![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 65461 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() فقالَ له يسوع: ((اِذهَبْ! إِيمانُكَ خلَّصَكَ)). فأَبصَرَ مِن وَقتِه وتَبِعَه في الطَّريق. "إِيمانُكَ خلَّصَكَ" فتشير إلى ربط الخلاص بالإيمان. والخلاص هو باستعادة البصيرة. إنّها العبارة ذاتها قالها الربّ يسوع للمنزوفة التي شفاها: "إِيمانُكِ خَلَّصَكِ، فَاذهَبي بِسَلام" (مرقس 5: 34). توضّح هذه العبارة معنى لقاءه مع الأعمى من خلال إعادة البصر والبصيرة إلى الأعمى لأنه آمن بيسوع ودعاه. ولم يكلف الأعمى أكثر من أن يؤمن ويطلب. فكافأه يسوع بفضل إيمانه فوهب له نعمة البصر والبصيرة. وهذا ما حدث أيضا في أريحا مع راحاب الزانية التي خُلصت بسبب إيمانها (يشوع 2: 1-24). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 65462 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() فقالَ له يسوع: ((اِذهَبْ! إِيمانُكَ خلَّصَكَ)). فأَبصَرَ مِن وَقتِه وتَبِعَه في الطَّريق. "فأَبصَرَ" فتشير إلى أنه أبصر من يريد أن يرى ألا وهو وجه المسيح الذي شفاه. وقف الأعمى أمام النور، فامتلأت عيناه نوراً، وقف أمام ابن الله، فأمتلأ كيانه نعمة وبراً.فكان له من يسوع ما أراد، رحمةً وبَصراً. فالله هو الذي يعطي البصر (خروج 4: 11)، وهو الذي يفتح عيون العميان (مزمور 146: 8)، وفي هذا الصدد يقول النبي أشعيا أنّه في أزمنة الخلاص وفي الأزمنة المسيحانيّة، "تُبصِرُ عُيونُ العُمْيانِ بَعدَ الدَّيجورِ والظَّلام " (أشعيا 29: 18)، "حينَئِذ تتَفتَحُ عُيوِنُ العُمْيان وآذانُ الصُّمِّ تَتَفَتَّح" (أشعيا 35: 5). بعد خطيئة الإنسان الأول لم يعد يستطيع الإنسان رؤية الله والتعرف عليه أو تحمّل حضوره (التكوين 3: 5-6) بعكس ما حدث اليوم في شفاء الأعمى اخذ يبصر من يريد أن يرى ألا وهو وجه الشخص الذي شفاه بصورة واضحة واتبعه بكل فرح دون أن يختبا منه كما فعل الإنسان الأول مع الله تعالى. وفي أسفل الصليب نجد شخصاً آخراً قادراً على الرؤية مثل اعمى أريحا، إنه قائد المئة الذي رأى يسوع (مرقس ظ،ظ¥: ظ£ظ¨)، فأدرك أن هذا الرجل هو ابن الله (مرقس 15: 38). وهذا الأمر يذكرنا بأهم أطروحات أفلاطون، التي تنطوي على البصر كأساس للمعرفة. أن شفاء برطيماوس هو آخر شفاء ليسوع في إنجيل مرقس وذلك ليربط تعليم يسوع السابق عن معاناة وموت ابن الإنسان بنشاط ابن داود في اورشليم. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 65463 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() فقالَ له يسوع: ((اِذهَبْ! إِيمانُكَ خلَّصَكَ)). فأَبصَرَ مِن وَقتِه وتَبِعَه في الطَّريق. "مِن وَقتِه" في الأصل اليوناني خµل½گخ¸ل½؛د‚ (معناها في الحال) فتشير إلى إعلان عن قدرة المسيح حيث نال الأعمى الشفاء الفوري. وهذه العبارة متكررة ومن ميزات إنجيل مرقس. أمَّا عبارة "تَبِعَه" في الأصل اليوناني ل¼*خ؛خ؟خ»خ؟ل½»خ¸خµخ¹ (معناه راح يتبعه مما يدل على الاستمرارية) فتشير إلى التلمذة وانضمام الأعمى إلى مجموعة الذين كانوا يتبعون يسوع (متى 8: 10). فجعله يسوع تلميذا يسير وراءه، وهكذا بدأ الأعمى مسيرته مع يسوع نحو اورشليم لحضور العيد. ودخل الأعمى في موكب يسوع إلى اورشليم في مسيرته إلى الآلام والموت، بعكس الغني الذي انسحب حزينا (مرقس 10: 17-27). وبهذا نفهم قول يسوع في انقلاب المصير "كثيرٌ مِنَ الأَوَّلينَ يَصيرونَ آخِرين، والآخِرونَ يَصيرونَ أَوَّلين" (مرقس 10: 31). يسوع هو الملك الذي يستقبله الناس ويدخلون معه بفرح إلى المدينة (لوقا 18: 35) وهكذا دخل الأعمى في موكب يسوع مع من دخلوا. واكتمل إيمان الأعمى في السير وراء يسوع نحو أورشليم. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 65464 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() فقالَ له يسوع: ((اِذهَبْ! إِيمانُكَ خلَّصَكَ)). فأَبصَرَ مِن وَقتِه وتَبِعَه في الطَّريق. "الطَّريق" فتشير إلى الطريق المؤدية إلى اورشليم أي نحو تحقيق الحدث الخلاصي في الموت والقيامة. فالسيد المسيح دعا تلاميذه إلى طريق الصليب "مَن أَرادَ أَن يَتبَعَني، فَلْيَزْهَدْ في نَفْسِه ويَحمِلْ صَليبَه ويَتبعْني" (مرقس 8: 34). بدّل يسوع موقع الأعمى من جانب الطريق حيث القى رداءه، إلى الطريق، حيث يسوع هو الطريق "والنُّورُ الحَقّ الَّذي يُنيرُ كُلَّ إِنْسان آتِياً إلى العالَم" (يوحنا 1: 9). مستحيل أن يرى الإنسان نور الرّب ولا يتبعه. جاء برطيماوس إلى يسوع أعمى ومحتاجا، ثم تبعه مفتوح العينين بصيرا شاكراً، هذه هي طريق التلمذة للربّ يسوع. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 65465 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() صرخة تصميم صرخة الأعمى الملحَّة أوقفت يسوع بطلب الرحمة " رُحْماكَ، يا ابنَ داود، يا يَسوع " (مرقس 10: 49)، بالرغم من أن "َانَتهَرَه أُناسٌ كثيرونَ لِيَسكُت، فَصاحَ أَشَدَّ الصِّياح (مرقس10: 48). والله يستجيب صرخة كهذه تتميز بالتصميم والعزم كما يقول صاحب المزامير "هَذَا المِسكِينُ صَرَخَ، وَالرَّبُّ اسْتَمَعَهُ" (مزمور 34: 7)، ويُعلق البابا فرنسيس "إنّ وضع الفقر لا يُعبّر عنه بكلمة واحدة ولكنّه صرخة تخترق السماء لتصل إلى الله. يمكننا أن نسأل أنفسنا: كيف يمكن لهذه الصرخة التي تصل إلى الله ألا تصل إلى آذاننا وتتركنا غير مبالين؟" (رسالة البابا فرنسيس بمناسبة اليوم العالمي للفقراء 2018). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 65466 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() انتهر الناس أعمى أريحا إذ كانوا يعتبرونه خاطئا نظراً لعماه. وقدَّروا أنه لا ينبغي ليسوع المسيح أن يتصل بالخاطئين، فحاولوا أن يردُّوا الأعمى عن يسوع. لكن الأعمى ألحَّ ودعا يسوع، ويسوع لا يردُّ أحداً خائبا يطلب الرحمة بإلحاح. فدعاه أن يأتي إليه؛ ألم يقل يسوع "تَعالَوا إِليَّ جَميعاً أَيُّها المُرهَقونَ المُثقَلون، وأَنا أُريحُكم" (متى 11: 28). وهكذا وقف الأعمى أمام النور، فامتلأت عيناه نوراً. طلب الرحمة بإلحاح من يسوع الذي يعطي الإنسان مراده من سعة رحمته. وهذا ما نعبر عنه في صلواتنا الكنسية عندما نطلب الرحمة الإلهية أولاً ومن ثم حاجاتنا قائلين: "ارحمنا يا الله كعظيم رحمتك، نطلب منك، فاستجب وارحم". كان برطيماوس ضريرًا، ولكنّ قلبه ظل بصيرًا، حيًّا ينبض بالرغبة في النور، في الصدق والحقّ. وفي عمق ألمه وضيقه آمن بيسوع، بقدرته العظيمة على فهم واقعه ووجعه، وبرغبته في التضامن معه. إنّها خبرة روحيّة عميقة، بدأت بسماع برطيماوس عن يسوع وعن محبّته للمرضى والخطأة والمتألّمين، ففهم مقدار المحبّة التي تملأ يسوع، وعليها وضع رجاءه وأمله، ولذا خرجت صرخة برطيماوس قويّة، مدوّية، كلّها ثقة وعزم وتصميم. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 65467 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() صرخة وضوح ظهرت صرخة الوضوح في جواب الأعمى ليسوع عندما سأله: ((ماذا تُريدُ أَن أَصنَعَ لكَ؟)) قال له الأعمى: ((رابُوني، أَن أُبصِر (مرقس 10: 51). فلماذا يطلب يسوع من الأعمى ((ماذا تُريدُ أَن أَصنَعَ لكَ؟))، وهو يعرفُ كلَّ ما يحتاجُ إليه قبلَ أن يسألَه؟ قد نستغربُ ذلك، إلا إذا فهِمْنا أنَّ يسوع لا يريدُ أن يَعرِفَ منّه ما يرغبُ فيه، فهو لا يجهلُ ذلك، فهو يعرفُ حاجته، لكن ينبغي على الأعمى أولا أن يحدِّدَ بوضوح طلباته لنفسِه فيعرفَها ويصبِرَ عليها أمامَ يسوع. فقد قالَ بولس الرسول: "لِتكُنْ طَلَباتُكم معروفةً لدى الله" (فيلبي 4: 6). لقد طلب الأعمى بوضوح من يسوع البصر، وليس الصدقة بالرغم من كونه شَحَّاذ فقير عْمى جالِساً على جانِبِ الطَّريق (مرقس 10: 48). فلمّا سُئل أجاب أنه يطلب البصر لعينيه، أزال كل تشويش وأظهر للجميع إيمانه بالمسيح. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 65468 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() يريدُ يسوع أن يزدادَ الأعمى شوقًا إليه من خلالِ صرخة صلاته، حيث أنه بها يعدَّ نفسَه لإدراكِ وقبولِ ما يريدُ أن يمنحَه إياه. لأنَّ هبتَه كبيرةٌ جدًّا، أكبرُ ممّا يقدرُ أن يُدرِكَ. ولهذا قال لنا بولس الرسول: "افتَحُوا قُلُوبَكُم" (2 قورنتس 6: 13). وإنَّه يزدادُ كفاءةً لتقبُّلِ ما يطلبه بقدرِ ما يزدادُ فيه صدقُ إيمانِه، وثباتُ رجائِه واضطرامُ شوقِه. صلَّى الأعمى بصرخة شديدة واضحة لينبَّه نفسه بهذه الصلاة الخارجية وليحثَّ نفسه على الصلاة. لقد صلَّى بصرخة يُسندها الإيمان والرجاء والمحبة. وفي هذا الصدد قالَ الرسول بولس: "لا تَكُفُّوا عَنِ الصلاة" (1 تسالونيقي 5: 17). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 65469 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() نبّه الأعمى نفسه بصرخة صلاته إلى ما يرغب فيه في داخله، خوفا من أن تبرد الرغبة التي بدأت فيه ثم تنطفئ بالفتور ما لم تؤجج بصرخة أشد " فَصاحَ أَشَدَّ الصِّياح" (مرقس 10: 48). لقد كان الأعمى صاحب ثقة يستبعد كل همّ وكل خوف وكل حاجز (لوقا 12: 22 -32). الجدير بالذكر أن الأعمى لم يطلب الشفاء مباشرة بل هتف قائلا "رُحْماكَ، يا ابنَ داود!". ولم يتوقف الأعمى عن طلب الرحمة رغم زجر أُناس كثيرين له لِيَسكُت. الإنسان يطلب الرحمة عندما يعي أن كل ما يلقاه هو عدل. الرحمة تتجاوز العدل وطلب الرحمة يفترض توبة ومن أهم عناصرها الإقرار بالخطيئة. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 65470 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() صرخة إيمان لم تكن صرخة الأعمى صرخة تصميم ووضوح بل كانت صرخة إيمان أيضا كما تبيّن من كلمات يسوع: "اِذهَبْ! إِيمانُكَ خلَّصَكَ" (مرقس 10: 52). الإيمان وحده يكفي للخلاص. آمن برطيماوس بيسوع، ابن داود، الذي " بِوُسعِه أَن يَرْفُقَ بِالجُهَّالِ الضَّالِّين لأَنَّه هو نَفْسُه مُتَسَربِلٌ بِالضُّعْف" (عبرانيين 5: 2). عاش يسوع مع البشر ووسطهم، عرف مشاعرهم، وآمالهم وأوجاعهم، كما قال صاحب الرسال إلى العبرانيين "لَقَدِ امتُحِنَ في كُلِّ شَيءٍ مِثْلَنا ما عَدا الخَطِيئَة " (عبرانيين 4: 15). وبعكس الجمع، هذا الأعمى يرى بأعين الإيمان. وبفضل هذا الإيمان يملك توسّله قوّة فعّالة. إيمانه فتح له درب الخّلاص ووجد نفسه وسط العديد من الذين نزلوا إلى الطريق لرؤية يسوع. |
||||