منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15 - 09 - 2012, 11:28 AM   رقم المشاركة : ( 641 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,445

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسين بالحروف الأبجدية

القديسة بيلاجيا أو بيلاجية التائبة



جاء في تاريخ الكنيسة قديسات كثيرات يحملن اسم "بيلاجيا" Pelagia منهن:


القديسين بالحروف الأبجدية


القديسة بيلاجية، القديسه بيلاجيا التائبة

1. الناسكة بيلاجيا التي تابت على يدي القديس نونيوس أسقف الرها وتزيت بزي راهب في جبل الزيتون.
2. عذراء طرسوس الشهيدة بيلاجيا، يعيد لها الغرب في 4 مايو.
3. العذراء الشهيدة بيلاجيا الأنطاكية، يعيد لها الغرب في 9 يونيو.
الناسكة بيلاجيا πελαγία:


تسمى "المجدلية الثالثة" بعد القديسة مريم المصرية التي دعيت بـ"المجدلية الثانية". تحولت هذه الفتاة من حياة الشر والدنس إلى الحياة التقوية النسكية بقوة إلهية فائقة. تعيد لها الكنيسة في 8 أكتوبر (تنيحت حوالي عام 460 م).
يصعب وصف دور بيلاجية التي عاشت في إنطاكية في القرن الخامس لا همَّ لها إلا اقتناص الرجال لممارسة الشر وتقديم كل غالٍ وثمينٍ عند قدميها. كانت تسير في شوارع المدينة بموكب، تمتطي بغلًا أبيض وترتدي ثوبًا خليعًا يبرز مفاتن جسمها، خاصة وأن الله وهبها جمالًا رائعًا، استخدمته لاصطياد النفوس لحساب الشر. كانت تتزين بالجواهر الثمينة والحلي لتعلن دلالها وترفها.
انعقد مجمع في إنطاكية بدعوة من بطريركها حضره مجموعة من الأساقفة من بينهم الأب نونيوس Nonnus أسقف الرُها. وكانت المدينة كلها تتحدث عن هذه الفتاة التي حطمت نفوس الكثيرين حتى من المسيحيين. إذ جلس الأب الأسقف مع زملائه قال: "لقد سررت جداَ أن أرى بيلاجية، فقد بعثها الله درساَ لنا. إنها تبذل كل طاقتها لتحفظ جمالها وتمارس رقصاتها فتسر الناس، أما نحن فأقل غيرة منها في رعاية إيبارشياتنا والاهتمام بنفوسنا". في الليل إذ دخل الأسقف مخدعه كانت نفسه متمررة من أجل هذه المرأة التي يستخدمها العدو لغواية الكثيرين، فصار يبكي بمرارة لكي يحررها الله من هذا الأسر ويهبها خلاصًا. وفي الليل إذ نام حلم أنه يخدم ليتورجية الأفخارستيا (القداس الإلهي)، وإذا به يرتبك لًان طائرًا قبيح المنظر صار يحوم حول المذبح. وعندما صرف الشماس الموعوظين عند بدء قداس المؤمنين انطلق أيضًا الطائر، لكنه دخل إلى غرفة المعمودية عند باب الكنيسة، ثم غطس في المياه ليخرج حمامة بيضاء كالثلج انطلقت نحو السماء واختفت.
في الصباح، إذ كان يوم أحد، وقف الأب الأسقف يعظ عن الدينونة الرهيبة، وإذ كانت بيلاجية حاضرة مع أنها لم تكن قد انضمت إلى صفوف الموعوظين، شعرت كأن الله يوبخها، يرسل لها كلمة وعظ شخصية فبدأت تبكي بدموعٍ مرة، وبعد العظة انطلقت إلى الأسقف تسجد لله حتى الأرض وتطلب صلاة الأسقف عنها.
عمادها:


إذ رأى الكل صدق توبتها قدم لها البطريرك الأنطاكي شماسة تدعى رومانا Romana تتعهدها روحيًا، وإذ نالت سرّ العماد بقيت في ثوبها الأبيض أسبوعًا كاملاَ كعادة الكنيسة الأولى تمتزج دموع توبتها بفرحها الداخلي العميق من أجل غنى مراحم الله. وقد تعلقت الشماسة بها جدًا رغم قلة مدة تعارفها عليها حتى لم تحتمل فراقها بعد ذلك.
انطلاقها إلى أورشليم:


في اليوم الثامن من عمادها جاءت بكل ما تملكه وألقته عند قدميْ الأسقف نونيوس لتوزيعه على الفقراء ثم استبدلت الثوب الأبيض بمسوح، وتزيّت بزيّ رجل وانطلقت إلى أورشليم تحمل اسم "بيلاجوس". وهناك سكنت في مغارة تمارس حياة الوحدة في جبل الزيتون، فجذبت نفوس كثيرة إلى الله بصلاتها وصمتها.
لم يكتشف أحد أمرها إنما عرف الكثير فضائلها كراهب متوحد وبعد ثلاث أو أربع سنوات تنيحت، وإذ أرادوا تكفينها أدركوا أنها امرأة. عرف الأسقف نونيوس برقادها فأعلن بنفسه عن سيرتها، والحوار الذي دار بينه وبينها في لحظات توبتها، إذ كانت تلقب نفسها "بحر الشر"، "هاوية الدنس"، "جوهرة الشيطان وسلاحه".
* يُكتب أيضًا: القديسة بيلاجي.


 
قديم 15 - 09 - 2012, 11:29 AM   رقم المشاركة : ( 642 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,445

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسين بالحروف الأبجدية

الشهيدة بيلاجيا الطرسوسية



قيل إنها فتاة جميلة جدًا من طرسوس، نشأت على يديْ مربية مسيحية، وكان والداها وثنيين، تقدم لها أحد أبناء الأشراف ليتزوجها (قال البعض انه ابن دقلديانوس نفسه أو أحد أقربائه)، فطلبت من والديها أن يسمحا لها بزيارة مربيتها القديمة قبل أن ترتبك بأمر زواجها.
التقت بيلاجيا بمربيتها حيث أعلنت لها أنها قد تأثرت جدًا بتصرفات المسيحيين أثناء عذاباتهم واستشهادهم، وسألتها أن ترشدها إلى الحق. أعلنت المربية لها أسرار الإيمان، وإذ وجدت قلبها ملتهبًا بحب المخلص، أخبرت الأسقف Clino، فقام بتعميدها وتقديم الأسرار المقدسة لها.
عادت الفتاة إلى أهلها تعلن إيمانها الجديد بالسيد المسيح وترفض الزواج، وإذ سمع خطيبها انتحر، أما والدتها فاغتاظت لهذا التصرف وامتلأت حقدًا على ابنتها، فوشت بها لدى الإمبراطور لعله يستطيع أن يؤدبها ويرجعها إلى عقلها ولو بقسوة وعنف.
استدعاها الإمبراطور وإذ رأى جمالها الفائق، فعوض معاقبتها التهب قلبه بحبها وصار يلاطفها معلنًا شوقه للزواج منها. أما هي فكان قلبها قد ارتبط بحب السماويات ورفض كل غنى وشهوات الجسد لذا رفضت الزواج كما أعلنت مسيحيتها بشجاعة أمامه.
تحولت محبة الإمبراطور لها إلى كراهية شديدة ورغبة في إذلالها، إذ حسب رفضها الزواج منه إهانة وإذلال، كما حسب الشهادة للسيد المسيح عداوة شخصية له، لذا أمر بربطها بثور من النحاس يوُضع على النار حتى احترق جسمها، وعاد فطرحها وهي محترقة بالنار وسط الأسود لتأكلها، وإذا بالأسود تتحول عن طبعها الوحشي، وتبقى حارسة لها، لتعلن أن البشرية الجاحدة أكثر عنفًا من الحيوانات المفترسة.
جاء الأب الأسقف وأخذ جسدها المقدس بالرب ودفنها بإكرام عظيم في جبل بالقرب من المدينة. العيد يوم 4 مايو.
 
قديم 15 - 09 - 2012, 11:30 AM   رقم المشاركة : ( 643 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,445

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسين بالحروف الأبجدية

الشهيدة بيلاجية الأنطاكية



امتدحها القديسان إمبروسيوس ويوحنا الذهبي الفم، اللذان ألقيا أكثر من عظة عنها.
غالبًا كانت تلميذة لوقيان، أحاط بمنزلها الجند وهي في سن الخامسة عشرة وأرادوا اغتصابها، وإذ رأت خطر فقدان عفتها يحيط بها يبدو أنها صرخت في داخلها، وبحسب قول القديس يوحنا الذهبي الفم أن الله أوحى إليها أن تستأذن الجند لترتدي بعض الملابس فانطلقت إلى السطح لتلقي بنفسها وهي متهللة لأن الله خلصها من فسادهم!
إيماننا لا يقبل الانتحار في أية صورة من الصور، لكننا لا نعرف ظروف هذه العذراء في إلقاء نفسها بفرح، إنما ما يبرر تصرفها ربما إعلان الله لها بذلك، وأن ما قامت به لم يكن عن ضغطٍ نفسيٍ، وإنما كان بفرح وبهجة لخلاصها من فقدان بتوليتها وعفتها. تنيحت في 9 يونيو (حوالي سنة 311 م).

 
قديم 15 - 09 - 2012, 11:30 AM   رقم المشاركة : ( 644 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,445

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسين بالحروف الأبجدية

القديس بيلوسيانوس


صديق القديس أنبا أنطونيوس الكبير، الذي اشترك مع زميله الراهب إسحق في دفن القديس أنبا أنطونيوس. يبدو أن القديس جيروم الذي حدثنا عنه قد رآه.

 
قديم 15 - 09 - 2012, 11:31 AM   رقم المشاركة : ( 645 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,445

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسين بالحروف الأبجدية

الشهيد بيليوس



القديس بيليوس St. Peleus شهيد مصري في فلسطين. إذ استراحت الكنيسة قليلًا من الاضطهاد بنى بعض المعترفين كنائس في فلسطين، فأرسل فامليان والي فلسطين إلى الإمبراطور غاليريوس يخبره عن الحرية التي ينعم بها المعترفون، فأجابه الطاغية أن يقودهم إلى المناجم في قبرص أو لبنان أو أماكن أخرى. بدأ أولًا بحرق أربعة أشخاص بعد قضاء فترة في مناجم النحاس هم: الأسقفان المصريان بيليوس ونيلس والكاهن إيليا وعلماني. هؤلاء غالبًا استشهدوا في فينون Phunon بالقرب من بترا، في نفس الموضع الذي استشهد فيه تيراميو Tyrammio أسقف غزة ورفقاؤه. استشهد في 19 سبتمبر سنة 310 م.
 
قديم 15 - 09 - 2012, 11:32 AM   رقم المشاركة : ( 646 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,445

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسين بالحروف الأبجدية

الشهيد بيمانون



هذا كان شيخ بلدة بنكلاوس من أعمال البهنسان وكان غنيًا رحومًا على الفقراء، فظهر له السيد المسيح في رؤيا وقال له: "قم امضِ إلى الوالي واعترف باسمي فإن لك إكليلًا معد هناك". فلما استيقظ من نومه فرق كل ماله على الفقراء والمساكين، ثم صلى وخرج إلى البهنسا واعترف بالسيد المسيح.
لما عرف الوالي أنه مقدم بلده، طالبه بأواني الكنيسة التي في بلده وعرض ليه عبادة الأوثان، فأجابه قائلًا: "إني لا أسلم الأواني، أما عبادة الأوثان فإني لا أعبد إلا ربي يسوع المسيح". فأمر الوالي بقطع لسانه وتعذيبه بالعصر والحرق، وكان الرب يخلصه ويشفيه. ثم أرسله الوالي إلى الإسكندرية وهناك أودع السجن.
وكان ليوليوس الأقفهصي أخت بها شيطان، فصلى عنها هذا القديس فشفيت، وشاعت هذه المعجزة بالمدينة فآمن جمع كبير. فغضب الوالي وعذبه بالهنبازين وقلع أظافره وكان الرب يقويه ويشفيه، فلما تعب الوالي من تعذيبه أرسله إلى الصعيد وهناك قطعوا رأسه ونال إكليل الشهادة، فحمل غلمان يوليوس الأقفهصي جسده إلى بلده. العيد يوم 8 أبيب.

 
قديم 15 - 09 - 2012, 11:33 AM   رقم المشاركة : ( 647 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,445

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسين بالحروف الأبجدية

القديس بيمن



"بيمن" باليونانية معناها "راع". إذ تحدثنا عن القديس أيوب (أنوب) قلنا أن سبعة أخوة عاشوا معًا في حياة رهبانية، وهم بيمن وأيوب ويوحنا ويوسف وسنوس ويعقوب وإبراهيم، نشأوا في عائلة تقية فخرج الكل محبين لحياة الزهد وتكريس القلب بالكامل لله. فاق القديس بيمن جميع اخوته في اتضاعه، متى جاء إليه أحد ليسأله أمرًا روحيًا غالبًا ما يرسله إلى أخيه أيوب، قائلًا عنه إنه أكبر منه.
قيل إنه انطلق إلى برية شيهيت في سن مبكر جدًا، حوالي عام 390 م، وبقي هكذا سبعين عامًا حتى تنيح حوالي عام 460 م، عاصر الآباء القديسين أرسانيوس ومقاريوس الكبير ومقاريوس السكندري وغيرهم.
عاصر الثلاث غارات الكبرى للبربر على البرية:


ا. الغارة الأولى سنة 395 م حيث نزل مع إخوته إلى ترنوني (اللطرانة حاليًا)، ومكث فيها مدة مع إخوته الستة في بربا قديمة، عادوا بعدها إلى شيهيت.
ب. الغارة الثانية عام 434 م، حيث نزل إلى مصر (منف).
جـ. الغارة الثالثة عام 444 م حيث تغرب في صعيد مصر فترة من الزمن.
الصوم المعتدل:


إذ سأل الأب يوسف أخاه الأب بيمن عن الطريقة السليمة للصوم، أجابه أنه يفضل أن يأكل الإنسان قليلًا جدًا كل يوم ولا يشبع رغبته في الأكل. أجاب الأب يوسف: "لما كنت صغيرًا ألم تكن تصوم يومين يومين في وقت من الأوقات؟" قال له الأب بيمن: "لقد فعلت ذلك، وأحيانًا كنت أصوم ثلاثة أيام وأحيانًا أخرى أربعة أو أكثر، وكل القدامى تقريبًا مروا بهذه الخبرة لكنهم وجدوا في النهاية أن الأفضل للإنسان أن يأكل كل يوم مقدارًا ضئيلًا جدًا من الطعام، وبهذا أرشدونا إلى طريقٍ مأمونٍ سهل الوصول إلى الملكوت". بهذه الطريقة لا يسقط الإنسان في الكبرياء ولا يذل في الاعتداد بالذات.
بين النسك والمحبة:


كان القديس أنبا بيمن رقيقًا للغاية، مملوءًا حبًا، يهتم بأعمال المحبة والرحمة، فقد قدم لتلاميذه مثلًا بأن رجلًا له ثلاثة أصدقاء، الأول سأله أن يأتي معه إلى الملك فسار به حتى منتصف الطريق، والثاني سأله نفس الأمر وذهب به حتى بلاط القصر، أما الثالث فدخل به داخل البلاط وأوقفه بين يديْ الملك وتكلم عنه في كل ما يريده من الملك. سأله الإخوة عن هذا المثل فقال بأن الصديق الأول هو "النسك والحرمان" اللذين يبلغان بالإنسان إلى منتصف الطريق لكنهما يعجزان عن أن يكملا معه الطريق، والثاني هو الطهارة، أما الثالث فهو "الحب" أو أعمال الرحمة التي تدخل بالإنسان إلى حضرة الله وتشفع فيه بدالة قوية. قيل أن هذا المثل أخذه عن رجل "علماني" جاء لزيارة الرهبان، وألحّ عليه القديس أن يقول كلمة، فقال هذا المثل.
ترفقه بالخطاة:


إذ علم رئيس أحد الأديرة بمنطقة الفرما أن بعض الرهبان ينزلون إلى المدن ويفقدون روح رسالتهم أراد أن يؤدبهم بعنف، فأتى بهم وسط اجتماع الرهبان ونزع عنهم ملابسهم الرهبانية وطردهم إلى العالم. وإذ شعر بتبكيت في داخل نفسه على تصرفه هذا انطلق إلى الأنبا بيمن يطلب مشورته، وكان معه ملابس الرهبان المطرودين. سأله الأنبا بيمن: "أيها الأخ، هل خلعت عنك الإنسان العتيق حتى لم يبقَ له فيك شئ قط؟" أجاب: "للأسف، لازلت أعاني الكثير من عبوديته". قال الأنبا بيمن: "إذًا لماذا تقسو هكذا على إخوتك وأنت لاتزال تحت الآلام، اذهب ابحث عن ضحاياك، وأحضرهم إليَّ".
فذهب وجاء بالإحدى عشر راهبًا، وكانوا نادمين، فقبل القديس بيمن توبتهم وألبسهم إسكيم الرهبنة وصرفهم وهم متجددون.
تظهر محبته وترفقه بالخطاة مما جاء عنه إنه إذ كان في إحدى قرى مصر، كان بجواره أخ يسكن مع امرأة شريرة، وإذ عرف القديس لم يوبخه، بل حين حان وقت ولادتها أرسل الأب مع أحد الأخوه نبيذًا (ربما كدواء)، قائلًا إنه قد يكون في حاجة إليه في هذا اليوم. تألم الأخ جدًا وللحال توجه إلى القديس بيمن يقدم توبة صادقة، إذ ترك المرأة وانطلق إلى البرية وسكن في قلاية مجاورة للقديس وكان يستشيره في كل شئ فسما في الحياة الفاضلة في الرب.
حبه للسكون والوحدة:


لم يكن الصمت عنده فضيلة في حد ذاتها، إذ قال: "إن الصمت من أجل الله جيد، كما أن الكلام من أجل الله جيد."
يظهر ذلك بوضوح عندما جاء إليه أحد الزائرين من موضع بعيد، وكان يخشى ألاّ يفتح له باب قلايته ولا يقابله إذ كان الوقت صومًا، أما هو فقال له: "إني لا أعرف أن أغلق في وجه أحد الباب الخشبي، بل إني أجتهد بمداومة أن أغلق باب لساني".
ومن كلماته:


"قد تجد إنسانًا يظن أنه صامت لكنه يدين الآخرين بفكره، فمن كانت هذه شيمته فهو دائم الكلام... وآخر يتكلم من باكر إلى عشية لكن كلامه فيه نفع للنفس، مثل هذا أجاد الصمت".
قيل انه في بداية حياته الرهبانية كان أخوه بائيسيوس محبًا للخروج والدخول، وله صداقة مع رهبان في أماكن كثيرة، فأبى أنبا بيمن أن يكون الحال هكذا، فعاتب أخاه على تصرفاته هذه ولم يسمع له. ذهب أنبا بيمن إلى أنبا آمون يشتكى له أخاه، فأجابه: "يا بيمن، أما تزال حيًا؟ اذهب ولازم قلايتك وضع في قلبك أن لك سنة كاملة في القبر". وقد أتقن الأنبا بيمن هذا التدريب، حتى إذ جاء إليه كاهن موفد من أحد الأساقفة التزم الصمت، ولما عاتبه الإخوة، أجابهم: "أنا ميت، والميت لا يقدر أن يتكلم".
بالرغم من رقته الشديدة مع الجميع لكنه وضع في قلبه كراهب ألا يلتقي بأحد من أقاربه. جاءت والدته ورأته من بعيد فانطلقت نحو قلايته أما هو فهرب منها. بعث إليها يقول: "إنك لا تبصرينني إلا في الدهر الآتي". ففهمت الأم ما في قلب ابنها وانصرفت.
كان له أحد الأقرباء، سقط ابنه في تجربة مرّة إذ دخله روح شرير، جاء إلى الإسقيط، ورأى جموع كثيرة حول قلايته، فأخذ الشاب ووضعه خارج القلاية واختفي إذ خشى أن يبصره فيهرب. رأى أحد الرهبان الشيوخ ذلك فجمع بعض الرهبان، وطلب من كل منهم أن يصلي على هذا الشاب، ولما جاء دور الأنبا بيمن اعتذر حاسبًا نفسه غير مستحقٍ، ولكن من أجل الطاعة رفع عينيه إلى السماء، وبرقة شديدة قال: "يا الله اشفِ هذه الخليقة وحررها من سيطرة الشيطان"، ثم رشمه بعلامة الصليب كما فعل غيره، وللحال خرج الروح الشرير، وأُعيد الشاب لوالده.
أراد حاكم تلك المنطقة أن يرى الأب بيمن لكنه لم يقبل، فقبض على ابن أخته وسجنه بتهمةٍ ما، وقال انه لن يخرج حتى يأتي الشيخ بنفسه، فجاءت أخته تبكى لينقذ ابنها، فلم يعطها جوابًا، فبدأت تشتمه بكونه قاسي القلب لا يرحم وحيدها، فأجابها: ليس لبيمن أولاد. وإذ سمع الحاكم أرسل إليه يطلب منه ولو كلمة فيطلق ابن أخته. أما هو فأرسل إلى الحاكم يقول له: تصرف بما يليق بالقوانين، فإن كان مستحقًا الموت فليمت، وإن كان بريئًا فأفعل ما تريد.
من كلماته:
  • كما أن الثياب الكثيرة الموضوعة في الخزانة لمدة طويلة تتهرأ، هكذا الأفكار إذا لم ننفذها جسديًا فإنها مع الوقت تتلاشى.
  • أمام كل ألم يعتريك، الصمت هو الصبر.
  • التشتت هو بدء الشرور.
  • الناس في أغلب الأحوال يتكلمون، وفي القليل يعملون.
  • علّم فمك أن يتكلم بمكنونات قلبك.
  • في اللحظة التي نكتم فيها سقطة أخينا يكتم الله سقطاتنا، ولكن عندما نكشفها يكشف الله سقطاتنا.
  • كل ما يتجاوز القياس (المبالغة) هو من الشيطان.
  • الشر لا يبطل الشر أبدًا، إنما إذا أساء إليك أحد أحسن إليه، لأنك بذلك تجحد الشر.
  • كيف نقتنى مخافة الله وفي ديرنا براميل من الجبن وصناديق ملآنة بالأطعمة المملحة؟
 
قديم 15 - 09 - 2012, 11:36 AM   رقم المشاركة : ( 648 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,445

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسين بالحروف الأبجدية

القديس بيمن المعترف



تحتفل الكنيسة بعيد نياحته في التاسع من شهر كيهك. تدعوه "الشهيد بدون سفك دم"، فقد شارك الشهداء شهادتهم للسيد المسيح أمام الولاة، محتملًا عذابات كثيرة من أجل اسم المسيح، وتمتع معهم ببركات رعاية الله الفائقة لهم، فتأهل لرؤى سماوية وسط الآلام، ولكن لم يسمح له الرب بسفك دمه ليتمم رسالته في الكنيسة.
نشأته:


جاء القديس بيمن ثمرة صلوات والديه التقيين الشيخين، ساويرس كاهن مدينة أبسويه بإخميم ومريم العاقر. ظهر ملاك للكاهن في الكنيسة يبشره بميلاد هذا الطفل ويحدثه عن رسالته. نشأ في بيت تقي يتشرب الإيمان الحيّ العملي، وفي التاسعة من عمره أُرسل إلى الكتاب ليتعلم القراءة والكتابة، وكانت نعمة الله تعمل فيه بقوة.
صار جفاف شديد حيث لم يرتفع الفيضان ثلاث سنوات متوالية، تنيح في أثنائه الكاهن ساويرس، وانطلقت مريم العجوز مع الفتى إلى قرية "البيار" ليعمل في بستان أرخن تقي يدعى أمونيوس. كان الفتى يحمل طعامه كل صباح ليقدمه لرجل أعمى يلتقي به في الطريق ويبقى صائمًا حتى التاسعة وهو يعمل في البستان باجتهاد. وقد بارك الرب البستان بصورة غير طبيعية، فشعر أمونيوس أن "بيمن" وراء هذه البركة فسلمه كل أمواله كوكيلٍ عنه. هذه الثقة لم تزد بيمن إلا اجتهادًا ومثابرة، وفي نفس الوقت كانت نفسه ملتهبة بالروح فصار يمارس الصلوات الدائمة وأصبح يصوم يومين يومين ثم ثلاثة أيام، وأحيانًا يبقى الأسبوع كله صائمًا.
تجربة قاسية:


حسد عدو الخير بيمن على نموه الروحي وأمانته في العمل، فأثار بعض العمال الأشرار ضده الذين أدركوا أن طهارته وراء هذا النجاح الفائق فأوعزوا إلى امرأة زانية أن تقترب منه وتغويه. وبالفعل إذ جاءت إليه صارت تسئ التصرف فانتهرها وإذ تمادت في تصرفها ضربها بيده فجاءت على قلبها فسقطت ميتة، فخاف الكل. أما هو فجاء بماء وسكب عليه زيتًا وصلى ثم رشّها بالماء ورشم عليها علامة الصليب فقامت في الحال، وخلعت عنها كل الحلي وألقتها بعيدًا لتسجد أمام بيمن بدموع تطلب منه أن يغفر لها ما ارتكبته في حقه، وتسأله أن يصلي عنها ليقبل الله توبتها، الأمر الذي أدهش الحاضرين. وإذ أعلنت صدق توبتها أرسلها إلى أحد أديرة العذارى.
حياته الديرية:


يبدو أن كان لهذا الحدث أثره لا في حياة المرأة وحدها أو الرجال الذين أتوا بها إليه وإنما في حياة القديس بيمن نفسه، فقد وضع في قلبه أن يترك العمل الزمني ليكرس كل وقته للعبادة، فإن كان قد دفع بالزانية التائبة إلى دير العذارى يليق به أن يلتحق هو أيضًا بأحد الأديرة.
حمل بيمن ما لديه من أمانات وقدمها لزوجة الأرخن ليوّدعها، قائلًا لها: "استودعك الله أيتها الوالدة المباركة، وقد أرضتني تعاليمك الصالحة، وليبارك الله سيدي الأرخن ويخلص نفسيكما ويعوضكما عن تعبكما معي أجرًا سمائيًا. إذ سمعت ذلك السيدة، وكانت تحسبه كأحد أبنائها بكت كثيرًا وسألته ألا يمضي، فأجابها: "هأنذا لي زمان كثير في خدمتكما يا سيدتي، ومن الآن سأكون خادمًا لسيدي يسوع المسيح".
إذ ودّعها انطلق إلى الدير في هناده (بلصفورة) حيث التقي برئيس الدير الذي فرح به من أجل نعمة الله الحالة عليه وبشاشته. جاء الأرخن وصار يقّبل بيمن ويبكي، قائلًا له: "ماذا فعلت بك أيها القديس حتى تمضي وتتركنا يتامى؟! أنت تعلم إنك عندنا أفضل من أخ أو ابن، وكل ما كان لي وضعته تحت تصرفك، وقد بارك اللَّه بيتي وأموالي منذ أتيت إلينا". عندئذ صار رئيس الدير يعزى الأرخن أمونيوس.
اعترافه:


قضى القديس حياته الرهبانية في جهاد روحي نسكي فكان ينمو في الفضيلة.
اشتاق أن يشهد للسيد المسيح فذهب إلى أنصنا وصار يوبخ الوالي على تعذيبه المسيحيين، فأمر بتعذيبه، وإذ وضعه على الهنبازين ظهر رئيس الملائكة ميخائيل وكسره فآمن الجند بالسيد المسيح.
أُلقى على سرير مُحمى بالنار، وإذ لم تصبه النار أخذ أحد الجند سيخًا محمى بالنار وادخله في بطنه، وإذ انتهره القديس على ذلك انفتحت الأرض وابتلعته، فآمن كثيرون.
أُلقى بيمن في السجن وقبل أن يصدر الحكم عليه بالموت كان قسطنطين قد تولى الحكم وجاء الأمر بعدم التعرض للمسيحيين (عام 313 م).
مع الملكة زوجة ثيؤدوسيوس:


عند حديثنا عن القديس إيسيذورس قلنا أن الإمبراطور ثيؤدوسيوس أرسل إلى شيوخ البرية يسألهم إن كان يتزوج بامرأة ثانية لينجب طفلًا يرث الملك، وإذ رفض القديس إيسيذورس زواجه بثانية استراح الإمبراطور إلى حين، وبإيعاز من أخته الشريرة بلخاريا أرسل ثانية ليكرر الطلب، وكان القديس قد تنيح فجاء الآباء برسالة الإمبراطور إلى حيث دُفن القديس فسمعوا صوتًا يقول وان تزوج الإمبراطور عشرة نساء لا ينجب طفلًا حتى لا يشترك نسله مع الهراطقة.
يروى لنا ميمر القديس بيمن المعترف (نسخه يوحنا بن الطحاوي سنة 1266 ش) أن هذا القديس عاصر الإمبراطور ثيؤدوسيوس والتقى بزوجته التي ذاقت الأمرين من أخت الملك بلخاريا. قيل أن الملكة كانت إنسانة تقية تحب كلمة الله والتسبيح، إذ دخلت الكنيسة في روما وجدت شماسًا يُحسن القراءة شجي الصوت، بتول، فسألته أن يحضر إليها في القصر، وكانت تقضي أغلب اليوم تستمع إلى الألحان وقراءة الكتب. وجدت بلخاريا أخت الملك فرصتها إذ كانت شريرة ومتعلقة بأحد رجال البلاط يدعى مرقيان، والذي تزوجته بعد ذلك. ادعت بلخاريا أن الملكة على علاقة دنسة مع الشماس، وإذ وجده الإمبراطور في القصر غضب، وأخذ من يده الكتاب المقدس. حُمل إلى الساحة لإعدامه، وإذ بالطبيعة تثور وملاك الرب يختطفه ليذهب به إلى أورشليم، وإذ خاف الجند أشاعوا أنهم أغرقوه في البحر. حزنت الملكة جدًا إذ ظنت أنها هي السبب في موته لأنها استدعته إلى القصر، فصارت تبكي بمرارة وتطلب من الله أن يكشف للملك عن الحقيقة. وبالفعل إذ نام الملك أرسل الله ملاكه يخبره بكل شئ وأن ما ادعته بلخاريا محض افتراء. استيقظ الملك ليخبر زوجته انه صفح عنها دون أن يخبرها بالرؤيا، وإذ كانت الملكة قد مرضت وتزايد مرضها جدًا استأذنته أن تذهب إلى مصر لتلتقي بالأنبا بيمن المعترف بجوار أخميم. وقد عزاها القديس وطمأنها على الشماس كما شفاها باسم الرب، وقد رفض قبول الهدايا الكثيرة التي قدمتها ماعدا بعض أواني للمذبح بالدير.
مساندته للأسقف:

تعرض أسقف المدينة لضيق من أسقف غير شرعي (أريوسي) قد جمع شعبًا وصار يقاوم الأسقف الأرثوذكسي، فقان الأنبا بيمن ومعه جماعة من الرهبان ذهبوا إلى الأسقف غير الشرعي وجادلوه حتى أفحموه وتبدد هو وجماعته.
 
قديم 15 - 09 - 2012, 11:37 AM   رقم المشاركة : ( 649 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,445

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسين بالحروف الأبجدية

القديس الأب بينوفيوس القس



أحد قديسي القرن الرابع، نشأ في دير بمدينة أنيفو Anepho، أو بانيفيو، أو بانيفيسيس Panephysis، وهى مدينة كبيرة تعرضت لزلزالٍ فتحولت مع القرى المحيطة بها إلى أشبه بمستنقعات، فهجرها سكانها، وأصبحت تصلح لسكنى المتوحدين. موقعها الحالي بحيرة المنزلة. تربى هناك وسط جماعة المتوحدين، وكان ينمو في المعرفة الروحية والحياة التعبدية والنسكية، فصار موضع حب الكل، وفاحت رائحة المسيح الساكن فيه.
عمله التدبيري:


إذ أحبه الرهبان جدًا سيم قسًا بالرغم من امتناعه أولًا، وأصبح مدبرًا لدير يضم مئات الرهبان، فكان مثلًا حيًا للأبوة الصادقة المتضعة. كان يهرب من الكرامات الزمنية فكانت تجرى إليه وتلحقه، وشعر كأن خطرًا يصيبه، لذا فكر جديًا في الهروب من الدير متخفيًا.
هروبه من دير طبانسين:


تخفى القس بينوفيوس وهرب إلى دير طبانسين بالقرب من قنا، في مواجهة دندرة، حيث اشتاق أن يعيش هناك تحت التدبير والطاعة والخضوع عوض الرئاسة. تقدم إلى رئيس الدير، ونصحه الرئيس أن يرجع إلى العالم، إذ يعجز عن أن يبدأ حياته الرهبانية في الدير وهو في هذا السن. ظل بينوفويس واقفًا على الباب يطلب بدموع أن يقبلوه أن يخدم في الدير ولا يقيم كراهب، وتحت الإلحاح قبلوه تحت الاختبار. صار يعمل كمساعدٍ لراهب شاب يعمل في حديقة الدير، فتظاهر كمن هو عاجز عن القيام بالعمل العادي. وكان الراهب الشاب عنيفًا والشيخ في طاعة يسمع له ويتتلمذ على يديه بلا جدال، بل بفرح وسرور. عاش في الدير كأحد الخدم لا يلتفت أحد إليه، وهو بهذا متهلل بالروح. لكن سرعان ما أُعجب به الراهب الشاب وأحبه جدًا.
كان يقوم في الليل بأعمال النظافة في الدير التي يأنف منها باقي الرهبان دون أن يعلم أحد. أما بالنسبة لحياته التعبدية فكان يمارسها في الخفاء مع نسكٍ شديدٍ. وإذا دخل الكنيسة احتل الصف الأخير ليسمع بانسحاق دون أن ينطق بكلمة.
انكشاف أمره:


بعد ثلاث سنوات من ممارسته هذه الحياة الهادئة البعيدة عن الأنظار زار أحد رهبان منطقة البرلس الدير الذي فيه الشيخ. ذُهل حين رآه يحمل السبخ ويضعه حول الأشجار، وإذ تعرف عليه جيدًا وقع عند قدميه طالبًا البركة، وكشف أمره للرهبان معلنًا أنه القس بينوفيوس رئيس دير بالبرلس، له أعماله الرعوية العظيمة وشهرته الفائقة.

صار الأب يبكي بمرارة لانكشاف أمره بين ذهول كل الرهبان ودهشتهم، فخرج معه وفد إلى ديره ليقدموه إلى رهبانه بتكريمٍ عظيمٍ. استقبله رهبانه بفرح عظيم، إذ كانوا يحسبونه أنه خرج للوحدة فترة قصيرة وقد طالت جدًا، لكنهم إذ عرفوا ما فعله كرموه بالأكثر وانتفعوا من اتضاعه وهروبه من المجد الباطل، أما هو فكان يبكي لانكشاف أمره وحرمانه من العمل بعيدًا عن الأنظار.
هروبه إلى بيت لحم:


لم يحتمل قديسنا الكرامة المتزايدة لذا فكر في الهروب خارج مصر حتى لا ينكشف أمره، وبالفعل تسلل في إحدى الليالي منطلقا إلى دير ببيت لحم حيث تقدم للرهبنة، وتحت إلحاح شديد قبلوه كأحد الخدم، وشاءت إرادة الله أن يكون نصيبه هو العمل في قلاية القديس يوحنا كاسيان الذي كتب لنا سيرته وأقواله. لمس فيه القديس يوحنا كاسيان رقته وقداسته فأحبه جدًا، وتكونت بينهما صداقة روحية دون أن يعلم الأول شيئًا عنه. مرت الأيام وجاء أحد الإخوة من دير البرلس وكشف أيضًا أمره، وتكرر الأمر بعودته إلى ديره بكرامة وتبجيل بينما كانت دموعه لا تجف.
زيارة كاسيان له:


إذ زار القديس كاسيان وصديقه جرمانيوس مصر، ذهب إلى صديقه الحميم القس بينوفيوس، حيث وقع على عنقه وقبّله، ومكث معه في قلايته التي كانت تقع في أقصى الحديقة، وكانا يسبحان الله ويمجدانه.
من كلماته:
  • كم هي عديدة الوسائل التي بها ننال مغفرة خطايانا، حتى أنه ما من أحد يشتاق إلى خلاص نفسه يتطرق إليه اليأس، لأنه يرى أنه مدعو للحياة بأدوية كثيرة هذا عددها!
  • يحدث أيضا حتى من باب العطف أن نفكر في سقطات الغير أو أخطائهم، فنتأثر باللذة ونسقط بالتالي في هموم الآخرين.
  • عندما تخطر بذاكرتك الخطايا السابقة، اهرب منها كما يهرب الإنسان البار الشريف متى وجد امرأة عاهرة شريرة تطلبه في الطريق العام بواسطة حديثها معه أو تقبيلها إياه.
* يُكتَب خطأ: بيتوفيوس.

 
قديم 15 - 09 - 2012, 11:38 AM   رقم المشاركة : ( 650 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,445

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسين بالحروف الأبجدية

الأنبا بيهور الأب



أبا بيئور Pior أو بيهور بالقبطية تعني "الذي للإله حورس"، وهو غير أبا أور السابق الحديث عنه. أحب الحياة الرهبانية فانطلق إلى القديس أنبا أنطونيوس الكبير عام 325 م تقريبا وتتلمذ على يديه لسنوات قليلة، وإذ بلغ الخامسة والعشرين اشتاق إلى حياة الوحدة فاستأذن معلمه وانطلق إلى منطقة نتريا حوالي عام 330 م، وعاش في قلاية بعيدة ما بين منطقة نتريا وشيهيت، ربما تقترب من منطقة القلالي، وبقى يتردد أيضا على شيهيت كل أيام حياته.
حفر بئرًا فكان ماؤه مرًا، وظل يشرب منها لمدة 30 عامًا حتى تنيح، وكان زائروه يحضرون ماءًا ليشربوا منه. قيل أن الله جعل الماء المر حلوًا في فمه. تشدد في نسكه فصار يأكل خبزًا جافًا مع خمس زيتونات يوميًا، كما صمم ألا يرى أحدًا من أقاربه.
جاء عنه:


عمل الطوباوي بيهور عند أحد المزارعين وقت الحصاد، ثم ذكره أن يدفع له أجرته فأرجأ الدفع، ورجع أبا بيهور إلى ديره. وفي الموسم الثاني عاد إلى نفس الرجل وجمع المحصول بإرادة صالحة وعاد إلى ديره. مرة أخرى في السنة الثالثة قام أبا بيهور بالعمل نفسه وعاد إلى ديره كما فعل سابقًا دون أن يتقاضى أجرة.
بينما كان الطوباوي فرحًا لأنه غُبن في أجرته امتدت يد المسيح على ذلك البيت، فحمل المزارع أجرة الطوباوي وصار يتنقل بين الأديرة يبحث عنه، وبعد صعوبة ومشقة وجده فسقط عند قدميه وتوسل إليه أن يقبل الأجرة التي له. أما القديس فرفضها قائلًا: "ربما تكون في حاجة إليها، أما أنا فالله يهبني أجرتي"، وإذ ألحّ الرجل متوسلًا أن يقبل الأجرة سمح له القديس أن يقدمها للكنيسة.
  • كان أبا بيهور يأكل وهو يمشي، فسأله أحد الإخوة: "لماذا تأكل هكذا يا أبتي؟" قال: "لا أريد أن يكون الطعام مهنة، إنما يكون عملًا ثانويًا".
  • انعقد في الإسقيط اجتماع بسبب أخٍ أخطأ فتكلم الآباء أمام أبا بيهور فظل صامتًا. ثم نهض وخرج يحمل على كتفه كيسًا مملوءًا رملًا، ووضع قليلًا من الرمل في سلة وحملها أمامهم. فلما سأله الآباء عن سبب تصرفه هذا، قال: "هذا الكيس المليء بالرمل هو خطاياي الكثيرة العدد قد تركتها ورائي لئلا أحزن بسببها فأبكي، أما خطية أخي فهي أمامي انشغل بها إذ أنا أدينه، مع أنه لا يليق بي أن أفعل هكذا، إنما يجب بالأحرى أن أضع خطاياي نصب عيني واهتم بها متضرعًا إلى الله أن يغفر لي". عندئذ قام الآباء قائلين: بالحقيقة هذا هو سبيل الخلاص.
  • هذا التصرف شبيه بتصرف القديس أنبا موسى الأسود الذي حمل كيسًا مملوءًا رملًا على ظهره، وكان به ثقب والرمال تتسرب منه، قائلًا إنه وضع خطاياه وراء ظهره لئلا ينظرها وقد جاء ليدين أخاه.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
ما لم يستطع الناموس أن يتمّمه بالحروف تحقّق بالإيمان
صلوات سهمية بالحروف الأبجدية
ايات بالحروف الابجدية من الكتاب المقدس
توبيكاتنا الجميلة بالحروف الابجدية
الأحباب ينتحرون بالحروف والسهر والحنين


الساعة الآن 02:49 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024