19 - 06 - 2012, 12:42 AM | رقم المشاركة : ( 641 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
محبة المسيح للكنيسة في هذه الأعداد يستعرض الرسول بولس محبة الرب للكنيسة في ثلاثة اتجاهات .. أولاً: المحبة التي بها يضمن عروسه لنفسه؛ فيمتلكها، ثانياً: المحبة التي بها تتشكل عروسه لتناسبه وتوافقه؛ وثالثاً: المحبة التي بها يُعِّد عروسه لكي يحضرها لنفسه. أولاً: إن أساس علاقة المسيح مع الكنيسة، عروسه، هو المحبة. فهو أحبها محبة كاملة في الأزل .. محبة إلهية. إنه لم يَمُت من أجلها أولاً وطهرها ومن ثم أحبها. لكن المحبة هي الأساس الذي دفعه أن يسلم نفسه لأجلها. لقد أعطى نفسه بكل ما هو عليه في كمالاته الأدبية دون أي تراجع. ومن ثم امتلكها بحق شرعي كامل. إنه اشترى الكنيسة لنفسه، ومع أن الزفاف لم يتم بعد، فإن العلاقة العُرسية بين المسيح والكنيسة قائمة بالفعل. ثانياً: بعد أن استعرض الرسول محبة المسيح الذي بذل نفسه عن الكنيسة في الماضي، تكلم بعد ذلك عن نشاط تلك المحبة في الزمان الحاضر، فالمحبة التي اشترت في الماضي، مشغولة الآن في الحاضر بفترة الإعداد. إن المحبة مشغولة بتقديس وتطهير العروس ... إنه يطهرنا لكي نكون مناسبين له ومتوافقين مع قداسته. ويستعرض الرسول الوسائل المُستخدمة في ذلك « لكي يقدسها مُطهراً إياها بغسل الماء بالكلمة ». فالكلمة توجه أبصارنا إلى شخصه المبارك، وبذلك نتغير إلى تلك الصورة عينها من مجد إلى مجد كما من الرب الروح ... وهكذا نكون مُشابهين له. ثالثاً: يستعرض الرسول غرض المسيح في المستقبل .. أن يستحضر الكنيسة؛ عروسه لنفسه « لا دنس فيها ولا غضن أو شيء من مثل ذلك، بل تكون مقدسة وبلا عيب ». فليس فقط أن الكنيسة ستصبح بلا دنس أو عيب في المستقبل، ولكنها ستكون « مجيدة »، ستصبح مثل المسيح في مجده، وبالتالي ستكون مؤهلة لحضرته المجيدة. ما أروع قصة الحب العجيب، بل ما أروع ذلك الحبيب الذي ضمن عروسه بنفسه، وأعدها بنفسه، وسيُحضرها لنفسه. إن المحبة هي التي دفعت المهر، وهي التي تولت التجهيز والإعداد، وهي التي ستصل بنا إلى الزفاف. |
||||
19 - 06 - 2012, 12:48 AM | رقم المشاركة : ( 642 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
محبة ووفاء يا لها من عاطفة قوية، تلك التي تحرك أماً بهذه الصورة، فتفرش مسحاً لنفسها على الصخر لتحرس جثتي ولديها المقتولين صلباً مدة طويلة، من ابتداء حصاد الشعير حتى نزول المطر. وإن كانت المحبة حصرت هذه الأم كل هذه الفترة الطويلة نهاراً وليلاً حتى لا يقرب من ولديها طير جارح أو وحش كاسر، وظلت على مسح مفروش على الصخر في الخلاء مدة هذا مقدارها، فكيف لا تحصرنا نحن محبة المسيح الذي مات عنا في مكاننا بديلاً ونائباً؟ كيف لا نطرد أفكاراً وميولاً قد تأخذ قلوبنا بعيداً عن الرب وتنجس عبادة نريدها صافية خالصة وطاهرة عندما نرفعها إلى الرب سيدنا؟ طردت رصفة النوم من عينيها الباكيتين لأن قلبها كان ممتلئاً بحنين عارم أنساها النوم والضنك والإرهاق. وعلى خلاف طبيعتها الرقيقة تصدت لمخاوف الليل وأصوات الوحوش، فماذا يا ترى قياس محبتنا لفادينا عندما نُحيط من حول ذكرى موته لأجلنا، وصورة جسده المبذول ودمه المسفوك ماثلة أمامنا في الخبز والخمر؟ وماذا ياترى تكون محبتنا للمسيح عندما يهجم العدو بكلمات جارحة ضد شخصه الكريم أو ضد موته الكفاري العظيم؟ ها إن أمأً بشرية تبكي ساهرة وتسهر باكية على ولدين قُتلا بيد الأعداء، فماذا نصنع نحن وخطايانا هى التي كانت سبب موت ابن الله؟ إن مديونيتنا للرب يسوع هى مديونية جسيمة جداً، فأين التهاب العاطفة فينا من نحوه؟ وأين اضطرام المحبة في قلوبنا من جهته؟ وأين أنين التوبة في أعماق دواخلنا؟ « اسهروا » - هذه وصية لنا، فهل نجعل من السهر معه ولأجله شغلنا الشاغل؟ وهل نمكث ونُطيل المكوث عند صليبه؟ في هدوء الليل وسكونه قد تفزع رصفة من جثتين رهيبتين على وجه الصحراء، لكن عند قدمي المصلوب الكريم تجتذبنا جلسة هادئة حلوة لنفوسنا، إذ ليس في الدنيا كلها جمال وجلال أبدع وأعظم من جمال الفادي المصلوب وجلال ذلك المُحب العجيب. جلست رصفة في مسح كئيب خشن، أما نحن، والحب يملأ جوانحنا، نجلس في حضرته وبر الله كسوة فاخرة نرفل فيها هادئين هانئين. |
||||
19 - 06 - 2012, 12:48 AM | رقم المشاركة : ( 643 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
محبة يوناثان لداود تقدم داود لمبارزة جليات وانتهى منها وهو مجهول. يخر جبار الفلسطينيين صريعاً عند قدمي داود، ثم يعود داود ورأس الفلسطيني بيده، ولا يزال غير معروف من الملك ومن رئيس جيشه! ولما أخذه أبنير وأحضره إلى شاول، قال له شاول: « ابن مَنْ أنت يا غلام؟ » وهذا نفس ما يراه غير المؤمن في المخلص. « فإن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة، وأما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله » (1كو1: 18). فالمسيح المصلوب الذي هو قوة الله للخلاص هو شخص لا يستحق الذكر في نظر العالم « لأنه لا يعرفه » ويجهل قيمته، وهكذا داود، وهو مخلص إسرائيل، لم يكن في نظر شاول سوى « غلام » عديم الأهمية! وداود كأعظم شخصية برزت في إسرائيل لم تغظه هذه التسمية، بل أجاب الملك جواباً يدل على مقدار ما وصل إليه من الوداعة والحكم على الذات إذ قال: « ابن عبدك يسى البيتلحمي ». قال هذا ورأس الجبار بيده. يا للعجب! فكان سروره أن يلزم دائماً مركز الاتضاع حتى ولو بدا ما يؤكد تفوقه على الجميع. لكن الروح القدس لم يسمح أن يسدل الستار على هذا المشهد المؤلم ـ مشهد ظهر فيه المخلص مُحتقراً وليس مَنْ يعتد به أو مَنْ يقدِّر عمله. فعمل في إحساس يوناثان المؤمن وأثار إعجابه بمخلصه وقاده للشعور العميق بعظمة عمله وفضله عليه وعلى الأمة كلها « وكان لما فرغ من الكلام مع شاول أن نفس يوناثان تعلقت بنفس داود وأحبه يوناثان كنفسه ». ثم تقدم للأمام خطوة أخرى « وقطع يوناثان وداود عهداً لأنه أحبه كنفسه » ولم يقتصر الحال على قطع عهد كلامي، بل تعداه إلى الحالة العملية « وخلع يوناثان الجُبة التي عليه وأعطاها لداود مع ثيابه وسيفه وقوسه ومنطقته ». ومعنى ذلك أنه جرَّد نفسه من كل امتيازاته ومن مقامه وقوته وسلمها لداود عن طيب خاطر. وهذا ما يجب علينا عمله من نحو مخلصنا العزيز. يقول يوحنا الرسول « نحن نحبه لأنه هو أحبنا أولا » (1يو4: 19) ولكنه لا يقتصر على ذلك، بل يفصح عن نوع هذه المحبة فيقول: « يا أولادي لا نحب بالكلام ولا باللسان، بل بالعمل والحق » (1يو3: 18). وقد قيل عن المكدونيين إنهم « أعطوا أنفسهم أولاً للرب » (2كو8: 5). |
||||
19 - 06 - 2012, 12:49 AM | رقم المشاركة : ( 644 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
مدلول قيامة المسيح ما هو مدلول قيامة المسيح؟ 1 - قيامة المسيح أكبر برهان على كون المسيح ابن الله. وكما قرأنا في صدر المقال أن المسيح له سلطان أن يضع ذاته وأن يأخذها أيضاً. 2 - قيامة المسيح برهان على صدق الكتب المقدسة. فالعهد القديم يحتوى الكثير من النبوات على قيامة المسيح (مز10:16،1:110). فلو لم يَقم المسيح من بين الأموات ما كنا لنتأكد من صدق الكتب المقدسة. 3 - قيامة المسيح تؤكد لنا قيامتنا نحن في يوم قادم، لأن المسيح مات وقام، كذلك الأموات في المسيح سيقومون (1تس13:4-18) . والحقيقة أن قوام الإيمان المسيحي مؤسس على أساس القيامة. فإن كان لنا في هذه الحياة فقط رجاء في المسيح، فإننا أشقى جميع الناس (1كو19:15) . 4 - قيامة المسيح برهان على الدينونة العتيدة لغير المؤمنين « لأنه أقام يوماً هو فيه مزمع أن يدين المسكونة بالعدل برجل قد عينه مقدماً للجميع إيماناً إذ أقامه من الأموات » (أع31:17) . 5 - قيامة المسيح هي الأساس لكهنوت المسيح « وأما هذا فمن أجل أنه يبقى إلى الأبد له كهنوت لا يزول. فمن ثم يقدر أن يخلص أيضاً إلى التمام الذين يتقدمون به إلى الله إذ هو حي في كل حين ليشفع فيهم » (عب24:7، 25). 6 - قيامة المسيح تعطى قوة للحياة المسيحية. لا نستطيع أن نحيا لله بقوتنا الذاتية، ولكن بقوة قيامته يعمل فينا ومن خلالنا لكي نسلك في كل رضى عاملين مشيئته لمجد اسمه العظيم. 7 - إنها برهان عظيم على الميراث الأبدي. لأن لنا رجاءً حياً بقيامة يسوع من الأموات، نستطيع أن نختبر حياة ملؤها الرجاء. ولأن المسيح حي، فنحن محروسون لميراث لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل (1بط3:1،4). قام حقاً مَنْ قضى إذ به الآب ارتضى ليمينـــــه ارتقـــــى فوق كل اسمٍ سمـــا وهنـــاك الآن فــــي قمة المجــد المجيـــد قد غدا في مجـده رأس جنسه الجديـد |
||||
19 - 06 - 2012, 12:50 AM | رقم المشاركة : ( 645 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
مذبح المحرقة كان مذبح المحرقة (مذبح النحاس) مكان الدينونة والموت. كانت عنده تُقدم الذبيحة أمام الله ويُسفك دمها هناك، وحياتها كانت في الدم. وكان يجب أن يُرش الدم على المذبح لصنع الكفارة عن الخطية « لأن الدم يكفِّر عن النفس » (لا 17: 11). وأكثر من ذلك كانت نار المذبح تلتهم هذه الذبيحة. كان يلزم أن تتعرض الذبيحة لدينونة آكلة من الأعالي لكي توفي مطاليب الله العادل من جهة الخطية. ولكي يمكن انسياب رحمة الله مجاناً إلى مُقدم الذبيحة على ذلك المذبح، كان يجب أن تُدان الخطية بكل قسوة بقدر ما على الإنسان من مسئولية وما لله من قداسة. وما أوضح ما يُشير به هذا المذبح إلى المسيح الذي جُعل ذبيحة عن الخطية. أليس على الصليب أوقع الله الدينونة على الخطية في ذاك الذي لم يكن يعرف الخطية ولكن جُعل خطية لأجلنا (2كو5: 21)؟ وكان المذبح في مكان ملحوظ وظاهر في فناء خيمة الاجتماع لكي يراه كل مَنْ يقترب وليكون في متناول الجميع (خر40: 6، 29). وكل إسرائيلي كان له الحق في الاقتراب من ذلك المذبح. والواقع إن هذا المذبح كان هو الأداة الوحيدة من بين أدوات الخيمة التي كان يمكن الاقتراب منها بمثل هذه الحرية. كان واحد فقط من الكهنة يخدم عند المذبح، لكن كل ساجد كان له الحق أن يقرِّب قربانه ويأتي به إلى مذبح النحاس هذا (لا1: 3). فذلك المذبح بسبب مركزه الهام، هو إشارة بارزة للمسيح يسوع، الواسطة الوحيدة اللازمة للاقتراب من الله. إن الإنسان يسوع المسيح هو الوسيط الوحيد بين الله والناس، وقد بذل نفسه فدية لأجل الجميع (1تي2: 5،6). لأجل هذه الغاية جاء في الجسد ـ صار جسداً وحلَّ بيننا (يو1: 4). وإذ كان بيننا وضع نفسه حتى الموت لكي تكون لنا حياة ولكي نعيش لله. وليس مطلوباً من الإنسان أن يصعد إلى السماء ليُحدر المسيح، ولا أن ينزل إلى الهاوية لكي يُصعد المسيح من الأموات، بل كلمة الإيمان قريبة منه جداً، إنها في فمه وفي قلبه (رو10: 9،10). إن مذبح النحاس قد أُقيم عند باب مدخل الخيمة في متناول الجميع، لتكون أول ما يواجه الداخل إلى محضر الله. |
||||
19 - 06 - 2012, 01:12 AM | رقم المشاركة : ( 646 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
مسكين إذا أعيا « يارب استمع صلاتي، وليدخل إليك صراخي » (مز1:102) في البستان كان صراخ سيدنا شديداً، كانت الدموع ساخنة. وعند معلمي اليهود كلمة مفادها أن هناك ثلاثة أنواع من الصلوات، وكل نوع أعلى من سابقه. هذه الأنواع الثلاثة هي الصلاة والصراخ والدموع. فالصلاة تُقال في صمت، والصراخ هو الصلاة بصوت مسموع، ولكن الدموع تنتصر على كل شيء، وهذا هو الواقع. فإنه لا يوجد باب لا تستطيع الدموع أن تدخل فيه. وماذا كان صدى هذا الصراخ الشديد والدموع لدى الآب؟ وهو الذي - كالله يسمع أنين الأسير. وقد قال الرب قديماً لموسى « قد رأيت مذلة شعبي ... وسمعت صراخهم ... فنزلت لأنقذهم » أليس بالأحرى صراخ « تقيه » المسكين الذي « سكب شكواه قدام الله »؟ (مز102). نعم، لقد « سُمع له من أجل تقواه ». لا شك أن الملاك الذي ظهر له « من السماء يقويه » ترك أثراً في نفسه له المجد، لأن الملاك، آي ملاك - لا يظهر من تلقاء نفسه، بل يفعل أمر الله عند سماع صوت كلامه. ولا شك أنه - له المجد - كانت له ثقة كاملة في الآب، وبعد أن دخل الآب المشهد، قال الرب لتلاميذه في ثباته المعهود « قوموا ننطلق، هوذا الذي يسلمني قد اقترب ». كل هذا صحيح، ولكنه ليس الاستجابة الكاملة العلنية لصراخه ودموعه، بل كان الجواب الكامل هو في قيامته من الأموات. على أن كلام كاتب الرسالة في هذه المناسبة لم يتعرّض للصليب، بل محور الكلام هو « في أيام جسده » وليس يوم موته، آي أن ما تألم به، كان لغاية خاصة وهى أن يتعلم الطاعة مع كونه ابناً. ولاحظ دقة الوحي، فلم يَقُل « تعلم أن يطيع » فقد كان مجيئه في الجسد، مولوداً من امرأة، مَظـَهراً لمبدأ الطاعة « مع كونه ابناً تعلـَّم الطاعة مما تألم به ». هكذا كان الأمر مع سيدنا الذي تعلم الطاعة. صحيح أن توقيرنا وإعزازنا للرب يسوع يجعلنا نستكثر كلمة « تعلم الطاعة »، لكنها لقطة من لقطات اسمه « العجيب »، لقطة ندرك بها المسافة البعيدة بين ذروة المجد الذي كان فيه منذ الأزل وبين صورة العبد! إنه بكونه الله يقول فيكون، ويأمر فيصير. أما أن يقول بروح النبوة « السيد الرب فتح لي أذناً وأنا لم أعاند » (إش5:50) فهذا شيء جديد عليه، ومن هنا كان أن « تعلـَّم ». |
||||
19 - 06 - 2012, 01:13 AM | رقم المشاركة : ( 647 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
من أجلي .. من أجله! الذي من أجله خسرت كل الأشياء وأنا أحسبها نفاية لكي أربح المسيح.. (في3: 8) يحيا المؤمن على الأرض بين هاتين القمتين الرائعتين: القمة الأولى إدراكه لِما عمله المسيح لأجله، وهذا الإدراك يدفعه لبلوغ القمة الثانية وهي أن يسعى لأن يكون بجملته لأجل المسيح. القمة الأولى منشؤها عمل نعمة الله لأجلنا، والقمة الثانية نتيجة عمل نعمة الله فينا. وبين هذا وذاك يمكننا تتبع كل نواحي الاختبار المسيحي بلوغاً لهذا الهدف السامي « المسيح الكل في الكل، ويستحق الكل ». فعن القمة الأولى والتي شعارها « من أجلي » كتب في رومية4: 25 عن السيد أنه « أُسلم من أجل خطايانا، وأُقيم لأجل تبريرنا ». فموت المسيح كبديلنا حسم مشكلة خطايانا، أما قيامته فوضعت أساس تبريرنا أمام الله بصورة شاملة. ثم يتحدث في رومية8: 32 عما عمله الله لأجلنا في مشهد الكفارة، فيقول إن الله « لم يُشفق على ابنه، بل بذله لأجلنا أجمعين ». وبالتالي « كيف لا يهبنا أيضاً معه كل شيء؟ ». أما في غلاطية2: 2 فبصورة بديعة خصص هذه المحبة الإلهية لنفسه، الأمر الذي يمكن لكل مؤمن أن يفعله ويقول مع الرسول « ابن الله الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي ». نعم يا نفسي: لا تبحثي كثيراً ولا قليلاً عن محبة صادقة فيمن حولك، وكُفّي عن انتظار محبة البشر، فابن الله شخصياً أحبك، وكان موته على الصليب برهان ذا الحب. وكفاك بالمحبة الإلهية زاداً، وكفاك بالحبيب نفسه نصيباً! وإذ عاش الرسول متمتعاً بهذه القمة البديعة، ومحصوراً بتلك المحبة الفريدة (2كو5: 14)، أمكنه أن يبلغ القمة الثانية والتي شعارها « من أجله »، فكتب في رسالة فيلبي عن اختباره قائلاً: « لكن ما كان لي ربحا » أو أرباحاً من الامتيازات الشخصية والدينية السبعة التي ذكرها لتوه « فهذا قد حسبته من أجل المسيح خسارة » هذا عن الماضي « حسبته ». فماذا عن الحاضر؟ يستطرد الرسول « بل إني أحسب كل شيء أيضاً خسارة من أجل فضل (أو 24_i-38627_i-1340059364_i-38628_0632) معرفة المسيح يسوع ربي، الذي من أجله خسرت كل الأشياء، وأنا أحسبها نفاية لكي أربح المسيح وأُوجد فيه » (في3: 7-9). إنه على قدر تمكّن النفس وتمتع القلب بالقمة الأولى، حيث إدراك ما عمله الرب لأجلنا، على قدر سرعة بلوغنا القمة الثانية، حيث حياة التكريس له، والعيشة لمجد اسمه. |
||||
19 - 06 - 2012, 01:16 AM | رقم المشاركة : ( 648 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
مَنْ هو المعلق على الصليب؟ إنه الشخص الحلو الذي قال عنه بنو قورح قديماً « أنت أبرع جمالاً من بني البشر » (مز45) وقالت عنه عروس النشيد « حلقه حلاوة وكله مشتهيات » (نش5)، وكان ضمن أوصافها له « رأسه ذهب إبريز .. خداه كخميلة الطيب .. يداه حلقتان من ذهب .. بطنه عاج أبيض .. ساقاه عمودا رخام .. » هذا هو تقدير الإيمان لشخص المسيح. لكن ماذا عن تقدير البشر له بعد أن قضى في هذا العالم ما يزيد عن الثلاثين عاماً؟ وماذا عن مكافأة الناس له بعد فترة خدمته الجهارية التي دامت أكثر من ثلاث سنين، كان يجول فيها يصنع خيراً، واختبر التعب والجوع والعطش والألم، بل كان رجل أوجاع ومُختبر الحَزَن؟ في الحقيقة، ما عمله البشر هو أنهم ضفروا إكليلاً من شوك ووضعوه على رأسه (مت27: 29)، ذاك المُكلل بالمجد والكرامة. أما عن خديه فنقرأ أن الخدام كانوا يلطمونه بعد أن بصقوا عليه (مر14: 65) وواحد من الخونة (يهوذا الإسخريوطي) طبع عليهما قُبلاته الغاشة. وفي يديه وقدميه دُقت المسامير، وسُمّرت بمطرقة لا تعرف من صاحبها إلا القسوة والوحشية لشخص له كل العواطف الرقيقة. وحتى بعد أن أسلم الروح ومات، لم يسلم المسيح من كراهية البشر حيث نقرأ أن واحداً من العسكر طعن جنبه بحربة، وللوقت خرج دم وماء (يو19: 34). ذاك الذي بطنه عاج أبيض، والذي له أحشاء الرأفات! ليس شيئاً مثل عمل الصليب يبقى ويظل باقياً أبد الدهر، فريد في عظمته، ويشغل مركز الدائرة في كل مشورات الله، ويعلن لكل كائن على الأرض فساد الإنسان، وعداوته لله من جهة، وصلاح ومحبة الله من الجهة الأخرى. يا لعظمة هذا العمل، إن الصليب حقيقة تاريخية وحقيقة أزلية، فالجلجثة بقعة تاريخية، وأحداث الصلب التي تمت في ذات المكان أظهرت مشورة الله الأزلية لخير الإنسان وبركته وسعادته. فكيف أنسى حُبكَ إذ مُتَّ عن ذنبي مُحتملَ التعييرِ والـ آلامِ والصلبِِ |
||||
19 - 06 - 2012, 01:18 AM | رقم المشاركة : ( 649 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
موت الصليب مَنْ في قدرته أن يصف آلام ابن الله حينما سكب للموت نفسه؟ لِما نطق قلبه الحزين بهذا الصراخ المُرّ « إلهي إلهي لماذا تركتني ». رسول أسلمه وآخر أنكره، وكل تلاميذه تركوه وهربوا. الله تحوَّل عنه والإنسان سخر منه وازدراه وبصق في وجهه وجلده وأحط من مقامه بأن جعله في عداد المجرمين. الظلام غطى وجه الأرض ساعات ثلاثاً وأمسى الإنسان - يسوع المسيح - الطاهر الكامل متروكاً من الله، من ثمّ صرخ « إلهي إلهي لماذا تركتني؟ » لم يُسمع صراخ مثل هذا من قبل ولن يُسمع في ما بعد، لأن الله لا يترك إنساناً يستطيع أن يقول بحق « إلهي ». وفي المستقبل حينما يُترك الهالكون ويُطردون من حضرة الله، لا يقدر أن يقول أحدهم صدقاً « إلهي ». والعجب في هذا الصراخ على الصليب، أن الذي استطاع أن يقول في كمال الإيمان والمحبة « إلهي » هو الذي تُرك من الله. وكإنسان استطاع أن يقول ليهوه « أنت إلهي » مع أنه مُعادل لله وهو الابن الوحيد وواحد مع الآب، إلا أنه وُجد في الهيئة كإنسان وأخذ صورة عبد، وكالعبد الكامل كان طعامه أن يفعل مشيئة الذي أرسله ويتمم عمله، وظل طيلة حياته متمتعاً بالشركة مع الآب حتى تسنى له أن يقول « أيها الآب .. أنا علمت أنك في كل حين تسمع لي ». بيد أنه في موت الصليب صرخ قائلاً: « إلهي إلهي لماذا تركتني؟ ». كتب داود هذا الصراخ بالروح مُنبئاً عنه زهاء ألف سنة قبل تمامه، وهو أن المسيا في آلامه سينطق بهذه الكلمات المدوّنة في الأناجيل والتي نطق بها المخلص وهو معلق على الصليب. ويُشير المزمور إلى أن هذا التعبير قد نطق به المسيح لما حمل خطايانا في جسده على الخشبة. منفرداً فوق الصليبِ قد تُركت ولم تجد حولك عينٌ أشفَقتْ والآن عن يمينِ اللهِ قد رُفعت تردد السماءُ مدحَ ما فَعلتْ |
||||
19 - 06 - 2012, 01:19 AM | رقم المشاركة : ( 650 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
موت الصليب إن أكثر المسيحيين لا يعرفون عن صليب المسيح أكثر من قائم خشبي وعارضة ومسامير ومطارق وشهيد متألم يموت بلا رحمة ظلماً وحسداً. وأكثرهم لا يعرفون أن على جبل الجلجثة كان مشهد قضائي رهيب. هناك تهيأت ساحة قضاء محتوم ودينونة لا مفر منها إذا أُريد للخطاة أن يُطلقوا من عقوبة خطاياهم أبرياء، وإذا أُريد لهم أن يقتربوا إلى الله القدوس. كان المشهد القضائي في جلجثة محتوماً وضرورياً لسببين: أولهما أن قداسة الله تطالب بإدانة الخطية. وصرخة المتألم القدوس « إلهي إلهي لماذا تركتني؟ » كانت مُعبرة تماماً عن حقيقة أن الله قدوس مُطلق القداسة. والسبب الثاني هو أن الضمير الذي يتيقظ ليرى حقيقة حالته، لا يمكن له أن يجد سلاماً في حضرة الله قبل أن يعرف أن الخطية قد دينت على أساس العدل المُطلق طبقاً لمطاليب قداسة الله المُطلقة. هذا الضمير لن يجد راحة إلا عندما يتيقن تماماً أنه لا توجد غمامة تحجب الله عنه. هذه هي حالة الضمير المُكمَّل. كان المسيح، بسبب كماله الشخصي، هو حَمَل الله الكُفء لأن يحمل دينونة العدل الإلهي ضد الخطية والخطايا بكيفية رائعة تكفي وتوفي وتزيد على كل مطاليب العدل الإلهي، حتى أن قداسة الله بدلاً من أن تقف ضد الخاطئ الذي يؤمن بكفاية موت المسيح تتحول لتقف إلى جانبه، وهذا هو معنى التبرير. في الصليب دينت الخطية بصرامة بالغة في جسد بديلنا الذي برضاه حمل الدينونة طوعاً باذلاً نفسه حباً فينا لكي بالإيمان به نتبرر ويكون لنا سلام مع الله. مكتوب « الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة » (1بط2: 24) وأيضاً « الذي صنع بنفسه تطهيراً لخطايانا » (عب1: 3). ولو علم صاحب الضمير المستيقظ عظمة هذا الشخص المبارك وقيمة دمه المسفوك لوثق واطمأن إلى كفايته للخلاص. إن الله شبع واكتفى جداً بالفدية التي قدمها يسوع المسيح لمواجهة مطاليب القداسة والعدل. ولأجل ذلك أقامه من الأموات، والآن صوت النعمة ينادي كل خاطئ بعيد، ويعلن أن بر الله يقتضي أن يعطي حياة أبدية وغفراناً لكل مَنْ يؤمن، وهذا هو معنى القول عن الله « ليكون باراً ويبرر مَنْ هو من الإيمان بيسوع » (رو3: 26). |
||||
|