس أنطونيوس البادوفاني (البادواني)، أو كما تتم تسميته أيضًا، أنطونيوس من ليسبونا، إشارة إلى مدينة مولده.



ووصفه البابا بـ "أكثر القديسين شعبية في كل الكنيسة الكاثوليكية" إذ لا يتم تكريمه في بادوفا وحسب بل في كل العالم.
بعد أن سرد البابا سيرة أنطونيوس ودخوله رهبنة القديس فرنسيس (ولقائه بفرنسيس أيضًا) تحدث عن أهميته، أولاً بالنسبة للرهبنة الفرنسيسكانية. فقد أسهم أنطونيوس بشكل حاسم في نمو الروحانية الفرنسيسكانية، بواسطة ذكائه الثاقب، اتزانه، حماسته الرسولية، وخصوصًا اتقاده الصوفي.
وذكر الأب الأقدس أن بيوس الثاني عشر قد أعلنه ملفاتًا للكنيسة الجامعة في عام 1946سابغًا عليه لقب "الملفان الإنجيلي"، لأن كتاباته تنضح بعذوبة وجمال الإنجيل.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مواقف الصلاة
وتوقف الأب الأقدس على استعراض تعليم أنطونيوس حول الصلاة فذكر أن هذه الأخيرة ما هي بالنسبة لأنطونيوس إلا علاقة حب، تدفع الإنسان إلى الحوار العذب مع الرب، في مناخ من الفرح يملأ النفس بدفء خاص.
ويوضح أنطونيوس أن ليست الحالة الخارجية هي التي تقرر قيمة ومعنى الصلاة بم الموقف القلبي. قال الأب الأقدس في هذا الصدد: "الصلاة بحاجة إلى مناخ صمت لا يتعلق بالانفصال عن الضجيج الخارجي، بل هو خبرة داخلية، تهدف إلى إزالة التشتتات التي تولدها اهتمامات النفس".
ويشمل أنطونيوس في الصلاة الحقة أربعة مواقف: انفتاح القلب بثقة على الله، التحاور معه بعطف، تقديم حاجاتنا إليها، تسبيحه وحمده.
ويشرح أن المحبة هي ركيزة ليس الصلاة وحسب بل كل الحياة المسيحية: "المحبة هي روح الإيمان، هي التي تحييه؛ من دون المحبة، يموت الإيمان".
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
غنى الفقراء
وعلى صعيد آخر، في زمن بدأت في المدن بالازدهار، وتزايد عدد الفقراء، مع تزايد عدد اللامبالين نحوهم، كان أنطونيوس يدعو إلى التفكير بالغنى الحق، غنى القلب، الذي يجعل الأشخاص صالحين ورحماء، ويجمع كنوزًا للسماء. كان يحض الناس بالقول: "أيها الأغنياء، صيروا أصدقاء للفقراء، استقبلوهم في بيوتكم: وسيكون الفقراء هم الذين سيستقبلوكم في المنازل الأبدية، حيث جمال السلام، ثقة الأمن، وغنى هدوء الاكتفاء الأبدي".
المسيح المصلوب مرآة الإنسان
ثم تطرق البابا أخيرًا إلى بعد آخر يميز اللاهوت الفرنسيسكاني وهو "محورية المسيح". وشرح أن أنطونيوس كان يتأمل بطبية خاطر، ويدعو إلى التأمل بأسرار بشرية الرب، وبشكل خاص، سر الميلاد، الذي يولد مشاعر حب وعرفان نحو الصلاح الإلهي.
وإلى جانب التأمل بالميلاد، كان أنطونيوس أسوة بسائر التقليد الفرنسيسكاني مولعًا بالتأمل بالمسيح المصلوب، الذي يعبر عن حبه للبشرية لما تحمله لأجل الإنسان من قِبَل الإنسان، فيقول: "المسيح، الذي هو حياتك، هو معلق أمامك، لكي تنظر إلى الصليب كمرآة. هناك يمكنك أن تعرف كم كانت جراحك مميتة حتى أن ما من دواء يستطيع شفاءها، إلا دم ابن الله. إذا نظرت جيدًا، يمكنك أن تحدس ما أعظم قيمتك وكرامتك البشرية... ليس هناك مكان آخر يستطيع الإنسان أن يجد فيه قدر قيمته، أكثر من النظر في مرآة الصليب"
 
قديم 17 - 10 - 2014, 03:41 PM   رقم المشاركة : ( 6576 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

اختارك الله فيدوم ثمرك

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لنضع في ذهننا أن الرب هو الذي جعلنا قادرين أن نخدم ليس كعبيدٍ لا يعرفون ما يعمل سيدهم، ولا كمن عندما يصنع عملًا صالحًا يتعالى، كما لو كان قد فعله بنفسه وليس بربه، وهكذا يتمجد لا في الرب بل في ذاته، خادعًا بذلك نفسه إذ يفتخر كمن لم ينل شيئًا (1 كو 4: 7).

ليتنا أيها الأحباء لكي ما نصير أحباء الرب نعلم ما يعمله سيدنا. فإنه هو الذي جعلنا ليس فقط بشرًا بل وأبرارًا، ليس نحن الذين جعلنا أنفسنا هكذا[1554].

* لا تقل: قبل أن أومن كنت أصنع أعمالًا صالحة ولذلك اختارني، فإنه أية أعمال صالحة تسبق الإيمان، إذ يقول الرسول: "وكل ما ليس من الإيمان فهو خطية" (رو 14: 23)[1555].

* إذن انظروا أيها الأحباء، إنه لم يختر الصالحين، وإنما جعل المختارين صالحين. "أنا اخترتكم وأقمتكم لتذهبوا وتأتوا بثمر ويدوم ثمركم" (16). أليس هذا هو الثمر الذي سبق فقال عنه: "بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئًا" (يو 15: 5)؟ لقد اختارنا وعيننا أن نذهب ونأتي بثمر، وبذلك ليس من ثمر يكون لنا لكي نحثه على اختيارنا... إننا نذهب لنأتي بثمر، وهو نفسه الطريق الذي فيه نذهب، والذي عيننا لنذهب فيه. هكذا هي رحمته للكل[1556].

* ليدم الحب، إذ هو نفسه ثمرنا.

هذا الحب في الوقت الحاضر يكمن في شوقنا وليس في كمال تمتعنا به، وكل ما نسأله خلال شوقنا هذا باسم الابن الوحيد يهبنا إياه الآب. أما ما نطلبه، ولا يخص خلاصنا فلا نظن أننا نطلبه باسم المخلص. فإننا نطلب باسم المخلص ما هو بالحقيقة يخص طريق خلاصنا[1557].

القديس أغسطينوس

"ليس أنتم اخترتموني بل أنا اخترتكم،

وأقمتكم لتذهبوا، وتأتوا بثمرٍ،

ويدوم ثمركم،

لكي يعطيكم الآب كل ما طلبتم باسمي". [16]

اختارهم ليس على أساس كفاءتهم أو حكمتهم أو صلاحهم، بل من قبيل حبه ونعمته المجانية.الله هو صاحب المبادرة،اختارهم قبل أن يختاروه هم أو يأخذوا قرارًا بهذا. وكما جاء في سفر التثنية: "إياك قد اختار الرب إلهك لتكون له شعبًا أخص من جميع الشعوب الذين على وجه الأرض، ليس من كونكم أكثر من سائر الشعوب التصق بكم الرب، واختاركم لأنكم أقل من سائر الشعوب، بل من محبة الرب إياكم..." (تث 7: 6-8).

إذ اختارهم "أقامهم" hetheka hymas أي وضعهم في مركز الخدمة (1 تي 1: 12)، متوجًا هامتهم بهذه الكرامة، وواهبًا إياهم ثقته فيهم كسفراء عنه يتسلمون شئون مملكته في هذا العالم. وهم في هذا يلتزمون بالعمل "لتذهبوا وتأتوا بثمرٍ ويدوم ثمركم". دعاهم ليحملوا النير في كل موضعٍ، يتنقلون من موضعٍ إلى آخر في العالم كله، لا يعرفون الاستكانة والراحة، بل العمل والجهاد والبذل، لكي يكون لهم ثمر كما في سائر الأمم (رو 1: 13). يرى الأب ثيؤدور أسقف المصيصة أن الكلمة اليونانية تعني "زرعتكم"، فبكونه الكرمة غرسهم كأغصان فيه.

سرّ نجاح الخدمة أن السيد المسيح هو الذي اختار التلاميذ والرسل وكان عونًا لهم يعمل فيهم وبهم. لذا لاق بمن يخدم في كرم الرب الآتي:

1. أن يغرسه الرب نفسه بيمينه أو يختاره للخدمة.

2. أن يثبت في الكرمة الحقيقية حتى يثمر ولا يجف.

3. أن يدرك أنه مدعو للعمل لا للخمول،فإن كان السيد المسيح قد بادر بالحب وباختيار تلاميذه، يلتزم المختارون أن يذهبوا ليعلنوا كمال حب الله للبشرية. مع مطالبتهم بالوحدة يسألهم ألا يلتصقوا ببعضهم بعضًا، بل ينطلقوا للكرازة، يشتركوا في رحلة الكنيسة عبر العالم ليتمتع بالمخلص (مر 16: 15).

4. أن ينتظر الثمر بطول أناة ولا ييأس،فإن الذي اختاره هو متكفل بتقديم الثمر الدائم.

5. أن ينسب كل ثمرٍ أو نجاح للرب.

"ويدوم ثمركم" ليس كسائر الفلاسفة الذين تلألأت فلسفتهم إلى حين ثم صارت ماضيًا قد عبر، وإنما ثمرهم هو في كنيسة الله التي لا تقوى عليها قوات الجحيم. يتسم المؤمن المحب بالاستمرارية في كل شيء، استمرارية في التمتع بكلمة الله [7]، واستمرارية في محبة المسيح [9-10]، واستمرارية في فرح المسيح [11]، واستمرارية في الإثمار [16].

علامة حبه ليس فقط أنه اختارهم وأقامهم للعمل وجعل ثمرهم مستمرًا، وإنما وهبهم أيضًا نعمة لدى الآب، فكل ما يطلبونه باسمه منه ينالونه.

* لنؤمن أنه مهما سألنا الآب ننال باسمه، لأن إرادة الآب هي أن نطلب خلال الابن، وإرادة الابن أن نطلب من الآب... لا تفهم من ذلك أن الآب غير قادر أن يفعل، وإنما توجد قوة واحدة تتكشف[1558].

القديس أمبروسيوس

* كأن السيد المسيح يقول لتلاميذه: أنا بادرت بحبكم.

القديس يوحنا الذهبي الفم

* لقد هيأتكم للنعمة. لقد غرستكم لكي تنطلقوا بإرادتكم، وتأتوا بثمر أعمالكم. أقول أنه يلزمكم أن تذهبوا بإرادتكم، فإن القول بأن تفعلوا شيئًا يعني أن تذهبوا في قلوبكم. أضاف بعد ذلك: "ثمركم يبقى"... ما نفعله من أجل الحياة الأبدية يبقى حتى بعد الموت. لنعمل لأجل الثمر الذي يبقى[1559].

* لماذا سأل بولس الرب ثلاث مرات ولم يتأهل أن يُسمع له (2 كو 12: 8)؟ يطلب المسيح من المبشر العظيم أن يسأل باسم الابن؟

لماذا لم ينل ما سأله؟

اسم الابن هو يسوع الذي يعني "الخلاص". من يسأل باسم المخلص يطلب ما يخص خلاصه الواقعي. فإن كان ما يسأله ليس لصالحه فإنه لا يطلب من الآب باسم يسوع. لهذا يقول الرب لرسله عندما كانوا لا يزالوا ضعفاء: "إلى الآن لم تطلبوا شيئًا باسمى" (يو 16: 24). هذا هو السبب الذي لأجله لم يُسمع لبولس. لو أنه تحرر من التجربة لما كان يوجد ما يعينه على خلاصه...

لاحظوا طلباتكم. هل تسألون من أجل مباهج الخلاص؟ "اطلبوا أولًا ملكوت الله وبرّه، وهذه كلها تزاد لكم" (مت 6: 33)[1560].

البابا غريغوريوس (الكبير)

"بهذا أوصيكم حتى تحبوا بعضكم بعضًا". [17]

يمزج السيد المسيح الحب لله بالحب للاخوة [12، 17]، مقدمًا نفسه مثالًا لنا إذ أحبنا وبذل ذاته عنا [13]، ودعانا أحباء [14]، وكشف لنا أسراره [15]، واختارنا [16]، وأقامنا لخدمته [16]، وأعطانا نعمة لكي تقبل طلباتنا باسمه لدى الآب... هذا كله نرده له بحبنا لاخوتنا.

* بمعنى إني أخبرتكم بأني أضع حياتي لأجلكم لا للتوبيخ، أو لأني أجرى لكي ألتقي بكم، وإنما لكي أقودكم إلى الصداقة.

القديس يوحنا الذهبي الفم

* هذا هو الثمر الذي لا يمكننا أن نقتنيه بعيدًا عنه، كما أن الأعضاء لا تقدر أن تفعل شيئًا بدون الكرمة. ثمرنا هو المحبة التي يشرحها الرسول أنها: "من قلبٍ طاهرٍ وضميرٍ صالحٍ وإيمانٍ بلا رياء" (1 تي 1: 5). هكذا نحب بعضنا البعض، وهكذا نحب الله. فإنه لن يكون حبًا حقيقيًا لبعضنا البعض إن كنا لا نحب الله. فإن كل واحد يحب أخاه كنفسه إن كان يحب الله. وأما من لا يحب الله فلا يحب نفسه[1561].
 
قديم 17 - 10 - 2014, 03:43 PM   رقم المشاركة : ( 6577 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

متى تصبح قراءة الإنجيل عبثاً، و دينونة مضاعفة ؟!؟

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فليتها تكون ساعة الآن لنقتحم أنفسنا ونكسر عنادها وكبرياءها ونطرح كل ملذتها ومخاوفها، وننحاز إلى صوت الله ونتبعه.

"أذكر من أين سقطت وتب واعمل الأعمال الأولى وإلا فانى آتيك عن قريب وأزحزح منارتك من مكانها إن لم تتب." (رؤ5:2)

ربما شهوة التعظم والرئاسة، ربما النجاسة، ربما العداوة والحقد والبغضة من أجل نفسك، ربما خيانة، ربما قسوة وظلم ..

وتعويج للقضاء، ربما عدم أمانة وسرقة واختلاس وغش ومحبة الربح القبيح، ربما الكذب، ربما عدم الثقة بالله والإعتماد على المال وتأمين المستقبل..

وربما يكون شىء أكثر من ذلك كله، إذ تكون هارباً بجملتك من وجه الله وليس لك مستقر لرجلك فى أرض السلام، وتحاول أن تخفى وجهك منذ الآن من الجالس فوق العرش:

"غمضوا عيونهم لئلا تبصر". فى كل هذا تصبح قراءة الإنجيل عبثاً، وسماع الإنجيل دينونة مضاعفة.


أبونا متى المسيكن
 
قديم 17 - 10 - 2014, 03:45 PM   رقم المشاركة : ( 6578 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

غذاء الروح

الأنبا انطونيوس الكبير

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


كما أن الأشجار إن لم تشرب من الماء لا يمكنها أن تنمو، هكذا النفس إن لم تقبل الفرح السماوي لا يمكنها أن تنمو وتصعد إلى العلاء.

أما النفوس التي قبلت الروح والفرح السمائي فهي التي تستطيع الارتفاع إلى العلاء... فقد انكشفت لها أسرار ملكوت السموات وهي بعد في الجسد، ووجدت دالة قدام الله في كل شيء، وكملت لها جميع طلباتها.

النفس دائمًا تتربى بهذا الفرح وتسعد به، وبه تصعد إلى السماء، فهي كالجسد لها غذاؤها الروحي.

القديس العظيم الأنبا أنطونيوس الكبير
 
قديم 17 - 10 - 2014, 03:47 PM   رقم المشاركة : ( 6579 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

مستعدين دائماً لمجاوبة كل من يسألكم عن سبب الرجاء الذي فيكم

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
+ قدسوا الرب الإله في قلوبكم، مستعدين دائماً لمجاوبة كل من يسألكم عن سبب الرجاء الذي فيكم بوداعة وخوف (1بطرس 3: 15)
يظن البعض أن الكلام والرد على الناس لإقناعهم بالمسيح والمسيحية، أنه تمم آية الرسول متغاضياً عن الحق الذي فيها، لأن قبل أن نتكلم ينبغي أن نعيش ما كتبته الرسول بالترتيب:
1 - قدسوا الرب الإله في قلوبكم
2 - الرجاء في قلوبكم
3 - مجاوبة من يسأل عن سبب هذا الرجاء
4 - وداعة وخوف (تقوى)
فالموضوع مش كلام بنقدمه للناس بل شهادة حياة خارجه من تقديس الله في القلب والحياة بالتقوى أولاً في وداعة، والتقوى ظاهرة في حياتنا حينما نقوم بأعمالنا بكل أمانة بإخلاص، وفي وسط مشاكلنا يظهر فينا الهدوء والسلام والاتكال على الله برجاء حي مع محبة ظاهرة في احترامنا للجميع وتقدير صورة الله في كل إنسان، وحينما يرانا الناس هكذا يسألونا عن سبب هذا الرجاء فنُجيب عن سبب الحياة الظاهرة فينا أمامهم بكل تواضع ووداعة قلب في المحبة... وهذا هو قصد الرسول...

فلا تَهملوا عمل أيديكم بحجة ان هذا من العالم؛ لأن العمل هو الذي يكشف قوة عمل الله في النفس، وهذا يظهر في الأمانة وعمل كل شيء بإتقان وتدقيق في حكمة وتدبير حسن، فالطالب المسيحي هو شخص أمين في تحصيل دروسه ومجتهد في حضوره المدرسة أو المحاضرات، لا يغيب أو يتوانى أو يتأخر في الحضور وينتبه لكل ما يُقال بتركيز عالي وتفاعل إيجابي، والموظف المسيحي الحي بالله هو شخص أمين مجتهد جداً في وظيفته لا يهمل ولا يتحجج لكي يتغيب عن العمل أو يعمل عمله برخاوة، والمدير أو المسئول يتفانى في عمله ولا يحابي بالوجوه ولا يضر أحد أو يعطي حق لواحد على غير حقه، أو يظلم شخص أو يتقرب لآخر على حساب آخر، وهكذا كل واحد في موضعه يفعل حسب الأمانة الموضوعة عليه بلا محاباة أو ميل غير منضبط في الحق، لأن بسلوكه يشهد أن كان حقاً له شركة مع الله في الحق ويسلك في النور، أم أن قلبه خالي من محبة الله وعمل النعمة ويسير في الظُلمة..

فعموماً كل عمل يتم بأمانة وإخلاص يُظهر قوة النعمة التي تملك على قلب الإنسان، لأن أن لم نستطع أن نكون أمناء كيف نستطيع أن نشهد لإيماننا الحقيقي بالله، لأن العالم اليوم لا يحتاج لكلمات تشهد عن الله، بل يحتاج إنجيل حي مقروء من جميع الناس، لأن الإنجيل حي ناطق في الإنسان المسيحي الذي أساس حياته وصخرته رب الجنود الكامل شخص المسيح الحي الأساس المبني عليه، لذلك لا ينبغي أن نتوانى عن التأمل والصلاة الدائمة التي من خلالها نتشرب من قوة النعمة وصلاح الله لتنطبع علينا صورة مسيح القيامة والحياة، وكل هذا يظهر في عمل أيدينا الذي منه نستطيع ان نأكل ونحيا في هذا العالم، لأننا من خلال أمانتنا في كل شيء نُظهر القوة التي فينا ونشهد للعالم أن المسيحي الحقيقي الحي بالله هو أكثر شخص قادر على أن يحافظ على المجتمع ويرفعه لمرتبة المجد السماوي بتعب يدية التي تتبارك بقوة نعمة الله التي تسكنه...

وعلينا أيضاً أن نحرُس قلوبنا مقابل كل الأفكار الغريبة عن روح المسيح؛ كي لا ينشغل القلب بأي شيء آخر، أو بأي عمل غريب غير صالح من أعمال العالم الساقط من جهة شهوة الجسد وشهوة العيون وتعظم المعيشة؛ بل علينا أن نفحص ذواتنا على ضوء كلمة الله الحية لنعلم من أين تأتي عثراتنا لكي نتجنبها فتنضبط حياتنا ونسلك في النور.
  • وطبعاً أن وجدنا ميل باطل في قلوبنا لا نتخلى عن حياتنا مع الله، بل هذا يجعلنا نقدم توبة سريعة ونمسك بالحياة طالبين قوة ومعونة النعمة المُخلِّصة، لأن المسيح الرب هو طبيب النفس الشافي، وكل من يأتي إليه بإيمان يُشفى وينال عوناً في حينه....
 
قديم 17 - 10 - 2014, 06:26 PM   رقم المشاركة : ( 6580 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يوحنا 2: 6
6 مَنْ قَالَ: إِنَّهُ ثَابِتٌ فِيهِ يَنْبَغِي أَنَّهُ كَمَا سَلَكَ ذَاكَ هكَذَا يَسْلُكُ هُوَ أَيْضًا.


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


عرفنا الامتحان الأول –
الطاعة وحفظ وصاياه (ع 4). ...

هنا الامتحان الثاني –
السلوك كما سلك هو.
قال الرب في صلاته للآب "ليسوا من العالم كما أني أنا لست من العالم، وأيضاً كما أرسلتني إلى العالم أرسلتهم أنا إلى العالم" (يو 17: 16، 18).
فالمؤمنون ليسوا من العالم كما أنه ليس من العالم لأنهم مولودون ثانية ولهم حياته فيهم.
هم فيه وثابتون فيه لذلك ينبغي أن يسلكوا كما سلك هو.
قال الرب يسوع
"في ذلك اليوم تعلمون أني أنا في أبي وأنتم فيَّ وأنا فيكم" (يو 14: 5)
المسيح فيَّ وأن فيه.
ليس ذلك فقط لكن ثابت فيه قريب منه وملتصق به دائماً.
للرسول يوحنا كلمات خاصة معروفة عنه في الإنجيل وهنا في الرسالة:
فهو يتكلم كثيراً عن المحبة وعن الحق وعن الثبات "اثبتوا فيَّ وأنا فيكم" (يو 15: 4) ويقول في ع 5 "أنا الكرمة وأنتم الأغصان. الذي يثبت فيَّ وأنا فيه هذا يأتي يثمر كثير. لأنكم بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئاً".
الغصن لا يقدر أن يأتي بثمر من ذاته إن لم يثبت في الكرمة كذلك أنتم أيضاً إن لم تثبتوا فيَّ.
الذي يثبت في المسيح ينبغي أن يسلك كما سلك هو.
ما دام الغصن ثابتاً في الكرمة فضرورة حتمية أن يأتي بثمر وأيضاً ما دام المؤمن ثابتاً في المسيح فضرورة حتمية أن يسلك كما سلك هو.
يتمثل به في سلوكه.
طالما الغصن ثابت في الكرمة يأخذ من عصارة الكرمة فيأتي بالثمر تلقائياً.
لما نثبت فيه نسلك مثله لكن لا نصبح مثله فهو ليس فيه طبيعة فاسدة ولا يعرف خطية ولكننا سنكون مثله عندما يجيء وتبطل الخطية ويغيِّر الأجساد ونكون على صورة جسد مجده.
أما الآن فنقتفي آثار خطواته ونسلك كما سلك هو وذلك بقوة الثبات في الرب.
.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 09:53 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024