منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22 - 01 - 2022, 12:31 PM   رقم المشاركة : ( 65051 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,792

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



ما هو مفهوم التوبة؟

إن الله يدعو البشر ليدخلوا في شركة معه. إلا أن الأمر يتعلق ببشر خطأة، خطأة بالولادة (مزمور 51: 7)؛ فبمعصية آدم، أبيهم الأول، دخلت الخطيئة العالم كما يقول بولس الرسول (رومة 5: 12)، ومنذ ذاك وهي تسكن فيهم داخل عمق أعماق الـ "أنا" الإنسانية كما اختبر بولس الرسول" فإِذا كُنتُ أَفعَلُ ما لا أُريد، فلَستُ أَنا أَفعَلُ ذلِك، بلِ الخَطيئَةُ السَّاكِنةُ فِيَّ" (رومة 7: 20).





الأب لويس حزبون - فلسطين
 
قديم 22 - 01 - 2022, 12:31 PM   رقم المشاركة : ( 65052 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,792

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



نحن جميعا أيضا خطأة بذنب شخصي،
لأن كل واحد منَّا "بِيعَ لِيَكونَ لِلخَطيئَة" (رومة 7: 14)،
إذ قبل برضاه نير الشهوات الخاطئة (رومة 7: 5)؛

ومن ثمة فإن تلبية نداء الله سيتطلب منا،

بادئ ذي بدء، اهتداء على امتداد الحياة، استعدادا للتوبة.

فمن أجل ذلك يحتل الاهتداء والتوبة مكاناً بارزاً في وحي الكتاب.






الأب لويس حزبون - فلسطين
 
قديم 22 - 01 - 2022, 12:32 PM   رقم المشاركة : ( 65053 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,792

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


تنوّه بعض الصيغ في الكتاب المقدس بموقف الإنسان الذي يُعدّ ذاته طواعية إلى التوبة عن طريق السير مع الله:

وبالتحديد "البحث عن الرب" (عاموس 5: 4، هوشع 10: 12)،

"البحث عن وجهه" (هوشع 5: 15)،
"الاتضاع أمامه" (1 ملوك 21: 29)،

"توطيد القلب فيه" (1 صموئيل 7: 3).

أكثر المفردات استعمالاً للتعبير عن التوبة في العهد القديم هي فعل "ש×پוض¼×‘ض¸×”"، الذي يُعبِّر عن فكرة تغيير الطريق، والعودة، والتراجع كما هي الحال في اللغة الآرامية ×کובו أي "ارجعوا".

وهذا الفعل يعني، في الإطار الديني، أننا نحيد عما هو شرير ونتجه نحو الله ونعود دون شرط إلى إله العهد.
فهذا تعريف جوهر الاهتداء، الذي يقتضي تغييراً في السلوك، واتجاهاً جديداً في أسلوب الحياة.

وفي حقبة متأخرة، أخذ التمييز يتضح وضوحاً متزايداً بين وجه التوبة الباطني، وبين الأفعال الخارجية التي تفرضها.






الأب لويس حزبون - فلسطين
 
قديم 22 - 01 - 2022, 12:34 PM   رقم المشاركة : ( 65054 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,792

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




استخدم العهد الجديد لتعبير عن التوبة اللفظة اليونانية خ¼خµد„ل½±خ½خ؟خ¹خ± (معناها تغيير في العقلية أي الندامة).

التوبة تعني تبديل في القلوب والنظر في الأمور.
وتستهدف الرجوع الذاتي في الباطن وتحوّل من الخطيئة إلى البر؛ وهي تقتضي بالتالي تغييراً في السلوك واتخاذ اتجاها جديدا في أسلوب التصرف بالحياة كله.

الله الذي يعمل وما علينا إلاَّ أنْ نتجاوب مع ندائه بعمل ظاهر.

فالتوبة تقتضي أن نقيم اعتباراً لهذين الوجهين الخارجي والباطني المتميزين، مع كونهما متكاملين أوثق تكامل.








الأب لويس حزبون - فلسطين
 
قديم 22 - 01 - 2022, 12:35 PM   رقم المشاركة : ( 65055 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,792

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






ركّزت كرازة يوحَنَّا المعمدان على موضوع الدعوة إلى التوبة " يُنادي بِمَعمودِيَّةِ تَوبَةٍ لِغُفرانِ الخَطايا" (لوقا 3: 3).
كانت الدعوة متَّجهة إلى التوبة العمليّة والسلوك: تقويم الطُّرُقُ الـمُنعَرِجَةُ وتسهيل والوَعْرَةُ"(لوقا 3: 5)، دعوة لترك كل طريق معْوج أو مُلتو، فإنه لن يُبصر أحد الخلاص وهو قابع في شرِّه واعوجاج حياته. ولذلك تتطلب التوبة أنَّ نحوّل وجوهنا إلى الجهة المقابلة، أن نتحوّل 180 درجة من جهة التركيز على الذات، الذي يؤدي إلى تصرفات خاطئة مثل الكذب، والخداع، والسرقة، والنميمة، والانتقام، والفساد، وخطاي الجنس، إلى إتباع طريق الله ووصاياه.
والتوبة تعني إذن التطهّر من الخطيئة، وتقويم اعوجاج القلب والعقل، وردم وِديان النزوات المُنحرفة، وهدم الادعاءات والكبرياء، ومقاومة الأنانيّة الّتي تُدمّر وتُفسد علاقاتنا مع القريب والتغلَب عليها. ومن هذا المنطلق فأن التوبة تُعِدُّ الناس لعطيَّة الملكوت كما جاء في نبوءة أشعيا "فأغتَسِلوا وتَطَهَّروا وأَزيلوا شَرَّ أَعْمالِكم مِن أَمامِ عَينَيَّ وكُفُّوا عنِ الإِساءَة"(أشعيا 1: 16).وقد استخدم يوحَنَّا المعمودية كعلامة التوبة ومغفرة الخطايا. وكان اليهود قد استخدموا المعمودية علامة لقبول كل من يعتنق اليهودية.







الأب لويس حزبون - فلسطين
 
قديم 22 - 01 - 2022, 12:36 PM   رقم المشاركة : ( 65056 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,792

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






يسوع أرسل خلال حياته الأرضية الرسل ليكرزوا بالتوبة ويُبشروا بإنجيل الملكوت (مرقس 6: 12).

ثم بعد قيامته جدَّد لهم هذا التكليف بالرسالة.

ولذا فإنهم سينطلقون للدعوة باسمه بين جميع الأمم، إلى التوبة لغفران الخطايا كما جاء في إنجيل لوقا "تُعلَنُ بِاسمِه التَّوبَةُ وغُفرانُ الخَطايا لِجَميعِ الأُمَم، اِبتِداءً مِن أُورَشَليم"(لوقا 24: 47)، لأن الخطايا ستغفر لكل من يَغفر كهنة الرب لهم كما أوصى يسوع "مَن غَفَرتُم لَهم خَطاياهم تُغفَرُ لَهم، ومَن أَمسَكتُم عليهمِ الغُفْران يُمسَكُ علَيهم " (يوحَنَّا 20: 23).







الأب لويس حزبون - فلسطين
 
قديم 22 - 01 - 2022, 12:37 PM   رقم المشاركة : ( 65057 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,792

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






التوبة تتطلب الاهتداء أخلاقياً أولا، وقد كان يسوع قد سبق فدعاهم إليه.
ويردّ الله على هذه التوبة بمنح غفران الخطايا أعمال الرسل 2: 38، 3: 19، 5: 31) ثم بقبول العماد وهبة الروح القدس (أعمال الرسل 2: 38).
ومع ذلك فإنه فضلاً عن التحوّل الأدبي، ينبغي أن يتضمن الاهتداء ثانيا فعل إيمان إيجابي بالمسيح، "راعي نُفوس وحارِسِها" (1 بطرس 2: 25)، ويقول إقليمنضس "إن كل الأبواب مفتوحة لمن يتوب توبة قلبية صادقة، وان الآب يقبل بفرح الابن الذي يتوب حقا" (39: 2؛ 42).






الأب لويس حزبون - فلسطين
 
قديم 22 - 01 - 2022, 12:38 PM   رقم المشاركة : ( 65058 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,792

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






ما هي مسيرة التوبة؟

للتوبة جانبان: البعد عن الخطيئة والاقتراب من الله.
لذلك تتطلب التوبة الداخلية توبة خارجية لها كما جاء في نبوءة "مَزِّقوا قُلوَبَكم لا ثِيابَكم ورجعوا إلى الرَّبِّ إِلهكم" (يوئيل 2: 12-13).

ولنيل المغفرة يجب التوبة داخليا وخارجيا لتجديد الحياة، وهذا الجهد يتطلب مسيرة على الصعيد الماضي والحاضر والمستقبل






الأب لويس حزبون - فلسطين
 
قديم 22 - 01 - 2022, 12:39 PM   رقم المشاركة : ( 65059 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,792

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






التوبة على الصعيد الماضي:

تقوم التوبة على الصعيد الماضي على فحص الضمير والندامة حيث أنَّ الله لا يغفر خطايانا قبل أن نأتي إليه بفحص الضمير والندامة. ويقوم فحص الضمير عن طريق العودة إلى الذات وبحث الإنسان عن خطاياه الشخصية التي يكون قد ارتكبها سواء أكان بالفكر أو القول أو بالفعل أو بالإهمال ضد وصايا الله ووصايا الكنيسة ووجباته الشخصية.

وتقوم الندامة على ملاقاة الإنسان من أخطأ إليه، والذي هو الله والقريب والذات والتأسف على ما ارتكب من الخطايا. لولا الندامة لما حصلت المرأة الخاطئة على المغفرة من يسوع (لوقا 7: 27) ولا ابن الشاطر (لوقا 15: 12) ولا العشار (لوقا 18: 10). ولكي تكون الندامة مقبولة لدى الرب يجب أن تكون باطنية أي أن تكون صادرة من قلبٍ مستحقٍ متواضعٍ كما يقول الرب "إِرجعوا إِلَيَّ بكُلِّ قُلوبِكم" (يوئيل 2: 12). ويردّ الله على هذه الندامة بمنح غفران الخطايا كما جاء في عظة بطرس الرسول الأولى " فقالَ لَهم بُطرُس: ((توبوا، وَلْيَعتَمِدْ كُلٌّ مِنكُم بِاسمِ يسوعَ المَسيح، لِغُفْرانِ خَطاياكم، فتَنالوا عَطِيَّةَ الرُّوحِ القُدُس." (أعمال الرسل 2: 38، 3).

إنَّ فضيلة التوبة التي يحضُّ عليها العهد القديم والجديد (حزقيال 18: 30 11) والعهد الجديد (متى 3: 2)، كانت في كل وقت شرطا أساسيا لمغفرة الخطايا (لوقا 24: 47). إن الخطايا سيتم غفرانها تماماً على صورة "وادٍ يُردَم وجَبَلٍ وتَلٍّ يُخفَض وطريق مُنعَرِجَةُ تُقَوَّم والوَعْرَةُ تُسَهَّل" (لوقا 6: 6).






الأب لويس حزبون - فلسطين
 
قديم 22 - 01 - 2022, 12:40 PM   رقم المشاركة : ( 65060 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,792

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






التوبة على الصعيد الحاضر:

تقوم التوبة على الصعيد الحاضر على الاعتراف بالخطايا والحلة والتعويض. يقوم التائب باعتراف عن خطاياه ضد الله والقريب والذات للكاهن المفوَّض من قبل الكنيسة التي قلَّدها السيد المسيح سلطته الروحية. وفي هذا الصدد يقول مجمع ترانت: "أن الكاهن صاحب السلطة لمغفرة الخطايا لا يمكنه ممارستها كما يقتضي إلاَّ إذا كان له أن يعرف خطايا التائب واستعداده. وهذا ما لا يستطيع الخاطئ إلاّ باعترافه نفسه، كما ولا يستطيع فرض العقوبة (التعويض) المناسبة بدونه" (D. 899). ويُعلق العلامة أوريجانوس " ينبغي ألاَّ يخجل التائب من الاعتراف بخطاياه بين يدي كاهن الرب طالبا الدواء (في تفسيره لسفر الأحبار العظة 2: 4). ويقول البابا بندكتس الحادي عشر "إن عادة الاعتراف هو فعل تواضع وبالتالي فعل تكفير" (D. 470).

وبعد الاعتراف بالخطايا تأني الحلة، وهي الحكم الذي به يُعلن الكاهن باسم المسيح وسلطته مغفرة خطايا التائب. وهذه المغفرة هي الدافع الأساسي لمسيرة التوبة لكي يعود المرء ابنا حراً وشريكاً في حياة الله الآب. والحل من الخطايا ليس إعلان غفران الخطايا يقوم به الكاهن فقط بل حلها بالفعل أيضا. وكما يسوع المسيح غفر خطايا المقعد في كفرناحوم (لوقا 5: 20 شفاء المقعد) وغفر خطايا المرأة الخاطئة (لوقا 7: 47)، كذلك قلد أيضا رسله سلطان مغفرة الخطايا. وذلك عندما ظهر يسوع لرسله مساء قيامته، قالَ لَهم ((السَّلامُ علَيكم! كما أَرسَلَني الآب أُرسِلُكم أَنا أَيضاً. قالَ هذا ونَفَخَ فيهم وقالَ لَهم: ((خُذوا الرُّوحَ القُدُس. مَن غَفَرتُم لَهم خَطاياهم تُغفَرُ لَهم، ومَن أَمسَكتُم عليهمِ الغُفْران يُمسَكُ علَيهم"(يوحَنَّا 19: 19-23). بهذا الكلام وكَّل يسوع إلى رسله الرسالة التي أخذها من أبيه وبشَّرها على الأرض. وهذه الرسالة تقوم بطلب وخلاص ما قد هلك، "لِأَنَّ ابْنَ الإِنسانِ جاءَ لِيَبحَثَ عن الهالِكِ فيُخَلِّصَه (لوقا 19: 10). ويُعلق القديس أمبروسيوس: "ليس عند الله محاباة، فلقد وعد برحمته جميع البشر، وقلَّد رسله سلطان المغفرة، دون أي استثناء" (في التوبة 1/3: 10).

وبعد الحلة لا بدَّ من التكفير أو التعويض عن الخطايا، وهو ما يفرضه الكاهن على الخاطئ تعويضا عن خطاياه. والتعويض في سر الاعتراف يقوم على أعمال الرسل التوبة المفروضة على التائب تكفيرا عما يتأتى عن الخطيئة من عقوبات زمنية ما زالت باقية حتى بعد إن غفرت الخطيئة ورُفع العقاب الأبدي. لذلك يجب على الخاطئ، بعد مغفرة خطيئته، إن يكفر أيضا عنها، كما ورد مع آدم وحواء أبوينا الأولين (التكوين 3: 16) ومريم أخت موسى (العدد 12: 14-15)؛ وداود (2 صموئيل 12: 13-14). وقد طلب المسيح من تلاميذه أن يحملوا الصليب معه (متى 16: 24؛ 10: 38) أي أن يقوموا بأعمال التوبة.






الأب لويس حزبون - فلسطين
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 10:13 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025